علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


description اِضْطراباتُ القذف عند الرجل Empty اِضْطراباتُ القذف عند الرجل

more_horiz
لا تَقْتَصِرُ المشاكِلُ الجِنْسِيَّة عِنْدَ الذُّكورِ على العجز في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه؛ فمن بين حالات خَلَل الأداء الأخرى الخاصَّة بالرَّجُل، هناك مجموعةُ اضطراباتِ القذف، بما في ذلك القذف الباكِر (المُبْتَسَر) أي سرعة القذف، والمتأخِّر، وغِياب القذف. في الوَاقِع، يُعَدُّ القذف الباكِر أو المُبْتَسَر الاضطرابَ الجنسي الأكثر شُيُوعاً لدى الرِّجال بين 18 - 60 سنة، ويبلغُ معدَّلُ انتشاره العالمي نحو 30٪، وهو يُشَكِّلُ نحو 21٪ من كل الاضطرابات الجِنْسِيَّة لدى الذُّكور، بالمقارنةِ مع نحو 5٪ للعجز الجنسي.

لا يَسْعَى، إلى طَلْبِ المساعدةِ الطبِّية، سوى 10٪ تقريباً من الرِّجال الذين يعانون من القذف الباكِر؛ لكنَّ معدَّلَ الانتشار الحقيقي - كما يَبْدو - أعلى من ذلك بكثير، لا سيَّما أنَّ الكثيرَ من الرِّجال يَجْدونَ صعوبةً في مناقشةِ المسائل الجِنْسِيَّة (حتَّى مع أطبَّائهم) بسبب الإِحْراج، أو اللامبالاة، أو الجَهْل. وقد لا يبالي الرِّجالُ في العَديد من البلدان، لا سيَّما في بَعْضِ أجزاء أفريقيا، والشَّرْق الأوسط، والشَّرْق الأقصى ما إذا كانَ القذف سريعاً أم لا. يَكونُ حصولُهم على الإشباع الجنسي والرِّضا هو الغاية فقط، لذلك يرون أنَّ القذف السَّريع أمرٌ طبيعي تماماً، ولا ضرورةَ لمعالجته.

فيزيولوجية القذف

تُعَدُّ فيزيولوجية القذف الطَّبيعي استجابةً انعكاسيَّة معقَّدة للتَّنْبيه العَصبي البَيولوجي والعصبي الكيميائي الحيوي. وكما شرحنا بالتَّفْصيل في الفصل الرابع، يحصلُ التَّنْظيمُ العصبي للاستجابةِ الجِنْسِيَّة البشرية لدى الذَّكر في الدِّماغ وفي القِطَع الأمامية القطنية والعجزيَّة من النُّخاع الشَّوْكي. ويُساهِمُ النَّاقلان العَصَبيان الدُّوبامين والسِّيروتونين بدورٍ هام ورئيسي في التَّحَكُّمِ بمَنْعَكس القذف. ويُعَدُّ السِّيروتونين، الذي يؤثِّر في مستقبلات 5 - هِيدروكسي تريبتامين، النَّاقِلَ العَصبي الرَّئيسي الذي يثبِّط القذف؛ ويَتَّفِقُ مستوى السِّيروتونين في الدِّماغ عادةً مع كُمون القذف لدى الرَّجُل. كما أنَّ العصبوناتِ التي تَتحكَّمُ بها موادُ كيميائية أخرى، مثل الأَدْرينالين، والأَسيتيل كولين، والأُوكسيتوسين، وحمض الأَمينوبوتريك، تُساهِمُ في عمليَّةِ القذف أيضاً.

بَعْدَ حُصولِ التَّهيُّجِ الجِنْسي الأقصى والانتصاب الكامل لدى الذَّكَر، ومع استمرارِ التَّنْبيه الجِنْسي، يُتوَّج التَّسلسُلُ السَّريع اللاحِق للأحداث بالقذف:

= تَقومُ الأحاسيسُ الجِنْسيَّة المتلقَّاة في الوِطاء داخل الدِّماغ والتَّنْبيه القَضيبي المُبْهِج بإرسال إشاراتٍ إلى الأَعْمِدَة الودِّية الدَّاخلية الإنسية الوَحْشِيَّة في العمودِ النُّخاعي الصَّدْري والقطني عند مستوى الفَقرات الظَّهريَّة العاشرة حتى القطنيَّة الثانية بواسطةِ الأعصاب الفَّرْجية، والظهرية، والحَبْل النُّخاعي العَجزي.

= تُنْقَلُ الإشاراتُ الواردة (العائدة) من النُّخاع الشَّوْكي إلى الضَّفيرة الحوضيَّة بواسطة الأعصاب الخثليَّة والحوضيَّة في الحوض.

= تُنَبِّهُ هذه الإشاراتِ عصبوناتٍ تُسَمَّى مستقبلات ألفا الأدرنرجيَّة (الأدريناليَّة الفِعْل) بهدف تَقْليص البَرْبخ، والأَسْهَر، والحُوَيْصلتين المنويتين، والبروستات ممَّا يؤدِّي إلى قَذْف مفرزاتها في الإحليل الخلفي بَعْدَ انغلاق عنق المثانة (مَخْرج المثانة) وصمام الإحليل الخارجي. ويؤدِّي هذا التَّمدُّدُ المفاجئ في الإحليل الخلفي إلى جَعْلِ القذف حتميَّاً.

= يُرْسِل المركزُ الجِنْسي في النُّخاع العَجزي (الأعصاب العَجزيَّة من الثانِي إلى الرَّابع على وجه الخصوص) [يُدْعَى نواةَ أُنُوف] إشاراتٍ ودِّيَّةً إضافية؛ ونتيجةً لذلك، يَرْتخي صمام الإحليل الخارجي، ويؤدِّي العصبان الفرجيَّان إلى تقلُّص عضلات قاع الحوض والعَضلاتِ البصليَّة الكهفيَّة والإسكيَّة الكهفيَّة المحيطَة بالإحليلِ بشكلٍ نَظْمي، ممَّا يقود إلى القذف قَاذِفاً المَنِي قَسْراً خارجَ الإحليل.

= تُصاحِبُ النشوة القذف لدى الذَّكر عادةً، وهي تجربةٌ حسِّية ممتعة تُسْتَقْبَلُ في الدِّماغ؛ لكنَّ تلك النشوة قد تحصلُ من دون انتصابٍ أو قذف؛ وقد تَغيب (انظرْ ص...).

بَعْدَ القذف، يَفْقِدُ الرَّجُلُ الانتصاب، ويدخل في فترة حِران (اِسْتِعْصاء) لا يمكن أن يحصلَ خلالها تورَّمٌ قَضيبـي؛ ثمَّ يَعودُ الرَّجُلُ من جديد قادراً على إحراز انتصابٍ شَديد خلال بضع دقائق أو ساعات أو أيَّام حسب عمره وحسب عوامل بَيُولوجيَّة ونفسيَّة اجتماعيَّة أخرى، مع تجدُّد التَّنْبيهِ الجِنْسي.

القذف الباكِر (المُبْتَسَر)

إذا أَرْجعنا تَوْقيتَ القذف قروناً إلى الوَراء، نجد أنَّ الكتيِّبَ الجِنْسي الهندوسي القَديم كاما سوترا والمَرْجِعَ الصِّيني الصِّادِر عام 1637 م والمسمَّى ييزونغ بِيدو (مبادِئ المواضيع الطبِّية) يُشَدِّدان على أهمِّية تَأْخيرِ القذف في الوقاية من الإِحْباط الجِنْسي وبلوغ "التَّوازُن الجِنْسي" بينَ الرَّجُل والمرأة. وفي العام 1887 م، ذَكر أحدُ الأطبَّاء أوَّلَ حالةٍ للقذف الباكر في الأدبِ الطبِّي الغربي. وقد اشتملت المقترحاتُ السببيَّة اللاحقة لهذه الحالات على العُصَاب والاضطراب النَّفْسي الجسدي وخَلل الأداء العَصبي البَيُولوجي.

لقد رَكَّزَتْ نظريَّةُ التَّحْليل النَّفْسي في القرن العشرين حَوْلَ القذف الباكر على أشكال الصِّراع اللاواعي لدى الذكر حول المرأة. أمَّا النَّظريةُ الجسدية من جهةٍ أخرى فقد شَدَّدت على الخصائص التَّشْريحية، مثل فَرْط الحس (زيادة حساسية حشفة القضيب) أو القُلْفَة القصيرة (الجِلْدَة التي تُسْتَأْصَلُ خلال الختان) أو الآفات المرضيَّة في الإحليل أو قرب الأُكَيْمَة المَنَوِيَّة (عُرْفٌ بارز في الإحليل يحتوي على فتحتي القَناتين الدَّافقتين)؛ ونتيجةً لذلك، عُولجَ القذف الباكر بمرهم مخدِّر موضعي وبالكيِّ الكهربائي (الكي بتيارٍ كهربائي). وما بين عام 1950 حتَّى أوائل التِّسْعينيَّات من القرن الماضي، كانت نظريَّةُ "السُّلوك المُتَعَلَّم" بحسب ماسترز وجونسون هي التَّفْسير الأكثر قَبولاً لحدوثِ القذف الباكر؛ وهي تَرَى أنَّ المجانسة في المقاعدِ الخلفية للسيَّارات مثلاً أو بسببِ الخوف من الحمل تُؤَدِّي إلى اكتسابِ عادة القذف السَّريع، وتصبح مقترنةً بقَلقِ الأداء.

لقد جاءَتْ تِسْعينيَّاتُ القرن الماضي بتغيُّراتٍ مثيرة في فَهْمِ الآليَّات العصبية الوعائية التي تقفُ وراءَ الاستجابة الجِنْسيَّة البشرية، كما أوضحَ العلماءُ أكثر فأكثر تأثيراتِ النَّوَاقِل العصبيَّة الدِّماغية في الانتصابِ والقذف وأهميَّة الجهاز الودَّي القطني العجزي في التَّحَكُّم بعملية القذف. وقد أدَّتْ ملاحظةُ حصول القذف المتأخِّر صُدْفةً كتأثيرٍ جانبي لبَعْض مضادَّات الاكتئاب إلى المساهمةِ في تَحْسين فَهْمنا للأُسُسِ العَّصبية للقذف، وتَحْسين المعالجة الدَّوائية للقذف الباكر.

