الكتاب : علم النفس الجديد
المؤلف : أليكس موكيالي
من اصدار : منشورات عويدات - لبنان
رقم الطبعة : الطبعة الأولى 1997
نبذة عن الكتاب :
يمر علم النفس الجديد في مرحلة ثروة عميقة . وتشهد نماذج مراجعة وأنماط تفسيره تغيرا جذريا . تلك هي الظاهرة التي أحاول تحديدها في هذا المؤلف الصغير , فمنذ عشرين سنة , أصبحنا أفضل تسلحا لكي نفكر بهذا النمط من تحول المعارف العلمية , وتتساءل معظم العلوم الإنسانية , من الأن فصاعدا حول مراجعها الاأساسية , وتنظم الأبحاث بالتالي حول مناقشة هذه النماذج والتجارب بدلا من الضياع في المشاحنات والمحرمات المدرسية , وسأتتبع قي هذا الكتاب مقاربة تستند إلى المنشأ الأصلي والتاريخي , لإظهار ما تعرضت له الصيغ العامة لعلم النفس من تغير كبير بفتح الطريق لــ " علم النفس جديدة " هو في طريق البناء الآن .
والقياس جملة من العناصر النظرية والتصورية المتماسكة للمنشأ العلملي " تستخدم إطار مرجعيا لمجموعة الباحثين في هذا الفرع العلمي وذاك " وإلى هذه العناصر ينبغي إضافة نتائج بحث باهرة وتجارب مؤسسة ومعتقدات وقيم تشارك فيها مجموعة من الباحثين .
وعم النفس , وكأي علم أخر يستهدف جعل الظاهرات الواقعة في حقل التحليل " واضحة " , ويتكون الوضوح العلمي من المشاركة في المعنى .
وينشأ المعنى دائما عن العلاقة بشئ معين , فالمعنى في الواقع هو دائما معنى لشئ في شيء اخر او في العلاقة معه ومعنى الكلمة هو " في الحد الأدنى " معنى في سياق الجملة , ومعنى الإشارة المدركة هو معنى في العلاقة مع شبكة الإدراك , المكونة في ثقافتنا وفي شخصيتنا بكاملها , ويصبح معنى المعلومة معنى بعلاقتها مع معلومات أخرى .
وسأبين في هذا الكتاب ان هناك مجموعتين كبيرتين من الصيغ المرجعية لعلم النفس . مجموعة أولى وضعت في ثمانينات القرن الماضي مع مرجعيات علمية عصبية بشكل أساسي وناشئة عن الاختبار حول التنويم المغناطيسي , والثانية وضعت في ثلاثينات القرن الحالي مه مراجع دراسية للعادات والأخلاق بشكل أساسي , وناشئة عن الملاحظة والاختبار حول حالات الإدراك .
والمجموعة الأولى هي التي كونها فرويد تحت اسم التحليل النفسي , والمجموعة الثانية فهي التي ولدت " علم النفس الجديد " المعاصر . وهي ترتكز على المعالم التصورية التالية : التفاعل , ونظام التفاعلات , والإتسقراء المتبادل لأشكال السلوك , ومستويات الاتصال , والأشكال المانعة للاتصال وقواعد نظام المبادلات , وثبات العوامل الوظيفية لأنظمة التفاعل وبناء واقع تخيلي مع تجربة قياسية .
هذان النظامان العلميان للمرجعية غير قابلين للتوفيق بينهما , وهما حاليا في حالة تنافس للهيمنة العلمية في الميدان . وإيجابية نظام التحليل النفساني في رسوخة الاجتماعي القوي , وسلبته ومبالغته التفسيرية , وتذويبه في " مدارس " عديدة وحالات فشله في عمليات المعالجة , وإيجابية النظام الثاني جيدة في الأصل النمطقي لنشأته الحديثة ونجاحاته العملية . وبالطبع فإن سلبيته في الغياب الكلي للرسوخ الاجتماعي وجهود إبطاله المبذولة من قبل مؤيدي النظام الأول .