إن تطـــــــــــــور وظــــــــيفـة المــــوارد البشـــريـــة مـــن أهــــــم المــواضـــيع الاقتصــادية في عالمنا ولا شك أن الاهتمــام بها راجع لعدة سنوات ، دلك كون هده الموارد لها الدور الرائد فــــي بـــــلــورة المـــــحيط الاقتصـــــــادي وجعــــــــلـــه اكتر انسجــــــــــــامـــــــــا مع متطلبات التنميـة والتطــــور، لهــدا فـــان المــوارد البشـــــــريـــة لهـــا أبعـــاد إســتــــراتيجيـــــــة مــــن خــــــــلال الاهتمـــــــام بهــــا عبـــر الــعديـــد مـــتن المجــالات ســــواء علـــي الصــعيد الإنتــاج أو الاختراع أو الابتكـــــارات وتطويـــر المهــارات التقنيــة ، فالفــرد بمــا يمتلكــه مــن مهــارات ودوافع للعـمل هو العنصر الحقيقـــــــــــــي والأساســـي في تحقيـــــــق الكفــــاءات الإنتــــــــــاجيـــة وما العناصر المادية إلا عوامـــــــــل مساعدة للفرد ، لذا زاد الاهتمـــام بالعنصــر البشــري وأصـــــــــــــــبح من الضروري استثماره خاصـــــــــة فــي السنــــوات الأخيرة لفاعليته فـــــــــــي المؤسسة.
1- تطور التاريخي لوظيفة الموارد البشرية :
إن المفهــــــــــوم الحـديث لإدارة المـــــوارد البشــريــــة أو إدارة الأفراد لم يستقر إلا بعـــــــد سلسلـــة طويلــــة من التطــــورات في المجـــال الإداري، كنـتــيــجــة حتميــة للتطـــور الاقتصـادي إلي جانـــب التطـــور العلــمي التكنولوجــــي فــي مجـــالاتـه المختــلـفــــة.(1)
حيــث " يعود أصل في الاهتمـام بالمــوارد البشـــريــة إلــي زمــن المــانيفــا كــتورا الأولــي وبداية ظـــــهــور المـشـــاكــل المــتـعلــقـــة بــإدارة المــوارد البــشـريــة "(2) ، وذلـك مــن بـدايــة الثــورة الصـنــاعيــة كـنـتـيـجــة لسـلـسـلـة الاكـتـشــافــات و الاختراعــات التــي حدثـت فـي أوربـــا والتــي ظــهـرت عـلي إثـرهــا القـوي المـحـركـة والآلات الـمـيـكـانـيـكـيـة إبـان النصـف الثــاني من القـرن 18 م . فــالصنــاعــة كــانـت تستـعمــل أيــدي عــامـلـة غيـر المـؤهــلــة وكــانت الإنتاجية ضعيفة ، فكـان عبئــا ثقيـــلا علـي عـاتـق أصحـاب الأعمـال فكـانــوا يـواجهــون المشـاكل بأسلوبهم الشخصي فـي ضـوء محــاولات التـجـربة والخـطـأ.
وعــدم الاهـتمام بـإدارة الأفـراد فـي هـده الـفـتـرة كــان مـرتـبـطــا بـتـركـيـز الـثـورة الـصـنــاعـيــة علـي الـتقـدم التـقـنـي والمـشـكــلات الاقـتـصــاديــة ، دون إعطـاء الاهـتـمـام الـواجـب للـمـشــكـلات الإداريــة .
وعـنــد ظـهــور الـتـنـظيـم الـعـلــمـي للـعـمـل عـنـد " " TAYLORE الـذي قــام بتـجــارب فــي الـمـصـانـع الأمـريـكـيـة بـهـدف رفـع الإنـتـاجـيـة عــن طــريــق دراسـتـه للـوقـت والـحـركـــــات ، تـمـكــن مــن إثــبــات إمـكــانــيـة رفــع فــعــالــيــة الأجــراء ، فـمـكــنـت طـرق تـايــلور في تنظـيـم الـعـمـل مــن تــقـنـيــة إلي وظـــائـف بـسـيـطـــة .
كـــمـا طــورت الـطـريـقـة مـن طـرف " فورد" "H . FORD" بـتـطـبـيـقـه لـطريـقـة الـعـمـل بـالـسـلـسـلـة، لـهـدا كـانـت وسـائـل الـعـمـل جــد فـعـالـة فـي تـحــقـيـق رفــع الإنـتـاجـيـة بـالـمـقـابـل اسـتـغــــلال الـيـد الـعـامـلـة أحـسـن اسـتـغــلال . (1)
مــع تــطـور الـتـايــلـوريـة اتـحـد الـعـمـال مـع بـعـضـهـم الـبـعـض لـمـواجـهـة أصـحـاب الـعـمــــل فــي شـكــل انـتــفــاضــات عـشـوائـيـة ، ثـم إضـرابـات مـنـظـمـة انـقـلـبـت إلـي تـكـويـن اتـحــادات ونـقـابــات عـمـل تـطـالـب بـحـقـوقـهـم وتـفـاوض بإسـمـهـم فـيـمــا يـتـعـلـق بـظـروف عـمـلـهـم (2) ، وبـهـا تـفـطـن أربـاب الـعـمـل إلـي الـمـشـاكـل الاجـتـمــاعـيـة الـتـي يـواجـهـهــا الـعمـال والـنـاجـمـة عـن الـتـصـنـيـع ، ولـمـسـاعـدتـهـم قـرروا إنـشـاء مـنـصـب " السـكـرتـيـر الاجـتـمـــاعــي " ، ومـع تطـور النقـابـات تـحـول مـصـطـلـح " الـسـكـرتـيـر الاجـتـمـاعــي " إلـي " مـصلحة المستخـدمـيـن" بـالـمـعـنـي الـعـصـري لـلـمـفـهـوم سـنـة 1912 م ، ومـن مـهــام هـده الـمـصـلـحــة : الـتـفــاوض مع الـنـقــابـات ، إدارة حـقـوق الـعمــال ، الـتـكـفــل بـمـشـكـل الـتـكـيـف مـع الـتــكـنـولــوجـيـا، الـتكـفـل بـمـشـكـل الـتـقـيـيـم والـمـكـافــآت و الاتـصـال ....... ، رغـم هـده الـمـهـام إلا أنـها لـم تـكـن تـلـعــب دور مـهـمـا فـي الـمـؤسسـة ، وفـي فـتـرة مـابـيـن 1920-1940 ظـهـرت الـجـمـعـيـات الـمـهـنـيــــة الأولـي لـلـمـوارد الـبـشـريـة ، كـالـتـي ظـهـرت فـي كـنـدا .
كـمــا انـه مـا بـيـن 1924 -1932 قـام الـعـالـم الـنـفـسـي الأمـريـكــي "مايو" " E . MAYO " بـتـجــارب فـي الـمـصـنــــع Western electric " " حـول تأثير ظـروف الـعـمـل عـلـي الإنـتاجـيـة وهو مـا أدي إلي مـيـلاد " مـدرسـة الـعـلاقــات الإنـسـانية " وبـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة أي ما بـيـن 1945 – 1950 ظهـر مـا يـسـمـي بـالـعلاقـات الـصـنـاعـيـة فـي الـمـصـلـحـة الـموارد البشريــــــــة بـسـبـب الانـتـشـار الـمـكـثـف للنـقابــات وانـخـراط المـأجـوريــن فـيـها، وفـي الـخـمـسـيـنـات توبعت أبـحاث مايو " E . Mayo " مـن طـرف "ماسلو" Herzberg Maslow" " ولـقـد عـرفـت مـدرسـة العلاقــات الإنـسـانـيـة اهـتـمــامـا بـالـغــا فـي مـصـلـحـة الـمـوارد الـبـشــريـة ، وذلـك بـالاهـتـمام أكثر بدافعيـة الأجـراء لـلـعـمـل وتـلـبـيـة احـتـيـاجـاتـهـم الـمـاديـة و الـنـفـسـيـة لـيـكـون الـفـرد راضـيــا فـي عمله.
وفــي الـسـتـيـنــات كـانـت لإدارة الـمـسـتـخـدمـيـن مـهـمـة اجـتـمــاعـيــة تـتـلـخـص فـي الـتـشـغيل ، مـنـح الأجـور والاهـتـمـام بـالـغـيـابـات والـعـطـل الـمـخـتـلـفـة ، مـن سـنـوات 1980 م أيـن أصـبــح تـسـيـيـر المـسـتـخـدمـيـن " تـسـيـيـر الـمـوارد الـبـشــريـة " حـيـث تـراجـعـت نـشـاطـات العلاقـــات الـصـنـاعـيـة وتـوسـعــت أكـثـر نـشــاطــات المـوارد الـبـشــريــة .
ويـعـود هـدا إلـي ثـلاثـة عـوامـــــل :
1) - كـثـرة الـطـلـب عـلــي نـوع جـديــد مـن الـعــمــال مـثــل الـتــقــنـيـيــن .
2) - كـثـرة الـتــشـريـعـات الـحـكـومـيــة الـتـي تـجـبـر الـمــؤسســـات عـلـي جـمـع بـيــانـــات والـمـعــلـومـات حـول مـسـتـخـدمــيـهــم (مـــثـل حــــوادث الـــعــمــل ) .
3) - تطور علوم السلوك أو تجريب تقنيات جديدة لتسيير الموارد البشرية .
وفــــي هــده الـمـرحـلـة أي الـثـمـانـيـنـات إلـي يـومـنـا هـدا احـتـلـت وظـيـفـة الـمـوارد الــبـشـريــة مــكــانـة لا تـقـل أهـمـيـة عـــن الـوظـائـف الأخـرى فـي الـمـنـظـمـة " كـالـتـسـويـق ، الإنـتــاج ، الــمــالـيـة ......" تـعـد مـهــامـهــا وتـفـرعـهــا ، تـحـول تـحـلـيـل الـمـنــاصـب وتـرتـيـبـهــــــــا ، وتـوظـيف وإدمــاج سـلـم الـمـسـتـحـقــات ، تـقـيـيـم الـكـفــاءات ، الـتـكـويـن الـتـرقـيـة ، تـسـيــــــر الـمـســار الـمـهــنــي ، الإعـــلام والاتـصــال .(1)
مـن خـلال تـعـرضـنــا لـمـراحـل تـطـور وظـيـفـة الـمـوارد الـبـشـريـة نـسـتـخـلـص أن الـمـكــانــــة الـتـي يـتـمـتـع بـها الـعـنـصر الـبـشـري الآن فـي الـمـنـظـمـات الـمـتـطـورة هـي نـتـيـجة المجهودات والأعـمـال الـعـديـد مـن الـبـاحـثـيـن لـمـدة تـفـوق الـقـرن والأهـمـيـة الـتـي أعـطـت للـعـامل البشري فـي الإنـتـــاج .
2- تسيير الموارد البشرية :
إدارة الـمـوارد الـبـشـريـة أو إدارة الأفـراد هـي الـتــي تـهـدف إلـى تـكــويـن قــوة عـمـل مـسـتـقـرة وفـعـالـة ومـتعـاونة ،قـادرة عـلى الـعـمـل فـيـه وهـي نـشــاط إداري مـتـعـلـق بـالإعــداد والـكـفـــاءة الـمحـددة لـتـحـقـيـق الاسـتـفــادة مـنـهــا (2).
يـرتـكـز تـسـيـيـر الـمـوارد الـبـشـريـة عـلـى وضـع إسـتـراتـيـجـيـة مـؤسـســاتـيـة لـتـسـيـيــر وإدارة إفـرادها كـونـهـم عـنـاصـر مـهـمـة فــي الـعـمـلـيـة الإنـتــاجـيـة مـن خـلال خـلـق روح الاعتمـادييـن الـعـامـلـيـن وجـعـلـهــم يـتـعــاونــون أكــثــر مــن مـسـتـجـدات الـحـيــاة الـمـهـنـيـة لـرفع مـسـتــوى إنـتـاجـيـة الـمـؤسسـة ، دراسـة مـنـاصـب الـعـمـل وتـطـويـرهــا إلـى اهـتـمـام بـكل مـراحـل المسـار الـمهـنـي لـلـعــامـل مـنـد تـوظيـفـه إلـى خــروجـه مـن الـمـؤسســــة.
3 - أهداف إدارة الموارد البشرية :
يـتـفـق اغـلـب الـبـاحـثتيـن عـلـى أن أهـداف إدارة الـمـوارد الـبـشـريـة هي أهـداف الـمـنـظـمة أيضـا وعـنـدمـا نـحـلـل أهـداف الـمـنـظـمـات بـصـفـة عـامـة نـجـدهـا تـنـطوي تـحـت هــدفــيـن أسـاسـييـن هــمــا:
* الـكـفـاءة EFFECIENCY
* الـعـدالـة EQUITY
وتـتـجـسـد "الـكـفـاءة" مـن خـلال الـعـلاقـة بـيـن مـدخـلات الـعـمـلـيـة الإنـتـاجـيـة ومـخـرجـاتـهــا . وتـتـحـقـق كـفـاءة الأداء كـلـمـا كـانـت قـيـمـة الـمـخـرجـات اكـبـر مـن قـيمة المدخـلات . ومن خلال حـرص الـمـنـظـمـة عـلـى تـحـقـيـق أقـصـى اسـتخـدام لـمواردها الـبـشـريـة فـان هـذا سـيـسـاهـم إلى جـانـب الـمـدخـلات الأخـرى فــي تـحـقـيـق الـكـفــاءة الـمـسـتـوردة.
1- تطور التاريخي لوظيفة الموارد البشرية :
إن المفهــــــــــوم الحـديث لإدارة المـــــوارد البشــريــــة أو إدارة الأفراد لم يستقر إلا بعـــــــد سلسلـــة طويلــــة من التطــــورات في المجـــال الإداري، كنـتــيــجــة حتميــة للتطـــور الاقتصـادي إلي جانـــب التطـــور العلــمي التكنولوجــــي فــي مجـــالاتـه المختــلـفــــة.(1)
حيــث " يعود أصل في الاهتمـام بالمــوارد البشـــريــة إلــي زمــن المــانيفــا كــتورا الأولــي وبداية ظـــــهــور المـشـــاكــل المــتـعلــقـــة بــإدارة المــوارد البــشـريــة "(2) ، وذلـك مــن بـدايــة الثــورة الصـنــاعيــة كـنـتـيـجــة لسـلـسـلـة الاكـتـشــافــات و الاختراعــات التــي حدثـت فـي أوربـــا والتــي ظــهـرت عـلي إثـرهــا القـوي المـحـركـة والآلات الـمـيـكـانـيـكـيـة إبـان النصـف الثــاني من القـرن 18 م . فــالصنــاعــة كــانـت تستـعمــل أيــدي عــامـلـة غيـر المـؤهــلــة وكــانت الإنتاجية ضعيفة ، فكـان عبئــا ثقيـــلا علـي عـاتـق أصحـاب الأعمـال فكـانــوا يـواجهــون المشـاكل بأسلوبهم الشخصي فـي ضـوء محــاولات التـجـربة والخـطـأ.
وعــدم الاهـتمام بـإدارة الأفـراد فـي هـده الـفـتـرة كــان مـرتـبـطــا بـتـركـيـز الـثـورة الـصـنــاعـيــة علـي الـتقـدم التـقـنـي والمـشـكــلات الاقـتـصــاديــة ، دون إعطـاء الاهـتـمـام الـواجـب للـمـشــكـلات الإداريــة .
وعـنــد ظـهــور الـتـنـظيـم الـعـلــمـي للـعـمـل عـنـد " " TAYLORE الـذي قــام بتـجــارب فــي الـمـصـانـع الأمـريـكـيـة بـهـدف رفـع الإنـتـاجـيـة عــن طــريــق دراسـتـه للـوقـت والـحـركـــــات ، تـمـكــن مــن إثــبــات إمـكــانــيـة رفــع فــعــالــيــة الأجــراء ، فـمـكــنـت طـرق تـايــلور في تنظـيـم الـعـمـل مــن تــقـنـيــة إلي وظـــائـف بـسـيـطـــة .
كـــمـا طــورت الـطـريـقـة مـن طـرف " فورد" "H . FORD" بـتـطـبـيـقـه لـطريـقـة الـعـمـل بـالـسـلـسـلـة، لـهـدا كـانـت وسـائـل الـعـمـل جــد فـعـالـة فـي تـحــقـيـق رفــع الإنـتـاجـيـة بـالـمـقـابـل اسـتـغــــلال الـيـد الـعـامـلـة أحـسـن اسـتـغــلال . (1)
مــع تــطـور الـتـايــلـوريـة اتـحـد الـعـمـال مـع بـعـضـهـم الـبـعـض لـمـواجـهـة أصـحـاب الـعـمــــل فــي شـكــل انـتــفــاضــات عـشـوائـيـة ، ثـم إضـرابـات مـنـظـمـة انـقـلـبـت إلـي تـكـويـن اتـحــادات ونـقـابــات عـمـل تـطـالـب بـحـقـوقـهـم وتـفـاوض بإسـمـهـم فـيـمــا يـتـعـلـق بـظـروف عـمـلـهـم (2) ، وبـهـا تـفـطـن أربـاب الـعـمـل إلـي الـمـشـاكـل الاجـتـمــاعـيـة الـتـي يـواجـهـهــا الـعمـال والـنـاجـمـة عـن الـتـصـنـيـع ، ولـمـسـاعـدتـهـم قـرروا إنـشـاء مـنـصـب " السـكـرتـيـر الاجـتـمـــاعــي " ، ومـع تطـور النقـابـات تـحـول مـصـطـلـح " الـسـكـرتـيـر الاجـتـمـاعــي " إلـي " مـصلحة المستخـدمـيـن" بـالـمـعـنـي الـعـصـري لـلـمـفـهـوم سـنـة 1912 م ، ومـن مـهــام هـده الـمـصـلـحــة : الـتـفــاوض مع الـنـقــابـات ، إدارة حـقـوق الـعمــال ، الـتـكـفــل بـمـشـكـل الـتـكـيـف مـع الـتــكـنـولــوجـيـا، الـتكـفـل بـمـشـكـل الـتـقـيـيـم والـمـكـافــآت و الاتـصـال ....... ، رغـم هـده الـمـهـام إلا أنـها لـم تـكـن تـلـعــب دور مـهـمـا فـي الـمـؤسسـة ، وفـي فـتـرة مـابـيـن 1920-1940 ظـهـرت الـجـمـعـيـات الـمـهـنـيــــة الأولـي لـلـمـوارد الـبـشـريـة ، كـالـتـي ظـهـرت فـي كـنـدا .
كـمــا انـه مـا بـيـن 1924 -1932 قـام الـعـالـم الـنـفـسـي الأمـريـكــي "مايو" " E . MAYO " بـتـجــارب فـي الـمـصـنــــع Western electric " " حـول تأثير ظـروف الـعـمـل عـلـي الإنـتاجـيـة وهو مـا أدي إلي مـيـلاد " مـدرسـة الـعـلاقــات الإنـسـانية " وبـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة أي ما بـيـن 1945 – 1950 ظهـر مـا يـسـمـي بـالـعلاقـات الـصـنـاعـيـة فـي الـمـصـلـحـة الـموارد البشريــــــــة بـسـبـب الانـتـشـار الـمـكـثـف للنـقابــات وانـخـراط المـأجـوريــن فـيـها، وفـي الـخـمـسـيـنـات توبعت أبـحاث مايو " E . Mayo " مـن طـرف "ماسلو" Herzberg Maslow" " ولـقـد عـرفـت مـدرسـة العلاقــات الإنـسـانـيـة اهـتـمــامـا بـالـغــا فـي مـصـلـحـة الـمـوارد الـبـشــريـة ، وذلـك بـالاهـتـمام أكثر بدافعيـة الأجـراء لـلـعـمـل وتـلـبـيـة احـتـيـاجـاتـهـم الـمـاديـة و الـنـفـسـيـة لـيـكـون الـفـرد راضـيــا فـي عمله.
وفــي الـسـتـيـنــات كـانـت لإدارة الـمـسـتـخـدمـيـن مـهـمـة اجـتـمــاعـيــة تـتـلـخـص فـي الـتـشـغيل ، مـنـح الأجـور والاهـتـمـام بـالـغـيـابـات والـعـطـل الـمـخـتـلـفـة ، مـن سـنـوات 1980 م أيـن أصـبــح تـسـيـيـر المـسـتـخـدمـيـن " تـسـيـيـر الـمـوارد الـبـشــريـة " حـيـث تـراجـعـت نـشـاطـات العلاقـــات الـصـنـاعـيـة وتـوسـعــت أكـثـر نـشــاطــات المـوارد الـبـشــريــة .
ويـعـود هـدا إلـي ثـلاثـة عـوامـــــل :
1) - كـثـرة الـطـلـب عـلــي نـوع جـديــد مـن الـعــمــال مـثــل الـتــقــنـيـيــن .
2) - كـثـرة الـتــشـريـعـات الـحـكـومـيــة الـتـي تـجـبـر الـمــؤسســـات عـلـي جـمـع بـيــانـــات والـمـعــلـومـات حـول مـسـتـخـدمــيـهــم (مـــثـل حــــوادث الـــعــمــل ) .
3) - تطور علوم السلوك أو تجريب تقنيات جديدة لتسيير الموارد البشرية .
وفــــي هــده الـمـرحـلـة أي الـثـمـانـيـنـات إلـي يـومـنـا هـدا احـتـلـت وظـيـفـة الـمـوارد الــبـشـريــة مــكــانـة لا تـقـل أهـمـيـة عـــن الـوظـائـف الأخـرى فـي الـمـنـظـمـة " كـالـتـسـويـق ، الإنـتــاج ، الــمــالـيـة ......" تـعـد مـهــامـهــا وتـفـرعـهــا ، تـحـول تـحـلـيـل الـمـنــاصـب وتـرتـيـبـهــــــــا ، وتـوظـيف وإدمــاج سـلـم الـمـسـتـحـقــات ، تـقـيـيـم الـكـفــاءات ، الـتـكـويـن الـتـرقـيـة ، تـسـيــــــر الـمـســار الـمـهــنــي ، الإعـــلام والاتـصــال .(1)
مـن خـلال تـعـرضـنــا لـمـراحـل تـطـور وظـيـفـة الـمـوارد الـبـشـريـة نـسـتـخـلـص أن الـمـكــانــــة الـتـي يـتـمـتـع بـها الـعـنـصر الـبـشـري الآن فـي الـمـنـظـمـات الـمـتـطـورة هـي نـتـيـجة المجهودات والأعـمـال الـعـديـد مـن الـبـاحـثـيـن لـمـدة تـفـوق الـقـرن والأهـمـيـة الـتـي أعـطـت للـعـامل البشري فـي الإنـتـــاج .
2- تسيير الموارد البشرية :
إدارة الـمـوارد الـبـشـريـة أو إدارة الأفـراد هـي الـتــي تـهـدف إلـى تـكــويـن قــوة عـمـل مـسـتـقـرة وفـعـالـة ومـتعـاونة ،قـادرة عـلى الـعـمـل فـيـه وهـي نـشــاط إداري مـتـعـلـق بـالإعــداد والـكـفـــاءة الـمحـددة لـتـحـقـيـق الاسـتـفــادة مـنـهــا (2).
يـرتـكـز تـسـيـيـر الـمـوارد الـبـشـريـة عـلـى وضـع إسـتـراتـيـجـيـة مـؤسـســاتـيـة لـتـسـيـيــر وإدارة إفـرادها كـونـهـم عـنـاصـر مـهـمـة فــي الـعـمـلـيـة الإنـتــاجـيـة مـن خـلال خـلـق روح الاعتمـادييـن الـعـامـلـيـن وجـعـلـهــم يـتـعــاونــون أكــثــر مــن مـسـتـجـدات الـحـيــاة الـمـهـنـيـة لـرفع مـسـتــوى إنـتـاجـيـة الـمـؤسسـة ، دراسـة مـنـاصـب الـعـمـل وتـطـويـرهــا إلـى اهـتـمـام بـكل مـراحـل المسـار الـمهـنـي لـلـعــامـل مـنـد تـوظيـفـه إلـى خــروجـه مـن الـمـؤسســــة.
3 - أهداف إدارة الموارد البشرية :
يـتـفـق اغـلـب الـبـاحـثتيـن عـلـى أن أهـداف إدارة الـمـوارد الـبـشـريـة هي أهـداف الـمـنـظـمة أيضـا وعـنـدمـا نـحـلـل أهـداف الـمـنـظـمـات بـصـفـة عـامـة نـجـدهـا تـنـطوي تـحـت هــدفــيـن أسـاسـييـن هــمــا:
* الـكـفـاءة EFFECIENCY
* الـعـدالـة EQUITY
وتـتـجـسـد "الـكـفـاءة" مـن خـلال الـعـلاقـة بـيـن مـدخـلات الـعـمـلـيـة الإنـتـاجـيـة ومـخـرجـاتـهــا . وتـتـحـقـق كـفـاءة الأداء كـلـمـا كـانـت قـيـمـة الـمـخـرجـات اكـبـر مـن قـيمة المدخـلات . ومن خلال حـرص الـمـنـظـمـة عـلـى تـحـقـيـق أقـصـى اسـتخـدام لـمواردها الـبـشـريـة فـان هـذا سـيـسـاهـم إلى جـانـب الـمـدخـلات الأخـرى فــي تـحـقـيـق الـكـفــاءة الـمـسـتـوردة.