تأليف: عبد المجيد سيد احمد منصور
تاريخ النشر: 01/01/2002
إن المتتبع لنتاج مدارس علم النفس المعاصر في انحاء مختلفة من العالم، يلمس تأثر فكر علماء النفس- في روسيا أو ألمانيا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة الامريكية أو غيرها- بثقافة الحياة وفلسفة المجتمعات التى نشأ فيها علماء النفس بهذه البلاد حيث تتميز كل مدرسة فكرية بخصائص وملامح، كان من نتاجها نظريات وقوانين واهتمامات وقضايا ومناهج بحثية متباينة تارة ومتشابهة تارة أخرى. وفيما يتعلق بهوية علم النفس فى العالم العربي ، نجد أنها تتشكل من نظريات وأفكار وآراء مدارس علم النفس المعاصرة غير العربية غالبا. كما اصبح واضحا مدى تغلغل أفكار هذه المدارس في عالمنا العربي في تفسير وضبط سلوك الفرد ، والتنبؤ بما يمكن عمله من السلوك وتعرف دوافعة ، وعلاج الاضطرابات أو الانحرافات السلوكية في ضوء ما تشير إليه مدارس ومناهج علم النفس تلك البلدان. ومثال ذلك أنه رغم اختلاف البيئة والثقافة والعقيدة في عالمنا الإسلامي والعربي، فإننا لانزال نستخدم المنهج العلاج، الذي تنادى به مدارس علم النفس المعاصر في علاج الاضطرابات والانحرافات السلوكية ، دون أن نتجه إلى منهج العلاج، الذي ينادى به الإسلام من تزكية النفوس وإصلاح القلوب. ونود ان نشير إلى ان تناول التفسير الإسلامي للسلوك من خلال مقارنة لرؤية علم النفس المعاصر، لا يقصد من وراءه رفض نظريات وأفكار ومقولات وتجارب علم النفس المعاصر رفضا تامان إذ ليس في هذا موضوعية العلم ، وحيث يؤكد الإسلام الاستفادة من المعارف ،التى تعمل على استقرار حياة الإنسان وأمنه وأمانه ، وتقلل قدر ما تستطيع من المعوقات، التى تعمل على اضطراب حياته الاجتماعية أو تؤدى إلى سوء توافقه النفسى والاجتماعي. إن دراسات علماء المسلمين للنفس الإنسانية لم تكن مجرد معرفة نظرية ، ولكنها كانت بهدف الوصول إلى تعديل السلوك والرقى بالأخلاق والوصول إلى التوافق النفسي للفرد وتكامل الشخصية. وبذلك سبق علماء المسلمين في أصالتهم في دراساتهم ، ما هو معاصر لنا من الميادين نفسها في الدراسات النفسية. ومن خلال ما يحتويه هذا المؤلف ، نرجو ان تتضح جهود علماء المسلمين عن التفسير الإسلامي للسلوك الإنساني ن حيث نعرض ما توصلت إليه الدراسات النفسية المعاصرة من مفاهيم وقضايا عديدة تتعلق بتفسير السلوك الإنساني وأنماط انشطة وجوانب السلوك وآثارها على الحياة النفسية ، والتوافق النفسى ن وبنية الشخصية. كما نعرض في مقابل ذلك تفاسير وجهود علماء المسلمين من الفلاسفة والسلف الصالح وأئمة الإسلام المعاصرين في هذه المناحي الخاصة بالسلوك الإنساني والنفس الإنسانية وبقدر مانعني أن يكون فى هذا الإيضاح ما يفيد طالب العلم المتخصص في علم النفس ، بقدر ما يمهنا أيضا أن يستفيد القارئ ، الذي له اهتمامات بهذا المجال من العلوم الانسانية.
عدل سابقا من قبل health psychologist في الخميس فبراير 09, 2017 9:46 pm عدل 2 مرات
تاريخ النشر: 01/01/2002
إن المتتبع لنتاج مدارس علم النفس المعاصر في انحاء مختلفة من العالم، يلمس تأثر فكر علماء النفس- في روسيا أو ألمانيا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة الامريكية أو غيرها- بثقافة الحياة وفلسفة المجتمعات التى نشأ فيها علماء النفس بهذه البلاد حيث تتميز كل مدرسة فكرية بخصائص وملامح، كان من نتاجها نظريات وقوانين واهتمامات وقضايا ومناهج بحثية متباينة تارة ومتشابهة تارة أخرى. وفيما يتعلق بهوية علم النفس فى العالم العربي ، نجد أنها تتشكل من نظريات وأفكار وآراء مدارس علم النفس المعاصرة غير العربية غالبا. كما اصبح واضحا مدى تغلغل أفكار هذه المدارس في عالمنا العربي في تفسير وضبط سلوك الفرد ، والتنبؤ بما يمكن عمله من السلوك وتعرف دوافعة ، وعلاج الاضطرابات أو الانحرافات السلوكية في ضوء ما تشير إليه مدارس ومناهج علم النفس تلك البلدان. ومثال ذلك أنه رغم اختلاف البيئة والثقافة والعقيدة في عالمنا الإسلامي والعربي، فإننا لانزال نستخدم المنهج العلاج، الذي تنادى به مدارس علم النفس المعاصر في علاج الاضطرابات والانحرافات السلوكية ، دون أن نتجه إلى منهج العلاج، الذي ينادى به الإسلام من تزكية النفوس وإصلاح القلوب. ونود ان نشير إلى ان تناول التفسير الإسلامي للسلوك من خلال مقارنة لرؤية علم النفس المعاصر، لا يقصد من وراءه رفض نظريات وأفكار ومقولات وتجارب علم النفس المعاصر رفضا تامان إذ ليس في هذا موضوعية العلم ، وحيث يؤكد الإسلام الاستفادة من المعارف ،التى تعمل على استقرار حياة الإنسان وأمنه وأمانه ، وتقلل قدر ما تستطيع من المعوقات، التى تعمل على اضطراب حياته الاجتماعية أو تؤدى إلى سوء توافقه النفسى والاجتماعي. إن دراسات علماء المسلمين للنفس الإنسانية لم تكن مجرد معرفة نظرية ، ولكنها كانت بهدف الوصول إلى تعديل السلوك والرقى بالأخلاق والوصول إلى التوافق النفسي للفرد وتكامل الشخصية. وبذلك سبق علماء المسلمين في أصالتهم في دراساتهم ، ما هو معاصر لنا من الميادين نفسها في الدراسات النفسية. ومن خلال ما يحتويه هذا المؤلف ، نرجو ان تتضح جهود علماء المسلمين عن التفسير الإسلامي للسلوك الإنساني ن حيث نعرض ما توصلت إليه الدراسات النفسية المعاصرة من مفاهيم وقضايا عديدة تتعلق بتفسير السلوك الإنساني وأنماط انشطة وجوانب السلوك وآثارها على الحياة النفسية ، والتوافق النفسى ن وبنية الشخصية. كما نعرض في مقابل ذلك تفاسير وجهود علماء المسلمين من الفلاسفة والسلف الصالح وأئمة الإسلام المعاصرين في هذه المناحي الخاصة بالسلوك الإنساني والنفس الإنسانية وبقدر مانعني أن يكون فى هذا الإيضاح ما يفيد طالب العلم المتخصص في علم النفس ، بقدر ما يمهنا أيضا أن يستفيد القارئ ، الذي له اهتمامات بهذا المجال من العلوم الانسانية.
عدل سابقا من قبل health psychologist في الخميس فبراير 09, 2017 9:46 pm عدل 2 مرات