نبذة عن الكتاب :
أصيح من المعروف في علم النفس أن النشاط أي نشاط بمارسه الإنسان يسعى بهذا القدر أو ذاك من الوضوح ,إلى تحقيق هدف ما والكتابة بوجه عام , كلون نت ألوان النشاط الإنساني حصراً تحمل في ذاتها مثل هذا الهدف .
ويستطيع القارئ في ضوء تلك أن يتبين حتى قبل إطلاعه وعلى محتوى هذا الكتاب الدافع إلى الترجمه والهدف منها , والحقيقة ما دفعني إلى نقل هذا العمل إلى اللغة العربية يتمثل في أمور ثلاثة متكاملة :
1- إضافة شيء جديد في علم النفس إلى المكتبة العربية , التي لا تزال رغم ما ينتشر ويعرض ,فقيرة بالأدبيات النفسية كما ونوعا.
2- اطلاع القارئ العربي , لا سيما المتخصص على جانب أو جزء ليس بالقليل من علم النفس ما زال بالنسبة له مجهولا وغير معروف تقريبا أو أنه في أحسن الأحوال معروف لدي الأقلية المتخصصة معفرفة جزئية ومشوهة في بعض اللأحايين ولا تخفى على الباحث الموضوعي أسباب هذا الوضع . إنها متعددة ومتنوعة فمنها ما يرجع إلى الصراع العقيدي وما يعكسه من مواقف تملي على أصحابها نزعة محددة وبالتالي حكما أ, تقويما مسبقا دون النظر في كامل الخارط السيولوجية العالمية .
3- يتجسد في الاسهام في زيادة رصيد المعلومات والمعطيات العلمية : النظرية والتطبيقية عند كل متتبع ومهم بتربية وتوجيه تلك الفئة من الأطفال التي حرمت - لهذا السبب أو ذاك - من النمو النفسي السليموأعني فئة الأطفال المتخلفين عقليا .
إن ماهو متوفر في المكتبات العربية مما يتعلق بهؤلاء الأطفال أو يمسهم متواضع جدا , خاصة إذا ما قيس ذلك بالأهمية القصوى التي تكتسبها رعايتهم وتربيتهم والدور الإنساني والاجتماعي الذي تلعبه المؤسسات والدور التي تضطلع بهذه المسؤولية .
لقد عني فيفوتسكي بكلامه المنو النفسي عند الأطفال الأسوياء والشواذ على حد سواء وفي كافة المراحل العمرية وحاول أن يحدد الأسس النظرية والمنهجية للعلاقة القائمة بين النمو النفسي والتعليم , ولقد كرس مساعدوه وتلاميذه من بعده جهودا كبيرة لتطوير نظريته وتعميقها ولعلنا تعميقها ولعنا نجد في هذا الكتاب عرضا لأهم آراء فيفوتسكي عليها الأختبار في ميدان الضعف العقلي , ولا يفوتني هنا أن أنوه بدقة هذا العرض وتستسله ورشاقته , الأمر الذي شجعني كثيرا على ترجمة هذا العمل وايصال مضمونه إلى القارئ العربي بقوالب مقبولة , ولهذا عملت على اختيار العبارات البسيطة والجمل السهلة قدر الأمكان , وابتعدت عن استخدام المصطلحات الصعبة والاشتقاقات التي لا تخضع إلى أية قواعد أو ضوابط لغوية ( وربما أنفها العاملون في حقل علم النفس والتربية ) , وكنت أرمي من خلال ذلك كله إلى ضع الكتاب في متناول أوسع قطاع ممكن من قراء وطننا العربي الحبيب : الباحث وطالب علم النفس والتربية والمعلم والمربي الأب والأم .
آمل حقيقة أن يحقق هذا العمل أهدافه , فيكون لبنة متواضعة في بناء تصورات وآراء علمية - نفسية , ونافذه صغيرة يطل القارئ العزيز عبرها على ثقافات الآخرين وعلومهم .
علم نفس الطفل المتخلف عقليا س ر روبتشين ترجمة وجيه عامودالأربعاء نوفمبر 14, 2012 2:03 pm