نبذة الناشر:
تعتبر الطفولة بمراحلها المختلفة، من أهل مرتكزات الحياة الإنسانية، فهي وحياة الإنسان أشبه بالبنيان، فإن صلحت لبنات أساسه، يمكن أن يكتب له أن يكون بنياناً سليماً ويعمر متطاولاً شامخاً مدى الزمن. أما إذا كانت لبنات أساسه ضعيفة واهية، فسرعان ما ينهار فيسقط كومة، وكأنه لم يكن يوماً بنياناً يسر الناظرين.
فقد تكون الطفولة نقطة تحول إلى الأحسن والأفضل، إذا ما لاقت الرعاية والعناية والاهتمام، تماماً كما هي بذرة الشجرة المزروعة في الأرض، إذا وجدت أرضاً محروثة مسمدة مجهزة ومعدة لاستقبالها، تفتحت بارتياح، ومدت جذورها في الأرض غير عابئة ببعض الصعوبات، تنموي، وتزداد نمواً حتى تصبح شجرة وارفة الظلال تعجب النظار وتلفت أنظارهم، فتتباهى بجمالها تيهاً ودلالاً، وهي باسقة الأغصان يزين حضرة أوراقها الزهر والثمر، وتعطي ما وسعها العطاء خيراً ومحبة ووفاء.
ولعل دراسة الطفولة، وما يتعلق بها، تعني الرعاية وتؤكد العناية، وتدل دلالة واضحة على الاهتمام. وعلى مر العصور والأزمان والناس يتسابقون إلى إعداد الأطفال ليعدوا بذلك جيل المستقبل المأمول.
ومن هذا المنطق، تأتي هذه الدراسات عبر صفحات هذا الكتاب لتؤكد ضرورة الاهتمام بجانب أساسي وهام في حياة الطفل. ألا وهو جانب اللغة.
ويأتي دور اللغة كعنصر أساسي في حياة الطفل من خلال اهتمامه بمعرفة خصائص الطفولة في مراحلها المختلفة، ودراسة مراحل النمو الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية واثر كل ذلك على مراحل النمو اللغوي. كما يهتم بدراسة عوامل الاستعداد عند الطفل في تعليم اللغة، ودراسة المهارات اللازمة لدعم الطفل لاجتياز هذا التعلم بشكل سليم. واللغة في أساس التعليم، والإنسان الذي يتعلمها هو إنسان نام وقادر على مواكبة مراحل النمو باستمرار. وذلك لأن اللغة تعتبر نتيجة من نتائج النمو، ومؤدية إلى زيادته في نفس الوقت، وهذا مما يجعلها مظهراً من مظاهر الشخصية الإنسانية، عاملاً هاماً من عوامل نموها وبنائها.
كما أن تعلم اللغة يعتبر مفتاحاً من مفاتيح المعرفة الحاضرة والمستقبلية، فهي تفتح أمام الطفل آفاقاً واسعة شاملة.
ومن هنا يستجهل الكتاب أهميته، في واقع الدراسات الأدبية، والتربوية العلمية المتطورة، من أجل إعداد الطفل إعداداً لغوياُ سليماً يجعله يسهم في بناء متكامل الجوانب شخصيته من كل نواحيها الجسمية والنفسية والعقلية.
الرابط
http://adf.ly/rF7TD