علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالوصف السريري للفصام Emptyالوصف السريري للفصام

more_horiz
إن معدل ظهور أعراض الفصام عند التشخيص يكون كبيرا، بالرغم من أن المصابين لا
تظهر عليهم إلا بعض هذه المشاكل في وقت معين. راجع جدول معايير الإصدار الخامس؛ لذا
فإن المصابين بالفصام يمكن تمييزهم عن غيرهم إلى حد ما.
منذ نحو ثلاثين عاما مضت، قسم الباحثون هذه الأعراض إلى فئتين رئيستين، إحداهما
ومن ثم تم ، Crow,1980, Strauss, Carpenter & Bartko, إيجابية والأخرى سلبية 1974
تقسيم الأعراض الإيجابية الأصلية إلى مجموعتين هما: الإيجابية الهلاوس والضلالات، والأعراض
Lenzenweger, Dworkin & Wethington, غير المنتظمة كالكلام والسلوك غير المنتظم
1991 . وقد أفاد التمييز بين الأعراض الإيجابية والسلبية والأعراض غير المنتظمة في البحث في
1 يوضح هذه الفئات. - أسباب ومعالجة الفصام – جدول 9
سنعرض في الأجزاء التالية إلى دراسة الأعراض الفردية تفصيليا، والتي تتكون منها الأعراض
الإيجابية والسلبية، والمجموعات غير المنتظمة. كذا فسنتناول الأعراض التي تخرج عن تصنيف
هذه المجموعات الرئيسة الثلاثة ولكنها تعتبر من أعراض تشخيصات الفصام وفقا للدليل
التشخيصي.
الأعراض الإيجابية:
تتضمن الأعراض الإيجابية الإفراط والانحراف مثل الهلاوس والضلالات، وفي معظم
الأحيان تكون الأعراض الدقيقة ضمن الأعراض الإيجابية.
علم النفس المرضي
496
لاشك أننا في وقت ما قد تعرضنا للقلق نتيجة
لشعورنا بأن الآخرين يحسبوننا مضطربين، وقد
يكون لهذا الاعتقاد ما يبرره في بعض الأحيان، فهل
من شخصه يحبه كل الناس؟ فكر في المعاناة التي
قد تعانيها إذا تيقنت أن الكثيرين لا يحبونك، بل
ربما يكرهونك في حقيقة الأمر لدرجة أنهم يتآمرون
ضدك. تخيل أن من يقومون باضطهادك
يستخدمون أجهزة تنصت للتنصت على مكالماتك
الخاصة وجمع الأدلة في مؤامرة تهدف إلى إذلالك،
وأن المحيطين بك بمن فيهم أحباؤك غير قادرين على
طمأنتك بأن الناس لا يتجسسون عليك، وحتى
أصدقائك المقربين أخذوا تدريجيا في الانضمام إلى
من يضطهدونك، فتبدأ غاضبا قلقا في التصدي لمن
يضطهدونك. فتفحص كل غرفة تدخلها بحثا عن
أجهزة التنصت، وعندما تقابل أشخاصا للمرة الأولى تشرع في توجيه أسئلة مستفيضة لتتبين
إذا كانوا مشتركين في المؤامرة التي تحاك ضدك.
إن هذه الضلالات هي معتقدات منافية للواقع ولا أساس لها من الصحة، هي في غالبيتها
من الأعراض الإيجابية الشائعة للفصام، فأوهام الاضطهاد كتلك التي تحدثنا عنها منذ قليل
ظهرت عند 65 بالمائة من عينة كبيرة من أشخاص متعددي الجنسيات ممن يعانون الفصام
وقد تتخذ الضلالات عديدا من الأشكال، ومن ، Sartorius, Shapiro & Jablonksy, 1974
بينها ما يلي:
قد يحسب المريض أن الأفكار التي في عقله ليست أفكاره، وأن مصدرا خارجيا قد وضعها 
في عقله، وهذا ما يسمى "غرس الأفكار"، فعلى سبيل المثال فإن امرأة كانت تعتقد أن
الحكومة قد زرعت رقاقة كومبيوتر في عقلها لكي يمكنهم غرس الأفكار في رأسها.
قد يعتقد المريض أن أفكاره تنتشر أو يتم تناقلها، لذا فإن الآخرين يشعرون بما يفكر 
فيه، وهذا ما يسمى "ذيوع الأفكار"، فأثناء سيره في الشارع، قد يتلفت الشخص بارتياب
إلى المارة معتقدا أنهم قادرون على سماع ما يفكر فيه على الرغم من أنه لم ينطق.
معايير الفصام طبقا للدليل التشخيصي - الإصدار
DSM- الخامس 5
* أن تظهر اثنتان أو أكثر من الأعراض التالية
وتستمر لمدة شهر على الأقل وعلى أن تكون
إحدى الأعراض من بين التصنيفات 1 أو 2 أو
.3
-1 الضلالات
-2 الهلاوس.
-3 الكلام غير المنتظم.
-4 السلوك غير المنتظم أو الجمود.
-5 أعراض سلبية انعدام الدافعية أو التعبير
عن المشاعر.
* ينخفض الأداء أثناء العمل أو في العلاقات أو في
العناية بالنفس عند كل نوبة.
* ظهور علامات الاضطراب لمدة لا تقل عن 6
أشهر . وفي حالة طور الفصام الأولي أو المتبقي
تظهر الأعراض السلبية أو اثنتان أو أكثر من
الأعراض 1 إلى 4 بصورة أقل حدة.
الفصام
497
قد يعتقد المريض أن هناك قوة خارجية تسيطر على مشاعره وسلوكياته، فعلى سبيل 
المثال قد يحسب الشخص أنه يتم التحكم في سلوكه
من خلال الإشارات المرسلة من أبراج الهواتف الخلوية.
وقد يكون لدى الشخص "ضلال العظمة" فنجده يغالي 
في تقدير أهميته وقدرته ومعرفته، أو هويته، فعلى
سبيل المثال: قد تظن امرأة أن بمقدورها تغيير اتجاه
الرياح بمجرد تحريك يديها.
وقد يكون لى الشخص "أفكارا مرجعية" فيربط أحداثا 
غير مهمة بإطار وهمي، ويحول الأمور المهمة إلى
أنشطة تافهة يقوم بها الآخرون، فعلى سبيل المثال فإن
من تظهر عليهم هذه الأعراض قد يحسبون أن أي
حديث إنما يدور حولهم، وأن تكرار ظهور شخص ما
في الشارع الذي يسير فيه المريض عادة قد يعني لديه
أنه مراقب، وأن ما يراه في التليفزيون أو يقرأه في
المجلات يشير بصورة ما إليه.
1 ملخص التصنيفات الأساسية لأعراض الفصام - جدول 9
الأعراض الإيجابية الأعراض السلبية الأعراض غير المنتظمة
الهلاوس والضلالات انعدام الإرادة، فقر التعبير اللفظي،
انعدام اللذة، قلّة التأثّر العاطفيّ،
غياب الاختلاط الاجتماعي
الكلام غير المنتظم
والسلوك غير المنظم
ورغم وجود الضلالات عند أكثر من نصف المصابين بالفصام، إلا أنها توجد أيضا عند
بعض المرضى الذين تم تشخيص حالتهم بالإصابة بأمراض أخرى بما فيها الاضطراب ثنائي
القطبية، والاكتئاب ذو الأعراض الذهانية، والاضطراب الوهمي.
الهلاوس واضطرابات الإدراك الأخرى:
غالبا ما يقر المصابون بالفصام بأن العالم يبدو بالنسبة لهم مختلفا أو حتى غير حقيقي،
وكما ذكرنا في الحالة السريرية التي أوردناها في بداية هذا الفصل، فإن بعض الأشخاص
يشيرون إلى صعوبات في الانتباه لما يدور حولهم:
الاعتقاد أن الآخرين يلاحظونك
بصورة خاصة هو ارتياب ضلالى
شائع
علم النفس المرضي
498
"لا استطيع متابعة التلفزيون لأنني لا أستطيع أن أرى الشاشة وأستمع إلى ما يقال في
ذات الوقت. فأنا لا أقدر على الانتباه إلى شيئين في وقت واحد خاصة إذا كان أحدهما يقوم
على المشاهدة والآخر يعتمد على الاستماع.وعلى الجانب الآخر فإنني أستغرق في ما أراه لأول
مرة، لكنني لا أستطيع مواصلة التركيز بعد ذلك. ولا أستطيع أن أفهمه" - مقتبس من
. McGhie & Chapman, 1961: 106
الهلاوس هي الاضطرابات الأكثر درامية التي تصيب، وهى خبرات حسية تتم في غياب أي
تنبيه بيئي ذي صلة.، وغالبا ما تكون سمعية أكثر منها مرئية، حيث إن 74 بالمائة من إحدى
. Sartorius et al. عينات مرضى الفصام قد أشاروا إلى وجود هلاوس سمعية لديهم 1974
يشير بعض المرضى الذين يعانون الفصام إلى أنهم يسمعون صوتا آخر يتحدث بأفكارهم.
بينما يقر البعض الآخر أنهم يسمعون أصواتا تتناقش، وبعضهم يسمعون أصواتا تعلق على
تصرفاتهم، وكثير من المصابين بالفصام قد يمرون بحالات من الهلاوس وكأنهم يتقاتلون أو
يتشاجرون، وفى إحدى الدراسات التي أجريت على 200 مريض ممن يعانون الفصام وتنتابهم
الهلاوس الأطول والأعلى صوتا، والأكثر تكرارا، والتي يستخدم فيها صيغة الغائب بأنها غير
Copolov, سارة. إن الهلاوس التي يعتقد أن مصدرها شخص معروف كانت أكثر إيجابية
Mackinnon & Trauer, 2004
يرى بعض واضعي النظريات أن الأشخاص الذين تنتابهم هلاوس سمعية قد يحسبون
صوتهم هو صوت شخص آخر، وأوضحت الدراسات السلوكية أن المصابين بهلاوس الفصام أكثر
من المرضى الذين لا يعانون الهلاوس تعرضا لعدم تمييز تسجيلات صوتهم، وينسبونه لمصدر آخر
وقد تناولت دراسات التصوير العصبي ما يحدث . Allen, Johns, Fu, et al., مختلف. 2004
في المخ خلال الهلاوس السمعية، فعلى سبيل المثال أشار استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي
وهى المنطقة المسئولة ،Broca's area إلى وجود نشاط أكبر في منطقة بروكا fMRI الوظيفي
McGuire, Shah & . عن إنتاج اللغة في المخ عندما يقر مرضى الفصام بسماعهم للأصوات
فلماذا يخطئ المرضى في التمييز؟ وربما تكون هناك مشكلة في الروابط بين . Murray, 1993
مناطق الشق الأمامي التي تنتج الكلام ومناطق الشق المؤقت التي تقوى القدرة على فهم
الكلام. وقد وجدت دراسة تحليلية شملت عشر دراسات تصويرية للمخ أن هناك تنشيطا قويا
في مناطق المخ المرتبطة بإنتاج الكلام مثل: منطقة بروكا، وكذلك وجدت نشاطا في المناطق
Jardri, Pouchet, Pins & Thomas, المرتبطة بمعالجة الكلام وفهمه في مناطق الشق المؤقت
2011 ، وقد دعمت هذه الفكرة الدراسات التي تستخدم كلا من التحليل النفسي
الفصام
499
McGuire, والتصوير الدماغي Ford, Mathalon, Whitfield, et al., الذهاني 2002
. Silbersweig & Frith, 1996, Shergill, Brammer, Williams, et al.,2000
الأعراض السلبية :
تتكون الأعراض السلبية للفصام من الاضطرابات والعيوب السلوكية، مثل: انعدام الإرادة،
غياب الاختلاط الاجتماعي، انعدام اللذة، قلّة التأثّر العاطفيّ، فقر التعبير اللفظي
وسوف نتناولها جميعا فيما يلي. ، Kirkpatrick, Fenton, Carpenter & Marder, 2006
تميل هذه الأعراض إلى الظهور بعيدا عن الأعراض الدقيقة ولها آثار عميقة على حياة مريض
الفصام، ومن المتوقع أن يكون لها أهمية كبيرة في اختبارات التشخيص، فوجود العديد من
الأعراض السلبية يعتبر مؤشرا قويا على سوء الحياة، مثل: الفشل الوظيفي، وقلة الأصدقاء في
. Ho, Nopoulis, Flaum, et al., العامين التاليين لتلقي العلاج في المستشفى 1998
Avolition انعدام الإرادة
يشير انعدام الإرادة أو السلبية إلى فقدان الدافع أو غياب الاهتمام أو عدم القدرة على
مواصلة الأنشطة الروتينية المعتادة بما في ذلك العمل أو الدراسة أو الهوايات أو الأنشطة
الاجتماعية، فعلى سبيل المثال فإن من يعانون انعدام الإرادة قد لا يكون لديهم الدافع
لمشاهدة التليفزيون أو التريض مع الأصدقاء، وقد يكون لديهم صعوبة في الاستمرار في العمل
أو الدراسة أو الأعمال المنزلية، وقد يقضون معظم وقتهم حائرين دون أن يفعلوا أي شيء.
Asociality غياب الاختلاط الاجتماعي
يعانى بعض المصابين بالفصام مشاكل متعددة في العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يشار إليه
بمصطلح غياب الاختلاط الاجتماعي، فأصدقاؤهم قليلون، ومهاراتهم الاجتماعية ضعيفة، ولا
يهتمون بالتواجد بين الناس، بل وربما لا يرغبون في تكوين علاقات وطيدة مع أسرهم أو
أصدقائهم أو أحبائهم، وعوضا عن ذلك نجدهم يرغبون في قضاء أوقاتهم وحدهم، وحينما
يكونون بين الآخرين تظهر عليهم بعض الأعراض السطحية، وقد تبدو تصرفاتهم تجاه الآخرين
غير مكترثة وفاترة.
Anhedonia انعدام اللذة
يطلق على عدم الاهتمام أو التقليل من إظهار الاستجابة تجاه المواقف السارة "انعدام
إن هناك نمطين من التعبير عن السرور: أولهما اللذة الاستهلاكية ."Anhedonia اللذة
وتشير إلى مقدار اللذة التى يشعر بها الفرد أثناء أو خلال consummatory pleasure
علم النفس المرضي
500
وجود أمر مبهج، مثل مقدار اللذة التى قد تشعر بها أثناء تناولك وجبة شهية، فهذا ما نسميه
باللذة الاستهلاكية. أما النوع الثاني فهو "اللذة المتوقعة
ويشير إلى قدر اللذة المتوقع "anticipatory pleasure
حدوثها من أنشطة أو أحداث مستقبلية، فهو على سبيل
المثال قدر اللذة الذي تتوقعه عند تخرجك في الجامعة
وهو هنا ما نسميه اللذة المتوقعة، ويظهر لدى المصابين
بالفصام نقص في اللذة المتوقعة ولكن ذلك لا ينطبق على
Gard, Kring, Germans, Gard, et اللذة الاستهلاكية
. al.,2007; Kring, 1999; Kring & Caponigro, 2010
لذا فعند سؤال المصابين بالفصام عن المواقف أو الأنشطة
المفترض أن تكون سارة لغالبية الناس مثل الطعام الشهي،
أو الأنشطة الترفيهية، أو الأنشطة الاجتماعية وذلك في
استبيان حول انعدام اللذة، أوضح مرضى الفصام أنهم
يشعرون بالسرور في مثل هذه النوعية من الأنشطة أقل
Gard et مما يشعر به الأشخاص الذين لا يعانون الفصام
ومن . al., 2007; Horan, Kring & Balanchard, 2006
ثم فعند تعريض هؤلاء المرضى لأنشطة تبعث على السرور،
مثل مشاهدة الأفلام المسلية، أو الأطعمة الشهية يظهرون
إحساسهم بقدر من اللذة يماثل نفس القدر الذي أظهره
ولذلك فان ، Gard, et al., من لا يعانون الفصام 2007
المرضى قد يظهرون انخفاضا في الإحساس باللذة في
استفتاءات الإحساس باللذة التي تطلب منهم أن يصفوا
مدى إحساسهم بالسرور الذي سينتابهم عند القيام ببعض
الأنشطة المتنوعة، ولكن في حالة وجود أنشطة أو مواقف
باعثة على السرور فإن المرضى يعيشون لحظة اللذة.
Blunted Affect قلّة التأثّر العاطفيّ
إلى عدم القدرة على التعبير Blunted Affect يشير مصطلح قلّة التأثّر العاطفيّ
الظاهري عن العواطف، فمن تظهر عليه هذه الأعراض قد يظل محدقا واجما ولا تعبر
الأشخاص الذين يعانون من الفصام
وتظهر عليهم أعراض قلة التأثر
العاطفي لا يظهرون سعادتهم إلا
أنهم يشعرون بها بقوة كغيرهم
من الذين يبتسمون
الفصام
501
عضلات وجهه عن أي تعبير عاطفي، وتبدو عيناه جامدتين لا حياة فيهما، وعندما تتحدث
إليه، فقد يرد عليك بفتور وبصوت خال من أي نبرة تعبيرية، ولا ينظر في عين محدثه، وقد
وجدت هذه الأعراض لدى 66 بالمائة ممن تضمنتهم عينة واسعة من المصابين بالانفصام
. Sartorius, et al. 1974
ويشي مفهوم قلة التأثر العاطفي إلى التعبير الخارجي فقط عن المشاعر وليس إلى
التجربة الداخلية للمريض التي قد لا يتم التقليل منها على الإطلاق، وقد أظهر ما يزيد على
20 دراسة أن المصابين بالفصام أقل استخداما للتعبيرات الوجهية عن غيرهم من غير المصابين،
وهذا حقيقي وواقعي سواء في الحياة اليومية أو في الدراسات المعملية عند تعرضهم لمؤثر
عاطفي مثل الأفلام، والصور، والأطعمة. وقد عبر المرضى عن نفس القدر من العواطف، بل
. Kring & Moran, إنهم تعرضوا لإثارة عاطفية أكبر مما أبداه غير المصابين 2008
Alogia فقر التعبير اللفظي
إلى انخفاض حاد في مقدار الكلام، فالأشخاص الذين Alogia يشير فقر التعبير اللفظي
يعانون هذه الحالة لا يتحدثون كثيرا، وقد يجيب أحدهم على السؤال بكلمة أو كلمتين
مقتضبتين، ولا يميل إلى الإسهاب وتقديم إجابات تفصيلية، فعلى سبيل المثال حين تطلب من
شخص مصاب بفقر التعبير اللفظي أن يصف تجربة حياتية سارة، فقد يرد عليك قائلا: زواجي
ولا يستطرد بمزيد من التفصيل حتى وإن سألته عن معلومات إضافية.