وبالرغم من هذا التَّقدُّمِ السَّريع، لا تَزالُ الفيزيولوجيا المرضيَّة لقذف الباكر غير معروفة، فقد تمثِّلُ مشاركةً أو تَوْليفةً لبَعْضِ العوامل الجسديَّة، مثل مركز القذف الشاذ المتواسَط بالسِّيروتونين في الدِّماغ والتهاب الإحليل أو البروستات ومعاقرة المخدِّرات والعجز في تحقيق الانتصاب عندَ مريض يحاول جاهداً تحقيق الانتصاب بعوامل مثيرة. وهناك دراسةٌ حَديثة طرحها الدُّكْتور وَالدِينغ وزملاؤه (2005)، عزا فيها القذف الباكر إلى نقص حساسيَّة مستقبلات 5 - هيدروكسي تِربْتامين 2 ج أو فَرْط حساسيَّة مستقبلات 5 - هيدروكسي تِربْتامين 1 أ في الدِّماغ، مع نَقْص تَرْكيز السِّيروتونين في الجهاز العصبي المركزي، ممَّا قد يؤدِّي - حسب اقتراحه - إلى انخفاضِ عَتبة القذف لدى الرَّجُل، الأمر الذي يَقود إلى قذف باكر، أو إلى رَفْعها فيَقود إلى قذف متأخِّر.

تشتملُ عواملُ الخطر المحتملة الأخرى لظُهورِ القذف الباكر على نقصِ الصِّحَّة العامَّة، والافتقار إلى الخِبْرَة الجِنْسيَّة، والمجانسة غير المتكرِّرة، والجهل بالاستجابةِ الجِنْسيَّة الفيزيولوجيَّة. وإذا أضفنا الاستجابةَ النَّفْسيَّة للقذف الباكر، مثل الضَّائقةِ النَّفْسية وفَقْدان الثقة، والاكتئاب، والارتباك، والقلق، وتجنُّب العَلاقات الجِنْسيَّة، والاستغراق المُفْرِط في الأداء الجِنْسي، فإنَّ ذلك يؤدِّي إلى إزمان الحالة وتفاقمها، مثلما شدَّدَ على ذلك الدُّكْتور ستانلي أَلْثوف في المؤتمرِ السَّنوي لرابطةِ أطبَّاء المسالك البولية الأميركيَّة عام 2006.

تَعاريف

لقد اقتُرْحَتْ عِدَّةُ تعاريف للقذف الباكر، بما في ذلك القذف قبل أو خلال 30 ثانية أو دَقيقة واحدة أو دَقيقتين من الإيلاج، لكنَّ هذه المعاييرَ لم تَلْقَ قَبولاً عالميَّاً. ولقد تبنَّى المجتمعُ الطبِّي بوجهٍ عام وَصْفَ الجمعيَّة النَّفْسية الأميركيَّة في الطَّبْعَة الرَّابعة للكُتَيِّبِ التَّشْخيصي والإحصائي للاضطراباتِ النفسيَّة (1994): "إنه قذف مستمر أو راجع بأقل تَنْبيهٍ جنسي قبلَ أو عند أو بَعْدَ قليلٍ من الإيلاج، وقبل أن تبرزَ رغبةُ الشَّخْص في ذلك... وينبغي أن يؤدِّي الاضطرابُ إلى ضائقةٍ واضحة أو صعوبة شخصيَّة... ولا يَكونُ القذف الباكر ناجماً عن التَّأْثيرات المباشرة لمادة ما (مثل الامتناعِ عن الأفيونات)".

بذلك، لا يشتملُ التَّعْريفُ السَّابِق على موضوعِ الوَقْت بين الإيلاج والقذف فقط (وهي القيمُ الطَّبيعية التي لا تزالُ محلَّ خلاف)، بل على التَّأْثير النفسي المخرِّب لهذه الحالة في نوعيَّةِ حياة الشخص المصاب وعلاقته بشريكته أيضاً. ويشبه هذا التعريفُ الذي اقترحتُه الجمعيَّةُ النَّفْسية الأميركيَّة عام 2004: "القذف الباكر هو قذف يحصل قبلَ أن يرغبَ الشخصُ به، سواءٌ قبلَ الإيلاج أو بعده بفترةٍ قصيرة، ممَّا يؤدِّي إلى ضائقةٍ لدى أحد الشَّريكين أو عند كليهما". وتتمثَّلُ الخيوطُ المشترَكَة في معظم تعاريف القذف الباكر في فَقْدِان التحكُّم بالقذف، وحصول القذف قبلَ الرغبة به، والضَّائقة النفسيَّة عندَ أحد الزَّوجين أو كليهما، ممَّا يقود إلى نقصِ الرِّضا الجِنْسي.

تؤدِّي المصطلحاتُ الشخصيَّة، مثل "بعد فترةٍ قصيرة" أو "قبلَ الرغبة به" - وللأسف - إلى التباسٍ في كَشْفِ القذف الباكر وتَدْبيره؛ ويَتعزَّزُ هذا الإبهامُ نتيجةَ غياب الإجماع على الوقت المستخدَم كمعيارٍ للتَّشْخيص، وهو يَتراوحُ في التَّقارير المنشورَة ما بين أقل من دَقيقَةٍ وَاحِدَة حتَّى سبع دقائق. ويبلغُ زَمْنُ القذف داخلَ المهبل (الزَّمَن الكلِّي للإيلاج المهبلي قَبْلَ القذف) 4 إلى 7 مع معدل متوسط حوالى 9 دقائق عادةً لدى الرِّجال الأصحَّاء. وفي دِراسَةٍ اشتملَتْ على 1346 رجلاً اشتكوا من "قذف سَريع"، حصلَ القذف لدى 63٪ منهم في أقل من 30 ثانية، ولدى 77٪ في أقل من 60 ثانية، ولدى 6٪ حتى قبلَ الإيلاج. كما يتفاوتُ الزَّمَنُ المتوقَّع للقذف بين الرِّجال باختلاف البلدان: 13.6 دقيقة في الولايات المتحدة، 9.9 دقيقة في المملكة المتحدة، 9.3 دقيقة في فرنسا، 6.9 دقيقة في ألمانيا؛ ولا تتفقُ هذه القيمُ المتوقَّعة دائماً مع المعاييرِ الطبِّية المقبولة نوعاً ما (بورست وزملاؤه 2005).

إنَّ التفاوتَ الوَاسِع في إدراك الزَّوْجين للقذف الباكر، أي أنَّ ما قد يراه أحدُ الأزواج قذفاً سَريعاً قد يراه زوجٌ آخر قذفاً طبيعياً، قادَ بعضَ الباحثين إلى تَعْريف القذف الباكر ليس بالدقائق الحقيقيَّة، بل "بحالةِ الإدراك التي تشتملُ على نَقْص الثقة أو الرِّضا الجِنْسي أو التوقُّعات غير المنطقيَّة (دين وزملاؤه 2005). وبما أنَّ الرجالَ الذين يَدْفُقونَ بسرعة ليسوا من مجموعة متجانسَة، فإنَّ التعريفَ المثالي للقذف الباكر يجب أن يَضُمَّ قياساً موضوعياً لمدَّة القذف، وفَقْدان التحكُّم الإرادي بالقذف، ووجود اضطربٍ بين الشَّريكين بسَببه، وضائقةً واضحة لدى الرَّجُل أو الزَّوجين، مع استبعادِ العوامل المسببة مثل الامتناعِ عن الأفيونات.

الأَسْبابُ والعَوَامِل المساهِمَة

استناداً إلى المعطياتِ الصَّادِرَة عن المسح الوطني للحياة الصحيَّة والاجتماعية، لوحظ أنَّ معدَّلَ وُقوع القذف الباكر أعلى لدى الرِّجال من ذوي الصحَّة الضَّعيفة والرِّجال الذين يعانون من الكرب أو المشاكل العاطفيَّة. ويمكن تَعْريفُ القذف الباكر، مثله مثل العجز الجنسي بأنَّه أوَّلي، أي أنَّ الرجلَ مصابٌ به طوالَ حياته (مع أنَّه قد لا يعلمُ عن ذلك إلى حين البَدْء بالمجانسة)؛ أو ثانوي أي أنَّه حصلَ بَعْدَ فترةٍ من الأداء الجِنْسي الطَّبيعي. ويُعْزَى القذف الباكر الأوَّلي عادةً إلى شُذوذاتٍ في مستقبلات 5 - هيدروكسي تربْتُوفان في الدِّماغ؛ أمَّا القذف الباكر الثَّانوي فيَنْجمُ عادةً عن عواملَ نَفْسيَّة، وقد يَكونُ متصاحباً بعجز في تحقيق الانتصاب (شارليب 2006). ولكن الدِّراساتُ الحديثَة ترى أنَّ كلاًّ من القذف الباكر الأوَّلي والثانوي هما مشكلة معقَّدة ومتعدِّدة العَوامِل ذات مسببات جسديَّة، ونفسية، وسياقيَّة متشابكة.

تشتملُ الأسبابُ البَيولوجيَّة المُفْتَرَضَة الرَّئِيسيَّة للقذف الباكر على:

= اضطراب إِفْرَاز النَّوَاقِل العصبية الدِّماغية (لا سيَّما السِّيروتونين).

= فَرْط حساسيَّة الحَشَفة، وفَرْط استثاريَّة مُنْعَكَس القذف، وفَرْط التَّهيُّج الجِنْسي.

= ضَعْفُ الصحَّة.

= الاستعداد الوِراثي (يَكونُ القذف الباكر مُنْتَشِراً لدى بعض العائلات وأكثرَ شيوعاً بين أقارب الدَّرجة الأولى).

= العجز في تحقيق الانتصاب أو التهاب البروستات أو التهاب الإحليل أو اعتلالات الغدد الصُّم، مثل داء السكري.

= قُصُور الغُدَّة الدرقيَّة.

تشتملُ العَوَامِلُ النَّفْسِيَّة الرَّئيسية للقذف الباكر على:

= نَقْص الخبرَة الجِنْسيَّة.

= الكَرْب أو اضطرابات القلق.

= نَقْص تواتر المجانسة أو الامتناع الجِنْسي التَّام.

= الشُّعور بالذنب أو الخوف من الإخفاق أو الخلافات الشَّخصيَّة.

= التَّجارب الجِنْسيَّة الباكرة.

هناك عواملُ مسببة أخرى للقذف الباكر هي الخَوْف من الحمل أو من الأمراض الزُّهْريَّة، والتَّوجُّس من ضَعْف الأداء الجِنْسي، وعدم فعَّالية طرق التَّحَكُّم بالقذف، والإصابة النُّخاعية، والكحوليَّة، والفَهْم غير الكافي للاستجابةِ الجِنْسيَّة، والجراحة، وبَعْض الأدوية الموصوفَة، لا سيَّما بعض مضادَّات الذُّهان، ومضادَّات الاكتئاب، والمخدِّرات، ومضادَّات ارتفاع ضغط الدَّم، والمركِّنات، ومثبِّطات مُخْتَزِلَة 5 ألفا (التي تُعْطَى للضَّخامةِ البروستاتية غير السرطانيَّة). كما أنَّ القذف الباكر عرضٌ شائع للامتناع عن الأدوية التَّرفيهيَّة.

من المهمِّ ملاحظةُ أنَّ بعضَ المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب يمكن أن ينتهي بهم الأمر بالقذف الباكر أيضاً، لأنَّ جهودَهم المكثَّفَة والمُفْرِطَة الحماسَة لتحقيق الانتصاب يمكن أن تؤدِّي إلى نشوة وقذف سَريعين. وبالمقابِل، يمكن أن يحصلَ لدى الرِّجال المصابين بالقذف الباكر عجز في تحقيق الانتصاب لاحقاً بسبب قلق الأداء المرتفع، والخَوْف من الإخفاق، والتَّفاعُل أو الاستجابَة السَّلْبيَّة من الشَّريكة، والاكتئاب أو الاضطرابات النَّفْسية الأخرى (انظرْ لاحقاً).

التَّأْثيراتُ الانفعاليَّة لدى الرَّجُل والزوجين

يَدَّعي بَعْضُ النَّاس أنَّ مَفْهومَ القذف "الباكِر" [أي "ابْتِسار" القذف] يُمَثِّلُ ببساطَةٍ عمليَّةً طبيعيَّةً وليس مشكلةً. وهُناك العَديدُ من الحَيَوانات، من بينها ملكُ الغابة، تقذف في غضون بضع ثوانٍ من الإيلاج. ولكنَّ ذلك يُتْبَع بسُرْعَةٍ بعدَّة مرَّات متلاحقَة من المجانسة، ويخدمُ هذا النَّموذجُ هدفَ الاستمرار والمحافظة على النَّوْع، لأنَّ الأسودَ تخشى هجومَ اللَّواحِم الأخرى إذا دخلت في مجانسة طويلة يمكن خلالها ألا يَكونَ الأسدُ قادراً على الدِّفاع عن نفسه؛ كما أنَّ الفِيَلةَ تقذف بسرعة عادةً، في غضون دقيقةٍ واحدة فقط. وبالنِّسْبَة إلى الكائنات البشرية، قد يَكون القذف السَّريع مخرِّباً نفسيَّاً، لا سيَّما إذا كانَ الرَّجُلُ مهتمَّاً برضا شَريكته الجِنْسيَّة، أو كانت شريكتُه تعاني وتشكو من الحرمانِ من الإشباع الجِنْسي. وتُعَدُّ حلقةُ الاستجابة الجِنْسيَّة لدى المرأة عادةً أبطأ ممَّا هي عليه لدى شَريكها الذَّكر، وقد تستغرقُ 10 - 20 دقيقة حتى تبلغَ النشوة بالمقارنةِ مع 4 إلى 10 دقائق لدى الرَّجُل.

لكن - وللأسف - لا تزالُ النِّساءُ في أجزاء مختلفة من العالم تتقبَّلنَ دورهنَّ التَّقْليدي "كمقدِّمات للمتعَة" لدى الرِّجال، من دون أيِّ اعتبار لرضاهنَّ الجِنْسي الخاص ومن دون أن تكونَ لديهنَّ الشّجاعة أو حتَّى الحق أحياناً في الشَّكْوَى أو الاعتراض. ومثلما أُخْبِرْتُ مرَّةً من أحد مريضاتي في الشَّرْق الأوسط التي لم تشعرْ مرَّةً بالنشوة "أشعرُ كأنَّني صرَّاف آلي؛ فزَوْجي يُدْخِل بطاقتَه (قضيبَه) في الشقِّ، ويحصل على نقوده (النشوة) ويقولُ وداعاً وشُكْراً لكي... ويحصلُ كلُّ ذلك في غضون 2 - 3 دقائق... فالأسرعُ هو الأفضل!"؛ فبالنِّسْبةِ إلى هذا النَّوْع من الرِّجال، لا يُشَكِّلُ القذف الباكر مشكلةً ما دام باستطاعتهم الحصولُ على متعتهم الخاصَّة؛ أمَّا بالنِّسبةِ إلى عَددٍ كَبير من النِّساء اللواتي لا يُبْدينَ اهتماماً بالجِنْس، فلا قيمةَ للقذف الباكر.

لكن بالنِّسبةِ إلى معظم الرِّجال والنِّساء الذين يرغبونَ بالاشتراكِ في المُتْعَة الجِنْسيَّة ويبحثون عن الرِّضا الجِنْسي المتبادَل، يمكن أن يؤدِّي القذف الباكر إلى اضطراباتٍ انفعاليَّة مدمِّرة. هذا، ويعاني المريضُ المصاب بالقذف الباكر غالباً من القلقِ حَوْلَ الجِنْس، ونَقْص الاعتداد بالذَّات، ومشاعر الدُّونِيَّة، والاكتئاب، والإحساس بالإِخْفاق، والخجل، والارتباك من العَجْز عن إرضاءِ الشَّريكة. وقد تؤثِّرُ هذه المشاعرُ السَّلبية في الشُّعور البَارِز بالرُّجولة، وتؤدِّي إلى إجهادِ العَلاقَة.

تشتملُ التَّفاعلاتُ أو الاِسْتِجاباتُ النَّفْسية الأخرى على الخَيْبَة، والغَضب، والرِّيبَة، والغَيْرَة، والذَّنب، والفَهْم الخاطئ للشَّريكة عن أنَّ الرَّجُلَ المصاب هو أناني. وقد ينجمُ عن ذلك، لدى كلا الشَّريكين، فَقْدُان الرِّضا بالمجانسة وظهورُ أعذارٍ كثيرة لتجنُّبِ التَّوَاصُل أو الاتِّصال الجِنْسي، وصعوبة الشُّروع في العلاقات أو المحافظة عليها. وقد ينتهي الأمرُ بالرَّجُل في نهايةِ المطاف إلى تجنُّبِ الجِنْس تماماً أو الإصابة بعجز في تحقيق الانتصاب، في حين قد تحصلُ لدى المرأة - نتيجةً لذلك - صعوباتٌ جِنْسِيَّة خاصَّة بها. ويكونُ ثمنُ القذف الباكر في معظمِ الحالات هو النِّهاية المفاجئة للإلفة، كما قد يؤدِّي إلى الزِّنا أو الطَّلاق.

خَبَرٌ عاجِل: إِدْراك الشَّريكين للقذف الباكِر (المُبْتَسَر)

يمكن أن تختلفَ معرفةُ أو إدراك وجود القذف الباكر أو غيابه ما بينَ الرَّجُلِ وشَريكته الجنسيَّة؛ ففي دراسةٍ حَديثة (باتريك وزملاؤه 2006)، كانت المَقاييسُ الذَّاتِيَّة للتَّحكُّم بالقذف، والضَّائِقَة العامَّة، والإِشْباع الجِنْسي، والصُّعوبَة الشَّخْصِيَّة أَسْوَءَ بشكلٍ مُثير للدَّهْشَةِ في الأَزْوَاجِ الذين لديهم قذف باكر منها في الأَزْوَاج الذين ليسَ لديهم قذف باكر؛ وقد سَجَّلَتْ الإناثُ في كلتا المجموعتين إدراكاً أَفْضل لتحكُّمِ الذكر ومستويات أقل للضَّائقة من الرِّجال، مع معدَّلات رضا متماثلة في كلا الشَّريكين. وفي مَسْحٍ آخر لشَريكات من الإناثِ لذُّكور يعانون من القذف الباكر (رُوزِنْبيرغ وزملاؤه 2006)، فيما يتعلَّقُ بانتشارِ هذه الحالةِ ودَرَجَة الرِّضا الجِنْسي لديهن، سَجَّلنَ حصولَ نقصٍ في الرِّضا الجِنْسي لدى نحو 23٪ من الحالات، ولكن أظهرَ نحو 65٪ من هؤلاء النِّساء اهتماماً بالمعالجةِ.

التَّشْخيص

يمكن وَضْعُ تَشْخيصٍ دقيق، مُعْتَمِد على تَحْليل دَقيق للعَوَامِل المختلفَة التي قد تُساهِمُ في القذف الباكر، بأخذِ قصَّةٍ مرضيَّة وجِنْسِيَّة مفصَّلة عادةً، يَتلوها إجراءُ فحصٍ سَريري صَحيح، كما هو مُفصَّل في الفصل السابع. وعِنْدَ الاِشْتِباه بالقذف الباكر، تَكونُّ أهمُّ أَوْجُه القصَّة الجِنْسِيَّة هي الفترة الزَّمنية المقدَّرَة داخلَ المهبل قَبْلَ القذف ومدَّة المشكلة ومنشأها، سواءٌ أكانت هناك أيَّةُ صعوبةٍ في إحراز الانتصاب أو المحافظة عليه، ودرجة الرَّغبة الجِنْسيَّة وتواتُر القذف السَّريع وتأثيره في الرَّجُل والزَّوْجين. كما يفيدُ في بلوغ التَّشْخيص الدَّقيق طرحُ أسئلةٍ إضافيَّة عن الجودة الحالية للانتصاب ومدَّته، والتَّحَكُّم بالقذف، والرِّضا الجِنْسي عِنْدَ الزَّوْجين، وتواتُر المجانسة، وقصَّة التهاب البروستات، وحدوث الألم عِنْدَ أيٍّ من الشَّريكين أثناء المجانسة أو بعدها. وينبغي أن تركِّزَ الأسئلةُ الإضافية على درجةِ الرِّضا الجِنْسي، ومستوى الضَّائِقَة لدى كلا الشَّريكين، فضلاً عن رغبتهما وسعيهما إلى تَصْحيح هذه المشكلَة. ولذلك، يجب على الطَّبيب أن يقومَ بجميعِ هذه الاستفسارات بشكلٍ شامل ودقيق جدّاً. ويَكونُ لأخذِ القصَّة الطبية الشاملة، فيما يتعلَّقُ بالأمراض، والجراحات السَّابِقَة، والأدوية، ومعاقرة المخدِّرات، أو الكحول - فَضْلاً عن القصَّة الزواجيَّة والعائلية من حيث العلاقاتُ، والتَّأْثيراتُ الدِّينيَّة، والمعرفة، والخبرَة الجِنْسيَّة، والمعالجات السَّابقة، ومواقف والدَيْ المريض تجاه الجِنْس - قيمةٌ مساعِدَة كبيرَة في اكتشافِ الأسباب البيولوجيَّة أو النَّفْسِيَّة المحتملة للقذف الباكر. وتشتملُ القصَّةُ الجِنْسيَّة على التَّجارب الجِنْسيَّة الباكرة، فَضْلاً عن الممارساتِ الجِنْسيَّة السابقة والرَّاهنة، بما في ذلك التَّجارب الجِنْسيَّة الاِسْتِمْنائيَّة، والمِثْليَّة، والأَوْهام حَوْلَ الجِنْسانيَّة، والتَّثْقيف، والمعرفَة الجِنْسيَّة وأيَّة تجارب جِنْسِيَّة سلبيَّة.

سَعْياً وراءَ المعالجَة الفعَّالة، يكونُ التَّمْييزُ بينَ القذف الباكر والعجز في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه هامَّاً للغاية، لأنَّ كلتا الحالتين يمكن أن تحدثا معاً أو قد تختلطان لدى المريض نفسِه؛ فبعضُ الرِّجال الذين يعانون من القذف الباكر، مثلاً، يمكن أن يرَوْا خطأً أنَّ فقدَان الانتصاب بَعْدَ القذف السَّريع يمثِّلُ عجزاً في تحقيق الانتصابِ، وينبغي على الطَّبيب أن يسألَ المريضَ بدقَّةٍ لتَحْديد ما إذا كانَ القذف أو الشُّعور به يحصل قبلَ فَقْدان الانتصاب أم لا، ممَّا يدعم تشخيصَ القذف الباكر.

يَرْفُضُ - وللأسف - نحو 90٪ من الرِّجال الذين يعانون من اضطرابِ القذف الإدلاءَ بأيَّة معلوماتٍ عنه، ما لم يصرَّ الطَّبيبُ على ذلك بوضوح؛ ومع ذلك، لا يَتقبَّلُ معظمُهم أيَّ استقصاءٍ أو معالجة له. وتشتملُ أسبابُ هذا التمنُّعُ الإرادي على الوصمةِ الجِنْسيَّة، والإِحْراج، والخجل، والممانعة في مناقشةِ المشاكل الجِنْسيَّة والخاصَّة، والمعتقدات الخاطئَة بأنَّ القذف الباكر هو أمر مؤقَّت قد يزولُ تلقائيَّاً من نفسه، لأنَّ جميعَ حالات القذف الباكر - كما يرونَ - نفسيَّة ولا توجدُ معالجةٌ ناجحة لها. ويتجاهل بعضُ الرِّجال المصابين الرغبات والحاجات الجِنْسيَّة لدى الشَّريكة؛ ويحتج بعضُهم الآخر بأنَّه لا يوجدُ ما يدعو إلى القلق، لأنَّ شريكتَهم لا تشكو أو لأنَّها قد تكونُ قادرةً على بلوغِ النشوة بنفسها في غضون دقائقَ قليلةٍ.

يجب أن يُركِّزَ الفحصُ الجسدي على علاماتِ المرض المزمن، وخَلَل الوَظيفَة الغدِّية الصمَّاويَّة، والخصائص الجِنْسيَّة الثانوية، والتَّقْييم العصبي، وجس الخصيتين والقَضيب بحثاً عن أيَّة تشوُّهات. كما أنَّ فحصَ صَدْر الرَّجُل بحثاً عن الثُّنْدُؤَة (تضخُّم الثدي)، والإحليل بحثاً عن التهاب الإحليل، والبروستات بحثاً عن العَدْوَى إجراءاتٌ هامَّة لاكتشافِ العَوَامِل المسببة المحتملة.

خياراتُ المُعالَجَة

مما يَدْعو للأسف تماماً أنَّه بالرغم من توفُّر المعالجات الفعَّالة، لا يسعى إلى المساعدةِ الطبية أو قَبول المعالجة سوى 12٪ تقريباً من الرِّجال المصابين بالقذف الباكر. ويميل معظمُهم إمَّا إلى تجاهلِ حالتهم، أو استعمال طرقٍ غير ناجحة عادةً يتعلَّمونها من أنفسهم للتَّعامُل مع مشكلتهم. ومن أكثر الطُّرُق المستعمَلَة شُيُوعاً الاستمناءُ قَبْلَ الممارسَة الجِنْسيَّة، ممَّا قد يؤخِّر القذف اللاحق في بعض الحالات، لكن مع وجود أخطاء، لا سيَّما لدى الرِّجال المسنِّين، حيث تكونُ فترةُ الحِران طويلةً قَبْلَ إحراز انتصابٍ آخر. وهناك طرقٌ أخرى تشتملُ على الشُّرود الذهني خلال الممارسةِ الجِنْسيَّة، وارتداء عدَّة عَوازِل ذكريَّة لإنقاص حساسيَّة الحشفة، والدَّفْع بقوَّة وسرعة أكبر في محاولةٍ لتسريع بلوغ النشوة لدى الشَّريكة، ورش أو إِرْذاذ مخدِّر على الحشفة، واستعمال مراهم إزالة التَّحسُّس المصروفَة من دون وصفة (المصنَّعَة من الأعشاب الصينيَّة أو الكوريَّة). تَكون معظمُ هذه الطُّرُق - وللأسف - محكومةً بالإخفاق، لأنَّ إدراكَ الأحاسيس الجِنْسيَّة ضروريٌ للتَّحكُّم بالقذف؛ فالمفتاحُ هو التَّحَكُّمُ الذي يمكن إنجازُه بالمعالجاتِ السلوكيَّة أو الدَّوائيَّة أو غير الدَّوائية أو الموضعيَّة أو الميكانيكيَّة.

إنَّ الهدفَ الرَّئيسي للمعالجةِ هو مساعدة الزَّوْجين على بلوغ الرِّضا الانفعالي والجِنْسي خلال الفِعْل الجِنْسي، وبلوغ الإشباع الجسدي، والشَّخْصي، والعاطفي. وينبغي ألاَّ تركِّزَ أيَّةُ معالجة على الرَّجُل فقط، بل على شَريكته وعمليَّة المجانسة بينهما أيضاً. ولا يكفي أن نُعَلِّمَ الرَّجُلَ التَّمارينَ السُّلوكيَّة أو نعالجه بالأدوية، من دون الأخذ بعين الاعتبار مختلفَ أوجه علاقتِه بشَريكته وتأثير بَعْض أوجه سلوكهما الجِنْسي في القذف الباكر لديه. ويمكن - في بعض الأحيان - أن يؤدِّي الاستعلامُ الدَّقيق عن نَقْص الرَّغْبَة الجِنْسيَّة أو عدم الاهتمام بالجِنْس لدى الزوجة إلى إظهار رضاها بالقذف السَّريع للرَّجُل، وعدم اهتمامها الكامل أو حتَّى رفضها لأيِّ نمطٍ من المعالجة.

يَنْبَغي ألاَّ يأخذَ تَقْديمُ أيَّةِ معالجةٍ للقذف الباكر الكفاءةَ فقط بعين الاعتبار، بل السَّلامَة والمخاطر المحتملة والفوائد، والتي ينبغي أن يفهمَها المريضُ قبلَ القَبول بها. هذا، وتشتمل الخياراتُ العلاجيَّة الرَّاهِنَة على المعالجةِ السُّلوكيَّة والنَّفْسِيَّة والدَّوائية. ويختارُ معظمُ الرِّجال الذين يعانون من القذف الباكر، إذا مُنْحوا الفرصةَ، المعالجةَ الدَّوائيَّة كخيارٍ أوَّل لهم. ولكن ينبغي التَّأْكيدُ بأنَّ أيَّةَ معالجة دوائية، سواء كانت عبر الفم أو موضوعية، يجب أن تَبْدَأَ وتُتابَعَ تحت إشرافٍ طبِّي صارم وخبير للوقايةِ من حُدوث تأثيراتٍ جانبية خطيرة.

description اِضْطراباتُ القذف عند الرجل Emptyرد: اِضْطراباتُ القذف عند الرجل

more_horiz
المعالجةُ السُّلوكِيَّة والمعالجةُ النَّفْسِيَّة

في نقاشٍ حَديث متعلِّقٍ بالمعالجةِ المثاليَّة للقذف الباكر بين الدُّكْتور ستانلي أَلْثوف (اختصاصي في علم النَّفْس) والدُّكْتور جامِس هـ. بارادا (طَبيب اختصاصي في المسالك البولية) في الملتقى السَّنوي للجمعيةِ الأميركيَّة لجرّاحي المسالك البولية والتناسلية عام 2006، ارتأَى الدُّكتورُ أَلْثوف أنَّ أفضلَ معالجةٍ هي المعالجةُ النَّفْسية السلوكيَّة. ومع أنَّ المعالجةَ الدَّوائية ناجحةٌ غالباً كما ذَكَرَ، إلا أنها لا تواجه المسائلَ النَّفْسِيَّة الاجتماعيَّة المتعدِّدة المتعلِّقَة بالقذف الباكر، والتي ينبغي الاستقصاء عنها ومعالجتها بمساعدةِ المريض على استعادةِ اعتداده بذاته، وثقته بقدراتِه الجِنْسيَّة، وتَفْريج قلق الأداء لديه؛ وهذا ما يساعدُ على تَعْزيز رضا الزَّوْجين بعلاقتهما الجِنْسيَّة. كما يقدِّمُ طريقةً ناجحة ومأمونة للتَّعامُل مع الاضطراباتِ النَّفْسِيَّة المتعدِّدَة المتصاحبة مع هذه الحالة. وقد أشارَ الدُّكْتور ستانلي إلى مُعَدَّلاتِ نجاحٍ تراوحت ما بين 64 - 80٪ على المدى القَصير في مجموعةٍ حديثَة من الدراساتِ العلاجيَّة بالمعالجةِ السُّلوكيَّة. وأمَّا النَّتائجُ على المدى البعيد، فقد كانت قليلةً جدّاً، مثلما وردَ في الأدبِ الطبي، بمُعَدَّل نجاح بلغ نحو 25٪ فقط (دي أميسيس وزملاؤه 1985).

في العام 1956، قَدَّمَ اختصاصيُّ عِلْم النَّفْس الدُّكْتور سيمَنْس طريقتَه المتمثِّلَة في أسلوبِ "التَّوَقُّف والبَدْء"؛ وتقومُ هذه الطَّريقَةُ على التَّنْبيهِ القَضيبي الجِنْسي اليدوي، والذي يوقَفُ فجأةً عندما يشعرُ الرَّجُلُ باقتراب وَشيك للقذف. وعندما يزولُ هذا الإحساسُ المُنْذِر، يَسْتَأْنِف التَّنْبيهَ؛ ويُعادُ الإجراءُ نفسُه "بالتَّوقُّف" و"البَدْء". وبعد ثلاث أو أربع محاولاتٍ متعاقبَة، يُسْمَح للمريض ببلوغ النشوة. وتُمَارسُ طريقة التَّوقُّف والبَدْء بالتَّنْبيه اليَدوي للقضيب لعدَّة أسابيع. وعندما يصبح الزَّوْجان أكثرَ ثقةً بقدرةِ الرَّجُل على التَّحَكُّم بالقذف، يَتقدَّمان نحوَ المجانسة مع تطبيقِ هذه الطَّريقَة أثناء الفِعْلِ الجِنْسي. وتفيد هذه الطَّريقَةُ في معالجة بَعْض حالات القذف الباكر.

في العام 1970، قَدَّمَ ماسترز وجونسون "طريقَةَ الضغط المتقّطع" لتَأْخير القذف؛ حيث يُعَلَّمُ المريضُ وشريكتُه الضغط بقوَّة على قاعدةِ الحشفة لمدَّة 3 - 4 ثَوانٍ تقريباً عندما يشعرُ الرَّجُلُ بالرَّغْبَةِ في القذف، وهذا لا يمنعُ القذف فحسب بل يعلِّم الرَّجُل أيضاً أن يكونَ مُدْركاً للأحاسيس التي تسبقُه، فيستطيع بذلك التَّحَكُّمَ بتوقيتِه. وتُطَبَّقُ هذه الطَّريقَةُ أوَّلاً من قِبَلَ المريض لمدَّة أسبوعين تقريباً خلال الاستمناء الذَّاتِي؛ وعندما يكتسبُ مزيداً من الثقة في قدرته على التَّحَكُّم بالقذف، يُسْمَحُ بالمجانسة، حيث تقومُ شريكتُه بالضغط على الحشفة عندما يشعرُ الرَّجُلُ بحتميَّة بلوغ النشوة؛ ثمَّ يقدم الزوجان على المجانسة والمرأةُ بوضعيَّةٍ أعلى الرَّجُل، من دون دَفْع أو حَرَكة للقَضيب في المهبل أو بشيءٍ قليل منهما، وذلك باستئنافِ الوضعيَّة الجانبية وَجْهاً لوجه مع تحرُّك كلا الشريكين؛ ويجري في كلتا المرحلتين قَطْعُ الفِعْل الجِنْسي "بطريقةِ العَصْر" عندما يكونُ القذف وَشيكاً. ولقد ذكرَ ماسترز وجونسون في البداية مُعَدَّلَ نجاحٍ آنيَّاً قدره 99٪ بهذه الطَّريقَة؛ ولكن أظهرت الدِّراساتُ اللاحقة بمتابعةٍ أطول مُعَدَّلاتِ نجاحٍ أقل بكثير.

مع أنَّ طَريقتَيْ الضغط، والتَّوَقُّف، والبَدْء يمكن أن تكونا فَعَّالتين في تَدْبير بعض حالات القذف الباكر، لكنَّ تطبيقَهما السَّريري يصطدمُ بالصعوبة والوقت المستهلك والحاجة إلى تعاونٍ كامل من الشَّريكة الجِنْسيَّة؛ وقد طغت عليهما معالجاتٌ دوائيَّة أكثر حداثةً وفعاليَّةً. هذا، وتشتملُ الطرقُ السلوكيَّة الأخرى على التَّرْكيز الحسي (المَوْصوف في الفصل 14)، وطُرُق تَفْريج القلق، والمعالجة النَّفْسِيَّة، والتَّنْويم، وتمارين الاسترخاء، وطلب النَّصائح عن الزَّواج والعلاقة. كما أنَّ الاسترخاءَ العضلي العَميق، والتَّثْقيف، والطَّمْأنة وسائلُ مساعدةٌ إضافيَّة لتَأْهيل الزوجين. وتحتاجُ معظمُ هذه المعالجاتِ السلوكيَّة إلى اجتهادٍ كبير وتعاونٍ وثيق من جانب الزَّوْجين للحصولِ على نتائجَ ناجحةٍ، لذلك يُفَضِّلُ معظمُ الرِّجال الذين يعانون من القذف الباكر معالجاتٍ دَوائية أكثر حداثةً و"بساطةً"، وفعَّالية أحياناً. وقد اعتبر الكثير من الخبراء أن أفضل علاج لسرعة القذف يجب أن تشمل المعالجة النفسية والدوائية معاً.

الأدويةُ التي تؤخذ عبر الفم

من المُدْهِش أنَّ بعضَ الأدوية المضادَّة للاكتئاب وَجَدَتْ تَطْبيقاً إضافيَّاً لها في معالجةِ القذف الباكر؛ فالملاحظاتُ السَّريريَّة غير المتوقَّعَة التي أدلى بها المرضى الذين يتناولون بَعْضَ مضادَّات الاكتئاب، حيث عانوا من تأخُّرِ أو غياب القذف، كانت السَّببَ في اكتشاف أنَّ القذف الباكر يمكن أن يتصاحبَ مع نَقْص في تركيز السِّيروتونين الدِّماغي. ونتيجةً لذلك، أصبحت مضادَّاتُ الاكتئاب الثلاثيَّة الحلقة ومثبِّطات عودة قَبْط (اِسْتِرْداد) السِّيروتونين الانتقائيَّة (SSRIs) التي تُنْقِصُ السِّيروتونين الدِّماغي بتَثْبيط إعادةِ قَبْطه، تُسْتعملُ حَصْراً في تَدْبيرِ القذف الباكر. ولقد بدأَتْ التَّجاربُ الأولى على استعمالِ الباروكستين في معالجةِ القذف الباكر عام 1994؛ والآن، يُعَدُّ الباروكستين وأمثالُه من مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائية - الفلووكستين، والسِّيرترالين، والسِّيتالوبرام، والفلوفوكزامين - مضادَّات الإكتئاب الأكثر استعمالاً في تَدْبيرِ القذف الباكر، وأنْجَحُها هو الباروكستين. كما نجحَ مضادُّ اكتئابٍ آخر، هو الكلومبرامين، لكنَّه ترافقَ مع وقوعِ تفاعلات جانبيَّة بنسبة عالية (5 - 15٪).

تُؤخَذُ هذه الأدويةُ عندَ الطَّلب قَبْلَ المجانسة بمدَّة 3 - 6 ساعات، أو بشكل مستمرٍ بجرعةٍ منخفضة لمدَّة 3 - 6 أسابيع، ثمَّ بجرعةٍ كاملة قَبْلَ بضع ساعات من الفِعْل الجِنْسي. وفي الطَّريقَةِ القائمة على الاستعمالِ عندَ الطَّلَب، تَكونُ الفترةُ داخل المهبل السابقة للقذف (والمؤقَّتة بساعةِ منبِّه)، هي 3 - 9 دقائق، بالمقارنةِ مع أقل من دقيقة لدى المرضى الذين تناولوا أقراص البلاسبو أو الحبوب الكاذبة. وأمَّا مع الجرعةِ اليومية لمدَّة 4 - 6 أسابيع، متبوعةً بالجرعة السابقة للممارسَةِ الجِنْسيَّة، فقد ازدادت الفترةُ تلك بمقدار 3 - 4 أضعاف، من أقل من 1 - 2 دقيقة لدى المرضى الذين تناولوا البلاسبو إلى 3 - 9 دقائق لدى المرضى المعالجين بالدَّواء الفِعْلي. وقد كانَ الباروكستين أكثرَ هذه الأدوية فعَّاليَّةً، حيث أَخَّرَ القذف بمقدار 3 - 10 دقائق.

تَتطلَّبُ مثبِّطاتُ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة زمناً طَويلاً لبلوغ تَرْكيزها الدَّموي الأقصى، وهذا ما قد يَكونُ مَسْؤولاً عن بُطء تَأْثيرِها، ولذلك يمكن أن تستغرقَ الاستجابةُ الإيجابيَّة لها 2 - 3 أسابيع حتَّى تظهرَ (شارليب 2006)؛ وهذا ما قد يؤيِّدُ إلى استعمالَ جرعةٍ يوميَّة في تَدْبيرِ القذف الباكر، لأنَّه أكثرُ فعاليّةً، مع أنَّ الجرعةَ عند الطَّلب تَبْدو عمليَّةً أكثرَ ومقبولةً بشكل أفضل من المرضى. وهناك معوِّقٌ آخر، وهو أنَّه قد يتصاحبُ استعمالُها مع تفاعلاتٍ جانبية هامَّة بسبب نصف عمرها الطَّويل (20 - 36 ساعة)، لا سيَّما بالجرعاتِ المرتفعة، ويشتملُ ذلك على الغثيان، والتقيؤ، وجفاف الفم، والنُّعاس ونَقْص الفحوليَّة، ونقص الرَّغْبَة الجِنْسيَّة، وغياب القذف، والهَوَس، والتَّخْليط الحسِّي فَضْلاً عن أعراضِ الامتناع عِنْدَ إيقاف هذه الأدوية فجأةً (لقد كانَ مُعَدَّلُ الوقوع المسجَّل للانتحار بشكلٍ ثانوي لاستعمالِ الباروكستين منخفضاً جدّاً).

مع ذلك، تُوصِي الجمعية الأميركيَّة لجرّاحي المسالك البولية والتناسلية الأطبَّاء باستعمالِ هذه الأدوية، وقد جرى إدخالُها في الدَّلائل الإرشاديَّة العلاجيَّة للقذف الباكر بحسب تلك الجمعية (مونتاغو وزملاؤه 2004). ولقد نَصَّ الخبراءُ في هذه الجمعية على أنَّ المعالجةَ المثاليَّة ينبغي أن تقومَ على رأي الطَّبيب وتَفْضيل المريض، وعلى أنَّه يجب البَدْءُ بالمعالجةِ أوَّلاً عندما يحصلُ العجز في تحقيق والقذف الباكر معاً، وهذا ما قد يحدث لدى نحو 30٪ من الرِّجال المصابين بخَللِ الأداء الجِنْسي.

تَشْتَمِلُ الأدويةُ الأخرى التي تبيَّنَ أنَّ لها بعض الفعَّاليَّة والكفاءَة في القذف الباكر، لا سيَّما عندما تتصاحبُ الحالةُ بعجز في تحقيق الانتصاب، على مُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 (مثل الفياغرا أو الليفيترا)، حيث تستعملُ وحدَها أو بالمشاركةِ مع أحد مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة الآنفة الذكر. وقد أُجْرِيَتْ دراسةٌ على المعالجةِ المشتركة بالباروكستين والفياغرا، فلوحظَ في مجموعةِ البلاسبو أو الحبوب الكاذبة أنَّ زمنَ التَّأْخير داخل المهبل بلغَ نحو 35 ثانية مقابل 4.5 دقيقة في المجموعةِ المُعالجة. كما كانَ الرِّضا الجِنْسي أكبرَ لدى المجموعةِ المعالجة، لكن مع زيادةٍ في وُقوع التَّفاعلات الجانبيَّة، مثل الصُّداع والتَّبيُّغ (احمرار الجِلْد) (سالونيا وزملاؤها 2002). وفي دراسَةٍ أخرى، أدَّى الليفيترا وحدَه إلى إِطالَةِ الفترة السَّابقة للقذف، مثل ما يفعلُ الزولوفت أو أكثر (سُوزمان 2005)؛ وقد عُزِيَت هذه النَّتائج إلى تَفْريج القَلَق من فَقْدِان الانتصابِ والحيلولَة دونَ بلوغ النشوة بسرعةٍ، أو إلى تأثيرٍ مركزي مثل السَّماح بظهورِ الانتصاب بأقل تَنْبيهٍ جِنْسي (شارليب 2006). ولكن أخفقت مراجعةٌ حَديثة اشتملت على 14 دِراسَةً في إِظْهار أيَّة فائدة لمُثَبِّطاتِ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 وحدها أو بالاشتراك مع مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة في تَدْبير القذف الباكر المُكْتَسَب المتصاحب مع عجز في تحقيق الانتصاب (مَكْماهون وزملاؤه 2006)، إذْ يمكن أن تسمحَ مُثَبِّطاتُ الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5 بحدوث الانتصابِ بأقل تَنْبيهٍ جنسي، وتُنْقِص فترةَ الحِران بين مرَّات الجماع المتعاقبة.

ينبغي أن تَكونَ المعالجةُ الدَّوائية المثاليَّة عبر الفم للقذف الباكر بسيطة، ومأمونة، وعند الطَّلَب، وسريعةَ التَّأْثير ونوعيَّةً لمستقبلاتِ السِّيروتونين المتعلِّقَة بالقذف الباكر، وذات كفاءة عالية في غضون فترة قصيرة. وهناك مُحوِّرٌ جَديد للسِّيروتونين يُدْعَى الدَّابوكزيتين، طُوِّرَ بشكلٍ خاص للدفق الباكر، لكن لم تُصادِقْ عليه إدارةُ الأغذية والأدوية الأميركية FDA بعد، وهو يُلائِمُ هذا الوصفَ، ويمكن أن يمثِّلَ هذه المعالجةَ المثاليَّة. وقد أظهرت الدِّراساتُ التَّمْهيدية أنَّ امتصاصَ الدَّابوكزيتين يَكونُ سَريعاً بَعْدَ إعطائه عبر الفم، ويبلغ تركيزُه الأقصى في غضون 1.5 - 2 ساعة بالمقارنةِ مع 4.5 - 8 ساعات بالنِّسْبة إلى مضادَّات الاكتئاب الأخرى المستعمَلَة في القذف الباكر؛ وهو يطيلُ زمنَ التَّأْخير داخلَ المهبل من 0.98 دقيقة إلى 3.10 دقيقة (بزيادة قدرها 216٪)، مع تحسُّنٍ هام في رضا الزَّوْجين ورضا المريض بشَكْلٍ كبير. وقد حصلَ الغثيانُ لدى نحو 8.5 - 20٪ من الحالات حسب الجرعة المستعمَلَة (30 مغ مقابل 60 مغ)، والصُّداع لدى نحو 6٪، والإسهال لدى نحو 6٪. وتراوحَ مُعَدَّلُ تَرْك الدَّواء بسبب التأثيرات الجانبيَّة من 4٪ في جرعة 30 ملغ إلى 10٪ في جرعة 60 ملغ. وستؤدِّي مصادقةُ إدارة الأغذية والأدوية الأميركية على الدَّابوكزيتين إلى فتح آفاقٍ جَديدة في معالجةِ القذف الباكر، ومن العقاقير الأخرى التي أعطت نتائجَ أولية مشجّعة مع تمديد فترة الانتصاب قبل القذف من أقل من دقيقتين إلى أكثر من 10 دقائق عقار الترامادول المخدّر الذي يستعمل عادة لمعالجة الآلام المعتدلة والشديدة إذا ما تناوله المريض حوالى ساعة إلى الساعة ونصف قبل الجماع (الدكتور سالم سنة 2007).

المخدِّراتُ الموضعيَّة والأدويةُ الأخرى

من بين الكريمات (الرُّهَيْمات) والمُسْتَحْضَرات الهلاميَّة الموضعيَّة المختلفة التي تُسْتعمَلُ في إنقاصِ حساسيَّة حشفة القضيب، يُعَدُّ كريم إيملا EMLA الأكثر شُيُوعاً، ويحتوي على مخدِّرَيْن موضعيَّيْن هما اللِّيدوكائين، والبريلوكائين. ويُطبَّقُ هذا الرُّهَيْمُ على الحشفةِ قبلَ الجماع بنحو 20 - 30 دقيقة، مع الاستعمالِ الاختياري للعازِل الذَّكري للمحافظةِ على الكريم مُطبَّقاً خلال هذه الفترة، ثمَّ يُشْطَفُ بشكلٍ جيِّد لمنع تنمُّل الحشفة أو نَقْص الحساسية في مهبل الشَّريكة. وقد أَثْبتت عدَّةُ دراسات فعَّاليةَ هذا الرُّهَيْم، أو بالمشاركةِ نفسها للمخدِّرَيْن بشكلٍ بخَّاخ، في تأخير القذف. وهناك مأخذٌ رئيسي هو التَّنمُّلُ عندما يُطبَّقُ الكِريم لفترةٍ طويلة. وفي سياقٍ مماثل، أظهرت دراسةٌ حديثة من تركيا أفضليَّةَ الاستجابة لإشراك الفلوكستين (المأخوذ عبر الفم قبلَ الممارسة بأربع ساعات) ومرهم اللِّيدوكائين (المطبَّق قبلَ الممارسة بعشرين دقيقة) على الفلووكستين وحدَه في إطالةِ كمون القذف، مع تأثيراتٍ جانبية بسيطة (ميتين وزملاؤه 2005).

يحتوي رُهَيْمُ (كريم) س س SS cream المصنَّع في كوريا وغير المصادَق عليه بَعْدُ من قبلَ إدارةِ الأغذية والأدوية الأميركية FDA على تسعةِ أعشاب مختلفة؛ ولا تزال طريقة تأثيره غامضة، مع أنَّ القليلَ من الدِّراسات الكوريَّة تَعْزو ذلك إلى إنقاصِ حساسيَّة الحشفة وتَقْليل فرط الإثارة؛ كما قد يكونُ له تأثيرٌ مخدِّر موضعي نوعاً ما. وعندما طُبِّقَ رُهَيْمُ SS قبلَ نحو ساعة من المجانسة ثمُّ شُطِفَ، كانت إطالة زمن التأخير داخلَ المهبل 10 - 31 دقيقة تَقْريباً بالمقارنةِ مع نحو 2.4 دقيقة بالنسبة إلى البلاسبو. وقد سُجِّلَ حدوثُ حرقة خفيفة وألم في الحشفة لدى نحو 18٪ من الحالات، لكنَّ ذلك اختفى في غضون ساعة، ولم تُلاحِظْ الدِّراساتُ الكوريَّة تفاعلاتٍ جانبية موضعيَّة أو جهازية أخرى. ولا بدَّ من دراساتٍ عالمية اِسْتِبَاقِيَّة مضبوطة جيِّداً وعشوائيَّة لتَقْييم كفاءة رُهَيْم SS وسلامته.

