علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالأَسْبابُ النَّفْسيَّة لخَللِ الوَظيفَة الانتصابيَّة Emptyالأَسْبابُ النَّفْسيَّة لخَللِ الوَظيفَة الانتصابيَّة

more_horiz

لقد سَلَّطَ العَمَلُ الرَّائدُ لكلٍّ من ماسترز وجونسون في سَبْعينيَّات القَرْن الماضي ضَوْءاً جديداً هاماً على الأسبابِ المحتملة للعجز الجنسي. وأَكَّدَتْ مَنْشوراتهما تأثيرَ الأُرثوذُكْسِيَّة الدِّينيَّة، والخَوْف من الإخفاق، والانجذاب الجِنْسي للمُماثِل، والتَّأْثير الأُمومي كعواملَ مساهمةٍ في العجز الجنسي. ورأت النَّظريَّاتُ اللاحقة دَوْراً لعواملَ نفسيةٍ إضافية في ذلك، مثل نظرية الإنسان للجِنْس، والصُّورَة الذاتية السَّلْبية، والتَّوقُّعات المشوّهة، وحاجات الشَّريك وما يفضِّله، وتَأْثير الخلافاتِ الزَّوْجية في الوظيفةِ الجنسية.

كما أَكَّدَتْ دراساتٌ حديثَة على أهمِّيةِ حالات جسدية مختلفة، وليس القلق وحدَه، كعوامل مسببة رئيسيَّة للعجز في تحقيق الانتصاب. ومع أنَّ نحوَ ثلثي أسباب العجز في تحقيق الانتصاب عضويةٌ، لكنْ لا تزال القضايا النفسيَّة تمثِّل جُزْءاً هاماً من العجز الجنسي عندَ الذكور، ولم ينسَ الخبراء ذلك تماماً. ويمكن أن تساهمَ العواملُ النَّفْسية الاجتماعية، ونمطُ الحياة، والعوامل الديموغرافيَّة والزواجية والنَّمائية والدينية والدَّوائية بدورٍ كبير في بَدْءِ العجز في تحقيق الانتصاب أو استمراره، سواءٌ وحدها أو كاستجابةٍ لعجز جنسي في عددٍ هام من الحالات. وقد تكونُ التَّفاعلاتُ (ردَّاتُ الفِعْل) الانفعالية تجاه العجز الجنسي شديدةً، وينبغي التَّعاملُ معها بشكلٍ جدِّي في تَشْخيصِ هذه الحالة الخطيرة وتَدْبيرِها.

عَوَاملُ الخطر النَّفْسية المنشأ

يمكن أن يحصلَ إخفاقُ الانتصاب في أيِّ وقت خلال نمو الرَّجُل؛ فقد يكتسب صورةًَ سيِّئة عن نفسِه، أو نَقْصاً في اعتدادِه بذاته أو في إحساسه بالثقة، أو رغبةً في الدُّخول بممارساتٍ جنسيَّة شاذَّة. كما يمكن أن يُهَيْمِن عليه أحدُ الوالدين المُسْتَبِدَّيْن أو يتأثَّر بالتعصُّبِ الدِّيني. وقد يؤدِّي عارضٌ مُفْرَد من الإخفاقِ في الأداء إلى دَوْرةٍ متكرِّرة من الخوف والإخفاق، تؤدِّي في نهاية المطاف إلى العجز الجنسي. كما أنَّ الاكتئابَ، والقلق، وعقد الذنب، والكرب، واضطراب العلاقات قد تؤثِّر في الرَّغْبة الجنسية، ويمكن أن تقودَ إلى العجز في تحقيق الانتصاب. وعلاوةً على ذلك، ربَّما يتحرَّض العجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي بتعاطي المخدِّرات ومعاقرة الكحول، أو ربَّما بالذنب واليأس النَّاجمين عن استئصالِ الأسهر في حالاتٍ نادرة، أو حتَّى بالاعتداء الجِنْسِي أثناء الطُّفولَة.

لقد صَنَّف عالِمُ النَّفْس البارِز لوبيكولو (سنة 1991) القضايا النَّفْسيةَ التي قد تؤثِّر في العجز الجنسي عِنْدَ الذكور إلى صِنْفَيْن عامَّيْن؛ ففي الأوَّل، أَدرجَ العَوَامِلَ المتعلِّقة بشخصيَّة الرَّجُل، وموقفه، وتوقُّعاته واهتمامه بالجِنْس، وطلباته الضِّمْنيَّة أو الظَّاهِرَة للجِنْس، والتَّرْكيز الواعي على المُثيراتِ، والتَّهيُّج الجِنْسي، والشَّخْصية، والتَّنْشئة، والنَّفْس والسُّلوك الجنسي. ويشملُ هذا التصنيف الرِّجال الذين يتمتعون بمزايا خاصة وأبرزها هؤلاء ذوي الشَّخْصيَّةِ الوَسْوَاسيَّة القَهْرِيَّة الذين يجدون صعوبةً في إظهارِ انفعالاتهم خلال الجِنْس، وأولئك الذين يرون أنَّ مُفْرَزاتهم الجسدية مزعجةٌ، والأشخاص من ذوي الانجذاب الجِنْسي للمماثل (اللُّوطيين)، والرِّجال المكتئبين، وأولئك المصابين بالرُّهاب الجنسي أو النُّفورِ المهبلي، وأولئك الذين يخافون من نَقْص التَّحكُّم برغباتهم الجنسية وربما من نتائج قد تكون كارثيةً، والذين لديهم انحرافات جنسية، وأولئك الذين يتخوَّفون من الشَّيْخوخَة.

أمَّا الصِّنْفُ الثاني الذي وَضَعه لوبيكولو فيضمُّ الاضطراباتِ في العلاقةِ بين الرَّجل وشريكته الجنسية: الخلافات الزوجية، ونَقْص الجاذبية، وضعف المهارات الجنسية، والخوف من القُرْب، وعدم التَّلاؤم بين الزَّوْجين والشَّريكات ذوات الطَّلبات المُفْرِطَة، والعجز عن الجَمْع بين مشاعرِ الحب والرَّغْبة الجنسيَّة. ويكونُ تأثيرُ العجز الجنسي في العلاقة مخرِّباً ومدمِّراً في معظمِ الحالات، ويؤثِّر في كلا الشَّريكين (انظرْ الفصل السادس).

العَوَامِلُ المؤهِّبَة، والمسبِّبة، والمُديِمَة

لفَهْم أفضل للعَوَاملِ المختلفة التي تقفُ وراءَ العجز الجنسي النَّفْسي المنشأ، يمكننا أن نُطَبِّق النَّموذجَ الذي اقترحته "باسون" مع بعض التَّغْييرات، حيث قَسَّمَتها إلى عوامل مؤهِّبة، ومُسَبِّبة، ومُديمَة تؤثِّر من خلالها ظروف سِياقِيَّة أو مباشِرَة في نتيجةِ اللِّقاء الجنسي (باسون وزملاؤها 2003).

تشتملُ العَوَامِلُ المؤهِّبة على الاهتمامِ بالجِنْس، والرَّغْبة الجنسيَّة، والجاذبية الجسدية، ودينَمِيَّات العلاقَة، والحب، والأُلْفَة، والتَّجارب الحياتية السَّابقة. كما أنَّ العواملَ البنيويَّة، مثل الصِّفات الجسدية والنفسيَّة الخِلْقية التي تحدِّد الخصائصَ التَّشْريحية والوعائية والعصبية والهُرْمونيَّة، بالإضافة إلى شخصيَّةِ الفرد ومزاجه تلعب دَوْراً هاماً في النَّماذج المستقبلية للوظيفةِ والسُّلوك الجنسيين.

قد تُساهِمُ العَوَاملُ التَّطوُّرية الأخرى، التي تشتملُ على تَطوُّر الهوية الجنسيَّة، والتَّجارِب الجنسية المؤلمة أو المُذِلَّة أو الرَّضِّية السَّابقة كالاغتصابِ أو الاضطهاد، واضطراب التَّوازُن الهرموني مع البلوغ الباكر أو المتأخِّر، في شَكْلِ الوظيفة الجنسية المستقبلية أو العجز الجنسي أيضاً. وتضمُّ العواملُ المؤهِّبَة الهامَّة الأخرى التَّأْثيرات الدينيَّة، والثَّقافية، والعائلية، والاجتماعية، والتَّعْليمية، والنَّظريات الشَّخْصية حولَ الجِنْس.

يمكن للفَرْد، من خلال ذلك الإطارِ الجسدي والنَّفْسي الخِلْقي والمُكْتَسَب، أن يتفاعلَ بشكلٍ سلبي مع بَعْض العوامل المؤهِّبَة، وربما يؤدِّي ذلك إلى الإخلالِ بأدائه الجنسي ورغبته الجنسية. ويُعَدُّ كَرْب الأداء، والقَلَق، والاكتئاب، والاضطرابات النَّفْسية، ومشاكل العلاقات من بين أكثر العوامل النَّفْسية المساهمة في إحداثِ العوارض المتكرِّرة للعجز الجنسي شيوعاً. وقد يشاركُ كلُّ ذلك في الفيزيولوجية المرضيَّة المشتركة، مثل التَّغَيُّرات في تَثْبيط الجهاز العصبي اللاودِّي الذي يُنَبِّه إفرازَ أُكْسيد النِّتْريك عادةً، أو قد تقودُ جميعُها - بَدَلاً من ذلك - إلى فَرْط نشاط الجهاز العصبي الودِّي الذي يضيِّق شرايينَ القضيب، ويحولُ دون حصول الانتصاب الطَّبيعي.

قد يؤدِّي القَلَقُ إلى تَشتُّت مَعْرِفِي ونَقْص في التَّهيُّج الجنسي. أمَّا الاكتئابُ فيرتبط عادةً بالعجز الجنسي بطريقةٍ ثنائية الاتجاه، أي أنَّه بمجرَّد أن يكونَ القلقُ مَسْؤولاً عن الاضطرابِ الجِنْسي، يمكن أن يفاقمَ العجز الجنسي بحدِّ ذاته الاكتئابَ أيضاً، لا سيَّما مع استعمالِ بَعْض الأدوية المضادَّة للاكتئاب التي قد تفاقم الأعراضَ الجنسيَّة (انظر ص... للوقوفِ على مزيدٍ من النِّقاش حولَ القلق والاكتئاب). وتشتملُ العواملُ المسبِّبة الأخرى على: الولادة الحديثة، والعُقْم، والطَّلاق، والمشاكل المالية،، والبِطالة، وضعف العلاقات، والتَّجْربة الجنسية الرَّاضَّة، وفَقْدان أحد أفراد الأسرة، والانجذاب الجنسي للمُماثِل، ونَقْص النَّظافة الشَّخْصية، والتَّنافر الجسدي، والاضطرابات الجنسيَّة الخاصة بالشَّريكة أو الحماقَة.

تشتملُ العواملُ الأكثر شيوعاً في الإبقاءِ على العجز الجنسي بَعْد إحباطٍ عارِضي سابق، على اضطراباتِ العلاقة، وغياب الأُلْفة، ومشاعِر الذنب، وقلق الأداء، ونقص التَّثْقيف الجنسي، وفقدان التَّوَاصُل. كما تَشْتَمِلُ العَوَامِلُ الأخرى التي تمارس دَوْراً حَيَوِيَّاً في استمرار أو بقاء المشاكل الجنسيَّة على نقص الخبرة الجنسية، وعدم كفاية التَّنْبيه الجنسي، والنُّفور الجسدي، والخَوْف من الأُلْفَة، والاضطرابات النَّفْسية ونقص التفاعل والانسجام الجنسي.

يَنْبَغِي أن أشدِّدَ على أهمِّيةِ العلاقة الشَّخْصِيَّة القويَّة والأُلْفَة بين الشَّريكين لنجاح علاقتهما الجنسية؛ فالاضطراباتُ الجنسيَّة عِنْدَ أحد الشَّريكين يمكن أن تؤدِّي إلى مشاكل جنسيَّة عند الآخر، مشفوعةً بنَقْص الرَّغْبة الجنسية، والشُّعور بالذنب، والغضب، ونَقْص الثِّقة بالذَّات، وبالرَّغْبة أحياناً في الممارساتِ خارج إطار الزواج أو بالطَّلاق. كما قد يكون هناك بالطَّبْع بعضُ الاختلاف الثَّقافِي وحتَّى الجنسي في ما يتعلَّق بأهمِّية الحبِّ في الإشباع الجنسي الأمثل والنَّجاح الزَّواجي؛ لكنَّ معظم الرِّجال والنِّساء خصوصاً في العالم الغربي يعتقدون بأنَّ العاطفةَ العميقة، والاحترام، والأُلْفَة العاطفية، ومشاعر الحب تمثِّل مقوِّماتٍ أساسية للرضا والإشباع الجنسي المثالي.

تَشْمِلُ الظُّروفُ السياقيَّة المباشرة التي قد تؤثِّر في نجاحِ اللِّقاء الجنسي على: الخصوصيَّة، والدَّافِع، وتَقَبُّل الجِنْس، ونَقْص المهارات الجنسيَّة، والقُيُود البيئيَّة، والصُّعوبات المالية، والأمراض الجسدية أو النَّفسية، والاضطرابات العاطفية، وعدم الاحترام أو الجَهْل أو الإهمال لما يُفَضِّله الشَّريكُ الجنسي، والقذف الباكر، والمجانسة المؤلمة.

النَّظريَّاتُ النَّفْسِيَّة للمسببات

تعتبر المدارسُ الفِكْرِيَّة المختلفة أنَّ العواملَ النَّفْسِيَّة تقفُ وراءَ العجز الجنسي لدى الذَّكر بطرقٍ مختلفة:

= تقترحُ النَّظَرِيَّةُ "النَّفْسِيَّة التَّحْليلية" أنَّه أثناء التَّطوُّر النَّفْسي الجنسي (الفكري، والانفعالي، والسُّلوكي) بين السَّنَتين الثالثة والخامسة من العمر، يتعلَّقَ الولدُ بأمِّه ويرغب في الاستحواذ عليها، ويرى في أبيه ندَّاً له، ويخشى أن يؤدِّي اكتشافُ أبيه لمشاعرِه هذه إلى عقابٍ شديد. ولذلك، تُكْبَتُ هذه الرَّغباتُ الجنسيَّة، وتُحْفَظ في اللاشعور بينما يحاولُ الطِّفْلُ أن يتماثل بشعور أبيه نفسه، ويُدْعَى ذلك "بالصِّراع الأُوديبِي" أو عقدة "أوديب". واستناداً إلى هذه النَّظريَّة، تبقى تلك الرَّغباتُ والأماني الأثمة الباكِرَة مختبئةً حتَّى البلوغ، مع الخوف والذنب، حيث لا ينفرجُ الصِّراعُ بنجاح في التَّطوُّر النَّفْسي الطَّبيعي والنُّضْج. لذلك، يُعْتقَد أنَّ الاضطرابَ الجنسي أو العجز الجنسي لدى الرَّجُل هو دفاعٌ ضدَّ ما يراه من مشاعر غير مقبولة في طفولته. كما أنَّ نظريةَ التَّحْليل النَّفْسي ترى أنَّ التَّعرُّضَ إلى نصائِح دينيَّة صارمة، تدين النَّشاطَ الجنسي، وترى فيه شيئاً قَذِراً ومُخْجِلاً وشِرِّيراً، يؤدِّي إلى صعوباتٍ جنسيَّة في نهاية المطاف. وينبغي على الطَّبيب النَّفْسي أن يتعاونَ مع المريض للتَّخلُّص من هذا الصِّراعِ الدَّاخلي بطريقةِ التَّفْسير والمعالجة التَّبَصُّرِيَّة.

= ترى نَظريَّةُ "التَّعلُّمِ" أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب، النَّفْسي المنشأ مرتبطٌ بالتَّعلُّم والتَّنْشئة الخاطئَيْن؛ فعلى سَبيل المثال، يمكن أن يصبحَ الولدُ الذي يخاف من التَّعْبير الجنسي بسببِ الصِّراع الأوديببـي المذكور سابقاًَ مصاباً بالعجز عندما يصبحُ رجلاً؛ أمَّا الولدُ الذي عوقب بسبب سلوكِه الجنسي فقد يصبح مصاباً بالعجز عندما يتعرَّض لتجربةٍ جنسية لاحقة؛ وأمَّا الرَّجلُ الذي يخشى شريكتَه الجنسية، فقد يتعلَّم التَّغلُّبَ على قلقه بتجنُّب الجنس. بكلمات أخرى، يحاول الرِّجالُ الذين لديهم تجاربُ سلبيَّة سابقة مصاحبة للتَّعْبير الجنسي تَجنُّبَ القلق النَّاجِم عن مثل هذه التَّجارب بشكلٍ لاشعوري، مما قد يؤدِّي إلى عجز في تحقيق الانتصاب أو إلى شَكْلٍ آخرَ من العجز الجنسي.

= من جهةٍ أخرى، تَرَى النَّظريَّةُ "المَنْهَجِيَّة" أنَّ العجز الجنسي عند الذكر ناجمٌ عن علاقةٍ مخرِّبة بين الشَّريكين الجنسيين؛ فقد تكونُ لدى أحدهما رغبةٌ قوية بإيقاع الألم أو الأذى أو الإذلال بالآخر؛ فعلى سَبيل المثال، إذا كانت المرأةُ تخاف الإخصاءَ أو عدم القُدْرَة على تَلْبِيَة حاجاتها الجنسية، يمكن أن يؤدِّيَ موقفُها وسلوكها إلى التَّسبُّبِ في عدم الأمان أو الخوف والشُّعور بالنَّقْص عِنْدَ شريكها، وهذا ما يمكن أن يقودَ إلى القلق وإلى حدوث العجز في تحقيق الانتصاب لدى الرَّجُل.

الاضطراباتُ النَّفْسِيَّة والعجز الجنسي

رغم وجود الكثير من الأسبابِ النَّفْسية لخللِ الانتصاب، يمكن تحديدُ أربعة عوامل رئيسية بوضوح: الكَرْب، والقَلَق، والاكتئاب، والصِّراع الزَّوْجي.

أمَّا الكربُ فهو كيفيَّةُ تفاعلنا جسدياً ونفسياً تجاه الظروف من حولنا، وكيفيَّة استجابتنا للتَّغيُّرات، والتَّحدِّيات، والأحداث غير المتوقَّعة في حياتنا. وقد يكون الكربُ إيجابياً أو سلبياً؛ فالكربُ الإيجابيُّ يساعدنا على تَرْكيزِ طاقاتنا وتَكْثيفها، وعلى أن نكونَ أكثرَ إنتاجيةً، لكنَّه إيجابيٌّ ما دمنا نشعرُ بأنَّنا نسيطر على الحالةِ ونستطيع إحلالَ التَّوَازُن بين الكرب والارتخاء. ويصبحُ الكربُ سلبياً عندما يصبحُ مزمناً أو مُهَيْمِناً أو محبطاً أو خارجَ السيطرة بحيث لا نستطيع بلوغَ الاسترخاء الضَّروري للمحافظة على الصِّحَّة النَّفْسية والجسدية الجيدة. وقد يؤدِّي الكربُ غير المُنْضَبِط إلى مشاكل جسدية، مثل التَّوتُّر العضلي، ومرض القلب، والسَّكْتة، وارتفاع ضغط الدَّم، والصُّداع، وألم الظهر، والمشاكل الهضميَّة، واضطرابات النَّوْم. كما قد يسبِّب عجزاً جنسياً من منشأ عضوي أو نفسي.

يُعَدُّ القلقُ سَبَباً رئيسياً للعجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ؛ فالمظاهِرُ الفيزيولوجيَّة للقلق وإخفاق آليَّات الرَّجُل الدفاعيَّة في الوقايةِ منه أو التَّحكُّم به يمكن أن يؤدِّيا إلى العجز الجنسي الذي يستمرُّ إلى أن يُحَلَّ الصراعُ النَّفْسي أو داخل النَّفْس والمؤدِّي إلى القلق. كما يُعَدُّ القلق من الأداء أو الإنجاز - مع أنَّه يختلفُ عن القلق العام - سَبباً رئيسيَّاً للعجز في تحقيق الانتصاب لدى الذَّكَر أيضاً. وفي حالاتِ القلق من الأداء والعجز الجنسي عند الذَّكر، يؤدِّي انشغالُ الرَّجُل بأدائه الجنسي وخَوْفُه من الإخفاق إلى حالةِ القلق التي لا تساهمُ فيها بشكلٍ هام أشكالُ الصِّراع الأخرى داخل النَّفْس (وهذا التَّمْييز هامٌ للأسلوب العلاجي).

أمَّا الاكتئابُ فهو شائعٌ لدى كلِّ شخصٍ تقريباً؛ فمعظمُنا يشعر أحياناً بالإحباط أو اليَأْس، لا سيَّما عندما نمرُّ بيومٍ قاسٍ، أو عندما نكونُ تحت ضغط ما؛ ولكنَّه يزول عادةً مع قدوم يومٍ جديد يحمل مزاجاً أكثر بريقاً؛ غير أنَّ بعضَ النَّاس لا يستطيعون تجاوزَ ذلك، فقد يصبحُ الاكتئابُ لديهم اضطراباً نفسياً حقيقياً وخطيراً؛ كما قد يكون سَبباً رئيسياً للاضطراباتِ الجنسية التي تستطيعُ بدَوْرِها أن تُفَاقِمَ الحالةَ الاكتئابيَّة.

يؤدِّي إخفاقُ الانتصاب إلى تَفاعلات نَفْسِيَّة عِنْدَ الذَّكر، بصَرْف النَّظرِ عن البنية الثقافية، والعِرْقية، والطبقة الاجتماعية والاقتصادية. يعتمدُ اعتدادُ الرَّجُل بذاته، وثقته بنفسه، وإحساسه برجولتِه إلى حدٍّ كبير على قدرةِ الانتصاب لديه؛ فالرَّجلُ الذي يعاني من فقدان الانتصاب يشعرُ بأنَّه لم يَعُدْ رجلاً في الغالب، وهذا ما قد يسبِّب له الخيبةَ، ونقص الثقة بالنَّفْس، والغضب، والحزن، والخجل كما أنَّ أيَّ اكتئابٍ لاحق يمكن أن يؤدِّي - وللأسف - إلى ظهورِ عجز مستمر في الانتصاب.

تتراوحُ أنماطُ الاكتئاب ما بين الحالةِ العابرة الخفيفة والعجز التَّام. وقد تتشابكُ الأعراضُ والعلامات بين هذين النَّمطين، لكنَّ بعضَها يكون مميِّزاً لكلٍّ منهما. وعادة، يكونُ الأشخاصُ المصابون بالاكتئاب مُحْبَطين، ويائسين، ومتهيِّجين وغالباً متعبين، ويميلون إلى تجنُّب اللقاءاتِ الاجتماعية، ويجدون صعوبةً في النَّوْم، ويعانون من نقص الشَّهية؛ كما ينقص اهتمامُهم بالجنس عموماً، وقد يبكون أحياناً من دون سببٍ واضح، كما قد تبرزُ لديهم أفكارُ الانتحار. ولكن، بما أنَّ الشخصَ يكونُ مضطربَ النَّوْم، فإنَّ ذلك لا يعني أنَّه مكتئبٌ. ويبحثُ الطَّبيبُ النَّفْسي عن عددٍ من الأعراض التي تحصلُ بشكل مترابط خلال فترةٍ زمنية طويلة قبل أن يضعَ تَشْخيصَ الاكتئاب. كما لوحظَ أيضاً أنَّ الرجالَ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب وداء السكري يبدون معدَّلات حدوث مرتفعة للأعراض الاكتئابيَّة والشُّعور السلبي بالصحَّة.

يُصِيبُ الاكتئابُ جميعَ نواحي حياة الفرد، بما في ذلك الاهتمام بالجِنْس والأداء الجنسي. وتختلف معالجتُه حسب طبيعتِه وشدَّته، وقد تتضمَّن: المعالجةَ الدَّوائية، والمعالجة النَّفْسية، والتَّحْوير السُّلوكي، والمعالجة بالصَّدْمَة الكهربائية أو المعالجةِ الاِنْفِعالِيَّة المُرَشَّدَة. ويصفُ أطبَّاءُ النَّفْس غالباً الأدويةَ المضادَّة للاكتئاب للمرضى المصابين بالاكتئاب الشديد. ويؤدِّي بعضُ هذه الأدوية - وللأسف - إلى العجز الجنسي.

ليس من المدهش أن يشيرَ البحثُ إلى أنَّ الأحداثَ السَّلْبية مثل الطَّلاق، والمشاكل المهنية، والصُّعوبات المالية، والعلاقات الصَّعْبة، والخلافات الزوجية (الصراع الزوجي)، يمكن أن تساهمَ في العجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ. وتؤثِّرُ نتائجُ إسقاطِ الشَّكِّ بالنَّفْس، وعدم الكفاية، وغياب الثقة في العلاقةِ الجنسية، وقد تساهم أيَّةُ مُعْتَقَدات سلبيَّة يحملها الفَرْدُ عن نفسه أو شريكته في ضعفِ الأداء الجنسي؛ فالعَلاقةُ المشحونة بالخلاف والصِّراع العميق يمكن أن تكونَ سَبباً رئيسياً للعجز الجنسي لدى الذكر؛ كما أنَّ الرَّفْضَ من قِبَل الشَّريك هو سبب شائع آخر للعجز في تحقيق الانتصاب. وتحصل الخلافاتُ في معظم العلاقات الوثيقة، والزَّوَاجُ ليس سهلاً كالتزامٍ على المدى الطَّويل؛ فغالباً ما يذكر الأزواجُ نقصاً في الرَّغْبة الجنسية وتجنُّباً للمجانسة أو مشاكلَ في الانتصاب والقذف.

من بَعْض أسبابِ الصِّراعِ في الزَّواج أو العلاقة نذكر التَّوقُّعات المَكْبوتَة، والعجز عن التَّوَاصُل بشَكْلٍ فَعَّال، والغَيْرة، والأطفال وطلباتهم، والرَّغْبة في تَغْيير الشَّريك أو صورة النَّفْس أو المظهر أو وَسْوَسَة الأداء، أو ببساطة وَقائِع الحياة اليومية الروتينيَّة. كما أنَّ الصِّراعَ على السُّلْطَة في إطار المؤسسة الزوجية، والغَيْرَة، وعدم التَّوَافُق الجنسي، والاتِّكاليَّة، والانحرافات، والمشاكل الماليَّة، وغياب الحب والعاطفة والاحترام كلُّ ذلك يمكن أن يؤدِّي إلى المشاكل الجنسية. وغالباً ما يذكر المعالجون والباحثون أسباباً أخرى لحدوث العجز الجنسي في الزَّوَاج، بما في ذلك إدمان الكحول، والخيانَة، والحاجات الانفعالية غير المحقَّقة، والصُّعوبات المالية، والأزواج المهيمنون والشَّكَّاكون؛ فأيٌّ من هذه الأشياء يمكن أن يؤدِّي إلى تحطيم الزَّوَاج الذي يؤثِّر بدوره في الأداءِ الجنسي عِنْدَ الزَّوْجين.

يَدَّعي الكثيرُ من الباحثين أنَّ اضطرابَ العلاقة لا يكون كبيراً بسبب الخلافات نفسها، وإنَّما بسبب افتقارِ الزوج إلى مهارات التَّعامُل معها، حيث إنَّ المشكلةَ الحقيقية تكمن في نموذج التآثر (التفاعُل المتبادَل) بين شَخصين وليس في كلٍّ منهما على حِدَة؛ فمثلاً، يمكن أن تؤدِّي محاولةُ أحد الشَّريكين الجنسيَيْن، غير الماهر في موضوع التَّواصل الفعَّال، لإحداثِ تغيُّر سلوكي في الآخر إلى إجهاد العلاقة بشدَّة، فمثلاً الشَّريكة الجِنْسِيَّة التي ترغب بالإِغْراء أو الاِسْتِجْدَاء أكثر من زَوْجها يمكن أن تمتنعَ عن الجنس إلى أن يطاوعَها؛ وقد يكونُ أسلوبُها في معاقبةِ زوجها للحصول على رغبتها فَعَّالاً على المدى القصير، لكنَّه ضارٌّ على المدى البَعيد.

أَسْبابٌ سُلوكِيَّة ونَفْسِيَّة مُتَفَرِّقَة

تشتملُ العواملُ النَّفْسية الاجتماعية الأخرى التي يمكن أن تُنْقِصَ الأداءَ الجنسي والرَّغبة الجنسيَّة على بَعْض المشاعر، مثل الخَوْف، والتَّأْنيب، والخجل، والعدائيَّة وتعاطي المخدِّرات أو التَّأْثيرات الجانبية لبعض الأدوية؛ وعدم الرضا عن شَكْل الجسم عِنْدَ الشَّريك (كما في حالات صِغَر القضيب أو السمنة الواضحة). وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ مشاعرَ الشخص المرتبطة بجسمه ومظهره الجسدي تؤثِّر في طبيعة نشاطه الجنسي ذكراً كان أم أنثى؛ فالإحراجُ من شَكْل أو حجم أو مظهر الأعضاء التَّناسلية أو الثديين مثلاً يؤثِّر في الإنجاز النَّاجح والاستمتاع بالفِعْل الجنسي.

لا يستطيعُ بعضُ الرِّجال مَنْعَ أنفسهم من المتعة الشَّبقيَّة والمشاعر الجنسية؛ فالرَّجلُ الذي لديه ملاحظاتٌ كثيرة عن نفسه واستغراقٌ كبير في أدائه الجنسي يُغَيِّر دَوْرَه في الجِنْس إلى دَوْرِ المُراقِب بَدَلاً من المساهم الكامل، وهذا ما قد يؤدِّي إلى العجز الجِنْسي، وقد يقود إلى صعوباتٍ في الانتصاب. كما أنَّ الصراعَ حَوْلَ الهويَّة الجنسية، والتَّفْضيل، والتَّوجُّه يمكن أن يسبِّب اضطراباً في الأداء الجنسي الطَّبيعي أيضاً.

من العَوامِل المُساهِمَة الأخرى في العجز الجنسي النَّفْسي المنشأ الأمُّ المتسلِّطَة أو الأب المتسلِّط، والإخفاقُ أثناء اللقاءات الجنسيَّة الأولى، والمحاولة الحثيثة للتَّأْثير في الشَّريك؛ ففي الرِّجال الشّباب، يُعَدُّ الانجذابُ الجِنْسي للمُماثِل والأُرْثوذكْسِيَّة الدينيَّة والتَّجاهُل أو الأوهام الجنسيَّة التي يمكن أن تَنْشأَ في بيئةٍ متزمِّتَة أو خاطِئَة أو مُضَلِّلَة من بين أكثر الأسباب النَّفْسِيَّة للعجز في تحقيق الانتصاب شُيُوعاً.

الانجذابُ الجِنْسيُّ للمُماثِل أو اللُّوطِيَّة

يمكن أن يَكونَ الانجذابُ الجنسي للمماثل بالفِعْل موضوعَ سلسلةٍ كاملة من الكتب. وقد يجد أصحابُ هذا السُّلوك غالباً الجِنْسانيَّة الغَيْرِيَّة مُنَفِّرَةً وغير مُمْتِعَة أبداً. فبَعْضُ ثنائييِّ الجِنْس يَتزوَّجون النِّساءَ ويكوِّنون عائلةً، ولكن من غير النَّادر أنَّه عندما يتزوَّج مْثِليُّ الجِنْس بأنثى، يمكن أن يَقْتَرِنَ كُرْهُه للجنس المغاير بشعورٍ عميق بالذنب، بحيث يحصل خللٌ في الأداء الجنسي في العلاقة الزوجية. وقد لا يظهر خللُ الأداء خلال اللقاءات الجنسيَّة مع رجل آخر، ثمَّ يمكن للذنب أن يحرِّضَ من جديد مثلَ هذا الكرب والقلق الشديدين بحيث لا يستطيعُ الرَّجُلُ المِثْليُّ الجنس (اللُّوطي) تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه مع شريكٍ ذكر.

يَكونُ مِثْليُّو الجنس عُرْضَةً لجميعِ الأسباب الجسدية والنَّفْسية للعجز الجنسي، والتي يتعرَّضُ لها الرِّجال المغايرو الجِنْس. ومع أَنَّنِي لا أعلم عن دراساتٍ بَحَثَت في موضوع العجز الجنسي في مجتمع الذُّكور، لكن لا يوجد سببٌ يدفع إلى الاعتقادِ بأنَّ الانجذابَ الجنسي للمماثل بحدِّ ذاته ينبغي أن يُغَيِّرَ بشكلٍ هام نسبةَ الأسباب الجسدية والنَّفْسية للعجز في تحقيق الانتصاب عن النسبة الموجودة في مجتمع الذُّكور من ذوي الممارسة الجنسية المغَايِرَة.

التَّثقيف الديني والخلفية العائلية

تَتَشكَّلُ حياتُنا المستقبلية بدرجةٍ كبيرة في عمرٍ باكر، فنحنُ نِتاجُ بيئتنا وتجاربنا. وينشأ بَعْضُ الذُّكور تحت وطأة قوانين دينية متزمِّتة جدّاً، تميلُ إلى النَّظر إلى الجِنْس على أنَّه قذر ومُذِلٌّ وخاطئ أخلاقياً. وفي بعض الحالات، يجري تحمُّلُ الجنس بهدف الذرية فقط، أمَّا البحثُ عن المتعة والرضا في الممارسة الجنسية فيُعَدُّ إثماً. وَيُصَابُ عَدَدٌ كبير من هؤلاء الرِّجال بقلقٍ شَديد، ويعانون من صراعٍ كبير بين المُعْتَقَدات الأخلاقيَّة العميقة الجذور ورغباتهم الجنسية والفيزيولوجيَّة الطَّبيعية، وتؤدِّي هذه الحالةُ غالباً إلى إصابةِ الرَّجل بعجز نفسيّ وبالعَجْز عن الدُّخول في أيِّ نشاطٍ جنسي.

يمكن أن يَفْتَقِرَ الذَّكَرُ الشَّاب، الذي نَشَأَ في كَنَفِ أمٍّ وحيدة مُتَسَلِّطَة أو متحفِّظَة كثيراً، إلى الشَّكْل الذُّكوري البلوغي الذي يُعرف من خلاله؛ ويمكن ألاَّ يَكونَ قد تَلَقَّى سوى القليل من الحافز الجنسي أو لا يكون قد تلقَّى شيئاً من ذلك، كما أنَّ من الأرجح ألاَّ يكونَ قد اكتسبَ أيَّةَ خبرات جنسية. ونظراً إلى عاطفته العميقة تجاه أمِّه وتعلُّقه الشديد بها، قد يُسْقِط صورتَها على جميع الإناث الأُخْرَيات، وهذا ما يعوقُ قدرتَه على إنتاج علاقةٍ جنسية سوية؛ فمن دون نموذجٍ قوي لدَوْر الرَّجُل أو الذكر، قد يفتقر الذكرُ الشَّاب إلى الثقة بالنَّفْس، ويمكن أن يُعانِي من قلقٍ شَديد خلال أيِّ لقاءٍ جنسي، ممَّا يُؤَدِّي إلى إخفاقِ الانتصاب.

ومن جهةٍ أخرى، يمكن أن يشعرَ الولدُ الصَّغير بالعَجْزِ عن عَيْش توقُّعات أو صورة الأب المسيطِر والصَّارِم والمُلِحِّ. وفي هذه الحالة، قد يخسرُ ثقتَه بنَفْسِه أيضاً. ويمكن أن يعاني كرجلٍ من قلقٍ عميق في مواجهة العمل أو المجتمع أو الجنس، ويمكن أن يصبحَ مُفْرِطَ الإنجاز ليُثْبِتَ نفسَه؛ وعندما يخفقُ في أيٍّ وجه، يشتدُّ قلقُه، ويُصاب بالكَرْب، وتهتزُّ صورته أمام نفسه. وليسَ من النَّادِر أن يؤدِّي ذلك إلى إخفاقٍ مُزْمِن في الانتصاب.

الشَّخْصِيَّة

يكونُ بعضُ الأفراد أكثرَ استعداداً من غيرهم للعجز الجنسي النَّفْسي المنشأ. في الواقع، غالباً ما يَفْتَقِرون إلى القوَّة الدِّفاعية النَّفْسية الصَّحيحة التي تساعدُ على التَّعامُل مع كروبِ الحياة وضغوطها في مواجهةِ المشاكل اليومية؛ وقد يُصابون بالاكتئابِ، والعُزْلَة، ويشعرون باليأس، والقلق ويرون أنفسَهم دُونيِّين أو فاشلين. ويمكن أن يؤدِّي هذا الإحساسُ بعدم الكفاية، مُقْتَرِناً بالقلقِ العميق، إلى العجز الجنسي.

يَرَى مُتَوَخِّي الكَمال (الكَماليُّ) - على سَبيل المثال - الأداءَ أو الإنجاز مِقْيَاساً يحاكمُ من خلاله الشخصُ نفسَه (والآخرين)؛ فإذا لاحظَ أيَّ تبدُّل في قدرته الجنسية، يُصْبِح ناقداً للذَّات، ويفقد ثقتَه بنفسه، واعتداده بذاته سَعْياً منه إلى مهاجمة مشكلتِه بشكلٍ عدائي وعنيف، كما قد يُصابُ بالمزيدِ من قلق الأداء والخوف من الإخفاق. ويمكن أن يُفَسِّرَ الرَّجُلُ، الذي يعاني من نَقْصِ الثِّقَة بالنَّفْس ومن الشُّكوك المستمرَّة، أيَّةَ مشكلة في الأداء الجنسي على أنَّها "غلطتُه". ومن بين أولئك الذين تجعلهم شخصيَّتُهم مستعدِّين للعجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي المنشأ ذلك العَامِلُ، أو المُنْجِزُ القَسْري والمستقل كثيراً، والشَّخْص الاِسْتِرْضائي، والفَرْد العدوانِي أو العِدائي والوَسْوَاسِي والشَّكَّاك ومُفْرِط الحساسية.

الاضطراباتُ الجنسية الأنثويَّة

يمكن أن يرتبطَ العجز في تحقيق الانتصاب لدى الرَّجُل أحياناً بغيابِ الأُلْفَة العاطفية أو الجنسية مع زوجته، أو ربما بسبب افتقارِ زوجته إلى الخبرة الجنسية. كما أنَّ العجز الجنسي عند الأنثى (انظرْ الفصل 17)، بما في ذلك نَقْص الشَّهْوة الجنسية، وتشنُّج المهبل، والاضطرابات المهبليَّة أو الجِماعِيَّة، والمتلازمات الأَلَمِية، وسَّلس البول، والأمراض المرافقة (كالأمراض الجهازية المزمنة) والمَشاغِل النَّفْسية أو الجسدية المُهَيْمِنَة، كلُّ ذلك يمكن أن يساهمَ في العجز في تحقيق الانتصاب لدى شريكها، لكنَّ هذه العواملَ المحتملة تكونُ مهملةً غالباً خلال تَقْييم المرضى الذُّكور.

descriptionالأَسْبابُ النَّفْسيَّة لخَللِ الوَظيفَة الانتصابيَّة Emptyرد: الأَسْبابُ النَّفْسيَّة لخَللِ الوَظيفَة الانتصابيَّة

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد