التفكير العلمي(الوحدة الأولى)
مقدمة عن أهمية وحقيقة التفكير.
أوجه القصور الشائعة في التفكير.
الطريقة العلمية السليمة في التفكير.
مهارات التفكير العلمي.
فوائد تعلم مهارات التفكير العلمي.
مقدمة عن أهمية التفكير
بسم الله الرحمن الرحيم
" يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خبرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب" (البقرة:269)
وقال تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" (النحل:125)
العلم والحكمة يقومان على الحصول على المعلومات المهمة واستخدامها بشكل صحيح وبطرق مناسبة للوصول للمطلوب، سواء أكان ذلك فرارا أو استنتاجا أو تحليلاً أو حلا للمشكلة، والحقيقة أن الحكمة والعلم هما رجاحة في العقل وفهم لطريقة أهل العلم الذين حصلوه وتلقيناه عنهم في استنتاجه وضبطه والاستفادة منه.
تابع أهمية التفكير العلمى
ولقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان وفضله عن سائر المخلوقات بإمداده بالعقل ، والعقل وظيفته التفكير من أجل الوصول بالإنسان في سلوكه للأفضل، والتفكير سلوك طبيعي فكل الناس يفكرون وتنتج عقولهم أفكاراً يعتمدون عليها في تصرفاتهم ومواقفهم المختلفة فمنهم الحكماء وهم من يعطون الأمور حقها من وجهة النظر والتفكير بمنهجية صحيحة تؤدى في الغالب إلى أفضل النتائج ومن الجهلة غير الحكماء.
أن التفكير المعتمد على أسس علمية ومنهجية صحيحة يعذر صاحبه وإن أخطأ في النتائج التي توصل إليها، هذا في الإسلام وفى العرف العلمي الصحيح، وحتى نشارك العالم في تحقيق الإنجازات الإنسانية المشتركة وننجح في المساهمة الحضارية ونحتل موقعنا الذي نستحقه في هذا الواقع يجب أن نتعلم التفكير العلمي ونستفيد منه ونعلمه من وراءنا.
التفكير العلمي والهدف من أن نتعلمه
يعرف التفكير العلمي بأنه " مجموعة من العمليات العقلية الإرادية المنظمة"
وعلى هذا الأساس فأن التفكير العلمي هو ما يفرق بين الحكماء والجهلاء، وهو الطريقة التي يسلكها العلماء لتحصيل وبناء العلم، ومنه نستنج أن التفكير العلمي هو الذي يمتاز بخطوات منها:
(1) التفكير وفق خطوات معلنة وطريق واضح، نتأكد منه ونراجعه ونقومه.
(2) يقبل مشاركة العقول الأخرى، فهو يسلم بأن العقول تتكامل فيستمع لباقي الآراء ولا يتقبل النقد فقط بل يطلبه ويستفيد منه.
(3) يتبع فيه العقل وما يمليه من قواعد وأصول للتفكير أي لا يتبع المفكر فيه أهواء نفسه وما تشتهيه.
(4) إمكانية مراجعة أخطائنا والتعلم منها والاستفادة من تجاربنا فنطور ونحسن ونراجع خطواتنا.
أسباب القصور الشائعة في التفكير
(1) العشوائية:
والمقصود بها أن بعض الناس يسلكون في تفكيرهم مسارا غير واضح يؤدى على نتائج غير مخطط لها مسبقا، فيبدأ في التفكير بجهد وعمل قوى ولكنه يتوه في الطريق ولا يدرى إلى أين يسير بعد ذلك وأن فقد المسار فلا يعرف أين كان الخطأ، فيفقد التمييز ويفاجأ أن من هم أقل منه عملا وجهدا وذكاء يستفيدون من أفكارهم ويخرجون بنتائج مذهلة.
إضافة إلى أن عدم التخطيط المسبق يزيد من صعوبة استفادة الفرد من تجارب وخبرات الآخرين السابقة،فكلما تعرض الفرد لموقف تفكير يقف مذهولا كيف يفكر، وعلى الرغم من ذلك نجد الكثير من الناس يسيرون برغم ذلك في استخدام العيانية والاتكالية في التفكير وعدم تجنب الأخطاء الشائعة فيه.
تابع/ أسباب القصور الشائعة في التفكير
(2)الذهنية:
ونعنى بها اعتماد الفرد على استخدام الذهن دون الكتابة، وهذه الطريقة لربما تنجح في احد المحاولات، ولكنها تجعل الخطأ أسرع، كما أن قدرة الفرد على إمكانية اكتشاف ومناقشة خطوات التفكير وتقويمه شبه مستحيلة، بسبب أن العمليات العقلية تكون غير معروفة ولا كيفية إتمامها وما نتائج كل خطوة وكيف دخلت تلك النتائج في الخطوة التي تليها.
(3)الفردية:
والمقصود بها تصرف الإنسان من ذاته في أمور تقابله قد يكون تحت تأثير حالة نفسية تجعله يخطأ أو يكون مكتئبا ومتضايق فيحكم على الأمور بشكل غير سوى وغير طبيعي، فمشاركة الفرد الآخرين في التفكير تنجيه من هذا كله، فضلا عن الأفكار التي تأتى من الآخرين سواء أكانوا كبارا أو صغارا قد تكون جيدة ومفيدة، والتفكير العلمي يترك صفة التواضع لصاحبه فالعلماء من صفاهم الشخصية التواضع.
تابع/ أسباب القصور الشائعة في التفكير
(4) العجلة(السرعة):
ونعنى بها أن الفرد يتخذ موقفا داخليا تجاه أمرا ما سرعان ما تعرض له اندفع دون تفكير فيه إلى ابدأ الرأي قد يكون خطأً، قال تعالى " خلق الإنسان عجولاً" ( الإسراء: 11).
والتفكير العلمي قائم على التيقن والتمهل في اتخاذ الفكرة ، فكثيرا من الأخطاء الشائعة في الحياة عموما هي نتيجة لعدم أخذ الوقت اللازم للتفكير وذلك في كل شيء.
(5) الاغترار:
ونعنى به أن يشعر الفرد بالغرور بنفسه ولا يعترف بنقصه أو خطئه، وهذا ما يقع فيه الجهلاء وإن بلغوا ما بلغوه من تعلم، فالإنسان كائن ناقص يسعى للكمال وكل ما هو ناقص يحتاج إلى المراجعة والبصيرة بذاته، لذا لابد للمفكر حتى يكون تفكيره علميا أن ينقد تفكيره ويقومه ويراجعه، بل يطلب من الآخرين أن ينقدوه ويراجعه.
(6) ضعف التمكن من المهارات:
نعنى بالمهارات الأدوات التي تساعد المفكر على التفكير مثل الخيال والشك والاستبطان والملاحظة والنقد والاستدلال، فلو كان المفكر يمتلكها فانه بذلك يملك أدوات تفكير جيدة، وإذا فقدها فان تفكيره يعتبر ناقصاً وضعيفاً وقاصر.
التفكير بطريقة علمية صحيحة
لكي نفكر بطريقة جيدة وعلمية يجب علينا الالتزام بخصائص التفكير العلمي لتحقيق النتائج التي نبغاها ولابد أن يشتمل تفكيرنا على نموذج في التفكير يشتمل على :
(1) أساسيات التفكير:
نعنى بالأساسيات القواعد التي تبنى عليها كافة المهارات ونلتزم بها في كل مهارة من مهارات التفكير وهى كالتالي:
أ-التخطيط المسبق:
قبل البدء في التفكير يجب أن يحدد الفرد ما يريده بالفعل، ونحدد المهارة من حقيبة المهارات، ثم نضع خطة للتفكير ، والمقصود بخطة التفكير الخطوات التي نسير عليها ونلخصها في شكل تساؤلات متتابعة، بحيث يشكل كل سؤال خطوة من خطوات التفكير حتى نصل للنتيجة المرجوة.
ب-الخريطة المرئية:
ونعنى بها أن الفرد يضع ما يفكر فيه مكتوبا على ورق أمام عينيه حتى يتفادى الفردية والاغترار والنسيان ويكون الهدف محدد أمام عينيه وهذا أفضل كثيرا من الاعتماد على الذهنية فقط، فالخريطة هي المكان الذي سوف يدون الفرد فيه إجابات الأسئلة للخطة بطريقة منظمة وذات معنى تظهر ترابط الأفكار وتتابعها وعلاقتها.
بعضها البعض بحيث يكون تفكير الفرد مرئياَ ومشاهداَ.
تابع/ التفكير بطريقة علمية صحيحة
ج-المشاركة:
ونعنى بها أن الفرد يدخل في تفكيره تفكير الآخرين ، أدى ذلك لنجاح تفكير الفرد فاستخدم عقلين أفضل من استخدام عقل واحد كما في جلسات العصف الذهني، ففكرة واحدة من عقل واحد تولد أفكار في عقول محيطة بالفرد، ويجب اختيار المشاركين في التفكير بما لا يقل عن أربعة أفراد ويصلوا إلى سبعة، بحيث ينسق العمل التفكيري بينهم إداريا القائد والمساعد وأمين اللجنة وهكذا،،.
د-وقت التفكير:
تحدثنا في الأخطاء الشائعة في التفكير عن العجلة في التفكير أي الاندفاعية وعدم التروي وعدم أخذ وقت للتفكير، لذا يحتاج التفكير إلى وقت وقد يغيب هذا عن كثير من الناس بل أن الوقت الذي يتطلبه الجهد الذهني أكثر من الجهد البدني بكثير.
تابع/ التفكير بطريقة علمية صحيحة
هـ -التفكير في التفكير:
وهذه الخطوة هي الأهم من حيث أنها تساعد الفرد على التأكد من أهمية تفكيره وجدواه، وهى خطوة للتأكد من أن تفكيرنا يسير بطريقة علمية سليمة، وأننا لا نقع في أي قصور، كما أنها تساعدنا على تطوير الخطة أو الخريطة لاستخدامها بشكل أكثر فاعلية ولذا يجب على الفرد أن يسال نفسه بعضا من الأسئلة التالية التي تعتبر في الحقيقة خطة التفكير في التفكير وهى:
-هل كان تفكيري جيد؟ وهل حقق أهدافه؟
-ما الخطوات التي قمت بها؟
-ما أصعب الخطوات في هذه العملية؟
-كيف يمكنني تطوير هذا النوع من التفكير مستقبلاً.
-هل الخطة مناسبة؟ وهل هناك إضافات لها؟
-هل الخريطة التي سجلت فيه تفكيري مناسبة؟ وكيف أطورها؟
- كيف أدرت وقت التفكير؟ز
-هل كانت إدارة النقاش والتفكير بحرية؟
- وعلى هذا يمكن للفرد المراجعة إعادة تعديل بعض أجزاء التفكير.
(2) مهارات التفكير
وهى تتكون من مجموعة من المهارات في التفكير تشتمل على :
التقسيم والتكامل-المقارنة-التعريف-التصنيف-القياس-الترتيب-التعميم-التحقق من المصادر-التوقع-التعليل.
وهذه المهارات يستخدمها الناس في أغلب تفكيرهم، ولكن الفرق بين الذي يستخدمها بطريقة عيا نية غير الذي يستخدمها بطريقة علمية ومنطقية.
لماذا نتعلم مهارات التفكير:
الهدف من تعلم مهارات التفكير تطوير قدرات ووظائف العقل الإنساني بحيث تساعده على التطور وتحقيق حاجات الإنسان بطريقة علمية وهى على هذا النحو:
تابع/ مهارات التفكير
أ-قدرة هائلة على البحث والتعلم:
من أهم فوائد تعلم مهارات التفكير تطوير قدرة الإنسان على التعلم بمهارة، فهو يفهم التعريف وكيف يكون، ويعرف الأشياء والعلاقات بين أجزائها، ويمايز ويقارن ويصنف ويعلل,,,الخ
ب- السلامة من أخطاء التفكير:
ونعنى بها سلامة الفرد من الأفكار المضللة سواء أكانت آتية من الخارج أو داخل الفرد أو يتجه الفرد بتفكيره المنحرف عن الصواب: مثال، ظاهرة التفلت من القيم باسم الحرية المزعومة، وظاهرة الإرهاب وكلاهما تطرف.
ج-زيادة الشعور بالكفاية والثقة:
يعد نجاح أفكار الفرد ورؤيته لنتائج تفكيره يزيد من شعوره بالكفاية والقدرة يل والحرية، فإذا خرج تفكر الفرد ليستفيد منه الآخرين يشعر بالسعادة مثال ذلك: مكتشف العقاقير كم يشفى كثير من الناس ويدعون له ،،وهكذا..
المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
تعريف التقسيم والتكامل:
التقسيم والتكامل هو معرفة الأجزاء وكيف تتكامل لتحقيق هدف محدد.
العلاقة بين التقسيم والتكامل علاقة تفاعلية وعكسية، فقد ننظر أحيانا للكل ونبحث عن أجزائه المكونة له ن نبحث عن الكل الذي ينتمي له وكيف يعمل مع أجزائه لتأدية وظيفة متكاملة.
مثال : هل نظرت إلى جسمك؟
فجسم الإنسان يتكون من أجزاء والأجزاء في ترابط كل منها يؤثر في الأخر، ولا يستطيع جزء من القسم العمل منفردا عن الأخر فالرأس تتكون من المخ مرتبط بالعينين ، والفم واللسان والحنجرة والرقية ومنطقة البطن بها الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والقلب ثم الساقين والرجلين كل هذه الأجزاء المقسمة والتي تعمل بوظائف مختلفة تعمل ككل في شكل إنسان مع وجود الروح تكون الحياة.
التقسيم إذن هو فهم الأجزاء المكونة، وكيف تتكامل معاً لأداء الدور الأكبر نسميه التكامل، فهل نبالغ إذا قلنا أن كل شيء من حولنا مكونا من أجزاء، إلا تعتقد أن كل شيء كذلك هو جزء يتكامل مع أجزاء أخرى ترتبط به لتكوين منظومة أو مركب أكبر؟
إن التفكير في هذه الحقائق والمقولات وفهمها يعد من أهم مهارات التفكير، وهى مهارات نقوم بها كثيرا دون تركيز ويتفاوت فيها الناس فمنهم من يجيدها ومنهم من تفكيره سطحي لا يفهم الأجزاء الدقيقة.
تابع/ المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
لماذا نقسم الأشياء. ولماذا نجمعها للتكامل؟
حقيقة الأمر الهدف من تقسيم الأشياء يرجع لعدد من الأمور الهامة وهى:
(أ) لتعميق فهمنا للأشياء والعالم من حولنا:
فمثلاً معرفتنا بأجزاء السيارة (الموتور) يجعلنا نفهم كيف تعمل بل يساعدنا في تفسير بعض الأعطال عندما تتوقف، كذلك معرفتنا لأجزاء النبات يجعلنا نفهم كيف ينمو ويتكاثر ويتغذى.
(ب) للمحافظة على أداء الكل وتطويره:
فمعرفتنا للأجزاء المكونة للسيارة مثلاً يمكننا من صيانتها عند أصابتها بأي عطل يسهل علينا معرفة الجزء الذي تسبب في العطل كما يمكننا أن نطور بعض الأجزاء لتحسين أداء السيارة ككل.
تابع/ المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
(ج) لفهم وتطوير الأنظمة:
أن فهمنا لكيفية ارتباط الأشياء بعضها البعض في نظام موحد ومتكامل بحيث يؤدى كل جزء دور محدد في هذا النظام يجعلنا نستطيع أن نطور هذه العلاقة ونقدر الدور الذي يقوم به كل جزء، مثال: قد يبدو لدى البعض منكم أن العامل الذي ينظف هذه الغرفة يعتبر دوره ثانوياً أو هامشياً في الحياة الجامعية، فإذا ما تغيب هذا العامل عن العمل امتلأت قاعات وطرق القاعات الدراسية والجامعة بالمخلفات مما يؤثر على الكل انتم كطلاب ونحن كأعضاء هيئة تدريس في عدم تقبلنا الوجود في هذه المخلفات فضلا عن انتشار الأمراض الناتجة منها.
(د) للإتقان في الإنتاج:
إن إدراك دور الأجزاء في تكوين الكل ونجاح الجزء في أداء دوره يجعلنا عند أداء أي عمل نهتم بالتفصيلات المتعلقة بالأجزاء والدور المنوط بكل جزء مما يؤدى إلى خروج الكل بشكل متقن.
أوجه القصور الشائعة في التقسيم والتكامل:
البعض منا قد يقع في بعض القصور وهو بصدد استخدام التقسيم والتكامل كنمط من أنماط تفكيره ومن هذه القصور الشائعة التي قد نقع فيها عند تفكيرنا كالتالي:
(أ) السطحية في النظر إلى الأجزاء.
قد يبدو لدى الطالب أن مقدمة الكتاب الذي يقرؤه غير هامة ويتركها أو يقرأها بسرعة دون تركيز ثم يفاجأ في الاختبار بان الممتحن أتى بسؤال منها فلا يستطيع الإجابة عليه،وهنا يجب الإشارة أن الأجزاء لها دور في التكامل ويجب أن نهتم بها بعمق.
(ب)عدم التفصيل في اعتبار الأجزاء الدقيقة.
قد ينظر البعض للأجزاء الكبرى المكونة للكل ولا ننظر على أن هذه الأجزاء مكونة من أجزاء أدق وهكذا، فجسم الإنسان يتكون من أجزاء كبرى كالرأس والجذع والأطراف لكن هناك أجزاء أدق تعمل وتتكامل معا مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء وأهميتها لجسم الإنسان.
تابع/أوجه القصور الشائعة في التقسيم والتكامل:
(ج)عدم الربط بين الأجزاء:
قد يتصور البعض بان معرفتنا بالأجزاء المكونة للكل هذا كافي ، لكن الأمر غير ذلك لابد أن نعرف أن الأجزاء ترتبط معاً بشكل ديناميكي وبأدوار متبادلة تجعلها تعمل معاً كما لو كانت جزءا واحد يختلف عن مكوناته.
(د) عدم رؤية الكل:
حقيقة الأمر أن النظر الجزئي الذي لا يقدم صورة كاملة يحد من فهنا للحقائق ويحول بيننا وبين التغيير للأفضل والتطوير، فكثير من الأشياء قد ننظر لها وكأنها منعزلة عن باقي الأشياء ، ولو تأملنا قليلاً لوجدنا أن كل شيء هو جزء مترابط بكل أكبر، فالطالب مثلاً على مستوى الأسرة هو جزء منها ابن لأي وأم ثم هو جزء من الأسرة السعودية كمجتمع ثم هو جزء من الأسرة العربية وهكذا.
اتجاهات التقسيم والتكامل المختلفة وممارستها:
هناك اتجاهان في التفكير تتحدد بطبيعة الموقف والحاجة وهما كالتالي:
(ا) التقسيم للكل إلى أجزاء ومعرفة وظيفة كل جزء وكيف تتكامل الأجزاء معاً لأداء وظيفة الكل وهنا ننظر من أعلى لأسفل ونطلق عليها " التقسيم" .
(ب) التكامل بالنظر في الجزء ودوره ومعرفة كيف يتكامل مع أجزاء أخرى لتكوين الكل وأداء وظيفته وهنا ننظر من أعلى إلى أسف ويطلق عليه " التكامل".
مقدمة عن أهمية وحقيقة التفكير.
أوجه القصور الشائعة في التفكير.
الطريقة العلمية السليمة في التفكير.
مهارات التفكير العلمي.
فوائد تعلم مهارات التفكير العلمي.
مقدمة عن أهمية التفكير
بسم الله الرحمن الرحيم
" يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خبرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب" (البقرة:269)
وقال تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" (النحل:125)
العلم والحكمة يقومان على الحصول على المعلومات المهمة واستخدامها بشكل صحيح وبطرق مناسبة للوصول للمطلوب، سواء أكان ذلك فرارا أو استنتاجا أو تحليلاً أو حلا للمشكلة، والحقيقة أن الحكمة والعلم هما رجاحة في العقل وفهم لطريقة أهل العلم الذين حصلوه وتلقيناه عنهم في استنتاجه وضبطه والاستفادة منه.
تابع أهمية التفكير العلمى
ولقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان وفضله عن سائر المخلوقات بإمداده بالعقل ، والعقل وظيفته التفكير من أجل الوصول بالإنسان في سلوكه للأفضل، والتفكير سلوك طبيعي فكل الناس يفكرون وتنتج عقولهم أفكاراً يعتمدون عليها في تصرفاتهم ومواقفهم المختلفة فمنهم الحكماء وهم من يعطون الأمور حقها من وجهة النظر والتفكير بمنهجية صحيحة تؤدى في الغالب إلى أفضل النتائج ومن الجهلة غير الحكماء.
أن التفكير المعتمد على أسس علمية ومنهجية صحيحة يعذر صاحبه وإن أخطأ في النتائج التي توصل إليها، هذا في الإسلام وفى العرف العلمي الصحيح، وحتى نشارك العالم في تحقيق الإنجازات الإنسانية المشتركة وننجح في المساهمة الحضارية ونحتل موقعنا الذي نستحقه في هذا الواقع يجب أن نتعلم التفكير العلمي ونستفيد منه ونعلمه من وراءنا.
التفكير العلمي والهدف من أن نتعلمه
يعرف التفكير العلمي بأنه " مجموعة من العمليات العقلية الإرادية المنظمة"
وعلى هذا الأساس فأن التفكير العلمي هو ما يفرق بين الحكماء والجهلاء، وهو الطريقة التي يسلكها العلماء لتحصيل وبناء العلم، ومنه نستنج أن التفكير العلمي هو الذي يمتاز بخطوات منها:
(1) التفكير وفق خطوات معلنة وطريق واضح، نتأكد منه ونراجعه ونقومه.
(2) يقبل مشاركة العقول الأخرى، فهو يسلم بأن العقول تتكامل فيستمع لباقي الآراء ولا يتقبل النقد فقط بل يطلبه ويستفيد منه.
(3) يتبع فيه العقل وما يمليه من قواعد وأصول للتفكير أي لا يتبع المفكر فيه أهواء نفسه وما تشتهيه.
(4) إمكانية مراجعة أخطائنا والتعلم منها والاستفادة من تجاربنا فنطور ونحسن ونراجع خطواتنا.
أسباب القصور الشائعة في التفكير
(1) العشوائية:
والمقصود بها أن بعض الناس يسلكون في تفكيرهم مسارا غير واضح يؤدى على نتائج غير مخطط لها مسبقا، فيبدأ في التفكير بجهد وعمل قوى ولكنه يتوه في الطريق ولا يدرى إلى أين يسير بعد ذلك وأن فقد المسار فلا يعرف أين كان الخطأ، فيفقد التمييز ويفاجأ أن من هم أقل منه عملا وجهدا وذكاء يستفيدون من أفكارهم ويخرجون بنتائج مذهلة.
إضافة إلى أن عدم التخطيط المسبق يزيد من صعوبة استفادة الفرد من تجارب وخبرات الآخرين السابقة،فكلما تعرض الفرد لموقف تفكير يقف مذهولا كيف يفكر، وعلى الرغم من ذلك نجد الكثير من الناس يسيرون برغم ذلك في استخدام العيانية والاتكالية في التفكير وعدم تجنب الأخطاء الشائعة فيه.
تابع/ أسباب القصور الشائعة في التفكير
(2)الذهنية:
ونعنى بها اعتماد الفرد على استخدام الذهن دون الكتابة، وهذه الطريقة لربما تنجح في احد المحاولات، ولكنها تجعل الخطأ أسرع، كما أن قدرة الفرد على إمكانية اكتشاف ومناقشة خطوات التفكير وتقويمه شبه مستحيلة، بسبب أن العمليات العقلية تكون غير معروفة ولا كيفية إتمامها وما نتائج كل خطوة وكيف دخلت تلك النتائج في الخطوة التي تليها.
(3)الفردية:
والمقصود بها تصرف الإنسان من ذاته في أمور تقابله قد يكون تحت تأثير حالة نفسية تجعله يخطأ أو يكون مكتئبا ومتضايق فيحكم على الأمور بشكل غير سوى وغير طبيعي، فمشاركة الفرد الآخرين في التفكير تنجيه من هذا كله، فضلا عن الأفكار التي تأتى من الآخرين سواء أكانوا كبارا أو صغارا قد تكون جيدة ومفيدة، والتفكير العلمي يترك صفة التواضع لصاحبه فالعلماء من صفاهم الشخصية التواضع.
تابع/ أسباب القصور الشائعة في التفكير
(4) العجلة(السرعة):
ونعنى بها أن الفرد يتخذ موقفا داخليا تجاه أمرا ما سرعان ما تعرض له اندفع دون تفكير فيه إلى ابدأ الرأي قد يكون خطأً، قال تعالى " خلق الإنسان عجولاً" ( الإسراء: 11).
والتفكير العلمي قائم على التيقن والتمهل في اتخاذ الفكرة ، فكثيرا من الأخطاء الشائعة في الحياة عموما هي نتيجة لعدم أخذ الوقت اللازم للتفكير وذلك في كل شيء.
(5) الاغترار:
ونعنى به أن يشعر الفرد بالغرور بنفسه ولا يعترف بنقصه أو خطئه، وهذا ما يقع فيه الجهلاء وإن بلغوا ما بلغوه من تعلم، فالإنسان كائن ناقص يسعى للكمال وكل ما هو ناقص يحتاج إلى المراجعة والبصيرة بذاته، لذا لابد للمفكر حتى يكون تفكيره علميا أن ينقد تفكيره ويقومه ويراجعه، بل يطلب من الآخرين أن ينقدوه ويراجعه.
(6) ضعف التمكن من المهارات:
نعنى بالمهارات الأدوات التي تساعد المفكر على التفكير مثل الخيال والشك والاستبطان والملاحظة والنقد والاستدلال، فلو كان المفكر يمتلكها فانه بذلك يملك أدوات تفكير جيدة، وإذا فقدها فان تفكيره يعتبر ناقصاً وضعيفاً وقاصر.
التفكير بطريقة علمية صحيحة
لكي نفكر بطريقة جيدة وعلمية يجب علينا الالتزام بخصائص التفكير العلمي لتحقيق النتائج التي نبغاها ولابد أن يشتمل تفكيرنا على نموذج في التفكير يشتمل على :
(1) أساسيات التفكير:
نعنى بالأساسيات القواعد التي تبنى عليها كافة المهارات ونلتزم بها في كل مهارة من مهارات التفكير وهى كالتالي:
أ-التخطيط المسبق:
قبل البدء في التفكير يجب أن يحدد الفرد ما يريده بالفعل، ونحدد المهارة من حقيبة المهارات، ثم نضع خطة للتفكير ، والمقصود بخطة التفكير الخطوات التي نسير عليها ونلخصها في شكل تساؤلات متتابعة، بحيث يشكل كل سؤال خطوة من خطوات التفكير حتى نصل للنتيجة المرجوة.
ب-الخريطة المرئية:
ونعنى بها أن الفرد يضع ما يفكر فيه مكتوبا على ورق أمام عينيه حتى يتفادى الفردية والاغترار والنسيان ويكون الهدف محدد أمام عينيه وهذا أفضل كثيرا من الاعتماد على الذهنية فقط، فالخريطة هي المكان الذي سوف يدون الفرد فيه إجابات الأسئلة للخطة بطريقة منظمة وذات معنى تظهر ترابط الأفكار وتتابعها وعلاقتها.
بعضها البعض بحيث يكون تفكير الفرد مرئياَ ومشاهداَ.
تابع/ التفكير بطريقة علمية صحيحة
ج-المشاركة:
ونعنى بها أن الفرد يدخل في تفكيره تفكير الآخرين ، أدى ذلك لنجاح تفكير الفرد فاستخدم عقلين أفضل من استخدام عقل واحد كما في جلسات العصف الذهني، ففكرة واحدة من عقل واحد تولد أفكار في عقول محيطة بالفرد، ويجب اختيار المشاركين في التفكير بما لا يقل عن أربعة أفراد ويصلوا إلى سبعة، بحيث ينسق العمل التفكيري بينهم إداريا القائد والمساعد وأمين اللجنة وهكذا،،.
د-وقت التفكير:
تحدثنا في الأخطاء الشائعة في التفكير عن العجلة في التفكير أي الاندفاعية وعدم التروي وعدم أخذ وقت للتفكير، لذا يحتاج التفكير إلى وقت وقد يغيب هذا عن كثير من الناس بل أن الوقت الذي يتطلبه الجهد الذهني أكثر من الجهد البدني بكثير.
تابع/ التفكير بطريقة علمية صحيحة
هـ -التفكير في التفكير:
وهذه الخطوة هي الأهم من حيث أنها تساعد الفرد على التأكد من أهمية تفكيره وجدواه، وهى خطوة للتأكد من أن تفكيرنا يسير بطريقة علمية سليمة، وأننا لا نقع في أي قصور، كما أنها تساعدنا على تطوير الخطة أو الخريطة لاستخدامها بشكل أكثر فاعلية ولذا يجب على الفرد أن يسال نفسه بعضا من الأسئلة التالية التي تعتبر في الحقيقة خطة التفكير في التفكير وهى:
-هل كان تفكيري جيد؟ وهل حقق أهدافه؟
-ما الخطوات التي قمت بها؟
-ما أصعب الخطوات في هذه العملية؟
-كيف يمكنني تطوير هذا النوع من التفكير مستقبلاً.
-هل الخطة مناسبة؟ وهل هناك إضافات لها؟
-هل الخريطة التي سجلت فيه تفكيري مناسبة؟ وكيف أطورها؟
- كيف أدرت وقت التفكير؟ز
-هل كانت إدارة النقاش والتفكير بحرية؟
- وعلى هذا يمكن للفرد المراجعة إعادة تعديل بعض أجزاء التفكير.
(2) مهارات التفكير
وهى تتكون من مجموعة من المهارات في التفكير تشتمل على :
التقسيم والتكامل-المقارنة-التعريف-التصنيف-القياس-الترتيب-التعميم-التحقق من المصادر-التوقع-التعليل.
وهذه المهارات يستخدمها الناس في أغلب تفكيرهم، ولكن الفرق بين الذي يستخدمها بطريقة عيا نية غير الذي يستخدمها بطريقة علمية ومنطقية.
لماذا نتعلم مهارات التفكير:
الهدف من تعلم مهارات التفكير تطوير قدرات ووظائف العقل الإنساني بحيث تساعده على التطور وتحقيق حاجات الإنسان بطريقة علمية وهى على هذا النحو:
تابع/ مهارات التفكير
أ-قدرة هائلة على البحث والتعلم:
من أهم فوائد تعلم مهارات التفكير تطوير قدرة الإنسان على التعلم بمهارة، فهو يفهم التعريف وكيف يكون، ويعرف الأشياء والعلاقات بين أجزائها، ويمايز ويقارن ويصنف ويعلل,,,الخ
ب- السلامة من أخطاء التفكير:
ونعنى بها سلامة الفرد من الأفكار المضللة سواء أكانت آتية من الخارج أو داخل الفرد أو يتجه الفرد بتفكيره المنحرف عن الصواب: مثال، ظاهرة التفلت من القيم باسم الحرية المزعومة، وظاهرة الإرهاب وكلاهما تطرف.
ج-زيادة الشعور بالكفاية والثقة:
يعد نجاح أفكار الفرد ورؤيته لنتائج تفكيره يزيد من شعوره بالكفاية والقدرة يل والحرية، فإذا خرج تفكر الفرد ليستفيد منه الآخرين يشعر بالسعادة مثال ذلك: مكتشف العقاقير كم يشفى كثير من الناس ويدعون له ،،وهكذا..
المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
تعريف التقسيم والتكامل:
التقسيم والتكامل هو معرفة الأجزاء وكيف تتكامل لتحقيق هدف محدد.
العلاقة بين التقسيم والتكامل علاقة تفاعلية وعكسية، فقد ننظر أحيانا للكل ونبحث عن أجزائه المكونة له ن نبحث عن الكل الذي ينتمي له وكيف يعمل مع أجزائه لتأدية وظيفة متكاملة.
مثال : هل نظرت إلى جسمك؟
فجسم الإنسان يتكون من أجزاء والأجزاء في ترابط كل منها يؤثر في الأخر، ولا يستطيع جزء من القسم العمل منفردا عن الأخر فالرأس تتكون من المخ مرتبط بالعينين ، والفم واللسان والحنجرة والرقية ومنطقة البطن بها الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والقلب ثم الساقين والرجلين كل هذه الأجزاء المقسمة والتي تعمل بوظائف مختلفة تعمل ككل في شكل إنسان مع وجود الروح تكون الحياة.
التقسيم إذن هو فهم الأجزاء المكونة، وكيف تتكامل معاً لأداء الدور الأكبر نسميه التكامل، فهل نبالغ إذا قلنا أن كل شيء من حولنا مكونا من أجزاء، إلا تعتقد أن كل شيء كذلك هو جزء يتكامل مع أجزاء أخرى ترتبط به لتكوين منظومة أو مركب أكبر؟
إن التفكير في هذه الحقائق والمقولات وفهمها يعد من أهم مهارات التفكير، وهى مهارات نقوم بها كثيرا دون تركيز ويتفاوت فيها الناس فمنهم من يجيدها ومنهم من تفكيره سطحي لا يفهم الأجزاء الدقيقة.
تابع/ المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
لماذا نقسم الأشياء. ولماذا نجمعها للتكامل؟
حقيقة الأمر الهدف من تقسيم الأشياء يرجع لعدد من الأمور الهامة وهى:
(أ) لتعميق فهمنا للأشياء والعالم من حولنا:
فمثلاً معرفتنا بأجزاء السيارة (الموتور) يجعلنا نفهم كيف تعمل بل يساعدنا في تفسير بعض الأعطال عندما تتوقف، كذلك معرفتنا لأجزاء النبات يجعلنا نفهم كيف ينمو ويتكاثر ويتغذى.
(ب) للمحافظة على أداء الكل وتطويره:
فمعرفتنا للأجزاء المكونة للسيارة مثلاً يمكننا من صيانتها عند أصابتها بأي عطل يسهل علينا معرفة الجزء الذي تسبب في العطل كما يمكننا أن نطور بعض الأجزاء لتحسين أداء السيارة ككل.
تابع/ المهارة الأولى مهارة التقسيم والتكامل
(ج) لفهم وتطوير الأنظمة:
أن فهمنا لكيفية ارتباط الأشياء بعضها البعض في نظام موحد ومتكامل بحيث يؤدى كل جزء دور محدد في هذا النظام يجعلنا نستطيع أن نطور هذه العلاقة ونقدر الدور الذي يقوم به كل جزء، مثال: قد يبدو لدى البعض منكم أن العامل الذي ينظف هذه الغرفة يعتبر دوره ثانوياً أو هامشياً في الحياة الجامعية، فإذا ما تغيب هذا العامل عن العمل امتلأت قاعات وطرق القاعات الدراسية والجامعة بالمخلفات مما يؤثر على الكل انتم كطلاب ونحن كأعضاء هيئة تدريس في عدم تقبلنا الوجود في هذه المخلفات فضلا عن انتشار الأمراض الناتجة منها.
(د) للإتقان في الإنتاج:
إن إدراك دور الأجزاء في تكوين الكل ونجاح الجزء في أداء دوره يجعلنا عند أداء أي عمل نهتم بالتفصيلات المتعلقة بالأجزاء والدور المنوط بكل جزء مما يؤدى إلى خروج الكل بشكل متقن.
أوجه القصور الشائعة في التقسيم والتكامل:
البعض منا قد يقع في بعض القصور وهو بصدد استخدام التقسيم والتكامل كنمط من أنماط تفكيره ومن هذه القصور الشائعة التي قد نقع فيها عند تفكيرنا كالتالي:
(أ) السطحية في النظر إلى الأجزاء.
قد يبدو لدى الطالب أن مقدمة الكتاب الذي يقرؤه غير هامة ويتركها أو يقرأها بسرعة دون تركيز ثم يفاجأ في الاختبار بان الممتحن أتى بسؤال منها فلا يستطيع الإجابة عليه،وهنا يجب الإشارة أن الأجزاء لها دور في التكامل ويجب أن نهتم بها بعمق.
(ب)عدم التفصيل في اعتبار الأجزاء الدقيقة.
قد ينظر البعض للأجزاء الكبرى المكونة للكل ولا ننظر على أن هذه الأجزاء مكونة من أجزاء أدق وهكذا، فجسم الإنسان يتكون من أجزاء كبرى كالرأس والجذع والأطراف لكن هناك أجزاء أدق تعمل وتتكامل معا مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء وأهميتها لجسم الإنسان.
تابع/أوجه القصور الشائعة في التقسيم والتكامل:
(ج)عدم الربط بين الأجزاء:
قد يتصور البعض بان معرفتنا بالأجزاء المكونة للكل هذا كافي ، لكن الأمر غير ذلك لابد أن نعرف أن الأجزاء ترتبط معاً بشكل ديناميكي وبأدوار متبادلة تجعلها تعمل معاً كما لو كانت جزءا واحد يختلف عن مكوناته.
(د) عدم رؤية الكل:
حقيقة الأمر أن النظر الجزئي الذي لا يقدم صورة كاملة يحد من فهنا للحقائق ويحول بيننا وبين التغيير للأفضل والتطوير، فكثير من الأشياء قد ننظر لها وكأنها منعزلة عن باقي الأشياء ، ولو تأملنا قليلاً لوجدنا أن كل شيء هو جزء مترابط بكل أكبر، فالطالب مثلاً على مستوى الأسرة هو جزء منها ابن لأي وأم ثم هو جزء من الأسرة السعودية كمجتمع ثم هو جزء من الأسرة العربية وهكذا.
اتجاهات التقسيم والتكامل المختلفة وممارستها:
هناك اتجاهان في التفكير تتحدد بطبيعة الموقف والحاجة وهما كالتالي:
(ا) التقسيم للكل إلى أجزاء ومعرفة وظيفة كل جزء وكيف تتكامل الأجزاء معاً لأداء وظيفة الكل وهنا ننظر من أعلى لأسفل ونطلق عليها " التقسيم" .
(ب) التكامل بالنظر في الجزء ودوره ومعرفة كيف يتكامل مع أجزاء أخرى لتكوين الكل وأداء وظيفته وهنا ننظر من أعلى إلى أسف ويطلق عليه " التكامل".