أجريت هذه الدراسة وهى دراسة تدخليه في مدينة بور تسودان بمستشفى التقدم الريفى واستهدفت المثليين جنسيا من الرجال في الفترة من يونيو 2010م-ابريل 2014م لمعرفة اثر التثقيف الصحي في ترقية معرفة المثليين جنسيا من الرجال وتعديل وتغيير اتجاهاتهم وسلوكياتهم تجاه مرض الايدز . تم اختيار المثليين جنسيا من الرجال للدراسة نتيجة لأنهم من الفئات ذات الخطورة العالية للإصابة بمرض الايدز وذلك نسبة للممارسات الجنسية الخطرة وكذلك تعاطي المخدرات . تعرضت الدراسة لما سبق نشره عن مرض الايدز والدراسات السابقة التي تناولت الموضوع بغرض الاستفادة العلمية وتوجيه مسار البحث . أدوات البحث المستخدمة في جمع المعلومات هي الاستبانة ومجموعات النقاش البؤرية . حيث شملت الدراسة (75) من المثليين جنسيا يمثلون حجم العينة التى تمكنت الباحثة من الوصول اليهم والتى تم اختيارها عن طريق العينة المنقادة وهى طريقة جديدة للوصول الى الفئات المختفية فى المجتمع مثل فئة المثليين جنسيا . تم إجراء الدراسة على ثلاثة مراحل بواسطة الاستبانة القياسية للمسح السلوكي لمرض الايدز والإمراض المنقولة جنسيا المعدة من قبل الوكالة الدولية لصحة الاسرة والتى تمت مراجعته ا واعتمادها بواسطة البرنامج القومى لمكافحة الايدزوتحتوى الاستبانة على الخلفيات الاجتماعية والشخصية للمثليين جنسيا من الرجال وعن معرفة واتجاهات وسلوك المثليين جنسيا من الرجال تجاه مرض الايدز . المرحلة الاولى ملء الاستبانة القبلية بواسطة عدد من الباحثين لتحليل الوضع الراهن وكذلك اجراء مجموعات النقاش البؤرية قبل التدخل ثم المرحلة الثانية التى قدم فيها برنامج تثقيف صحي مكثف بواسطة الاقران المدربين لمدة ستة اشهر احتوى على اتصال فردى واتصال جماعى و وبرنامج مصاحب محاضرات دينية وجلسات نفسية لتقييم السلوك وخدمات الفحص الطوعى المتجول وخدمات علاج الامراض المنقولة جنسيا ثم المرحلة الثالثة التى ملئت فيها استبانة بعدية وكذلك اجراء حلقات نقاش بؤرية بعد التدخل لمعرفة التغيير الذي طرأ في المعرفة والاتجاهات والسلوك . تم تحليل المعلومات عن طريق الحاسب الآلي وفقا للبرنامج الاحصائى التحليلي الحزمة الإحصائية في العلوم الاجتماعية (SPSS) وتم تحديد العلاقة بين مختلف المتغيرات بواسطة اختبار( كاى). خلصت الدراسة إلى إن التدخل بأنشطة التثقيف الصحي له اثر ذو دلالة احصائية فى تغيير معارف واتجاهات وممارسات المبحوثين حيث انه:- قد حسن من مستوى معرفة المبحوثين بالايدز والامراض المنقولة جنسيا حيث ارتفعت المعرفة من (73.3%) إلى (94.7%) بعد التدخل . اتجاهات المبحوثين تجاه تقديم الرعاية لشخص مصاب بالايدز من الاسرة فقد ارتفعت من (60%) قبل التدخل الى (96%) بعد التدخل . زادت نسبة المبحوثين الذين قاموا باجراء الفحص الطوعى بمرض الايدز من(20%) قبل التدخل الى (86.7%) بعد التدخل. انخفضت نسبة الممارسة للجنس مع الزبائن من (93.3%) قبل التدخل لتنخفض إلى (64%) بعد التدخل . كما اثبتت نتائج مجموعات النقاش زيادة قناعة المبحوثين بخطورة الممارسة الجنسية المثلية ورغببتهم فى الاقلاع عنها فى المستقبل وقد كان هناك اثر واضح للندوات الدينية والنفسية والتثقيفية فى زيادة هذة القناعات لديهم وهذه أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة . أكدت النتائج أعلاه الدور الحيوي والهام للتثقيف الصحي عن طريق تدريب الاقران في الوقاية من الإصابة بمرض الايدز كأحد الوسائل في مكافحة الايدز وذلك بأثره في ترقية معارف واتجاهات وسلوك المثليين جنسيا من الرجال . أوصت الدراسة باجراء المزيد من البحوث والدراسات للفئات الاكثر عرضة والخاصة بالسلوكيات الجنسية الممارسة ومعرفة انجع السبل لتوصيل المعلومة المؤدية الى تغيير السلوك.كما اوصت الدراسة بتحسين التدخلات فى الفئات الاكثر عرضة للاصابة بمرض الايدز من خلال المنظمات التطوعية غير الحكومية.