الملخص:
يمر الطفل عبر رحلته التطورية بخبرات ومواقف تؤثر على نضجه بجوانبه المختلفة, جسمية وعقلية معرفية واجتماعية وانفعالية . ويرى الباحثون أن آثار هذه الخبرات خاصة المؤلمة منها سرعان ما تؤثر في نموه الجسمي أو المعرفي أو الاجتماعي وتظهر أثارها على سلوكه وتصرفاته , في حين أن الخبرات المؤلمة المرتبطة بالجانب الانفعالي الوجداني قلّما تظهر أثارها بشكل مباشر , فقد يستتر تأثيرها المباشر إلى أن تستحوذ على سلوك الطفل بأنماط وأشكال سلوكية مضطربة.
وتتسم الجوانب الانفعالية للطفل في هذه المرحلة بخصائص تميّزه عن غيره من أطفال المراحل الأخرى , وقد يكون بعضها امتدادا متطورا للمرحلة السابقة وأساسا لتطور انفعالاته فيما بعد , إذ تساعده هذه السمات على التوافق والاتزان مع الذات والآخرين , ومن خلالها يشبع الطفل رغبات ويحقق حاجات معينة .
وأيا كانت هذه الانفعالات فإنّ الطفل يتدرب على الارتقاء في تعبيراته عنها باتساع دائرة علاقاته الاجتماعية ومع تقدمه بالعمر وبالتالي يكون أكثر توافقا في التعبير عن هذه الانفعالات مع معايير المجتمع .
هدف البحث الحالي التعرف على المشكلات ذات الطابع الانفعالي لدى أطفال مرحلة الطفولة المبكرة والتي منها أطفال رياض الأطفال والخصائص والسمات الانفعالية التي تميز هذه المرحلة من وجهة نظر المعلمات بشكل عام والإجابة عن الأسئلة آلاتية بشكل خاص :
- ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا بين أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- ما أكثر السمات الوجدانية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- هل هناك فروق في حجم المشكلات الانفعالية وانتشارها بين الأطفال تعود إلى اختلاف جنس الأطفال ؟.
وللإجابة عن هذه الأسئلة استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي واختار الباحث عينة طبقية عشوائية من مجتمع البحث وهو مدارس رياض الأطفال في الباحة للعام الدراسي( 1424- 1425 هـ ) بلغ حجم العينة (46 ) طفلة و (41 ) طفلا . واستخدم الباحـث مقياس المشكلات الانفعالية الذي أعده دوجان (1996 ) وأجرى له صدقا وثباتا إذ بلغ ثباته عن طريق الإعادة (0,89) , أما مقياس السمات الانفعالية فقد أعده الباحث لغاية هذا البحث و تكون من (18 ) فقرة وكان ثباته عـن طريق التجزئة النصفيـة (0,78) .
وللوصول إلى نتائج البحث استخدم الباحث المتوسطات الحسابية والاختبار التائي وقد أشارت النتائج إلى أن تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضـة كان منخفضا إذ بلغ (36,23 ) وهو أقّل من المتوسط الفرضي للمقياس الذي يبلغ ( 60) درجـة . أما أكثر المشكلات الانفعالية بروزا لدى الأطفال فكانت: تقلب المزاج وتذبذبه (2,75 ) , الارتباك عندما يقترب منه المعلم (2,47) , التلعثم والتأتأة في الكلام (2,24 ) , الشـعور بالضيق والإحباط عندما يتعرض للانتقام(2,23) ,البحث عن الرعاية والاهتمـام (2,14) . أما أقل المشكلات الانفعالية بروزا فتتمثل في : التغيب المـتكرر عن المدرسة (1,51) , التشبث بالأهل عند زيارتهم للمدرسة (1,45 ) , ادعاء المرض (1,39) , الفشل في ضبط التبـول (1,26), الهروب من المدرسة (1,22) .
أما في مجال السمات الانفعالية التي تميز أطفال رياض الأطفال فأشارت النتائج إلى أن أبرز هذه السمات هي: التعبير عن الانفعالات بمظاهر وأشكال متعددة قصر مدة الانفعال , الانسحاب من المواقف المحرجة ,تسيطر عليه الغيرة من أقرانه, سيطرة مشاعر الخوف عليه , يستثمر انفعالاته كالبكاء وسيلة للضغط على الراشدين ليحقق بها مكاسب, يتأثر تعبيـره عـن انفعالاته بوجود الراشدين من حوله, ويعبر عن انفعالاته لفظيا خاصة الانفعالات غير السارة .كما لم تظهر النتائج فروقا في حجم المشكلات الانفعالية لدى الأطفال يعود إلى اختلاف الجنس .
مقدمة:
تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر مراحل النمو الإنساني أثرا في تكوين شخصية الطفل وتحديد معالم ما سيكون عليه كراشد مستقبلا, إذ إنّ السنوات الخمس الأولى بما تتضمنه من خبرات سارة أو مؤلمة تسهم إسهاما كبيرا في رسم خطوط حياته المستقبلية .وقد أشارت الدراسات إلى أهمية هذه المرحلة , وتوجه إليها اهتمام الباحثين والمهتمين بجوانب التطور الإنساني.
ويمر الطفل عبر رحلته التطورية بخبرات ومواقف تؤثر على نضجه بجوانبه المختلفة, جسمية وعقلية معرفية واجتماعية وانفعالية . و آثار هذه الخبرات خاصة المؤلمة منها سرعان ما تؤثر في نموه الجسمي أو المعرفي أو الاجتماعي وتظهر أثارها على سلوكه وتصرفاته , فـي حين ان الخبرات المؤلمة المرتبطة بالجانب الانفعالي الوجداني قلّما تظهر آثارها بشكل مباشـر , فقد يستتر تأثيرها المباشر الى ان تستحوذ على سلوك الطفل بأنماط وأشكال سلوكية مضطربة .
وتتسم الجوانب الانفعالية للطفل في هذه المرحلة بخصائص تميزه عن غيره من أطفال المراحل الأخرى , وقد يكون بعضها امتدادا متطورا للمرحلة السابقة وأساسا لتطور انفعالاته فيما بعد , إذ تساعده هذه السمات على التوافق والاتزان مع الذات والآخرين, ومن خلالها يشبع الطفل رغبات ويحقق حاجات معينة .
وأيا كانت هذه الانفعالات فإنّه يتدرب على الارتقاء في تعبيراته عنها , باتساع دائرة علاقاته الاجتماعية ومع تقدمه بالعمر وبالتالي يكون أكثر توافقا في التعبير عن هذه الانفعالات مع معايير المجتمع .
مشكلة البحث
يواجه الطفل العديد من المشكلات والصعوبات الانفعالية ذات طبيعة مؤلمة تشكل مصدر توتر له , وبؤرة قلق وضغط على الوالدين والمعلمين . وقد تعود هذه الصعوبات إلى عوامل داخلية ذاتية أو إلى عوامل بيئية خارجية , فما حجم هذه المشكلات التي تواجهه ؟ وما أهم هذه الصعوبات وأكثرها بروزاً لديه ؟ وما أقلها تأثيرا عليه ؟ .
ولمرحلة الطفولة المبكرة سمات وخصائص وجدانية تميزها عن غيرها تظهر في تعامل الأطفال مع الأحداث البيئية الداخلية والخارجية, فما هي أهم هذه الخصائص الوجدانية ؟ وهل ترتبط هذه الخصائص الانفعالية بما يواجه الطفل من مشكلات وصعوبات انفعالية ؟ وعليه فإن مشكلة البحث تتمثل في تحديد المشكلات الانفعالية التي تواجه الطفل في هذه المرحلة كما يراها ويدركها من يقومون على رعايته وتربيته وهم المعلمون والمعلمات في رياض الأطفال , ومدى تأثر هذه المشكلات واختلافها باختلاف جنس الطفل .
أهمية البحث
تبرز أهمية البحث الحالي في محاولته إلقاء الضوء على أنماط الاضطرابات الوجدانية التي تواجه أطفال مرحلة الطفولة المبكرة وحجم هذه الاضطرابات والمشكلات , وتحديد أهم السمات الانفعالية الوجدانية التي يراها المعلمون في المواقف العملية بعيدا عن الجو الأسري المغلق وبالتالي يمكن العمل على مواجهة هذه المشكلات والتخفيف من آثارها على الطفل وحياته المستقبلية . فقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى وجود مشكلات ترتبط بالجانب الانفعالي للطفل ولكن هذه الدراسات انطلقت من بيئات تختلف عن بيئة الدراسة.
أهداف البحث
يهدف البحث الحالي إلى الإجابة عن الأسئلة ألآتية:-
1- ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات؟
2- ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا بين أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
3- ما أكثر السمات الوجدانية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
4- هل هناك فروق في حجم المشكلات الانفعالية وانتشارها بين الأطفال تعود إلى اختلاف جنس الطفل ؟
منهجية البحث وإجراءاته
تم استخدام المنهج الوصفي في هذا البحث لوصف واقع المشكلات والخصائص الانفعالية التي تصبغ أطفال رياض الأطفال .
مجتمع البحث وعينته
يتكون مجتمع البحث من أطفال رياض الأطفال في منطقة الباحة للعام الدراسي 1424-1425 هـ , أما العينة فتم اختيار روضتين من رياض الأطفال في مدينة الباحة هما روضة مدارس جيل المستقبل والبالغ عددهم (48 ) طالبا وطالبة , وروضة دار خديجة التابعة لجمعية تحفيظ القرآن في الباحة وبلغ عددهم (39 ) طالبا وطالبة للعام الدراسي 1425 / 1426 هـ . وعليه بلغ مجموع عينة البحث (87 ) طالبا وطالبه , منهم( 46 ) طالبا و (41 ) طالبة .
أداة البحث
أ- مقياس المشكلات الانفعالية
تم استخدام مقياس المشكلات الانفعالية الذي أعده دوجان (1996) , تكون من (20 ) فقرة , وقد أجرى له صدقا وثباتا اذ بلغ ثبات المقياس عن طريق الإعادة 89 .,.
ب - مقياس السمات الانفعالية
تم إعداد مقياس السمات الانفعالية من قبل الباحث وفق الإجراءات الآتية :-
الرجوع إلى الأدب النفسي النظري المتضمن الجوانب الانفعالية للطفل وتم إعداد (23 ) فقرة .
صدق المقياس , يشير عودة وملكاوي (1992) أن الصدق الظاهري يعبر عن مدى انتساب مضمون الفقرات للسمة المقاسة , ويؤخذ برأي المحكمين الخبراء كمؤشر للصدق ( عودة وملكاوي ,1992 :193 ) . وبناء عليه تم عرض المقياس بصورته الأولية على مجموعة من الخبراء ذوي الاختصاص في علم النفس والتربية في كلية المعلمين بالباحة , وطلب منهم تحديد مدى مناسبة الفقرات لقياس السمات الانفعالية , فضلا عن صياغة الفقرات وأخذت ملاحظاتهم إذ تم استبعاد خمس فقرات ليصبح عدد فقراته (18 ) فقرة .
ثبات المقياس ,يعرف الثبات بأنه معامل الارتباط بين مجموعتين من القياسات المتكافئة لخاصية معينة لدى مجموعة من الأفراد عن طريق الإعادة او التجزئة النصفية وعندها يسمى عامل الاستقرار (أحمد ,1960 :233 ).
وتم الوصول لثبات المقياس الحالي عن طريق التجزئة النصفية إذ تم تطبيقه على (21 ) طفلا من مجتمع البحث وخارج العينة, وبما أن فقرات المقياس زوجية تم حساب معامل الارتباط بين نصفي المقياس الفقرات الزوجية والفردية وبالغ (78،. ) وعد مقبولا ليصبح المقياس مكونا بصورته النهائية من (18 ) فقرة.
الوسائل الإحصائية
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للإجابة عن الأسئلة الثلاث الأولى. الاختبار التائي للإجابة عن السؤال الرابع .
الخلفية النظرية
يعد النمو الانفعالي من جوانب نمو شخصية الفرد الرئيسة ,وهو من محاور نظريات الشخصية المختلفة كنظرية التحليل النفسي لـ (فرويد ) ونظرية النمو الاجتماعي لـ (اريكسون ) ونظرية التطور المعرفي لـ (بياجية ) وقد تناولت هذه النظريات مراحل التطور المختلفة لدى الفرد ومنها مرحلة الطفولة المبكرة ,فأطلق عليها فرويد المرحلة القضيبية , في حين دعاها اريكسون بمرحلة المبادأة مقابل الشعور بالذنب , أما بياجية فضمنها في مرحلة ما قبل العمليات .
أ- نظرية التحليل النفسي:
قسم فرويد مراحل النمو النفسي إلى خمس مراحل تقع ضمنها المرحلة القضيبية التي تتضمن مرحلة الطفولة المبكرة , ويرى فرويد أن طفل هذه المرحلة يبدأ الاهتمام بأعضائه التناسلية بدافع حب الاستطلاع , وفيها يطور الطفل مشاعر الحب والكره بدءاً من الوالدين فيحب الذكر أمه وتحب البنت والدها , كما يطور الطفل فيها التقليد للوالد من نفس الجنس , اذ تقلد البنت أمها طمعا في حب والدها التي ترى أن حبه لامها لسلوك تقوم به الأم , وكذلك الذكر يقلد أباه طمعا في حب أمه التي تحب أباه لسلوك يقوم به ( الطحان ,1989: 196 ) .
ب- نظرية التطور الاجتماعي (اريكسون )
يرى اريكسون أنّ الطفل أثناء رحلة تطوره يمر بمراحل عمرية كل منها تتضمن أزمة نفسية تجاوزها يؤهله للانتقال إلى المرحلة اللاحقة , وتقع مرحلة الطفولة المبكرة ضمن المرحلة الثالثة من مراحل النمو النفسي وهي مرحلة المبادأة مقابل الشعور بالذنب من (3-5 ) سنوات ويرى أنّ هذه المرحلة يتصف الطفل فيها بالحركة والنشاط والطاقة الجسمية ( الطحان ,1989 :202 ) .
لذا فإن هذه الطاقة الجسمية التي تغلب على الطفل تجعل منه قادرا على ممارسة نشاطات وأعمال أكبر مما يعتقد أو يسمح به الوالدان , فتجده يثور بحدة تجاه القيود التي يفرضها الوالدان عليه , كما ان ذلك يؤدي بالطفل إلى توقعه القيام بنشاطات كبيرة ولكنها قد تفوق قدراته وطاقاته الجسمية ,عند تعرضه للفشل وضعف القدرة على أداء هذا النشاط يشعره بالإحباط , وعليه يغلب على سلوكه الانفعالي الشدة والحدة .
ج- نظرية التطور المعرفي (بياجية )
يمر الطفل بأربع مراحل للتطور العقلي المعرفي منها مرحلة ما قبل العمليات من (2-7 ) سنوات وتتميز هذه المرحلة من مراحل التطور بالتمركز حول الذات , أي أنّ تفكير الطفل يتركز ويتمحور حول وجهة نظره الخاصة بغض النظر عن وجهة نظر الآخرين وذلك لعدم اكتمال القدرة على التفريق والتمييز لذاته عن الآخرين , فلا يستطيع الطفل أن يضع نفسه مكان الآخرين ليرى من منظورهم ويدرك كما يدركون , بل يرى أنّ إدراك الآخرين لا يختلف عن إدراكه لموقف ما فيعجز عن فهم وجهة نظرهم , ويكون لعبه فرديا ضمن الجماعة , وهذا التمركز حول ألذات لا يعني الأنانية بالنسبة للطفل (Miller,1993:53 ) .
ومن هنا نجد أنّ انفعالات الطفل في هذه المرحلة تتأثر بالتمركز حول ألذات و بالتالي تتأثر طبيعة الاستجابة الانفعالية لديه فيغلب عليها الأنانية والعمل على إشباع حاجاته بغض النظر عن حاجات الآخرين ورغباتهم .
ومن خلال هذا الاستعراض النظري نجد أن حياة الطفل الانفعالية تتلون بسمات تميز طبيعة هذه المرحلة النمائية , فيميل نحو الاستقلال مبديا محاولات الاعتماد على الذات فيباديء بالسلوك بحثا عن الاستقلال ومعبرا عنه , ولكن هل هذا السلوك يمكّنه من الانتقال إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات ؟إنّ الطفل يبقى ضعيفا وقليل الحيلة في تنمية القدرة على الاستقلال ولا يزال يعيش في مستوى عقلي معرفي مادي يعتمد على خبراته الذاتية المحدودة التي تفتقر إلى الموضوعية والواقعية .
كما أن الطفل في هذه المرحلة يفتقد القدرة على التدبر والهدوء فهو لم يصل في نضجه العقلي مرحلة تؤهله لتنسيق جهوده وتوجيه أفعاله ليتوافق مع البيئة, ويفتقد إلى الإحساس بالزمن فلا يدرك أن ما لديه من آلام قد تنتهي بعد فترة زمنية أو أن شعوره بالسعادة ليس دائما , لذا فهو يعيش بلا حيلة وبلا تدبير أو روية , فيعيش حياة مليئة بالاضطراب والخلط , فأي ظروف ضاغطة يمر بها تؤثر فيه بشكل بالغ ( إسماعيل ,1995 :383 ) .
وتتأثر علاقة الطفل بوالديه فلا يزال يشعر بحاجته إلى الراشدين من الوالدين وأنه لا يتمتع بالاستقلال عنهم مما يؤدي إلى زيادة حساسيته لطبيعة هذه العلاقة التي تربطه بوالديه , فهي علاقة عاطفية مداها يؤثر في طبيعة الانفعال لديه , فإحساس الطفل أنّ علاقته بوالديه قد تتعرض للاضطراب أو التهديد فإنه يأخذ ذلك مأخذ الجد ويعتبرها تهديدا لكيانه وذاته . ولا يتوقف التأثير على طبيعة العلاقة مع الوالدين يتعداه إلى أساليب التنشئة الاجتماعية التي يمارسها الوالدين فهي ذات أثر كبير على نموه الانفعالي, فمثلا قد يتوقع الوالدان الكثير من الطفل أن يقوم به, كتعلمه مهمة ما كحمل حاجة بشكل سريع بغض النظر عن إمكاناته ومستوى نضجه فيُعامل معاملة الراشدين في كثير من المواقف وتصدر إليه تعليمات يقف عاجزا على إيجاد التوازن بين هذه المطالب وبين مستوى نضجه العقلي من جهة وحاجاته ورغباته من جهة أخرى .
فضلا عن أنّ مفهوم الذات لدى الطفل يتأثر بردود أفعال الوالدين تجاه الطفل وانفعالاتهم, فإذا شعر الطفل بالتذبذب في ردود أفعال الوالدين الانفعالية مما قد يؤدي به إلى الارتباك والبلبلة حول مفهومه عن ذاته , كتعرض الطفل للحب والتقبل تارة والتأنيب والإهمال تارة أخرى , بدون معرفة الطفل لمبررات هذا السلوك . فالمواقف المتباينة التي تصدر من الوالدين تجاه الطفل منها كما يرى إسماعيل (1995) عندما يسعى الأب إلى احتضان ابنه وتقريبه منه فيستجيب الطفل فرحا بذلك ولكن سرعان ما يدفعه الوالد بعيدا عنه عندما يراه متسخا أو مبللا ملابسه, فيبتعد الطفل منزويا بعيدا عن الأب الذي قد يلومه لاحقا لبروده تجاه أبيه وابتعاده عنه , ومن هنا قد لا يدرك الطفل السلوك المقبول من غير المقبول فيتدنى مفهـــوم الذات لديه , وهذا النمط من التعامل والتنشئة يؤدي إلى حدة الانفعال وتذبذبه لدى الطفل ( إسماعيل , 1995 : 383 ) .
ويرى الطحان (1989) أنّ تعبير الطفل عن انفعالاته تتأثر بطبيعة علاقته مع والديه , ويكتسب منهم العديد من الأنماط الانفعالية , فكثير من انفعالاته متعلمة مكتسبة من البيئة , فالطفل لا يخاف من الحشرات مثلا ولكن عند مشاهدة أمه تصرخ لرؤيتها لبعض الحشرات مثلا , يتملكه شعور بالخوف منها(الطحان , 1989 :187 ).
وتتميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة بالحدة والتنوع والتقلب الفجائي فتجده من مستغرق في الضحك إلى حاد البكاء, ومن الخوف والذعر إلى العدوان , ويعود هذا التقلب والحدة الانفعالية إلى بداية إحساس الطفل بنفسه واكتشافها فيسعى إلى الاستقلال وتقليل الاعتماد على الآخرين, وفي سعيه هذا يتملكه الخوف من فقدان الرعاية والاهتمام فتتسم انفعالاته بالحدة والتوتر.
ويرى زهران (1995 ) أن انفعالات الطفل في هذه المرحلة تتميز بالشّدة المبالغ فيها (غضب,حب , كراهية , غيرة ) . كما أنها تتميز بالتنوع والانتقال من انفعال لآخر ( من الانشراح إلى الانقباض , ومن البكاء إلى الضحك ) , وينتقل الطفل من التعبير الجسمي عن انفعالاته إلى التعبيرات اللفظية , وتتركز مشاعر الحب على الوالدين , أما مشاعر الخوف فهي متعلمة وتتأثر بدرجة إحساسه بالأمن وقدرته على التحكم بالبيئة ( زهران ,1995 :213 ) .
ويؤكد المليجي والمليجي (1971 ) على أثر تطور علاقة الطفل بأمه في حدة انفعالاته , فبعد أن كانت علاقة إشباع للحاجات الفسيولوجية أصبحت علاقة عاطفية يصاحبها مشاعر الحب, إلا أنّ هذا الحب قد يفقده الطفل إذا فقد أمه بتحول اهتمامها عنه ولو جزئيا, فتظهر عليه مشاعر الغيرة من أي شخص قد يشاركه هذا الحب , فضلا عن أنّ نمو الطفل العقلي يتركز على اللحظة الراهنة , اى أن رغباته لا تحتمل التأجيل فهو لا يدرك الزمن القادم فتأجيل إشباع حاجته يعني بالنسبة له الحرمان منها , لذا فإن القدرة على تقبل التأجيل تحتاج إلى تطور عقلي لم يصل إليه الطفل بعد (المليجي والمليجي ,1971 :22-23 ) .
وفي هذا الجانب يؤكد إسماعيل (1995 ) على أن أهم ما يميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة هو الحدة الانفعالية , أو العنف وشدة التأثر وعدم الاستقرار , فهو يغضب لحد التشنج أو العدوان , ويخاف لحد الذعر, ويغار لحد التحطيم , ويحزن لحد الاكتئاب , ويفرح لحد الابتهاج والنشوة . ثم التذبذب السريع بين هذه الحالات , فما أن تجده متألمــــا إلى أن تراه قد لبس حلة من السعادة والابتهـاج (إسماعيل ,1995 :381 ) .
ويطلق على هذه المرحلة من الطفولة مرحلة الطفولة الثائرة التي تشهد نشاطا انفعاليا حادا , وتتميز انفعالاتها بالتنوع , إذ يعبر الطفل حركيا عن انفعالاته نتيجة اتساع علاقاته الاجتماعية واتصاله بالآخرين , فيظهر عليه الغضب والفرح والحزن والبكاء والشعور بالضيق والغيرة والمحبة فتظهر انفعالاته أكثر تنوعا وأشد تعقيدا. وتتقلب انفعالاته فتراه سريع البكاء سريع الفرح والضحك سريع الحزن سريع الارتياح , فيضحك والدموع لازالت في عينيه, كما أنها متطرفة حادة لا تعرف الاعتدال إما حب مبالغ فيه أو غضب مفرط , أما مداها فهو قصير لا يدوم وسرعان ما تظهر مشاعره الانفعالية على تقاطيع وجهه فلا يستطيع التحكم بانفعالاته وإخفاء مشاعره ( الهاشمي , 1990 :132 ) .
ويمكن أن نخلص إلى ان هناك العديد من المظاهر والسمات الانفعالية لطفل هذه المرحلة منها :
- الحدة والشدة الانفعالية بشكل مبالغ فيه
- التنوع الانفعالي
- التقلب والتذبذب الانفعالي ( من الغضب إلى السرور مثلا ) .
- عدم الاستقرار
- التعبير اللفظي عن الانفعالات.
- قصر فترة الانفعال.
- الشفافية في التعبير عن الانفعال,أي أن الانفعال سرعان ما يظهر على قسمات وجهه ويصعب إخفاؤه .
أما أكثر الانفعالات شيوعا لدى أطفال هذه المرحلة فهي :
- الخوف , وقد يظهر لدى الطفل نتيجة لقصور تطوره العقلي عن إدراك حجم المخاطر التي تهدد حياته,أو الحماية الزائدة أو القسوة والخبرات المؤلمة ,الحرمان العاطفي كترك الأم طفلها دون رعاية وغيابها عنه لفترة طويلة , سرد القصص والحكايات المخيفة أو رؤية الأفلام المرعبة, التقليد لمخاوف الكبار .
- الغيرة , وهي انفعال مركب من الغضب والكراهية والحزن والخوف والقلق والعدوان , تحدث عندما يشعر الطفل أنّ تهديدا قد يفقده الحب والدفء العاطفي , وقد تتأثر الغيرة بضعف الصحة الجسمية للطفل , الخبرات المؤلمة , البيئة المنزلية المضطربة, التفريق بين الأطفال في الأسرة , إهمال الوالدين للطفل عند قدوم طفل جديد .( منصور وعبد السلام , 1989 :339 ) .
- الغضب , يغضب الطفل لكثرة المواقف المثيرة في حياته , فضلا عن انه يجد في ثورات الغضب وسيلة سهلة لتحقيق مطالبه وذلك عندما يحبط الطفل وتكثر الحواجز التي تحول دون تحقيق رغباته.
- حب الاستطلاع والاكتشاف, ويظهر هذا الشكل لدى الطفل حين يكثر من طرح الأسئلة , وجمع المعلومات وفحص الأشياء وما يصاحب ذلك من إتلاف للأثاث المنزلي أحيانا.
- العناد وقلة الطاعة
- المرح والسرور
- الحب
- الاكتئاب , وهو شعور بالحزن والغم مصحوبا بانخفاض في الفاعلية غالبا ومن أسبابه الشعور بالذنب والعجز والتوتر , أو الاستجابة والاستسلام لخسارة عاطفية كانفصال الوالدين , الصراعات الأسرية الشديدة والمتكررة , والاضطرابات الفسيولوجية .
- الخجل , ويظهر في تجنب الآخرين , ضعف الثقة بالنفس , وقد يعود ذلك إلى مشاعر عدم الأمن إما للحماية الزائدة او الإهمال الشديد ,أو تدني مفهوم الذات ( العناني ,1997 :160 ) .
الدراسات السابقة
هناك العديد من الدراسات التي أجريت حول المشكلات التي تصدر من الطفل ومنها :
دراسة أجراها بيبرس (1988 ) هدفت التعرف على طبيعة المخاوف التي تشيع لدى أطفال رياض الأطفال في الأردن , وتكونت العينة من (145 ) طفلا وطفلة, وتوصل إلى أن أكثر المخاوف انتشارا بين عينة الدراسة هي الخوف من الحيوانات , والخوف من الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد , الخوف من الجروح , أو السير أو البقاء وحيدا .
ودراسة قام بها بدر (1989 ) , كان الهدف منها التعرف على أشكال السلوك العدواني لدى أطفال المرحلة الابتدائية في الغرفة الصفية , وشملت العينة ( 270 ) فصلا دراسيا ذكورا وإناثا, وأشارت نتائج الدراسة إلى أن اكثر السلوك العدواني انتشارا هي : الوشاية , الكذب , الشتم , أما أقلّها بروزا لدى الأطفال فهي: تقليد المعلم , استخدام عبارات بذيئة , عدم إطاعة الأوامر.
وفي دراسة مسحية أجراها القهوجي ( 1992 ) للتعرف على المشكلات السلوكية لدى أطفال الصفوف الأربعة الدنيا في الأردن من وجهة نظر المعلمين شملت (228 ) معلما ومعلمة , أظهرت نتائجها أن أكثر المشكلات انتشارا في الجانب الانفعالي هي :تشتت الانتباه ,ضعف التركيز ,البطء الشديد أثناء تأدية العمل,وضعف الثقة بالنفس .
أما صوالحة (1993) فقد قام بدراسة المشكلات السلوكية المنتشرة لدى الأطفال الذكور في الصفوف الثلاث الأولى في المدارس المؤنثة شملت (120 ) معلمة أشارت النتائج ان حجم المشكلات يتزايد بحسب ارتفاع مستوى الصف, فالصف الأول اقل حجما في المشكلات ثم الثاني ثم الثالث .
وأجرى وايتكر (Whitaker .1993 ) دراسة هدفت العرف اثر حنان الأم والحرمان العاطفي على تطور سلوك الخجل لدى أطفال الصف الأول الأساسي من وجهة نظر الأمهات والمعلمات , وقد أظهرت النتائج وجود علاقة بين تدني مستوى تعاطف الأم وزيادة سلوك الخجل لدى الأطفال .
وقامت الصرايرة (1994 ) بإجراء دراسة هدفت التعرف على درجة شيوع واستمرارية المشكلات السلوكية الانفعالية والاجتماعية لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات والأمهات تكونت عينة الدراسة من (94 ) معلمة و (96 ) ولية أمر, وأشارت النتائج إلى أن أكثر المشكلات شيوعا هي: النشاط الزائد ,كثرة الإلحاح , سرعة الانفعال , الحساسية الزائدة , العناد, والصراخ والبكاء , أمّا أكثر المشكلات استمرارية فهي : النشاط الزائد ,الغيرة ,الإلحاح , الحساسية الزائدة, وسرعة الانفعال .
كما قامت الخليفي (1994 ) بدراسة المشكلات السلوكية لدى أطفال المرحلة الابتدائية في قطر شملت العينة (462 ) طفلا وطفلة , وأشارت النتائج إلى انخفاض حجم المشكلات السلوكية , وأنّ هذه المشكلات يزداد حجمها وانتشارها بتقدم الأطفال بالعمر أي بزيادة مستوى الصف الدراسي .
نتائج البحث ومناقشتها
أولا: فيما يتعلق بالسؤال الأول والذي ينص على " ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال مرحلة رياض الأطفال كما تراها المعلمات ".أشارت النتائج إلى أن حجم المشكلات الانفعالية كان منخفضا كما يتضح من الجدول (1) .
الجدول (1) المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للمشكلات الانفعالية مرتبة تنازلياً*
ترتيب الفقرة رقمها في المقياس الفقرة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
1 17 متقلب ومتذبذب المزاج 2,75 1,32
2 1 يشعر بالارتباك عند اقتراب المعلم منه 2,47 1,23
3 8 يتلعثم ويتأتئ في الكلام 2,24 1,20
4 13 يشعر بالضيق والإحباط عند انتقاده 2,23 1,05
5 20 يبحث عن الرعاية والاهتمام المتكرر 2,14 1,17
6 16 ينفعل بشدة عندما يحبط 2,11 1,18
7 15 يفشل في التعبير عن مشاعره 2,01 1,04
8 9 يتردد في المبادأة بسلوك ما 1,88 1,06
9 12 ينسى بشكل متكرر 1,88 1,11
10 18 يظهر اللامبالاة وعدم الاكتراث 1,78 0,96
11 10 يحجم عن الإجابة مع معرفته بها 1,76 1,05
12 11 يقضم أظافره بشكل ملحوظ 1,67 0,99
13 19 يتجاهل التقيد بالانضباط المدرسي 1,65 0,99
14 3 يبكي بشكل متكرر 1,54 0,98
15 7 يتغيب عند المدرسة بشكل ملحوظ 1,51 0,88
16 4 يتشبث بأهله عند زيارتهم للمدرسة 1,45 0,96
17 6 يدعي المرض 1,39 0,79
18 2 يفشل في ضبط سلوك التبول 1,29 0,73
19 14 يلجأ إلى أحلام اليقظة والسرحان 1,26 0,71
20 5 يهرب من المدرسة 1,22 0,69
المتوسط الحسابي والانحراف الكلي للمقياس 36,23 11,61
* يتراوح مدى التقديرات لكل فقرة من 1-5 وللمقياس من 20- 100إذ يشير الرقم( 1) إلى عدم وجود مشكلة لدى الطفل نهائيا أمّا الرقم(5) فيشير إلى أنّ الطفل يواجه هذه المشكلة بشكل دائم .
يتضح من الجدول (1) أن تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة كان منخفضا من خلال تقديرهن لحجم هذه المشكلات لدى الأطفال الذين يشرفن عليهم , إذ يتراوح مدى التقدير لحجم المشكلات من (1-5 ) أى بمتوسط قدره (3 ) درجات وبمقارنة متوسط تقدير المعلمات لكل مشكلة نجد أنّ آيّا من هذه المشكلات لم يتجاوز المتوسط الفرضي للمقياس (60), فكان متوسط التقدير أقل من المتوسط الفرضي بمعنى أنّ هذه التقدير كان منخفضا .
إن التحاق الطفل بالروضة حدث مثير بالنسبة له , ويعتمد مدى توافقه وتفاعله مع أنشطة الروضة على ما كان قد أعد وتهيأ له في البيت , إن انتقال الطفل من البيت إلى الروضة يتوقع أن يبرز حجما متوسطا أو مرتفعا للمشكلات الانفعالية لديه كردة فعل لهذا الانتقال المفاجئ من البيت إلى الروضة إلاّ أنّ نتائج هذا البحث أفادت خلاف ذلك , ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض في تقدير حجم المشكلات إلى أنّ الطفل في هذه الفترة العمرية يميل إلى الثبات والاستقرار الانفعالي ويبدأ بتوجيه انفعالاته إلى اكثر من نشاط في الروضة ويتعلم كيف يتحكم بانفعالاته ويتقبل تأخير إشباع رغباته .
وعند التحاق الطفل بالروضة يحتك بالعديد من الأطفال يتفاعل معهم وتتسع دائرة علاقاته الاجتماعية وهذه العلاقات الجديدة تتطلب منه تعديل في انفعالاته ويتعلم طرق جديدة للتعبير عنها تنسجم مع رغباته ورغباته أقرانه , وهذا يؤدي به إلي التعبير عن انفعالاته بأقل حدة عما هي عليه في البيت , فضلا عن أنه يجد في اللعب مع أقرانه متنفسا لانفعالاته وميوله التنافسية, وتنتظم العلاقات الاجتماعية في الوسط الجديد الذي التحق به الطفل, وأن هذا الانتقال يساعد الطفل على تطوير سلوك الاستقلال عن الوالدين ويبدو فيه الطفل أكثر اعتمادا على الذات مما كان عليه في الأسرة ويشبع رغباته بقدر أاكبر من الثقة بالنفس .
ومما أسهم في هذا التقدير المنخفض لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة أنّ من قام بتقدير حجم هذه المشكلات هن معلمات إناث الأمر الذي يبدو فيه أنّ المعلمة تتعامل مع الأطفال امتدادا واستمرارا لسلوكها الأنثوي الأمومي , فهي كأم تتحمل سلوك أطفالها وتصرفاتهم وتعبيراتهم الانفعالية التي تبدو لها سلوكات عادية لا غرابة فيها ,وهي معتادة على مثل هذه التعبيرات الانفعالية .
وترى الدقاق (1989 ) أنّ من الخصائص التي تميز المرأة المعلمة وتتميز بها أنّ تعاملها مع الأطفال وخصائصهم هو امتداد لدورها ووظيفتها كأم تعمل على تنشئة أطفالها ورعايتهم . وتعد المعلمة أكثر رعاية واهتماما بالأطفال , وأقل إثارة لمخاوفهم من المعلمين , وينعكس هذا الاهتمام على ردة فعل الأطفال واستجاباتهم لتعليمات المعلمة ورغباتها تحاشيا لاستثارة غضبها وطمعا في كسب ودها , فضلا عن أنّ طبيعة المرأة وما يغلب على سلوكها من مشاعر الود والحنان يساعدها على تحمل ما يصدر عن الأطفال من تصرفات فتقلل من أهميته ويقل تقديرها لحجمه ( الدقاق ,1989 ) .
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه صوالحة (1993 ) والخليفي (1994) التي أشارت نتائجهما إلى انخفاض حجم المشكلات السلوكية لدى أطفال الصف الأول القريب من سن الدراسة الحالية والى أنّ المشكلات تتزايد مع تقدم الطفل مع العمر.
ثانيا : فيما يتعلق بالسؤال الثاني والذي ينص"ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا لدى أطفال رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات " .
يتضح من الجدول (1 ) بروز عدد من المشكلات الانفعالية احتلت مراكز متقدمة من وجهة نظر المعلمات مثل : تقلب المزاج وتذبذبه (2,75 ) , الارتباك عندما يقترب منه المعلم (2,47) , التلعثم والتأتأة في الكلام (2,24 ) , الشعور بالضيق والإحباط عندما يتعرض للانتقاد(2,23) , البحث عن الرعاية والاهتمام (2,14) .
أما اقل المشكلات الانفعالية بروزا فتتمثل في: التغيب المتكرر عن المدرسة (1,51) , التشبث بالأهل عند زيارتهم للمدرسة (1,45 ) , ادعاء المرض (1,39) , الفشل في ضبط التبول (1,26), الهروب من المدرسة (1,22) .
إنّ بروز عدد من المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة كما اتضح من الجدول (1 ) قد يعزى إلى صعوبة الانتقال من جو البيت إلى جو الروضة , إذ كان الطفل محط عناية واهتمام الوالدين فينال من الرعاية والاهتمام الكثير , وهو حديث عهد بالانفصال عن الأسرة والوالدين الأمر الذي يؤدي إلى غلبة الشعور بحاجته للرعاية والاهتمام من قبل الراشدين المتمثل بالمعلمة.
كما أنّ انتقال الطفل من البيت إلى الروضة وقد اعتاد في البيت على أنماط سلوك يتمتع فيها بحرية التصرف فيجد في بيئة الروضة الجديدة بيئة مقيدة لا تخلو من القيود التي لم يعتد عليها وبعض الأنظمة والتعليمات التي تحدد ما يسمح له به وما لا يسمح به مما يضيق مساحة الحرية التي كان يتمتع بها في البيت, فضلا عن نقص خبرته ومعرفته لما يسمح له القيام به فتجده حذرا لما يصدر منه من سلوك قد يقابل بالرفض أو الاستهجان فيشعر بالارتباك ويخشى الانتقاد فتتزايد لديه مشاعر الضيق والإحباط, ويتجنب المبادأة في التصرف خوفا من تبعيات هذا التصرف التي يجهلها.
أما فيما يتعلق بالمشكلات التي احتلت أقل التقديرات من وجهة نظر المعلمات كالتشبث بالأهل أو ادعاء المرض , او التبول, أو الهروب من الروضة, فقد يعود هذا الانخفاض في حجم هذه المشكلات إلى أنّ الطفل قد وصل إلى مرحلة متقدمة من التدرب على الإخراج وضبط التبول وتعلم كيفية قضاء حاجاته وفق معايير الروضة والتي تتساهل في هذا الجانب وتعطي الطفل حرية الحركة والخروج إلى الحمام بدون قيود معيقة .
فضلا عن أنّ الطفل يكون قد اعتاد على أقرانه ولمس بينهم الألفة والشعور بالأمن من خلال مشاركتهم ألعابهم الجماعية أو حتى الألعاب الفردية ضمن الجماعة مما يقلل من تعلق الطفل بذويه . إذ يبرز التعلق لدى الطفل بأمه في مرحلة مبكرة من حياة الطفل لاعتماده كليا على أمه في تصريف شؤون حياته , فهي مصدر للأمن وإشباع الحاجات الأساسية للطفل , فسلوك التعلق في العادة تخف حدته عندما يبدأ الطفل بالانشغال بنشاط إنساني آخر كتفاعله مع الآخرين مما يساعده على تقبل الروضة ( هرمز وإبراهيم ,1988 ) , وهذا الانشغال في نشاطات الروضة يجعل منها بيئة جاذبة , لذا انخفض تقدير المعلمات لحجم مشكلة الهروب من الروضة , أو ادعاء المرض للتهرب منها .
ثالثا : بالنسبة للسؤال الثالث ونصه " ما أكثر السمات الانفعالية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات " ؟
للوصول الى الإجابة عن هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري لتقدير المعلمات لمدى وجود هذه السمات لدى أطفال الروضة كما هو مبين في الجدول ( 2) .
الجدول (2 ) السمات الانفعالية لدى أطفال الروضة مرتبة تنازليا كما تراها المعلمات
ترتيب
السمة السمة الانفعالية المتوسط
الحسابي الانحراف
المعياري
1 يعبر عن انفعالاته بشكل صريح ومباشر 3,15 0,24
2 انفعاله متذبذب ومتقلب 3,12 0,56
3 يعبر عن انفعالاته بمظاهر وأشكال متعددة 3,11 0,70
4 مدة انفعاله قصيرة وآنية 2,92 0,78
5 يغلب عليه الانسحاب من المواقف الحرجة 2,92 0,91
6 تتسم انفعالاته بالغيرة من الأقران 2,8 0,78
7 تسيطر على انفعالاته الخوف والرهبة 2,8 0,49
8 يستخدم انفعالاته كوسيلة للضغط على الآخرين 2,71 0,75
9 يتأثر تعبيره عن انفعالاته بتواجد الراشدين 2,69 0,66
10 يغلب على انفعالاته الاحتجاج اللفظي 2,577 1,01
11 يصاحب انفعالاته سلوكات عدوانية 2,46 0,93
12 يغلب على انفعالاته التعبير اللفظي اكثر من الجسمي 2,45 0,72
13 تتأثر انفعالاته بطبيعة علاقته بالمعلمة 2,42 0,92
14 ينفعل بشدة بغض النظر عن شدة المثير 2,38 0,718
15 يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود أقرانه 2,34 0,73
16 يظهر عليه الاستغراق في أحلام اليقظة 2,3 0,66
17 تسيطر على انفعالاته الأنانية 2,19 0,78
18 تتأثر انفعالاته بمدى علاقاته الحميمة بالآخرين 1,86 0,60
يلاحظ من جدول (2 ) أن هناك تقديرا عاليا لبعض السمات الانفعالية التي تميز انفعالات الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة خاصة مرحلة رياض الأطفال, وهذه السمات هي: التعبير عن الانفعالات بمظاهر وأشكال متعددة .قصر مدة الانفعال , ينسحب من المواقف المحرجة ,تسيطر عليه الغيرة من أقرانه, سيطرة مشاعر الخوف عليه , يستثمر انفعالاته كالبكاء وسيلة للضغط على الراشدين ليحقق بها مكاسب,يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود الراشدين من حوله , ويعبر عن انفعالاته لفظيا خاصة الانفعالات غير السارة , وهذه النتيجة تتفق ونتيجة الدراسة التي قامت بها الصرايرة (1994) التي أشارت إلى أن أهم المشكلات الانفعالية هي النشاط الزائد , الإلحاح , سرعة الانفعال ,الصراخ والبكاء , أى يستخدمها لتحقيق حاجاته , فضلا عن اتفاق هذه النتيجة مع الأدب النظري الذي أشار فيه الباحثون الى السمات التي تميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة (إسماعيل ,1995 ) , (زهران, 1995 ) ,(الهاشمي ,1990 ) ,المليجي والمليجي ,1971 ) .
رابعا : فيما يتعلق بالسؤال الرابع والذي ينص "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في حجم المشكلات الانفعالية بين أطفال الروضة تعود الى الجنس" .
تم استخدام الاختبار التائي للوصول إلى أثر جنس الطفل في حجم المشكلات الانفعالية فكانت النتائج كما هي موضحة في الجدول (3 ) .
الجدول ( 3) نتائج اختبار " ت " للمشكلات الانفعالية بحسب جنس الطفل
الجنس العدد المتوسط
الحسابي الانحراف المعياري قيمة " ت" قيمة " ت " الحرجة
ذكور
إناث 46
41 36,8
35,7 10,31
12,50 1,02 0,31
يتضح من الجدول(3) أن قيمة " ت" الحرجة أقل من قيمة "ت" المحسوبة مما يشير إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة تعود إلى اختلاف الجنس عند مستوى الدلالة هو 0.05.
يرى الباحث أن هذه النتيجة وهي تقارب متوسط تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية بين الإناث والذكور قد يعود إلى انخفاض تقدير المعلمات لحجم هذه المشكلات بشكل عام مما انعكس على تقدير حجم المشكلات الانفعالية المنخفض لدى كل من الإناث والذكور, وقد أشار زيدان ( 1986 ) إلى أنّ الأطفال في هذه المرحلة لا يميلون إلى الاختلاط بالجنس الأخر بألعابهم سواء الجماعية او الفردية ضمن الجماعة, لذا فإن كل طفل ينشغل بألعابه مما يزيد من التوافق بينهم ويقلل من ظهور مشكلات توافقية بينهم مما قلل من تقدير حجم المشكلات الانفعالية لدى الأطفال بشكل عام وبين الذكور والإناث بشكل خاص .
فضلا عن أنّ الفروق الجنسية بين الأطفال لا تتضح لديهم إلا في مرحلة الطفولة المتوسطة من (6-9 ) سنوات إذ تتعزز هذه الفروق بينهما بعد هذا السن , فالطفل يدخل الروضة بدون تصور واضح للفروق بين الجنسين مما قلل من ظهور فروق في المشكلات الانفعالية تعود إلى اختلاف جنس الطفل .
الاستنتاجات
من نتائج البحث يبرز العديد من الاستنتاجات منها :
- يواجه الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة القليل من المشكلات الانفعالية.
- ان مرحلة رياض الأطفال وهي نهاية مرحلة الطفولة المبكرة , حيث يبدأ الطفل في الاستقرار الانفعالي .
- ظهور بعض الصعوبات ذات الطابع الانفعالي لدى الأطفال ترتبط بخصائص هذه المرحلة كتقلب المزاج , والبحث عن الرعاية والاهتمام .
- أوضح البحث الحالي بعض السمات الانفعالية التي تميز هذه المرحلة من حياة الطفل , وقد اتفقت نتائج البحث مع الأدب النظري في هذا الجانب.
- لم تتضح الفروق الجنسية في المجال الانفعالي , إذ لم يظهر البحث الحالي فروقا بين الذكور والإناث في حجم المشكلات الانفعالية .
- أهمية الثبات والاتساق في تعامل الوالدين مع الطفل في تقليل الثورات الانفعالية والارتباك.
التوصيات
- أن يقوم على رياض الأطفال معلمات إناث لقدرتهن على استيعاب وتحمل السلوكيات التي تصدر عن الأطفال في مثل هذه المرحلة .
- توفير الرعاية والاهتمام لكل طفل بالروضة من قبل المعلمة المشرفة عليه والابتعاد ما أمكن عن النقد والتجريح لتجنيب الطفل المواقف المحرجة التي تزيد من حدة انفعالاته .
- تشجيع الطفل على التعبير عن انفعالاته داخل الروضة بطريقة تتماشى مع معايير المجتمع لتأهيل الطفل وزيادة توافقه مع البيئة الاجتماعية .
- الاستمرار في التأكيد على الألعاب الحركية للطفل داخل الروضة لمساعدته على التنفيس الانفعالي وبالتالي تخفيف حدة الانفعالات لديه .
- تجنيب الطفل المواقف المخيفة والمثيرة للرعب لتقليل مشاعر الخوف لديه , فالخوف سلوك انفعالي متعلم في أغلبه .
- إفساح المجال للطفل للتعبير الحر في الروضة لتجنيبه تطوير مشاكل مرتبطة بذلك كالتأتأة والتلعثم في مراحل لاحقة .
- إبعاد الطفل ما أمكن عن المواقف المحبطة وتوفير فرص النجاح للطفل , وأن تتناسب المهام الموكلة إليه مع قدراته وإمكاناته لتخفيف حدة انفعالاته .
- تشجيع الطفل على المبادأة والمبادرة في الحديث والسؤال لتنمية حب الاستطلاع والاستقلال لديه .
المصادر
- أحمد, محمد عبد السلام (1960 ). القياس النفسي والتربوي , القاهرة : مكتبة النهضة العربية.
- إسماعيل ,محمد عماد الدين (1995 ) . الطفل من الحمل إلى الرشد ,ج1,ط2 , الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع .
- بدر , جميل سليم (1989 ) . أشكال العدوان الصفي في المرحلة الابتدائية وعلاقتها بجنس الطالب وعمره وحجم الصف , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة اليرموك , اربد .
- بيبرس , هيثم سالم (1988) .المخاوف الشائعة لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة . رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة اليرموك , اربد , الأردن .
- الخليفي , سبيكة يوسف ( 1994 ). المشكلات السلوكية لدى أطفال المدرسة الابتدائية بدولة قطر , مجلة مركز البحوث التربوية بجامعة قطر ,6 (2 ) .
- الدقاق, باسمة عادل (1989) . مدى تأثير سلوك التلاميذ الذكور باختلاف جنس المعلم في المدارس المؤنثة في المرحلة الابتدائية,رسالة ماجستير غير منشورة, الجامعة الأردنية – عمان .
- دوجان, خالد إبراهيم (1996). المشكلات الانفعالية والاجتماعية لدى أطفال الصف الأول الابتدائي من وجهة نظر المعلمين , رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة اليرموك: اربد.
- زهران , حامد عبدا لسلام (1995 ).علم نفس النمو ,ط5 , القاهرة : عالم الكتب .
- زيدان, محمد (1986 ) . النمو النفسي للطفل والمراهق . جدة : دار الشروق.
- الصرايرة, منى صالح (1994 ) . مسح وتصنيف المشكلات السلوكية التي يعانيها أطفال الرياض في الأردن, رسالة ماجستير غير منشورة , الجامعة الأردنية, عمان .
- صوالحة, محمد (1993 ) . مستوى المشكلات السلوكية لدى الطلبة الذكور في المدارس المؤنثة والمذكرة من وجهة نظر هيئة التدريس فيها , أبحاث اليرموك, العلوم الإنسانية, 9 (4 ) , 367-393 .
- الطحان ,محمد الطواب , سيد ومحمد , نبيل علي (1989 ) . أسس النمو النفسي , ط3 , دبي : دار القلم .
- العناني , حنان عبد الحميد (1997 ) . الصحة النفسية للطفل , ط3 , عمان : دار الفكر .
- عودة, أحمد وملكاوي ,فتحي (1992) . أساسيات البحث العلمي , اربد :دار الكتاني .
- القهوجي, محمد أديب (1992 ) . مشكلات الأطفال السلوكية للصفوف الأربعة الدنيا في المرحلة الأساسية كما يراها معلموهم , رسالة ماجستير غير منشورة ,جامعة اليرموك , اربد.
- المليجي , عبد المنعم والمليجي , حلمي ( 1971 ) . النمو النفسي , ط4, بيروت :دار النهضة العربية .
- منصور,محمد جميل وعبد السلام, فاروق سيد (1989) . النمو من الطفولة إلى المراهقة , جدة : تهامة .
- الهاشمي , عبدا لحميد (1990) . علم النفس التكويني , ط6 , الرياض : دار الهدى للنشر والتوزيع .
- هرمز,صباح حنا و إبراهيم,يوسف حنا (1988) . علم النفس التكويني – الطفولة والمراهقة الموصل : مديرية دار الكتب .
- Miller, H. Patricia(1993) .Theories Of Developmental Psychology ,3ed , Florida : University Of Florida .
- Whitaker,Devid Lee (1993).Shyness in first grade children and its relation to maternal emotions and restrictiveness, Abstract International- B,54(06),p,3367,Dec.1993.
الملاحق
ملحق (1) المشكلات الانفعالية دوجان 1996
الرقم الفقرة أبدا نادرا أحيانا كثيرا دائما
1 يرتبك عندما يقترب منه المعلم
2 يحتاج إلى الرعاية والاهتمام بشكل متكرر
3 يفشل في ضبط سلوك التبول
4 يبكي بشكل متكرر
5 يتشبث بأقاربه عند رؤيتهم في المدرسة
6 يهرب من المدرسة
7 يدعي المرض
8 يتغيب بشكل متكرر
9 يتلعثم ويتأتئ في الكلام
10 يتردد في المبادأة بسلوك ما
11 يحجم عن الإجابة مع معرفته بها
12 يلجأ إلى أحلام اليقظة والسرحان
13 ينسى بشكل متكرر
14 يقضم أظافره بشكل متكرر
15 يفشل في التعبير عن مشاعره
16 ينفعل بشدة عندما يحبط
17 يشعر بالضيق والإحباط عند انتقاده
18 متقلب المزاج
19 يبدي ضعف الاكتراث واللامبالاة
20 يتجاهل التقيد بالانضباط المدرسي
ملحق (2) مقياس السمات الانفعالية بصورته النهائية
الرقم الفقرة أبدا نادرا أحيانا كثيرا دائما
يظهر عليه الاستغراق في أحلام اليقظة
تسيطر على انفعالاته الأنانية
تتأثر انفعالاته بمدى علاقاته الحميمة بالآخرين
يعبر عن انفعالاته بشكل صريح ومباشر
انفعاله متذبذب ومتقلب
يعبر عن انفعالاته بمظاهر وأشكال متعددة
يغلب على انفعالاته التعبير اللفظي أكثر من الجسمي
تتأثر انفعالاته بطبيعة علاقته بالمعلمة
ينفعل بشدة بغض النظر عن شدة المثير
يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود أقرانه
مدة انفعاله قصيرة وآنية
يغلب عليه الانسحاب من المواقف الحرجة
تتسم انفعالاته بالغيرة من الأقران
تسيطر على انفعالاته الخوف والرهبة
يغلب على انفعالاته الاحتجاج اللفظي
يصاحب انفعالاته سلوكات عدوانية
يستخدم انفعالاته كوسيلة للضغط على الآخرين
يتأثر تعبيره عن انفعالاته بتواجد الراشدين
يمر الطفل عبر رحلته التطورية بخبرات ومواقف تؤثر على نضجه بجوانبه المختلفة, جسمية وعقلية معرفية واجتماعية وانفعالية . ويرى الباحثون أن آثار هذه الخبرات خاصة المؤلمة منها سرعان ما تؤثر في نموه الجسمي أو المعرفي أو الاجتماعي وتظهر أثارها على سلوكه وتصرفاته , في حين أن الخبرات المؤلمة المرتبطة بالجانب الانفعالي الوجداني قلّما تظهر أثارها بشكل مباشر , فقد يستتر تأثيرها المباشر إلى أن تستحوذ على سلوك الطفل بأنماط وأشكال سلوكية مضطربة.
وتتسم الجوانب الانفعالية للطفل في هذه المرحلة بخصائص تميّزه عن غيره من أطفال المراحل الأخرى , وقد يكون بعضها امتدادا متطورا للمرحلة السابقة وأساسا لتطور انفعالاته فيما بعد , إذ تساعده هذه السمات على التوافق والاتزان مع الذات والآخرين , ومن خلالها يشبع الطفل رغبات ويحقق حاجات معينة .
وأيا كانت هذه الانفعالات فإنّ الطفل يتدرب على الارتقاء في تعبيراته عنها باتساع دائرة علاقاته الاجتماعية ومع تقدمه بالعمر وبالتالي يكون أكثر توافقا في التعبير عن هذه الانفعالات مع معايير المجتمع .
هدف البحث الحالي التعرف على المشكلات ذات الطابع الانفعالي لدى أطفال مرحلة الطفولة المبكرة والتي منها أطفال رياض الأطفال والخصائص والسمات الانفعالية التي تميز هذه المرحلة من وجهة نظر المعلمات بشكل عام والإجابة عن الأسئلة آلاتية بشكل خاص :
- ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا بين أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- ما أكثر السمات الوجدانية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
- هل هناك فروق في حجم المشكلات الانفعالية وانتشارها بين الأطفال تعود إلى اختلاف جنس الأطفال ؟.
وللإجابة عن هذه الأسئلة استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي واختار الباحث عينة طبقية عشوائية من مجتمع البحث وهو مدارس رياض الأطفال في الباحة للعام الدراسي( 1424- 1425 هـ ) بلغ حجم العينة (46 ) طفلة و (41 ) طفلا . واستخدم الباحـث مقياس المشكلات الانفعالية الذي أعده دوجان (1996 ) وأجرى له صدقا وثباتا إذ بلغ ثباته عن طريق الإعادة (0,89) , أما مقياس السمات الانفعالية فقد أعده الباحث لغاية هذا البحث و تكون من (18 ) فقرة وكان ثباته عـن طريق التجزئة النصفيـة (0,78) .
وللوصول إلى نتائج البحث استخدم الباحث المتوسطات الحسابية والاختبار التائي وقد أشارت النتائج إلى أن تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضـة كان منخفضا إذ بلغ (36,23 ) وهو أقّل من المتوسط الفرضي للمقياس الذي يبلغ ( 60) درجـة . أما أكثر المشكلات الانفعالية بروزا لدى الأطفال فكانت: تقلب المزاج وتذبذبه (2,75 ) , الارتباك عندما يقترب منه المعلم (2,47) , التلعثم والتأتأة في الكلام (2,24 ) , الشـعور بالضيق والإحباط عندما يتعرض للانتقام(2,23) ,البحث عن الرعاية والاهتمـام (2,14) . أما أقل المشكلات الانفعالية بروزا فتتمثل في : التغيب المـتكرر عن المدرسة (1,51) , التشبث بالأهل عند زيارتهم للمدرسة (1,45 ) , ادعاء المرض (1,39) , الفشل في ضبط التبـول (1,26), الهروب من المدرسة (1,22) .
أما في مجال السمات الانفعالية التي تميز أطفال رياض الأطفال فأشارت النتائج إلى أن أبرز هذه السمات هي: التعبير عن الانفعالات بمظاهر وأشكال متعددة قصر مدة الانفعال , الانسحاب من المواقف المحرجة ,تسيطر عليه الغيرة من أقرانه, سيطرة مشاعر الخوف عليه , يستثمر انفعالاته كالبكاء وسيلة للضغط على الراشدين ليحقق بها مكاسب, يتأثر تعبيـره عـن انفعالاته بوجود الراشدين من حوله, ويعبر عن انفعالاته لفظيا خاصة الانفعالات غير السارة .كما لم تظهر النتائج فروقا في حجم المشكلات الانفعالية لدى الأطفال يعود إلى اختلاف الجنس .
مقدمة:
تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر مراحل النمو الإنساني أثرا في تكوين شخصية الطفل وتحديد معالم ما سيكون عليه كراشد مستقبلا, إذ إنّ السنوات الخمس الأولى بما تتضمنه من خبرات سارة أو مؤلمة تسهم إسهاما كبيرا في رسم خطوط حياته المستقبلية .وقد أشارت الدراسات إلى أهمية هذه المرحلة , وتوجه إليها اهتمام الباحثين والمهتمين بجوانب التطور الإنساني.
ويمر الطفل عبر رحلته التطورية بخبرات ومواقف تؤثر على نضجه بجوانبه المختلفة, جسمية وعقلية معرفية واجتماعية وانفعالية . و آثار هذه الخبرات خاصة المؤلمة منها سرعان ما تؤثر في نموه الجسمي أو المعرفي أو الاجتماعي وتظهر أثارها على سلوكه وتصرفاته , فـي حين ان الخبرات المؤلمة المرتبطة بالجانب الانفعالي الوجداني قلّما تظهر آثارها بشكل مباشـر , فقد يستتر تأثيرها المباشر الى ان تستحوذ على سلوك الطفل بأنماط وأشكال سلوكية مضطربة .
وتتسم الجوانب الانفعالية للطفل في هذه المرحلة بخصائص تميزه عن غيره من أطفال المراحل الأخرى , وقد يكون بعضها امتدادا متطورا للمرحلة السابقة وأساسا لتطور انفعالاته فيما بعد , إذ تساعده هذه السمات على التوافق والاتزان مع الذات والآخرين, ومن خلالها يشبع الطفل رغبات ويحقق حاجات معينة .
وأيا كانت هذه الانفعالات فإنّه يتدرب على الارتقاء في تعبيراته عنها , باتساع دائرة علاقاته الاجتماعية ومع تقدمه بالعمر وبالتالي يكون أكثر توافقا في التعبير عن هذه الانفعالات مع معايير المجتمع .
مشكلة البحث
يواجه الطفل العديد من المشكلات والصعوبات الانفعالية ذات طبيعة مؤلمة تشكل مصدر توتر له , وبؤرة قلق وضغط على الوالدين والمعلمين . وقد تعود هذه الصعوبات إلى عوامل داخلية ذاتية أو إلى عوامل بيئية خارجية , فما حجم هذه المشكلات التي تواجهه ؟ وما أهم هذه الصعوبات وأكثرها بروزاً لديه ؟ وما أقلها تأثيرا عليه ؟ .
ولمرحلة الطفولة المبكرة سمات وخصائص وجدانية تميزها عن غيرها تظهر في تعامل الأطفال مع الأحداث البيئية الداخلية والخارجية, فما هي أهم هذه الخصائص الوجدانية ؟ وهل ترتبط هذه الخصائص الانفعالية بما يواجه الطفل من مشكلات وصعوبات انفعالية ؟ وعليه فإن مشكلة البحث تتمثل في تحديد المشكلات الانفعالية التي تواجه الطفل في هذه المرحلة كما يراها ويدركها من يقومون على رعايته وتربيته وهم المعلمون والمعلمات في رياض الأطفال , ومدى تأثر هذه المشكلات واختلافها باختلاف جنس الطفل .
أهمية البحث
تبرز أهمية البحث الحالي في محاولته إلقاء الضوء على أنماط الاضطرابات الوجدانية التي تواجه أطفال مرحلة الطفولة المبكرة وحجم هذه الاضطرابات والمشكلات , وتحديد أهم السمات الانفعالية الوجدانية التي يراها المعلمون في المواقف العملية بعيدا عن الجو الأسري المغلق وبالتالي يمكن العمل على مواجهة هذه المشكلات والتخفيف من آثارها على الطفل وحياته المستقبلية . فقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى وجود مشكلات ترتبط بالجانب الانفعالي للطفل ولكن هذه الدراسات انطلقت من بيئات تختلف عن بيئة الدراسة.
أهداف البحث
يهدف البحث الحالي إلى الإجابة عن الأسئلة ألآتية:-
1- ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات؟
2- ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا بين أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
3- ما أكثر السمات الوجدانية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات ؟
4- هل هناك فروق في حجم المشكلات الانفعالية وانتشارها بين الأطفال تعود إلى اختلاف جنس الطفل ؟
منهجية البحث وإجراءاته
تم استخدام المنهج الوصفي في هذا البحث لوصف واقع المشكلات والخصائص الانفعالية التي تصبغ أطفال رياض الأطفال .
مجتمع البحث وعينته
يتكون مجتمع البحث من أطفال رياض الأطفال في منطقة الباحة للعام الدراسي 1424-1425 هـ , أما العينة فتم اختيار روضتين من رياض الأطفال في مدينة الباحة هما روضة مدارس جيل المستقبل والبالغ عددهم (48 ) طالبا وطالبة , وروضة دار خديجة التابعة لجمعية تحفيظ القرآن في الباحة وبلغ عددهم (39 ) طالبا وطالبة للعام الدراسي 1425 / 1426 هـ . وعليه بلغ مجموع عينة البحث (87 ) طالبا وطالبه , منهم( 46 ) طالبا و (41 ) طالبة .
أداة البحث
أ- مقياس المشكلات الانفعالية
تم استخدام مقياس المشكلات الانفعالية الذي أعده دوجان (1996) , تكون من (20 ) فقرة , وقد أجرى له صدقا وثباتا اذ بلغ ثبات المقياس عن طريق الإعادة 89 .,.
ب - مقياس السمات الانفعالية
تم إعداد مقياس السمات الانفعالية من قبل الباحث وفق الإجراءات الآتية :-
الرجوع إلى الأدب النفسي النظري المتضمن الجوانب الانفعالية للطفل وتم إعداد (23 ) فقرة .
صدق المقياس , يشير عودة وملكاوي (1992) أن الصدق الظاهري يعبر عن مدى انتساب مضمون الفقرات للسمة المقاسة , ويؤخذ برأي المحكمين الخبراء كمؤشر للصدق ( عودة وملكاوي ,1992 :193 ) . وبناء عليه تم عرض المقياس بصورته الأولية على مجموعة من الخبراء ذوي الاختصاص في علم النفس والتربية في كلية المعلمين بالباحة , وطلب منهم تحديد مدى مناسبة الفقرات لقياس السمات الانفعالية , فضلا عن صياغة الفقرات وأخذت ملاحظاتهم إذ تم استبعاد خمس فقرات ليصبح عدد فقراته (18 ) فقرة .
ثبات المقياس ,يعرف الثبات بأنه معامل الارتباط بين مجموعتين من القياسات المتكافئة لخاصية معينة لدى مجموعة من الأفراد عن طريق الإعادة او التجزئة النصفية وعندها يسمى عامل الاستقرار (أحمد ,1960 :233 ).
وتم الوصول لثبات المقياس الحالي عن طريق التجزئة النصفية إذ تم تطبيقه على (21 ) طفلا من مجتمع البحث وخارج العينة, وبما أن فقرات المقياس زوجية تم حساب معامل الارتباط بين نصفي المقياس الفقرات الزوجية والفردية وبالغ (78،. ) وعد مقبولا ليصبح المقياس مكونا بصورته النهائية من (18 ) فقرة.
الوسائل الإحصائية
المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للإجابة عن الأسئلة الثلاث الأولى. الاختبار التائي للإجابة عن السؤال الرابع .
الخلفية النظرية
يعد النمو الانفعالي من جوانب نمو شخصية الفرد الرئيسة ,وهو من محاور نظريات الشخصية المختلفة كنظرية التحليل النفسي لـ (فرويد ) ونظرية النمو الاجتماعي لـ (اريكسون ) ونظرية التطور المعرفي لـ (بياجية ) وقد تناولت هذه النظريات مراحل التطور المختلفة لدى الفرد ومنها مرحلة الطفولة المبكرة ,فأطلق عليها فرويد المرحلة القضيبية , في حين دعاها اريكسون بمرحلة المبادأة مقابل الشعور بالذنب , أما بياجية فضمنها في مرحلة ما قبل العمليات .
أ- نظرية التحليل النفسي:
قسم فرويد مراحل النمو النفسي إلى خمس مراحل تقع ضمنها المرحلة القضيبية التي تتضمن مرحلة الطفولة المبكرة , ويرى فرويد أن طفل هذه المرحلة يبدأ الاهتمام بأعضائه التناسلية بدافع حب الاستطلاع , وفيها يطور الطفل مشاعر الحب والكره بدءاً من الوالدين فيحب الذكر أمه وتحب البنت والدها , كما يطور الطفل فيها التقليد للوالد من نفس الجنس , اذ تقلد البنت أمها طمعا في حب والدها التي ترى أن حبه لامها لسلوك تقوم به الأم , وكذلك الذكر يقلد أباه طمعا في حب أمه التي تحب أباه لسلوك يقوم به ( الطحان ,1989: 196 ) .
ب- نظرية التطور الاجتماعي (اريكسون )
يرى اريكسون أنّ الطفل أثناء رحلة تطوره يمر بمراحل عمرية كل منها تتضمن أزمة نفسية تجاوزها يؤهله للانتقال إلى المرحلة اللاحقة , وتقع مرحلة الطفولة المبكرة ضمن المرحلة الثالثة من مراحل النمو النفسي وهي مرحلة المبادأة مقابل الشعور بالذنب من (3-5 ) سنوات ويرى أنّ هذه المرحلة يتصف الطفل فيها بالحركة والنشاط والطاقة الجسمية ( الطحان ,1989 :202 ) .
لذا فإن هذه الطاقة الجسمية التي تغلب على الطفل تجعل منه قادرا على ممارسة نشاطات وأعمال أكبر مما يعتقد أو يسمح به الوالدان , فتجده يثور بحدة تجاه القيود التي يفرضها الوالدان عليه , كما ان ذلك يؤدي بالطفل إلى توقعه القيام بنشاطات كبيرة ولكنها قد تفوق قدراته وطاقاته الجسمية ,عند تعرضه للفشل وضعف القدرة على أداء هذا النشاط يشعره بالإحباط , وعليه يغلب على سلوكه الانفعالي الشدة والحدة .
ج- نظرية التطور المعرفي (بياجية )
يمر الطفل بأربع مراحل للتطور العقلي المعرفي منها مرحلة ما قبل العمليات من (2-7 ) سنوات وتتميز هذه المرحلة من مراحل التطور بالتمركز حول الذات , أي أنّ تفكير الطفل يتركز ويتمحور حول وجهة نظره الخاصة بغض النظر عن وجهة نظر الآخرين وذلك لعدم اكتمال القدرة على التفريق والتمييز لذاته عن الآخرين , فلا يستطيع الطفل أن يضع نفسه مكان الآخرين ليرى من منظورهم ويدرك كما يدركون , بل يرى أنّ إدراك الآخرين لا يختلف عن إدراكه لموقف ما فيعجز عن فهم وجهة نظرهم , ويكون لعبه فرديا ضمن الجماعة , وهذا التمركز حول ألذات لا يعني الأنانية بالنسبة للطفل (Miller,1993:53 ) .
ومن هنا نجد أنّ انفعالات الطفل في هذه المرحلة تتأثر بالتمركز حول ألذات و بالتالي تتأثر طبيعة الاستجابة الانفعالية لديه فيغلب عليها الأنانية والعمل على إشباع حاجاته بغض النظر عن حاجات الآخرين ورغباتهم .
ومن خلال هذا الاستعراض النظري نجد أن حياة الطفل الانفعالية تتلون بسمات تميز طبيعة هذه المرحلة النمائية , فيميل نحو الاستقلال مبديا محاولات الاعتماد على الذات فيباديء بالسلوك بحثا عن الاستقلال ومعبرا عنه , ولكن هل هذا السلوك يمكّنه من الانتقال إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات ؟إنّ الطفل يبقى ضعيفا وقليل الحيلة في تنمية القدرة على الاستقلال ولا يزال يعيش في مستوى عقلي معرفي مادي يعتمد على خبراته الذاتية المحدودة التي تفتقر إلى الموضوعية والواقعية .
كما أن الطفل في هذه المرحلة يفتقد القدرة على التدبر والهدوء فهو لم يصل في نضجه العقلي مرحلة تؤهله لتنسيق جهوده وتوجيه أفعاله ليتوافق مع البيئة, ويفتقد إلى الإحساس بالزمن فلا يدرك أن ما لديه من آلام قد تنتهي بعد فترة زمنية أو أن شعوره بالسعادة ليس دائما , لذا فهو يعيش بلا حيلة وبلا تدبير أو روية , فيعيش حياة مليئة بالاضطراب والخلط , فأي ظروف ضاغطة يمر بها تؤثر فيه بشكل بالغ ( إسماعيل ,1995 :383 ) .
وتتأثر علاقة الطفل بوالديه فلا يزال يشعر بحاجته إلى الراشدين من الوالدين وأنه لا يتمتع بالاستقلال عنهم مما يؤدي إلى زيادة حساسيته لطبيعة هذه العلاقة التي تربطه بوالديه , فهي علاقة عاطفية مداها يؤثر في طبيعة الانفعال لديه , فإحساس الطفل أنّ علاقته بوالديه قد تتعرض للاضطراب أو التهديد فإنه يأخذ ذلك مأخذ الجد ويعتبرها تهديدا لكيانه وذاته . ولا يتوقف التأثير على طبيعة العلاقة مع الوالدين يتعداه إلى أساليب التنشئة الاجتماعية التي يمارسها الوالدين فهي ذات أثر كبير على نموه الانفعالي, فمثلا قد يتوقع الوالدان الكثير من الطفل أن يقوم به, كتعلمه مهمة ما كحمل حاجة بشكل سريع بغض النظر عن إمكاناته ومستوى نضجه فيُعامل معاملة الراشدين في كثير من المواقف وتصدر إليه تعليمات يقف عاجزا على إيجاد التوازن بين هذه المطالب وبين مستوى نضجه العقلي من جهة وحاجاته ورغباته من جهة أخرى .
فضلا عن أنّ مفهوم الذات لدى الطفل يتأثر بردود أفعال الوالدين تجاه الطفل وانفعالاتهم, فإذا شعر الطفل بالتذبذب في ردود أفعال الوالدين الانفعالية مما قد يؤدي به إلى الارتباك والبلبلة حول مفهومه عن ذاته , كتعرض الطفل للحب والتقبل تارة والتأنيب والإهمال تارة أخرى , بدون معرفة الطفل لمبررات هذا السلوك . فالمواقف المتباينة التي تصدر من الوالدين تجاه الطفل منها كما يرى إسماعيل (1995) عندما يسعى الأب إلى احتضان ابنه وتقريبه منه فيستجيب الطفل فرحا بذلك ولكن سرعان ما يدفعه الوالد بعيدا عنه عندما يراه متسخا أو مبللا ملابسه, فيبتعد الطفل منزويا بعيدا عن الأب الذي قد يلومه لاحقا لبروده تجاه أبيه وابتعاده عنه , ومن هنا قد لا يدرك الطفل السلوك المقبول من غير المقبول فيتدنى مفهـــوم الذات لديه , وهذا النمط من التعامل والتنشئة يؤدي إلى حدة الانفعال وتذبذبه لدى الطفل ( إسماعيل , 1995 : 383 ) .
ويرى الطحان (1989) أنّ تعبير الطفل عن انفعالاته تتأثر بطبيعة علاقته مع والديه , ويكتسب منهم العديد من الأنماط الانفعالية , فكثير من انفعالاته متعلمة مكتسبة من البيئة , فالطفل لا يخاف من الحشرات مثلا ولكن عند مشاهدة أمه تصرخ لرؤيتها لبعض الحشرات مثلا , يتملكه شعور بالخوف منها(الطحان , 1989 :187 ).
وتتميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة بالحدة والتنوع والتقلب الفجائي فتجده من مستغرق في الضحك إلى حاد البكاء, ومن الخوف والذعر إلى العدوان , ويعود هذا التقلب والحدة الانفعالية إلى بداية إحساس الطفل بنفسه واكتشافها فيسعى إلى الاستقلال وتقليل الاعتماد على الآخرين, وفي سعيه هذا يتملكه الخوف من فقدان الرعاية والاهتمام فتتسم انفعالاته بالحدة والتوتر.
ويرى زهران (1995 ) أن انفعالات الطفل في هذه المرحلة تتميز بالشّدة المبالغ فيها (غضب,حب , كراهية , غيرة ) . كما أنها تتميز بالتنوع والانتقال من انفعال لآخر ( من الانشراح إلى الانقباض , ومن البكاء إلى الضحك ) , وينتقل الطفل من التعبير الجسمي عن انفعالاته إلى التعبيرات اللفظية , وتتركز مشاعر الحب على الوالدين , أما مشاعر الخوف فهي متعلمة وتتأثر بدرجة إحساسه بالأمن وقدرته على التحكم بالبيئة ( زهران ,1995 :213 ) .
ويؤكد المليجي والمليجي (1971 ) على أثر تطور علاقة الطفل بأمه في حدة انفعالاته , فبعد أن كانت علاقة إشباع للحاجات الفسيولوجية أصبحت علاقة عاطفية يصاحبها مشاعر الحب, إلا أنّ هذا الحب قد يفقده الطفل إذا فقد أمه بتحول اهتمامها عنه ولو جزئيا, فتظهر عليه مشاعر الغيرة من أي شخص قد يشاركه هذا الحب , فضلا عن أنّ نمو الطفل العقلي يتركز على اللحظة الراهنة , اى أن رغباته لا تحتمل التأجيل فهو لا يدرك الزمن القادم فتأجيل إشباع حاجته يعني بالنسبة له الحرمان منها , لذا فإن القدرة على تقبل التأجيل تحتاج إلى تطور عقلي لم يصل إليه الطفل بعد (المليجي والمليجي ,1971 :22-23 ) .
وفي هذا الجانب يؤكد إسماعيل (1995 ) على أن أهم ما يميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة هو الحدة الانفعالية , أو العنف وشدة التأثر وعدم الاستقرار , فهو يغضب لحد التشنج أو العدوان , ويخاف لحد الذعر, ويغار لحد التحطيم , ويحزن لحد الاكتئاب , ويفرح لحد الابتهاج والنشوة . ثم التذبذب السريع بين هذه الحالات , فما أن تجده متألمــــا إلى أن تراه قد لبس حلة من السعادة والابتهـاج (إسماعيل ,1995 :381 ) .
ويطلق على هذه المرحلة من الطفولة مرحلة الطفولة الثائرة التي تشهد نشاطا انفعاليا حادا , وتتميز انفعالاتها بالتنوع , إذ يعبر الطفل حركيا عن انفعالاته نتيجة اتساع علاقاته الاجتماعية واتصاله بالآخرين , فيظهر عليه الغضب والفرح والحزن والبكاء والشعور بالضيق والغيرة والمحبة فتظهر انفعالاته أكثر تنوعا وأشد تعقيدا. وتتقلب انفعالاته فتراه سريع البكاء سريع الفرح والضحك سريع الحزن سريع الارتياح , فيضحك والدموع لازالت في عينيه, كما أنها متطرفة حادة لا تعرف الاعتدال إما حب مبالغ فيه أو غضب مفرط , أما مداها فهو قصير لا يدوم وسرعان ما تظهر مشاعره الانفعالية على تقاطيع وجهه فلا يستطيع التحكم بانفعالاته وإخفاء مشاعره ( الهاشمي , 1990 :132 ) .
ويمكن أن نخلص إلى ان هناك العديد من المظاهر والسمات الانفعالية لطفل هذه المرحلة منها :
- الحدة والشدة الانفعالية بشكل مبالغ فيه
- التنوع الانفعالي
- التقلب والتذبذب الانفعالي ( من الغضب إلى السرور مثلا ) .
- عدم الاستقرار
- التعبير اللفظي عن الانفعالات.
- قصر فترة الانفعال.
- الشفافية في التعبير عن الانفعال,أي أن الانفعال سرعان ما يظهر على قسمات وجهه ويصعب إخفاؤه .
أما أكثر الانفعالات شيوعا لدى أطفال هذه المرحلة فهي :
- الخوف , وقد يظهر لدى الطفل نتيجة لقصور تطوره العقلي عن إدراك حجم المخاطر التي تهدد حياته,أو الحماية الزائدة أو القسوة والخبرات المؤلمة ,الحرمان العاطفي كترك الأم طفلها دون رعاية وغيابها عنه لفترة طويلة , سرد القصص والحكايات المخيفة أو رؤية الأفلام المرعبة, التقليد لمخاوف الكبار .
- الغيرة , وهي انفعال مركب من الغضب والكراهية والحزن والخوف والقلق والعدوان , تحدث عندما يشعر الطفل أنّ تهديدا قد يفقده الحب والدفء العاطفي , وقد تتأثر الغيرة بضعف الصحة الجسمية للطفل , الخبرات المؤلمة , البيئة المنزلية المضطربة, التفريق بين الأطفال في الأسرة , إهمال الوالدين للطفل عند قدوم طفل جديد .( منصور وعبد السلام , 1989 :339 ) .
- الغضب , يغضب الطفل لكثرة المواقف المثيرة في حياته , فضلا عن انه يجد في ثورات الغضب وسيلة سهلة لتحقيق مطالبه وذلك عندما يحبط الطفل وتكثر الحواجز التي تحول دون تحقيق رغباته.
- حب الاستطلاع والاكتشاف, ويظهر هذا الشكل لدى الطفل حين يكثر من طرح الأسئلة , وجمع المعلومات وفحص الأشياء وما يصاحب ذلك من إتلاف للأثاث المنزلي أحيانا.
- العناد وقلة الطاعة
- المرح والسرور
- الحب
- الاكتئاب , وهو شعور بالحزن والغم مصحوبا بانخفاض في الفاعلية غالبا ومن أسبابه الشعور بالذنب والعجز والتوتر , أو الاستجابة والاستسلام لخسارة عاطفية كانفصال الوالدين , الصراعات الأسرية الشديدة والمتكررة , والاضطرابات الفسيولوجية .
- الخجل , ويظهر في تجنب الآخرين , ضعف الثقة بالنفس , وقد يعود ذلك إلى مشاعر عدم الأمن إما للحماية الزائدة او الإهمال الشديد ,أو تدني مفهوم الذات ( العناني ,1997 :160 ) .
الدراسات السابقة
هناك العديد من الدراسات التي أجريت حول المشكلات التي تصدر من الطفل ومنها :
دراسة أجراها بيبرس (1988 ) هدفت التعرف على طبيعة المخاوف التي تشيع لدى أطفال رياض الأطفال في الأردن , وتكونت العينة من (145 ) طفلا وطفلة, وتوصل إلى أن أكثر المخاوف انتشارا بين عينة الدراسة هي الخوف من الحيوانات , والخوف من الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد , الخوف من الجروح , أو السير أو البقاء وحيدا .
ودراسة قام بها بدر (1989 ) , كان الهدف منها التعرف على أشكال السلوك العدواني لدى أطفال المرحلة الابتدائية في الغرفة الصفية , وشملت العينة ( 270 ) فصلا دراسيا ذكورا وإناثا, وأشارت نتائج الدراسة إلى أن اكثر السلوك العدواني انتشارا هي : الوشاية , الكذب , الشتم , أما أقلّها بروزا لدى الأطفال فهي: تقليد المعلم , استخدام عبارات بذيئة , عدم إطاعة الأوامر.
وفي دراسة مسحية أجراها القهوجي ( 1992 ) للتعرف على المشكلات السلوكية لدى أطفال الصفوف الأربعة الدنيا في الأردن من وجهة نظر المعلمين شملت (228 ) معلما ومعلمة , أظهرت نتائجها أن أكثر المشكلات انتشارا في الجانب الانفعالي هي :تشتت الانتباه ,ضعف التركيز ,البطء الشديد أثناء تأدية العمل,وضعف الثقة بالنفس .
أما صوالحة (1993) فقد قام بدراسة المشكلات السلوكية المنتشرة لدى الأطفال الذكور في الصفوف الثلاث الأولى في المدارس المؤنثة شملت (120 ) معلمة أشارت النتائج ان حجم المشكلات يتزايد بحسب ارتفاع مستوى الصف, فالصف الأول اقل حجما في المشكلات ثم الثاني ثم الثالث .
وأجرى وايتكر (Whitaker .1993 ) دراسة هدفت العرف اثر حنان الأم والحرمان العاطفي على تطور سلوك الخجل لدى أطفال الصف الأول الأساسي من وجهة نظر الأمهات والمعلمات , وقد أظهرت النتائج وجود علاقة بين تدني مستوى تعاطف الأم وزيادة سلوك الخجل لدى الأطفال .
وقامت الصرايرة (1994 ) بإجراء دراسة هدفت التعرف على درجة شيوع واستمرارية المشكلات السلوكية الانفعالية والاجتماعية لدى أطفال الروضة من وجهة نظر المعلمات والأمهات تكونت عينة الدراسة من (94 ) معلمة و (96 ) ولية أمر, وأشارت النتائج إلى أن أكثر المشكلات شيوعا هي: النشاط الزائد ,كثرة الإلحاح , سرعة الانفعال , الحساسية الزائدة , العناد, والصراخ والبكاء , أمّا أكثر المشكلات استمرارية فهي : النشاط الزائد ,الغيرة ,الإلحاح , الحساسية الزائدة, وسرعة الانفعال .
كما قامت الخليفي (1994 ) بدراسة المشكلات السلوكية لدى أطفال المرحلة الابتدائية في قطر شملت العينة (462 ) طفلا وطفلة , وأشارت النتائج إلى انخفاض حجم المشكلات السلوكية , وأنّ هذه المشكلات يزداد حجمها وانتشارها بتقدم الأطفال بالعمر أي بزيادة مستوى الصف الدراسي .
نتائج البحث ومناقشتها
أولا: فيما يتعلق بالسؤال الأول والذي ينص على " ما حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال مرحلة رياض الأطفال كما تراها المعلمات ".أشارت النتائج إلى أن حجم المشكلات الانفعالية كان منخفضا كما يتضح من الجدول (1) .
الجدول (1) المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للمشكلات الانفعالية مرتبة تنازلياً*
ترتيب الفقرة رقمها في المقياس الفقرة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
1 17 متقلب ومتذبذب المزاج 2,75 1,32
2 1 يشعر بالارتباك عند اقتراب المعلم منه 2,47 1,23
3 8 يتلعثم ويتأتئ في الكلام 2,24 1,20
4 13 يشعر بالضيق والإحباط عند انتقاده 2,23 1,05
5 20 يبحث عن الرعاية والاهتمام المتكرر 2,14 1,17
6 16 ينفعل بشدة عندما يحبط 2,11 1,18
7 15 يفشل في التعبير عن مشاعره 2,01 1,04
8 9 يتردد في المبادأة بسلوك ما 1,88 1,06
9 12 ينسى بشكل متكرر 1,88 1,11
10 18 يظهر اللامبالاة وعدم الاكتراث 1,78 0,96
11 10 يحجم عن الإجابة مع معرفته بها 1,76 1,05
12 11 يقضم أظافره بشكل ملحوظ 1,67 0,99
13 19 يتجاهل التقيد بالانضباط المدرسي 1,65 0,99
14 3 يبكي بشكل متكرر 1,54 0,98
15 7 يتغيب عند المدرسة بشكل ملحوظ 1,51 0,88
16 4 يتشبث بأهله عند زيارتهم للمدرسة 1,45 0,96
17 6 يدعي المرض 1,39 0,79
18 2 يفشل في ضبط سلوك التبول 1,29 0,73
19 14 يلجأ إلى أحلام اليقظة والسرحان 1,26 0,71
20 5 يهرب من المدرسة 1,22 0,69
المتوسط الحسابي والانحراف الكلي للمقياس 36,23 11,61
* يتراوح مدى التقديرات لكل فقرة من 1-5 وللمقياس من 20- 100إذ يشير الرقم( 1) إلى عدم وجود مشكلة لدى الطفل نهائيا أمّا الرقم(5) فيشير إلى أنّ الطفل يواجه هذه المشكلة بشكل دائم .
يتضح من الجدول (1) أن تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة كان منخفضا من خلال تقديرهن لحجم هذه المشكلات لدى الأطفال الذين يشرفن عليهم , إذ يتراوح مدى التقدير لحجم المشكلات من (1-5 ) أى بمتوسط قدره (3 ) درجات وبمقارنة متوسط تقدير المعلمات لكل مشكلة نجد أنّ آيّا من هذه المشكلات لم يتجاوز المتوسط الفرضي للمقياس (60), فكان متوسط التقدير أقل من المتوسط الفرضي بمعنى أنّ هذه التقدير كان منخفضا .
إن التحاق الطفل بالروضة حدث مثير بالنسبة له , ويعتمد مدى توافقه وتفاعله مع أنشطة الروضة على ما كان قد أعد وتهيأ له في البيت , إن انتقال الطفل من البيت إلى الروضة يتوقع أن يبرز حجما متوسطا أو مرتفعا للمشكلات الانفعالية لديه كردة فعل لهذا الانتقال المفاجئ من البيت إلى الروضة إلاّ أنّ نتائج هذا البحث أفادت خلاف ذلك , ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض في تقدير حجم المشكلات إلى أنّ الطفل في هذه الفترة العمرية يميل إلى الثبات والاستقرار الانفعالي ويبدأ بتوجيه انفعالاته إلى اكثر من نشاط في الروضة ويتعلم كيف يتحكم بانفعالاته ويتقبل تأخير إشباع رغباته .
وعند التحاق الطفل بالروضة يحتك بالعديد من الأطفال يتفاعل معهم وتتسع دائرة علاقاته الاجتماعية وهذه العلاقات الجديدة تتطلب منه تعديل في انفعالاته ويتعلم طرق جديدة للتعبير عنها تنسجم مع رغباته ورغباته أقرانه , وهذا يؤدي به إلي التعبير عن انفعالاته بأقل حدة عما هي عليه في البيت , فضلا عن أنه يجد في اللعب مع أقرانه متنفسا لانفعالاته وميوله التنافسية, وتنتظم العلاقات الاجتماعية في الوسط الجديد الذي التحق به الطفل, وأن هذا الانتقال يساعد الطفل على تطوير سلوك الاستقلال عن الوالدين ويبدو فيه الطفل أكثر اعتمادا على الذات مما كان عليه في الأسرة ويشبع رغباته بقدر أاكبر من الثقة بالنفس .
ومما أسهم في هذا التقدير المنخفض لحجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة أنّ من قام بتقدير حجم هذه المشكلات هن معلمات إناث الأمر الذي يبدو فيه أنّ المعلمة تتعامل مع الأطفال امتدادا واستمرارا لسلوكها الأنثوي الأمومي , فهي كأم تتحمل سلوك أطفالها وتصرفاتهم وتعبيراتهم الانفعالية التي تبدو لها سلوكات عادية لا غرابة فيها ,وهي معتادة على مثل هذه التعبيرات الانفعالية .
وترى الدقاق (1989 ) أنّ من الخصائص التي تميز المرأة المعلمة وتتميز بها أنّ تعاملها مع الأطفال وخصائصهم هو امتداد لدورها ووظيفتها كأم تعمل على تنشئة أطفالها ورعايتهم . وتعد المعلمة أكثر رعاية واهتماما بالأطفال , وأقل إثارة لمخاوفهم من المعلمين , وينعكس هذا الاهتمام على ردة فعل الأطفال واستجاباتهم لتعليمات المعلمة ورغباتها تحاشيا لاستثارة غضبها وطمعا في كسب ودها , فضلا عن أنّ طبيعة المرأة وما يغلب على سلوكها من مشاعر الود والحنان يساعدها على تحمل ما يصدر عن الأطفال من تصرفات فتقلل من أهميته ويقل تقديرها لحجمه ( الدقاق ,1989 ) .
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه صوالحة (1993 ) والخليفي (1994) التي أشارت نتائجهما إلى انخفاض حجم المشكلات السلوكية لدى أطفال الصف الأول القريب من سن الدراسة الحالية والى أنّ المشكلات تتزايد مع تقدم الطفل مع العمر.
ثانيا : فيما يتعلق بالسؤال الثاني والذي ينص"ما أكثر المشكلات الانفعالية انتشارا لدى أطفال رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات " .
يتضح من الجدول (1 ) بروز عدد من المشكلات الانفعالية احتلت مراكز متقدمة من وجهة نظر المعلمات مثل : تقلب المزاج وتذبذبه (2,75 ) , الارتباك عندما يقترب منه المعلم (2,47) , التلعثم والتأتأة في الكلام (2,24 ) , الشعور بالضيق والإحباط عندما يتعرض للانتقاد(2,23) , البحث عن الرعاية والاهتمام (2,14) .
أما اقل المشكلات الانفعالية بروزا فتتمثل في: التغيب المتكرر عن المدرسة (1,51) , التشبث بالأهل عند زيارتهم للمدرسة (1,45 ) , ادعاء المرض (1,39) , الفشل في ضبط التبول (1,26), الهروب من المدرسة (1,22) .
إنّ بروز عدد من المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة كما اتضح من الجدول (1 ) قد يعزى إلى صعوبة الانتقال من جو البيت إلى جو الروضة , إذ كان الطفل محط عناية واهتمام الوالدين فينال من الرعاية والاهتمام الكثير , وهو حديث عهد بالانفصال عن الأسرة والوالدين الأمر الذي يؤدي إلى غلبة الشعور بحاجته للرعاية والاهتمام من قبل الراشدين المتمثل بالمعلمة.
كما أنّ انتقال الطفل من البيت إلى الروضة وقد اعتاد في البيت على أنماط سلوك يتمتع فيها بحرية التصرف فيجد في بيئة الروضة الجديدة بيئة مقيدة لا تخلو من القيود التي لم يعتد عليها وبعض الأنظمة والتعليمات التي تحدد ما يسمح له به وما لا يسمح به مما يضيق مساحة الحرية التي كان يتمتع بها في البيت, فضلا عن نقص خبرته ومعرفته لما يسمح له القيام به فتجده حذرا لما يصدر منه من سلوك قد يقابل بالرفض أو الاستهجان فيشعر بالارتباك ويخشى الانتقاد فتتزايد لديه مشاعر الضيق والإحباط, ويتجنب المبادأة في التصرف خوفا من تبعيات هذا التصرف التي يجهلها.
أما فيما يتعلق بالمشكلات التي احتلت أقل التقديرات من وجهة نظر المعلمات كالتشبث بالأهل أو ادعاء المرض , او التبول, أو الهروب من الروضة, فقد يعود هذا الانخفاض في حجم هذه المشكلات إلى أنّ الطفل قد وصل إلى مرحلة متقدمة من التدرب على الإخراج وضبط التبول وتعلم كيفية قضاء حاجاته وفق معايير الروضة والتي تتساهل في هذا الجانب وتعطي الطفل حرية الحركة والخروج إلى الحمام بدون قيود معيقة .
فضلا عن أنّ الطفل يكون قد اعتاد على أقرانه ولمس بينهم الألفة والشعور بالأمن من خلال مشاركتهم ألعابهم الجماعية أو حتى الألعاب الفردية ضمن الجماعة مما يقلل من تعلق الطفل بذويه . إذ يبرز التعلق لدى الطفل بأمه في مرحلة مبكرة من حياة الطفل لاعتماده كليا على أمه في تصريف شؤون حياته , فهي مصدر للأمن وإشباع الحاجات الأساسية للطفل , فسلوك التعلق في العادة تخف حدته عندما يبدأ الطفل بالانشغال بنشاط إنساني آخر كتفاعله مع الآخرين مما يساعده على تقبل الروضة ( هرمز وإبراهيم ,1988 ) , وهذا الانشغال في نشاطات الروضة يجعل منها بيئة جاذبة , لذا انخفض تقدير المعلمات لحجم مشكلة الهروب من الروضة , أو ادعاء المرض للتهرب منها .
ثالثا : بالنسبة للسؤال الثالث ونصه " ما أكثر السمات الانفعالية بروزاً لدى أطفال رياض الأطفال كما تراها المعلمات " ؟
للوصول الى الإجابة عن هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري لتقدير المعلمات لمدى وجود هذه السمات لدى أطفال الروضة كما هو مبين في الجدول ( 2) .
الجدول (2 ) السمات الانفعالية لدى أطفال الروضة مرتبة تنازليا كما تراها المعلمات
ترتيب
السمة السمة الانفعالية المتوسط
الحسابي الانحراف
المعياري
1 يعبر عن انفعالاته بشكل صريح ومباشر 3,15 0,24
2 انفعاله متذبذب ومتقلب 3,12 0,56
3 يعبر عن انفعالاته بمظاهر وأشكال متعددة 3,11 0,70
4 مدة انفعاله قصيرة وآنية 2,92 0,78
5 يغلب عليه الانسحاب من المواقف الحرجة 2,92 0,91
6 تتسم انفعالاته بالغيرة من الأقران 2,8 0,78
7 تسيطر على انفعالاته الخوف والرهبة 2,8 0,49
8 يستخدم انفعالاته كوسيلة للضغط على الآخرين 2,71 0,75
9 يتأثر تعبيره عن انفعالاته بتواجد الراشدين 2,69 0,66
10 يغلب على انفعالاته الاحتجاج اللفظي 2,577 1,01
11 يصاحب انفعالاته سلوكات عدوانية 2,46 0,93
12 يغلب على انفعالاته التعبير اللفظي اكثر من الجسمي 2,45 0,72
13 تتأثر انفعالاته بطبيعة علاقته بالمعلمة 2,42 0,92
14 ينفعل بشدة بغض النظر عن شدة المثير 2,38 0,718
15 يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود أقرانه 2,34 0,73
16 يظهر عليه الاستغراق في أحلام اليقظة 2,3 0,66
17 تسيطر على انفعالاته الأنانية 2,19 0,78
18 تتأثر انفعالاته بمدى علاقاته الحميمة بالآخرين 1,86 0,60
يلاحظ من جدول (2 ) أن هناك تقديرا عاليا لبعض السمات الانفعالية التي تميز انفعالات الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة خاصة مرحلة رياض الأطفال, وهذه السمات هي: التعبير عن الانفعالات بمظاهر وأشكال متعددة .قصر مدة الانفعال , ينسحب من المواقف المحرجة ,تسيطر عليه الغيرة من أقرانه, سيطرة مشاعر الخوف عليه , يستثمر انفعالاته كالبكاء وسيلة للضغط على الراشدين ليحقق بها مكاسب,يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود الراشدين من حوله , ويعبر عن انفعالاته لفظيا خاصة الانفعالات غير السارة , وهذه النتيجة تتفق ونتيجة الدراسة التي قامت بها الصرايرة (1994) التي أشارت إلى أن أهم المشكلات الانفعالية هي النشاط الزائد , الإلحاح , سرعة الانفعال ,الصراخ والبكاء , أى يستخدمها لتحقيق حاجاته , فضلا عن اتفاق هذه النتيجة مع الأدب النظري الذي أشار فيه الباحثون الى السمات التي تميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة (إسماعيل ,1995 ) , (زهران, 1995 ) ,(الهاشمي ,1990 ) ,المليجي والمليجي ,1971 ) .
رابعا : فيما يتعلق بالسؤال الرابع والذي ينص "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في حجم المشكلات الانفعالية بين أطفال الروضة تعود الى الجنس" .
تم استخدام الاختبار التائي للوصول إلى أثر جنس الطفل في حجم المشكلات الانفعالية فكانت النتائج كما هي موضحة في الجدول (3 ) .
الجدول ( 3) نتائج اختبار " ت " للمشكلات الانفعالية بحسب جنس الطفل
الجنس العدد المتوسط
الحسابي الانحراف المعياري قيمة " ت" قيمة " ت " الحرجة
ذكور
إناث 46
41 36,8
35,7 10,31
12,50 1,02 0,31
يتضح من الجدول(3) أن قيمة " ت" الحرجة أقل من قيمة "ت" المحسوبة مما يشير إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في حجم المشكلات الانفعالية لدى أطفال الروضة تعود إلى اختلاف الجنس عند مستوى الدلالة هو 0.05.
يرى الباحث أن هذه النتيجة وهي تقارب متوسط تقدير المعلمات لحجم المشكلات الانفعالية بين الإناث والذكور قد يعود إلى انخفاض تقدير المعلمات لحجم هذه المشكلات بشكل عام مما انعكس على تقدير حجم المشكلات الانفعالية المنخفض لدى كل من الإناث والذكور, وقد أشار زيدان ( 1986 ) إلى أنّ الأطفال في هذه المرحلة لا يميلون إلى الاختلاط بالجنس الأخر بألعابهم سواء الجماعية او الفردية ضمن الجماعة, لذا فإن كل طفل ينشغل بألعابه مما يزيد من التوافق بينهم ويقلل من ظهور مشكلات توافقية بينهم مما قلل من تقدير حجم المشكلات الانفعالية لدى الأطفال بشكل عام وبين الذكور والإناث بشكل خاص .
فضلا عن أنّ الفروق الجنسية بين الأطفال لا تتضح لديهم إلا في مرحلة الطفولة المتوسطة من (6-9 ) سنوات إذ تتعزز هذه الفروق بينهما بعد هذا السن , فالطفل يدخل الروضة بدون تصور واضح للفروق بين الجنسين مما قلل من ظهور فروق في المشكلات الانفعالية تعود إلى اختلاف جنس الطفل .
الاستنتاجات
من نتائج البحث يبرز العديد من الاستنتاجات منها :
- يواجه الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة القليل من المشكلات الانفعالية.
- ان مرحلة رياض الأطفال وهي نهاية مرحلة الطفولة المبكرة , حيث يبدأ الطفل في الاستقرار الانفعالي .
- ظهور بعض الصعوبات ذات الطابع الانفعالي لدى الأطفال ترتبط بخصائص هذه المرحلة كتقلب المزاج , والبحث عن الرعاية والاهتمام .
- أوضح البحث الحالي بعض السمات الانفعالية التي تميز هذه المرحلة من حياة الطفل , وقد اتفقت نتائج البحث مع الأدب النظري في هذا الجانب.
- لم تتضح الفروق الجنسية في المجال الانفعالي , إذ لم يظهر البحث الحالي فروقا بين الذكور والإناث في حجم المشكلات الانفعالية .
- أهمية الثبات والاتساق في تعامل الوالدين مع الطفل في تقليل الثورات الانفعالية والارتباك.
التوصيات
- أن يقوم على رياض الأطفال معلمات إناث لقدرتهن على استيعاب وتحمل السلوكيات التي تصدر عن الأطفال في مثل هذه المرحلة .
- توفير الرعاية والاهتمام لكل طفل بالروضة من قبل المعلمة المشرفة عليه والابتعاد ما أمكن عن النقد والتجريح لتجنيب الطفل المواقف المحرجة التي تزيد من حدة انفعالاته .
- تشجيع الطفل على التعبير عن انفعالاته داخل الروضة بطريقة تتماشى مع معايير المجتمع لتأهيل الطفل وزيادة توافقه مع البيئة الاجتماعية .
- الاستمرار في التأكيد على الألعاب الحركية للطفل داخل الروضة لمساعدته على التنفيس الانفعالي وبالتالي تخفيف حدة الانفعالات لديه .
- تجنيب الطفل المواقف المخيفة والمثيرة للرعب لتقليل مشاعر الخوف لديه , فالخوف سلوك انفعالي متعلم في أغلبه .
- إفساح المجال للطفل للتعبير الحر في الروضة لتجنيبه تطوير مشاكل مرتبطة بذلك كالتأتأة والتلعثم في مراحل لاحقة .
- إبعاد الطفل ما أمكن عن المواقف المحبطة وتوفير فرص النجاح للطفل , وأن تتناسب المهام الموكلة إليه مع قدراته وإمكاناته لتخفيف حدة انفعالاته .
- تشجيع الطفل على المبادأة والمبادرة في الحديث والسؤال لتنمية حب الاستطلاع والاستقلال لديه .
المصادر
- أحمد, محمد عبد السلام (1960 ). القياس النفسي والتربوي , القاهرة : مكتبة النهضة العربية.
- إسماعيل ,محمد عماد الدين (1995 ) . الطفل من الحمل إلى الرشد ,ج1,ط2 , الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع .
- بدر , جميل سليم (1989 ) . أشكال العدوان الصفي في المرحلة الابتدائية وعلاقتها بجنس الطالب وعمره وحجم الصف , رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة اليرموك , اربد .
- بيبرس , هيثم سالم (1988) .المخاوف الشائعة لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة . رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة اليرموك , اربد , الأردن .
- الخليفي , سبيكة يوسف ( 1994 ). المشكلات السلوكية لدى أطفال المدرسة الابتدائية بدولة قطر , مجلة مركز البحوث التربوية بجامعة قطر ,6 (2 ) .
- الدقاق, باسمة عادل (1989) . مدى تأثير سلوك التلاميذ الذكور باختلاف جنس المعلم في المدارس المؤنثة في المرحلة الابتدائية,رسالة ماجستير غير منشورة, الجامعة الأردنية – عمان .
- دوجان, خالد إبراهيم (1996). المشكلات الانفعالية والاجتماعية لدى أطفال الصف الأول الابتدائي من وجهة نظر المعلمين , رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة اليرموك: اربد.
- زهران , حامد عبدا لسلام (1995 ).علم نفس النمو ,ط5 , القاهرة : عالم الكتب .
- زيدان, محمد (1986 ) . النمو النفسي للطفل والمراهق . جدة : دار الشروق.
- الصرايرة, منى صالح (1994 ) . مسح وتصنيف المشكلات السلوكية التي يعانيها أطفال الرياض في الأردن, رسالة ماجستير غير منشورة , الجامعة الأردنية, عمان .
- صوالحة, محمد (1993 ) . مستوى المشكلات السلوكية لدى الطلبة الذكور في المدارس المؤنثة والمذكرة من وجهة نظر هيئة التدريس فيها , أبحاث اليرموك, العلوم الإنسانية, 9 (4 ) , 367-393 .
- الطحان ,محمد الطواب , سيد ومحمد , نبيل علي (1989 ) . أسس النمو النفسي , ط3 , دبي : دار القلم .
- العناني , حنان عبد الحميد (1997 ) . الصحة النفسية للطفل , ط3 , عمان : دار الفكر .
- عودة, أحمد وملكاوي ,فتحي (1992) . أساسيات البحث العلمي , اربد :دار الكتاني .
- القهوجي, محمد أديب (1992 ) . مشكلات الأطفال السلوكية للصفوف الأربعة الدنيا في المرحلة الأساسية كما يراها معلموهم , رسالة ماجستير غير منشورة ,جامعة اليرموك , اربد.
- المليجي , عبد المنعم والمليجي , حلمي ( 1971 ) . النمو النفسي , ط4, بيروت :دار النهضة العربية .
- منصور,محمد جميل وعبد السلام, فاروق سيد (1989) . النمو من الطفولة إلى المراهقة , جدة : تهامة .
- الهاشمي , عبدا لحميد (1990) . علم النفس التكويني , ط6 , الرياض : دار الهدى للنشر والتوزيع .
- هرمز,صباح حنا و إبراهيم,يوسف حنا (1988) . علم النفس التكويني – الطفولة والمراهقة الموصل : مديرية دار الكتب .
- Miller, H. Patricia(1993) .Theories Of Developmental Psychology ,3ed , Florida : University Of Florida .
- Whitaker,Devid Lee (1993).Shyness in first grade children and its relation to maternal emotions and restrictiveness, Abstract International- B,54(06),p,3367,Dec.1993.
الملاحق
ملحق (1) المشكلات الانفعالية دوجان 1996
الرقم الفقرة أبدا نادرا أحيانا كثيرا دائما
1 يرتبك عندما يقترب منه المعلم
2 يحتاج إلى الرعاية والاهتمام بشكل متكرر
3 يفشل في ضبط سلوك التبول
4 يبكي بشكل متكرر
5 يتشبث بأقاربه عند رؤيتهم في المدرسة
6 يهرب من المدرسة
7 يدعي المرض
8 يتغيب بشكل متكرر
9 يتلعثم ويتأتئ في الكلام
10 يتردد في المبادأة بسلوك ما
11 يحجم عن الإجابة مع معرفته بها
12 يلجأ إلى أحلام اليقظة والسرحان
13 ينسى بشكل متكرر
14 يقضم أظافره بشكل متكرر
15 يفشل في التعبير عن مشاعره
16 ينفعل بشدة عندما يحبط
17 يشعر بالضيق والإحباط عند انتقاده
18 متقلب المزاج
19 يبدي ضعف الاكتراث واللامبالاة
20 يتجاهل التقيد بالانضباط المدرسي
ملحق (2) مقياس السمات الانفعالية بصورته النهائية
الرقم الفقرة أبدا نادرا أحيانا كثيرا دائما
يظهر عليه الاستغراق في أحلام اليقظة
تسيطر على انفعالاته الأنانية
تتأثر انفعالاته بمدى علاقاته الحميمة بالآخرين
يعبر عن انفعالاته بشكل صريح ومباشر
انفعاله متذبذب ومتقلب
يعبر عن انفعالاته بمظاهر وأشكال متعددة
يغلب على انفعالاته التعبير اللفظي أكثر من الجسمي
تتأثر انفعالاته بطبيعة علاقته بالمعلمة
ينفعل بشدة بغض النظر عن شدة المثير
يتأثر تعبيره عن انفعالاته بوجود أقرانه
مدة انفعاله قصيرة وآنية
يغلب عليه الانسحاب من المواقف الحرجة
تتسم انفعالاته بالغيرة من الأقران
تسيطر على انفعالاته الخوف والرهبة
يغلب على انفعالاته الاحتجاج اللفظي
يصاحب انفعالاته سلوكات عدوانية
يستخدم انفعالاته كوسيلة للضغط على الآخرين
يتأثر تعبيره عن انفعالاته بتواجد الراشدين