نبذة عن الكتاب :
استهدفنا من إعداد هذه الموضوعات التي تشكل جانباً هاما في بناء علم النفس الفسيولوجي أن تحقق هدفين أساسيين متناسقين , الأول إتاحة الفرصة للقارئ أن يتبين ويعرف عن يقين أن المعرفة الفسيولوجية إنما هي طريق حتمي لفهم أوسع لطبيعة السلوك , سواء أكان سلوكا أنسانيا أو سلوكا حيوانياً .
الأمر الذي يتيح له الفرصة في أن يتنبأ بالسلوك ومن المقدرة على تعديل هذا السلوك أو تحويره , شريطة الفهم الجيد للموضوعات المطروحة في مجال علم النفس الفسيولوجي والإدراك الواعي لمنهج البحث العلمي المستخدم في مجال هذا الفرع من العلم .
فالأمر المستهدف ليس شحن عقل القارئ بمعلومات حول النبضات أو السيلات العصبية , أو الأفعال المنعكسة , والتشريح , وفسيولوجيا الجهاز العصبي . إنما الموضوع أبعد من هذا وهو تحقيق الهدف الثاني ألا وهو تحقيق القدرة على استخدام هذه المعلموات المستقاة في تحليل الطاهرة السلوكية في ضوء الحقائق الفسيولوجية لنبسط نسق تكوينها لتتكامل معرفتنا بها وإن أردنا إعادة تشكيلها فإن منهج المستخدم في مجال علم النفس الفسيولوجي لتتضح لنا الصورة الحقيقية للسلوك ومن ثم الفهم الجلي الواضح .
وفي ضوء هذا جاءت الموضوعات التي تعرض في هذا الكتاب فتاولنا مناهج البحث في علم النفس الفسيولوجي والعوامل البيولوجية والفسيولوجية المساهمة في بناء الشخصية وعرضنا للجهاز العصبي وحللنا السلوك وطللنا على كيفية التركيب التطويري للسلوك والإنفعال والنشاطات النفسية الفسيولوجية ثم تناولنا ما يصيب الشخصية من عطب ويبدو في بعض الأمراض ذات الأصل الفسيولوجي والتاثيرات النفسية والفسيولوجية .
وعرضا للعوامل الكامنة وراء الصرع والتخلف العقلي وانهينا عرضنا بالتأثيرات النفسية والفسيولوجية للعقاقير الطبية ودرها في السلوك .
ولقد جاء هذا كله بأسلوب لايجافي العقل ولا ينقص من قدر المعلومة العلمية ولا بفزع من كان اتجاهه الأدبي السائد .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين. ونقول : ربنا آمنا بنا أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين , ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين سلام على عباده الذين إصطفى .