الكتاب : علم النفس الإكلينيكي
المؤلف :الدكتور عبدالرحمن محمد العيسوي
استاذ علم النفس بكلية الآداب
بجامعتي الاسكندرية - وجامعة بيروت العربية
من اصدار : الدار الجامعية
رقم الطبعة : الطبعة الأولى لعام 1992
نبذة عن الكتاب :
يسعدني أن أقدم للقارئ العربي الكريم كتاب " علم النفس الإكلينيكي " وهو فرع هام من فروع علم النفس التطبيقي الذي أخذت الحاجة تزداد إليه يوما بعد يوم نظراً لتعقد الحياة العصرية
واحتدام الصراع فيها وانتشار الحروب الباردة والساخنة والتهديد بها وازدياد حدة المنافسة والصراع وارتفاع مستوى الطموح لدى الكثرة الغالبة من أبناء المجتمع ولزيادة ضرورة التأهيل
والتخصص العلمي والمهني وحتى يستطيع الإنسان أن يكسب رزقه في عالم أصبح يؤمن بالعلم والتخصصات الدقيقة .
ومن شأن هذا أن يلقي بأعباء ثقيلة على ذهن الفرد وعلى نفسيته , وكذلك فالحياة العصرية لا تتسم بالراحة النفسية وإن كان من العلم الحديث وتطبيقاته التكنولجية قج نجح في تحقيق كثير
من وجوه الراحة المادية للإنسان . ولكنه يدفع ثمن الحضارة التي من ذاته .
ولذلك لا بد من السعي للتعرف على مشاكل الإنسان النفسية والإجتماعية والإقتصادية والجسمية والعقلية والروحية والعلمية والمهنية والأسرية والعمل على حلها ووضع البرامج الكفيلة بالوقاية منها .
ومن هنا تصبح الرعاية النفسية ضرورة حتمية لإنسان اليوم وخاصة في مجتمعنا العربي الناهض الذي يستهدف إعادة بناء الإنسان على أرضه الطبية ليقوى على التصديلتحديات العصر وليدفع عجلة التقدم قدماً إلى الأمام وليعيدلأمته العربية أمجادها الخالدة اوليتمكن من أن يجد لنفسه مكانا تحت الشمس في عالم يحتاج القوة .
لاشك أن الأمراض النفسية والعقلية ومختلف الإضطرابات والأزمات والتوترات والقلاقل تبدد طاقة الإنسان وتصرفه عن معترك الحياة الإيجابية الفاعلة وتمتص طاقته فيقل إنتاجه وإبداعه ولذلك فتحرير الفرد مما يكبل ويقيده من الأغلال والقيود ويعد عملا استثماريا رائعا فعلى قدر ما يتمتع به الإنسان من صحة عقلية وجسمية على قدر ما يزداد إنتاجه وعطاؤه وتضحيته .
ولذلك كانت هناك الدعوة لضرورة توفير الأخصائيين النفسيين في جميع التجمعات البشرية في المصانع و المدارس والشركات والوحدات الإنتاجية والجامعات إلى جانب المستشفيات والعيادات ومراكز التأهيل والتدريب والرعاية والأمومة والطفولة ليقوم الأخصائي النفسي بتقديم الرعاية النفسية لهؤلاء الأفراد .ومن أجل ذلك كانت هناك الدعوة لقيام علم نفس عربي تكون غايته ووجهته وأصوله وأهدافه ووسائله ومنجزاته عربية خالصة .
علم ينبع من واقعنا العربي ويستمد مغطياته من الدرسات المتعمقة على الشخصية العربية بدلا من الاعتماد على النقل من الغرب . وعلم النفس الإكلنيكي من الفروع الحديثة في علم النفس التطبيقي ويسعى لمساعدة المرضى وأرباب الأضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية وذلك من خلال تشخيص حالاتهم والتعرف على من يعانون منع من الأمراض والأعراض العلل والعمل على توفير المعالجات المناسبة وكذلك رسم برامج الوقاية ومنع حدوث الأمراض سلفاً .
إلى جانب ذلك يهتم هذا العمل بإجراء البحوث الميدانية على طوائف مختلفة من الأسوياء بغية الوصول إلى تفسير مرض للمرض النفسي والتعرف على الظروف التي أدت إلى الإصابة به وكذلك عقد المقارنات بين مناهج العلاج الحديث وأساليبه ووسائله وتقنياته ومن هنا كان هذا العلم علما وفنا في آنٍ واحد.
والكتاب الذي أشرف بأن أضعه بين يدي القارئ الكريم يتناول قطفاً من موضعات هذا العلم ويعرضه عرضا تحليليا بغية فهمها والتحكم فيها .والمأمول أن يحقق هذا الكتاب بعون اللع تعالى بعض النفع لقارئيه .
