من مقدمة الكتاب
بين يدي القاريء الآن كتاب فريد في نوعه ، تناول كل ما يهم القراء معرفته عن التحليل النفسي ، كأحد الأساليب المتبعة في علاج الأمراض النفسية .
وما هو الجديد في الكتاب ؟
الجديد هو أنه لم يعرض لنا نظريات علمية وضعها أحد الكتاب المشتغلين بالعلاج النفسي أمكن له استخلاصها نتيجة مشاهداته وأبحاثه التي قام بها على المرضى ، وإنما الجديد في الأمر أن مؤلف الكتاب والمريض النفسي كانا شخصا واحدا ، مما يجعل كل ما ورد به من معلومات وخبرات وأفكار إنما يعبر عن واقع نفسي ، وأحاسيس حقيقية ، ومشاعر صادقة ، لما يعاني منه المريض النفسي ، ولما يعتمل في داخله من صراع ، ولما يدور في ذهنه من أفكار .
كما أنه يكشف عن الدوافع النفسية التي توجه سلوكنا ، وعما يصيب هذه الدوافع من كبت أو عدم اشباع ، وما يترتب على ذلك من آثار مرضية . وهو في الوقت نفسه يتحدث عن ميولنا ورغباتنا الخفية التي نعمل جاهدين على عدم اظهارها لنافاتها للضمير الخلقي للفرد والجماعة . وكيف أن هذه الميول والرغبات تلح راغبة في التحقيق ، فتعبر عن نفسها في صورة أحلام ، أو فلتات لسان ، وقد تكون مشبعة بالطاقة النفسية فتحدث الأمراض النفسية .
ولقد نقل إلينا المريض في هذا الكتاب ، بأسلوب قصصي ، كل ما سجله عن نفسه طوال مدة مرضه بصراحة تامة ، وبصدق وأمانة .