أولاً: النظرية التحليلية Psychoanalysis Theory
نبذة عن صاحب النظرية:
ولد سيجموند فرويد في النمسا عام 1856م وكان أبوه تاجر صوف غير ناجح، متسلطاً صارماً، وكانت أمه هي الزوجة الثانية في العشرين من عمرها، وكان فرويد الأبن الأول لستة أطفال ولدوا لامه، كان فرويد تلميذاً متفوقاً دائماً، والتحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره، وكان يريد أن يصبح عالماً في التشريح، وبدأ عمله مع بروير والذي نجح في علاج الهستيريا، كذلك درس مع شاركو الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي، وكان فرويد يستخدم في ممارسته العلاج الكهربائي، ومن أهم كتبه تفسير الأحلام (Patterson, 1986).
نظرية التحليل النفسي تعتبر ركن أساسي في الإرشاد والعلاج النفسي الحديث، وبعض العاملين في مجال الإرشاد النفسي أو العلاج النفسي ينطلقون من مفاهيم أساسية وأساليب نابعة من التحليل النفسي (Gilliland, 1989).
مراحل تطور نظرية فرويد في التحليل النفسي:
استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاماً (1886-1939م) حيث تناول فرويد خلال عمره الكثير من الأفكار والتي استمر في
تطويرها والتنازل عن بعضها وتأكيد بعضها الآخر في فترات لاحقة، وقد توفي وهو يطور في نظريته، ويمكن تلخيص التطور التاريخي للنظرية في:
أولاً: مرحلة الإعداد (1886-1885) وتشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير وشيركو، ويتمثل في العوامل المؤثرة في فكرة خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية، تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، كشفه من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة وكان من أهم النتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
• تأثره باعتقاد بروير بأن الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
• استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
• اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي وتطويره كبديل للتنويم المغناطيسي.
• من خلال علاج بعض الحالات الهستيرية وصل فرويد إلى قناعة بأن الخبرات الانفعالية المؤلمة المؤدية إلى الاضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة، ووصل إلى فكرة الإغواء الجنسي (Sexual Seduction) التي عدل عنها فيما بعد، هذه الأفكار مهدت لنظريته في الجنس في المراحل التالية.
ثانياً: مرحلة التحليل النفسي لذاته وما أسفرت عنه من تعديلات في أفكاره الأولي (1895-1899) ولعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
• وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
• تحديد مراحل النمو النفس- جنسي.
• تحديد المركبات الأوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة الأوديبية أو (Phallic Stage).
• وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص.
ثالثاً: مرحلة اشتغاله بتفسير الأحلام ومنتجات نظرية جديدة (1914-1900)
• توصل في نظريته إلى الأحلام مؤكداً الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس الانفعالي وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية.
• كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور يكون تعبير الأحلام غير مباشر، وذلك من خلال اشتماله على معني ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعورياً وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحياناً، ومعني باطن (خفي) يشير إلى الرغبات اللاشعورية.
• يحدث التشوية في محتويات الحلم عن طريق ميكانيزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعوري، حيث يعمل على منع خروج الرغباة المكبوتة إلى الوعي مع اليقظة، ويتم تشوية الحلم بعدد من المكيانزمات تشمل: التركيز، والتحويل أو الإبدال، التمثيل البصري، المراجعة الثانوية.
• على اعتبار أن للأحلام وظيفة إشباعية وتنفيسية، يري فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك ارتباطها بخبرات الطفولة والرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب، حيث يحقق الحلم إشباعاً أو تنفيساً محدوداً نتيجة لنظام الرقابة.
• لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفيسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن يرتبط باللذة (الجنس) وعليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي إلى اللذة بأنها ترتبط بغزيزة العدوان، كما أنها قد تعمل كميكانزم لتشوية الحلم وإخفاء الرغبات من الظهور للوعي.
• هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان، كما أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات والتي تجعل منها خبرات لا شعورية.
رابعاً: مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية (1914-1939)
• بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، وأعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة
• فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكداً بأن العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعي لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين أرجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعتمد على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز.
• أكد أهمية اللاشعور وأوجه نموذجه عن الشعور واللاشعور.
• نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة، فالرغبات غير المقبولة تعمل على تجنيب الفرد ألم كبير.
• توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والانا والأنا العليا.
النظرية للطبيعة الإنسانية:
كان فرويد يري أن كل أشكال السلوك ناتجة عن المحددات الشعورية واللاشعورية، فسلوك الإنسان ليس حراً إنما هو عشوائي وتلقائي إلى حد ما، كما أن المحددات اللاشعورية محكومة بقواعد ولها تأثير على الأفكار والتصرفات أكثر من المحددات الشعورية (Shilling, 1984).
كما أكد فرويد على أهمية الغرائز في تشكيل الطبيعة الإنسانية، ويري بأن هذه الغرائز فطرية، حيث أن لدى الإنسان مجموعتين من الغرائز وهما:
غرائز الحياة أو الجنس: Eros
وهي تشتمل على القوي التي تحافظ على بقاء الذات، وعلى العمليات الحياتية اليومية، وطاقة هذه الغرائز تسمي الطاقة الجنسية Libido.
غرائز الموت:
وهي وراء مظاهر القوة والعدوان والانتحار والقتل، حيث أن لدى الإنسان كما يري فرويد رغبة لا شعورية في الموت. وهكذا يظهر أن فرويد أكد بشكل كبير على دور العوامل البيولوجية مثل الوراثة والنضج.. في نمو السلوك الإنساني، كما أنه ركز على فكرة أن سلوك الإنسان حتمي، بمعني أنه محدد مسبقاً بالخبرات الماضية وخاصة خبرات السنوات الخمس الأولي من حياة الفرد، وبالتالي سيكون من الصعب تغييره. (Patterson, 1986).
النظرة للشخصية:
كان من بين ما انتهي إليه فرويد نظرية متكاملة في الشخصية، وقسم فيها العقل إلى ثلاث مناطق: الشعور وما قبل الشعور واللاشعور، حيث قصد في ذلك ما يلي:
اللاشعور: Unconscious
وهو جزء من حياة الفرد يختفي وراء الوعي، ويعتبر مستودعاً للمشاعر والأفكار المكبوتة، وهو يؤثر في خبرة الفرد وسلوكه، وهو لا يعمل وفق مبدأ المنطق، ويستمتع بالتناقضات ويرفض أن يقول لا للرغبات، كما يوفر مادة للأحلام، ويحتوي على تصورات واستنتاجات عقلية للغرائز وخاصة الغرائز الجنسية.
ما قبل الشعور: Preconscious
وهي منطقة من العقل لا تكون موجودة عندما يولد الشخص، ولكنها تتطور مع استمرار تفاعل الفرد مع البيئة، وقد ينظر لها على أنها شاشة تفصل بين الشعور واللاشعور، ومن وظائفها العمل كمراقب وهي تؤخر إطلاق الغرائز.
الشعور: Conscious
يري فرويد أن الشعور له وظيفة أعضاء الحس من حيث إدراك الحالات والصفات النفسية، وتأتي المواد للشعور من اتجاهين وهما: العالم الخارجي، والمثيرات الداخلية. وبين فرويد أنه لو تخلينا العقل يشبه جبل من الجليد، الجزء المرئي منه (فوق سطح الماء) والذي يعادل 1/9 من الجبل وهو يمثل الشعور، بينما الجزء المتبقي من جبل الجليد تحت سطح الماء والذي يعادل 8/9 ويمثل اللاشعور. (Patteron, 1986 & Shilling, 1984).
كما يري فرويج أنه يساهم في بناء الشخصية جوانب ثلاث لكل منها صفاته ومبادئه وخصائصه، وهي تتفاعل معا لتشكل وحدة متكاملة، وهذه الجوانب الثلاث هي:
الجانب الهو الأنا الأنا الأعلى
بدايتها نولد مزودين بها تتكون من الهو عند 6-8 شهور، وتنتج عن خبرة الفرد بجسمه والعالم الخارجي تتكون من الأنا عند 3-5 سنوات وتنتج عن التوحد مع معايير الوالدين وتحلل عقدة أو أديب
أصلها من مكونات العقل لا شعورية تماماً تتكون من جزء شعوري وآخر لا شعوري وثالث قبل شعوري تتكون من جزء شعوري والآخر لا شعوري
كيف تقوم بعملها؟ تقوم بعملها بطريقة فوضوية لا منطقية لا أخلاقية ليس لديها إحساس بالوقت والمنطق تقوم بعملها كالأعمال المنطقية مثل حفظ الذات وحل المشكلات تعمل من خلال تشرب الأخلاقيات وربما تكون واقعية أو غير منطقية وتثير مشاعر الأنا بالذنب أو الكبرياء أو الاحتكار
المبدأ تعمل ضمن مبدأ اللذة تعمل تبعاً لمبدأ الواقع تحركها الطاقة المحددة الي
الذي تعمل ضمنه وتعبر عن الدوافع والتوترات البيولوجية وتؤخر إشباع الحاجات إلى أن تأتي الفرصة المناسبة كونتها وتلتزم بمعاييرها
مما تتضمن؟ تتكون من غرائز فطرية موروثة تتضمن القلق وتستخدم ميكانزمات الدفاع تتضمن الأنا المثالية والضمير
مدى قوتها ربما تكون قوية جداً وقاسية أو قد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلتا الحالتين المرض النفسي كلما كانت الأنا قوية كلما تحققت سوية الشخصية وصحتها ربما تكون قوية جداً وقاسية وقد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلا الحالتين المرض النفسي
الهو: Id
وهو مصدر كل الغرائز ويمثل العنصر البيولوجي وهو النظام الأساسي في الشخصية ويحكمه مبدأ اللذة، ووظيفته هي تفريغ وإطلاق الطاقة الموجودة لدى العضوية، والمحافظة على مستوى متدن من التوتر، لذلك يسعي الهو إلى إشباع الحوافز الغريزية بشكل فوري.
الأنا: Ego
ويتحكم بالوعي ويشبع الحاجات بشكل لا يتناقض مع قيم المجتمع وأخلاقه، وينطلق من مبدأ الواقع، فهو يسعى إلى الإشباع ولكن ليس بنفس طريقة الهو، حيث أن الأنا يراعي متطلبات العالم الخارجي، ومن أهم وظائف الأنا: تطوير إحساس بالواقع، والتكيف مع الواقع، وضبط الحوافز الغريزية، وتطوير حلول مرضية.
الأنا الأعلى Super Ego
يسعى دائماً للكمال وليس إلى المتعة أو الواقعية، ويتكون من نظامين وهما:
- الضمير: حيث يتشرب الفرد من خلاله قيم الآخرين.
- والأنا المثالي: والذي يتعلم من خلالها الطفل قيم من خلاله نفسه (Shiling, 1984)
أما نمو الشخصية فهنالك خمس مراحل لتطور الشخصية وهي:
المراحل العمر المظاهر العامة الاضطراب
المرحلة الفمية Oral stage السنة الأولى المصدر المبدئي للمتعة هو الفم
بعد ظهور الأسنان يلجأ الطفل للحصول على المتعة من خلال العض العلاقة القوية جداً مع أمه يصبح الطفل إعتمادياً
العلاقة الضعيفة والمتوترة مع الأم يطور الطفل من خلالها مشاعر عدم الأمن
المرحلة الشرجية
Anal Stage السنة الثانية والثالثة مصدر المتعة المنطقة الشرجية
الإخراج عملية مهمة جداً في حياة الطفل.
التدريب على النظافة وإستعمال التواليت نوعية العلاقة بين الطفل والوالدين أمر حاسم، فالقسوة تجعل الطفل يلجأ للتمرد عن طريق الاحتفاظ بالفضلات، أو تطور شخصية تتسم بالبخل والعناد
المرحلة القضيبية Phalic Stage بين ثلاث وخمس سنوات الاهتمام بالأعضاء التناسلية وزيادة الخيال والفضول الجنسي.
ظهور نمط العلاقة الإجتماعية والعاطفية بالوالدين.
عقدة أوديب لدى الذكر وعقدة الكترا لدى الأنثى يفقد الطفل شعوره بالهوية نتيجة عقدة أوديب السلبية (يخاف أن يفقد قضيبه).
الخوف الزائد لدى الأنثى نتيجة فقدانها للقضيب
مرحلة الكمون
Latency stage 5-12 سنة للبلوغ استبدال المشاعر الجنسية بمشاعر المحبة.
استبدال الأنا وينخرط الطفل بنشاطات معرفية في المدرسة.
يميل الطفل لقضاء وقت أطول. قد يطور الأطفال الخجل نتيجة عدم الكفاءة المعرفية.
قد يميل بعض الأطفال للتركيز على نفس الجنس والاستمرار بقضاء وقت أكثر معه في المرحة التالية مع الأطفال نفس الجنس.
يتشرب المزيد من القيم الوالدية ويتشكل مركز الأنا الأعلى
المرحلة التناسلية
Genital Stage 13-18 سنة يظهر التطبيع الاجتماعي والمشاركة في النشاطات الجماعية
يحصل على المتعة من خلال العلاقة مع أفراد الجنس الآخر التثبيت في مراحل سابقة وعدم الدخول في هذه المرحلة.
السلوك المضطرب:
هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى ظهور السلوك العصابي وهذه العوامل هي:
العوامل البيولوجية: حيث يعاني الفرد منذ ولادته من العجز والإعتمادية ونتجة لذلك يزداد القلق لديه.
العامل النشوئي النوعي: ويقصد به أنه خلال مراحل النمو الجنسي توجد فترة إنقطاع أو إضطراب وهي مرحلة الكمون، فالفرد في المراحل التي تسبق مرحلة الكمون ينظر للرغبات الجنسية على أنها محرمة ويمل إلى كبتها، لذا قد يحدث السلوك العصابي بسبب إتباع الفرد نسب الأسلوب في المراهقة وبعدها، بحيث يكبت رغباته الجنسية.
العامل النفسي: بسبب الصراعات بين مكونات العقل (الهو- الأنا- الأنا الأعلى) أو بسبب حدوث التثبيت في إحدى المراحل النفسية الخمسة السابقة، أو بسبب تهديد الأنا ونتيجة لذلك يظهر القلق ويشير فرويد لثلاث أنواع من القلق وهي:
- القلق الواقعي (الموضوعي) وهو خبرة إنفعالية غير ممتعة تنتج من إدراك الفرد إلى وجود خطر في العالم الواقعي، كالخوف من شيء يستدعي الخوف مثل اقتراب حيوان مفترس.
- القلق العصابي: وهنا تصبح مخاوف الانا مبالغ فيها بسبب متطلبات الهو الغريزية ونتيجة لهذا القلق قد تظهر نوبات الهلع وقد يظهر خوف غير منطقي من شيء لا يستدعي الخوف، وقد يظهر خوف مزمن من خطر وشيك الحدوث لا يوجد ما يثبت حدوثه.
- القلق الأخلاقي: وهو نتيجة للصراع بين دوافع الهو ووظائف الأنا الأعلى والتي عادة ما يصاحبها مشاعر قوية من الذنب والزيف.
- وفي النوعين الأخرين يعتبر القلق مرضي ويحتاج لمعالجة.
(Defence Mechanisks Corey, 2001& Patterson, 1986, & Silling, 1984)
وقد يحدث الاضطراب نتيجة إستخدام آليات الدفاع بطريقة مبالغة فيها، حيث أن آليات الدفاع تحدث نتيجة وجود خطر الأنا، وقد يتعامل الأنا مع هذا الخطر إما من خلال الطرق الواقعية لحل المشكلات، أو من خلال الطرق غير الواقعية واللاشعورية لتحريف وإنكار الواقع، وابرز هذه الآليات ما يلي:
1. الكبت Pepression
يعتبر فرويد أن الكبت هو الآلية الدفاعية الأولى أو الأساسية للأنا لأنها تعتبر الأسلوب المباشر في تجنب القلق، والكبت: حيلة دفاعية تستخدمها الأنا لمنع الأفكار المثيرة للقلق من الوصول إلى الشعور وقد تكون هذه الأفكار جزءاً فطرياً من الهو، وقد تكون ذكريات لخبرات مؤلمة حدثت خلال حياة الفرد، والغرض من عمليات تحليل الأحلام والتداعي الحر والتنويم المغناطيسي وتحليل فلتات اللسان هو الكشف عن المادة المكبوتة بحيث يمكن فهم تأثيرها في الشخصية.
2. الإسقاط Projection
إن الاسقاط آلية دفاعية تأتي بالمرتبة الثانية بعد الكبت وتشير إلى: العملية التي يقوم بها الفرد وبشكل غير واقعي بإنكار صفة معينة لديه وإلصاقها بفرد آخر، أو إسقاط دوافعه غير المقبولة وإتجاهاته وسلوك على الآخرين أو على البيئة، وهنا يلقي الفرد باللوم على شخص أو شيء آخر لكي يتخلص من الإحساس بالذنب، فمثلاً عندما يكره طالب أحد زملائه فيدعي بأن زميله يكرهه.
3. الأزاحة أو الإبدال Displacement
وتحدث عندما يتم إعادة توجيه المشاعر القوية من شخص لآخر، أو من موضوع لآخر، فالطفل الذي يشعر بالغضب إتجاه والده، قد يوجه عضبه نحو أخيه الصغير.
4. التبرير: Rationalization
وهو أن يقدم الفرد تبريرات مقبولة إجتماعية ونفسية لتصرفات أو مشاعر غير مقبولة أو مزعجة، مثل أن يقول الطالب أنه لم يدخل الجامعة لأنه لا يحب الإختلاط، بدلاً من القول أنه لم يقبل بها، أو المراهق الذي يحاول أن يجد أو يحصل على علاقة مع فتاة لا يتمكن من ذلك فيزي نفسه بالقول بأنها لا تستحق كل هذا الجهد، والمثل الشائع الذي يطلق عليه إسم العنب الحامض ينطبق على التبرير.
5. النكوص: Regression
وهو العودة إلى مرحلة سابقة من مراحل النمو كان الفرد يشعر بالاطمئنان خلالها، فالطفل الذي تخلص من التبول اللاإرادي، قد يعود للتبول كي يلفت الانتباه بعد أن شعر بأن انتباه والديه اتجه لأخيه الصغير.
6. الإنكار:
وهو أن ينكر الفرد حقيقة واضحة قائمة أمامه، ويتصرف وكأن هذه الحقيقة لا وجود لها على أرض الواقع، ويختلف الإنكار عن الكذب، بأنه في حالة الكذب يكون الفرد على وعي بأنه يخفي حقيقة ما، أما في حالة الإنكار فالفرد لا يكون على وعي بذلك، ويستخدم الناس الإنكار كاستجابة أولي في حالة الأخبار السيئة بحيث تظهر استجابات مثلاً: أن هناك خطأ في نقل الخبر
7. التقمص: Identification
وهو أن يقوم الفرد بتذويت خصائص شخص آخر أو جماعة بحيث تصبح خصائصه الذاتية، كان يتشرب مراهق شخصية أحد النجوم ويتعلم صفاته وحركاته ويقلد كلامه.
8. التعويض: Compensation
وهو إظهار الفرد لجانب قوة لديه لكي يخفي جوانب ضعف يدرك وجودها، فقد يظهر الطالب الضعيف من الناحية الحركية اهتماماً زائداً بالنجاح في مجال التحصيل الدراسي.
9. التحويل العكسي: Reaction Formation
وهو أن نتبني اتجاهات وتصرفات لا تتفق مع رغباتنا، كان يبالغ الفرد في الترحيب بضيف جاء في وقت غير مناسب، والعكس هو الصحيح بمعني الضيق والسخط على هذا الضيف، كذلك قد يكون ردة فعل المرأة التي تزوج عليها زوجها هو عدم المبالاة في حين أنها تعاني بسبب ذلك الكثير، وهذه الآلية تعمل كوسيلة دفاعية تساعد في كبت المشاعر والرغبات التي تحاول الظهور للسطح.
10. التسامي: Sublimation
وهو أن يحول الفرد النزعات والرغبات العدوانية والجنسية إلى نشاطات ذات قيمة، فالمراهق الذي يمتلك طاقة جنسية كبيرة يقوم بالانشغال بالألعاب الرياضية المختلفة، والشاب القوي البنية يتجه للخدمة العسكرية وهكذا (Sharf, 2000 & Corey, 2001).
أهداف العلاج:
1- الهدف الرئيسي هو إحداث تغيير عميق، بحيث يصل المسترشد إلى درجات أفضل من التحرر ورؤية الواقع، ويصبح أفضل تبصراً بذاته، ومحققاً لها. (الرفاعي، 1982م)
2- يهتم التحليل النفسي بمعرفة أسباب الاضطراب وليس مجرد التركيز على الأعراض (Patterson, 1986).
3- مساعدة الشخص على فهم نفسه وضبط حياته واتخاذ قراراته (Shilling, 1984).
4- كشف اللاشعور ليصبح شعورياً، وهذا يعني أن الأنا تقوي والأنا الأعلى تضعف ويصبح المسترشد أكثر إدراكاً للهو (Louies, 1984).
دور المعالج:
يفترض المعالج التحليلي دور المهني الغامض، الذي ينخرط قليلاً بعملية الكشف الذاتي عن شخصيته ويحافظ على إحساسه بالحيادية حتى يستطيع أن يعجل في إيجاد علاقة تحويلية، والتي من خلالها يستطيع المسترشد أن يحول إسقاطاته على المرشد.
من أهم وظائف المعالج أنه يساعد المسترشد من خلال التحليل على أن يكتسب الحرية والحب والعمل واللعب.
كما يساعد المعالج في تحقيق وعي ذاتي وعلاقات شخصية قوية أو فعالة.
ويساعد في التعامل مع القلق بأساليب واقعية معقولة.
على المعالج أن يبدأ بتأسيس علاقة عمل مع المسترشد ومن ثم يضعي أكثر وأثناء إصغائه عليه أن ينتبه للفجوات والتناقضات الموجودة في حديث المسترشد.
على المعالج أن يعطي اهتماماً خاصاً لمقاومة المسترشد.
وعليه أن يقرر متي يعمل التفسيرات المناسبة والتي تسرع في عملية اكتشاف المواد اللاشعورية.
وعلى المعالج أيضاً أن يراقب سلوك المسترشد بدقة خلال الجلسة، وأن يبقي حساساً لأية إشارات أو سلوكيات تدل على مشاعر المسترشد نحو (Corey, 2001).
العلاقة بين المعالج والمسترشد:
تقوم على التحويل أي نقل الأعمال المكبوتة إلى شخص المعالج أو إعادة بناء الماضي وإحيائه مرة أخرى، ويمكن أن يحدث تحول مضاد أي أن المعالج ينقل ردود أفعاله غير العقلانية تجاه المسترشد، وحتى يكون التحليل ناجحاً، فلابد من العمل خلال العلاقة التحويلية على استكشاف المواد اللاشعورية والدفاعات والتي تكون في الغالب قد بدأت في السنوات الأولي من حياة الفرد. (Corey, 2001).
الخطوات العلاجية:
جلسات العلاج بالتحليل النفسي تمتد ما بين مرة أو مرتين في الأسبوع، في كل لقاء يكون الحديث بين المعالج المسترشد وجهاً لوجه لعدد من الدقائق، ومن ثم يستلقي المسترشد على أريكة والمعالج بعيداً عن مدي بصره، وتمتد الجلسة ما بين 45-60 دقيقة. (الرفاعي. 1982) ويتقدم التحليل النفسي من خلال ثلاثة مظاهر رئيسية وهي: التوجه وعصاب التحويل والإنهاء.
1. التوجيه وبناء علاقة: وفيه يحاول المعالج أن يأخذ فكرة عن حياة المسترشد والصراعات الرئيسية التي يمر بها، وهنا يتم الاهتمام ببناء علاقة جيدة مع المسترشد، كما يهتم المعالج بالمقاومة التي قد تظهر.
2. عصاب التحويل: ويتطور عصاب التحويل عندما يصبح المسترشد مشغولاً أكثر في الحاضر أكثر من الماضي، وفي التحويل يعيد المسترشد استدعاء بعض المواد من الماضي، بحيث تظهر هذه المواد على شكل نماذج موجهة نحو المعالج، وتستمر العلاقة هنا بالتطور وتصبح أكثر رسوخاً.
3. الإنهاء: ويبدأ عندما يحي المسترشد مرة أخرى مواقف الطفولة ويبدأ بمعالجة الصراعات الطفولية بطرق فعالة. (Gilliand, 1984).
الاستراتيجيات العلاجية:
1- التداعي الحر: Free Association
ويعتبر القاعدة الرئيسية في التحليل، وفيه يتحدث المسترشد بكل ما يخطر على باله، وهو جالس على أريكة ويعمل المعالج على فهم الارتباطات التي يقولها المسترشد، ويعتبر التداعي على الحر أداة رئيسية لفتح الأبواب أمام الرغبات والتخيلات والصراعات والدوافع اللاشعورية، وغالباً ما تقودنا هذه الأداة إلى تجميع واسترجاع الخبرات السابقة وكثيراً من الأحيان تقود المسترشد إلى التنفيس عن انفعالات ومشاعر بقيت محبوسة لفترة من الزمن.
2- التحويل: Transference
وهنا المعالج يوفر الجو المناسب للمسترشد والذي يتيح له فحص نفسه بدقة، وتقبل المواد التي تم كشفها خلال التداعي الحر.
3- المقاومة: Resistance
وهو التردد الذي يظهره المسترشد لإظهار الأفكار الخفية التي كان يكتبها وتعمل المقاومة كدفاع ضد القلق، وقد تتضمن الكثير من أشكال السلوك من جانب المسترشد مثل:
الامتناع عن الإفصاح بأي أفكار للمرشد أو الإفصاح بأفكار ظاهرية.
الكلام بصوت غير مسموع، أو الصمت الطويل.
البطئ أو التوقف أثناء التداعي الحر.
الملل والضيق وظهور علامات القلق مثل اللعب في الملابس وأجزاء الجسم والرسم والكتابة العفوية.
معارضة المرشد وعدم الموافقة على تفسيراته ومحاولة إثبات أن هذه التفسيرات خاطئة.
الحضور متأخراً إلى الجلسات أو تناسي مواعيدها أو الاعتذار عنها.
وعلى الأغلب يحتاط المعالج للمقاومة من خلال اعتماده التفسير والذي يقدم للمسترشد إيضاحاً لما قاله المسترشد نفسه، واعتماد التوقيت المناسب في تقديم التفسير، واستخدام اللهجة المناسبة لدى تقديم التفسير.
4- تحليل الأحلام: Dream Analysis
والأحلام هنا طريق ملكي إلى اللاشعورية ومهمة المعالج الكشف عن رمزية الأحلام، حيث أنه خلال النوم يخفف الأنا من كبته بشكل نسبي، وطريقة تحليل الحلم تتم من خلال طلب المعالج من المسترشد أن يقص عليه آخر حلم رآه دون حرج ثم يسجل المعالج مادة الحلم كما رواه المسترشد بالإضافة إلى ما يذكره من تعليقات أو ما يظهر عليه من تغيرات فسيولوجية وذلك أثناء روايته للحلم.
5- التفسير: Interpretation
ويقصد به تعريف وشرح الصراعات اللاشعورية، ويفسر المعالج: الأحلام والمقاومة والتحويل الذي يصدر عن المسترشد، ومن المهم اختيار الوقت المناسب للتفسير، والقاعدة الرئيسية هنا هي أن تقدم التفسير عندما تشعر بأن الظاهرة أو الحدث الذي يتكلم عنه المسترشد قريب جداً من مستوي الوعي الشعوري لديه، بمعني أنه يقدم التفسير لأحداث لم يدركها المسترشد لغاية الآن ولكنه قادر على تحملها ودمجها كما لو كانت مواد شعورية. ومن المهم أن يبدأ التفسير من السطح ويدخل العمق الذي يستطيع المسترشد من خلاله أن يذهب ويبحر له.
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في التوجيه والإرشاد:
قيام المرشد بطمأنة المسترشد وتأكد ثقته بنفسه وتكوين علاقة مهنية سليمة معه تعتمد على التقبل.
إعطاء المسترشد الفرصة للتعبير عما يدور في ذهنه من خلال التداعي الحر وهذا ليس بالأمر السهل حتى يتمكن من التحدث عن نفسه بطلاقة لإخراج المشاعر والخبرات المؤلمة المكبوتة بداخله.
إمكانية الاستفادة من الألعاب الرياضية والتمارين السويدية بشتي أنواعها للطلاب الذين يظهرون ميولاً عدوانية مثلاً من خلال التعاون مع معلم التربية الرياضية بالمدرسة.
الإفادة من المعايير الاجتماعية التي تضبط وتوجه سلوكيات المجتمع من خلال توضيح أهمية الالتزام بها للطلاب وأولياء أمورهم وحثهم على التعامل بها في حياتهم اليومية.
إمكانية وقوف المرشد على المشاعر الانفعالية التي يظهرها المسترشد للكشف عن صراعاته الأساسية المكبوتة الدفينة. يجب الاستفادة من فلتات اللسان وزلات القلم للكشف عن المواد المكبوتة في اللاشعوري. http://ershad.alioufedu goy sa/nadreh.htm
تقييم النظرية:
لقد حقق فرويد في نظريته نجاحاً، بخاصة في أساليب العلاج التحليلي فيما يتعلق بتحرير المسترشد من مخاوفه وقلقه، التي تفرضها عليه دوافعه وتجاربه الدفينة وبالتالي تحرير طاقته المكبوته وإطلاقها، لخدمته وتحقيق سعادته مع نفسه، إضافة إلى أن التحليل النفسي يستهدف دراسة تغيير الشخصية ككل، ويحاول علاج أسباب السلوك وليست مظاهره، وذلك بالرجوع إلى أسس النمو والتطور للشعور واللاشعور. وإلى جانب ما حققته هذه النظرية من إنجاز، إلا أن هنا بعض الانتقادات التي وجهت إليها، نذكر منها:
مبالغتها في دور الغرائز الكبير في تحديد السلوك ونشوء الاضطراب النفسي خاصة عاملي الجنس والعدوان، وإهمالها للبعد الاجتماعي في تحديد السلوك.
بنيت النظرية مبدئياً على سلوك المرضي من الناس، وليس على سلوك العاديين، فما ينطبق على المريض في سلوكه قد لا ينطبق على السوي العادي.
نظرتها السلبية التشاؤمية للطبيعة الإنسانية.
أنها لا تصلح لكثير من أنواع الاضطرابات النفسية، خاصة الذهانية منها والسيكوبائية.
إفادة المرشد منها قليلة، فهي نظرية علاجية أكثر منها نظرية إرشادية (السفاسفة، 2003).
نبذة عن صاحب النظرية:
ولد سيجموند فرويد في النمسا عام 1856م وكان أبوه تاجر صوف غير ناجح، متسلطاً صارماً، وكانت أمه هي الزوجة الثانية في العشرين من عمرها، وكان فرويد الأبن الأول لستة أطفال ولدوا لامه، كان فرويد تلميذاً متفوقاً دائماً، والتحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره، وكان يريد أن يصبح عالماً في التشريح، وبدأ عمله مع بروير والذي نجح في علاج الهستيريا، كذلك درس مع شاركو الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي، وكان فرويد يستخدم في ممارسته العلاج الكهربائي، ومن أهم كتبه تفسير الأحلام (Patterson, 1986).
نظرية التحليل النفسي تعتبر ركن أساسي في الإرشاد والعلاج النفسي الحديث، وبعض العاملين في مجال الإرشاد النفسي أو العلاج النفسي ينطلقون من مفاهيم أساسية وأساليب نابعة من التحليل النفسي (Gilliland, 1989).
مراحل تطور نظرية فرويد في التحليل النفسي:
استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاماً (1886-1939م) حيث تناول فرويد خلال عمره الكثير من الأفكار والتي استمر في
تطويرها والتنازل عن بعضها وتأكيد بعضها الآخر في فترات لاحقة، وقد توفي وهو يطور في نظريته، ويمكن تلخيص التطور التاريخي للنظرية في:
أولاً: مرحلة الإعداد (1886-1885) وتشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير وشيركو، ويتمثل في العوامل المؤثرة في فكرة خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية، تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، كشفه من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة وكان من أهم النتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
• تأثره باعتقاد بروير بأن الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
• استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
• اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي وتطويره كبديل للتنويم المغناطيسي.
• من خلال علاج بعض الحالات الهستيرية وصل فرويد إلى قناعة بأن الخبرات الانفعالية المؤلمة المؤدية إلى الاضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة، ووصل إلى فكرة الإغواء الجنسي (Sexual Seduction) التي عدل عنها فيما بعد، هذه الأفكار مهدت لنظريته في الجنس في المراحل التالية.
ثانياً: مرحلة التحليل النفسي لذاته وما أسفرت عنه من تعديلات في أفكاره الأولي (1895-1899) ولعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
• وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
• تحديد مراحل النمو النفس- جنسي.
• تحديد المركبات الأوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة الأوديبية أو (Phallic Stage).
• وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص.
ثالثاً: مرحلة اشتغاله بتفسير الأحلام ومنتجات نظرية جديدة (1914-1900)
• توصل في نظريته إلى الأحلام مؤكداً الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس الانفعالي وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية.
• كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور يكون تعبير الأحلام غير مباشر، وذلك من خلال اشتماله على معني ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعورياً وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحياناً، ومعني باطن (خفي) يشير إلى الرغبات اللاشعورية.
• يحدث التشوية في محتويات الحلم عن طريق ميكانيزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعوري، حيث يعمل على منع خروج الرغباة المكبوتة إلى الوعي مع اليقظة، ويتم تشوية الحلم بعدد من المكيانزمات تشمل: التركيز، والتحويل أو الإبدال، التمثيل البصري، المراجعة الثانوية.
• على اعتبار أن للأحلام وظيفة إشباعية وتنفيسية، يري فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك ارتباطها بخبرات الطفولة والرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب، حيث يحقق الحلم إشباعاً أو تنفيساً محدوداً نتيجة لنظام الرقابة.
• لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفيسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن يرتبط باللذة (الجنس) وعليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي إلى اللذة بأنها ترتبط بغزيزة العدوان، كما أنها قد تعمل كميكانزم لتشوية الحلم وإخفاء الرغبات من الظهور للوعي.
• هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان، كما أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات والتي تجعل منها خبرات لا شعورية.
رابعاً: مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية (1914-1939)
• بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، وأعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة
• فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكداً بأن العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعي لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين أرجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعتمد على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز.
• أكد أهمية اللاشعور وأوجه نموذجه عن الشعور واللاشعور.
• نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة، فالرغبات غير المقبولة تعمل على تجنيب الفرد ألم كبير.
• توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والانا والأنا العليا.
النظرية للطبيعة الإنسانية:
كان فرويد يري أن كل أشكال السلوك ناتجة عن المحددات الشعورية واللاشعورية، فسلوك الإنسان ليس حراً إنما هو عشوائي وتلقائي إلى حد ما، كما أن المحددات اللاشعورية محكومة بقواعد ولها تأثير على الأفكار والتصرفات أكثر من المحددات الشعورية (Shilling, 1984).
كما أكد فرويد على أهمية الغرائز في تشكيل الطبيعة الإنسانية، ويري بأن هذه الغرائز فطرية، حيث أن لدى الإنسان مجموعتين من الغرائز وهما:
غرائز الحياة أو الجنس: Eros
وهي تشتمل على القوي التي تحافظ على بقاء الذات، وعلى العمليات الحياتية اليومية، وطاقة هذه الغرائز تسمي الطاقة الجنسية Libido.
غرائز الموت:
وهي وراء مظاهر القوة والعدوان والانتحار والقتل، حيث أن لدى الإنسان كما يري فرويد رغبة لا شعورية في الموت. وهكذا يظهر أن فرويد أكد بشكل كبير على دور العوامل البيولوجية مثل الوراثة والنضج.. في نمو السلوك الإنساني، كما أنه ركز على فكرة أن سلوك الإنسان حتمي، بمعني أنه محدد مسبقاً بالخبرات الماضية وخاصة خبرات السنوات الخمس الأولي من حياة الفرد، وبالتالي سيكون من الصعب تغييره. (Patterson, 1986).
النظرة للشخصية:
كان من بين ما انتهي إليه فرويد نظرية متكاملة في الشخصية، وقسم فيها العقل إلى ثلاث مناطق: الشعور وما قبل الشعور واللاشعور، حيث قصد في ذلك ما يلي:
اللاشعور: Unconscious
وهو جزء من حياة الفرد يختفي وراء الوعي، ويعتبر مستودعاً للمشاعر والأفكار المكبوتة، وهو يؤثر في خبرة الفرد وسلوكه، وهو لا يعمل وفق مبدأ المنطق، ويستمتع بالتناقضات ويرفض أن يقول لا للرغبات، كما يوفر مادة للأحلام، ويحتوي على تصورات واستنتاجات عقلية للغرائز وخاصة الغرائز الجنسية.
ما قبل الشعور: Preconscious
وهي منطقة من العقل لا تكون موجودة عندما يولد الشخص، ولكنها تتطور مع استمرار تفاعل الفرد مع البيئة، وقد ينظر لها على أنها شاشة تفصل بين الشعور واللاشعور، ومن وظائفها العمل كمراقب وهي تؤخر إطلاق الغرائز.
الشعور: Conscious
يري فرويد أن الشعور له وظيفة أعضاء الحس من حيث إدراك الحالات والصفات النفسية، وتأتي المواد للشعور من اتجاهين وهما: العالم الخارجي، والمثيرات الداخلية. وبين فرويد أنه لو تخلينا العقل يشبه جبل من الجليد، الجزء المرئي منه (فوق سطح الماء) والذي يعادل 1/9 من الجبل وهو يمثل الشعور، بينما الجزء المتبقي من جبل الجليد تحت سطح الماء والذي يعادل 8/9 ويمثل اللاشعور. (Patteron, 1986 & Shilling, 1984).
كما يري فرويج أنه يساهم في بناء الشخصية جوانب ثلاث لكل منها صفاته ومبادئه وخصائصه، وهي تتفاعل معا لتشكل وحدة متكاملة، وهذه الجوانب الثلاث هي:
الجانب الهو الأنا الأنا الأعلى
بدايتها نولد مزودين بها تتكون من الهو عند 6-8 شهور، وتنتج عن خبرة الفرد بجسمه والعالم الخارجي تتكون من الأنا عند 3-5 سنوات وتنتج عن التوحد مع معايير الوالدين وتحلل عقدة أو أديب
أصلها من مكونات العقل لا شعورية تماماً تتكون من جزء شعوري وآخر لا شعوري وثالث قبل شعوري تتكون من جزء شعوري والآخر لا شعوري
كيف تقوم بعملها؟ تقوم بعملها بطريقة فوضوية لا منطقية لا أخلاقية ليس لديها إحساس بالوقت والمنطق تقوم بعملها كالأعمال المنطقية مثل حفظ الذات وحل المشكلات تعمل من خلال تشرب الأخلاقيات وربما تكون واقعية أو غير منطقية وتثير مشاعر الأنا بالذنب أو الكبرياء أو الاحتكار
المبدأ تعمل ضمن مبدأ اللذة تعمل تبعاً لمبدأ الواقع تحركها الطاقة المحددة الي
الذي تعمل ضمنه وتعبر عن الدوافع والتوترات البيولوجية وتؤخر إشباع الحاجات إلى أن تأتي الفرصة المناسبة كونتها وتلتزم بمعاييرها
مما تتضمن؟ تتكون من غرائز فطرية موروثة تتضمن القلق وتستخدم ميكانزمات الدفاع تتضمن الأنا المثالية والضمير
مدى قوتها ربما تكون قوية جداً وقاسية أو قد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلتا الحالتين المرض النفسي كلما كانت الأنا قوية كلما تحققت سوية الشخصية وصحتها ربما تكون قوية جداً وقاسية وقد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلا الحالتين المرض النفسي
الهو: Id
وهو مصدر كل الغرائز ويمثل العنصر البيولوجي وهو النظام الأساسي في الشخصية ويحكمه مبدأ اللذة، ووظيفته هي تفريغ وإطلاق الطاقة الموجودة لدى العضوية، والمحافظة على مستوى متدن من التوتر، لذلك يسعي الهو إلى إشباع الحوافز الغريزية بشكل فوري.
الأنا: Ego
ويتحكم بالوعي ويشبع الحاجات بشكل لا يتناقض مع قيم المجتمع وأخلاقه، وينطلق من مبدأ الواقع، فهو يسعى إلى الإشباع ولكن ليس بنفس طريقة الهو، حيث أن الأنا يراعي متطلبات العالم الخارجي، ومن أهم وظائف الأنا: تطوير إحساس بالواقع، والتكيف مع الواقع، وضبط الحوافز الغريزية، وتطوير حلول مرضية.
الأنا الأعلى Super Ego
يسعى دائماً للكمال وليس إلى المتعة أو الواقعية، ويتكون من نظامين وهما:
- الضمير: حيث يتشرب الفرد من خلاله قيم الآخرين.
- والأنا المثالي: والذي يتعلم من خلالها الطفل قيم من خلاله نفسه (Shiling, 1984)
أما نمو الشخصية فهنالك خمس مراحل لتطور الشخصية وهي:
المراحل العمر المظاهر العامة الاضطراب
المرحلة الفمية Oral stage السنة الأولى المصدر المبدئي للمتعة هو الفم
بعد ظهور الأسنان يلجأ الطفل للحصول على المتعة من خلال العض العلاقة القوية جداً مع أمه يصبح الطفل إعتمادياً
العلاقة الضعيفة والمتوترة مع الأم يطور الطفل من خلالها مشاعر عدم الأمن
المرحلة الشرجية
Anal Stage السنة الثانية والثالثة مصدر المتعة المنطقة الشرجية
الإخراج عملية مهمة جداً في حياة الطفل.
التدريب على النظافة وإستعمال التواليت نوعية العلاقة بين الطفل والوالدين أمر حاسم، فالقسوة تجعل الطفل يلجأ للتمرد عن طريق الاحتفاظ بالفضلات، أو تطور شخصية تتسم بالبخل والعناد
المرحلة القضيبية Phalic Stage بين ثلاث وخمس سنوات الاهتمام بالأعضاء التناسلية وزيادة الخيال والفضول الجنسي.
ظهور نمط العلاقة الإجتماعية والعاطفية بالوالدين.
عقدة أوديب لدى الذكر وعقدة الكترا لدى الأنثى يفقد الطفل شعوره بالهوية نتيجة عقدة أوديب السلبية (يخاف أن يفقد قضيبه).
الخوف الزائد لدى الأنثى نتيجة فقدانها للقضيب
مرحلة الكمون
Latency stage 5-12 سنة للبلوغ استبدال المشاعر الجنسية بمشاعر المحبة.
استبدال الأنا وينخرط الطفل بنشاطات معرفية في المدرسة.
يميل الطفل لقضاء وقت أطول. قد يطور الأطفال الخجل نتيجة عدم الكفاءة المعرفية.
قد يميل بعض الأطفال للتركيز على نفس الجنس والاستمرار بقضاء وقت أكثر معه في المرحة التالية مع الأطفال نفس الجنس.
يتشرب المزيد من القيم الوالدية ويتشكل مركز الأنا الأعلى
المرحلة التناسلية
Genital Stage 13-18 سنة يظهر التطبيع الاجتماعي والمشاركة في النشاطات الجماعية
يحصل على المتعة من خلال العلاقة مع أفراد الجنس الآخر التثبيت في مراحل سابقة وعدم الدخول في هذه المرحلة.
السلوك المضطرب:
هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى ظهور السلوك العصابي وهذه العوامل هي:
العوامل البيولوجية: حيث يعاني الفرد منذ ولادته من العجز والإعتمادية ونتجة لذلك يزداد القلق لديه.
العامل النشوئي النوعي: ويقصد به أنه خلال مراحل النمو الجنسي توجد فترة إنقطاع أو إضطراب وهي مرحلة الكمون، فالفرد في المراحل التي تسبق مرحلة الكمون ينظر للرغبات الجنسية على أنها محرمة ويمل إلى كبتها، لذا قد يحدث السلوك العصابي بسبب إتباع الفرد نسب الأسلوب في المراهقة وبعدها، بحيث يكبت رغباته الجنسية.
العامل النفسي: بسبب الصراعات بين مكونات العقل (الهو- الأنا- الأنا الأعلى) أو بسبب حدوث التثبيت في إحدى المراحل النفسية الخمسة السابقة، أو بسبب تهديد الأنا ونتيجة لذلك يظهر القلق ويشير فرويد لثلاث أنواع من القلق وهي:
- القلق الواقعي (الموضوعي) وهو خبرة إنفعالية غير ممتعة تنتج من إدراك الفرد إلى وجود خطر في العالم الواقعي، كالخوف من شيء يستدعي الخوف مثل اقتراب حيوان مفترس.
- القلق العصابي: وهنا تصبح مخاوف الانا مبالغ فيها بسبب متطلبات الهو الغريزية ونتيجة لهذا القلق قد تظهر نوبات الهلع وقد يظهر خوف غير منطقي من شيء لا يستدعي الخوف، وقد يظهر خوف مزمن من خطر وشيك الحدوث لا يوجد ما يثبت حدوثه.
- القلق الأخلاقي: وهو نتيجة للصراع بين دوافع الهو ووظائف الأنا الأعلى والتي عادة ما يصاحبها مشاعر قوية من الذنب والزيف.
- وفي النوعين الأخرين يعتبر القلق مرضي ويحتاج لمعالجة.
(Defence Mechanisks Corey, 2001& Patterson, 1986, & Silling, 1984)
وقد يحدث الاضطراب نتيجة إستخدام آليات الدفاع بطريقة مبالغة فيها، حيث أن آليات الدفاع تحدث نتيجة وجود خطر الأنا، وقد يتعامل الأنا مع هذا الخطر إما من خلال الطرق الواقعية لحل المشكلات، أو من خلال الطرق غير الواقعية واللاشعورية لتحريف وإنكار الواقع، وابرز هذه الآليات ما يلي:
1. الكبت Pepression
يعتبر فرويد أن الكبت هو الآلية الدفاعية الأولى أو الأساسية للأنا لأنها تعتبر الأسلوب المباشر في تجنب القلق، والكبت: حيلة دفاعية تستخدمها الأنا لمنع الأفكار المثيرة للقلق من الوصول إلى الشعور وقد تكون هذه الأفكار جزءاً فطرياً من الهو، وقد تكون ذكريات لخبرات مؤلمة حدثت خلال حياة الفرد، والغرض من عمليات تحليل الأحلام والتداعي الحر والتنويم المغناطيسي وتحليل فلتات اللسان هو الكشف عن المادة المكبوتة بحيث يمكن فهم تأثيرها في الشخصية.
2. الإسقاط Projection
إن الاسقاط آلية دفاعية تأتي بالمرتبة الثانية بعد الكبت وتشير إلى: العملية التي يقوم بها الفرد وبشكل غير واقعي بإنكار صفة معينة لديه وإلصاقها بفرد آخر، أو إسقاط دوافعه غير المقبولة وإتجاهاته وسلوك على الآخرين أو على البيئة، وهنا يلقي الفرد باللوم على شخص أو شيء آخر لكي يتخلص من الإحساس بالذنب، فمثلاً عندما يكره طالب أحد زملائه فيدعي بأن زميله يكرهه.
3. الأزاحة أو الإبدال Displacement
وتحدث عندما يتم إعادة توجيه المشاعر القوية من شخص لآخر، أو من موضوع لآخر، فالطفل الذي يشعر بالغضب إتجاه والده، قد يوجه عضبه نحو أخيه الصغير.
4. التبرير: Rationalization
وهو أن يقدم الفرد تبريرات مقبولة إجتماعية ونفسية لتصرفات أو مشاعر غير مقبولة أو مزعجة، مثل أن يقول الطالب أنه لم يدخل الجامعة لأنه لا يحب الإختلاط، بدلاً من القول أنه لم يقبل بها، أو المراهق الذي يحاول أن يجد أو يحصل على علاقة مع فتاة لا يتمكن من ذلك فيزي نفسه بالقول بأنها لا تستحق كل هذا الجهد، والمثل الشائع الذي يطلق عليه إسم العنب الحامض ينطبق على التبرير.
5. النكوص: Regression
وهو العودة إلى مرحلة سابقة من مراحل النمو كان الفرد يشعر بالاطمئنان خلالها، فالطفل الذي تخلص من التبول اللاإرادي، قد يعود للتبول كي يلفت الانتباه بعد أن شعر بأن انتباه والديه اتجه لأخيه الصغير.
6. الإنكار:
وهو أن ينكر الفرد حقيقة واضحة قائمة أمامه، ويتصرف وكأن هذه الحقيقة لا وجود لها على أرض الواقع، ويختلف الإنكار عن الكذب، بأنه في حالة الكذب يكون الفرد على وعي بأنه يخفي حقيقة ما، أما في حالة الإنكار فالفرد لا يكون على وعي بذلك، ويستخدم الناس الإنكار كاستجابة أولي في حالة الأخبار السيئة بحيث تظهر استجابات مثلاً: أن هناك خطأ في نقل الخبر
7. التقمص: Identification
وهو أن يقوم الفرد بتذويت خصائص شخص آخر أو جماعة بحيث تصبح خصائصه الذاتية، كان يتشرب مراهق شخصية أحد النجوم ويتعلم صفاته وحركاته ويقلد كلامه.
8. التعويض: Compensation
وهو إظهار الفرد لجانب قوة لديه لكي يخفي جوانب ضعف يدرك وجودها، فقد يظهر الطالب الضعيف من الناحية الحركية اهتماماً زائداً بالنجاح في مجال التحصيل الدراسي.
9. التحويل العكسي: Reaction Formation
وهو أن نتبني اتجاهات وتصرفات لا تتفق مع رغباتنا، كان يبالغ الفرد في الترحيب بضيف جاء في وقت غير مناسب، والعكس هو الصحيح بمعني الضيق والسخط على هذا الضيف، كذلك قد يكون ردة فعل المرأة التي تزوج عليها زوجها هو عدم المبالاة في حين أنها تعاني بسبب ذلك الكثير، وهذه الآلية تعمل كوسيلة دفاعية تساعد في كبت المشاعر والرغبات التي تحاول الظهور للسطح.
10. التسامي: Sublimation
وهو أن يحول الفرد النزعات والرغبات العدوانية والجنسية إلى نشاطات ذات قيمة، فالمراهق الذي يمتلك طاقة جنسية كبيرة يقوم بالانشغال بالألعاب الرياضية المختلفة، والشاب القوي البنية يتجه للخدمة العسكرية وهكذا (Sharf, 2000 & Corey, 2001).
أهداف العلاج:
1- الهدف الرئيسي هو إحداث تغيير عميق، بحيث يصل المسترشد إلى درجات أفضل من التحرر ورؤية الواقع، ويصبح أفضل تبصراً بذاته، ومحققاً لها. (الرفاعي، 1982م)
2- يهتم التحليل النفسي بمعرفة أسباب الاضطراب وليس مجرد التركيز على الأعراض (Patterson, 1986).
3- مساعدة الشخص على فهم نفسه وضبط حياته واتخاذ قراراته (Shilling, 1984).
4- كشف اللاشعور ليصبح شعورياً، وهذا يعني أن الأنا تقوي والأنا الأعلى تضعف ويصبح المسترشد أكثر إدراكاً للهو (Louies, 1984).
دور المعالج:
يفترض المعالج التحليلي دور المهني الغامض، الذي ينخرط قليلاً بعملية الكشف الذاتي عن شخصيته ويحافظ على إحساسه بالحيادية حتى يستطيع أن يعجل في إيجاد علاقة تحويلية، والتي من خلالها يستطيع المسترشد أن يحول إسقاطاته على المرشد.
من أهم وظائف المعالج أنه يساعد المسترشد من خلال التحليل على أن يكتسب الحرية والحب والعمل واللعب.
كما يساعد المعالج في تحقيق وعي ذاتي وعلاقات شخصية قوية أو فعالة.
ويساعد في التعامل مع القلق بأساليب واقعية معقولة.
على المعالج أن يبدأ بتأسيس علاقة عمل مع المسترشد ومن ثم يضعي أكثر وأثناء إصغائه عليه أن ينتبه للفجوات والتناقضات الموجودة في حديث المسترشد.
على المعالج أن يعطي اهتماماً خاصاً لمقاومة المسترشد.
وعليه أن يقرر متي يعمل التفسيرات المناسبة والتي تسرع في عملية اكتشاف المواد اللاشعورية.
وعلى المعالج أيضاً أن يراقب سلوك المسترشد بدقة خلال الجلسة، وأن يبقي حساساً لأية إشارات أو سلوكيات تدل على مشاعر المسترشد نحو (Corey, 2001).
العلاقة بين المعالج والمسترشد:
تقوم على التحويل أي نقل الأعمال المكبوتة إلى شخص المعالج أو إعادة بناء الماضي وإحيائه مرة أخرى، ويمكن أن يحدث تحول مضاد أي أن المعالج ينقل ردود أفعاله غير العقلانية تجاه المسترشد، وحتى يكون التحليل ناجحاً، فلابد من العمل خلال العلاقة التحويلية على استكشاف المواد اللاشعورية والدفاعات والتي تكون في الغالب قد بدأت في السنوات الأولي من حياة الفرد. (Corey, 2001).
الخطوات العلاجية:
جلسات العلاج بالتحليل النفسي تمتد ما بين مرة أو مرتين في الأسبوع، في كل لقاء يكون الحديث بين المعالج المسترشد وجهاً لوجه لعدد من الدقائق، ومن ثم يستلقي المسترشد على أريكة والمعالج بعيداً عن مدي بصره، وتمتد الجلسة ما بين 45-60 دقيقة. (الرفاعي. 1982) ويتقدم التحليل النفسي من خلال ثلاثة مظاهر رئيسية وهي: التوجه وعصاب التحويل والإنهاء.
1. التوجيه وبناء علاقة: وفيه يحاول المعالج أن يأخذ فكرة عن حياة المسترشد والصراعات الرئيسية التي يمر بها، وهنا يتم الاهتمام ببناء علاقة جيدة مع المسترشد، كما يهتم المعالج بالمقاومة التي قد تظهر.
2. عصاب التحويل: ويتطور عصاب التحويل عندما يصبح المسترشد مشغولاً أكثر في الحاضر أكثر من الماضي، وفي التحويل يعيد المسترشد استدعاء بعض المواد من الماضي، بحيث تظهر هذه المواد على شكل نماذج موجهة نحو المعالج، وتستمر العلاقة هنا بالتطور وتصبح أكثر رسوخاً.
3. الإنهاء: ويبدأ عندما يحي المسترشد مرة أخرى مواقف الطفولة ويبدأ بمعالجة الصراعات الطفولية بطرق فعالة. (Gilliand, 1984).
الاستراتيجيات العلاجية:
1- التداعي الحر: Free Association
ويعتبر القاعدة الرئيسية في التحليل، وفيه يتحدث المسترشد بكل ما يخطر على باله، وهو جالس على أريكة ويعمل المعالج على فهم الارتباطات التي يقولها المسترشد، ويعتبر التداعي على الحر أداة رئيسية لفتح الأبواب أمام الرغبات والتخيلات والصراعات والدوافع اللاشعورية، وغالباً ما تقودنا هذه الأداة إلى تجميع واسترجاع الخبرات السابقة وكثيراً من الأحيان تقود المسترشد إلى التنفيس عن انفعالات ومشاعر بقيت محبوسة لفترة من الزمن.
2- التحويل: Transference
وهنا المعالج يوفر الجو المناسب للمسترشد والذي يتيح له فحص نفسه بدقة، وتقبل المواد التي تم كشفها خلال التداعي الحر.
3- المقاومة: Resistance
وهو التردد الذي يظهره المسترشد لإظهار الأفكار الخفية التي كان يكتبها وتعمل المقاومة كدفاع ضد القلق، وقد تتضمن الكثير من أشكال السلوك من جانب المسترشد مثل:
الامتناع عن الإفصاح بأي أفكار للمرشد أو الإفصاح بأفكار ظاهرية.
الكلام بصوت غير مسموع، أو الصمت الطويل.
البطئ أو التوقف أثناء التداعي الحر.
الملل والضيق وظهور علامات القلق مثل اللعب في الملابس وأجزاء الجسم والرسم والكتابة العفوية.
معارضة المرشد وعدم الموافقة على تفسيراته ومحاولة إثبات أن هذه التفسيرات خاطئة.
الحضور متأخراً إلى الجلسات أو تناسي مواعيدها أو الاعتذار عنها.
وعلى الأغلب يحتاط المعالج للمقاومة من خلال اعتماده التفسير والذي يقدم للمسترشد إيضاحاً لما قاله المسترشد نفسه، واعتماد التوقيت المناسب في تقديم التفسير، واستخدام اللهجة المناسبة لدى تقديم التفسير.
4- تحليل الأحلام: Dream Analysis
والأحلام هنا طريق ملكي إلى اللاشعورية ومهمة المعالج الكشف عن رمزية الأحلام، حيث أنه خلال النوم يخفف الأنا من كبته بشكل نسبي، وطريقة تحليل الحلم تتم من خلال طلب المعالج من المسترشد أن يقص عليه آخر حلم رآه دون حرج ثم يسجل المعالج مادة الحلم كما رواه المسترشد بالإضافة إلى ما يذكره من تعليقات أو ما يظهر عليه من تغيرات فسيولوجية وذلك أثناء روايته للحلم.
5- التفسير: Interpretation
ويقصد به تعريف وشرح الصراعات اللاشعورية، ويفسر المعالج: الأحلام والمقاومة والتحويل الذي يصدر عن المسترشد، ومن المهم اختيار الوقت المناسب للتفسير، والقاعدة الرئيسية هنا هي أن تقدم التفسير عندما تشعر بأن الظاهرة أو الحدث الذي يتكلم عنه المسترشد قريب جداً من مستوي الوعي الشعوري لديه، بمعني أنه يقدم التفسير لأحداث لم يدركها المسترشد لغاية الآن ولكنه قادر على تحملها ودمجها كما لو كانت مواد شعورية. ومن المهم أن يبدأ التفسير من السطح ويدخل العمق الذي يستطيع المسترشد من خلاله أن يذهب ويبحر له.
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في التوجيه والإرشاد:
قيام المرشد بطمأنة المسترشد وتأكد ثقته بنفسه وتكوين علاقة مهنية سليمة معه تعتمد على التقبل.
إعطاء المسترشد الفرصة للتعبير عما يدور في ذهنه من خلال التداعي الحر وهذا ليس بالأمر السهل حتى يتمكن من التحدث عن نفسه بطلاقة لإخراج المشاعر والخبرات المؤلمة المكبوتة بداخله.
إمكانية الاستفادة من الألعاب الرياضية والتمارين السويدية بشتي أنواعها للطلاب الذين يظهرون ميولاً عدوانية مثلاً من خلال التعاون مع معلم التربية الرياضية بالمدرسة.
الإفادة من المعايير الاجتماعية التي تضبط وتوجه سلوكيات المجتمع من خلال توضيح أهمية الالتزام بها للطلاب وأولياء أمورهم وحثهم على التعامل بها في حياتهم اليومية.
إمكانية وقوف المرشد على المشاعر الانفعالية التي يظهرها المسترشد للكشف عن صراعاته الأساسية المكبوتة الدفينة. يجب الاستفادة من فلتات اللسان وزلات القلم للكشف عن المواد المكبوتة في اللاشعوري. http://ershad.alioufedu goy sa/nadreh.htm
تقييم النظرية:
لقد حقق فرويد في نظريته نجاحاً، بخاصة في أساليب العلاج التحليلي فيما يتعلق بتحرير المسترشد من مخاوفه وقلقه، التي تفرضها عليه دوافعه وتجاربه الدفينة وبالتالي تحرير طاقته المكبوته وإطلاقها، لخدمته وتحقيق سعادته مع نفسه، إضافة إلى أن التحليل النفسي يستهدف دراسة تغيير الشخصية ككل، ويحاول علاج أسباب السلوك وليست مظاهره، وذلك بالرجوع إلى أسس النمو والتطور للشعور واللاشعور. وإلى جانب ما حققته هذه النظرية من إنجاز، إلا أن هنا بعض الانتقادات التي وجهت إليها، نذكر منها:
مبالغتها في دور الغرائز الكبير في تحديد السلوك ونشوء الاضطراب النفسي خاصة عاملي الجنس والعدوان، وإهمالها للبعد الاجتماعي في تحديد السلوك.
بنيت النظرية مبدئياً على سلوك المرضي من الناس، وليس على سلوك العاديين، فما ينطبق على المريض في سلوكه قد لا ينطبق على السوي العادي.
نظرتها السلبية التشاؤمية للطبيعة الإنسانية.
أنها لا تصلح لكثير من أنواع الاضطرابات النفسية، خاصة الذهانية منها والسيكوبائية.
إفادة المرشد منها قليلة، فهي نظرية علاجية أكثر منها نظرية إرشادية (السفاسفة، 2003).