نبذة عن الكتاب :
ان علم النفس هو علم اجتماعي , وإذا كان لنتائجه اية حقيقة واقعية فيجب أن تكون ممكنة التطبيق على مشكلاتنا الاجتماعيه المعاصرة والعلم الاجتماعي خارع إلى حد ما , فنحن كعلماء لا نستطيع عمل الكثير حيال الحرب الذرية ومنعها أو حيال القلاقل والاضطرابات الاجتماعية أو حيال الاضرابات والتحديات الأخرى إن ادعاء القدرة على معالجة الامراض الاجتماعية جميعها قد جعل من علم النفس والتحليل النفسي أمرا مضحكاً .
وقد أدى ذلك إلى اعتقاد العديد من الناس بأن العلم الاجتماعي لا ينطوي على اي شيء وهناك على أقل تقدير عدد من المسائل نستطيع تقديم بعض الاجابات الأولية عنها , ويتناول هذا الكتاب معالجة بعض المسائل وبعض الاجابات عنها وينبغي للقارئ أن يحكم ما إذا كان هناك مبالغة في هذا الادعاء . فحيثما يتوافر العديد من الأدلة بحيث تكون جميعها متعارضة يغدو الحذر أمرا ضروريا بشكل واضح عند قبول أي شيء يدلي به فريق معنى .
يبدأ الكتاب بالقاء نظرة على تناقض علم النفس الحديث فهناك علماء نفس تجريبيون يستخدمون أساليب علمية دقيقة في بحث مشكلات تبدو للكثير من الناس مبتذلة وغير مثمرة وهناك علماء نفس اجتماعيون وأطباء نفسيون , ومحللون نفسيون , يبحثون في مشكلات هامة ذات صلة وثيقة بالحياة الاجتماعية بشكل واضح , إلا أنهم وفي أحسن الاحوال يستخدمون أساليب ونظريات يمكن الشك في دقاتها العلمية .
وأنا معني باللإشارة إلى هذا الصراع مصطنع وغير ضروري , فهناك أساليب بحث ونظريات ومفاهيم تمكننا من الجمع بين المشكلات الهامة والطرق العلمية الدقيقة . ومفهوم " الشخصية " هو مفهوم رئيسي يبرهن قولي هذا , بيد أني لن أخوض في التفصيلات الآن , بل سيرى القارئ نفسه ما الحل الذي اقدمه لهذا التناقض الدائم الموجود , وسيكون قادرا على الحكم على مدى ملاءمته .
وأنا عل يقين بأن هذه المشكلات ليست فيزيائية ولا بيولوجية , بل هي مشكلات نفسية , لقد وجدنا حلولا لمعظم المشكلات التي سببتها الطبيعة لنا , وما تبقى لنا من مشكلات هي من صنع الانسان نفسه , ودراسة الانسان فقط هي التي يمكن أن تساعدنا في إيجاد حلول لها .
ام ما قاله ( ألكسندر بوب ) في شعره المعروف جيدا والقائل بإن " الدراسة المناسبة للنوع الانساني للإنسان " وما زال صحيحا في يومنا هذا كما كان في السابق , رغم التقدم الذي حرزه العلم منذ أيام " بوب " وحتى الأن .