العجز المتعلم سياقاته وقضاياه التربوية والاجتماعية الفرحاتى السيد محمود

العجز المتعلم سياقاته وقضاياه التربوية والاجتماعية الفرحاتى السيد محمود

فهرس المحتويات
الإهداء 3
تقديم الكتاب 7
الفصل الأول
العجز المتعلم "البدايات والمفهوم"
- مفهوم العجز المتعلم 13
- العجز المتعلم والأزمات الاجتماعية والأكاديمية 20
- مكونات العجز المتعلم 27
- خصائص الأفراد ذوى العجز المتعلم 28
- العجز المتعلم المدرك 30
الفصل الثاني
القضايا التربوية للعجز المتعلم
- العجز المتعلم في بيئة المدرسة المصرية 35
- العجز المتعلم والإعاقة 60
73 Autism - العجز المتعلم والتوحد
- العجز المتعلم وصعوبات التعلم 89
- العجز المتعلم وتقدير الذات 105
- العجز المتعلم والخوف من النجاح 118
- العجز المتعلم وقلق الاختبار 122
- العجز المتعلم والإنهاك النفسى 127
- العجز المتعلم فى ضوء المعارف المشوهة 134
- العجز المتعلم والأداء الرياضي 149
الفصل الثالث
القضايا الاجتماعية للعجز المتعلم
- هوية المراهقين والعجز المتعلم 155
- العجز المتعلم والنوع 172
- العجز المتعلم والعنف الأسرى ضد المرأة 192
- العجز المتعلم وإساءة معاملة الأطفال
- العجز المتعلم ومعاناة الأطفال من الحروب 232
- العجز المتعلم والتقدم فى العمر 248
- العجز المتعلم والشعور بالوحدة النفسية 258
- العجز المتعلم وإدمان الكحوليات 267
- العجز المتعلم وثقافة الأقليات 274
- العجز المتعلم وسلوكيات الانتحار 284
- العجز المتعلم والبطالة 289
- العجز المتعلم والاغتراب 304
- العجز المتعلم السياسي 322
- العجز المتعلم والفقر 343
- العجز المتعلم والازدحام 367
- العجز المتعلم وضوضاء الازدحام 372
المراجع 379
مراجع باللغة العربية

التحميل

http://raboninco.com/13nSW

او

https://www.file-upload.com/ibqe7skasfp6

عدل سابقا من قبل health psychologist في الأحد يونيو 21, 2020 4:09 am عدل 1 مرات

تقديم الكتاب
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" والْحَمْدُ لِلهَِّ رَبِّ العَالَمِينَ الذي خلق الإنسان
وهداه النجدين، والذي نَدْعُوهُ دوْمًا أن يُلْهِمِنَا رْشَدنا، وأنْ يُهْدينا إلى سَبِيِله القَويمْ،
وطريقه المستقيم، وأن يصلح لنا فى ذرياتنا إلى يوم الدين. والصلاة والسلام على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد .. إن اتساع معرفة الإنسان بأسرار الحياة والطبيعة وتفسير المجهول من
الحقائق، نتيجة للأبحاث والدراسات والإكتشافات العلمية، وما تطالعنا به مراكز
البحوث العلمية والأكاديميات المتخصصة من مكتشفات ومخترعات علمية جديدة،
تضاف إلى المعارف السابقة، قد أدت إلى سيطرة الإنسان على الطبيعة. إذ أخذت
الإنجازات العلمية تتزايد بسرعة مذهلة حتى أصبحت تتضاعف خلال سنوات
قليلة بعد أن كانت تزداد ببطء شديد. إن هذا التقدم العلمي الذي تحقق والذي
سوف يتحقق - بإذن الله - فى القرن الحالي ينتظر أن يصاحبه قيم ونظم علمية
وتطورات تقنية جديدة تمثل - بحد ذاتها - ثورة معرفية كبيرة جديرة بالتأمل،
والوقوف عندها ملياً برؤية جادة، وفاحصة من قبل باحثينا وعلمائنا، وأن يكون
لهم دور فاعل فى الإضافة إليها، وتطويرها.
وفى هذا السياق يعد التعليم جزءاً من فلسفة تربوية تقدم للأفراد والجماعات
القيم الإنسانية التى تتفق مع احتياجاتهم فى بيئاتهم الثقافية والاجتماعية، وهى
تستخدم خبراتهم الخاصة، وتفكيرهم المنطقي حسب مستوياتهم من النضج
والكفاءة - عن طريق المؤسسات التعليمية القائمة - بطريقة متكاملة ومتوازنة من
أجل تحقيق هدف نهائي هو الوصول إلى حياة سعيدة، وسياق اجتماعي نشط،
وتعليمهم كيفية المحافظة على علاقات متوافقة مع البيئة، والنظر باستبشار نحو
المستقبل فى ضوء ما تعارف عليه فى الأوساط التربوية من: "أننا لا نستطيع دائماً أن
نبنى المستقبل لشبابنا وأطفالنا، ولكننا نستطيع أن نبنى شبابنا وأطفالنا لمستقبلنا
"وأن إحدى مفردات بناء الشباب للأمة التعامل مع سياقات البيئة التربوية
والاجتماعية، حيث إن الإنسان فى مسيرة حياته يتعرض لشتى ألوان المثيرات البيئية
التى قد تفتك بقواه، وتكسبه معطيات العجز، وتوقعه فى براثن الاستسلام، والتيقن
بأنه لا حول له ولا قوة.
وفى هذا الصدد استخدم سيلجمان مفهوم العجز فى تجاربه منذ سبعينيات
القرن الماضى، واستخلص من هذه التجارب أن التعرض لصدمة مؤلمة يؤدى إلى
في التعلم التالي لكيفية الهروب أو تجنب الصدمة، حيث Interference عائق
جلس الكائن الحي ساكناً عند حدوث الصدمة - وفسرت هذه النتائج كإشارات
لعجز دافعي ومعرفي وانفعالي،أي أن توقف الكائن الحي عن إصدار أي استجابة
عرفها "سيلجمان " بأنها حالة عجز متعلم لكون الكائن الحي اعتقد وتوقع أن
استجابته لن تؤثر فى النتيجة.
على سبيل المثال تخيل أنك على متن باخرة بالمحيط الأطلنطي، واصطدمت
تلك الباخرة بجبل ثلجي، وبدأت في الغرق، ولا يوجد قوارب نجاة كافية لكل فرد
على الباخرة، وكذلك هناك القليل من أصدرة النجاة وهى ثوب من الفلبين للوقاية
من الغرق، بمجرد حدوث ذلك، فسوف تجد نفسك مجبراً على القفز فى المياه
المثلجة، وتعرف أنك لن تجد ما يساعدك، وتعرف أنك سوف تحيا لدقائق معدودة،
بعدها ستفارق الحياة غرقاً، ولا يوجد أى شئ تستطيع عمله، حتى ولو مجرد
تغيير بسيط لهذا الموقف، وهذا ما تُعْنًى به كلمة العجز.
فالعجز هو اقتناع الشخص بأن أفعاله ليس لها تأثير إيجابي على النتائج، ومع
ومجرد ،Actual Helplessness ذلك، فإنه من المهم أن نميز بين العجز الحقيقي
والثاني تصوري، ،Real فالأول: حقيقي ،Sense Of Helplessness الشعور بالعجز
إدراكي، حيث يتصور الفرد بأنه عاجز، فى حين أنه ليس عاجزاً فى حقيقة الأمر .. كما
ونادرا ما نجد فى الحياة .Subjective والثاني ذاتى Objective أن الأول موضوعي
فرداً عاجزاً مثل الموقف الكارثى السابق، وهو حالة الباخرة الغارقة، إلا أن عديد
من الأفراد يكتسبون استجابة العجز فى حياتهم العادية، مثلهم مثل ضحايا الباخرة
الغارقة، كما أن استجابة العجز ليست عرض لمرض عقلى معين، ولكنها عرض
لعملية عامة تؤدى إلى عديد من الأعراض المختلفة مثل، الاكتئاب، إدراك الفشل،
نقص التوكيدية، توقع الفشل، وإدراك تدنى معطيات الفرد الإيجابية، حتى المرض
العضوي، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى من قبيل:
- إدراك الفرد أن حياته وما بها من أحداث ومواقف خارج نطاق سيطرته.
- إدراك الفرد أنه لا يستطيع التحكم فى مصيره، وعجزه في وضع خطة، ووضع
هدف، وأحيانا يشعر بنوبات اكتئاب وقلق.
النظرة التشاؤمية للحياة، والسلبية، والكسل، وفتور الهمة عندما يواجه الفرد
مواقف بها قدر من التحدي.
- الشعور بأن الآخرين،والمواقف،والظروف وليست قراراته،وأفعاله هي التي
تتحكم فى مصير حياته، وتوجيه أهدافه.
وهنا يعبر العجز المتعلم على نقص مرات المحاولة نتيجة اعتقاد الفرد أنه
مهما حاول فلن ينجح، ولن يصل إلى نتيجة، وقد يحدث العجز عادة عندما
لاتستطع خبرات الفرد السيطرة على فشله، بمعنى أن الشخص بعد سلسلة من
الخبرات التي يرى فيها أن استجابته لا تغير شيئاً من النتيجة، يتعلم أنه لا يستطيع
التحكم فى أسباب حدوث النتائج، ونتيجة لذلك تتكون لدى الفرد نزعة تفضيل
عدم بذل الجهد، ويفضل أن يكون سلبياً بدلاً من أن يكون إيجابياً، وغالباً يستخدم
أساليب أقل كفاءة لحل المشكلات، وقد يفشل فى إنهاء المهمة مرة ثانية. وعندما
ينمو لدى الفرد توقعا بأن عديد من الأحداث غير قابلة للتحكم، فإن ذلك يعتبر
لسلوكات العجز، نتيجة لإدراك الفرد بأنه يعتاد الفشل، وعدم Risk عاملاً مهيئاً
جدوى محاولاته.. وفى السياق التربوي مثلا نجد أن التلميذ الذي يتكرر فشله في
مهمة ما ويدرك أن سبب فشله نقص القدرة، تنمو لديه انفعالات سلبية وانخفاض
في تقدير الذات، ولا يتوقع تحسناً فى أدائه فى المستقبل على المهام المشابهة.
وفى ضوء ذلك يستعرض الفصل الأول بدايات العجز المتعلم والتعريف
بالمفهوم ومراحل تطوره وكيفية إدراكه من قبل الأفراد. ويقدم الفصل الثاني قضايا
وصفية لمعطيات تربوية تعد عاملاً محورياً فى تكوين العجز المتعلم مثل (العجز فى
المدرسة والكلية، وعلاقة العجز بالإعاقة، وإعاقة التوحد، وصعوبات التعلم، وتقدير
الذات) وغيرها من القضايا التربوية التى تهيئ الأطفال والتلاميذ والأفراد عموماً إلى
تعلم العجز. ويقدم الفصل الثالث من هذا الكتاب قضايا وسياقات العجز المتعلم
الاجتماعية، وهى قضايا وسياقات لها علاقة بتعلم العجز، وهى على الرغم من
كونها اجتماعية أى تأتى من خلال علاقة الفرد بالمجتمع، إلا أنها تؤثر على الفرد
أينما يوجد فى المدرسة، فى العمل، فى المنزل، فى السياسة .. الخ.
والله من وراء القصد، وهو يهدى السبيل
د. الفرحاتى السيد محمود
2009/4/ القاهرة فى 24