ورغم أننا قد استعرضنا خمسة أعراض سلبية مختلفة، فإن الأبحاث تشير إلى أن هذه
Blanchard, الأعراض يمكن فهمها بشكل أوضح من خلال تصنيفها ضمن نطاقين أساسيين
Cohen, 2006, Horan, Kring, Gur, et al., 2011, Messinger, Tremeau, et al, 2011
الفئة الرئيسة الأولى تتضمن وجود المحفز، والتجربة الشعورية وعدم الاختلاط وغالبا ما يشار
أما الفئة الرئيسة الثانية فتتضمن التعبير . experience domain إليه بمصطلح بُعد التجربة
expression الخارجي عن المشاعر والتعبير الصوتي وهو ما نشير إليه بمصطلح بُعد التعبير
. domain
الأعراض غير المنتظمة
تتضمن الأعراض غير المنتظمة الكلام غير المنتظم والسلوك غير المنتظم.
الكلام غير المنتظم:
ويشير إلى ،formal thought disorder يعرف أيضا بالاضطراب الشكلي في التفكير
وجود مشاكل في تنظيم الأفكار ومشاكل في التحدث بطريقة يفهمها السامع، وقد وجد
الخبراء أن هناك انعداما للترابط في بعض الأحيان لدى الأشخاص الذين يعانون الفصام
علم النفس المرضي
502
وهو شخص يعاني الفصام "John كما هى الحال في حالة هذا المحاور الذي يسأل "جوون
عددا من الأسئلة:
المحاور: هل شعرت بالانفعال أو التوتر في الفترة الأخيرة؟
جوون: على الإطلاق، فرأسي كرأس نبات الخس..
المحاور: رأسك رأس خس؟ لا أفهم..
جوون: حسنا... هي رأس خس وحسب.
المحاور: حدثني عن الخس .. ماذا تعنى بالضبط؟
جوون: حسنا.... الخس هو عبارة عن تحويل لفهد ميت عانى القفز على إصبع أسد. وقد
ابتلع الأسد فحدث شيء ما، فال .........، انظر، ال..... جلوريا وتومى كانا عبارة عن
رأسين لم يكونا عملاقين مثل الحيتان غير أنهما تمكنا من الهرب مع بعض القيء أو
شيء كهذا.
المحاور: ومن هما تومى وجلوريا؟
المريض: أأه ه ..... تردد هناك جو ديماجيو، وتومى هينريش، وبيل ديكى وبيل بيزوتو،
وجون اسكالافرا، وديل كرانديل، وتيد ويليام، وميكى مانتل، وروى مانتل، وراى
مانتل، وبوب تشانس ..............
المحاور: من هم؟ من هؤلاء الناس؟
جوون: أناس ميتون، إنهم يريدون من هذا المجرم ...... أن يمارس الجنس معهم.
المحاور: ماذا يعنى كل ذلك؟
جوون: حسنا، هل تفهم، على أن أغادر المستشفى. فمن المفترض أن أقوم بإجراء عملية
في ساقي. هل تعرف ..سيبدو الأمر شديد الغرابة، فأنا لا أرغب في الاحتفاظ بساقي،
وهذا هو السبب في أنى أتمنى أن تجرى لي عملية جراحية.
المحاور: أترغب في بتر ساقيك؟
جوون: أتعرف .. ممكن؟
المحاور: ولماذا تريد ذلك؟
جوون: أنا ليست لدى أي سيقان لكي أبدأ بها.لذلك يمكنني أن أتخيل لو أنني كنت
سريعا في الجري، إنني أخشى أن أكون امرأة متزوجة، وهناك شرخ في رأسي التي
. Neal, Oltmans, 1980, pp. 103- تشبه رأس الخس 104
ورغما عن أن "جوون" كان يكرر مراجعا لأفكار وموضوعات مركزية، فإن تصوراته ومكونات
أفكاره لم تكن متواصلة، وبات من الصعب فهم ما يسعى قوله للمحاور.
كذلك قد يكون الكلام أيضا غير منظم، ولا مترابط عن طريق ما يطلق عليه فقدان
وهي الحالة التي derailment أو الخروج عن مسار الحديث loose association الربط
الفصام
503
يكون فيها الشخص أكثر نجاحا في التواصل مع مستمعه، غير أنه لا يكون قادرا على التركيز
على موضوع معين، فالمرضى قد يستغرقون في سلسلة من الترابطات التي تستدعيها فكرة من
Los الصحفي بصحيفة لوس أنجلوس تايمز Steve Lopez الماضي، وقد أشار ستيف لوبيز
الذي صادق شخصا يعاني الفصام واسمه "ناثايل" ويعيش في لوس أنجلوس Angeles Times
وكان موسيقيا بارعاً ومشرداً أيضاً. كتب "لوبيز" عن صداقتهما في كتاب أسماه "العازف المنفرد
وكانت أعراض فقدان الربط تظهر على " ناثايل " فعلى ، The Soloist S. Lopez, 2008
سبيل المثال عند إجابته على سؤال حول "بيتهوفن" أجاب " ناثايل":
إن أفكاري قد اختلطت جميعا ببعضها، إذ أبدأ في التفكير أو الحديث عن شيء ما، غير
أنى لا أستطيع أن أبلغه أبدا، على الرغم من أنى لا أسير في الاتجاه الخاطئ وأمسك بكل
الأشياء المختلفة المرتبطة بالموضوع، أو بالأشياء التي أريد قولها، ولكن بطريقة لا أستطيع
تفسيرها. ويتوه الذين يستمعون لي ويعانون أكثر مما أعانيه .. أنا من تشتت، إن مشكلتي
تتلخص في أن لدى الكثير من الأفكار. يمكنك أن تفكر في شيء ما، فلنقل الطفاية مثلا، وقم
بالتفكير فقط، نعم، إنها تلك التي أضع فيها السجائر، ولكنى أريد أن أفكر فيها، وبعد ذلك
McGhie & أريد أن أفكر في دستة أشياء مرتبطة بها في ذات الوقت. مقتبس من
. Chapman, 1961, p. 108
من المنطقي أن نتوقع ارتباط الحديث غير المنتظم بوجود مشاكل في إنتاج اللغة، لكن
ذلك لا يظهر في هذه الحالة، بل نجد أن الكلام غير المنظم يرتبط بوجود مشاكل فيما يطلق
والتخطيط والربط بين التفكير والشعور. ،executive functioning عليه التوظيف التنفيذي
كما أن الكلام غير المنتظم يرتبط أيضا بالقدرة على إدراك المعلومات الدلالية، مثل معاني
. Kens& Berenbaum, 2002, الكلمات 2003
Disorganized Behavior السلوك المضطرب غير المنظم
يتخذ السلوك غير المنتظم عدة أشكال، فالمرضى قد يدخلون في نوبات غامضة من الإثارة
والاهتياج، وارتداء ملابس غير مألوفة، والتصرف بصورة طفولية أو سخيفة، أو تخزين الطعام، أو
جمع القمامة، ويبدو من الواضح فقدهم القدرة على تنظيم سلوكهم، وجعله متفقا مع المعايير
الاجتماعية. وهم أيضا يجدون صعوبة في القيام بواجبات الحياة اليومية.
: Movement Symptoms الأعراض الحركية
من الأعراض الأخرى للفصام والتي لا تقع ضمن أي مجموعة من المجموعات
التي حددناها إلا أنها تعتبر جزءا من معايير الدليل التشخيصي- الإصدار الخامس، وتتضمن
علم النفس المرضي
504
سلوكا حركيا غير اعتيادي يشير إلى إعاقة في السلوك الحركي، ويعتبر الجمود العضلي أو الجامود
هو أحد الأمثلة الرئيسة لهذه الأعراض. catatonia
إن هناك العديد من الأعراض التي
على أساسها يمكن توصيف الجامود،
فالمصابون بهذه الأعراض يكررون الإيماء
مستخدمين إشارات خاصة وأحيانا
معقدة بأصابعهم، أو أياديهم أو حركة
أذرعهم، والتي دائما ما تكون ذات قصد.
هناك بعض المرضى الذين قد يظهرون
نشاطا متزايدا غير عادى في كل مكان، بما
في ذلك الإثارة الزائدة أو الحركات
الفطرية للأطراف، وبذل الطاقة بشكل
أن Catatonic Immobility مبالغ فيه قد يبدو مثل الهوس. ويمثل انعدام الحركة التخشبي
يتخذ المرضى وقفات أو جلسات غير عادية، ويظلون محافظين عليها لفترات طويلة جدا من
فيمكن للشخص أن waxy flexibility الوقت، وقد يتضمن الجمود العضلي المرونة الشمعية
يثنى أطرافه ويحافظ على هذا الوضع لفترة طويلة من الوقت.
ونادرا ما نرى حالات من الجامود حاليا، وربما يكون السبب في ذلك هو فاعلية العلاج
قد أشار إلى أن انتشار Boyle الدوائي في إزالة إعاقات العمليات الحركية. إلا أن بويل 1991
الجامود خلال بدايات القرن العشرين كان يعكس هذه الأعراض، وعلى وجه الخصوص فهناك
نوع من التشابه بين الإصابة بالسبات أو مرض النوم، ويشير الجامود إلى إصابة حالات كثيرة
"Awakenings بهذه الأعراض في مرحلة لاحقة، وقد جسدت هذه الفكرة في فيلم "اليقظون
1- أهم الاكتشافات 9
تاريخ مفهوم الفصام:
Emil لقد قام طبيبان نفسيان أوروبيان بوضع مفهوم الفصام وهما إيميل كرابيلين
للمرة الأولى، ففي البداية وصف كرابلين Eegen Bleuler وأويجين بلاولر ،Kraepelin
وهو المصطلح الذي نطلق عليه الآن Dementia Praecox ما يسمى العته المبكر
"الفصام" وذلك في عام 1898 ، ويتضمن الجامود عدة أنواع فرعية تشخيصية وهي -
يتضمن الجامود/ الجمود العضلي العديد من المشكلات
الحركية مثل اتخاذ وضعيات غير معتادة لمدد طويلة من الوقت
الفصام
505
جنون العظمة، والتشنج، وجنون المراهقة- والتي اعتبرت منفصلة وتعامل معها الأطباء بصور
مختلفة خلال العقود القليلة الأخيرة، وبالرغم من أن هذه
الاضطرابات تختلف فيما بينها من حيث الأعراض، إلا أن
كرابلين كان يعتقد أنها تشترك في جوهر عام، وأن مصطلح
يعكس ما كان يعتقد "Dementia Praecox" العته المبكر
بأنه جوهر هذه الأعراض وهو مجموعة من الاختلالات
تمثل فسادا عقليا أو تلفا عقليا تقدميا لا مفر منه، فكلمة
ليست ،Dementia Praecox التي في مصطلح Dementia
التي تم وصفها في الفصل الرابع Dementia هي كلمة
عشر من هذا الكتاب، والذي يتناول الحياة المتأخرة، والتي
يتم تحديدها بشكل مبدئي عن طريق العديد من التلف
الذي يصيب الذاكرة، بصفة عامة كان يشير مصطلح كرابلين
إلى "الضعف العقلي".
مع تعريف كرابلين في نقطتين Bleuler يختلف بلاولر
رئيستين وهما: أنه يؤمن بأن الاضطراب ليس بالضرورة أن
يكون له بداية مبكرة، وأنه يؤمن بأن نمو هذا الاضطراب
ليس محتما حتى يصل إلى درجة الخبل. لذا فإن مصطلح
لم يعد مناسبا، وفي عام Dementia Praecox العته المبكر
1908 ، قام بلاولر بتقديم اقتراحه المتمثل في مصطلح الفصام
وهي كلمة يونانية من مقطعين: الأول schizophrenia
تعني "العقل" Phren تعني "يشرخ" وكلمة Schizein كلمة
وهما يكونان ما يريد أن يراه أو يعتبره الطابع الأساسي
للحالة.
فطوال فترة كل حالة مرضية لا يعتبر مسار التدهور محددا
لمعالم الاضطراب، فكانت أعراض الفصام منتشرة بين المرضى، ولذلك
فقد كان عليه أن يقدم تبريرا لوضع هذه الأعراض في مجموعة
واحدة من الناحية التشخيصية، بمعنى أنه كان يحتاج إلى
Emil Kraepelin, إيميل كريبلين
1856-1926 طبيب نفسي ألماني،
وضع توصيفات للفصام ثم أطلق
Dementia عليه العته المبكر
وهو من المصطلحات Praecox
الراسخة في مجال البحث المعاصر
Eugen Bleuler إيجوين بلاولر
1857-1939 طبيب نفسي
سويسري ساهم في معرفتنا
بصياغة مفاهيم الفصام ووضع
الكثير من مصطلحاته الثابتة
علم النفس المرضي
506
تحديد بعض الأسس المشتركة أو الخواص الأساسية التي تربط بين أنواع الاضطرابات وقد كان
المصطلح أو المفهوم المجازي الذي وضعه لهذا الغرض هو "قطع الخيوط الاتصالية".
حيث إنه بالنسبة لبلاولر فإن خيوط الاتصال، لا تربط بين الكلمات فقط، ولكن بين
الأفكار أيضا، ولذلك فإن التفكير الفعال ذا الهدف المحدد، والتواصل، كان ممكنا فقط إذا
كانت هذه الأبنية الافتراضية سليمة، أما القول بأن هذه الخيوط كانت قاطعة في المرض
بالفصام، هذه المقولة أو الفكرة يمكن استخدامها للإشارة لمعدل الاضطرابات الأخرى، فعلى
سبيل المثال، رأي بلاولر أن الصعوبات في الانتباه ناتجة عن فقدان الاتجاه نحو هدف محدد
أثناء التفكير، ومن ثم التسبب في ردود أفعال انفعالية تجاه الناس والموضوعات في المحيط
الحالي.
قد أدرك كرابلين أن نسبة مئوية قليلة من المرضى الذي يعانون الضعف العقلي لم تتعرض
للتدهور، لكنه فضل أن يقصر هذه المجموعة التشخيصية على المرضى الذين لديهم تقدير
ضعيف. وعلى العكس، فقد أدى عمل بلاولر إلى توسيع مفهوم الاضطراب، فقد قام بفحص
بعض المرضى ممن تظهر عليهم الأعراض بصورة أوضح، كما أنهم يعانون الفصام، وقد قام أيضا
بتشخيص الفصام في العديد من المرضى الذين سيحصلون على تشخيص مختلف من أطباء
آخرين.
: DSM- الفصام في الدليل التشخيصي الخامس 5
إلى حد ما عن المعايير DSM- تختلف معايير الفصام في الدليل التشخيصي الخامس 5
2 وصندوق - انظر التلخيص في جدول 9 DSM-IV-TR الواردة في الدليل التشخيصي الرابع
معايير الدليل التشخيصي الخامس ص 252 ، وهناك تشابه بين المعايير الواردة في الدليل
التشخيصي - الإصدار الخامس وتلك الواردة في الدليل التشخيصي الإصدار الرابع، فالإصدار
الخامس يتطلب استمرار الأعراض فترة لا تقل عن ستة أشهر من الاضطراب، على أن يكون من
الستة أشهر شهر على الأقل تظهر فيه الأعراض الدقيقة، أو المرحلة النشطة، والتي يتم التعرف
عليها من خلال وجود اثنين على الأقل من الأعراض التالية: الضلالات والهلاوس والكلام غير
المنظم، والسلوك غير المنظم بدرجة كبيرة أو الجامود، والأعراض السلبية. أما الوقت المتبقي
المطلوب للتشخيص فقد يحدث إما قبل المرحلة النشطة أو بعدها، وهذا المعيار الزمني
يستبعد المرضى الذين لديهم أعراض ذهانية خفيفة، ومن ثم يتحقق شفاؤهم بسرعة.
كذلك فقد ألغى الدليل التشخيصي في إصداره الخامس التصنيفات الفرعية والتي
مثل: فصام DSM-IV-TR كانت جزءا من الدليل التشخيصي في إصداره الرابع
الفصام
507
البارانوي، وغير المنتظم، والتخشبي، وعدم التمييز. والسبب في هذا الحذف ناجم عن عدم
جدوى طرحهم، وانخفاض مستوى الاعتمادية، وأنها تمثل تداخلا بين الفئات الفرعية، وقلة
قدرتها التنبؤية على تشخيص واحد أو أكثر من أنماط الفصام، وتوفير معلومات تساعد في علاج
الاضطراب أو في التنبؤ بتطوراته.
والفصام جزء من الفصل الوارد في الدليل التشخيصي في إصداره الخامس تحت عنوان
Schizophrenia Spectrum and Psychotic "الف صام الطيفي والاضطرابات الذهانية
وهناك عدد آخر من الاضطرابات الأخرى ضمن هذه المجموعة، وهي المدرجة في ،Disorders
. 2- جدول 9
2 : أعراض الفصام الطيفي والاضطرابات الذهانية - جدول 9
أعراض الدليل التشخيصي الإصدار
الخامس
التغيرات الرئيسة
الفصام
Schizophrenia
- عدم وجود تصنيفات فرعية
- وصف الأعراض السلبية بمزيد من التفصيل.
- حذف المعيار الخاص بضرورة أن تكون من بين الأعراض: الهلاوس، أو
الضلالات، أو عدم انتظام الكلام.
- حذف شرط ظهور واحد من الأعراض فقط مصاحبا للضلالات الشاذة.
الاضطراب الفصامي العاطفي
Schizoaffective disorder
- ظهور الضلالات أو الهلاوس لمدة لا تقل عن أسبوعين في وجود أعراض
تتفق مع اضطرابات المزاج بدلا من "أعراض المزاج البارزة".
- أعراض لنوبة من نوبات الاكتئاب الرئيس خلال "معظم" فترة المرض. بدلا
من "الظهور الملموس".
الاضطراب الضلالي
Delusional disorder
- حذف شرط أن تكون الأوهام "غير بارزة".
الاضطراب فصامي الشكل
Schizophreniform disorder
- لابد وأن تتضمن الأعراض وجود الهلاوس، أو الضلالات، أو عدم انتظام
الكلام.
Brief اضطراب ذهاني خفيف
psychotic disorder
- لابد وأن تتضمن الأعراض وجود الهلاوس، أو الضلالات أو عدم انتظام
الكلام.
وهناك نوعان آخران من الاضطرابات الذهانية البسيطة هما الاضطراب فصامي
Brief psychotic والاضطراب الذهاني الخفيف Schizophreniform disorder الشكل
وأعراض الاضطراب فصامي الشكل هي نفسها أعراض الاضطراب الذهاني ،disorder
الخفيف لكنها تستمر لفترة تتراوح ما بين شهر إلى ستة أشهر. يستمر الاضطراب الذهاني
علم النفس المرضي
508
لمدة تتراوح ما بين يوم إلى شهر واحد، وغالبا ما تنتج عن الضغط النفسي الحاد كالفجيعة في
شخص عزيز. إن هذين الاضطرابيين لم يلحق بهما سوى تغير واحد في الدليل التشخيصي-
الإصدار الخامس، وهو أن الأعراض لابد وأن تتضمن الهلاوس أو الضلالات أو عدم انتظام
الكلام.
مزيجاً من أعراض Schizoaffective disorder يتضمن الاضطراب الفصامي العاطفي
الفصام واضطرابات المزاج. وتتطلب معايير الدليل التشخيصي- الإصدار الخامس حدوث نوبات
اكتئابية أو هوسية عوضا عن أعراض اضطرابات المزاج البسيطة التي كانت موجودة في الدليل
التشخيصي- الإصدار الرابع.
فيعاني أوهام الشعور Delusional disorder أما من يصاب بالاضطراب الضلالي
بالاضطهاد أو الغيرة الوهمية أو توهم أن الرفيق أو الحبيب غير مخلص له. وتتضمن الأوهام
التي تندرج تحت هذا الاضطراب أوهام أن هناك من يتتبع المريض، وأوهام الخيانة أن يتوهم
المريض أن الشخص محبوب من قبل شخص آخر، وغالبا ما يكون هذا الحبيب غريبا وعالي
المكانة الاجتماعية، ووهم الإصابة بالمرض مثل: الإصابة بالسرطان ، واشتمل هذا التصنيف
على تغيير واحد في الدليل التشخيصي- الإصدار الخامس وهو أن الأوهام أو الضلالات لم تعد
غير شاذة.
كما أضاف الدليل التشخيصي في إصداره الخامس تصنيفا جديدا هو "شروط الدراسات
attenuated الإضافية" وهو جزء من القسم الثالث يشار إليه بأنه متلازمة الذهان الأولي
.2- وسوف نتناول هذه الجزئية بالتفصيل في" أهم الاكتشافات 9 ،psychosis syndrome
2- أهم الاكتشافات 9
attenuated psychosis syndrome متلازمة الذهان الخفيف
اهتم الدليل التشخيصي في إصداره الخامس بإدراج اضطراب جديد هو "الفصام الطيفي
والذي "Schizophrenia Spectrum and Psychotic Disorders والاضطرابات الذهانية
وقد خلق هذا قدرا جيدا من النقاش ، APS يشار إليه باسم متلازمة الذهان الخفيف
والجدال في هذا المجال، وفي الختام وضع الفصام الطيفي والاضطرابات الذهنية في القسم
الثالث من الدليل التشخيصي- الإصدار الخامس وهو القسم الذي يحدد شروطا للحاجة لمزيد
من الأبحاث قبل ضمه إلى الدليل التشخيصي، وبعد توصيف الاضطراب المشار إليه، أدرجنا
الميزات والعيوب المتعلقة بإدراجه ضمن الدليل التشخيصي.
برزت فكرة الفصام الطيفي والاضطرابات الذهنية ضمن بحث أجري على مدار
العقدين الماضيين لدراسة الشباب المعرضين لمخاطر الإصابة بالفصام، ويطلق على هذا
الفصام
509
clinical high-risk studied النوع من الدراسات اسم الدراسات السريرية لارتفاع المخاطرة
ناقشناها بتوسع لاحقا. كانت نقطة الانطلاق في هذا الاتجاه هي الدراسات المطولة التي
اعتمدت على دراسة الشباب الذين تظهر عليهم أعراض إيجابية متوسطة والتي يمكن أن تتطور
استخدم البحث مقياس المقابلة . Miller, McGlashan, Rasen et al., للإصابة بالفصام 2002
structured interview for paranormal الشخصية المهيكلة للمتلازمات غير الطبيعية
وهذا ما أظهر مجموعات من الشباب المختلفين عن باقي الأشخاص الذين ، syndromes SIPS
لا يعانون الأعراض المتوسطة وعن أولئك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع الفصام
الأشخاص الذين تضمنتهم دراسات المخاطر الأسرية العالية والتي ناقشناها سابقا ، وأشير إلى
وتشير كلمة ،paranormal هؤلاء الأشخاص بوصفهم غير طبيعيين أو خارقين للطبيعة
إلى العلامات الأولى للمرض، ويختلف الأشخاص الذين صنفوا على أنهم خوارق أو prodrome
عن غيرهم من الشباب الآخرين الذين لم تنطبق عليهم SIPS غير طبيعيين وفق معايير اختبار
المعايير في عدد المؤشرات المؤثرة بما في ذلك الوظائف الحياتية اليومية ومعدل تحولهم إلى
إن ما يتراوح . Woods, Addington, Cadenhead et al., اضطرابات الفصام الطيفي 2009
بين 10 إلى 30 بالمئة من الأشخاص الذين تنطبق عليهم معايير ما بعد الأعراض الطبيعية تتطور
حالتهم إلى الإصابة باضطراب الفصام الطيفي مقارنة بنسبة 0.2 بالمئة فقط من إجمالي العينة
. Carpenter & van Os, 2011; Yung, Woods, Ruhrman et al., 2012
ولكن ما الحجج التي في صالح إضافة هذا التصنيف الجديد إلى الدليل التشخيصي-
يساعد الأشخاص في APS الإصدار الخامس؟ أولها أن تحديد متلازمة الذهان الخفيف
الحصول على العلاج بدلا من بقائهم دون أن يلاحظهم أخصائيو الصحة العقلية. للأسف فإنه
في ظل نظام التأمين الصحي الحالي في الولايات المتحدة فإن الشخص لا يحصل على العلاج ما لم
يتم تشخيص أعراضه بصورة رسمية. ثانيا: أن هناك أملا في أن يؤدي تحديد وتمييز وعلاج
إلى منع تطور حالتهم للإصابة بالفصام أو اضطرابات APS المصابين بمتلازمة الذهان الخفيف
الفصام الطيفي.
Yung, Nelson, إلا أنه كانت هناك بعض الحجج ضد إضافة هذا التصنيف الجديد
أولا: أن هذا التصنيف لم يحظ بعد بالموثوقية والنفاذ . Thompson & Wood, 2010
لدرجة تدعم إدراجه في الدليل التشخيصي. ثانيا: أن هناك مستوى عاليا من الاعتلال
المشترك مع الأعراض غير الطبيعية، فما يزيد على 60 بالمئة من الشباب تنطبق عليهم
أعراض غير طبيعية ممن لديهم تاريخ من الاكتئاب تزداد لديهم احتمالية الإصابة بمتلازمة
وهي في حقيقتها جزء من الاضطرابات المزاج ولكنها ليست APS الذهان الخفيف
اضطراب فصام طيفي. ثالثا: عدم وجود اهتمام بوضع تصنيف جديد خاصة فيما
علم النفس المرضي
510
يتعلق بالشباب مما قد يؤدي إلى النظر إليهم بصورة سلبية أو بتحامل، وقد يكون من غير
الضروري إزعاج الشباب وأسرهم بذلك، وختاما: فعلى الرغم من أن توفير طرق العلاج
للمصابين بالضغط النفسي أو الأعراض الإيجابية الموهنة هو هدف نبيل، إلا أن هناك تخوفا
من أن تختلط طرق العلاج مع طرق علاج الفصام وذلك في ظل غياب حد فاصل بينهما، وفي
APS Carpenter واقع الأمر فإنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال لمتلازمة الذهان الخفيف
. & van Os, 2011
نبذة سريعة :
يعتبر الفصام اضطرابا مختلفا للغاية، فهو يصيب الرجال والنساء، بنفس الدرجة، وبمبدأ في
المراهقة المتأخرة أو البلوغ المبكر. ويمكن أن نميز بين الأعراض فمنها الإيجابي والسلبي، وغير
المنتظم. تتضمن الأعراض الإيجابية الهلاوس والضلالات، أما الأعراض السلبية فتتضمن انعدام
وعدم الإحساس بالسرور أو اللذة، ،Affect الإرادة، وفقر التعبير اللفظي، وقلة التأثر العاطفي
وعدم المخالطة الاجتماعية. أما الأعراض غير المنتظمة فإنها تشمل الكلام غير المنتظم، والسلوك
غير المنتظم. ولا يوجد من بين هذه الأعراض ما يعتبر حاسما بالنسبة لتشخيص الفصام. لا
يتضمن الدليل التشخيصي في إصداره الخامس أيا من الفئات الفرعية للفصام وذلك لعدم توافر
قدر من الاعتمادية وعدم فائدتها.
أما الاضطرابات الذهانية فتتضمن: الاضطراب الفصامي العاطفي، والاضطراب الذهاني
الخفيف وهي تختلف عن الفصام من حيث المدة. يتضمن الاضطراب الفصامي العاطفي
أعراض كل من الفصام واضطرابات المزاج، أما الاضطراب الوهمي فإنه ينطوي على الضلالات
ولكنه لا يتضمن أية أعراض أرخى من أعراض الفصام، وتكون فيه الضلالات أقل شذوذا من
أوهام الفصام، ويكون الاضطراب الوهمي أقل ظهورا من الفصام. وقد أدرج الدليل
التشخيصي- الإصدار الخامس تصنيفا جديدا يتضمن المتلازمة الذهانية بما فى ذلك الأعراض
الايجابية وهي التي تسبب التوتر والتي تشهد توجها خلال آخر سنة من المرض، ولم يكن هذا
التصنيف مدرجا في الإصدار الخامس ضمن قسم الاضطرابات ولكن تمت إضافته في القسم
الثالث كواحدة من الشروط اللازمة للدراسة المستقبلية، وقد تمت إضافته بشكل رسمي
للدليل التشخيصي.
أسباب الفصام:
بماذا نفسر تبعثر الأفكار وعدم ترابطها، والحاجة إلى التعبير عن العواطف والضلالات
الغريبة، والهلاوس المحيرة التي عاناها الأشخاص المصابون بالفصام؟ فكما سنرى، فإن هناك
عدداً من العوامل التي تسبب هذا الاضطراب المعقد.
الفصام
511
العوامل الجينية:
هناك عدد من الأبحاث يدعم فكرة أن الفصام يتضمن مكونا جينيا، كما سنناقش ذلك في
الأجزاء التالي ذكرها فيما بعد حول الجينات السلوكية وأبحاث الجينات الجزئية التي تم
إجراؤها حول هذه الجينات، ويبدو الدليل أكثر إقناعا نوعا ما من دراسات الجينات السلوكية،
وذلك يرجع في الغالب إلى أن هذه الدراسات كانت متطابقة، وهناك دليل حديث يشير إلى أن
الفصام يعود إلى أسباب جينية، وأن هذه العوامل الجينية تتباين وتختلف من حالة إلى حالة،
وهذا ما يعكس الحقيقة التي ذكرناها سابقا وهي ضرورة تشخيص الفصام بصورة منفصلة،
فالجينات تقوم بوظيفتها وفق البيئة لذلك فدراسات التداخل الجيني البيئي تسهم في توضيح
. Walker& Tessner, الدور الجيني في الفصام 2008
دراسات الجينات السلوكية:
تدعم الدراسات التي تجرى على الأسرة، والتوائم، والتبني فكرة أن العوامل الجينية
تلعب دورا في حدوث الفصام قد تم إجراؤها عندما كان تعريف الفصام أوسع مما هو
عليه الآن. إلا أن الباحثين الوراثيين قد جمعوا معلومات وصفية حول العينات التي قاموا
بدراستها، مما يسمح للنتائج بإعادة تحليلها فيما بعد باستخدام معيار جديد في التشخيص.
الدراسات العائلية:
3 مختصرا لمخاطر - يعرض جدول 9
الفصام لدى أقارب متعددين في حالات مصابة
بالفصام، لابد عند تقييم النتائج من ملاحظة أن
المجازفة من أجل الفصام في السكان بصفة عامة
لا تتعدى واحد بالمائة . ومن الواضح تماما أن
أقارب المرضى المصابين بالفصام في خطر متزايد
ويتزايد الخطر كلما كانت العلاقة الوراثية أو
الجينية بين صاحب الجين وبين الأقارب أكثر قربا
Kendler, Karkowski-Shuman & Walsh,
1996 . كما وجدت دراسات أخرى أن من
لديهم أشخاص مصابون بالفصام في عائلاتهم أو
في تاريخ عائلتهم، يظهرون أعراضا سلبية أعلى من أولئك الذين تخلو عائلاتهم من
3 ملخص الدراسات العائلية ودراسات التوائم - جدول 9
الرئيسة لجينات الفصام.
العلاقة بالمصاب نسبة الفصام %
الزوج
الطفل الأكبر
ابن الأخ/ الأخت
الأطفال
النسيب/ الصهر
DZ التوائم المتماثلة
MZ التوائم غير المتماثلة
1.00
2.84
2.65
9.35
7.30
12.08
44.30
Gottesman, McGuffin & Farmer,
1987
علم النفس المرضي
512
وذلك على افتراض أن الأعراض . Malaspina, Goetz, Yale, et al., مرض الفصام 2000
السلبية قد يكون بها العنصر الجيني أقوى.
وفي دراسة حالية أجريت على ما يزيد على مليونين من الأشخاص من الدنمارك من خلال
. Gottesman, Laursen, Bertelsen & Mortensen, نظام التسجيل المدني الدنمركي 2010
يقوم هذا النظام بتسجيل كافة تصاريح دخول وخروج المرضى إلى المستشفيات عند العلاج من
مشكلات صحية بما في ذلك الاضطرابات العقلية. قام الباحثون بفحص لتحديد أعراض الفصام
والاضطراب ثنائي القطبية بين الأشخاص الذين يعانون منهما ويكون أحد أبويهما أو كلاهما قد
اعترف بإصابته بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطبية. كما فحصوا مؤشرات هذه الاضطرابات
لدى الأطفال ممن أقر أحد والديهم بالإصابة بالفصام أو الإصابة بالاضطراب ثنائي القطبية،
4 ، وكما هو متوقع فقد كانت مؤشرات الإصابة - وخلصت إلى النتائج المدرجة في جدول 9
بالفصام أعلى لدى الأطفال الذين أقر والداهما كلاهما بالإصابة بالفصام ممن كان أحد
والديهم فقط مصابا بالفصام. تقترح هذه النتائج أنه ربما يكون هناك بعض الجينات المشتركة
التي تربط بين الفصام والاضطراب ثنائي القطبية، وهذا ما تشير إليه الدراسات الجينية الجزئية
والتي سنتناولها فيما بعد.
تشير نتائج دراسات العائلة إلى أن الجينات تلعب دورا في الإصابة بالفصام يمكن أن تنقل
وراثيا. غير أن أقارب الشخص المصاب بالفصام لا يشتركون فقط في الجينات، ولكن أيضا لهم
خبرات وتجارب مشتركة. وهنا نستعيد ما أوردناه في الفصل الثاني بأن الجينات تقوم بالكثير
من عملها عبر البيئة. وبالتالي فإن تأثير البيئة لا يمكن إغفاله عند شرح الخطورة أو المخاطر
الأعلى بين الأقارب.
دراسات التوائم :
DZ والتوائم الأخوية MZ 3 المخاطر بالنسبة للتوائم المتطابقة - يوضح جدول 9
والمصابين بالفصام. وقد بلغت نسبة
المخاطرة بالنسبة للتوائم المتطابقة
بالمئة، وبرغم أنها أعلى من MZ 44.3
نسبة الفصام أو المخاطرة في التوائم
والتي بلغت 12.08 DZ الأخوية
بالمئة إلا أنها لم تبلغ بعد 100 بالمئة.
وقد توصلت أبحاث حديثة أخرى
غالبا ما تدرس الدراسات الجينية السلوكية التوائم الثنائية أو
الثلاثية أو الرباعية، وهذه صورة لحالة نادرة لأربعة توائم من
الإناث ظهر استعدادهن للإصابة بالفصام
الفصام
513
Cannon, Kaprio, Lonngvist, et al., 1998; Cardno, Marshall, إلى نفس النتائج
تعتبر هذه الن سبة التي تقل عن 100 ٪ والتي وجدت في التوائم . Coid, et al, 1999
المتطابقة ذات أهمية كبيرة: فلو أن الانتقال الوراثي فقط هو الذي يتم أخذه في الحسبان
بالنسبة للفصام، وكان أحد التوأمين مصابا بالفصام، فبالتالي سيصاب الآخر بالفصام خاصة لدى
التوائم المتطابقة جينيا. كذلك فإن الأبحاث التي أجريت على التوائم قد أشارت إلى أن
Dworkin& الأعراض السلبية قد يكون العنصر الوراثي فيها أقوى من الأعراض الإيجابية
Lenzenwenger, 1984; Dworkin, Lenzenwenger & Moldin, 1987
وكما هى الحال في الدراسات العائلية هناك صعوبة في تفسير نتائج دراسات التوائم في
مشكلة خطيرة، فالبيئة المشتركة وليست العوامل الوراثية المشتركة، قد تكون مسئولة جزئيا
عن زيادة المخاطرة. ولا نقصد بالبيئة المشتركة العوامل البيئية المشتركة أو غير المشتركة، مثل
تربية الطفل أو العلاقات بين الأقران، ولكن أيضا بيئة الرحم إذا كانت متشابهة فإن التوائم
الأحادية المتماثلة تكون أكثر عرضة من التوائم غير المتماثلة وذلك لأنها تشترك في نفس الدم.
وزملاؤه 2010 Gottesman 4 ملخص للدراسة الأسرية التي قام بها جوتزمان - جدول 9
الأعراض النفسية المرضية لدى الوالدين احتمال الإصابة بالفصام
٪ إصابة كلا الوالدين بالفصام 27.3
٪ إصابة أحد الوالدين بالفصام 7.0
٪ عدم إصابة أي من الوالدين بالفصام 0.86
إصابة أحد الوالدين بالفصام وإصابة الآخر بالاضطراب
ثنائي القطبية.
٪15.6
بحثا رصينا يدعم التفسير الوراثي للمخاطرة الكبيرة Fischer أجرت الباحثة فيشر 1971
الموجودة عند التوائم المتماثلة، وعللت فيشر ذلك بأنه إذا كانت هذه المعدلات تعكس التأثير
الوراثي حقا فإن التوائم الذين لا يعانون الفصام يتعرضون لمخاطرة كبيرة تجاه الاضطراب،
وبالتالي فإن هؤلاء التوائم من المفترض أن يكون لديهم البيئة الوراثية للفصام، وفي واقع الأمر
فإن معدل الإصابة بالفصام والاضطراب الذهاني المشابه للفصام في التوائم المتماثلة كان عند
غير المصابين بها 9.4 المئة، بينما كان لدى المصابين بالفصام ضئيلة أو غير دالة 12.3 بالمئة، وكلا
المعدلين يزيد قليلا عن نسبة واحد بالمائة مقارنة بعدد السكان الكلي، وهذا يدعم أهمية
العوامل الجينية في الإصابة بالف

descriptionالوصف السريري للفصام Emptyرد: الوصف السريري للفصام

more_horiz
دراسات التبني:
أظهرت الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين كانت أمهاتهم تعانين الفصام،
ولكنهم تربوا منذ طفولتهم المبكرة لدى آباء وأمهات بالتبني، أنهم لا يعانون الفصام،
ووفرت دليلا على أهمية الدور الذي تلعبه الجينات في الفصام، فهذه الدراسات تستبعد
الآثار المحتملة الناتجة عن كون الطفل قد تربى في بيئة تضم والدين مصابين بالفصام.
شخصا ولدوا فيما بين عامي Hoston 1966 في دراسة تقليدية حالية، تابع هوستن 74
1945 من أمهات أصبن بالفصام، وقد تم تربيتهم على يد مربية أو من خلال آباء ،1915
بالتبني، وقد تم اختيار 50 مشاركا من الذين تم فحصهم، ثم اختيارهم من نفس الملاجئ التي
ترعى النساء المصابين بالفصام. أظهر تقييم المتابعة أن المعايير الضابطة لم تشر إلى الفصام في
مقابل 10.6 بالمئة خمس من الأمهات المصابات بالفصام.
وفي دراسة موسعة أخرى تناولت الأبناء المتبنين ممن عانت أمهاتهن الإصابة بالفصام،
فقد ظهرت نتائج مشابهة، ففي هذه الدراسة كان معدل خطر الإصابة بالفصام لدى 164 من
المتبنين من الأبناء البيولوجيين لنساء عانين من الفصام هو نسبة 8.1 بالمئة، وكانت النسبة في
العينة الضابطة التي تكونت من 197 من المتبنين المولودين لأمهات لم يعانين الفصام منخفضة
إذ بلغت 2.3 بالمئة. كما أن معاملات الخطر بالنسبة للاضطرابات الأخرى مثل الاضطراب
الفصامي العاطفي، أو الاضطراب فصامي الشكل كانت عالية لدى المتبنين المولودين لوالدين
Tienari, Wynne, Moring, et أصابهما الفصام بصورة تفوق المتبنين في العينة الضابطة
من الفصام. al., 2000
Kety, Rosenthal, Wender, et وفي دراسة أخرى عن التبني أجريت في الدنمارك
قام الباحثون بفحص سجلات الأطفال الذين تم تبنيهم في المراحل الأولى al., 1976, 1994
من عمرهم. وقد تم اختيار كل الذين قاموا بعملية التبني ممن شخصت حالتهم بأنها
الفصام، أما الحالات الباقية، فقد اختار الباحثون من بينها مجموعة ضابطة من أشخاص
ليس لهم تاريخ في الإصابة بأمراض نفسية، ولم تصب بالفصام ولكنها تتشابه مع العينة
المبحوثة في متغيرات مثل الجنس والنوع والسن، وتم تحديد العائلات الأصلية والعائلات
المتبنية في المجموعتين، وتم إجراء بحث آخر لتحديد من منهم له تاريخ مع المرض النفسي،
ومثلما هو متوقع، إذ تكرر ظهور العوامل الجينية في الفصام فإن الأقارب البيولوجيين من
المجموعة المصابة بالفصام تم تشخيص حالتهم بأنها بالفصام، وهم في الغالب يزيدون في
عددهم مقارنة بعدد المجموعة الكلية، أما المجموعة المتبناة فلم تكن كذلك.
الفصام
515
دراسات المخاطر الأسرية العالية :
هي نوع مختلف من دراسات الأسرة يطلق عليها دراسات المخاطر الأسرية العالية
يبدأ هذا النوع من الدراسات بدراسة أحد الأبوين .familial high- risk studies
البيولوجيين المصاب بالفصام وتتبع تاريخهم المرضي خلال فترة طويلة وذلك بغرض تحديد كم
عدد أبنائهم المحتمل إصابتهم بالفصام، وما أنماط العوامل العصبية والسلوكية التي تظهر أثناء
طفولتهم، وكيف يمكن التنبؤ بها. ظهرت أول دراسة للمخاطر الأسرية العالية للإصابة بالفصام
وقد اختار . Mednick & Schulsinger, خلال الستينيات من القرن العشرين 1968
الباحثون الدنمارك والشعب الدنمركي نظرا لسهولة تسجيل الأشخاص ومتابعتهم لفترة طويلة،
وقد شارك في الدراسة 207 من الشباب الذين تعاني أمهاتهم الفصام، قرر الباحثون أن تكون
الأم هي الطرف المصاب بالفصام نظرا لمشكلة الاعتراف بالأبوة تجاه الأب. ثم دراسة 104 من
المشاركين منخفضي المخاطرة ممن لم تعان أمهاتهم الفصام، وفي عام 1972 بعد أن كبروا
وأصبحوا رجالا ونساء تمت متابعتهم وإخضاعهم لعدد من المقاييس مثل اختبارات بطارية
الأعراض. إن خمسة عشر بالمئة من هؤلاء تم تشخيص حالاتهم على أنها فصام، بينما لم يتم
تشخيص أي حالة في المشاركين في المجموعة الضابطة.
أجريت تحليلات إضافية للمشاركين في العينة الضابطة ممن شخصت حالتهم بأنها فصام
موضحة أعراضا إيجابية وسلبية للفصام تختلف
Cannon, Mednick & في أسبابها المرضية
بالنسبة لمن ظهرت عليهم ، Parnas, 1990
الأعراض السلبية غير الطبيعية كانت لديهم
مشكلات خلال مرحلة الحمل والولادة ولم تكن
لديهم استجابة عصبية حتى تجاه أبسط
المثيرات، وعلى النقيض من ذلك فإن الأشخاص
الذين ظهرت عليهم الأعراض الإيجابية غير
الطبيعية كان لديهم تاريخ من عدم الاستقرار
الأسري مثل الانفصال عن الوالدين ووجودهم في
مراكز الرعاية أو مؤسساتها لفترة من الوقت.
ومع ظهور هذه الدراسة الرائدة أجريت دراسات أخرى للمخاطر العالية، ومن
بعضها تم الحصول على معلومات تتضمن الأسباب المحتملة للعلاج النفسي لدى البالغين،
عالم نفسي بجامعة Sarnoff Mednick سارنوف ميدنيك
ساوثرن كاليفورنيا، رائد استخدم طريقة الدراسات الأسرية
عالية المخاطر في دراسة الفصام، وساهم أيضا في تشخيص
الأعراض العقلية المرتبطة بالإصابة بهذا الاضطراب
علم النفس المرضي
516
ولا يقتصر ذلك على الفصام وحده. توصلت دراسة عالية المخاطر في نيويورك أنه من خلال
Cornblatt & Erlenmeyer- المعايير يمكن قياس الاضطرابات السلوكية ومتابعتها
. Kimling, 1985
علاوة على ذلك فإن انخفاض معدل الذكاء هو أحد السمات التي ظهرت ضمن المخاطر
Erlenmeyer- Kimling & العالية لدى الأطفال الذين تتم معالجتهم في المستشفيات
وفي دراسة إسرائيلية إشارة إلى أن الوظائف السلوكية العصبية، ضعف ، Cornblatt, 1985
التركيز، ضعف القدرة اللفظية، فقدان الضبط والتناسق الحركي تعد مؤشرا على الإصابة
أما . Marcus, Hans, Nagir et al., بالفصام الطيفي، وكذلك مشكلات بين شخصية 1987
الدراسة التي أجريت في نيوانجلاند فقد وجدت أن الأبناء لأبوين أحدهما مصاب باضطراب
الفصام الطيفي تتزايد احتمالات إصابتهم أيضا بالفصام عند سن الأربعين إلى ستة أضعاف
. Goldstein, Buka, Seidman & Tsuang, نسبة من لا يعاني والديهم الفصام 2010
كذلك فقد تضمنت هذه الدراسة مجموعة من الأبوين من المصابين بما يطلق عليه " الذهان
وهذا يتضمن الاضطراب ثنائي القطبية والاضطراب الاكتئابي "effective psychosis الوجداني
الرئيس إضافة إلى أعراض الذهان. لا يتعرض أبناء الوالدين المصابين بالذهان الوجداني إلى
مخاطر عالية فيما يتعلق بإصابتهم بالفصام الطيفي، ولكن نسبة إصابتهم بالذهان الطيفي
بلغت أربعة عشر ضعفا مقارنة بالأطفال الذين لا يعاني والديهم أي اضطراب ذهاني.
أبحاث الوراثة الجزيئية:
تعد معرفة أن للفصام مكونا جينيا نقطة البداية للانطلاق في البحث ليس إلا، أما فهم
سبب نشوء النزعة الجينية فهو التحدي الأكبر الذي يواجه الباحثين، كما هى الحال مع كل
الاضطرابات التي نناقشها في هذا الكتاب تقريبا، ومن غير الواضح ما إن كانت النزعة إلى
الفصام تنتقل عن طريق جين منفرد.
حاولت دراسات التحليل الارتباطي تقليص عدد احتمالات جينات معينة ترتبط بالفصام،
ووفق ما أوردناه في الفصل الرابع فإن الهدف من دراسات الارتباط هو تحديد كيفية ارتباط
جين معين أو عدة جينات محددة بتكرار سلوك أو تصرف معين مثل: النمط الظاهري
Dopamine تركز الأبحاث بشكل مبدئي على الجينات المرتبطة بعنصر الدوبامين ،phenotype
المستقبل، وذلك لأنه كما سنناقش فيما يلي فإن هذا المستقبل يعتبر مشتركا مع الفاعلية
الإيجابية لبعض الأدوية أو مرتبطا بها والتي يتم استخدامها في معالجة الفصام، وبالرغم من
إلا أن هناك عددا ، Glatt, Faraone, & Tsuang, أن هناك بعض النتائج الإيجابية 2003
. Owen, Williams & O'Donovan, من الدراسات الأخرى أظهرت نتائج سلبية 2004
الفصام
517
خلصت هذه الدراسات إلى أن هناك أربعة جينات تدعم هذا الرأي، اثنان منها يرتبطان
أما الجينيان الآخران فيرتبطان بالخلل المعرفي NGRI ،DTNBI : بالإصابة بالفصام وهما
يحتوي على نوع DTNBI والجين الذي يطلق عليه .BDNF ،COMT المرتبط بالفصام وهما
والذي يتم إفرازه عبر المخ ولكن وظيفة الجين أو Dysbindin من البروتين يسمى الديسبندين
البروتين لم تتحدد بعد، ومن الواضح أنها تؤثر على الدوبامين والجلوتيمات الموجودة في نظام
وهذه الأنظمة لها علاقة ، MacDonald, Chafee, النواقل العصبية من خلال المخ 2006
بالإصابة بالفصام فمخ الأشخاص المصابين بالفصام كما سنعرض لذلك لاحقا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة من دراسات ما بعد الوفاة، قد أوضحت ذلك بالمقارنة مع
الأشخاص غير المصابين بالفصام، أولئك الذين تبدو معهم الفصام تحتوي على نسبة قليلة من -
في عدد من مناطق المخ، بما فيها المنطقة الأمامية أو منطقة القشرة الأمامية، Dysbindin
Weickert, Straub, والقشرة المؤقتة وقرن آمون والكيانات ذات الهياكل الرخوة
والذي يرتبط بالناقلات العصبية NGRI وهناك جين آخر وهو ، McClintock et al., 2004
ويعتبر أيضا مفيدا في عملية تكوين النخاع .NMDA ومستقبلات الجلوتامين العصبية
.Myelination
مرتبط بالوظائف التنفيذية التي COMT وجدت دراسات أخرى أن الجين المسمى
وأضح عدد من الدراسات ، Goldberg & Weinberger, تعتمد على القشرة الجبهية 2004
أن الأشخاص المصابين بالف صام ينتابهم خلل في هذه الوظائف التنفيذية، وتتضمن هذه
الوظائف: التخطيط، والذاكرة العاملة، وحل المشكلات، وأشارت دراسات أخرى إلى مشكلات
تحدث في القشرة الجبهية. إن قليلا من دراسات الارتباط هي التي أشارت إلى ارتباط الجين
فقد تمت دراسته BDNF أما الجين . Harrison & Weinberger, بالفصام 2004 COMT
وربطه بالوظائف المعرفية سواء لدى الأشخاص المصابين أو غير المصابين بالفصام، وهذا الجين
ولدى كل شخص جينان اثنان من ذات الفئة Val66Met مسئول عن عملية أيض يطلق عليها
وفي دراسة موسعة ، Met Val/Met و ،Val أو قد يكون أحدهما Met/Met أو Val/Val
تضمنت أشخاصا مصابين وغير مصابين بالفصام، ظهر أن الذاكرة العاملة تكون حالتها أفضل
مقارنة بأولئك الذين لديهم جين Val/Val لدى الأشخاص الذين يكون لديهم الثنائي الجيني
. Val/Met, Met/ Met Ho, Milev, O'Leary et al., منفردا أو مزدوجا 2006 Met
على الرغم من تكرار هذه النتائج في بعض الدراسات التي تناولت فشل الارتباط بين
هذه الجينات الأربعة والإصابة بالفصام. علاوة على ذلك فإن هذه الجينات الأربعة لا
علم النفس المرضي
518
Kim, تظهر في الدراسات الجينية الموسعة. يعكس هذا ضخامة الارتباط الجيني بالفصام
. Zerwas, Trace & Sullivan, 2011
أيضا في دراسة الإصابة GWAS استخدمت دراسات الارتباط الجينومي الموسع
بالفصام، وعودة إلى ما تناولناه في الفصل الثاني فإن هذا الأسلوب يسمح للباحثين بتحديد
في الجينات، فضلا عن معرفة CNVs المؤشرات النادرة مثل تغيرات النسخ العددي الجيني
موقع الجين ذاته. إن هذه التغيرات هي عبارة عن تبديلات في الجين تحدث بشكل عشوائي
إلى النسخ غير الطبيعي CNV دون أسباب معروفة، وتشير تغيرات النسخ العددي الجيني
في الجين، ومثال على ذلك، DNA مثل الحذف أو التكرار في جزء أو أكثر من الحامض النووي
قد أوضحت أن هناك تغيرات نادرة GWAS فإن إحدى دراسات الارتباط الجينومي الموسع
تشمل 50 متغيرا نادرا للنسخ العددي الجيني، وأنها تتضاعف إلى ثلاثة أضعاف لدى المصابين
Walsh, بالفصام مقارنة بغير المصابين وذلك خلال مقارنة عينتين مختلفتين من الأشخاص
إن بعض التغييرات الجينية معروفة بارتباطها ببعض . McClellan, McCarthy et al., 2008
عوامل المخاطرة الأخرى فيما يتعلق بمسببات الإصابة بالفصام بما فيها النواقل العصبية
للجلوتاميد والبروتينات والتي تحدد مدى ملاءمة العصب الموجود بالمخ خلال فترة نموه. فضلا
عن أنه بالرغم من أن التغييرات التي تم تحديدها شائعة لدى كثير من المصابين بالفصام
بصورة تفوق وجودها لدى غير المصابين، إلا أنها لا تظهر إلا عند 20 بالمئة من المصابين
بالفصام. لذا فإن كثيرا من العوامل الجينية لا تزال في حاجة إلى دراسات مستقبلية كي يتم
اكتشافها.
التي درست GWAS أشارت دراستان حاليتان من دراسات الارتباط الجينومي الموسع
كانت على هيئة حذف CNV الفصام إلى أن هناك تغيرات في النسخ العددي الجيني
1 لمعرفة كيفية فك رموز شفرة الأرقام - راجع شكل 9 q11.21, 15q13.3, 1q21.122
والحروف وهي مخالفة للمتعارف عليه في التكرار الجيني منذ بداية البحث الجيني الحديث
كذلك فهناك عملية حذف . Bassett, Scherer & Brzustowics, 2010; Kim, et al., 2011
وقد جاء ذكر ذلك في أكثر p وتضاعف عددي جيني واحد 11.216 NRXN أخرى في جين 1
من دراسة، إلا أن هذه النتائج ليست قوية بما يكفي.
لدراسة تتابع الجينات، GWAS كذلك أجريت دراسات الارتباط الجينومي الموسع
المرتبطة SNP وهذه الدراسات تسعى إلى تحديد تعدد أشكال النوكليوتيدات وأحد
بالإصابة بالفصام، ونتائج هذه الدراسات ليست متكررة كنتائج دراسات الارتباط الجينومي
وتشير النتائج إلى ارتباط ،CNVs وتغيرات النسخ العددي الجيني GWAS الموسع
بالإصابة بالفصام وكذلك ارتباطه بالاضطراب ثنائي SNP تعدد أشكال النوكليوتيدات
الفصام
519
Owen, القطبية وهي بهذا تقترح أن هناك استعداداً جينياً للإصابة بهذه الاضطرابات
. Carddock & O'Donovan, 2010
1 : يمثل ترميز الجينات - شكل 9
هناك ثلاث نقاط مهمة تتعلق بهذه التغيرات:
-1 أن جميعها نادرة الحدوث، 2- قليل من الأشخاص الذين تحدث عندهم هذه التغيرات
يصابون بالفصام، 3- أنها لا تختص بالإصابة بالفصام وحده ولكن هل يعني قولنا بأن
الباحثين يسيرون في مسار خاطئ؟ ليس بالضرورة أنهم على خطأ. إن هذه الدراسات
تثبت الارتباط بين النسق الجيني والإصابة بالفصام، وتشير إلى فكرة أنه ليس أمرا حتميا
أن يتشارك جميع المصابين بذات الاضطراب الفصامى نفس العوامل الجينية المؤدية
للإصابة. هناك بحث جيني يدعم فكرة الاحتمالية الجينية للإصابة بالفصام قد تنتج عن
العديد من التغيرات النادرة.
دور النواقل العصبية :
،Serotonin تتناول الأبحاث حاليا العديد من الناقلات العصبية، مثل السيروتونين
سعيا لمعرفة الدور الذي تلعبه هذه الناقلات في حدوث الفصام، ،Glutamate والجلوتيمات
ونحن ،Dopamine وقد كان الناقل العصبي الأول الذي يلفت انتباه الباحث هو الدوبامين
هنا نتتبع مسيرة هذه الأبحاث، لكي نلقي الضوء على أنها قد ساعدت وأعاقت في الوقت ذاته
الجهود الرامية إلى تحديد أسباب وطرق علاج الفصام.
علم النفس المرضي
520
:Dopamine Theory نظرية الدوبامين
إن النظرية القائلة بأن الفصام مرتبط بزيادة نشاط الناقل العصبي المسمى بالدوبامين -
هذه النظرية تقوم بشكل مبدئي على معرفة أن المخدرات التي تؤثر في معالجة ،Dopamine
وقد لاحظ الباحثون أن المخدرات المضادة ،Dopamine - الفصام تقلل من نشاط الدوبامين
للذهان لها فائدتها في علاج بعض أعراض الفصام، ولها أيضا آثار جانبية تشبه أعراض الشلل
في Dopamine الرعاش. فالشلل الرعاش معروف أنه ينتج عن انخفاض كمية الدوبامين
مناطق عصبية معينة في المخ. وبالتالي فقد تم التأكيد على أنه بسبب تشابهها البنائي مع جزئ
الدوبامين، فإن جزئيات المخدرات المضادة للذهان تقع ضمنا وبالتالي تعوق مستقبلات
كما هى الحال مع Postsynaptic Dopamine لما بعد العصبية Dopamine - الدوبامين
المستقبلات بالنسبة لناقلات عصبية أخرى، وهناك درجات فرعية متعددة من مستقبلات
،D الدوبامين. فمستقبلات الدوبامين التي يتم منعها عن طريق مضادات الذهان تسمى 2
وبمعرفتنا عن فعل المخدرات الذي يساعد المرضى بالفصام فإنه من الطبيعي أن نتوقع أن
الفصام ينتج عن زيادة النشاط في مناطق عصب الدوبامين. وهناك تأييد غير مباشر لهذه
النظرية المسماة نظرية الدوبامين، والمتعلقة بالفصام. هذا التأكيد نابع من الكتابات حول
ذهان مجموعة الفيتامينات، حيث إن مجموعة الفيتامينات قد تعمل على ظهور حالة تعتبر
قريبة جدا من حالة جنون العظمة، ويمكن لهذه الفيتامينات أيضا أن تعمل على زيادة أعراض
. Angrist, Lee, Gershon. المرضى بالفصام 1974
Ventral segmental 2 : المخ والفصام. الممر الوسطي الهامشي باللون الأخضر يبدأ في منطقة تجويف التصالب السقيفي - شكل 9
ويصل إلى ما قبل القشرة الجبهية الأمامية، والممر الوسطي الهامشي باللون الأزرق يبدأ أيضا عند تجويف التصالب السقيفي area
ومنطقة نواة ،hippocampus والحصين Amygdala واللوزة الدماغية ،hypothalamus ويسري حتى منطقة الهيبوثلامس
nucleus accumbens أكومبينس أو النواة المتكئة
الفصام
521
وبناء على هذا الدليل، فقد افترض الباحثون في البداية أن زيادة الدوبامين هي التي
تسبب الإصابة بالفصام، ولكن كما أكدت دراسات أخرى، فإن هذا الافتراض هو افتراض ساذج
مقارنة بالأعراض المتنوعة للفصام، كما أن بعض الأدلة قد تدعم فكرة أن المصابين بالفصام
يكون لديهم عدد محدد من نواقل الدوبامين أو أن لديهم حساسية في مستقبلات الدوبامين،
فعلى سبيل المثال تشير بعض الدراسات التي يتم إجراؤها بعد الوفاة على مخ المرضى بالفصام،
على مرضى الفصام، إلى أن مستقبلات الدوبامين تعتبر أكبر في العدد أو أنها PET وكذلك أشعة
Hietala, Syvalahti, Vuorio, et al., تعتبر عالية الحساسية في بعض المصابين بالفصام
. 1994; Tune, Wong, Pearlson, et al., 1993; Wong, Wagner, Tune, et al., 1986
إن وجود الكثير من مستقبلات الدوبامين يؤدي إلى تزايد نشاط إفراز الدوبامين أو أي ناقل
Postsynaptic عصبي آخر في داخل نقطة الاشتباك العصبي، وما يتفاعل منه مع مستقبلات
هو جزء قليل منه، كما أن وجود الكثير من المستقبلات يعطي فرصة أكبر للدوبامين الذي يتم
إفرازه لكي ينشط المُستقبِل وهنا تتزايد فرصة نشاط الدوبامين.
إلا أن زيادة مستقبلات الدوبامين تبدو مرتبطة بصورة أساسية بالأعراض الإيجابية، وتقلل
مضادات الذهان هذه الأعراض ولكن تأثيرها على الأعراض السلبية يكون قليلا أو حتى
منعدما، وهناك دراسات أخرى سعت إلى تناول نظرية الدوبامين محاولة وضع الأعراض
أما الزيادة في نشاط الدوبامين والتي يعتقد أنها . Davis, et al., السلبية في الحسبان 1991
Mesolimbic الأكثر علاقة وارتباطا بالفصام، فقد تمركزت منطقة الممر الهامشي الأوسط
2 ، والآثار العلاجية لمضادات الذهان على الأعراض الإيجابية تحدث - انظر شكل 9 Pathway
من خلال منع أو حجز مستقبلات الدوبامين في هذا النظام العصبي، وبالتالي تخفيض وتقليل
نشاط الدوبامين.
بالرغم من الدليل الإيجابي الذي عرضناه الآن، فإنه يبدو أن نظرية الدوبامين لم تزل
بعيدة عن كونها نظرية كاملة في الفصام. فعلى سبيل المثال، تأخذ هذه النظرية عدة أسابيع
بالنسبة للمضادات الذهانية، فلكي تبدأ في تقليل الأعراض الإيجابية للفصام تقوم بحجز
ويعتبر هذا الفصل بين الآثار السلوكية والآثار . Davis, المستقبلات الدوبامين بسرعة 1978
المترتبة على تناول العقاقير، يعتبر هذا الفصل بين آثار مضادات الذهان صعبا على الفهم داخل
سياق النظرية، ومن بين الاحتمالات احتمال يتمثل في أنه على الرغم من أن مضادات الذهان
إلا أن أثرها العلاجي النهائي قد ينتج عن الأثر الذي ،D تعمل في الواقع على حجز مستقبلات 2
R.M Cohen, يحدثه هذا المنع على مناطق أخرى في المخ، وعلى أنظمة أخرى للناقل
. Nordahl, Semple, et al., 1997
علم النفس المرضي
522
3 نظرية الدوبامين لتفسير الفصام - شكل 9
ويعتبر الممر الهامشي الوسطي مشهدا آخر يعبر عن نشاط الدوبامين، فهو يبدأ في نفس
المنطقة في المخ مثله كالممر الهامشي الوسطي ولكنه يتجه إلى المنطقة ما قبل الجبهية. كذلك
فإن المنطقة ما قبل الجبهية تمتد إلى مناطق أخرى في المخ تتأثر بإفراز الدوبامين، وقد يقل
نشاط عصب الدوبامين في منطقة القشرة ما قبل الأمامية أو الجبهية وهذا يؤدي إلى فقد
السيطرة على الدوبامين في مناطق المخ الأخرى كاللوزة الدماغية وهو ما يؤدي إلى زيادة
نشاط الدوبامين في الممرات، ونظرا لأن هناك اعتقادا بارتباط منطقة القشرة الجبهية الأمامية
بظهور الأعراض السلبية للفصام، فإن انخفاض نشاط الدوبامين في هذه المنطقة من المخ قد
يسهم في ظهور الأعراض السلبية للفصام. علاوة على ذلك، فنظرا لعدم وجود تأثير رئيس
للعقاقير المضادة للذهان على أعصاب الدوبامين في منطقة القشرة الأمامية، فإننا نتوقع أنها لن
تكون فعالة تجاه الأعراض السلبية وهي كذلك بالفعل، وعندما نفحص الأبحاث التي ناقشت
الاختلالات الهيكلية في المخ لدى المصابين بالفصام، فسنجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين هذين
الأمرين.
الفصام عبارة عن اضطراب له أعراض منتشرة وواسعة، تشمل الإدراك والوعي، والنشاط
الحركي، والسلوك الاجتماعي، ومن المحتمل أن يكون ناقل عصبي واحد هو المسئول عن كل
هذه الأعراض، ولذلك فإن الباحثين في الفصام قد قاموا بطرح العديد من الناقلات العصبية. بما
يشبه الشبكة الواسعة، ومنطلقين من تأكيد واضح على الدوبامين.
ناقلات عصبية أخرى:
كما سنناقش فيما بعد، فإن العقاقير الجديدة التي يتم استخدامها في علاج
الفصام تتضمن أو تحتوي على ناقلات عصبية أخرى في الاضطراب مثل السيروتونين
خروج العصب الناقل
عن السيطرة الواضحة
عصب الدوبامين غير نشط
في القشرة الأمامية
تلف المخ فى القشرة الأمامية
الأعراض الإيجابية للفصام
الأعراض السلبية للفصام
الفصام
523
بشكل جزئي، غير أنها تعمل D وتقوم هذه العقاقير الحديثة بإعاقة الدوبامين 2 ،Serotonin
Burris, Molski, Xu, et : مثل Serotonin 5HT أيضا من خلال إعاقة وحجز مستقبل - 2
فأعصاب الدوبامين تعمل بشكل عام على تعديل نشاط الأنظمة العصبية الأخرى. ، al., 2000
،GABA على سبيل المثال تقوم في القشرة الأمامية بتنظيم نواقل حمض جاما أمينوبيوتيريك
في قشرة الدماغ الأمامية ،GABA ولذلك فإنه لا يعتبر من المدهش أن يتم تعطيل نقل
Serotonin - وبالمثل فإن أعصاب . Volk, Austim, Pierri, et al., للمرضى بالفصام 2000
.Mesolimbic Pathway - تقوم بتنظيم أعصاب الدوبامين في ممر الهامشي
فهو ناقل منتشر في المخ البشري، ويمكن أيضا أن يكون له ،Glutamate أما الجلوتمات
وتم اكتشاف مستويات منخفضة من ، Carlsson, Hanson, Waters, et al., دور 2002
Faustman, Bardgett, في سائل النخاع الشوكي في المرضى بالفصام Glutamate الجلوتمات
وأظهرت دراسات ما بعد الوفاة وجود مستويات منخفضة من الإنزيم ، Faull, et al.,1999
وقد أوضحت ، Tsai, Parssani, Slusher, et al., المطلوب لإنتاج الجلوتمات 1995
وهو مادة معروف عنها Homocysteine الدراسات وجود الحمض الأميني غير البروتيني
لدى من يصابون بالفصام خلال المرحلة الثالثة وكذلك في دماء NMDA تفاعلها مع مستقبل
Brown, Bottiglieri, النساء الحوامل اللاتى تظهر عليهن أعراض الفصام في مرحلة البلوغ
. Schaefer, Quesenberry, et al.,2007; Regland, Johansson, Grenfeldt, et al.,1995
ص 305 فإنه يمكنه أن يعمل على تنشيط الأعراض الإيجابية والسلبية PCP أما المخدر العادي
عند الأشخاص غير المصابين بالفصام، وهو يقوم بذلك من خلال التدخل مع واحد من مستقبلات
Glutamate - وبالإضافة إلى ذلك فإن تناقصاً في ، Glutamate O'Donnell, Grace, 1998
الذي يدخل من القشرة الأمامية للمخ أو قرن آمون في الدماغ هذان الهيكلان للمخ موجودان في
الفصام إلى مخطط الجسم الهيكلى المفلوق بشكل مؤقت يمكن لهذا التناقض أن يؤدي إلى زيادة
وهناك دليل إضافي آخر يشير إلى الإعاقات ، O'Donnell, Grace, نشاط الدوبامين. 1998
المعرفية لدى المصابين بالفصام ويعزز ذلك أنشطة القشرة قبل الجبهية وكذلك أعراض عدم
وتجري اختبارات ، NMDA MacDonald & Chafee, الانتظام التي ترتبط بانخفاض 2006
الآن على علاج دوائي يستهدف مستقبلات الجلوتمات، وكانت النتائج الأولية مبشرة واعدة، سواء
فيما يتعلق بتقليل الأعراض أو تفادي تزايد الوزن الذي يعد أحد الآثار الجانبية المزعجة المرتبطة
Patil, Zhang, Martenyi, et بالكثير من طرق العلاج الدوائية المستخدمة في علاج الفصام
al.,2007
علم النفس المرضي
524
هيكل المخ ووظيفته:
بدأ البحث عن اختلال المخ الذي يسبب الفصام مبكرا جدا في الوقت الذي تم فيه التعرف
على الأعراض، ولكن الدراسات عجزت عن أن تظهر أو تتوصل إلى نتائج قاطعة حتى وقت
قريب جدا، ويعتبر التكامل والرهبة هو التحدي الأكبر الذي يواجه هذه المهمة. فالفصام تؤثر
على كل شيء حولنا يجعلنا بشرا - إنها تؤثر على تفكيرنا وعلى شعورنا وعلى سلوكنا وتصرفنا.
وبالتالي فإنه من المستبعد أن يكون نوع واحد من الشذوذ الموجود في المخ هو المسئول عن
جانب كبير من أعراض الفصام. وفي العقدين الأخيرين وعلى أية حال أظهرت الأبحاث بعض
النتائج الواعدة، وقد ساعد على ذلك الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تم اكتشافها، ومن بين
النتائج أو أكثر النتائج التي تم مراجعتها وتكرارها بشكل جيد عن اختلالات المخ في الفصام، هي
توسيع تجاويف المخ والاختلال الوظيفي في قشرة المخ الأمامية، والاختلال الوظيفي في القشرة
المؤقتة والمكونات المحيطة بمناطق المخ.
:Enlarged Ventricles التجاويف الموسعة
تظهر دراسات ما بعد الوفاة التي يتم إجراؤها على أدمغة المرضى بالفصام بشكل ثابت
تجاويف دماغية متسعة، فالمخ يتضمن أربعة تجاويف وهي فراغات توجد في المخ ويملؤها
السائل العصبي، ويؤدي تزايد وجود هذا السائل إلى فقدان بعض خلايا المخ، فالدراسات
التحليلية المتعمقة التي تناولت العديد من دراسات التصوير العصبي تشير إلى أن بعض
Kempton, المصابين بالفصام حتى في المراحل الأولى للإصابة تكون لديهم فجوات أوسع
، Stahl, Williams, et al., 2010; Wright, Rabe-Hesketh, Woodruff, et al., 2000
ودليل آخر فيما يتعلق باتساع التجاويف كان ما تضمنته دراسات تصوير بالرنين المغناطيسي
وكان زوج واحد فقط من ،MZ تم إجراؤها على زوجين من التوائم المتطابقة من النوع MRI
Mcneil, Cantor-Graae & Weinberger, هذين الزوجين من التوائم مصابا بالفصام
2000 ، وفي كلتا الدراستين كان لدى التوأم ; Suddath, Christison, Torrey, et al.,1990
المريض تجاويف دماغية وبسعة أكبر من التوأم السليم، وفي إحدى الدراستين أمكن التعرف
على معظم التوائم المصابة بالفصام وذلك من خلال فحص الرؤية البسيطة للأشعة. ولأن
التوائم كانوا متطابقين جينيا في هاتين الدراستين، فإن النتائج تفترض أن أصل هذه الاختلالات
العقلية قد لا يكون وراثيا أو جينيا، وفي دراستين تحليليتين مطولتين وجد أن التجاويف
Kempton المتسعة تتزايد مع تطور المرض، ويتوقف ظهور المرض على ارتفاعها أو انخفاضها
. et al., 2010; Olabi, Ellison- Wright, McIntosh, et al., 2011
وقد ظهر تأثير اتساع الفجوات لدى المصابين بالفصام من خلال الاختبارات
العصبية النفسية، فهي تكون مسئولة عن الأداء الضعيف للوظائف قبل الإصابة
الفصام
525
Andreasen, Olsen, dennert, et بالاضطراب وكذلك ضعف الاستجابة للمعالجة الدوائية
إن الحد الذي وصلت . al.,1982; Weinberger, Cannon- Spoor, Potkin, et al.,1980
إليه درجة توسيع التجاويف يعد متوسطا، وهناك العديد من المرضى الذين لا يختلفون عن
الأناس العاديين غير المصابين. بالإضافة إلى ذلك، فإن التجاويف الواسعة لا تعتبر قاصرة على
التي يتم إجراؤها على المرضى الذين يعانون CT الفصام كما أنها تظهر واضحة في أشعة
اضطرابات أخرى غير الفصام، مثل الاضطراب ثنائي القطبية مع وجود علامات ذهانية
إن مثل هؤلاء الأشخاص قد يظهر لديهم ، Rieder, Mann, Weinberger, et al., 1983
Elkis, Friedman, اتساع في التجاويف يكون كبيرا في الغالب مثل الذي يتم رؤيته في الفصام
. Wise, et al., 1995
العوامل المرتبطة بقشرة المخ الأمامية:
هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن قشرة 
المخ الأمامية لها أهمية خاصة فيما يتعلق
بالفصام.
فمن المعروف أن قشرة المخ الأمامية تلعب 
دورا في بعض السلوكيات مثل الكلام، وصناعة
القرار والسلوك الذي له هدف محدد، والتي
يتم تعطيلها عند الإصابة بالفصام.
وجود تناقضات في مادة MRI أظهرت دراسات 
في قشرة المخ Gray Matter الدماغ السنجابية
Buchanan, Vladar, Barta, et al., الأمامية
. 1998
يتسم أداء المرضى المصابين بالفصام بالسوء عند 
إجراء الاختبارات النفسية العصبية وهي
اختبارات تم تصميمها لتحديد الوظائف التي
تساعد المنطقة الأمامية على تنشيطها، بما في
ذلك الذاكرة الفعالة، أو القدرة على الاحتفاظ
Barch, ببعض المعلومات القليلة في الذاكرة
Csernansky, Conturo, et al., 2002,
.2003; Heinrichs & Zakzanis, 1998
توضح هذه الصور نشاط المخ خلال دراسة
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي
التي تضمنت دراسة تجربة شعورية fMRI
سارة لمدة 12 ثانية تالية. أوضحت العينة
الضابطة أن هناك نشاطا أعلى في المناطق
الأمامية مقارنة بالعينة المصابة بالفصام
علم النفس المرضي
526
وفي أحد أنواع التصوير الوظيفي الذي يتم فيه دراسته تمثيل الجلوكوز في المخ أو في 
مناطق تمديده في المخ أثناء تأدية المرضى للاختبارات السيكولوجية، فإن المرضى الذي
يعانون الفصام قد أظهروا معدلات امتصاص منخفضة في قشرة الدماغ الأمامية
وقد تم دراسة تمثيل الجلوكوز في القشرة . Buchbaum, Kessler, King, et al., 1984
الأمامية أيضا عندما كان المرضى يقومون بالاختبارات النفسية العصبية، للوظيفة الأمامية.
ولأن الاختبارات تضع مطالب على قشرة المخ الأمامية، فقد استمر تمثيل أو امتصاص
الجلوكوز بشكل طبيعي كما يتم استخدام الطاقة. أما المرضى بالفصام، وخاصة أولئك
الذين تظهر عليهم أعراض سلبية واضحة يكون أداؤهم ضعيفا في الاختبارات ويفشلون
Potkin, Alva, Fleming, et al, في إظهار أي نشاط في المنطقة الأمامية , 2002
وقد ظهر عدم وجود أي نشاط عند ، Weinberger, Berman & Illowsky 1988
FMRT Barch, Carter, Braver, et al., 2001; MacDonald, Carter, استخدام
. 2003
O'Donnell & Grce, وختاما يرتبط الفشل في إظهار أي نشاط بحدة الأعراض السلبية 
1998 ، وذلك يشبه إلى حد كبير العمل في مستوى نشاط منخفض من الدوبامين في قشرة
المخ الأمامية وهذا ما ناقشناه.
ورغم انخفاض حجم المحتوى الرمادي في القشرة الجبهية الأمامية وكذلك القشرة المؤقتة،
فإن عدد الأعصاب في هذه المنطقة لا يتناقص. أشارت دراسات تفصيلية أخرى أن ما يفقد
dendritic spines" Goldman- Rakic& يمكن تسميته "الشجيرات النهائية
والشجيرات النهائية هي عبارة عن ، Selemon,1997; McGlashan & Hoffman, 2000
4 . إن - شحنة في العصب يتم استقبالها من أعصاب أخرى في منطقة المشبك - راجع شكل 9
فقدان هذه الشجيرات النهائية يعني أن التواصل بين الأعصاب مثل وظيفة المشابك العصبية
disconnection syndrome قد تم قطعه، ويشار إلى ذلك بتعبير " متلازمة انقطاع التواصل
"، ومن بين نتائج هذا انقطاع نظام التواصل العصبي، حدوث الكلام أو السلوك غير المنتظم
عند الإصابة بالفصام. يربط أحد الأبحاث الجارية بين هذه السلوكيات غير الطبيعية للتليفات
المرتبطة بالفصام، وسوف نناقش CNVs المتغضنة والجينات ومتغيرات النسخ العددي الجيني
. Penzes, Cahill, Jones, et al., ذلك في بداية الجزء الخاص بالعوامل الجينية 2011
المشكلات في القشرة المؤقتة والمناطق المحيطة:
وجدت أبحاث إضافية أن لدى المصابين بالفصام مظاهر غير طبيعية في بنية
ووظيفة القشرة المؤقتة بما في ذلك منطقة التلفيف المؤقت والحصين واللوزة والحزام
الداخلي، وعلى سبيل المثال فقد أوضحت الأبحاث انخفاض المادة اللحائية الرمادية في
الفصام

descriptionالوصف السريري للفصام Emptyرد: الوصف السريري للفصام

more_horiz

، Gur, Turetsky, Cowell, et al., القشرة المؤقتة وكذلك القشرة الجبهية للمخ 2000
والحصين والهياكل caudate nucleus وانخفاض حجم العقد العصبية مثل النواة الذنبية
Chua & McKenna, 1995; Gur & Pearlson, 1993; Keshavan, Rosenberg, الحوفية
Sweeney, et al., 1988; Lim, Adalsteinssom, Spielman, et al., 1998; Nelson,
Saykin, Flashman, et al., Velakoulis, Pantelis, McGorry, et al., 1999; Walker,
أشارت إحدى . Mittal, Tessner, et al., 2008
دراسات التوائم إلى انخفاض حجم الحصين لدى التوائم
المصابين بالفصام ولكن ذلك الانخفاض لا يظهر لدى
van Erp, Saleh, التوائم غير المصابين بالفصام
وفي دراسات تحليلية ، Huttunen, et al., 2004
باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أجريت على
أشخاص خلال نوبتهم الأولى من الإصابة بالفصام ظهر
انخفاض واضح في حجم الحصين مقارنة بأولئك الذين لا
Steen, Mull, McClure, et al., يعانون الفصام
. 2006
كذلك فهناك دليل شيق آخر فيما يتعلق بمنطقة
الحصين، وهو دليل أظهرته دراسة تحليلية شملت تسع
دراسات قامت بتقدير حجم المخ لدى 400 فرد من
أقارب الدرجة الأولى لمصابين بالفصام وما يزيد على
600 فرد من أقارب الدرجة الأولى لأشخاص غير مصابين
. Boos, Aleman, Cahn, et al., بالفصام 2007
فأظهر أقارب المصابين بالفصام انخفاض حجم الحصين لديهم عما هو عليه لدى أقارب غير
المصابين. تشير النتائج إلى أن صغر حجم الحصين لدى الأشخاص المصابين بالفصام يعكس المزج
بين عوامل جينية وبيئية.
إن ما يجعل هذه النتائج المتعلقة بالحصين مهمة، هو حقيقة أن المحور الثلامس
متصل بهذه المنطقة hypothalamic-pituitary-adrenal axis HPA النخامي الكظري
من المخ. يرتبط الضغط العصبي المزمن مع انخفاض حجم الحصين في الإصابة باضطرابات
وعلى الرغم ،Posttraumatic Stress Disorder أخرى مثل اضطراب إجهاد ما بعد الإصابة
من أنه ليس من الضروري أن يعاني المصابون بالفصام ضغطا عصبيا أكثر من غيرهم من غير
4 صورة دقيقة لعصب، وتظهر - شكل 9
فيه تدفقات وتفرعات عصبية تتلقى من
الأعصاب الأخرى، وتؤدي قلة هذه
التفرعات إلى تلف الروابط بين الأعصاب
وهذا ما قد يكون عاملا يساعد على
الإصابة بالفصام
علم النفس المرضي
528
المصابين بالفصام، إلا أنهم أكثر استعدادا لتجدد إصابتهم بالإجهاد النفسي. كما أن هناك دليلا آخر
عن وظيفته عند الإصابة بالفصام، وعند جمعنا بين تجدد الإصابة HPA يشير إلى تعطل محور
فإن ذلك يسهم في تقليل حجم الحصين بصورة ملحوظة HPA بالإجهاد النفسي وتعطل محور
. Walker, et al., لدى المصابين بالفصام 2008
العوامل البيئية المؤثرة على نمو المخ :
هناك العديد من العوامل البيئية التي تمت دراستها بوصفها عوامل محتملة للإصابة
ومن بين الأسباب المحتملة ، Brown, 2011, van Os, Kenis & Rutten, بالفصام 2010
الأنماط غير الطبيعية في مخ المصابين بالفصام والذي يصاب بالتلف أثناء الولادة، فهناك العديد
Brown, من الدراسات التي أشارت إلى مشكلات أثناء عملية ولادة المصابين بالفصام ; 2011
وقد تنشأ هذه المشكلات نتيجة لانخفاض توصيل الأكسجين إلى المخ، ، Walker et al., 2004
. Cannon, van Erp, Rosso, et al., مما ينتج عنه فقد في المادة اللحائية الرمادية 2002
إلا أن هذه المشكلات لا تزيد من احتمال الإصابة بالفصام لدى جميع من تحدث لهم هذه
المشكلات، غير أنها تشير إلى خطر الإصابة بالفصام عند من تحدث لهم مشكلات عند ولادتهم
Cannon & Mednick, ولديهم استعداد جيني لذلك 1993
تشير أبحاث أخرى إلى أن تعرض الأم للعدوى أثناء الحمل يرتبط بزيادة معدل خطر
فعلى سبيل ، Brown & Derkits, إصابة أبنائها بالفصام عند وصولهم لمرحلة البلوغ 2010
parasite المثال تشير إحدى الدراسات إلى أن تعرض الأم للعدوى بمقوسة قندية الطفيلية
كان مرتبطا بما يصل إلى 2.5 ضعف مخاطر الإصابة بالفصام عند أطفال toxoplasma gondii
A.S. Brown, الأمهات المصابة بالفصام عند وصول هؤلاء الأطفال إلى سن البلوغ
وهو طفيل شائع يحمله كثير من الناس دون أن Schaeffeer, Quesenberry, et al., 2005
تظهر له آثار مرضية.
إن أكثر الدراسات انتشارا حول عدوى الأم هي التي تناولت الإصابة بالأنفلونزا، وقد
اختبرت هذه الدراسات معدلات الإصابة بالفصام لدى البالغين ممن تعرضت أمهاتهم
Mednick, Huttonnen & Machon, للإصابة بفيروس البرد خلال فترة حملهم ; 1994
وفي عام 1957 انتشر وباء أنفلونزا ، Mednick, Machon, Huttunen, et al., 1988
هلسينكي، واتضح أن من أصبن بهذا الفيروس خاصة خلال النصف الثاني من الحمل قد كانت
معدلات إصابتهن بالفصام أعلى ممن لم يتعرضن للإصابة في أي فترة من الحمل، وتكررت
هذه النتائج فيما لا يقل عن النصف من بين 30 دراسة لاحقة تناولت هذه القضية، وفي
دراسة حديثة ظهر دليل على أن الأمهات اللائي يتعرضن للإصابة بالأنفلونزا أثناء
الفصام
529
Brown, Begg, Gravenstein, et al., فترة الحمل يتزايد معدل إصابة مواليدهن بالفصام
2004 ، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى المخاطر إلا أن الاختلاف عن العينة الضابطة لم يظهر
اختلافات إحصائية واضحة مما يعكس انخفاض أثرها.
فإذا ما كانت النتائج التي عرضناها تشير إلى أن ارتباط مخ الأشخاص بمسار الإصابة
بالفصام منذ البداية، فلماذا لا تظهر آثاره إلا بعد مرور العديد من السنوات عند البلوغ أو أثناء
فترة المراهقة؟ القشرة الجبهية هي هيكل المخ تنضج لاحقا خاصة في مرحلة البلوغ أو بداية
المراهقة، وعند حدوث مشكلة في هذه المنطقة حتى أثناء بداية تكوينها قد لا يظهر أثره على
سلوك الشخص إلا بعد تطور القشرة الجبهية وبداية قيامها بدور أكبر في السلوك
ومن الملاحظ أن نشاط الدوبامين يبدأ أيضا خلال فترة البلوغ، وهذا ما ، Weinberger, 1987
إن فترة البلوغ هي . Walker et al., قد يكون عاملا آخر يسهم في ظهور أعراض الفصام 2008
التي يتزايد فيها الضغط النفسي، وعودة إلى ما عرضناه في الفصل الثاني من أن الضغط النفسي
راجع الفصل الثاني مسببا إفراز الكوليسترول. أشارت الأبحاث - HPA يعمل على تنشيط محور
التي أجريت خلال السنوات العشر الماضية إلى أن الكوليسترول يزيد من نشاط الدوبامين خاصة
Walker, et al., في ممر الأيض وريما يكون أيضا هو السبب في زيادة ظهور أعراض الفصام
. 2008
ومن التفسيرات المقترحة الأخرى التي تفسر ظهور هذه الأعراض خلال فترة المراهقة هو
فقدان نقاط التشابك أو المشابك العصبية نتيجة للتشذب المتواصل أو فقد الارتباط بين هذه
المشابك، وعملية التشذب هذه هي جزء طبيعي من تطور المخ ويحدث هذا بمعدلات مختلفة في
مناطق مختلفة من المخ. إلا أنها تكتمل عند مناطق الاستشعار عند بلوغ عامين ولكنها تستمر في
القشرة الجبهية حتى منتصف فترة المراهقة، وفي حالة الإفراط في عملية التشذب هذه فإن ذلك
. McGlashan & Hoffman, يؤدي إلى فقدان الترابط الضروري بين الأعصاب 2000
هناك عامل بيئي آخر تمت دراسته بوصفه عامل مخاطرة للإصابة بالفصام
لدى المراهقين وهو تدخين القنب/ الماريجوانا، فقد ظهر بين المصابين بالفصام أن
Foti, Kotov, Guey, et من يستخدمون القنب المخدر يزداد سوء ظهور الأعراض عليهم
ولكن هل يؤدي استخدام القنب إلى الإصابة بالفصام؟ قامت دراسة تحليلية ، al., 2010
بدراسة العلاقة المستقبلية بين استخدام القنب خلال مرحلة البلوغ والإصابة بالفصام خلال
فترة البلوغ أو المراهقة، وقد أشارت إلى أن مخاطر تطور الإصابة بالفصام تتعاظم بين أولئك
Arseneault, الذين يستخدمون القنب مقارنة بمن لا يستخدمونه خلال فترة البلوغ
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات كانت دراسات ، Cannon, Poulton, et al., 2002
مستقبلية إلا أن نتائجها لا تزال مترابطة ويمكنك الرجوع إلى الفصل الرابع لتجد أن هذا
علم النفس المرضي
530
الترابط لا يعني السببية، وهناك دراسات أخرى ترى أن الربط بين استخدام القنب المخدر
وخطر الإصابة بالفصام هو أمر ملاحظ لدى من لديهم استعداد جيني للإصابة بالفصام، وعلى
وزملاؤه وجدوا أن التداخل بين الجينات البيئية خلال عمليات Caspi سبيل المثال فإن كاسبي
الذي تحدثنا عنه سابقا واستخدام القنب وأن هناك عملية أيض COMT أيض خاصة في جين
لهذا الجين ترتبط بزيادة معدل الإصابة بالفصام، ولكن لا يمكن ربط أحدهما منفصلا بمخاطر
الإصابة بالفصام.
العوامل النفسية :
لا يبدو أن المصابين بالفصام يعانون ضغطا نفسيا خلال حياتهم اليومية أكثر مما قد
Phillips, Francey, Edwards, et al., يصيب الأشخاص غير المصابين بالفصام & 2007
ورغم ذلك فإن الأشخاص المصابين بالفصام يبدو عليهم الميل إلى ، Walker et al., 2008
إعادة التفاعل مع المستثيرات الضاغطة أثناء حياتهم اليومية، وفي دراسة أجريت على أشخاص
يعانون اضطرابات ذهانية 92 مصابون بالفصام، فإن أقاربهم من الدرجة الأولى تمت مقارنهم
بأقرب أشخاص لا يعانون أي اضطراب ذهاني خلال تقييم لحظي لمدة ستة أيام متتالية وتم
تسجيل حالات الضغط النفسي والمزاج، فظهر أن ضغوط الحياة اليومية تشير إلى انخفاض كبير
في المزاج الايجابي في مجموعتي المصابين بالفصام وأقاربهم مقارنة بالمجموعة الضابطة. كذلك
فإن الضغط النفسي أشار إلى زيادة في المزاج السلبي لدى المصابين بالفصام مقارنة بأقاربهم
ومن هنا فإن ، Myi-Germeys, van Os, Schwartz, et al., وكذلك العينة الضابطة 2001
المصابين بالفصام كانوا أكثر تجاوبا تجاه الضغوط اليومية. كذلك أوضحت الأبحاث أن الكثير
من الاضطرابات التي تناولناها في هذا الكتاب تتزايد كلما تزايدت ضغوط الحياة وتزيد من
Ventura, Neuchterlien, Lukoff, et al., 1989; Walker et احتمال حدوث الانتكاسة
. al., 2008
الحالة الاجتماعية الاقتصادية والمعيشية الحضرية:
علمنا منذ عدة أعوام أن المعدلات العالية من الفصام والتي يتم اكتشافها في المناطق
الحضرية وتظهر عند أناس يعانون انخفاض حالتهم هم الأقل في الحالة الاجتماعية الاقتصادية
في عديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدنمرك والنرويج والمملكة المتحدة
إن العلاقة بين الحالة الاجتماعية الاقتصادية وبين . Hollingshead & Redlich, 1958
الفصام ليست علاقة عكسية، بمعنى أنه كلما ارتفعت الحالة الاجتماعية الاقتصادية انخفض
الفصام، ولكن هناك ارتفاعا حادا في انتشار الفصام في الأشخاص الذين يعتبرون أقل الناس في
الحالة الاجتماعية الاقتصادية.
الفصام
531
إن الارتباط بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية وبين الفصام ثابت، ولكن من الصعب
تفسيرها بالكلمات أو المصطلحات السببية، ويعتقد بعض الناس أن عوامل الضغط التي تشترك
مع الحالة الاجتماعية الاقتصادية يمكنها أن تسبب أو تسهم في إحداث حالة الفصام وهي ما
نطلق عليه الفرضية الاجتماعية الوراثية، فالمعاملة المتدنية من الآخرين ذوي الحالة الأعلى
والمرتفعة، بالإضافة إلى المستويات المنخفضة من التعليم، والحاجة إلى محفزات أو مكافآت
ونقص الفرص، من الممكن أن يؤدي كل ذلك إلى إيجاد حالة اقتصادية اجتماعية متدنية وتكون
مثيرة للضغط بشكل كبير لدرجة أن الأفراد الذين لديهم نزعة إلى الإصابة بالفصام يكون لديهم
الاستعداد للإصابة بالاضطراب. على النقيض فإن هذه العوامل المثيرة للضغط يمكن أن يكون لها
آثار بيولوجية عصبية؛ على سبيل المثال يعتبر الأطفال الذين ولدوا من أمهات كانت تغذيتهم
Susser, Neugebauer, Hoek, et أثناء فترة الحمل سيئة، معرضين لخطر الإصابة بالفصام
. al.,1996
أو قد تكون هذه هي الحالة التي يكون عليها الأمر عند تطور الحالة المرضية، فالمصابون
بالفصام غالبا ما تكون علاقتهم بجيرانهم ضعيفة نظرا لتأثير مرضهم على قدرتهم على كسب
معيشتهم مما يعوقهم عن العيش في مكان آخر، وهذا ما يسمى بفرضية الاختيار الاجتماعي.
وفي دراسة أحدث تم إجراؤها في إسرائيل بتقييم النظريتين وذلك من خلال دراسة كل
Dohrenwend, Levav, Schwartz, et من الحالة الاجتماعية الاقتصادية والخلفية العرقية
وقد تم دراسة معدلات الفصام في إسرائيل في اليهود الإسرائيليين ذوي الخلفية . al., 1992
العرقية الأوروبية أو ذوي الأساس العرقي الأوربي، وتم دراسة الفصام أيضا في المهاجرين الجدد
إلى إسرائيل والقادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وقد تعرضت المجموعة الأخيرة -
القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط - لظلم عرقي واضح وتفرقة في إسرائيل. ومن المفترض أن
تتنبأ النظرية الاجتماعية الوراثية أن ذلك بسبب أنهم قد تعرضوا لمستويات عالية من الضغط
بغض النظر عن حالتهم الاقتصادية الاجتماعية، فإن أعضاء المجموعة العرقية غير المحبوبة
ينبغي أن يكون لديهم بالتأكيد معدلات أعلى من الفصام بغض النظر عن الحالة. وعلى كل
فإن هذا النموذج لم يبرز، مما يدعم نظرية الاختيار الاجتماعي.
العوامل المرتبطة بالأسرة:
قام واضعو النظريات الأوائل بدراسة العلاقات العائلية، وخاصة تلك التي تربط
بين الأم وابنها باعتبارها عاملا ضمنيا في تطوير وحدوث الإصابة بالفصام، ففي
وقت من الأوقات كان هناك رأي سائد يقول بأن مصطلح "الأم المصابة بالفصام"
هو تعبير يشير من الناحية الافتراضية، إلى برودة العلاقة schizophrenogenic mother
علم النفس المرضي
532
Fromm-Reichmann, بين الوالدين وأن النزاع بينهما هو ما قد يؤدي إصابة الأبناء بالفصام
1948 . وتتسم هؤلاء الأمهات بأنهن رافضات، ويوفرن حماية عالية ويقدمن تضحيات ذاتية،
وحساسات تجاه مشاعر الآخرين، صارمات وأخلاقيات أو متمسكات بالأخلاق تجاه موضوع
الجنس. ويشعرن بالرعب تجاه العلاقة الجنسية غير المشروعة. ولم تؤيد الدراسات الضابطة
والتي تقوم بتقييم نظرية الأم المصابة بالفصام هذه النظرية. فالفساد الذي يحدث للعائلات
بسبب هذه النظرية يعتبر خطيرا، وعلى مدى أجيال متعاقبة، كان الوالدان يلومون أنفسهم
بسبب مرض طفلهم، وحتى السبعينيات، انضم الأطباء النفسيون إلى لعبة اللوم هذه.
كيف تؤثر العائلات على الفصام؟
استمرت دراسات أخرى في الكشف عن احتمال أن يكون للعائلة دور في الإصابة بالفصام،
وهي في غالبيتها ليست سوى نتائج افتراضية لا نتائج قاطعة ونهائية، فعلى سبيل المثال
وجدت بعض الدراسات القليلة عن أسر الأفراد الذين يصابون بالفصام، أن هذه الأسر ترتبط
بشكل أكثر غموضا مع بعضها البعض، وبها مستويات أعلى من الصراع أكبر من الأسر التي
ينتمي إليها الأفراد غير المصابين بالفصام، ومما يبدو معقولا أن هذا الصراع، بالرغم من ذلك،
والاتصال غير الواضح يعتبران رد فعل على وجود عضو صغير في الأسرة مصاب بالفصام.
هناك دليل إضافي على أن العائلة أو الأسرة لها دور، هذا الدليل أظهرته دراسة التبني
وتم دراسة جوانب متعددة من ، Tienari et al, الفنلندية التي تم شرحها من قبل 2000
حياة الأسرة في الأسر التي تقوم بالتبني، تم دراستها بشكل مفصل ومن ثم تم ربطها بتربية
وقد صنفت الأسر إلى فئات . Tienari, Wynne, Moring, et al., وتهذيب الأطفال 1994
وتصنيفها إلى مستويات من سواء التوافق، وهذه الأسر التي تم تصنيفها تم الاعتماد عند
تقسيمها على المادة المأخوذة من المقابلات الطبية والاختبارات السيكولوجية، وهناك أمراض
نفسية خطيرة تم اكتشافها عند الأطفال الذين تم تبنيهم، تنشأ في البيئة الأسرية المزعجة.
بالإضافة إلى ذلك فمن بين الأطفال الذين تربوا في بيئة أسرية مزعجة، أظهر أولئك الذين يعاني
آباؤهم الفصام وجود أمراض نفسية أكثر من أولئك المشاركين المنضبطين. وبالرغم من أن
هناك محاولات لتأكيد أن كلا من النزعة الوراثية والبيئة الأسرية السيئة لهما دور بل يعتبران
من العوامل الضرورية لزيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية، إلا أن المشكلة التي تظل قائمة
في التفسير هي: يمكن أن تكون البيئة الأسرية السيئة أو المزعجة، رد فعل على أو تجاه الطفل
المزعج. ولا يمكننا أن نجزم بذلك - بشكل قاطع - بأن دور الأسرة في أسباب المرض قد أصبح
واضحا وثابتا.
الفصام
533
الأسرة والانتكاسة:
تشير الدراسات التي تم إجراؤها في لندن إلى أن الأسرة يمكن أن يكون لها أثر على
تهذيب المرضى بعد مغادرتهم للمستشفى، ففي إحدى الدراسات قام الباحثون بإجراء دراسة
على مدى تسعة شهور متواصلة، على عينة من المرضى بالفصام الذين عادوا إلى الحياة مع
. Brown, Bone, Dalison, et al., أسرهم بعد أن تم إخراجهم من المستشفى 1966
وأجريت المقابلات مع الآباء والأزواج قبل الخروج، وقد تم تحديد هذه المقابلات بعدد من
التعليقات النقدية التي تدور حول المريض وأيضا بعض التعبيرات التي تنم عن التوجه العدائي
أو الاشتراك المبالغ فيه مع المريض. وفيما يلي مثال لأحد التعليقات النقدية التي أدلى أحد
الآباء الذي يبدي ملاحظاته على سلوك ابنته، وفي هذا التعليق يعبر هذا الأب عن فكرة
مؤداها أن ابنته تتعمد بوضوح عدم القيام بالواجب المنزلي: " إن رأيي يتلخص في أن ماريا
تتصرف بهذه الطريقة لكي لا تقوم زوجتي بإسناد أية مسئوليات منزلية إليها. مقتبس من:
ووفقا لهذا الاختلاف، الذي يطلق ، Weisman, Neuchterlein, Goldstein, et al., 1998
تم تقسيم العائلات أو الأسر إلى مجموعتين: Expressed Emotion عليه التعبير العاطفي
الأسر التي تعطي قدرا كبيرا للتعبير العاطفي أسرة مترفعة في نسبة العواطف المعبر عنها، وأسر
لا تظهر أو تظهر القليل من العاطفة المعبرة أسر ذات مستوى منخفض من العواطف المعبرة
عنها، وفي نهاية فترة المتابعة، كان هناك 10 ٪ فقط من المرضى الذين عادوا إلى الأسر ذات
المستوى المنخفض من التعبير العاطفي، حدثت لهم انتكاسة، بينما هناك 58 ٪ من المرضى
العائدين من المستشفى إلى أسر عالية من حيث وجود التعبير العاطفي عادوا مرة أخرى إلى
المستشفى.
Butzlaff & Hooley, يشير هذا البحث المنقح راجع للمزيد من الدراسات التحليلية
1998 إلى أن البيئة التي يخرج المرضى إليها ترتبط ارتباطا كبيرا وتؤثر بوضوح على السبب في
عودتهم إلى المستشفى بمجرد خروجهم منها. وقد وجد الباحثون أيضا أن الأعراض السلبية
للفصام من المرجح بدرجة أكبر أن تثير التعليقات النقدية. وكما هى الحال في المثال المذكور في
الفقرة السابقة، وأن الأقارب الذين يصدرون معظم التعليقات النقدية يعتبرون الأكثر ميلا
Lopez, Nelson, لاعتبار المرضى أو النظر إليهم على أنهم قادرون على التحكم في عواطفهم
. Snyder, et al., 1999; Weisman et al., 1998
Lopez هناك بعض الفوارق الثقافية المهمة في التعبير العاطفي، فقد وجد لوبيز
وزملاؤه 2009 أن من يقدمون الرعاية من الأنجلو أمريكيين يكون التعبير عن المشاعر
لديهم مرتفعا بصورة تفوق الأمريكيين المكسيكيين المهاجرين حديثا، وتنطبق صحة هذا
على كل النواحي المتعلقة بالمشاعر المعبر عنها مثل: التعليقات المحرجة، والعدائية، والبيئة
العاطفية. إن ما يقرب من ثلثي مقدمي الرعاية الأنجلو أمريكيين الذين تم تصنيفهم
علم النفس المرضي
534
ضمن درجات عالية من التعبير عن المشاعر كان بسبب تعبيرهم عن مشاعر عدائية
وتعليقات محرجة، و 8٪ فقط هم الذين تم تصنيفهم ضمن درجات التعبير الشعوري العالية
نتيجة اعتمادهم على البيئة العاطفية. على النقيض من هذا، فإن مقدمي الرعاية من
الأمريكيين المكسيكيين كانت نسبهم
العالية مقسومة مناصفة بين أولئك
الذين ترتفع مستويات عدائيتهم
وتعليقاتهم المحرجة، وأولئك الذين
ترتفع مستويات المشاعر المعبر عنها
نتيجة للبيئة الشعورية. إن لهذه
النتائج تطبيقات مهمة فيما يتعلق
بتقديم وتطور التداخلات مع
العائلات التي تعاني الفصام وهو ما
سنعرض له بعد قليل ضمن هذا
الفصل، وقد وجدت دراسة أخرى أن
البيئة العاطفية قد أسهمت على
وجه الخصوص في التنبؤ بالانتكاسات لدى الأمريكيين المكسيكيين الذين يتناغمون مع ثقافة
Aguilera, Lopez, Breitborde, et al, وطريقة الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية
. 2010
غير الواضح هو كيف نفسر أثر العواطف المعبر عنها، وهل هي عارضة، أم أنها تعكس
رد فعل على سلوك المرضى؟ على سبيل المثال، إذا كانت حالة المريض بالفصام قد بدأت في
التدهور، فإن اهتمام الأسرة ومشاركتها قد يزداد. في الحقيقة، فإن السلوك غير المنتظم أو
الخطير من جانب المريض يبدو أنه يعتبر مبرر الانضباط المحدود والجهود أو المحاولات
الأسرية الأخرى التي قد تزيد من مستوى العواطف المعبر عنها. وتشير الأبحاث إلى أن كلا من
التفسيرين لعملية العواطف المعبر عنها قد يكون صحيحا. فالمرضى الذين خرجوا من
المستشفى حديثا، والمصابين بالفصام، وأسرهم ذات المستوى العالى من العواطف المعبر عنها،
لوحظ أنهم يشتركون في مناقشة المشاكل الأسرية. وقد ظهرت نتيجتان مبدئيتان وهما:
أن تعبير المرضى عن الأفكار غير المعتادة إذا عضك الطفل، فسوف تصاب بداء 
الكلب قد أثار العديد من التعليقات اللاذعة من جانب أعضاء الأسرة الذين كانوا
يتميزون في السابق بأنهم مرتفعو المستوى في التعبير العاطفي، أكبر من التعليقات
المشاعر المعبر عنها قد تتضمن العدائية أو التعليقات المحرجة
أو الارتباط العاطفي المفرط والتى قد تكون سببا في حدوث
الانتكاسة في حالة الإصابة بالفصام
الفصام
535
اللاذعة الصادرة عن أفراد الأسرة الذين يتميزون بالمستوى المنخفض من التعبير عن
المشاعر.
وفي الأسر التي تتميز بالمستوى العالي من التعبير عن 
المشاعر، فإن التعليقات اللاذعة التي يصدرها أفراد الأسرة
قد أدت إلى زيادة التعبير عن الأفكار الغريبة من جانب
المرضى.
لذلك فإن هذه الدراسة قد وجدت أي علاقة توجيهية في
الأسر ذات المستوى المرتفع من العاطفة المعبر عنها: أن
التعليقات اللاذعة الصادرة من أفراد الأسرة قد أثارت المزيد
من الأفكار الغريبة من جانب المرضى، وقد أدى التعبير عن
الأفكار الغريبة من جانب المرضي إلى زيادة التعليقات اللاذعة.
إذا كيف يؤدي الضغط العصبي- مثل المستوى المرتفع
من العواطف المعبر عنها- إلى زيادة أعراض الفصام، وإلى
حدوث انتكاسات؟! وترتبط إحدى الإجابات على هذا السؤال
HPA Hypothalomic بآثار الضغط العصبي على الفقرة البصرية المجاورة للكلي
وتربط هذه الإجابة بين ذلك وبين نظرية الدوبامين. ،Pituitary-adrenal HPA axis
مما HPA فالضغط ينشط فقرة العنق الثانية أو ينشط منطقة Walker et al., 2008
Walker et al., الذي يزيد من نشاط الدوبامين Cortisol يتسبب في إفراز الكورتيزول
والذي HPA - 2008 ، وبالإضافة إلى ذلك، فإن رفع نشاط الدوبامين قد يعمل على تنشيط
قد يجعل الشخص أكثر حساسية بدرجة مفرطة تجاه الضغط. ولذلك فإن النظرية تفترض أن
وبين نشاط الدوبامين. HPA - هناك علاقة توجيهية بين تنشيط
العوامل التطورية :
كيف يبدو المرضى بالفصام قبل أن تظهر عليهم الأعراض؟ تم التعرض لتناول هذا
والدراسات المستقبلية ،retrospective studies التساؤل باستخدام الدراسات الاسترجاعية
وغالبا ما تشير الدراسات الاسترجاعية إلى عملية " متابعة للماضي" ،prospective studies
وذلك لأنها تبدأ من عند نقطة بداية تكون فيها المجموعة المبحوثة من البالغين المصابين
بالفصام، فيقوم الباحثون بالبحث عن خلفياتهم أثناء فترة الطفولة وذلك حتى يمكنهم تحليل
التسجيلات والاختبارات التي تمت أثناء فترة الطفولة.
Elaine أجرت إلين والكر
العديد من الدراسات Walker
حول تطور الفصام
علم النفس المرضي
536
الدراسات الاسترجاعية:
اكتشف الباحثون في فترة الستينيات من القرن العشرين، أن الأطفال الذين أصيبوا
وكانوا أكثر تقصيرا IQ بالفصام بشكل متأخر، كان لديهم مستوى أقل في نسبة الذكاء
وانسحابا مما فعله أفراد المجموعات الضابطة المتعددة، وعادة ما يتم مقارنة الأخوة بنظرائهم
وقد ، Albee, Lane, Reuter, 1964; Berry, 1967; Lane & Albee, من الجيران 1965
وجدت دراسات أخرى أن الأولاد الذين أصيبوا بالفصام بشكل متأخر، كان تقييم مدرسيهم
لهم، أنه غير محبوبين، بينما كانت البنات المصابات بالفصام بشكل متأخر، تم وصفهن بأنهن
. Watt, 1974; Watt, Stolorow, Lubensky, et al., سلبيات 1970
وحديثا قام باحثون بدراسة الخلل العاطفي والمعرفي قبل ظهور أعراض الفصام، وفي
وزملاؤها بتحليل أفلام المنزل Elaine Walker إحدى الدراسات الرصينة قامت إلين والكر
التي يشاهدها الأطفال الذين تظهر عليهم علامات الفصام لاحقا، فالأفلام تشكل جزءا من
Walker, Davis & Savoie, الحياة الأسرية الطبيعية وتم وضعها قبل الإصابة بالفصام
1994 ومقارنتهم بإخوتهم الذين لم يصابوا بالفصام ; Walker, Grimes, Davis et al.,1993
لاحقا، وقد أظهر الأطفال المصابون بالفصام من قبل، مهارات حركية أقل نشاطا، وزيادة في
التعبيرات عن العواطف السلبية، وهناك دراسات أخرى درست التقييمات السابقة لمرحلة
الطفولة والارتباط بين المعرفة والوظائف الذهنية لدى البالغين المصابين بالفصام، وقد توصلت
هذه الدراسات إلى أن البالغين المصابين بالفصام يكون مستوى ذكائهم ومستوى تقييماتهم
Davis, المعرفية الأخرى منخفضا خلال فترة طفولتهم مقارنة بالبالغين غير المصابين بالفصام
. Malmberg, Brandt, et al.,1997; Woodbury, Giuliano & Seidman, 2008
وبقدر ما تبدو هذه النتائج خادعة، إلا أن القيد الوحيد على هذا البحث التطوري هو أن
المعلومات التي تم الحصول عليها بشكل أصلي كانت لغرض التنبؤ بنشوء الفصام، وتطورها من
خلال سلوك الطفولة. كذلك فإنها تبدأ عند عينة من البالغين الذين يعانون الفصام، ويتم دراسة
سجلاتهم والبيانات السابقة الخاصة بهم والتي تم جمعها أثناء مرحلة طفولتهم لبيان إذا ما كانت
هناك خصائص مميزة ظهرت عليهم عندما كانوا أطفالا صغارا.
الدراسات المستقبلية:
أشارت دراسة مستقبلية أكثر حداثة إلى أن سمات الطفولة ترتبط بتطور ظهور الفصام
وفي ، Reichenberg, Aushalom, Harrington, et al., في بدايات مرحلة البلوغ 2010
هذه الدراسة تم تقييم مجموعة كبيرة من المبحوثين في مدينة دوندين في نيوزلندا لعدة
،9 ، 32 عاما، وتم قياس نسبة الذكاء عند أعمار 7 - مرات خلال المرحلة العمرية ما بين 7
32 عاما، وقد وجد ،26 ، 13 وتم إجراء التقييمات التشخيصية عند عمر 21 ،11
الفصام
537
الباحثون أن انخفاض نسبة الذكاء في مرحلة الطفولة يشير إلى احتمالية التعرض للإصابة
بالفصام للمزيد عن ارتباط الفصام بانخفاض مستوى الذكاء - راجع الفصل 3 ، فالأطفال
الذين ظهرت عليهم أعراض الفصام لاحقا كان لديهم ضعف في نسبة الذكاء اللفظي مقارنة
بغيرهم من الأطفال الذين لم يصابوا بالفصام. كذلك فقد ظهر أن البالغين المصابين بالفصام قد
ظهرت عليهم علامات الضعف المعرفي منذ أن كانوا في السابعة من العمر، وأن ذلك قد بقي
ثابتا حتى عند دخولهم لمرحلة البلوغ.
إن هذه النتائج تدعم الفكرة القائلة بأن هناك أمرا متعلقا بتطور الانفصام وظهوره
لاحقا في نهاية فترة البلوغ وبداية فترة المراهقة، إلا أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من
الدراسات التاريخية التطويرية حتى يمكن تقديم دليل فيما يتعلق بالإصابة بالفصام.
ومن بين الصعوبات التي واجهتها دراسات المخاطر الأسرية العالية التي ناقشناها سابقا
3 فإن نسبة الأبناء - هو العدد الكبير المطلوب لأفراد العينة، وكما هو موضح في جدول 9
الذين يعاني والداهم الأصليون الفصام وتظهر عليهم علامات الإصابة بالفصام لاحقا نتيجة
لذلك كانت نسبتهم 10 بالمئة، فإذا ما بدأت دراسة بعدد من الأطفال المعرضين لمخاطر عالية
وكان عددهم 200 طفل، فإن 20 طفلا فقط هم من يصابون بالفصام. علاوة على ذلك فإنه
ليس من السهل توافر عينة كبيرة كهذه من الرجال والنساء المصابين بالفصام ويكون لديهم
أبناء.
ونتيجة لهذه الصعوبة فقد تم استخدام دراسة سريرية لقياس ارتفاع المخاطرة في البحث
الحالي، وقد تم تصميم دراسة سريرية لقياس ارتفاع المخاطر لتحديد الأشخاص الذين تظهر
عليهم علامات مبكرة للإصابة بالفصام وتناول معظمها ما يتعلق بالهلاوس والضلالات وعدم
2 ، ومن بينها دراسة تم - الانتظام والتي لا يكون لها سبب تجريبي - راجع أهم الاكتشافات 9
إجراؤها في استراليا في الأعوام السابقة، وهي تقوم بتتبع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من
30 عاماً، والذي كانوا قد تم إحالتهم إلى مستشفى الأمراض العقلية، أو عيادة الأمراض :14
العقلية في منتصف التسعينيات. ولم يكن أحد من المشاركين يعاني الفصام عند بدء إجراء
الدراسة عليه، ولكن العديد منهم أظهر درجات متفاوتة من أعراض الفصام فيما بعد، وكان
البعض لديه أقارب يعانون اضطرابات ذهانية. ومنذ أن بدأت الدراسة، بدأ 41 شخصا من بين
MRI 104 مشاركين بدأوا يظهرون بعض الأنواع من الاضطراب الذهاني. وقد وجدت دراسة
على 75 من إجمالي 104 مشاركين أن هؤلاء الأشخاص الذين أظهروا فيما بعد اضطرابا ذهانيا،
أقل حجما من الموجودة لدى ،Gray-Matter لديهم أحجام أقل في مادة الدماغ السنجابية
Panatelas, Velakoulis, McGorry, et al, أولئك الذين لم يظهروا اضطرابا ذهانيا ; 2003
وهذا يذكرنا بأن الحجم الصغير للمادة الدماغية السنجابية ، Pantelis et al., 2003
علم النفس المرضي
538
قد وجد أيضا في مرضى الفصام، وتفيد هذه الدراسة بأن هذه الخاصية قد Gray-matter
تكون سابقة للفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى.
تم NAPLS وهناك دراسة مطولة مشابهة حول أعراض المرض في أمريكا الشمالية
إجراؤها في ثمانية مراكز في الولايات المتحدة وكندا، وقد تم تحديد المشاركين بأنهم ذوو
مخاطر سريرية عالية وذلك اعتمادا على مقابلة هيكلية لتحديد أعراض المرض ومتلازماته -
2 ، وفي هذه الدراسة ظهر أن 82 من إجمالي المشاركين البالغ - راجع أيضاً أهم الاكتشافات 9
وكان لدى أسرهم تاريخ مرضي مع CHR عددهم 291 والمحددة حالتهم بأنها عالية المخاطرة
قد ظهرت عليهم FHR الفصام لديهم مخاطر أسرية عالية، ومخاطر إصابة ناتجة عن الأسرة
Cannon, Candenhead, Cornbatt, أعراض الفصام أو بعض من أنماط الاضطراب النفسي
وقد حدد الباحثون عددا من العوامل التي يمكن من خلالها التنبؤ بحدوث ، et al., 2008
الاضطراب النفسي بما في ذلك الارتباط البيولوجي بحدوث الفصام، والانخفاض في الأداء
الوظيفي، وارتفاع مستويات الأعراض الإيجابية وارتفاع مستوى الخلل الاجتماعي.
نبذة سريعة :
بالرغم من تعقيدها، فإن عددا من العوامل المسببة من المرجح أنها تسهم في الإصابة
بالفصام، فالدليل الوراثي كان قويا، ومع وجود المزيد من الأدلة من دراسات الأسرة، والتوائم،
والتبني، وقد أبانت الدراسات المتعلقة بارتفاع المخاطر الأسرية أن الأطفال ممن ولدوا لوالدين
ممن يعانون الفصام يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفصام من أولئك الذين لم يصب والداهم
باضطرابات بما في ذلك الفصام . تتناول دراسات الوراثة الجزئية دراسات الارتباط والارتباط
DTNBPL, وهناك جينات واعدة في دراسات الارتباط منها ، GWAS الجينومي الموسع
ولكن هذه الدراسات تحتاج إلى تكرار أيضا، فكما أشارت الدراسات NGRI, and COMT
ترتبط بالميل الوراثي للإصابة CNVs الجينومية الموسعة فإن هناك عددا من المتغيرات
بالفصام.
تلعب الناقلات العصبية دورا هي الأخرى في الفصام، ولعدة أعوام، كان الدوبامين هو
بؤرة الاهتمام بالنسبة لمجال الدراسة ولكن فيما بعد أظهرت النتائج أو قادت الباحثين إلى
التوصل إلى أن هذا الناقل العصبي الوحيد لا يمكن أن يكون هو المسئول عن الفصام
بشكل كامل. وكانت هناك ناقلات عصبية أخرى محل اهتمام الدراسة أيضا، مثل
وقد دلت العديد .Glutmate والجلوتيمات ،GABA- والجابا ،Serotonin - السيروتونين
من المناطق المختلفة في المخ على وجود الفصام، ومن النتائج المتكررة على نطاق واسع ما
يتعلق بتوسع التجاويف الدماغية، وهناك أبحاث أخرى دعمت الدور الذي تقوم به قشرة
الفصام
539
الدماغ الأمامية. وبصفة خاصة انخفاض النشاط في هذه المنقطة عند الإصابة الفصام، وقد تم
توثيق وجود خلل وظيفي في القشرة الدماغية المؤقتة.
إن العوامل البيئية كالتعقيدات المرتبطة بالولادة والعدوى الأبوية قد يكون لها أثر في
تطور المخ وزيادة خطر الإصابة بالفصام، كما أن القنب المخدر المنتشر تعاطيه بين المراهقين
أظهر ارتباطا بمخاطرة أكبر فيما يتعلق بالإصابة بالفصام، خاصة لدى أولئك الذين لديهم ميل
جيني للإصابة بالاضطراب.
كما أن الأبحاث تناولت دور الحالة الاقتصادية الاجتماعية في الإصابة بالفصام. وبشكل
عام فإن هذا العمل يؤكد نظرية الاختيار الاجتماعي أكثر من النظرية الاجتماعية الوراثية،
وهناك نظريات قديمة ألقت باللائمة على الأسرة، وخصوصا الأمهات في التسبب في الفصام،
والتواصل في الأسر هو أمر مهم ويمكنه أن يؤسس للإصابة بالضغط وفق النظرية الخاصة
بالاستعداد للضغط والإصابة بالفصام، أما العاطفة المعبرة فقد وجد أنها أيضا تساعد على
التنبؤ بحدوث انتكاسة في الفصام وأن هناك اختلافات ثقافية مهمة ترتبط بالمشاعر المعبر
عنها.
هناك دراسات استرجاعية عادت إلى دراسة الطفولة وسجلات البالغين المصابين بالفصام
فتبين انخفاض مستوى الذكاء لديهم، وأنهم كانوا منعزلين ومهملين عندما كانوا أطفالاً. ووجدت
دراسات أخرى أن البالغين الذين أصيبوا فيما بعد بالفصام قد عبروا عن الكثير من العواطف
السلبية وكانت مهاراتهم الحركية ضعيفة. أوضحت دراسة مستقبلية أن انخفاض مستوى الذكاء
خلال مرحلة الطفولة ينبئ بظهور أعراض الفصام لاحقا، وأن الخلل في مستوى الذكاء يظل
مستمرا خلال مرحلة الطفولة، أما الدراسات السريرية لقياس ارتفاع المخاطر فقد حددت
الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات مبكرة للإصابة بالفصام.
علاج الفصام:
غالبا ما تتضمن طرق علاج الفصام المزج بين العلاج قصير الأجل من خلال البقاء في المصحات
خلال المرحلة الأولية من المرض، والعلاج الدوائي، والعلاج النفسي. إن المشكلة التي تواجه أي نوع من
أنواع علاج الفصام هي أن بعض المرضى يفتقرون إلى فهم حالتهم السيئة ويرفضون أي معالجة على
وتشير النتائج التي تضمنتها إحدى ، Amador, Flaum, Andeasen, et al., الإطلاق 1994
الدراسات إلى أن النوع الإناث والعمر الأكبر سنا هي مؤشرات تفيد في تكوين تصور أدق عن
ولعل هذا ، McEvoy, Johnson, Perkins, et al., المرضى خلال المرحلة الأولى من المرض 2006
أما أولئك . Salem &, Kring, هو السبب في ميل الإناث لتقبل العلاج أكثر من الذكور 1998
الذين لا يتمتعون ببصيرة فلا يرون حاجة إلى مساعدة احترافية وخصوصا إذا كان ذلك يتضمن
علم النفس المرضي
540
دخولهم المستشفى أو تناول العقاقير، وقد يكون ذلك صحيحا بصفة خاصة مع الفصام العظمة،
الذين يعتبرون العلاج هجوما من قوى خارجية معادية. وبالتالي فإن أفراد الأسرة يواجهون تحديا
كبيرا يتمثل في إخضاع أقاربهم وإقناعهم بالعلاج. وهو ما يجعلهم يلجأون في بعض الأحيان إلى
إدخالهم قسرا إلى المستشفى عن طريق الشرطة المدنية.

descriptionالوصف السريري للفصام Emptyرد: الوصف السريري للفصام

more_horiz
التحميل
https://www.file-upload.com/zua08sdrqwqh

http://evassmat.com/C95i
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد