هناك عدة أسباب تدعوني إلى التح دث عن الجوانب النفسية لسلوك الإنسان
خلال حالات الفقد التي قد يتعرض لها خلال مسيرة حياته منذ الطفولة وحتى
الشيخوخة وانتهاء بالوفاة..
فالمراجع العربية في هذا المجال نادرة على فرض وجودها، فمن خلال
متابعتي خلال ما يقارب العقدين من الزمن لمعظم ما ينشر باللغة العربية عن
العلوم النفسية لم أوفق بالعثور على مرجع في هذا المجال، رغم أهميته البالغة
للباحث والمختص في ميدان العلوم النفسية إضافة إلى كل من الطبيب وطالب
الطب والتربية والمعلم وقبل كل هؤلاء الأهل والأسرة..
وهو فقد Real بشكل عام يتظاهر الفقد بعدة مظاهر، فهناك الفقد الحقيقي
،Threatened شخص معين ذو أهمية خاصة بالنسبة إلينا. وهناك الفقد المهدد
وهو ظرف الإنسان الذي يتعامل مع خطورة وفاة شخص هام بالنسبة إليه. وعند
الإنسان فقط من بين كل الكائنات يوجد ما يمكن أن ندعوه الفقد الرمزي
فليس الفقد هنا لإنسان بل لاعتقاد أو فكرة أو طريقة حياة أو حتى ،Symbolic
إذ يتعامل Fantasied لبلد. وهناك أيضا ما يمكن أن ندعوه الفقد الخيالي
الأشخاص كما لو أن هناك فقداً مع أنه لا يوجد سبب واضح لهذا الاعتقاد.
سبق أن تحدثت في كتابي "كيف نفهم الطفل والمراهق" عن تطور الكائن
البشري من الولادة وحتى المراهقة ورأينا كثرة أنواع الفقد والحرمان التي
تفرضها الظروف التطورية المختلفة: فقد الطفل لوحدته مع أمه، وفقد الطفل
الدارج لصورة أمه المهتمة بشؤونه، ونلاحظ فيما بعد فقد متوسط السن والمتقدم
في السن للشباب والصحة الجسدية. وفي الحقيقة، يمكن أن نعتبر كل دورة الحياة
من الولادة إلى الوفاة، كتغيرات في موضوع الحرمان والفردية والفقد..
إضافة لهذه الحرمانات الأساسية المتعلقة بالنمو والتطور، هناك حرمانات أقل
توقعاً مثل الحرمان غير العكوس لوفاة شخص مهم، يمكن للشخص أن يختبر فقداً
دائماً في ظروف الطلاق أو أي نوع من الافتراق يصبح بعد الشخص فيه طويلاً.
وقد يشعر الإنسان بتغير في علاقات الحب، فزوجة كانت معتادة على حب زوجها
لها وإظهار هذا الحب، سوف تشعر بنوع من الفقد عند انشغاله بعمله
ونوع كبير من الفقد لأي شخص هو عند تعرضه لمرض جسدي. وبالطبع
فإن عمليات البتر أو أي عمليات أخرى فيها ضياع لأقسام من الجسم هي مصدر
كبير لشعورنا بالفقد. وقد يشعر الإنسان بالفقد عند اضطراب عمل أ ي عضو من
الأعضاء، أو اضطراب كلي كما يحدث في سن اليأس عند المرأة.
إن أي مرض عضوي يعطي بعض الفقد للآلية الصحية للفرد، فهذا يبدو
صحيحاً تماماً في الأمراض المزمنة حيث يشكل العلاج أيضاً نوعاً من الفقد.
مثال ذلك، شخص عنده داء قلبي رثوي سيطلب منه تحديد نشاطه، ولكن بتقدم
الجراحة القلبية وإمكان إجراء العمل سيعود إلى الشخص استطاعته القيام بحيويته
الكاملة تقريباً، وعندها سيشعر ببعض الفقد لحياته السابقة المحددة. وعلى الرغم
من أنه عاد صحيحاً لكنه يستصعب عودة التلاؤم لطريقته القديمة في معاملة
الناس، وهذا قد يشكل تعقيداً أكبر.
