§ مدخل
§ الفصل الأول : التعرف على الذاكرة
§ الفصل الثاني : طبيعة الذاكرة
§ الفصل الثالث : الذاكرة والتعلم
§ الفصل الرابع : الذاكرة والتراث الثقافي والإبداعي
§ الفصل الخامس : الذاكرة لدى النباتات والحيوانات
§ الفصل السادس : الذاكرة والمخ
§ الفصل السابع : التغذية والذاكرة
§ الفصل الثامن : الذكريات الشخصية
§ الفصل التاسع : الدراسات المخبرية على ذاكرة الأحداث الانفعالية السلبية
§ الفصل العاشر : جدل حول الذاكرة الكاذبة أو المزيفة
§ الفصل الحادي عشر : جوهر الجدول حول الذاكرة الكاذبة
§ الفصل الثاني عشر : الذاكرة المرضية
§ الفصل الثالث عشر : قابلية تأثر الذاكرة بالمعلومات المضللة
§ الفصل الرابع عشر : الإيحاء في أثناء الاستجواب والإقناع القسري
§ الفصل الخامس عشر : التنويم المغناطيسي والذاكرة
§ الفصل السادس عشر : التنويم المغناطيسى والقانون
§ الفصل السابع عشر : الذكريات المكبوتة والقانون
§ الفصل الثامن عشر : التمييز بين الذاكرة الكاذبة والذاكرة الحقيقية
§ الفصل التاسع عشر : مواد وعقاقير تؤثر في التعلم والذاكرة
§ الفصل العشرون : الذاكرة والأمراض المزمنة
§ الفصل الحادي والعشرون : الذاكرة والاضطرابات النفسية (الوظيفية)
§ الفصل الثاني والعشرون : تغيرات الذاكرة لدى المتقدمين في السن
§ الهوامش والمراجع
تقديــم الكتــاب / PREFACE
الذاكرة ضرورية جدا لاسترجاع ما تم تعلمه. وحين تعاني الذاكرة من ضعف أو اضطراب ما، فإن هذا سينعكس على الأداء والتعلم.
يعتبر موضوع الذاكرة من أهم موضوعات علم النفس، وقد أثير الكثير من التساؤلات، كما وضع العديد من الافتراضات المتعلقة بطبيعة الذاكرة وعملها وآليتها، لما لهذا من آثار ونتائج في الكثير من الميادين: التعلم والتربية، والقضاء والقانون، والطب، والعلاج النفسي، والاستجواب، ، والشهادة... إلخ.
ومن الموضوعات التي تشغل أذهان العلماء والمختصين حاليا:
- الذاكرة الكاذبة أو المزيفة، الذكريات اللاشعورية، الذاكرة التي تعرضت لصدمة، أو رضة نفسية.
- الذاكرة والتنويم المغناطيسي، ذاكرة الذين تعرضوا لإساءة معاملة جسمية أو جنسية.
- ذاكرة شهود العيان، ذاكرة الشهود والمستجوبين أثناء الاستجواب والتحري، الذكريات الشخصية، إضافة إلى اضطرابات الذاكرة، والمواد التي تؤثر فيها والتغيرات التي تحصل فيها مع التقدم في السن، وقابلية الذاكرة للإيحاء.
ولا يزال الإنسان يتساءل عن النسيان وعوامله...
تعتبر الموضوعات التي يعرضها هذا الكتاب، انعكاسا مباشرا لجهود علماء النفس والمختصين في السنوات الأخيرة حول هذه الموضوعات لما لها من أهمية في مجال علم النفس والعلاج النفسي والقضاء والقانون، إضافة إلى أهميتها في التربية والتعليم والحياة المهنية والاجتماعية، كما تعرض لأحدث النتائج والنظريات التي توصل إليها، بالرجوع إلى أحدث المراجع العلمية الإنجليزية.
أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض أهم النتائج العلمية حول موضوع مهم لا يزال يشغل اهتمام العلماء المختصين، وأن يرى فيه الجميع، الإجابات الشافية عن التساؤلات التي تدور في أذهانهم
الفصــــل الأول
§ التعرف على الذاكرة
وهب الله بعض الناس ذاكرة قوية بالفطرة، ولكن النسيان نعمة في الوقت نفسه، لأننا لا نستطيع الاحتفاظ بكل الخبرات والمعلومات والمثيرات التي نمر بها في حياتنا، وهي ليست مهمة جميعها بالنسبة إلينا، بل نحتفظ بالمهم منها والمفيد.
وللذاكرة أهمية كبيرة في حياة الفرد، وما لم تحدد مفاهيمها العامة وتعين مراميها الخاصة، فستبقى لفظة مبهمة ومجردة. والذاكرة بمعناها الشامل هي تجريد عام يشير إلى أنواع متباينة من الأنشطة العقلية العامة والخاصة. من جهة ثانية، فهي تعبير مبهم في معظم الحالات قد ترمي إلى أوجه نشاط عقلي يتجلى معناها بمدلول ما يراد بها من وراء التعبير. فللذاكرة إذن مفهومان: أحدهما عام والآخر خاص، وكلاهما لا يخلو من التجريد والشمول. ولعل خير دلالة عليها هو وصفها بما ترمي إليه، كأن يذكر مثلا أن هناك ذاكرة للوجوه، وأخرى للأماكن ذات الأثر التاريخي، وثالثة لتذكر الأرقام، ورابعة لتذكر الألفاظ المجردة.
أولويات
" لقد بدأت الأولويات الراهنة في دراسة الذاكرة، تظهر في إطار واضح. ويجب دراسة الفرد- ليس كمجرد كائن عضوي biological organism، بل كجهاز لمعالجة المعلوماتsystem an information-processing. ويعكس التقدم الذي أحرز حاليا نقطة التقاء بين مجالين مختلفين من الجهود: أحدهما النمو المتزايد والطموح - على ما يقرب من قرن من الزمن- للأساليب التجريبية في تحليل الذاكرة في المختبر. والمجال الثاني، هو الأفكار والطرق القيمة التي أدخلها علم الحاسب في مجال معالجة المعلومات ".
وعلى الرغم من قول وليم Wiliam Estes هذا، إلا أن دراسة الذاكرة الإنسانية- ببساطة- قد خضعت لفكرة الثنائية التالية: البنية structure والعملية process. وقد تقبل الكثيرون فكرة بنية الذاكرة الثنائية هذه، مفترضين وجود ذاكرة قصيرة المدى، وذاكرة طويلة المدى، والتي تتفق مع تصور معالجة المعلومات.
شيء من التاريخ
كان هيرمان إبنجهاوس Herman Ebbinghaus الألماني أول عالم قدم تفسيرا علميا لخبرات الذاكرة في كتابه "عن الذاكرة، 1885on memory " ولم يكن يعلم بالأثر الذي سيتركه كتابه هذا في دراسات التعلم والذاكرة.
لقد قدم الفلاسفة تأملات حول غاية الذاكرة، من دون وضع تكوين منظم لبنية الذاكرة يمكن اختباره. ولكن إبنجهاوس اعتبر أن الإحساسات sensations، والمشاعر feelings والأفكار التي نعيها في وقت ما تظل متخفية في مكان ما في الذاكرة، حيث قال:
"على رغم أن النظرة الموجهة داخليا عقليا، قد لا تستطيع أن تجدها- أي الإحساسات والمشاعر والأفكار- فإنها مع ذلك، لا تتلاشى أو تلغى تماما ولكنها تظل موجودة وتختزن في الذاكرة. ونحن لا نستطيع بالطبع، أن نلاحظ وجودها الراهن، ولكنها تتكشف من خلال الآثار التي تأتي إلى معلوماتنا، على نحو مماثل للطريقة التي نستدل بها على وجود النجوم وراء الأفق... ".
بينما كان السائد في ذلك الوقت الذي عمل فيه إبنجهاوس، أن فهم التعلم والذاكرة يجري عن طريق الفحص الدقيق للأفكار السابقة، إلا أنه عكس الإجراء، حيث درس كيف تنمو الذاكرة. كما استطاع ضبط المتغيرات في بحوثه التجريبية مغامرا بالدخول في مجاهل الذاكرة التي لا يمكن الوصول إليها، مستعملا المقاطع اللفظية عديمة المعنى في تجاربه. وتوصل إلى طريقة لدراسة التعلم، لا تزال تستعمل حتى الآن.
لقد أثنى وليم جيمس في كتابه " أسس علم النفس " على عمل إبنجهاوس الدقيق في الذاكرة، وميز بين الذاكرة الفورية المباشرة immediate memory ، والذاكرة غير المباشرةindirect memory أو الثانوية، معتمدا طريقة الاستبطان في دراستها. وقد اعتبر أن الذاكرة الثانوية هي مستودع خفي dark repository للمعلومات التي سبق أن مرت بالخبرة، ولكن لا يمكن بلوغها بسهولة. وهذه الفكرة عن حالتي الوعي (الذاكرة الأولية والذاكرة الثانوية) التي افترضها جيمس، كانت تظهر في فيينا على يد "فرويد-Freud " ومفهومه عن العقل اللاشعوري unconscious mind.
وقد أكد جيمس أن الذاكرة الأولية مرتبطة بشكل وثيق بالذاكرة قصيرة المدى، ولكنها ليست مماثلة لها، أما الذاكرة الثانوية الدائمة " permanent" فقد اعتبرها مجازات paths" تنطبع على نسيج المخ. وبذلك يكون قد اعتمد نظرة ثنائية للذاكرة: دائمة ومؤقتة، ومن دون تقديم دلائل علمية على ذلك. إلا أن بعض الأدلة الخاصة بالعلاقة بين الذاكرتين الأولية والثانوية، لم تأت حتى عام 1965 حين وصف العالمان "واخ ونورمان " هذه العلاقة. وقد اعتبر هذان العالمان أن تدخل فكرة لفظية إلى الذاكرة الأولية، يمكن أن يستمر عن طريق التسميع الذاتي، وإلا فإنها ستنسى، وقد تدخل الفكرة عن طريق التسميع الذاتي إلى الذاكرة الثانوية وتصبح جزءا من الذاكرة الدائمة للشخص.
نستخلص من هذه الدراسات النفسية التي أجريت في موضوع الذاكرة منذ إبنجهاوس حتى الوقت الحاضر أن هناك خطوات متلاحقة في فهم الذاكرة، كل واحدة منها مكملة للأخرى، إلا أن الدراسات النفسية والعصبية الحديثة والمعاصرة قد زادت من فهمنا لهذه الفترة والوظيفة النفسية المهمة، كما سنوضحه في سياق هذا المؤلف.
ماذا عن بنية الذاكرة
ظهرت وجهة نظر بديلة لمفهوم الطبيعة الثانوية للذاكرة، تقول بوجود مستودع واحد للذاكرة، وان عدة عمليات تحدث فيه. وعلى رغم تأييد الكثيرين من العلماء لنموذج ثنـائية الذاكرة (قصيرة المدى وطويلة المدى)، فقد برزت بعض الأدلة المعارضة لذلك. وعلى الرغم من أن هذا التصور الثنائي للذاكرة غير دقيق أو واف، إلا أنه مازال مفيدا.
إذا نظرنا إلى الذاكرة البشرية كنظام معالجة معلومات، فيجب أن تتضمن ثلاث مراحل هي: الترميز، encoding، ومرحلة الاحتفاظ أو التخزين stocage، ومرحلة الاسترجاع أو التذكر retrieval.
1- مرحلة الترميز: إن المثيرات غير المرمزة لا تشكل جزءا من خبراتنا ولا نستطيع معالجتها. ثم إن البيئة تضم الكثير من الحوادث والمثيرات المتنوعة التي لا نستطيع ترميزها جميعا بسبب افتقارنا إلى الأجهزة الحسية اللازمة لاستقبال بعضها مثل الموجات الضوئية أو الأشعة أو بعض الترددات الصوتية. وبعضها الآخر يمكننا إدراكه وترميزه، ولكننا لا نرغب في ذلك ولا نعيره انتباهنا واهتمامنا. من هنا يعتبر الانتباه الانتقائي مهما جدا في عملية الترميز، وقد تبين أن الخصائص الفيزيائية للمثيرات أو الأشياء (كاللون والحجم والشكل والحركة والموقع) تلعب دورا مهما في القدرة على الانتباه والترميز، فالمثيرات المتباينة أسهل ترميزا من المثيرات المتشابهة، إذا قيست بزمن الرجع reaction time (الزمن الفاصل بين حدوث المثير وبداية استجابة الشخص له). من جهة ثانية، يرتبط الترميز بعملية التعلم بصلة وثيقة، وحتى تكون المادة المتعلمة أسهل ترميزا، يجب أن تتوافر فيها شروط عدة منها: التسميع الذاتي أو التكرار، وعملية التنظيم، وتقسيم وتلخيص وتنقية ما نتعلمه، وأن تكون المادة ذات معنى، مع التركيز على طريقة التعلم بالمحتوى التي تتضمن الأفكار العامة والمبادئ الأساسية وترابطها فيما بينها.
2- مرحلة التخزين أو الاحتفاظ: بما أن قدرة الإنسان على الاحتفاظ بالمعلومات المرمزة تدوم لفترات زمنية متفاوتة تصل إلى سنوات عدة، فقد اهتم العلماء بمسألة تخزين المعلومات والمثيرات واعتبروها محور الذاكرة. وقد بينت البحوث وجود أكثر من نوع للذاكرة (كما سنبينه في فصول لاحقة) ولكن أهمها نوعان: الذاكرة قصيرة المدى، والذاكرة طويلة المدى، وذلك لاختلاف تذكر الحوادث والمثيرات حسب فترات زمنية قصيرة أو طويلة. وقد تبين أن هناك عوامل تؤثر في عملية التخزين، أهمها: عدم تداخل المادة المتعلمة والمثيرات، وعدم تشابهها، وترك فترات من الراحة بين المواد المتعلمة، كما يؤثر النعاس والخمول والتعب والعقاقير تأثيرا سلبيا في عملية الاحتفاظ والتخزين.
3- الاسترجاع أو التذكر: إن ترابط الأحداث يساعد في تذكرها سواء أكان الترابط وجدانيا عاطفيا أم تلقائيا، أم من خلال أحداث خاصة. إن الترابط يساعد في استدعاء جميع تفاصيل المادة المتعلمة، كما أن السياق الذي تحدث فيه الخبرة أو التعلم يساعد في استرجاعها، وذلك لاقتران الحدث أو التعلم زمانيا ومكانيا في سياقها العام.
ماذا تفيدنا هذه الدراسات ? "النتائج التجريبية للتذكر"
1- سعة الذاكرة،span: إن كل راشد سوي يمكنه أن يتذكر ولو لفترة مؤقتة على الأقل عددا مؤلفا من أرقام كرقم تلفون مثلا، أتيح له أن يسمعه مرة واحدة فقط. ولكل فرد حد من الذاكرة لا يمكن تجاوزه، وهذا يقرر حقيقة الفروق الفردية. وللذاكرة الفورية المباشرة سعة صغيرة جدا (شيء واحد عادة)، الذاكرة قصيرة المدى ذات سعة أكبر ولكنها محدودة جدا، أما الذاكرة طويلة المدى فذات سعة غير محدودة نسبيا.
2- وضع المادة بالنسبة إلى سائر الموضوع: عند محاولة استرجاع قائمة من مواد معينة سبق حفظها، سيجد الشخص أن المادتين الأولى والأخيرة أسهل حفظا واسترجاعا، في حين أن وسط المادة أكثر قابلية للنسيان. ويفسر ذلك، بأن الأجزاء الأولى يتوافر فيها عامل الحداثة والجدة في الموقف، وأن الأجزاء الأخيرة هي آخر ما وصل ذاكرة الفرد.
3- تكرار الذاكرة وقوتها: من المألوف أن يقر بالرأي القائل إنه في حالة الاستظهار فإن تكرارا واحدا يولد انطباعا على الدماغ بقدر ما تولد مرات عدة من التكرار. وقد تبين أنه ضمن حدود معينة لا يضيف كل تكرار جديد الكمية نفسها من قوة الانطباع في المخ. عموما فإن التكرار والإعادة يساعدان في نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى.
4- طول السلسلة المراد حفظها وسهولة الحفظ: كلما كانت السلسلة المتعلمة أطول من سعة الذاكرة، فإن الزيادة في التكرار تؤدي إلى سهولة الحفظ وخفض التداخل الذي يزيد من النسيان.
5- نوع المادة: بعض المواد المتعلمة أصعب حفظا من بعضها الآخر، فالشعر مادة أسهل حفظا من النثر، والنثر أسهل حفظا من قائمة تحتوي على كلمات لا صلة بينها، وهذه أسهل حفظا من المقاطع عديمة المعنى (الكلمات التي لا معنى لها في اللغة العربية مثل: لاس ، قوك، فاظ... إلخ).
6- تبويب التعلم: يثار السؤال التالي عادة: بوساطة أي قنوات حسية يمكن للتعلم أن يكون أفضل؟ على الرغم من أن الإجابة لمصلحة حاسة البصر، إلا أن العلماء يؤكدون ضرورة الانتفاع من الحواس جميعها. وقد أوضح "بورث " أن الطرائق مبوبة حسب النظام التالي من الأفضل إلى الأسوأ:
- المزج بين القراءة والإنصات.
- الكتابة عن طريق الإملاء.
- القراءة بصوت مرتفع.
- القراءة الصامتة.
- التكرار الشفوي لما جرى سماعه.
- الإصغاء.
7- عمر المتعلم: في أي عمر تبلغ القدرة ذروتها ليصبح معها التعلم صعبا، ومتى تبدأ بالهبوط؟ لا يوجد جواب محدد عن هذا السؤال للأسباب التالية: إن التعلم يعتمد على نوع المادة المتعلمة والمثيرات الداخلة، ولاختلاف الناس في سرعة النمو والتطور والهبوط. ولكن الدراسات أثبتت أن التعلم المستمر والتثقيف يساعدان على الاحتفاظ بالقدرات العقلية بنشاطها وحيويتها المعهودة.
8- جنس المتعلم: تبدي الفتيات في اختبارات الاستظهار وتعلم المواد الدراسية تفوقا على الفتيان. وسواء أكان هناك فرق في الجنس موروث يؤثر في قدرة الذاكرة على الاستظهار أم لا، فإن الأمر مازال مجهولا.
9- التحفيز: كلما زادت الحوافز والدوافع على الحفظ والتعلم، زاد التذكر أو الاسترجاع.
10- اكتمال المنبه: لا يمكن أن يتم التذكر أو الاسترجاع من دون وجود المنبه الذي يثيره، فتذكرك لقطعة موسيقية أو شعرية لا يتم من دون أن تتذكر اسم القطعة وعنوانها، أو البيت الأول من القصيدة.
11- الوضع النفسي: يجري التذكر على أفضل وجه إذا كان هناك وقت محدد لاسترجاع المادة المطلوب تذكرها. إن 8 في المائة مما يحفظ ينسى إذا طلب الاسترجاع قبل الموعد المحدد لتسميعه، وإن 17 في المائة ينسى إذا طلب تسميعه أو استرجاعه بعد الموعد المحدد.
12- الجهد في الاسترجاع: تشير بعض الأدلة إلى أن الجهد الزائد يعيق الاسترجاع والتذكر بدل أن يساعده، لذلك يطلب من الفرد أن يرتاح حتى يسهل الاسترجاع.
13- الموقف الانفعالي: إن الأحداث والخبرات المشحونة انفعاليا (بانفعالات سلبية أو إيجابية) يسهل تذكرها أكثر من الخبرات التي لم ترافقها مثل هذه الانفعالات، وهذا ما دعا العلماء إلى القول بوجود ذاكرة انفعالية emotional memory
14- السياق: يعتبر السياق أو الظرف الذي يجري فيه تعلم مادة ما من العوامل المساعدة في استرجاعها، وذلك بسبب ارتباط المادة بقرائن وجدت في السياق نفسه، فتساعد هذه القرائن في تذكر الحوادث والمعلومات، وفق مبدأ الاقتران والارتباط.