يعتبر هذا الكتاب حدثاً علمياً رائداً، يضيف إلى المكتبة العربية مع قدوم العام 2000 إنتاجاً متخصصاً يشتمل على عرض شامل ومكثف للأمراض العقلية الوظيفية والعضوية وللأمراض العصبية النفسية، والتي تحاصر الإنسان في أشد عصور التاريخ الإنساني قلقاً واضطراباً وصعوبة.
وقد سلك المؤلف في عرضه وتحليله أسلوباً منهجياً، تناول فيه: تعريف المرض، أسبابه وتشخيصه، أعراضه السريرية، سبل علاجه. فكان الكتاب في جملته زاداً ثرياً للطبيب والممارس والباحث والمعلم، والممرض والأخصائى النفساني وكان عوناً للآباء والأمهات، ومصدراً للإرشاد والتثقيف والوعي، يساعد على رؤية المشكلات والتماس حلولها وأساليب علاجها.
كذلك تمكن المؤلف في إبراز صفحة متواضعة مشرقة عن مساهمات الحضارة العربية والإسلامية وعلمائها في ميادين علم النفس العيادي والطب النفسي أمثال: ابن سينا والرازي والكندي وابن النفيس وابن القيم والزهراوي وغيرهم.
كما استعرض عشرين مدرسة من مدارس الطب النفسي المعاصر لتكون مصدراً للدارسين والباحثين، محرراً القارئ العربي من أحادية المعرفة، فقدم التصنيف الأميركي والسوفياتي للأمراض النفسية والعصبية بالإضافة إلى التيارات التي تتناول شخصية الإنسان واضطراباته.
كذلك تصدى المؤلف للأمراض العصابية النفسية كالقلق العصابي والاكتئاب، والسيكاتينيا والمخاوف الرهابية والهستيريا والوساوس والنورستانيا، وبين الأمراض العقلية الذهانية: كالبارانويا وذهانات لاتا، وآموك، والكورو، وغيرها. والذهانات الوجدانية كالكآبة بنوعياتها والهوس، والميلانخوليا. كذلك تمكن الباحث من دراسة ومعالجة حالات عديدة من الأمراض كالفوبيا، والبارانويا والهلوسة والهذاءات مستعرضاً في دراسة الحالة ثلاث عشرة أداة لاستقصاء حالة المريض من كافة أبعادها، وذلك بطرح العديد من النماذج العملية لدراسة الحالة في العيادات والمستشفيات المعاصرة.
كذلك تناول اضطرابات الشخصية ومعايير التمييز بين (السوي وغير السوي) وموضوع الانحرافات الجنسية والإدمان على المخدرات والكحول، والطب النفسي الشرعي وموضوع الصَرَعْ ومشاكل الأطفال والكهولة مع الأعراض والعلاج.