هناك أيضاً أنواع أخرى من الفقدان تسبب ارتكاس حرمان مثل فقد المركز
الاجتماعي، فقد العضوية في تجمع أو جماعة معينة، فقد بيت معين، فقد وظيفة،
فقد ممتلكات شخصية معينة. وشوهدت حالات حرمان في الأشخاص الذين
اضطروا لتطور مدني معين، عندها لم يكتفوا بتغيير سكنهم إلى قسم آخر في
المدينة مثلاً، أو تغيير المدينة أو هجرها، ولكن أيضاً افتقدوا طريقة حياتهم
السابقة. ومن أنواع الفقد المعروفة الدلال. وأكثر من ذلك عديد من الأشخاص
أصيبوا بالانعزال والانسحاب الاجتماعي ليس من فقد إنساناً إنما أيضا قد يكون
من فقد حيوانات أليفة عندهم وشاهدت حالات كثيرة لأناس تعرضوا لارتكاس
شديد من الأسى لفقد حيوان أليف أو طائر.
هذا الكتاب لن يتحدث عن كل هذا الكم الهائل من أنواع الفقد الذي يتعرض
له الإنسان من لحظة ولادته وحتى وفاته، وإنما سيتطرق إلى أهم أنواع الفقد
فقط، وهو استجابة لرغبة العديد من الأصدقاء والزملاء وكذلك استجابة لرغبة
الكثير من أهالي الأطفال والمراهقين ليتعرفوا كيف يمكنهم تفهم الطفل والمراهق
وكيف يمكنهم تفهم الآباء في سنوات الكهولة والشيخوخة من خلال حالات الفقد
الرئيسية، وكيف يمكنهم التعامل مع هذه الحالات بأيسر السبل وأفضل الطرق
وهذا ما حاولت جاهدا أن أعرضه بأسلوب تحليلي مبسط قدر الإمكان، ولا أدري
نصيبي من التوفيق فيما ذهبت إليه.
عرضت في القسم الأول من هذا الكتاب عبر فصوله الأربع نظرتنا للحياة
والمعاني الاجتماعية للمرض، من خلال مفهوم المرض ودور الحضارة
المعاصرة في مساندة العلوم الطبية، وأدوار كل من الطبيب والمريض وثقافة
المشافي والمراكز الطبية الحديثة المنتشرة في عصرنا.
في القسم الثاني من خلال فصليه عرضت ارتكاس الأطفال للمرض
والاستشفاء والجراحة والعجز الجسدي وارتكاس العائلة والكادر الطبي للضغوط
والشدة..
فورشيرد
http://adf.ly/DzZah
الارشيف
http://adf.ly/E59s5
ميديافير
http://adf.ly/EB1Bm
خلال حالات الفقد التي قد يتعرض لها خلال مسيرة حياته منذ الطفولة وحتى
الشيخوخة وانتهاء بالوفاة..
فالمراجع العربية في هذا المجال نادرة على فرض وجودها، فمن خلال
متابعتي خلال ما يقارب العقدين من الزمن لمعظم ما ينشر باللغة العربية عن
العلوم النفسية لم أوفق بالعثور على مرجع في هذا المجال، رغم أهميته البالغة
للباحث والمختص في ميدان العلوم النفسية إضافة إلى كل من الطبيب وطالب
الطب والتربية والمعلم وقبل كل هؤلاء الأهل والأسرة..
وهو فقد Real بشكل عام يتظاهر الفقد بعدة مظاهر، فهناك الفقد الحقيقي
،Threatened شخص معين ذو أهمية خاصة بالنسبة إلينا. وهناك الفقد المهدد
وهو ظرف الإنسان الذي يتعامل مع خطورة وفاة شخص هام بالنسبة إليه. وعند
الإنسان فقط من بين كل الكائنات يوجد ما يمكن أن ندعوه الفقد الرمزي
فليس الفقد هنا لإنسان بل لاعتقاد أو فكرة أو طريقة حياة أو حتى ،Symbolic
إذ يتعامل Fantasied لبلد. وهناك أيضا ما يمكن أن ندعوه الفقد الخيالي
الأشخاص كما لو أن هناك فقداً مع أنه لا يوجد سبب واضح لهذا الاعتقاد.
سبق أن تحدثت في كتابي "كيف نفهم الطفل والمراهق" عن تطور الكائن
البشري من الولادة وحتى المراهقة ورأينا كثرة أنواع الفقد والحرمان التي
تفرضها الظروف التطورية المختلفة: فقد الطفل لوحدته مع أمه، وفقد الطفل
الدارج لصورة أمه المهتمة بشؤونه، ونلاحظ فيما بعد فقد متوسط السن والمتقدم
في السن للشباب والصحة الجسدية. وفي الحقيقة، يمكن أن نعتبر كل دورة الحياة
من الولادة إلى الوفاة، كتغيرات في موضوع الحرمان والفردية والفقد..
إضافة لهذه الحرمانات الأساسية المتعلقة بالنمو والتطور، هناك حرمانات أقل
توقعاً مثل الحرمان غير العكوس لوفاة شخص مهم، يمكن للشخص أن يختبر فقداً
دائماً في ظروف الطلاق أو أي نوع من الافتراق يصبح بعد الشخص فيه طويلاً.
وقد يشعر الإنسان بتغير في علاقات الحب، فزوجة كانت معتادة على حب زوجها
لها وإظهار هذا الحب، سوف تشعر بنوع من الفقد عند انشغاله بعمله
ونوع كبير من الفقد لأي شخص هو عند تعرضه لمرض جسدي. وبالطبع
فإن عمليات البتر أو أي عمليات أخرى فيها ضياع لأقسام من الجسم هي مصدر
كبير لشعورنا بالفقد. وقد يشعر الإنسان بالفقد عند اضطراب عمل أ ي عضو من
الأعضاء، أو اضطراب كلي كما يحدث في سن اليأس عند المرأة.
إن أي مرض عضوي يعطي بعض الفقد للآلية الصحية للفرد، فهذا يبدو
صحيحاً تماماً في الأمراض المزمنة حيث يشكل العلاج أيضاً نوعاً من الفقد.
مثال ذلك، شخص عنده داء قلبي رثوي سيطلب منه تحديد نشاطه، ولكن بتقدم
الجراحة القلبية وإمكان إجراء العمل سيعود إلى الشخص استطاعته القيام بحيويته
الكاملة تقريباً، وعندها سيشعر ببعض الفقد لحياته السابقة المحددة. وعلى الرغم
من أنه عاد صحيحاً لكنه يستصعب عودة التلاؤم لطريقته القديمة في معاملة
الناس، وهذا قد يشكل تعقيداً أكبر.
هناك أيضاً أنواع أخرى من الفقدان تسبب ارتكاس حرمان مثل فقد المركز
الاجتماعي، فقد العضوية في تجمع أو جماعة معينة، فقد بيت معين، فقد وظيفة،
فقد ممتلكات شخصية معينة. وشوهدت حالات حرمان في الأشخاص الذين
اضطروا لتطور مدني معين، عندها لم يكتفوا بتغيير سكنهم إلى قسم آخر في
المدينة مثلاً، أو تغيير المدينة أو هجرها، ولكن أيضاً افتقدوا طريقة حياتهم
السابقة. ومن أنواع الفقد المعروفة الدلال. وأكثر من ذلك عديد من الأشخاص
أصيبوا بالانعزال والانسحاب الاجتماعي ليس من فقد إنساناً إنما أيضا قد يكون
من فقد حيوانات أليفة عندهم وشاهدت حالات كثيرة لأناس تعرضوا لارتكاس
شديد من الأسى لفقد حيوان أليف أو طائر.
هذا الكتاب لن يتحدث عن كل هذا الكم الهائل من أنواع الفقد الذي يتعرض
له الإنسان من لحظة ولادته وحتى وفاته، وإنما سيتطرق إلى أهم أنواع الفقد
فقط، وهو استجابة لرغبة العديد من الأصدقاء والزملاء وكذلك استجابة لرغبة
الكثير من أهالي الأطفال والمراهقين ليتعرفوا كيف يمكنهم تفهم الطفل والمراهق
وكيف يمكنهم تفهم الآباء في سنوات الكهولة والشيخوخة من خلال حالات الفقد
الرئيسية، وكيف يمكنهم التعامل مع هذه الحالات بأيسر السبل وأفضل الطرق
وهذا ما حاولت جاهدا أن أعرضه بأسلوب تحليلي مبسط قدر الإمكان، ولا أدري
نصيبي من التوفيق فيما ذهبت إليه.
عرضت في القسم الأول من هذا الكتاب عبر فصوله الأربع نظرتنا للحياة
والمعاني الاجتماعية للمرض، من خلال مفهوم المرض ودور الحضارة
المعاصرة في مساندة العلوم الطبية، وأدوار كل من الطبيب والمريض وثقافة
المشافي والمراكز الطبية الحديثة المنتشرة في عصرنا.
في القسم الثاني من خلال فصليه عرضت ارتكاس الأطفال للمرض
والاستشفاء والجراحة والعجز الجسدي وارتكاس العائلة والكادر الطبي للضغوط
والشدة..
فورشيرد
http://adf.ly/DzZah
الارشيف
http://adf.ly/E59s5
ميديافير
http://adf.ly/EB1Bm