الأنماطُ الإضافيَّة من المعالجة

إذا لم تَنْجَحْ المعالجاتُ السُّلوكيَّة والنَّفْسِيَّة والدَّوائية، أو رُفِضَتْ من قِبَل المريض أو الزوجين، أو في حالات التَّفاعلات الجانبية الهامَّة، يمكن تَبنِّي خيارَيْن علاجيَّيْن آخرين للقذف الباكر من المعالجاتِ المضادَّة للعجز في تحقيق الانتصاب؛ فاستعمالُ مضخَّة التَّخلية (الموصوفَة في الفصل 12) يسمحُ للرَّجُل بالمحافظةِ على الانتصاب حتَّى بَعْدَ القذف، ما دامت الحلقةُ المضيِّقَة باقيةً عند قاعدة القضيب؛ وهذا ما يُعْطي الشَّريكةَ الفرصةَ لبُلوغ إشباعها الجِنْسي، ويساعدُ على التَّقْليل من قلقِ القذف؛ ويصبحُ من الممكن إطالةُ كمون القذف نتيجةَ النَّقْص في نشاط الجهاز العصبي الودِّي. وهناك طريقةٌ أخرى للمحافظةِ على الانتصاب حتَّى بَعْدَ القذف أو النشوة السَّريعة، وهي حقنُ موسِّعات الأوعية داخلَ الجسم الكهفي (انظرْ التَّفاصيلَ بشأن المضخَّات والحُقَن في الفصل 12).

يمكن أن تشتملَ المناوراتُ الأخرى التي قد تنجحُ في تَدْبيرِ القذف الباكر على تَمارين العَضلاتِ الحوضيَّة، مع إجراء تقلُّصاتٍ سَريعة وبطيئة متكرِّرة للصمام الخارجي للإحليل ثلاث مرَّات في اليوم لتَقْوِيَتها. وفي أثناء المجانسة، عندما يشعرُ الرَّجُلُ باقتراب النشوة، يُقَلِّصُ مِصَرَّتَه بسرعة ممَّا يثبِّط النشوة والقذف؛ وهذا ما يسمح له بالتَّحَكُّم بدفقه إراديَّاً ويتمتَّع بنشاطٍ جنسي مديد.

غِيابُ القذف

مثلما ذُكِرَ في الفصل الثالث، ينشأ السَّائلُ الذي يقذفه الرَّجُلُ ويساوي 1.4 - 4.5 ملل عادةً، من الحويصلَتَيْن المنويَّتين بشكلٍ رئيسي، وهما تساهمان في 50 - 70٪ من الحجم الكلِّي المقذوف؛ أمَّا البقيَّةُ فتأتي من البروستات (15 - 30٪ من حَجْمِ القذف) وأَمْبولة الأسهر (أقل من 5٪). وقد يَكونُ غياب القذف أثناء المجانسة مُسَبِّباً لضائقةٍ جسدية ونفسية، لا سيَّما عندما يؤثِّرُ في القدرة على الإخصاب. هذا، وعندما لا يقذف السَّائِلُ المنوي من الجسم رغم حصول النشوة، فمن الأرجح وجودُ ثلاث آليَّات مُسْتَبْطِنَة (مسبِّبَة): القذف الرُّجوعي للمني نحو المثانة، أو عيب في إنتاج المني، أو انسداد القَناتين الدَّافقتين.

ينجمُ المرورُ الرُّجوعي للمني عادةً عن إخفاقِ عُنُق المثانة في الانغلاق أثناء القذف؛ وهذا الإخفاقُ قد ينجمُ عن اعتلالِ الأعصاب المحيطية بسبب داء السكري، أو قطعٍ أو شَقٍّ سابقٍ في عنق المثانة، أو استئصال أمِّ الدَّم الأبهريَّة، أو استئصال العُقَد اللَّمفيَّة المجاوِرَة للأبهر. وتشتملُ الأسبابُ الأخرى للقذف الرُّجوعي على بَعْضِ الاضطرابات العصبيَّة أو استعمال بَعْض الأدوية، مثل مُحْصِرات ألفا (لتَدْبير الأعراض البوليَّة للضخامةِ البروستاتيَّة) أو قَطْع الأعصاب الودِّيَّة خلال الجراحة أو الرُّضوض.

يمكن أن ينجمَ انعدامُ القذف، أو الغِياب التَّام للقذف في أيِّ اتجاهٍ، عن نَقْصِ إنتاج السَّائِل المنوي من قبل الحويصلتين المنويَّتين والبروستات، أو نتيجة شُذوذات خِلْقيَّة في الأسهر والحويصلتين المنويَّتين، أو عوز نخامي وخصوي يؤدِّي إلى نَقْص تراكيز الهُرْمون المُلَوْتِن والتِّسْتوستيرون. وهناك سَببٌ رَئيسي آخر هو انسدادُ القَناتين الدَّافقتين بكيساتٍ خِلْقِيَّة أو بعَدْوَى بوليَّة تناسليَّة مُزْمِنَة كالسُّلِّ أو داء المنشقَّات أو بحصيات بروستاتية على سَبيل المثال. ويُشَخَّصُ الانسدادُ عادةً بتخطيطِ الصَّدَى عبر المستقيم للبروستات والقناتين الدَّافقتين.

تَشتملُ العواملُ الجسديَّة الأخرى لانعدامِ القذف على:

= التَّنْبيه المَعيب للجهازِ العصبي الودِّي، ممَّا يُثبِّط تَقلُّصَ الأسهر والحويصلتين المنويَّتين.

= الاستئصال الجراحي للبروستات والحويصلتين المنويَّتين في سرطانِ البروستات.

= إصابة النُّخاع الشَّوْكي.

= حالة مُتَلاَزِمَةِ "البَطْنِ البَرْقوقِيِّ" (وهي تَتَّصفُ بجلدٍ رخو ومترهِّل فوقَ العانة، وتوسُّع المثانَة والحالبين وأجزاء من الكليتين، وبعدم نـزول الخصيتين).

= نَقْص إفراز الهرمون الدَّرقي (نادراً).

= الاستئصال الجراحي للقولون والمستقيم.

= بَعْض الأدوية، مثل ألفا ميثيل دوبا والمدرَّات الثيازيديَّة ومضادَّات الاكتئاب المختلفة والفينوثيازين.

= معاقَرة الكحول والمخدِّرات.

كما يمكن أن تشتملَ العَوَامِلُ النَّفْسِيَّة والسُّلوكيَّة وعوامِل العَلاقات البينيَّة التي تُثَبِّطُ القذف على الأُروثودُكْسِيَّة الدينيَّة، والخَوْف من الحمل، وهيمنة الأم، والانجذاب الجِنْسي للمماثل، والأحداث الرضيَّة السَّابقة، ونبذ المهبل. كما أنَّ الأوهامَ، ونقصَ التَّثْقيف الجِنْسي، والاستياء من الشَّريكة، والرَّغْبَة بالانتقام التَّأْديبي أو التَغيُّر اللاشُّعوري لصورةِ الأم، وإسقاطها على الشَّريكة الأنثى (مع التَّخوُّف من "تلويث مهبلها") كلُّ ذلك قد يمارس دَوْراً رئيسياً في بعضِ حالات انعدام القذف أو تعوُّقه.

يَكونُ من المفيدِ جدّاً إِجْراءُ فَحْصٍ سَريري دَقيق مع جَسِّ الأَسْهَر، والحويصلتَيْن المنويَّتَيْن، والبروستات للتَّفْريقِ بين القذف الرُّجوعي والغِيَاب الكامل للقذف. وقد يُجْرَى اختبارُ للبَوْلِ بَعْدَ الاستمناء أو المجانسة لتحرَّي وجود الفروكتوز (المُفْرَز من الحويصلتين المنويَّتين) والنِّطاف؛ ففي حال وجودهما، يُثْبِت ذلك تَشْخيصَ القذف الرُّجوعي.

المعالجةُ ومَوْضوعُ الإِخْصاب

تَقومُ المعالجةُ الأوليَّة للقذف الرُّجوعي على استعمالِ أدوية تؤخذ عبر الفم: مثل الإيميبرامين، أو السُّودُوإِيفِيدْرِين، أو الكلوربروبامين وهذا ما يساعدُ على إغلاقِ عنق المثانة أثناء القذف. وإذا ما أخفقت هذه الأدويةُ، وكانَ المريض مهتمَّاً بالإخصاب، يمكن الحصولُ على سائلِه المنوي بقِثْطارٍ من المثانة (بعد المجانسة أو الاستمناء) لوَضْعِه عِنْدَ عنق رحم الشَّريكة أو رحمها أو البوق. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن إغلاقُ عنق المثانة جزئياً جراحيَّاً.

قد يُعالَجُ انعدامُ القذف النَّاجِم عن النَّشاط المعيب للجهازِ العصبي الودِّي بأدوية محاكية للفِعْل الودِّي، مثل الميدودرين، أو الإيفيدرين، أو السُّودوإيفيدرين، أو الإيميبرامين، أو الكلوربروامين لكنَّ النَّتائج سيِّئَةٌ عادةً. وسعياً وراءَ الإخصاب، يمكن أن يؤدِّي تطبيقُ هزَّازة قضيبيَّة على الحشفة أو اللِّجام، أو إدخال أداة كهربائيَّة في المستقيم لتَنْبيه الأعصاب حول البروستات والحويصلتين المنويَّتين، إلى القذف للحصولِ على نِطاف عيوشَة (قابلة للحياة) للتَّخْصيب بالإمْناء. وإذا لم تنجحْ هذه الطُّرُقُ، يمكن رَشْفُ النِّطاف بإبرة من البربخ أو الخصية وحَقْنها في البيوض المستخلَصَة من مبيضِ المرأة بهدف إِمْناء النِّطاف داخل الهيولى (ICSI) والإخصاب، ويُتْبَع ذلك بنقلِ المُضْغَة إلى الرِّحِم بعدَ نحو ثلاثة أيَّام.

في حالاتِ انسداد القناتين الدَّافقتين بكيسةٍ كبيرة داخل البروستات، يمكن أن يساعدَ الاستئصالُ الجراحي للكيسة، أو رَشْفُ النِّطاف من الحويصلتين المنويَّتين بإبرة بهدف الإمْناءِ في عنق الرَّحِم أو الرَّحِم عندَ الشَّريكة، على إنجاز الحمل.

القذف المتأخِّر

يَنْجُمُ تأخُّرُ القذف، مع احتمالِ غياب أو نَقْص النشوة (انظرْ لاحقاً)، عن تَثْبيطِ مُنْعَكَس القذف عادةً، أو بسبب عواملَ نفسيَّة بشكلٍ رئيسي. ويُدْعَى القذف المتأخِّر شاملاًَ عندما يحصلُ في كل المجانسات، أو ظَرْفِيَّاً عندما يحصلُ في ظلِّ ظروف معيَّنة أو مع شَريكاتٍ معيَّنات.

بالإضافة إلى المثبِّطاتِ النَّفْسِيَّة المذكورة آنفاً (ص...)، هناك عواملُ مسببة أخرى هي الاستمناءُ المتكرِّر كثيراً، (لا سيَّما باستعمال وسائل ذاتيَّة التَّحْريض)، وتقدُّم العمر، وغياب الانجذاب الجسدي نحو الشَّريك، والنـزعات الجِنْسيَّة المِثْليَّة المَكْبوتَة، والأحداث الرضيَّة السَّابقة، وتثبُّط التَّهيُّج الجِنْسي، والمجانسة المتكررة، واضطرابات العلاقة. وهناك عواملُ أخرى مساهمة تَضمُّ الأوهامَ، والجهل بالأعضاء التَّناسليَّة، والأداء الجِنْسي الصَّحيح. في حالاتٍ نادرة، يمكن أن ينجمَ تأخُّر القذف عن عوامل بيولوجيَّة، مثل الأمراض العصبيَّة أو استعمال الأدوية كمُثَبِّطات الفُسْفُودَايسْتِراز من الفئة 5، ومضادَّات الأندروجين، ومضادَّات الفِعْل الأدريناليني، ومضادَّات الاكتئاب، ومضادَّات الذُّهان والمركِّنات.

يكونُ علاج القذف المتأخِّر صعباً في الغالب، وقليلَ النَّجاح، إلاَّ عندما تُوقَفُ الأدويةُ المسؤولة عنه، أو عندِ التَّعرُّف إلى أسباب سلوكيَّة أو نفسية عكوسة ومعالجتها من قِبَل خبير. وقد يستفيدُ عددٌ كبير من المرضى من تقديم النُّصْح نحو الحدِّ من تواتر الاستمناء والابتعاد عن طرق الاستمناء المحرَّض ذاتياً؛ كما أنَّ المعالجةَ الجِنْسيَّة والمعالجة النَّفْسِيَّة يمكن أن تساعدا على إزالةِ المثبِّطات النَّفْسِيَّة التي تؤخِّر القذف؛ ويقومُ ذلك على التَّثْقيف الجِنْسي لطَرْد الأوهام وتَفْريج القلق، والخوف، والتخلُّص من التَّوجُّس من إيذاء الشَّريكة، وقد يشتملُ أيضاً على مساعدةِ الفرد على الانفكاك عن أمِّه بحيث يستطيعُ إلزامَ نفسه بامرأةٍ أخرى.

تشتملُ التَّدابيرُ الأخرى على تَعْليم المريض كيفيَّة التَّرْكيز على الأحاسيس المُبْهِجَة التي تصاحبُ التَّنْبيهَ اليدوي للقضيب، وتدريبه على الدُّخول في التَّخيُّلات الجِنْسيَّة وطرق فَرْط التَّنْبيه (مثل التَّنْبيه بالهزَّازة، أو بقذف الماء السَّريع من مرشٍ رأسي على الحشفة واللِّجام، أو استعمال الزُّيوت) خلال الاستمناء والملاعبَة. كما يُشَجَّعُ على اللُّجوءِ إلى الاستمناء الذَّاتي بوجود شَريكته التي يمكن أن تساعدَه لاحقاً على تَنْبيه قَضيبه. ولا يُستأنفُ الإيلاجُ والقذف أثناء المجانسة إلاَّ بَعْدَ أن يشعرَ الرَّجُلُ بالثقة والقدرة على القذف.

لقد استُعْمِلَتْ عدَّةُ أدوية، هي محاكيات الودِّي (أدوية تُنَبِّه الجهازَ العصبي الودِّي؛ انظرْ الصَّفحة السَّابقة)، لمعالجةِ القذف المتأخِّر، لكن بمُعَدَّلاتِ نجاحٍ محدودة. وفي حالاتٍ مختارة من القذف المتأخِّر أو غياب النشوة (انظرْ لاحقاً)، مع نقص الرَّغْبَة الجِنْسيَّة أو مع أو من دون عجز في تحقيق الانتصاب ناجمٍ عن بَعْض مضادَّات الاكتئاب من زمرة مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة، قد يُؤَدِّي اِسْتِبْدالُ مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة بالوِيلبوترين (البوبروبيون) أو البُوسبيرون أو الأَمَنْتادين أو السِّيبْروهِبْتادين إلى نتائجَ جيِّدة.

اِنْعِدامُ النشوة أو بلوغ النشوة

قد يحصلُ القذف في غياب النشوة. ويُقسمُ انعدامُ بلوغ النشوة أو غيابها عادةً إلى ثلاثة أصناف؛ فالنَّمطُ الأوَّلي يشتملُ على الرِّجال الذين لم يسبق لهم أن اختبروا النشوة؛ أمَّا النَّمطُ الثَّانوي فيشتمل على الرِّجال الذين يخفقون في إِحْراز النشوة بعد أن كان لديهم نشوة طبيعية في الماضي؛ وأمَّا النَّمطُ الثالث فيضمُّ الرِّجالَ الذين يعانون من تأخُّر غير مناسِب في بلوغِ النشوة خلال الفِعْل الجنسي أو من نشوة ضعيفة. وربَّما هناك صنفٌ رابِع يشتملُ على الرِّجالَ الذين يُحْرِزون نشوةً وقذفاً طبيعيَّيْن أثناء الاستمناء، لكنَّ ذلك لا يحصل أثناء الممارسَة الجنسيَّة.

يمكن أن تنجمَ معظمُ حالات انعدامِ النشوة الأوَّلية عن عواملَ بَيولوجيَّةٍ عصبيَّة تتضمَّن مسالِكَ الدُّوبامين والسِّيروتونين في الدِّماغ. وتُعْزَى هذه العواملُ إلى أسباب نفسيَّة مثل التَّنشِئَة الصارمَة جداً، والأُروثودُكْسِيَّة الدينيَّة، والانجذاب الجِنْسي للمُماثِل، ونقص التَّنْبيه الجِنْسي، والتَّهيُّج الجِنْسي، والتَّزْليق المهبلي عند الشَّريكة الأنثى، والخَوْف من الحَمل أو الأمراض المُنْتَقِلَة جِنْسياً، وقلق الأداء، والألم المهبلي خلال الإيلاج. كما قد تَكْبتُ التأثيراتُ العائليَّة، والاجتماعيَّة، والثقافيَّة الأخرى الاستجابةَ الطَّبيعيَّة تجاه التَّنْبيه الجِنْسي. وقد يساهمُ في حصولِ المشكلةِ في الصنفَيْن الثاني والثالث من انعدامُ النشوة، فضلاً عن العوامل النفسيَّة، حالةٌ عصبيَّة ما مثل إصابة النخاع الشَّوْكي، والتصلُّب المتعدِّد، والباركنسونيَّة، ورضوض الأعصاب الحوضيَّة. كما أن بعضَ مضادَّات الاكتئاب قد تؤثِّر في شدَّة النشوة.

من جهةٍ أخرى، ينجمُ حصولُ النشوة والقذف مع الاستمناء - ولكن ليس مع المجانسة - في أغلبيَّة الحالات عن فَرْط الاِسْتمناء وكثرة تواتره باستعمال طرق التَّحريض الذَّاتي بالتخيُّلات الخاصَّة التي لا يمكن تطبيقُها أو إنجازُها أثناء المجانسة. كما قد ينجمُ ذلك - في حالاتٍ نادرة جداً - عن القلق الشَّديد أثناء المجانسة، أو عن اعتلال العصب الفرجي أو عصب ظهر القَضيب، أو عن مرضٍ عصبي مثل التصلُّب المتعدِّد. ويعتمدُ التَّشْخيصُ على الفحص العصبي والتَّشْديد بشكلٍ خاص - أثناء مقابلة المريض وأخذ القصَّة الجنسيَّة منه - على نماذج الاستمناء لديه، وتواتره، وطرقه بما في ذلك تخيُّلاته.

يُعَدُّ علاج انعدام النشوة، أي بلوغ النشوة صعباً، ولا يضمن الحصولَ على نتائج جيِّدَة؛ وهو يقومُ على المعالجةِ النفسيَّة، والمعالجةِ الجنسيَّة، والاستمناء أو المجانسة بأجهزة تنبيهٍ مثل الهزَّازة، واستعمال بعض الأدوية كاليُوهمبين بجرعاتٍ مرتفعة (انظرْ الفصل 11). وفي الحالاتِ الناجمة عن مضادَّات الاكتئاب من زمرة مثبِّطاتِ اِسْتِرْداد السِّيروتونين الانتقائيَّة، كالباروكستين، قد يقترح الطَّبيبُ السَّريري استبدالَ هذه العقاقير بأدوية أخرى مثل الوِيلبوترين (البوبروبيون) أو الأَمَنْتادين أو السِّيبْروهِبْتادين (رالف وويلي 2005). ومن جانبٍ آخر، يمكن أن يساعدَ تعديلُ السُّلوك الاِسْتِمْنائي من خلال المعالجة الجِنْسيَّة عدداً عاماً من المرضى على إِحْرازِ النشوة والقذف أثناء المجانسة عندما يكونُ انعدامُ النشوة بسبب فَرْط الاستمناء (بيريلمان Perelman 2006). كما قد يفيدُ في حالاتٍ قليلة إضافةُ بعض الأدوية، مثل البوسبار (هيروكلوريد البُوسبيرون) لتَفْريج القلق، أو الأدويَة المحتوية على اليوهمبين في جرعات عالية والرِّيلاتين والبُسُودوإيفيدرين بسبَبِ تأثيرها المُحْتَمَل في الدِّماغِ أو الجهاز العصبي الودِّي.

description اِضْطراباتُ القذف عند الرجل Emptyرد: اِضْطراباتُ القذف عند الرجل

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد