علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionتَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟ Emptyتَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟

more_horiz
في الماضي، كان يُحَالُ معظمُ الرِّجال الذين يعانون من العجز الجنسي إلى الأطبَّاء النَّفْسيين، وبعضُ الاختصاصيين لا يزالون يحيلون بشكل روتيني جميعَ المرضى المصابين بعجز واضح في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه إلى الطَّبيب النَّفْسي للتشخيص والمعالجة. ولكن يتمثَّلُ الرأيُ الحالي في وجوبِ اقتصار الاستشارة النَّفْسية على المرضى الذين يُتَوَقَّع أن تكونَ مشاكلُهم الجنسيَّة ذات منشأ نفسي صِْرف أو مزيج من الأسباب النَّفْسية والعضويَّة (انظرْ إلى الفصلين 9 و14)؛ فعلى سبيل المثال، لا يحتاج الرَّجلُ السَّعيد بزواجه، والذي لا يعاني من اضطرابات نفسية أو انفعالية واضحة، ولديه حالةٌ عائلية جيِّدة التَّكيُّف، مع سَبب جسدي واضح للعجز في تحقيق الانتصاب لديه إلى زيارةِ طبيب نفسي للتشخيص.

أمَّا اليوم، فيكتسب الأطباءُ السريريُّون أفضل الفَهْم للأسبابِ الجسدية والنَّفْسية التي تقف وراءَ العجز الجنسي، وقد رأَوْا بأعينهم ظهورَ خيارات علاجية جديدة عدَّة. وأنا أستعملُ الآن خوارزميةً تشخيصية تعتمد على قصَّة طبية شاملة، وفحص سريري كامِل، واختبارات بسيطة قبل البَدْء بالمعالجة، وأُؤجِّل الاختباراتِ الأكثر تعقيداً (الباضعة والمُكْلِفة) للحالات الاستثنائية؛ فبتَصْنيفي الأول لمرضاي حسب مسببات العجز في تحقيق الانتصاب لديهم، أَسْتطيعُ بعد ذلك تطبيقَ معالجة موجَّهة نحو الهدف، ونحو ما اصطلحَ حديثاً الدكتور آدم سينغَر على تَسْميته القرار المعرفي المشترك والذي يَتقبَّله ويَسْتَحْسِنُه المريضُ وزوجته.

متطلَّباتُ التَّشْخيص والمعالجة

قبل أن يخضعَ الرَّجلُ لأيَّة اختبارات طبية وإجراءات تَقْييميَّة للنتائج، ينبغي أن يتخذَ قراراً حاسماً بالاستناد إلى أجوبته على الأسئلة التَّالية:

1.  ما هي أهدافُه، وتوقعَّاتُه، والحصيلةُ المُرْتَقَبَة لديه؟

2.  هل يسعى إلى رأي الطبيب لأنَّه يرغب بالمعالجة؟

3.  هل يرغب بإجراء الاختبارات والحصول على نتائجها؟

4.  هل يقوم بذلك لنَفْسه أم لإرضاء زوجته؟

عندما يُقَرِّر الرَّجلُ القيامَ بذلك رغبةً بالمعالجة، حينئذٍ ينبغي أن يفهمَ أنَّه قد لا يوجد حلٌّ واحد بسيط للعجز في تحقيق الانتصاب لديه.

قد يَكونُ السَّببُ معقَّداً، لكنَّ التَّشْخيص المتأنِّي، والشَّامل، والدَّقيق للسبب النَّوْعي للعجز في تحقيق الانتصاب عندَ الرَّجل يزيد من فرص المعالجة الناجحة. وتعتمد العمليةُ بشكل رئيسي على فَهْمه، وتعاونه، ورغبته الحقيقيَّة في المعالجة. وبنفس الأهمية تقريباً تعتمد العملية على ثقتُه بطبيبه وبأعضاء الفريق المعالج على الدَّوَام. وينبغي أن تُعد زوجته أو شريكته الجنسية إحدى أعضاء هذا الفريق. ولا يُنْصَح أبداً أن يخضع أيُّ رجلٍ للتقييم والمعالجة من دون زوجته.

قَبْلَ معالجةِ الشخص الذي يعاني من العجز الجنسي، ينبغي أيضاً السَّعيُ إلى إيضاح أسباب مشكلته وجميع عوامل الخطر العَكوسَة (الممكن شفاؤها)، مثل التَّدْخين، ونقص تِسْتوستيرون المصل، والكحولية (معاقرة الكحول)، وإدمان المخدِّرات، والسّمْنة، ونقص التَّمارين، وبعض العقاقير لأن إزالة عوامل الخطر هذه يمكن أن تؤدِّي إلى شفاءٍ عفوي من دون الحاجةِ إلى أيَّة معالجةٍ إضافية.

نَظْرةٌ عامَّة على عملية التَّشْخيص

قد يَكونُ العجز في تحقيق الانتصاب عندَ ملايين الرِّجال حَدثاً مؤقَّتاً في حياتهم؛ ولكن يعاني رجالٌ آخرون من شكل أكثر خطورةً من العجز في تحقيق الانتصاب بسبب عوامل عضوية أو تَوْليفةٍ من العَوامِل النَّفْسية والجسدية المتداخلة، وقد يكونُ من الصَّعْب الفصل بين هذه العوامل؛ فالكثيرُ من الرِّجال الذين لم يَعْودوا قادرين على إحراز انتصاب جيِّد أو المحافظة عليه، وكان الاعتقاد أنَّ العجز في تحقيق الانتصاب لديهم ذو منشأ نفسي، تَبيَّنَ الآن بالتَّشْخيص أنَّ لديهم أسباباً جسديةً، مثل الاضطرابات الوعائيَّة أو العصبية. وربما يكونُ أساسُ المشكلة جسدياً لدى نحو 80٪ أو أكثر من كل حالات العجز الجنسي عندَ الذكور. ولكنَّ الرِّجالَ الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب، بغض النَّظر عن سببه، يمكن أن يعانوا من تفاعلاتٍ نفسية تجاه مشكلتهم، وهذا ما يساهمُ في استمرارها أو تفاقمها.

كما ذكرنا فيما سبق، يحصلُ لدى كل الرِّجال الأصحَّاء - بغضِّ النَّظرِ عن العمر - انتصاب عفوي خلال النَّوْم. وقد يساعد تقييمُ هذا الانتصاب على التَّمييز بدرجةٍ معيَّنة بين العجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي والعجز في تحقيق الانتصاب العضوي. ولكن قد لا يَكون ذلك هو الأساس الوحيد لتَشْخيص المشكلة؛ فالتَّشْخيصُ الدَّقيق يَعْتمدُ على استعراضِ القصَّة المرضية لدى المريض، والقصة النَّفْسية، والجنسيَّة، والعائلية، وإجراء الفحص السريري المناسب والحصول على نتائج بعض الفحوص المخبرية، وعلى مناقشةٍ صريحةٍ ومفتوحة بين الطَّبيب والمريض؛ فالطَّبيبُ بحاجةٍ إلى أن يَعْرِفَ متى بدأت المشاكل الجنسية وكيف، فَضْلاً عن طبيعتها، وصفاتها، وشدتها، وتأثيرها على الزَّوْجين؛ والتَّحقُّق من أيَّة أمراض أو عمليات جراحية سابقة، والاستعلام عن العَوامِل الزوجيَّة، أو العائلية، أو الاجتماعية، أو المهنية التي يمكن أن تساهمَ في العجز الجنسي.

عندما يَذْهبُ رجلٌ يعاني من مشكلة جنسية لرؤية طبيبه، ينبغي أن تسهمَ شريكته الجنسية (زوجته) أيضاً - إن أمكن - في عملية التَّشْخيص والمعالجة؛ فموقفُ الزوجة تجاه المشكلة يجب أن يُؤخذَ بعين الاعتبار بشكل جيد، وأن يناقشَ بشكل خاص. أمَّا الخطوةُ الثانية فهي مقابلةُ كلا الطَّرَفين معاً وبشكل منفصل؛ ثمَّ يقوم الطَّبيبُ بمقارنة المعلومات التي حصل عليها من الاستبيانات والمقابلات المنفصلة مع كلا الشَّريكين.

بَعْدَ هذه المقابلة، يُجْري الطَّبيبُ فحصاً سريرياً كاملاً، مع التَّرْكيز بشكل خاص على الأعضاء التَّناسلية، والجهاز البولي، والوعائي، والعصبي. كما تُجْرَى في العادة اختباراتُ دم روتينية (مستوى سكر الدَّم على الرِّيق، شاكلة الشَّحْميات، تِسْتوستيرون المصل، الهرمونات النُّخامية، اختبارات الوظيفة الدَّرقية، على سبيل المثال) استناداً إلى شكاوى المريض، وعوامل الخطر، ونتائج القصة المرضية والجنسية، والفحص السريري. إذا أخفقت القصّةُ، والفحص، والاختبارات في الكشف عن سبب عضوي محدَّد للعجز في تحقيق الانتصاب لدى الرَّجُل، يمكن معالجتُه بأحد مُثَبِّطات الفُسْفودايستيراز من الفئة 5 (PDE-5) أو إحالته إلى طبيب نفسي للتقييم. ولكن قبلَ المضيِّ قدماً، دَعْوني أؤكِّد على أنَّه من المهم للغاية أن يحدِّدَ المريضُ طبيعةَ شكواه الجنسية، أهي عجز حقيقي في تحقيق الانتصاب، أم قذف باكِر، أو غير كَافٍ، أم غياب النشوة لأنَّه ليس من النَّادِر أن يخلطَ المرضى بين هذه الشَّكاوى.

لضَمان تَقْييمٍ دقيق للمشكلة الجنسية، لا سيَّما عند المرضى الذين لا يَسْتجيبون لأحد مثبِّطات الفُسْفودايستيراز من الفئة 5، مثل الفياغرا أو السيالس أو الليفيترا، أو عندَ وجود شكٍّ كبير بعوامل شريانية المنشأ أو سادَّة للأوردة، يمكن تجربةُ حَقْن موسِّع وعائي داخل القضيب؛ فقد يستبعد هذا الإجراءُ عملياً وجودَ انسداد شرياني شديد أو تسريب وريدي واضح، وذلك إذا مَكَّنَ الحَقْنُ من تحقيق الانتصاب والمحافظة عليه لأكثر من عشر دقائق. أمَّا إذا أخفقَ المريضُ في تحقيق الانتصاب بَعْد الحقن، فيمكن إجراءُ تَخْطيط الصَّدَى الدُّوبلري استناداً إلى عمره وقصَّة وجود رض واحتمال إجراء جراحة لتصحيح آفةٍ وعائية.

قد يُوحِي تَخْطيطُ الصَّدَى الدُّوبلري، من خلال تقييم سرعة الجريان الأقصى للدَّم في شرايين قضيبي قَبْل حقن الموسِّع الوعائي داخلَ القضيب وبعده، بوجود انسدادٍ في شِرْيان قضيبي أو تسريب شاذ عبر الأوردة القضيبية. وتستبعدُ سرعةُ الجريان الأقصى التي تتجاوز 35 سم في الثانية وجودَ انسداد شرياني المنشأ. أمَّا سرعةُ نهاية الانبساط التي تزيد على 5 سم في الثانية بعد نحو 20 دقيقة من الحقن داخل الجسم الكهفي، فتوحي بوجود عيبٍ ساد للأوردة؛ مع تسرُّب غير طبيعي للدّم عبرها أثناء الانتصاب الذي يمكن إثباته بإجراء أشعة بعد حقن مادةٍ ظليلة في أجسام القضيب لإظهار التَّسْريب بالتَّصْوير الشُّعاعي. وفي حالاتٍ نادرة من الانسداد الرَّضِّي المُشْتَبَه في شريان قضيبـي، يمكن إجراءُ تصوير الشِّرْيَان الفَرْجي (حَقْن مادة ظليلة عبرَ الشِّرْيَان الفرجي لإظهار مجموع أوعية القضيب)، قبل محاولة القيام بجراحة شريانية مَجازيَّة.

في الوقت الحاضر تجري تجربةُ معالجات غير نوعية مختلفة على أساس تجريببـي لمساعدة الرَّجُل الذي يعاني من عجز في تحقيق انتصاب جيِّد والمحافظة عليه لفترةٍ كافية للإشباع الجنسي، من دون التَّعامُل مع الأسباب الرئيسيَّة للعجز في تحقيق الانتصاب؛ فعلى سبيل المثال، يُعالَجُ معظم الرِّجال الذين يعانون من العجز الجنسي أولاً بأحد مثبِّطات الفُسْفودايستيراز من الفئة 5 (الفياغرا أو السيالس أو الليفيترا) من قِبَل أطبَّاء الأمراض الداخلية أو أطباء العائلة، من دون تقييم مناسب لأسباب العجز الجنسي لدى المرضى. وعندما يُخْفِقون في الاستجابة لهذا الشَّكْل من المعالجة فقط، يُحَالون إلى أطبِّاء المسالك البولية لمزيدٍ من التَّقْييم والمعالجة.

في بَعْض الحالات المعقَّدة التي تخفقُ فيها الأنماطُ المختلفة من المعالجة، لا بدَّ من بَذْل جهدٍ جماعي (فريقي) غالباً للوصول إلى الاستنتاج التَّشْخيصي الصَّحيح والمعالجة الفعَّالة. ويكون المشرف على فريق الاختصاصيين عادةً اختصاصيٌّ في جراحة المسالك البولية متخصِّص في معالجة العجز الجنسي عندَ الذكر، وهو مَسْؤولٌ عن تنسيق جميع جهود جَمْع المعلومات والاختبارات الطبِّية. أمَّا الاختصاصيُّون الآخرون فقد يشتملون على مستشاري الزَّواج، وأخصائيي الأمراض النّفسيَّة، واختصاصيي الغدد الصُّم، والأمراض العصبية، وأمراض القلب، والعاملين الاجتماعيين.

يَبْدأُ طَبيبُ المسالك البولية بتَشْخيصِ العجز في تحقيق الانتصاب، وقد يُكْمِلُ ذلك بعمليةِ الحَذْف أو الاِسْتِبْعاد. وَتَقومُ أَفْضلُ وَسائل التَّشْخيص على مقابلةٍ صريحة مفتوحة وداعمة وكاملة (مع كلٍّ من المريض وزوجته في معظم الحالات)، وعلى الفحص السَّريري الشامل. ومن المؤسِف حقاً أَنَّنا كأَطبَّاء ليس لدينا الصَّبْر الكافي للاِسْتِماع إلى المريض في ما يتعلَّق بقصَّةِ مشاكله. وبدلاً من استعمال آذاننا وأصابعنا لبلوغ التَّشْخيص، نميل إلى الاعتمادِ في سلوكنا على الأدوات المعقَّدة للتوصل إليه. وغالباً ما يُقالُ بأنَّنا إذا طبَّقنا فنَّ الاستماع المتأنِّي، يمكن أن يعطيَنا المريضُ نَفْسُه مفاتيحَ هامةً جدّاً يمكن من خلالها وَضْعُ تشخيصٍ معرفِي فَطِن قد نستطيعُ إثباتَه لاحقاً بالفحوصات المختبريَّة.

من المؤسِف أن يُحَالَ مريضٌ مصاب بمشاكل وعائية عكوسة أو بنقص تِسْتوستيرون المصل للمعالجة النَّفسية، كما أنَّه من المؤسِف جدّاً غرس بدائل أو عصيات لمريض يعاني من عجز نفسي صِرْف في تحقيق الانتصاب قبلَ محاولة حلِّ المشكلة بالمعالجة النَّفْسية. بعد القصة الشاملة والفحص السريري، تجرى اختبارات مخبرية روتينية بسيطة حسب الموجودات السَّريرية. وبعد مقابلةِ طبيب المسالك البولية وإجراء الفحص والاختبارات الضَّرورية، إذا ظهر اشتباهٌ قوي بعجز جنسي ذي منشأ نفسي، يُحالُ المريضُ وزوجته إلى طبيب نفسي مؤهَّل أو اختصاصي نفسي خبير في تَقْييم المشاكل الجنسية النَّفْسية ومعالجتها؛ أمَّا عند الاشتباه بأنَّ العجز الجنسي ذو منشأٍ نفسي وعضوي مشترك، فإنَّ المشاكلَ العضوية تُعالَج طبِّياً، ويُحالُ الفردُ إلى معالجة نفسية مرافقة. وتُعَدُّ استشارةُ مستشار في شؤون الزَّواج هامةً في جميع الخلافات الزوجية.

للوصول إلى تَشْخيص مناسب وصحيح للعجز في تحقيق الانتصاب ومعالجته، ينبغي أن نستعملَ طريقة "التَّصْويب المركّز"، حيث يجب ألاَّ نعرِّضَ الرَّجُلَ إلى الكثير من الاختبارات على آمل أن يعطينا أحدُها مفتاحاً تشخيصياً؛ فهذه الاختباراتُ يمكن أن تنطوي على أخطار طبِّية، وقد تكون مزعجةً ومُكْرِبَة تماماً، وهي مكلفةٌ جداً أحياناً. وينبغي أن تساعدَ المقابلةُ والفحص السَّريري على اختيار الاختبارات الأكثر ملاءمةً وجدوى من النَّاحية الاقتصادية.

يجب أن أعيدَ التَّأكيدَ بأنَّه لا حاجةَ إلى المزيد من الاختبارات عندَ الاشتباه القوي بسبب نفسي أو سبب عضوي خاص استناداً إلى القصَّة والفحص السريري، أو إذا لم يكنْ الرَّجُلُ الذي يعاني من العجز مُرَشَّحاً لأيةِ معالجة خاصَّة، أو إذا كانَ لا يرغب بقبول أيِّ شَكْل من المعالجة الباضعة (مثل البِدْلات، أو الجراحة الوعائية، أو الحقن داخل القضيب). وقد يستخدم في مثل هذه الحالات أسلوبُ المعالجة التَّجْريبيَّة (التَّسْديد والخطأ) التي تشتمل على الأدوية الفموية أو أجهزة التَّخْلية، وذلك عندما يرى الطبيبُ أنَّ المجانسة لن تكونَ خطراً على صحة الرَّجُل. كما تمثِّلُ العَوَامِلُ الأخرى، مثل عمر المريض والأمراض المرافقة، فَضْلاً عن التَّكلفة المتوقَّعة للمعالجة اعتباراتٍ هامةً في تحديد درجة الاستقصاءات المخبرية.

المُقَابَلةُ السَّريرية

تُعَدُّ المقابلةُ أهمَّ اختبار تشخيصي للعجز الجنسي، وينبغي أن تكونَ شاملة ودقيقة، وأن تأتي على القصة الجنسيَّة، والطبِّية، والتَّقْييم النفسي الاجتماعي. كما أنَّ إشراكَ الزوجة يُعد هاماً للتنسيق والحصول على مزيدٍ من المعلومات عن العجز الجنسي أو أيَّة مشاكل زَوْجية أو عائلية، بالإضافة إلى مزايا، ومسيرَة العجز الجنسي، وأَوْلوية المشكلة الجنسية، وموقف الزَّوْجَة منها، ومستوى اهتمامها الجِنْسي وربما إصابتها هي نفسها بالمشاكل الجِنْسيَّة. ويمكن، من خلال مقابلة الزوجة، أن يتغيَّر التَّشْخيص وربما المعالجة في نحو 40٪ من الحالات تقريباً.

مع أنَّ المقابلةَ تستغرق وقتاً، لكننا نحتاج إلى الحصول على أجوبة عن أسئلتنا بشكل شخصي. ويفترض بالطبيب الذي يقوم بالمقابلة أن يكون مرتاحاً في مناقشة القضايا الجنسية وجهاً لوجه. ومن الضَّروري جَعْلُ المريض أو زوجته بحالةٍ مريحة أو الحصول منهما على معلوماتٍ دقيقة، ويجب أن لا يكون الطبيب متردِّداً في استعمال اللغة الواقعيَّة الدَّارجة، وعليه ألاَّ يشعرَ بالصَّدْمة بسهولة، إِذْ يجب علينا أن نفترضَ أنَّ كلَّ شخص يفعل أيَّ شيء يريده، وليس من مهمِّتنا تطبيقُ قِيَمنا الخاصَّة في المناقشة. كما أنَّه ليس من حسن الممارسة الحديثُ - خلال المقابلة - عن السُّلوك السوي أو الشاذ.

في بادئ الأمر، يَنْبَغي سؤالُ المريض بدقَّةٍ كبيرة عن طبيعة عجزه الجنسي، وما إذا كانَ مُرْتَبِطاً بعجز في تحقيق الانتصاب، أو القذف الباكر، أو بمشكلة أخرى في القذف. كما ينبغي أن نتأكَّدَ من أنَّ شكاوى المريض لا ترتبط بفَقْدان الرغبة الجنسية، أو الشهوة، أو باضطرابات القذف التي تتطلَّب اختباراتٍ تشخيصيةً وأساليب علاجيَّة مختلفة. ونحن بحاجةٍ إلى معرفة نوعيَّة حَوْل حدوث المشكلة، ومدَّتها، وتأثيرها على الرَّجل وزوجته، ومعرفة أيَّة أحداث يمكن أن تكونَ محرِّضةً للمشكلة الجنسية.

مثالٌ على أسئلة المقابلة

=  ما هي طبيعةُ المشكلة؟

=  هل يحصل الانتصاب، ثمَّ يزول؟

=  هل الانتصاب قويٌّ وصُلْب، أم أنَّه ضعيف وليِّن؟

=  هل المشكلةُ هي مشكلةُ قذف باكر أم متأخِّر؟

=  هل هناك انتصاب أصلاً؟

=  متى بدأَتْ المشكلةُ؟

=  ما هي الظُّروفُ التي بدأت بها مشاكلُك الجنسيَّة؟

=  هل بقيَتْ المشكلةُ كما هي منذ أن شعرت بها للمرَّة الأولى، أم أنَّها مَرَّتْ بأيَّة تغيُّرات؟ وما هي هذه التَّغيُّرات؟

=  ما هي الأنشطةُ الجنسيَّة الخاصَّة التي كنت تقومُ بها قبلَ ظهور مشكلتك؟

=  ما هو تَأْثيرُ المشكلة في أيٍّ من أنشطتك الجنسية السَّابقة؟

=  ما هو تواترُ الاستمناء لديك قبلَ المشكلة وبعدها؟ وما هو مستوى الرضا من حيث النشوة والقذف؟

=  ما هو تَوَاترُ المجانسة لديك قبلَ المشكلة وبعدها؟ وما هو مستوى الرضا من حيث النشوة والقذف؟

=  ما هو تواترُ الجِنْس الفموي كمعطٍ له ومُتَلقٍّ قبلَ المشكلة وبعدها؟ وما هو مستوى الرضا لديك من حيث النشوة والقذف؟

=  ما هو تَوَاتُرُ استعمالكَ للمُساعِدَات أو الدُّمَى الجنسية قبلَ المشكلة وبعدها؟ وما هي هذه الأشياءُ؟ وما هو مستوى الرضا لديك من حيث النشوة والقذف؟

=  ما هي الأدويةُ التي كنتَ تَتَعاطاها وقتَ ظهور المشكلة؟ وما سببُ تعاطيك لها؟ وما هيَ الأدويةُ التي تتناولها حالياً؟ وما هو سببُ تناولها؟

=  هل تستعمل أدويةً محظورة قبلَ ظهور مشكلتك؟ وما هي هذه الأدويةُ؟ وما هو تواترُ استعمالها؟ وهل كنتَ تستعملها عندَ ظهور مشكلتك؟

=  هل تدخِّن؟ وما عددُ السَّجائر التي تدخِّنها يومياً؟ وكم مضى عليك وأنت تدخن؟

=  ما الذي كان عليه تناولُك للكحول قبلَ ظهور المشكلة؟ وما هو عليه الآن؟

=  هل تُعانِي حالياً من الانتصاب الصَّباحي؟ وهل هو قويٌّ وصُلْب بما يكفي للمجانسة؟ وهل تستعمل ذلك في المجانسة؟ أو الاستمناء؟ وكَمْ يدوم ذلك؟ وتحت أيَّة ظروف تفقد هذا الانتصاب؟

=  ما هو برأيك السَّببُ الرَّئيسي لمشكلتكَ الجنسيَّة؟

=  متى كانت آخرُ مرَّة قمتَ فيها بالمجانسة؟ وهل كان الانتصاب صُلْباً؟ وكم استطعتَ أن تحافظَ عليه؟

=  هل لديك رغبةٌ جنسيَّة قويَّة في المجانسة؟

كما يقومُ المقابِلُ بالاستعلامِ بشكلٍ خاص عن تاريخك الطبِّي السَّابق، وتاريخك العائلي، وخلفيتك المهنيَّة والاقتصادية والدينية والاجتماعية. وتحظى علاقتُك بزوجتك بانتباهٍ دقيق. كما يُسْبَر تفاعلُ كليكما تجاه المشكلة، ويُسْتَقْصَى نمطُ التَّفْكير لديك في ما يتعلَّق بمختلفِ القضايا الاجتماعية والجنسية. ويُعَدُّ مستوى معرفتك الجنسيَّة ومصدرها من الأمور الهامة التي تستدعي التَّقْييمَ العام.

الاِسْتِبْيانات

يُفَضَّلُ أن يَسْتَقْصي السَّريريون الأسئلةَ الجنسيَّة وَجْهاً لوجه مع مرضاهم، لكن يمكن استعمالُ عددٍ من الاِسْتِبْيَانات المصمَّمة لتَقْييم المواقف الجنسيَّة والأداء الجنسي بشكلٍ خاص، بالإضافة إلى المقابلة.

خلال السَّنَوَات القليلة الماضية، تُرْجِمَتْ قائمةُ جَرْد الصِّحَّة الجنسية عندَ الرِّجال إلى أكثر من 30 لغة، واستُعْمِلَتْ على نطاقٍ واسع في العالم لاستقصاء العجز الجنسي وتَشْخيصه. وقد كان لها تأثيرٌ كبير في كفاءة علاج العجز الجنسي، وأصبحت "مِعْيَاراً ذهبياً" لقِيَاسِ نتائج المعالجة في التَّجارب السريريَّة. كما جرى تَبَنِّيها كوسيلةٍ تشخيصية معياريَّة مُساعِدَة في الاستقصاء العِيَادي. وتعتمدُ قائمةُ جَرْد الصِّحَّة الجنسية عندَ الرِّجال على الاستجابات (الأجوبَة) تجاه خمسةِ بنود مُدَرَّجَة من 0 - 5؛ فمجموع النقاط الذي يزيد عن 21 يشير إلى أداءٍ جنسي جيِّد، في حين يشير مجموع النقاط الذي يساوي 21 أو أقل إلى احتمال وجود عجز في تحقيق الانتصاب، مما يستدعي المزيدَ من الاستقصاء. وأَوَدُّ أن أُشَدِّدَ مع ذلك على أنَّ قائمةَ الجرد هذه ينبغي أن تكونَ مُكَمِّلةً وليست بديلةً عن الاستقصاء السريري والتَّدابير المعيارية الأخرى لتشخيص العجز في تحقيق الانتصاب.

قائمةُ جَرْد الصِّحَّة الجنسية عندَ الرِّجال

لكلِّ سؤالٍ عددٌ من الأجوبة المحتملة، ضَعْ دائرةً حولَ رقم الجواب الأفضل وصفاً لحالتك؛ وتأكَّدْ من أنَّك تختار إجابةً واحدة فقط على كلِّ سؤال.

خلال الأشهر الستَّة السَّابقة:

1.  كم تُقَدِّر ثقتكَ بالقدرة على إحراز الانتصاب والمحافظة عليه؟

منخفضةٌ جداً - 1

منخفضة - 2

متوسِّطة - 3

مرتفعة - 4

مرتفعة جداً - 5

2.  متى حصل معكَ الانتصاب بالتَّنْبيه الجنسي؟ وكم مرَّةً حصل معك الانتصاب بشكل صُلب كافٍ للإيلاج (الدُّخول)؟

·  لا يوجد نشاطٌ جِنْسي - 0

·  لا يحصل أبداً أو تقريباً - 1

·  في أحيانٍ قليلَة (أقل من نصف الحالات) - 2

·  أحياناً (في نصف الحالات تقريباً) - 3

·  في معظم الأحيان (أكثر من نصف الحالات) - 4

·  دائماً تقريباً أو دائماً - 5

3.  خلال المجانسة، كَمْ تكون قادراً على المحافظةِ على الانتصاب في أثناء الإيلاج؟

·  لم أحاولْ المجانسة - 0

·  أبداً تقريباً أو أبداً - 1

·  في أحيانٍ قليلَة (أقل من نصف الحالات) - 2

·  أحياناً (في نصف الحالات تقريباً) - 3

·  في معظم الأحيان (أكثر من نصف الحالات) - 4

·  دائماً تقريباً أو دائماً - 5

4.  خلال المجانسة، ما هي الصعوبةُ التي تجدها في المحافظةِ على الانتصاب لإكمال المجانسة؟

·  لم أحاولْ المجانسة- 0

·  أبداً تقريباً أو أبداً - 1

·  في أحيانٍ قليلَة (أقل من نصف الحالات) - 2

·  أحياناً (في نصف الحالات تقريباً) - 3

·  في معظم الأحيان (أكثر من نصف الحالات) - 4

·  دائماً تقريباً أو دائماً - 5

5.  عندما تحاول المجانسة، كم تكون مُرْضِية لك؟

·  لم أحاولْ المجانسة - 0

·  أبداً تقريباً أو أبداً - 1

·  في أحيانٍ قليلَة (أقل من نصف الحالات) - 2

·  أحياناً (في نصف الحالات تقريباً) - 3

·  في معظم الأحيان (أكثر من نصف الحالات) - 4

·  دائماً تقريباً أو دائماً - 5

تكونُ النتائج الكلِّية المشيرة إلى عجز في تحقيق الانتصاب في العلاقة الثَّابتة هي كما يلي: 17 - 21 تَدَلُّ على عجز خفيف في تحقيق الانتصاب، و12 - 16 تَدلُّ على انتصاب خفيف إلى متوسِّط، و18 - 11 تدلُّ على عجز متوسط في تحقيق الانتصاب، و1 - 7 تدلُّ على عجز شديد في تحقيق الانتصاب.

هناك اِسْتِبْيَانٌ آخر، هو شَاكلة اللِّقاء الجنسي، استُعْمِلَ على نطاقٍ واسع في الدِّراسات السريرية لتَقْييم نتائج المعالجات النوعية للعجز في تحقيق الانتصاب. وأهمُّ البنودِ في هذه الشَّاكلة (السُّؤالان 2 و3) تتعلَّق بقدرةِ الرَّجْل على تحقيق انتصاب قوي بما يكفي للمجانسة والمحافظة عليه لفترة زمنية كافية لبلوغ القذف والإشباع الجنسي. وتمثِّلُ وَسيلةٌ مُخْتَصرة - تُدْعَى اِسْتِبْيَان الكفاءة الشَّامِل - وَصْفاً لحصول التَّحسُّن في الوظيفةِ الجنسية أو عدم حصوله بدواءٍ ما.

رغم أنَّ قصَّةَ المريض وغياب ما يستحقُّ الملاحظةَ، أو أية مشكلة جسدية معروفة، يمكن أن توحي بعجز في تحقيق الانتصاب ذي منشأ نفسي صرف، لكن لا يوجد - وللأسف - اختبارٌ واحد يمكنُه تَشْخيصُ العجز الجنسي ذي المنشأ النَّفْسي، أو العصبي، أو العضلي وإنما توضَعُ هذه التشخيصات عادةً باستبعاد الأسباب العضوية الأخرى من خلال استعمال عدَّة اختبارات.

فمثلاً، في حالة رجلٍ صحيح الجسم، حصلَ لديه فجأةً عجز جنسي غير مترافق مع أيَّة مشكلة طبية، أو جراحية، أو عوامل عضوية أخرى، وذَكَر حالةً مهمة من الكَرْب النفسي والاجتماعي أو الخلافات الزوجية قَبْلَ بَدْء العجز الجنسي لديه، عندها يُشْتَبَه بقوَّة بالأساسِ النَّفْسي لهذه المشكلة. كما يَنْطبِقُ ذلك أيضاً على رجلٍ قادر على تحقيق انتصاب كامل خلال النَّوْم، أو عند الاستيقاظ صباحاً، أو خلال الملاعبة، أو الاِسْتِمْناء أو المجانسة مع عشيقَة أو مع العَاهرات وغيرهن، ولكن لا يحصل ذلك مع زوجته.

إذا كانَ الرَّجلُ يحقق انتصاباً كافياً عندَ الاستيقاظ مرَّتَيْن في الأسبوع على الأقل، ويدوم ذلك إلى أن يتبول، ويحقق انتصاباً قوياً خلال الملاعبة والاِسْتِمْناء لمدَّة 5 دقائق أو أكثر، فهو يعانِي - بلا شك - من عجز في تحقيق الانتصاب ذي منشأ نفسي. ومن جهةٍ أخرى، قد يكونُ لدى الرَّجُل سببٌ عضوي للإخفاق في تحقيق الانتصاب إذا كانَ يشكو من ضعف الانتصاب أو غيابه خلال النَّوْم وفي الصباح الباكر، أو خلال الاستمناء والمجانسة، أو الذي يعاني من نَقْص الأحاسيس القضيبية، مما قد يجعله يفقد الانتصاب بَعْدَ فترةٍ قصيرة من حصوله أو قبل الدَّفْع (أوَّل الإيلاج) أو خلاله، أو الرَّجل الذي يُبْدي تأخُّراً ملحوظاً في إحراز الانتصاب الكافي.

من المهمِّ أيضاً سؤالُ المريض عمَّا يتعلَّق بعوامل الخطر المختلفة، مثل الجراحات والأمراض السَّابقة، بما فيها داء السكري، وفرط ضغط الدَّم، وارتفاع الكوليسترول أو الشَّحْميات في مصل الدم، أو الاضطرابات الوعائية، أو القلبية، أو السَّكْتَة، أو العَرَج في الطَّرفين السفليين (ألم عندَ المشي يختفي بالراحة)، أو رضوض الحوض أو النَّاحية العِجانيَّة (المنطقة بين الشَّرج وقاعدة الصفن)، أو التَّدْخين، وتعاطي المخدرات، ومعاقرة الكحول لا سيَّما لدى الشباب.

عندَ الاشتباهِ بسببٍ نفسي أو عضوي محتمل استناداً إلى القصَّة، لكنَّ المريضَ يرفض أيَّةَ معالجة، أو إذا لم يكنْ هناك ما يمكن تقديمُه للمريض لاعتباراتٍ طبية أو نفسية، فلا حاجةَ إلى المزيد من الاختبارات. أمَّا بالنسبة إلى المرضى الذين يرغبون بالمعالجة، ويمثِّلون فئةً مرشَّحة بشكل جيِّد للمعالجات المختلفة، ولديهم رغبةٌ إيجابية باستئناف الحياة الجنسية الطَّبِيعيَّة، فيمكن طلبُ اختباراتٍ إضافيَّة.

الاِخْتِباراتُ المخبريّة والعِيَاديَّة الروتينيَّة

مع أنَّ ذلك يختلفُ من طبيبٍ إلى آخر، لكنَّ اختبارات الدم الروتينية هي الأكثر شيوعاً؛ وهي تشتمل على تعدادِ الدَّم الكامل، وسكَّر الدَّم، والهيموغلوبين A1C أو اختبار تحمُّل الغلوكوز بعد ساعتين وتِسْتوستيرون المصل (التِّسْتوستيرون الكلِّي والحر، لا سيَّما عندَ وجود نقصٍ في الرَّغْبة الجنسية؛ انظرْ الفصل 16) وكوليسترول الدم، والكرياتينين، واليُوريا، وثلاثيَّات الغليسيريد وإذا ما كانَ تستوستيرون المصل منخفضاً، يُقاسُ تركيز البرولاكتين في المصل. ويَطلبُ بعضُ الاختصاصيين اختباراتِ الوظيفة الكبدية والدَّرقية والشَّوَاكِل الهرمونية الأخرى بشكلٍ روتيني. كما يُطْلَب اختبارُ الهرمون المنبِّه للجُرَيْب FSH والهرمون المُلَوْتِن LH في المصل عندَ الاشتباه بمرضٍ نخامي.

تشتملُ الاختباراتُ الروتينيَّة الإضافية، التي تُسْتعمَل في الاستقصاءِ الأولي للمَشاكل الوعائيَّة عندَ الذكور الشَّباب، على تَقْييم جريان الدم في القضيب بتَخْطيط الصَّدى الدُّوبلري المضاعف الملوَّن. ويُطْلَب تخطيطُ كهربائيَّة القَلْب لدى كل الرِّجال المسنِّين عادةً، ويَنْبغي قياسُ شَاكلة الخلايا المِنْجليَّة والرَّحلان الكهربائي للهيموغلوبين عندَ جميع الرِّجال السود لاستبعاد داءِ الخلية المنجليَّة أو خَلَّة الخليَّة المِنْجَلِيَّة (كريات حمر منجلية الشكل من دون المظاهر السَّريرية الأخرى للمرض)، فهذا ما قد يجعلهم عُرْضةً للقُسَاح.

قد ينصحُ بعضُ أطبَّاء المسالك البولية باختبارِ الانتفاخ القضيبي الليلي (انظرْ لاحقاً) للتَّفْريق بينَ العجز في تحقيق الانتصاب ذي المنشأ النَّفْسي والعضوي، ولأهدافٍِ طبِّية قانونية، ولمزيد من التَّوْثيق والمتابعة للمريض. ويُجْرَى، في القليل من مراكز العجز الجنسي، اختبارُ التَّنْبيه الجِنْسي البصري، حيث يقومُ ذلك على مراقبة المريض الذي يشاهد فيلماً جنسياً منبِّهاً لبالغَيْن موافقيْن، ويحدِّد حصول الانتصاب وجودتَه لديه. وقد وَجدتُ أنَّ هذا الاختبارَ مفيدٌ بشكل خاص في حالاتِ العجز في تحقيق الانتصاب التي يشتبه بأن سببها نفسي..

descriptionتَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟ Emptyرد: تَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟

more_horiz
اختباراتُ حصول الانتصاب اللَّيْلي أثناء النوم

يمكن اِسْتِعْمَالُ الظَّاهرَة الطَّبيعية للانتفاخ القضيبي الليلي في تَقْييم القدرة اللَّيْلية عندَ المريض على تحقيق الانتصاب خلال النَوْم مع حركة العَيْن السَّريعة. ومثلما ذكرنا في الفصل الرابع، يحصل الانتصاب العَفوي عندَ الرِّجال الأصحَّاء مرةً إلى خمس مرَّات كلَّ ليلة، ويكونُ ذلك بمقدار 3 مرَّات (حسب العُمر)، وهذا ما يستغرقُ عادةً نحوَ ساعة ونصف أو 20٪ من زمن النَّوْم الكلي ليلاً. ويدومُ كلُّ انتصاب ليلي كمعدل وسطي نحو 27 - 38 دقيقة، وينقصُ بتقدُّم العمر. ومن المفترض أنَّه إذا كانَ العجز في تحقيق الانتصاب لدى المريض ذا منشأٍ نفسي صِرْف، ينبغي أن يُظْهِرَ اختبارُ الانتصاب الليلي انتصاباً طبيعياً مع زيادة لا تقلُّ عن 25 مم في محيط القضيب، وصلابةً كاملة لما لا يقلُّ عن عشر دقائق.

بالمقابل، يُفْتَرَضُ أنَّ وجودَ أيَّة أسباب عضوية للعجز في تحقيق الانتصاب قد تؤدِّي إلى نتيجة سلبية لاختبار الانتصاب الليلي، مثل غياب الانتصاب اللَّيْلي، أو نقص شدته، أو تواتره. ولكن قد يَكونُ اختبارُ الانتفاخ القضيبي الليلي شاذاً أيضاً في بَعْض حالاتِ العجز الجنسي ذي المنشأ النفسي، وفي حالات الاضطراب العصبي (إصابة النُّخاع، انظرْ إلى الفصل الثامن) أو "متلازمة السَّرقة الحوضيَّة" (حيث يتحوَّلُ الدمُ في الحوض بَعيداً عن القضيب باتجاه الطَّرفين السفليين خلال التَّمارين التي تشملهما). وفضلاً عن ذلك، قد لا يكون اختبارُ الانتفاخ القضيبي الليلي مؤشِّراً جيداً على القدرةِ الانتصابيَّة في الظروف الجنسية الفِعْليَّة دائماً.

يمكن أن تُظْهِرَ اختباراتُ الانتصاب الليلي، رغم قيودها، غِيَاباً جُزْئياً أو تاماً للانتصاب خلال النوم، أو تساعد - بدلاً من ذلك - المريضَ المصاب بعجز نفسي في تحقيق الانتصاب على تقبُّل أسباب هذه المشكلة. كما أنَّ قياسَ الانتصاب وصلابته، قبلَ المعالجة وبعدها، يساعدُ الطَّبيبَ على ضَبْط الجرعة الكافية (أقل مقدار ضروري) للحُقَن داخل القضيب، ويُعْطِي تَوْثيقاً موضوعياً للطبيعة العضوية لإخفاقِ الانتصاب إلى شركات التأمين.

من المستحيل تَقْريباً أن يُقَيِّمَ المريضُ الانتصاب الحاصل لديه أثناء النَّوْم، كما أنّه من الصَّعْب تماماً وغير العملي أن تبقى زوجته مستيقظةً طوالَ الليل لتقيسَ عددَ مرَّات الانتصاب وجودته، لذلك يُنْصَح بعددٍ من اختباراتِ الانتفاخ القضيبي الليلي.

أَفْضَلُ مكان تُجْرَى فيه اختباراتُ الانتصاب الليلي هو مختبر النَّوْم في المُسْتَشْفَى، أو العيادة، أو المستوصف. وتكونُ هذه المختبراتُ مجهَّزةً لإجراء تخطيط كهربائيَّة الدِّماغ، حيث يُسَجِّلُ الدِّماغُ نشاطاً مَوْجيَّاً، وتَخْطيط كهربائيَّة العَيْنَيْن الذي يُسَجِّلُ حركاتِ العينين، ويُسْتَعْمَلُ للرَّبْطِ بين جودة النَّوْم وحصول حركات العين السَّريعة. وينبغي أن يتجنَّبَ المريضُ قبلَ الاختبارات أيَّ شيءٍ يُبَدِّل نموذجَ النَّوْم أو يُسَبِّب القلقَ، لأنَّه يمكن أن يغيِّر نتائجَ اختبار الانتصاب الليلي. وتشتمل العواملُ الأكثر شيوعاً بتأثيرها في الاختبارِ على تناول الكحول، والإفراط في التدخين، والوَجبات الثَّقيلة قبلَ النَّوْم مباشرةً، والتَّمَارين اللَّيْلية والمنبِّهات الأخرى، مثل القَهْوَة والشَّاي والكولا والشوكولاته (بما في ذلك الكوكا كولا والسُكَّر).

كما يمكن أن تكونَ قد سمعتَ عن تَقْيِيم الانتصاب الليلي عندَ المريض ببساطةٍ شديدة (ولكن ليس بدقَّة شديدة) في المَنـزل، وذلك باستعمال طَوَابِع مُثَقَّبَة تُلَفُّ حَوْلَ القضيبِ وتُحْكَم قبلَ أن يخلد المريضُ إلى النَّوْم؛ فإذا لوحظ في الصَّباح أنَّ الطَّوَابِعَ مُتَمَزِّقَةٌ على طول الثُّقوب، يمكن أن تَفْتَرِضَ حصولَ انتصاب جيِّد أثناء النَّوْم. وهناك اختبارٌ آخر يُدْعَى اختبارَ "سناب غوج" (القياس السَّريع) يقومُ على لَفِّ القضيبِ بمثبِّت من الفَالكرو يحمل ثلاث عصابات (أشرطة) بلاستيكيَّة متوازيَّة بألوان مختلفة، وتكونُ الأشرطةُ مُصَمَّمةً للتمزُّق بقوَّة 30 و45 و60 غرام، وهي تتفقُ مع شَدِّ القضيب والضغط داخل الجسم الكهفي. وترتبط درجةُ صلابة القضيب أثناء الانتصاب بتمزُّق عصابة أو اثنتين أو ثلاثة.

مع أنَّ اختبارَ الطَّوابِع و"سناب غوج" عمليَّان كوسيلتين استقصائيتين، لكنَّهما - وللأسف - لا تُعْطِيان معلوماتٍ كافيةً عن عددِ مرَّات الانتصاب الليلي وصلابته ومدته، حتى إِنَّهما قد لا تكونان دقيقتين جداً في تَقْييم الانتصاب الليلي بسبب النسبة المئويَّة العالية للنتائج الإيجابية الكاذبة أو السّلْبية الكاذبة، ويندرُ استخدامُهما اليوم.

يتكوَّنُ جهازٌ أكثر تعقيداً هو "ريجيسكان" Rigiscan متحرِّي الصلابة (من شركة داكومد) من مُكَوِّنَيْن: وحدةُ صلابة القضيب اللَّيْلية وتَسْجيل معطيات الانتفاخ وحاسوب صِغْري يُعالِج المُعْطَيَات ويَطْبعُها (الشَّكْل 9 - 1: ملحق الصور)، حيث توضعُ عروتان متَّصلتان بالوحدة من خلال سلك عندَ قاعدة القضيب وقمته كلَّ ليلة. وخلال الليل، تُشَدُّ العُرَىُ كلَّ 15 ثانية لقياس محيط القضيب. كما يقيسُ جهازُ ريجيسكان صلابةَ كلَّ انتصاب كلَّ 30 ثانية. وتُجْرَى القِياساتُ لثلاثِ لَيَالٍ متعاقبة في البيت من قِبَل المريض، حيث يُعَلَّمُ أن يتجنَّبَ أخذ غَفْوَات، ويتفادى الكحولَ والأدوية (باستثناء الأدوية الضرورية الموصوفة)، ويَمْتَنِعَ عن المجانسة خلال فترة الاختبار.

بعد الاختبار، يُوصَلُ جِهازُ التَّسْجيل بمعالجِ المعطيات الذي يَقومُ بتَحْميل المعلوماتِ من شَريحة الذَّاكرة في الجهاز، ويطبع النَّتائجَ لفترة 10 ساعات من النَّوْم: عدد مرَّات الانتصاب كلَّ ليلةٍ، ودرجة صلابة القضيب أثناء كل انتصاب، وزيادة محيطه، ومدَّة كل انتصاب (الشكل 9 - 2: ملحق الصور). ويُعَدُّ النَّوْمُ الليلي الجيِّد، من دون استيقاظ متكرِّر أو توقُّف مديد في التَّنفُّس أو فرط حركات الرِّجلين، ضرورياً لحَصْد نتائج دقيقة بتخطيط النَّوْم المتعدد في مختبر النَّوْم أو الرِّيجيسكان.

هناك عدَّةُ أشكال من اختبار الريجيسكان تشتملُ على مراقبةِ الانتصاب بَعْد الحُقَن داخل القضيب، لا سيَّما في المراكز السَّريرية، مع مشاهدة المريض لفيلم جِنْسي منفرداً من دون أيِّ اضطراب (حتى وجود المعالِج) قد يؤدِّي إلى فقدان الانتصاب. كما أنَّ هناك جهازاً آخر يُدْعَى 1000، ويتكوَّن من مِقْيَاسين رغويين، واحد لقياس صلابةِ القضيب والآخر لقياس الزيادة في محيطه، يوضعان على القضيب ويُرْبَطان بحاسوب يستطيع تَخْزينَ 27 ساعة من المراقبة؛ ويُسْتَعْمَلُ لِلَيْلَتَيْن متعاقبتين.

حُدودُ اختبارات الانتصاب الليلي

لا تَكونُ معظمُ اختبارات الانتصاب الليلي - وللأسف - مقاسة جيداً، أو مَضْمنَة، أو حاسمة. كما أنَّه يجب التَّشْديدُ على أنَّ الانتصاب المحرَّض جنسياً يختلف عن الانتصاب العفوي وانتصاب النَّوْم (الانعكاسي)، لذلك يمكن أن تَقيسَ اختباراتُ الانتصاب الليلي المكوِّناتِ المختلفة لعملية الانتصاب. ومع أنَّها مفيدةٌ جداً، فقد تعطي نتائجَ إيجابيةً كاذبة أو سلبية كاذبة لدى عَددٍ مهم من المرضى؛ فالانتصاب الوحيد والقَصير مثلاً قد يعطي نتيجةً إيجابية كاذبة، ممَّا يوحي بعجز في تحقيق الانتصاب ذي منشأ نفسي عند مريض يعاني فِعْلياً من عجز في تحقيق انتصاب عضوي. وعلاوةً على ما سبق، قد يكونُ الانتفاخ القضيبي الليلي غائباً أو ناقصاً بسبب غياب النوم مع حركة العين السريعة رغم الفيزيولوجيا الطبيعية للانتصاب. ويمكن أن يؤدِّي شذوذُ العَصب الظهري للقضيب، الذي يحمل الأحاسيسَ الجنسيَّة، إلى عجز جنسي رغم الانتصاب الليلي الطَّبيعي.

لقد أَشَارَتْ التَّقاريرُ إلى عدم حدوث انتصاب خلال النوم مع حركة عين سريعة لدى 15 - 20٪ من المرضى الذين ليس لديهم أسبابٌ عضوية للعجز الجنسي. ويمكن أن تؤدِّي هذه الظَّاهِرَةُ إلى إرباكِ القُدْرَة على التَّمْييز بين العجز النفسي والعضوي في تحقيق الانتصاب. وفضلاً عن ذلك، قد يوجدُ شُذوذٌ في الانتصاب الليلي عندَ القَليل من المصابين بعجز نفسي في تحقيق الانتصاب الحاصل بشكل ثانوي لاضطرابٍ ما، مثل الاكتئاب الشَّديد. كما تظهر نتائجُ طبيعية في اختبار الانتصاب الليلي عندَ بَعْض المصابين بعجز عضوي في تحقيق الانتصاب.

يُحْتَفَظُ باختباراتِ الانتصاب الليلي للحالاتِ النَّوْعية فقط، وينبغي ألاَّ تُسْتَعْمَلَ بشكلٍ روتيني. وقد لا يُعَوِّلُ معظمُ الخبراء على استعمال هذه الاختبارات، إلاَّ لأهداف طبية قانونية أو لإقناع المريض بالطَّبيعة النَّفْسية للعجز لديه، لأنَّ هؤلاء الأطبَّاء يعتقدون بأنَّ اختباراتِ الانتصاب الليلي لا تعيد إنتاجَ أو تمثيل النَّمَط نفسه من الأداء الجنسي الحاصل خلال المجانسة. كما يعتقدون أنَّ اختباراتٍ أخرى، مثل حُقَن موسِّعات الأوعية داخل القضيب، هي أكثر دقَّةً لبلوغ التَّشْخيص الصَّحيح.

ومن أهمِّ المآخذ على استعمالِ هذه الأجهزة في البيت افتقارُها إلى المعلومات عن نموذج النَّوْم، وغياب مراقبة الاستعمال الصَّحيح لها، والتَّكْذيب الإرادي للنتائج من قِبَل المرضى، أو حتَّى تأثير الجهاز في نَموذج النَّوْم. ومع أنَّ أفضلَ طريقة لاختبار الانتصاب الليلي بشكل موضوعي تكونُ في مختبر النَّوْم، إلاَّ أنَّ هناك عدَّةَ مآخذ على هذه الطريقة أيضاً؛ فتمضية ليلتين إلى ثلاث ليالٍ في بيئةٍ غريبة بعيداً عن المَنـزل، والأسلاك المَوْصولة بالجمجمة، والعينين، والقضيب إلى أجهزة مراقبة مختلفة، ووجود فاحص يُراقِب الانتصاب لديك ويأخذ لقطاتٍ للقضيب المُنْتَصِب، إنَّ كلَّ ذلك لا يمثِّلُ البيئةَ المثالية التي تجعلكَ تَسْتَمْتِع بنوم ليلة هادئة وتُحْرِز انتصاباً كاملاً. كما أنَّ هذا الاختبارَ مُكْلِف وغير مُتَيسِّر بسهولة إلا في المراكز التَّخصُّصية. ولكنَّ هذا الاختبارَ المَضْبوط هو أكثر الطُّرق دقةً في تَقْييم الانتصاب الليلي.

مُفْترق طُرُق: المعالجةُ أم الاستقصاء التَّشْخيصي الإضافي؟

استناداً إلى النَّتائج المأخوذة من المقابلة، وقصَّة المريض، والفحص السريري يمكن أن أبدأَ بَعْدئذ بمعالجةِ المريض من خلال إزالة العَوَامل العَكوسة (القابِلة للإزالة)، كالتَّدْخين، والسِّمْنَة، ونقص تِسْتوستيرون المصل، والركود وعدم ممارسة الرياضة، وتعاطي المخدِّرات فإذا لم ينجحْ ذلك، أتجه نحو أحد مثبِّطات الفُسْفودايستيراز من الفئة 5 (الفياغرا أو السيالس أو الليفيترا)؛ فإذا أخفقَ ذلك أيضاً، أتقدم نحوَ الخطِّ الثاني من المعالجة: غرسات (الأَلْبروستاديل) داخلَ الإحليل، أو أجهزة التَّخْلية، أو حَقْن الأَلْبروستاديل، أو التريمكس داخل الجسم الكهفي.

أمَّا إذا أخفقَ كل ما سبق، لا سيَّما إذا كان المريضُ شاباً، يمكن أن أقومَ أولاً بالتَّحقُّق من الاستعمال الصَّحيح لهذه الطرق العلاجية، ثم أتابعُ السَّببَ الدقيق للعجز في تحقيق الانتصاب، بشرط أن يكونَ المريضُ راغباً بالخضوع لهذه الاختبارات والقَبول بالمعالجة الإضافية عندَ الحاجة؛ وأقومُ بمراجعةِ جميع العوامل المحتملة للعجز الجنسي لديه، ثمَّ أتقدَّمُ نحوَ الاختبارات الإضافية للوصول إلى تشخيص قوي، وأحاول استبعادَ الأسباب العضويَّة والنَّفْسية المتوقَّعة للعجز في تحقيق الانتصاب وللسَّبب في إخفاق المعالجات المُحَافِظة؛ أو قد أَقترحُ إدخالَ بِدائل أو عصيات في القضيب من دون المزيد من الاختبارات، لا سيَّما إذا كان المريضُ رجلاً مسنَّاً، ويرغب بقَبول هذا الشَّكْل المكثَّف من المعالجة بعد مناقشةٍ شاملة لمعدَّل نجاحها، وفوائدها، وأخطارها، ومخاطرها، ومضاعفاتها المحتملة، وتكاليفها.

الاِخْتِباراتُ الوِعائيَّة

تُسْتخدَمُ عدَّةُ طرق للتحقُّق من سلامةِ الجهاز الوعائي القضيبـي، وهي تشتملُ على قياس ضغط الدم في القضيب، وجريان الدم فيه باستعمالِ كاشف السرعة بتخطيط الصدى الدوبلري أو مُسَجِّل الحجم النَّبْضي. ويُعَدُّ تخطيطُ الصَّدى الدُّوبلري اختباراً بسيطاً غيرَ جراحي يمكن أن يساعدَنا على بلوغ التَّشْخيص، لا سيَّما عندَ المرضى الشَّباب الذين لديهم قصَّة رضٍ عجانِي؛ فالدراسةُ الطبيعيَّة عندَ رجلٍ شاب توحي بعجز ذي منشأ نفسي في تحقيق الانتصاب. ومن جهةٍ أخرى، توحي الدراسةُ الشاذَّة بالدُّوبلر عندَ رجل مُسَنٍّ، لديه قصة أمراض وعائية أو تناول أدوية مختلفة، بسببٍ وعائي أو دوائي لعجز في تحقيق الانتصاب. كما يمكن استعمالُ اختبارات مساعدة غير جراحية أخرى عندَ الضرورة.

الحُقَنُ

هناك طريقةٌ أخرى للتَّفْريق بين العجز الوعائي وغير الوعائي في تحقيق الانتصاب تقومُ على الحقنِ المباشر داخل أجسام القضيب بمواد كيميائية، مثل ألبروستاديل أو البابافيرين وحده أو البيمِكْس (البَابافيرين مع الفِنْتولامين) أو التَّريمكس (البابافيرين مع الفِنْتولامين وألبروستاديل). وتؤدِّي هذه الموادُ إلى تَوْسيعٍ مباشر للشرايين والجيوب القضيبية السَّليمة، متسبِّبةً في زيادةِ جريان الدم نحوَ أجسام القضيب، ممَّا يقود إلى امتلائه، وصلابته، وانتصابه الكامل. وقد يفيد الحقنُ داخل الجسم الكهفي المُشْتَرَك مع التَّنْبيه في تَشْخيص العجز في تحقيق الانتصاب الوعائي. وبَعْدَ الحقن داخلَ القضيب، قد يُعْطي التَّنْبيهُ الذَّاتي للمريض في سِرِّه (بمشاهدة فيلم جنسي مع الاستمناء أو من دونه) استجابةً جيِّدة، لا سيَّما إذا أَدَّتْ الحُقَنُ إلى انتصاب جزئي.

بَعْدَ الحَقْن داخلَ القضيب، يمكن أن يؤدِّي ظهورُ انتصاب قوي خلال 10 - 25 دقيقة، واستمراره أكثر من 30 دقيقة، إلى استبعادٍ جزئي لأيَّة عوامل شريانية أو وريدية؛ فإذا حصلَ انتصاب صُلْب، واستمرَّ أكثر من 30 دقيقة، دَلَّ ذلك عادةً على عدم وجود تسرُّبٍ وريدي، وعلى سلامة السَّبيلِ الانعكاسي للانتصاب، وغياب مرضٍ شديد في الجهاز الشِّريانِي القضيبـي، ولكن لا تعني إيجابيةُ اختبار الحقن داخل الجسم الكهفي المُشْتَرَك مع التَّنْبيه بالضرورة أنَّ الوظيفةَ الشِّرْيانية القضيبية طبيعيةٌ تماماً.

يجب التَّشْديدُ على أنَّ أيَّ إخفاقٍ في ظهور الانتصاب بعد الحقن يمكن أن يكونَ بسبب القلقِ الشَّديد أو غياب التَّنْبيه الجنسي المستمر. كما أنَّه عندما تُعْطَى الحُقَنُ في مركز سريري، تكون جودةُ الانتصاب الحاصل أقلَّ بنحو 10 - 30٪ ممَّا تكون عليه عندما تُسْتعمَل الحقنُ نفسُها في المَنـزل مع تنبيهٍ جنسي جيِّد، وشرودٍ أقل، وقلق أقل ناجم عن الإحراج. وعلاوةً على ذلك، قد تؤدِّي اختباراتُ الحقن هذه، التي لا تزال غير مُقَيَّسَة[53]، إلى نتائج سلبية كاذبة أو إيجابية كاذبة.

في بعض الحالات، عندَ الاشتباهِ بأنَّ الدمَ يتجه أو يتحوَّل بعيداً عن الشرايين القضيبية إلى شرايين الطَّرفين السفليين (متلازمة السَّرقة)، يُطْلَبُ من المريض إجراءُ تمارين ثَنْي الركبتين أثناء الانتصاب، من دون إعطاء أيَّة حقن؛ فإذا وُجدَتْ سرقةٌ أو تحوُّلٌ للدم، يفقد المريضَ الانتصاب أثناء هذه التَّمارين؛ أمَّا إذا كانت الشرايينُ القضيبية مسدودةً أو متضرِّرة بشدَّة، أو إذا وُجِدَ تسرُّبٌ وريدي شاذ، فقد لا يكونُ هناك توسُّعٌ شِرْيانِي أو في أشباه الجيوب بما يكفي لحصول الانتصاب؛ وإذا ما حصلَ الانتصاب في مثل هذه الحالة، فإنَّه يُفْقَدُ بسرعةٍ عندَ الحقن داخل القضيب.

في جميعِ الاضطرابات العضوية أو النَّفْسية الأخرى تقريباً، تؤدِّي الحقنُ داخل الجسم الكهفي إلى انتصاب طبيعي. ويُعَدُّ هذا الاختبارُ هاماً في التَّشْخيص التَّفْريقي، مع أنَّه غيرُ دقيقٍ تماماً. كما يُسْتعمَلُ أيضاً في معالجة العجز في تحقيق الانتصاب. والفكرةُ التي تقفُ وراءَ اختبارات الحقن القضيبية هي أنَّه يمكن التَّحقُّقُ من كفاية أو قصور الشرايين والجيوب مع تجاوز جميعِ العَوَامِل الأخرى التي قد تؤثِّر فيها. ويقيِّم هذا الاختبارُ سلامةَ الشرايين والجيوب داخل القضيب وقدرتهما على التَّوسُّع تحت تأثيرِ المواد المحقونة مباشرةً في أجسام القضيب. كما أنَّ هذه الموادَ الكيميائية تُسْتخدَمُ أيضاً في معالجةِ المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب حين لا تُجْدي المعالجةُ الدوائية الفموية (انظرْ إلى الفصل 12).

عندما أشتبهُ بقوَّة بوجودِ مرضٍ وعائي هام استناداً إلى قصَّة المريض الشاب، وفحصه السَّريري، والاختبارات غير الجراحية المذكورة سابقاً، أنتقلُ إلى اختباراتٍ إضافية لإثبات التَّشْخيص وإعطاء صورةٍ أَوْضَح عن البنية التَّشْريحية لشرايين القضيب والمشاكل المحتملة.

التَّصْويرُ

يتحرَّى بعضُ الأطبَّاء بشكلٍ روتيني عن جريان الدم وضغط الدَّم في شرايين القضيب بتَخْطيط الصَّدى الدُّوبلري أثناء الفَحْص السريري الأوَّلي عندَ أيِّ مريض مصاب بالعجز. ولذلك، يُقْسَم ضغطُ الدم القضيبي على ضغط الدم الجهازي للحصولِ على معدل ضَغْط الدم القضيبـي؛ فإذا كانَ معدل ضغط الدم القضيبي أقلَّ من 0.6، عندها يُشْتَبَه بقوَّة بوجودِ مرض وعائي؛ أمَّا إذا كان المعدل هو 0.6 - 0.75، فإنَّ ذلك يوحي بمرضٍ في الشرايين القضيبية دون أن يُشَخِّصَه؛ ويدلُّ معدل ضغط الدم القضيبي الذي يزيد على 0.75 على سلامةِ الجهاز الوعائي القضيبي عادةً.

هناك اختبارٌ غيرُ جراحي آخر يُدْعَى تخطيط التحجم، وهو يُسَجِّلُ حجمَ النَّبْض في الشرايين القضيبيَّة على الورق؛ ولكنَّه قد اُسْتِبْدَلَ إلى حدٍّ كبير بتخطيطِ الصَّدى المُضَاعَف والتَّحْليل الدُّوبلري النَّابِض الأكثر دقةً. ويُجْرَى هذا الاختبارُ قبلَ وبَعْدَ حقن موسِّعٍ وعائي، مثل البابافيرين أو الألبروستاديل؛ وهو يوضِحُ قطرَ الشريان القضيبي الذي يعبر الجسمَ الكهفي، والذي ينبغي أن يزدادَ بعد الحقن داخلَ الجسم الكهفي إذا كانت الشرايينُ سليمة. كما يقيس مخطَّطُ الصَّدى الدُّوبلري في الوقت نفسه جريان الدم عبرَ هذه الشرايين؛ ويمكن تحرِّي ضغط الدم ضمنَ الشريان الكهفي أيضاً، وتَسْجيل النَّتيجَة قبلَ حقن الموسِّعات الوعائية وبعدها؛ فإذا كانَ الجريانُ في الشرايين الكهفية المركزية أقلَّ من 25 - 30 مل في الثانية بَعْدَ حقن الموسِّعات الوعائية، يُشْتَبَهُ بقوَّة بتشخيصِ خلل الانتصاب الشِّرْيَانِي. وعلاوةً على ذلك، إذا كان ضغطُ نهاية الانبساط أكثرَ من 7 ملم، يُشْتَبَه بقوَّة باضطرابٍ وريدي انسدادي. ولكنَّ هذا الاختبارَ - وللأسف - مُكْلِفٌ ومعتمد على المُشَغِّل، كما قد يكونُ شاذاً لدى بعضِ المصابين بالعجز ذي المنشأ النفسي بسبب القلق الشَّديد خلال الاختبار.

لقد استعملَ التَّصْويرُ بالنَّظائر المشعَّة مع التَّفَرُّس بالتِّكْنيشيُوم أو التَّصْوير بالرَّنين المغناطيسي للتَّحقُّق من سلامةِ الجهاز الوعائي القضيبـي؛ فإذا كانَ هذا الاختبارُ الأخير شاذاً، يمكن أن يُشْتَبَهَ بتسرُّبٍ وريدي أو بداء شريانِي ووريدي مُشْتَرَك، وتُجْرَى اختباراتٌ أخرى. وقد أَضافَتْ جامعةُ برلين الحرَّة في ألمانيا قياسَ المحتوى الأكسجيني لأجسام القضيب أيضاً إلى مجموعة الإجراءاتِ التَّشْخيصية للعجز في تحقيق الانتصاب.

التَّصْويرُ الشِّرْيَانِي والجراحةُ المجهريَّة

إذا وُجِدَ أنَّ الجهازَ الوعائي القضيبي شَاذٌّ، وكان المريضُ بعمر أقل من 50 سنة وليس لديه قصَّة مرض وعائي معمَّم أو تَدْخين شديد أو داء سكري، ولديه قصَّة رض على النَّاحية العجانية أو الأعضاء التَّناسلية، فقد يُجرى المزيدَ من الاختبارات لاستبعادِ انسداد الشِّرْيان الفَرْجي أو القضيبـي، بشرط أن يمتلكَ المريضُ الرَّغبةَ بالخضوع لطريقةِ المعالجة (مثل تَوْسيع الشِّرْيان المصاب بالبالون أو الاستبناء الشِّريانِي بالجراحة المجهرية) عندَ وجودِ الانسداد.

يُعَدُّ تصويرُ الشِّرْيان الفَرْجي الانتقائي أدقَّ الاختبارات لهذا الغرض، حيث يُحْقَنُ صِبْغٌ ظَليل في الشريان الفرجي فيلوِّنه ويلوِّن فروعَ الشرايين القضيبية، مما يمكِّن طبيبَ الأشعَّة من رؤيتها. وتَتَعزَّزُ الرؤيةُ أحياناًً بحقن موسِّع وعائي داخل الشريان أيضاً. كما يُظْهِرُ هذا الاختبارُ الجراحي تَشْريحَ الشِّرْيَانِ الفَرْجي والشرايين القضيبية وطبيعةَ المرض فيهما، مما يساعد الجرَّاحَ على اختيار أفضل أسلوب للجراحة. ويكونُ من الصَّعْب في بعض الحالات - وللأسف - الرَّبْطُ بين العَيْب المُشاهَد في هذه الصورةِ الشريانية وبين المشكلة الوظيفيَّة النوعية لدى المريض.

إذا وُجِدَ انسدادٌ أو تضيُّق في الشِّرْيان الفرجي أو القضيبي بجانبٍ واحد أو بالجانبين، قد يقوم طبيبُ الأشعَّة بتَوْسيع الجهة الأقل إصابةً بالبالون، أو يتجاوز الجرَّاحُ الانسدادَ بِوَصْل (مفاغرة) شِرْيان شُرسوفي تحت العضلةِ المستقيمة البطنيَّة إلى شِرْيَان ظَهْر القَضيب أو وَريد ظَهْر القضيب لضمانِ جريان جيد للدم إلى القضيب. وقبلَ إجراء هذا الاختبار، يُعْلَمُ المريضُ بجميعِ الأَوجه الجراحيَّة وفُرَص النَّجاح على المدى البعيد (20 - 60٪ تقريباً). ويتمثَّلُ المرشَّحُ المثالي لعمليةِ إعادة التَّوْعِيَة هذه في الرَّجُل الشاب السَّليم غير المدخِّن وغير المصاب بداء السكري أو تصلُّب الشرايين، مع وجود انسدادٍ رضي في الشريان الفرجي أو القضيبـي. وتُعَدُّ خبرةُ الجرَّاح في هذا الإجراء ذات أهميةٍ كبيرة للحصول على نتيجةٍ ناجحة. وتساعِدُ العمليةُ - في حال نجاحها - على استعادةِ المريض للانتصاب الطَّبيعي.

يرجح أن يُعانِي بَعْضُ الرِّجال الذين يعانون من عجز جنسي، مع سلامة وظيفة الشرايين الكهفية، من مشاكل أخرى، مثل تَليُّف وتخرُّب بطانة الجيوب الكهفية أو العَضَل الأملس أو ترقُّق الغِلالة البيضاء أو خَلَل أداء العَضَلتين الإِسْكِيتين الكَهْفيتين اللتين تحيطان بأجسام القضيب، أو الحالات الغُدِّية الصَّمَّاوية مثل داء السكري. وقد يَسْتدعي الأمرُ، عندَ بعض المرضى الذين يعانون من داء السكري الشديد وتصلُّب الشرايين، أَخْذُ خزعة من النَّسيج الكهفي لمزيدٍ من الفحص، لكنَّ ذلك نادرٌ.

اختباراتُ التَّسرُّب الوريدي

هُنَاك عَددٌ هَامٌّ من الرِّجال الذين يعانون من عجز في تحقيق الانتصاب، لا سيَّما بَعْدَ بلوغهم الخمسين من العمر، تَكونُ مشكلتُهم الرئيسيَّة هي التَّسرُّب من الجِهَاز الوريدي القضيبي أثناء الانتصاب؛ فَالدَّمُ يخرجُ من القضيب عبرَ الأوردة بمعدَّل لا يبقى معه دمٌ كافٍ ضمنَ القضيب. وللمحافظةِ على انتصاب جيِّد وصُلْب، لا بدَّ من زيادة دخول الدم عبرَ الشرايين ونقص خروجه عبر الأوردة. وإذا لم يحصلْ ذلك، لا يبقى دمٌ كافٍ ضمنَ القضيب لإحداث الاحتقان والانتصاب، وتَكْثُرُ هذه الحالةُ لدى بعض المرضى المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب العضوي. ويُعْتَقَد الآنَ أنَّ ذلك يترافق في أغلبيَّة الحالات مع ارتخاء ناقص للعَضَل الأملس الكهفي بسببِ آفات في العضلات الملساء داخل الأجسام الكهفية (داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول... إلخ)، أو نتيجة خللٍ نفسي في الأداء الجنسي أو ضعف الغلالة، أو لوجود أوردة مُسَرِّبَة خلقية أو مكتسبة في حالات نادرة.

يمكن إِظْهارُ التَّسرُّب أثناء الانتصاب، أو حتَّى الاشتباه به بقوَّة، إذا كانَ من الصَّعْب بَعْدَ حقن الموسِّعات الوعائية داخلَ الجسم الكهفي المحافظةُ على الانتصاب بالتَّسْريب المستمر للمحلول الملحي النِّظامي داخلَ الجسم الكهفي بمعدَّل معيَّن من الحجم والضغط؛ فإذا لم يَتمكَّنْ المريضُ من المحافظةِ على الانتصاب بمقدار صغير من التَّسْريب، أو كانَ الضَّغْطُ داخلَ الجسم الكهفي ينخفض بسرعةٍ عندَ إيقاف التَّسْريب مع فَقْدان الانتصاب، عندها يُشْتَبَهُ بالتَّسرُّب الوريدي إلى حدٍّ كبير. وقد يُظْهِرُ تَخْطيطُ الجسم الكهفي - الذي يَقومُ على حَقْن صِبْغ فيه - وجودَ أوعيةٍ مُسَرِّبة.

من المهمِّ للغاية التأكُّدُ، خلال اختبارات التَّسرُّب الوريدي، من أنَّ العَضلاتِ المُلْساء للجسم الكهفي مُرْتخيةٌ تماماً في الانتصاب الكامل لتجنُّب النَّتائج الإيجابية الكاذبة. ولا يوجدُ - وللأسف - إجماعٌ في ما يتعلَّق بالطرق المُثْبَتَة والمَعايير الخاصَّة بهذه الاختبارات، ولذلك ينبغي تفسيرُ نتائجها بحذر. وفضلاً عن ذلك، قد يحصل إلتهابٌ شديد مع تندُّب أجسام القضيب، ممَّا قد يقود إلى عجز في تحقيق الانتصاب نتيجةَ حقن مادة ظليلة مُفْرِطة التَّناضُح (عالية التَّرْكيز).

إنَّ معرفةَ وُجود هذا التَّسرُّب، وإصلاحَه الجراحي لاحقاً، قد يقودان إلى نجاحٍ محدود في حالات قليلة مختارة، مع أنَّ النَّتائجَ بوجهٍ عام كانت مُخَيِّبةً للآمال في معظم الحالات وذلك بعد متابعتها على المدى البعيد؛ فإذا أَثبتنا وجودَ التَّسرُّب الوريدي وحَدَّدنا موضعَه وشدَّتَه، نستطيعُ معالجتَه بالتَّمارين العجانيَّة، والحُقَن داخل القضيب، والحلقات المضيِّقة، وأجهزة التَّخْلية أو برَبْط الأوعية الشاذَّة جراحياً، أو بالمعالجة المُصَلِّبَة التي تَقومُ على حقن محاليل مُصَلِّبة في الأوردة الشاذَّة لطَمْسِها.

ولكنَّ معدَّلَ النَّجاح كانَ منخفضاً جدّاً في مُعْظمِ هذه الطُّرق: في حدود 20 - 30٪، وقد يبلغُ في حالاتٍ نادرة وانتقائية جداً نحو 50 - 60٪، وذلك حسب الأوردة والإجراءات؛ غير أنَّ جراحةَ التَّسرُّب الوريدي تراجعَتْ كثيراً، ومن النَّادر جداً إجراؤها، لا سيَّما وأنَّ هذا التَّسرُّبَ يُعْزَى اليَوْمَ بوجهٍ عام إلى وجودِ نسيج كهفي مريض وعدم قُدْرَة الجيوب الوعائيَّة على التَّوَسُّع وسَدِّ الأوردة المسبِّبة.

اختباراتُ الجهاز العصبِي

قَبْلَ بلوغِ التَّشْخيص الحاسم، أَقومُ بالتحقُّقِ من سلامةِ جميع الأجهزة المساهمة في عمليَّة الانتصاب. وقد ناقشتُ باستفاضَةٍ الاختباراتِ المختلفة التي تُسْتَعْمَلُ للأجهزةِ الوعائية والغدِّية الصمَّاوية والتَّناسلية، بما في ذلك الجهاز العَصَبِي الذي يشتملُ على الدِّماغ، والنُّخاع الشوكي، والأعصاب المحيطية القضيبية ويمكن إضافةُ الوِطاء والغدة النخامية لتَحْقيق أغراضنا أيضاً.

عندما أَشْتَبِهُ بمرضٍ عصبِي استناداً إلى القصَّة الطبية للمريض، أو حينما يُظْهِرُ الفحصُ السَّريري الدَّقيق تَغَيُّراتٍ حسيةً أو حركية على مستوى الأعصاب القحفية أو تغيُّرات في الإحساس أو في المُنْعَكسات أو علاماتٍ عصبية أخرى، يمكن أن أَتقدَّمَ نحوَ الاختبارات العصبية الإضافية لإثبات التَّشْخيص وتحديد موضع الآفة وشدتها. وأَبدأُ باختباراتٍ بسيطة متوفِّرة بسهولة، ثمَّ أَتقدَّمُ نحوَ الاختبارات الأكثر تعقيداً تحت إشراف اختصاصي الأمراض العصبية وتوجيهه.

هناك اختبارٌ حسِّي بسيط شائع الاستعمال هو قياسُ إِدْرَاكِ الاِهْتِزاز القَضيبـي، وهو اختبارٌ حسِّي يقومُ على تقييم عتبة حس الإدراك في جلد القضيب، ويَسْتَعْمِل فيه الفاحصُ هزَّازاً كهرطيسياً يُوضَع على جذْع القضيب، ويتحكَّم بمدى الاهتزازات، ويُطْلَبُ من المريض إعلامُ الفَاحِص بالإحساس الأوَّل الذي يلاحظه عندَ زيادة المدى أو نقصه ببطء.

يُقَدِّمُ اختبارُ قياس إِدْرَاكِ الاِهْتِزاز القَضيبي مَعْلوماتٍ عن سلامةِ عصب ظهر القضيب والإحساس القضيبي الصَّادر الطَّبيعي (أي الإشارات القادمة من الجهاز العصبي إلى أعصاب القضيب)، ويمكن أن يُجْرَى كاختبار استقصائي لدى كل المرضى الذين قد يكونون مصابين بعجز في تحقيق الانتصاب؛ فإذا لم تكنْ هناك قصَّةٌ لأي مرضٍ عصبي، وكانَ اختبارُ قياس إِدْرَاكِ الاِهْتِزاز القَضيبي طبيعياً، يمكن استبعادُ العجز في تحقيق الانتصاب العصبي المنشأ عادةً.

كما يَقومُ اختصاصيُّ الأمراض العصبية أو الفيزيولوجيا العصبيَّة باختباراتٍ عصبية أخرى أكثر تَقدُّماً تتحرَّى زمنَ التَّوْصيل أو النَّقْل للإشاراتِ العصبيَّة خلال مسيرها على طول الجهاز العصبي المُعَصِّب للقضيب والعَائِد إلى الدِّماغ عبرَ النُّخاع الشوكي. كما أنَّ تَخْطيطَ كهربائية العضلات الكهفية (قياس النَّشاط الكهربائي)، قبلَ الانتصاب وفي أثنائه، هو اختبارٌ قَيِّم آخر للتحقُّق من سلامة الأعصاب القضيبية، فهو يعطي - على سبيل المثال - معلوماتٍ تتعلَّق بسلامة العمليَّة العصبية القضيبية الوَارِدَة (أي الإشارات الحسِّية العائدة من الأعصاب القضيبية إلى الجهاز العصبِي). لكن إذا كانَ قياسُ إِدْرَاكِ الاِهْتِزاز القَضيبي شاذاً، مع الاشتباهِ سريرياً بمرضٍ عصبي، عندها تُسْتَعْمَلُ اختباراتٌ عصبية أخرى بشكل نادر لتشخيص العوامل العصبية الأكثر نوعيةً في خلل الانتصاب.

لكنْ لا يوجد - وللأسف - اختبارٌ دَقيق لسلامة الجهازِ العصبي المستقل أو الأعصاب الودِّية واللاودِّية التي تساهمُ مباشرةً في عمليةِ الانتصاب والقذف. ولقد ذُكرَ أنَّ تخطيطَ كهربائيَّة العضل الكَهْفي مفيدٌ لهذا الغرض، لكنْ، لا بدَّ من دراساتٍ إضافية لهذا الاختبار لإثبات فائدته؛ غيرَ أنَّ تخطيطَ العضل الكَهْفي مضادُ استطباب عندَ المرضى المُعالجين بأَحد مضادَّات الاكتئاب من فئة مثبِّطات الأكسيداز الأحادية الأمين، لأنَّ هذه المشاركةَ قد تحرِّض نوبةَ ارتفاعِ ضَغْطٍ شديد (أي زيادة كبيرة في ضغط الدم). وفضلاً عن ذلك، ليس هذا الاختبارُ مُقَيَّساً بشكلٍ جيد، مثله مثل تصوير الشِّرْيان الفرجي، في ضَوْء غياب المعطيات عند الرِّجال الأسوياء، كما أنَّ تفسيرَه غيرُ دقيقٍ كثيراً.

عندَ الاشتباهِ بمشكلةٍ نخاعية، مثل فتق القرص القطني أو الورم، يُجْرَى تصوير بالرنين المغناطيسي للنخاع أو تصوير نخاعي (تصوير شعاعي للنُّخاع الشوكي بَعْدَ حقن مادة ظليلة في الحيِّز تحت الجافية له) لإثباتِ التَّشْخيص وتحديد مَوْضِع الاضطراب.

توجَدُ اختباراتٌ عصبية أخرى، لكن يَنْدُر استخدامُها هذه الأيَّام إلا لأغراض بَحْثية. ويقومُ اختبارٌ جديد، يُدْعَى تحليل الكَوَامِن المُفْرَدَة للنَّشاط الكهربائي الكَهْفي (وهو اختبارٌ ابتُكِرَ في ألمانيا)، على تَسْجيل النَّشاط الكهربائي للنسيج الكهفي. وتُعَدُّ نتائجُه الأولية مشجِّعةً في التَّفْريق بين العجز في تحقيق الانتصاب العضوي والعجز في تحقيق الانتصاب النَّفْسي، وقد يكونُ مفيداً بشكلٍ خاص في تَشْخيص العجز في تحقيق الانتصاب العصبي.

حُدودُ التَّشْخيص

يستطيعُ الطَّبيب المعالج، من حيثُ المبدأُ، تَوَقُّعَ نتائج جيدة إذا لم يكنْ قادراً على وضع تشخيصٍ دقيق، وتطبيق مُعَالجةٍ نوعية لسببِ العجز في تحقيق الانتصاب المحدَّد. ولا يزالُ الأطبَّاءُ في بعض الحالات غير قادرين على تَحْديد أسباب العجز الجنسي، حتى بَعْدَ القيام ببعض أو بجميع الاختبارات الموصوفة هنا. ولا نـزال نحن - وللأسف - لا نعرفُ بدقَّة ما الذي يمثِّل القيمَ الطبيعية في معظمِ هذه الاختبارات، أو ما هي دقَّتُها في بلوغِ تشخيص حاسم؛ ولكنَّها قد تعطي - على الأقل - بعضَ الوسائل الموضوعية للتَّفْريق بينَ العوامل المسببة المختلفة في بعض الحالات المختارة، لا سيَّما عندَ المرضى الشباب؛ كما قد تساعدنا على اختيار الطِّرَاز الأنسب للمعالجة بهدف الحصولِ على أفضل النَّتائج، وتجنُّب المعالجة غير الضرورية والخطرة أحياناً.

غيرَ أَنَّه ينبغي عليَّ أن أشدِّدَ ثانيةً على أنَّ معظمَ هذه الاختبارات نادرةُ الاستخدام اليَوْم، وأنَّ أغلبيةَ الخبراء يعتمدون على القصَّة الطبية، والجنسية، والفَحْص السريري (البدنِي)، والفُحوص المختبريَّة الروتينية لبلوغِ تشخيصٍ نهائي والبَدْء بالمعالجة بأحد مثبِّطات الفُسْفودايستيراز من الفئة 5. وعلاوةً على ذلك، يبدأ بعضُ الأطبَّاء - لا سيَّما الأطباء الداخليين والممارسين العامين وحتَّى بعض أطباء المسالك البولية - بالمعالجةِ من دون أيَّة اختبارات، مُتَذرِّعين بالتَّكْلفة العالية للاختبارات، وعدم مساهمتها في العلاج الأوَّلي للعجز في تحقيق الانتصاب. ولكنَّ هذا الموقفَ قد يُغْفِل بعضَ الأمراض الهامَّة التي يمكن أن تسبِّبَ العجز في تحقيق الانتصاب، وقد تؤدِّي إلى مضاعفاتٍ كبيرة إذا تُرِكَتْ من دون تَشْخيصٍ ومعالجة.

لقد استُخْدِمَ اختبارٌ غير جراحي جديد، يعتمد على مِقْياس التأكسد النَّسيجي، لتحرِّي درجةِ أَكْسَجة النَّسيج القضيبي في حالةِ الانتصاب وحالة عدم الانتصاب، قبلَ وبعد حقن موسِّعات الأوعية داخلَ القضيب عندَ رجالٍ مصابين بعجز في تحقيق الانتصاب وغير مصابين به. وقد تَتَبَيَّن أهمِّيةُ التَّحقُّق من درجةِ نقص الأَكْسجة في النَّسيج الكهفي بهذه الطريقة عندَ المصابين بعجز في تحقيق الانتصاب. كما قد يكونُ هذا الاختبارُ، في بعضِ حالات نقص الأكسجة القضيبية، قَيِّماً للتَّشْخيص الدَّقيق والتَّدْبير الصَّحيح.

في المستقبل، سَوْف تؤدِّي اختباراتٌ دقيقة ومُقَيَّسة أكثر، لسَلامة العضل الأملس القضيبـي، والغلالة، ومستوى النَّوَاقِل العصبية في الجسم الكهفي وأيَّة حَدَثِيَّات مَرَضِيَّة في بطانة الأوعية والجيوب، إلى تَشْخيص أكثر دقةً واختيار وتَطْبيق أفضل للمعالجة.

descriptionتَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟ Emptyرد: تَشْخيصُ العجز الجِنْسي عِنْدَ الذَّكر: هَل مِن ضَرُورة لَهُ وكَيفَ يتمّ؟

more_horiz
الجنس المشكلات وأسبابها النفسية الدكتور لطفي الشربيني
https://www.file-upload.com/bv91mg1rri93
الجنس علي كمال (جزأين)
https://www.file-upload.com/r66rdwkxz8y1
https://www.file-upload.com/4axghaws6dy4
الموسوعة الجنسية البهجوري
https://www.file-upload.com/t4xymbz6vvoz
الجنس ومعناه الانساني كزستي بندلي (اربعة اجزاء)
https://www.file-upload.com/7pk43fgdyxqw
https://www.file-upload.com/rt6tmp53tb8r
https://www.file-upload.com/9vdyc3ryudku
https://www.file-upload.com/0prvnkh95hor
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد