د . هادي مختار
قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية- كلية الآداب -جامعة الكويت
بناء مقياس عدم الاستقرار الأسرى
ملخص :
صممت عدد من الإختبارات لقياس عدم الإستقرار الأسري في مجتمعات غربية ، لذلك فإن الهدف الأساسي من الدراسة هو بناء إختبار لقياس عدم الإستقرار الأسري بين الزوج والزوجة والدين يعيشون مع بعضهم البعض في المجتمع الكويتي ، الأمر الذي يساهم إلى حد كبيرة في أجزاء البحوث والدراسات الميدانية والتشخيص .
عملية بناء المقياس مرت بخطوات متعددة أنتهت بإختبار (31 عبارة) لقياس عدم الإستقرار الأسري عند الزوجين ، والتي أيدتها دراسات سابقة .
(Girman & Gitterman, 1980, Booth & Edwards, 1983, Thorton, 1977, Brinkerhoff & EWhite, 1978, Edwards, G.J.Jeong, 1992, etal) إستخدام المقياس المطور في دراسة مقارنة على (468) عاملة و(946) ربة بيت ، بينت الإستجابات الخاصة بأفراد العينة أن الإختبار يتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات ، ولقد قام الباحث بإجراء التحليل العاملي Factor Analysis لمعاملات الإرتباط بين عبارات المقياس (31) عبارة وظهرت (5) عوامل كان تشبع كل متغير (بند) في كل عامل factor أكثر من 0.30 ثم قام الباحث بإستخدام إختبار(ت) بين المجموعات المتعارضة على عدم الإستقرار الأسري وجاءت النتائج مشجعة ، حيث تبين أن هناك إختلاف جوهرى بين العاملات وغير العاملات (ربات البيوت) ، مما يدل على قدرة المقياس على التمييز بين مجموعات مختلفة الخصائص في المجتمع الكويتي ، من خلال إجراء الإختبارات الإحصائية المختلفة ومن خلال الثبات والصدق العاملي والتمييزي يتبين أهمية مقياس عدم الإستقرار الأسري في إجراء البحوث والدراسات الميدانية ، وكذلك للعاملين والممارسين في المجالات الإجتماعية والنفسية .
• الدراسات السابقة :
مقاييس عدم الإستقرار الأسرى تقيس مدى تقدم الشخص (الزوج أو الزوجة) نحو الإنفصال عن الزواج أو الطلاق (G.J.Jeong, et al, 1992).
ومن الصعوبة بأى حال من الأحوال أن يوجد مقياس يقيس العلاقات الأسرية يكون مستقر وثابت على المدي البعيد ، حيث أن الأبعاد التي لها علاقة بالإستقرار أو عدم الإستقرار الأسرى تتغير في كل عقد من الزمان ، فالأبعاد التي لها علاقة بالإستقرار أو عدم الإستقرار الأسري تتغير في كل عقد من الزمان ، فالأبعاد أو المتغيرات السابقة الخاصة بالإستقرار أو عدم الإستقرار الأسري تغيرت في فترة الثمانينات عن فترة التسعينات ، وقد تختلف هذه الأبعاد التي تقيس عدم الإستقرار في فترة التسعينات.
(L.W. Change, et al, 1994) ولقد قام الباحثون بإستخدام مقاييس مختلفة لمعرفة نوعية العلاقة بين الزوج والزوجة في الأسرة ، فهناك مقياس الإتصال الزواجي (Marital Communication Inventory) والذي يركز على عملية الحوار والإتصال بين الزوج والزوجة وهناك مقياس الإتصال المتشنج (Aversive Communication) والذي يركز على متغيرات (بنود) لها علاقة بالغضب والإتصال غير الودى بين الزوجين في الأسرة ويوجد كذلك الإتصال الإدراكي (Apperehension Communication) والذي يركز على تفهم وادراك الإتصال بين الزوجين في الأسرة .
ويستعين الكثير من الباحثين على مقياس كنساس للرضا الزواجي لقياس الإستقرار في الأسرة بين الزوجين (Kansas Marital satisfaction Scale) ويعتمد الباحث على أبعاد لها علاقة برضا الزوجين عن الزواج ، والرضا عن العلاقة مع الشريك ، والرضا عن الشريك كزوج أو زوجة (Eggeman, K, et al, 1985) وهناك مقياس التماسك Cohesion وتعتمد بنوده على المصاحبة بين الزوجين ، والمشاركة في إتخاذ القرار ، والمشاركة في الأعمال ، (Shumm, W.R, et al, 1983) ويستخدم بعض الباحثين مقياس التكيف Adaptability والذي يعتمد على متغيرات (بنود) لها علاقة بالمساومة والمرونة والمشاركة في المسئوليات بين الزوجين في الأسرة (Shumm, W,R, et al, 1979) .
هذه المقاييس استخدمت بعض الأحيان منفردة (أى كل مقياس لوحده) لقياس الرضا الزواجي والعلاقة بين الزوجين في الأسرة وفي بعض الأحيان يستخدم أكثر من مقياس لقياس الرضا الزواجي والعلاقة والتفاعل بين الزوجين في الأسرة .
في كثير من البحوث السابقة كان مفهوم عدم الإستقرار الأسرى يستخدم مع المفاهيم الأخرى بشكل تبادلي مثل الإنحلال الزواجي (Marital Disolution) ، الطلاق ، والزواج ذات النوعية المتدنية (Low Marital Dislution) … الخ وعلى الرغم من أن المفاهيم مترابطة مع بعضها إلا أنها مختلفة إلى حد كبير ، وفي بعض الأحيان هناك تداخل بالنسبة للسلوكيات الخاصة لهذه المفاهيم فعلي سبيل المثال الإنحلال الزواجي يقصد به العمل القانوني للإنهاء الزواج عن طريق الطلاق أو الإنفصال النهائي ، من جانب آخر هناك التفكك الأسرى ويقصد به الإنهاء الطوعي للزواج (من خلال الوفاة أو التخلى عن الطرف الآخر)، أما الزواج ذا النوعية الخاصة أو المتدنية فالمقصود به التقييم الكيفي Qualitative للزواج ، وهو مؤشر لدرجة منخفضة من التكيف في الزواج ، والزواج ذا النوعية المتدنية لا يعني بالضرورة أن هناك ميل كبير للطلاق أو الإنفصال أو التخلي عن الطرف الآخر ، فهناك العديد من الزيجات المتدنية النوعية والتي تظل سليمة وزيجات ذا نوعية أو خاصة عالية تنحل (Booth, et alm 1983) ، وكما ذكر سابقا أن عدم الإستقرار الأسري هو ميل الزوجين لإنهاء الزواج الحالي، على الرغم من إنهاء أو انحلال الزواج قد لايحدث في النهاية ، فبالتالي هى رغبة لانحلال الزواج ولكن يمكن أن يحدث كفعل أو إجراء من قبل الزوجين (G,J, Jeong, et al, 1992, Booth, et al, 1983) .
خطوات بناء المقاييس :-
قام الباحث باستعراض شامل للمقاييس التي تقيس التفاعل بين الزوجين في الأسرة وكذلك الرضا عن الزواج والرغبة في إنهاء الزواج كما عرض في الدراسات السابقة وتبين أن لعدم الإستقرار الأسري ثلاث محاور:-
1 – أنها حالة عاطفية لدى الشريك في الزواج ( كيف أشعر اتجاه زواجي).
2 – أن هناك معارف ومدارك Cognition بالنسبة للعلاقة الزوجية ( ما هي الأفكار التي تراودني بالنسبة للأفعال التي يجب أن أقوم بها كنتيجة لمشاعري تجاه زواجي) .
3 – وجود أفعال محددة ( على سبيل المثال ماذا فعلته في الواقع بالنسبة لما أشعر وأفكر به حاليا (Booth, et al, 1983) .
والباحث اعتمد على هذه المحاور في تطوير القياس ، مع إجراء بعض التعديلات على مقياس (Booth, et al, 1983) . فبعد القيام بدراسة أولية على عينة عشوائية عدد (100) من العاملات المتزوجات و (100) من ربات البيوت المتزوجات تم إلغاء بعض البنود مثل البحث والاجتماع مع رجال الدين أو المرشد النفسي للتحدث معه عن احتمالات الطلاق ، والتحدث مع شريك الحياة من الحصول على العمل ، وذلك لعدم ملائمة البنود مع ثقافة المجتمع الكويتي ولكون المقياس سيستخدم مع العاملات وربات البيوت ، والمقياس المطور يعتمد على تسعة أبعاد هي :-
1 – مشاركة الأدوار بين الزوجين 2 – المصاحبة بين الزوجين 3 – الاحترام بين الزوجين 4 – مدى تدخل الأهل في شئون الزوجين 5 – المشاجرات بين الزوجين 6 – التفكير في الطلاق 7 – التحدث عن الطلاق 8 – الانفصال بين الزوجين 9 - وجود مشاكل واضطرابات بين الزوجين والتي أيدتها دراسات سابقة .
(Edwards, et al, 1992 Booth & edwards, 1983, Thorton, 1977, Brinkerhoff & White, 1978, Shumm, W.R. et al , 1994, 1979, Cirmain & Cittermany 1980, L.W. Chang, et al, 1994, G.J.Jeong, et al, 1992)
حرص الباحث كذلك أن تكون هذه الأبعاد مرتبطة بثقافة المجتمع الكويتي عن طريق أخذ آراء المتخصصين في العلوم الإجتماعية للتعرف على هذه الأبعاد المهمة في عدم الاستقرار الأسري والذي يركز على ثلاثة محاور رئيسية شعورية وادراكية وسلوكية لدى الشريك في الحياة الزوجية .
مجتمع البحث والعينة :-
اختيرت العاملات وربات البيوت المتزوجات الكويتيات لكي يمثلن المجتمع الإحصائي لهذه الدراسة ، فعدد العاملات الكويتيات ما بين سن 15 – 65 فأكثر حسب آخر الإحصائيات الرسمية في الكويت (32445) والنسبة المئوية للقوى العاملة الكويتية هى (%18.13) بالنسبة لقوة العمل الإجمالي (1) .
وعلى ضوء هذه الإحصائيات الرسمية لأعداد العاملات الكويتيات في الكويت اختيرت عينة العاملات ، أما أعداد ربات البيوت المتزوجات ما بين سن 15 – 65 سنة (75242) (1) .
وعلى ضوء الإحصائيات الرسمية لأعداد العاملات وربات البيوت الكويتيات اختيرت العينة . عدد العاملات (478) اخترن عشوائيا من مختلف وزارات الدولة والمؤسسات الحكومية مثل ( مؤسسة الموانئ العامة – مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية – مؤسسات حكومة أخرى) بالإضافة إلى القطاع الخاص والذي يتمثل في الشركات والبنوك ، أما ربات البيوت فعددهم (946) ربة بيت متزوجة أخترن بشكل عشوائي من محافظات الكويت الخمس ( حيث قسمت هذه المحافظات الخمس بمناطقها ثم القطع (Blocks) التي تتبع المناطق ثم بالشوارع والمنازل ، ثم بعد ذلك اختيار الأرقام الفردية للمناطق ثم الأرقام الفردية للشوارع ثم الأرقام الفردية للمنازل) .
وذلك للتأكد من أن عملية الإختيار تمت بشكل عشوائي ولقد قام مجموعة من الباحثين المدربين من قبل الباحث بعمل مقابلات شخصية مع أفراد العينة – عن طريق استبيان وذلك من أجل التعرف على صدق وثبات المقياس . وكذلك من خلال الوقوف على البناء العاملي لهذا المقياس وفحص الفروق في الإستجابة له بين مجموعات كويتية مختلفة .
التحليل الإحصائي :
استخرجت المتوسطات والإنجرافات المعيارية وقيمة (ت) ومعدلات الارتباط ، كما تم استخدام التحليل العاملي لمعاملات الإرتباط بين عبارات المقياس (31 عبارة) بطريقة هوتيلنج : المكونات الأساسية للعينة الكلية ، ثم للعاملات وربات البيوت من غير العاملات ، كل على حدة وذلك للتعتتترف
على التركيب العاملي للمقياس ، ثم أديرت تدويراً متعامدا (Varimax) ومائلا (Oblimin) ، تم استخراج خمس عوامل تختلف قليلا فيما بينها في قيم التشبع ، وهو شئ متوقع نظرا لأن عدم الإستقرار الأسرى يحتوى جوانب مترابطة ومتداخلة بعضها البعض، وصلت قيم الجذر الكامن (Eignvalue) إلى ما يساوي واحد صحيح أو أكثر ، وأتبع معيار التشبع الدال 30.
جدول رقم 1 : العوامل المتعامدة والمائلة لمقياس عدم الإستقرار الأسري
العبارات العينة الكلية العاملات غيرالعاملات
(ربات البيوت)
العامل الأول :"وجود إضطرابات في الزواج
والرغبة في الإنفصال والطلاق"
28. ناقشت المشاكل المترتبة عن الإنفصال 79, 80, 75,
29. ناقشات الطلاق مع الآخرين 78, 78, 78,
26. فكرت في الطلاق 77, 77, 72,
27. شريكي فكر في الطلاق 73, 74, 71,
31. أعتقد أن نهاية زواجي الطلاق 70, 72, 70,
24. أعتقد أن زواجنا يمر بإضطراب 65, 65, 59,
25. لقد تكلمت مع الآخرين عن مشاكل الزواج 61, 62, 50,
30. الشريكين مروا بتجربة الإنفصال 61, 62, 62,
23. شريكي يريد الإنفصال 60, 62, 57,
22. تصل المشاجرات والمشاحنات بينى
وبين شريكي إلى إستخدام الأيدي 49, 49, 49,
العامل الثاني : "الإحترام والإتصال المتبادل "
12.لا يهتم شريكي بسماع آرائي في أىموضوع 78, 78, 79,
11.شريكي لا يهتم برأيي ولا يناقشنى 77, 77, 78,
15. لا يحترم شريكي رأيي 74, 73, 77,
10. شريكي غير صريح معي 69, 67, 75,
13. أنا وشريكي لانتبادل الحديث مع بعضنا 68, 67, 71,
9علاقتي مع شريكي ليست مبنية على
الاحترام والحب والتفاهم 65, 66, 62,
14. يقوم شريكي بتحقيري أمام الآخرين 63, 58, 74,
16. يصعب على شريكي تقبلي كما أنا 51, 47, 58,
21. تنتهي خلافاتنا في الرأي بالمشاجرات 51, 51, 55,
20. تتشاجر أنا وشريكي أتفه الأسباب 47, 48, 53,
العامل الثالث : "المصاحبة"
5. شريكي كثير الخروج من المنزل
80,
80,
80,
6. يقضي شريكي أوقاته مع هواياته وأصدقائه 76, 77, 75,
7. يجلس شريكي معي في أوقات الوجبات فقط 68, 69, 67,
8. يتغيب شريكي عن المنزل لساعات طويلة
ومن غير سبب وجيه 64, 62, 65,
2. لا يعبأ شريكي بشراء حاجيات المنزل 34, 32, 36,
العامل الرابع :"تدخل الأهل في شئون الزوجين"
19. يقوم شريكي بإدخال أهله في أمورنا
الشخصية 81, 81, 81,
18. يتاثر شريكي بما يقول له أهله في
أمورنا الشخصية 80, 81, 77,
17.يسمح شريكي بتدخل الأهل في شئوننا االداخلية 78, 78, 77,
العامل الخامس: "المشاركة في الأدوار بين
الزوجين"
3. يقوم شريكي بالأعمال المنزلية من عمل الرضاعة الطفل ، غسيل ، كي ملابس ، تحميم الأطفال .. الخ
81,
82,
71,
1. هناك اتفاق بيني وبين شريكي في تقسيم
أعمال المنزل 77, 78, 76,
4. يساعدني شريكي بمذاكرة الأبناء 49, 46, 59,
النتائج والمناقشة :
يشير الجدول رقم (1) أن هناك خمسة عوامل استخرجت من العوامل المتعامدة والمائلة لمقياس عدم الإستقرار الأسرى ، ولقد سمي العامل الأول " وجود اضطراب ومشاكل في الزواج والرغبة في الطلاق والإنفصال" ، والعبارات المشيعة بهذا العامل : ناقشت المشاكل المترتبة عن الإنفصال ، ناقشت المشاكل الطلاق مع الآخرين ، فكرت في الطلاق ، شريكي فكر في الطلاق .
أعتقد أن نهاية زواجي الطلاق . أعتقد أن زواجنا يمر باضطراب . لقد تكلمت مع آخرين في مشاكل زواجنا . الشريكين مروا بتجربة الانفصال. شريكي يريد الانفصال . تصل المشاجرات والمشاحنات بينى وبين شريكي إلى استخدام الأيدي .
أما العامل الثاني : فسمي " الاحترام والاتصال المتبادل " والعبارات التي تحوى هذا العامل هي : لا يهتم شريكي بسماع آرائي في أى موضوع . شريكي لا يهتم برأيي ولا يناقشنى . لا يحترم شريكي رأيي ، شريكي غير صريح معي . أنا وشريكي لا نتبادل الحديث مع بعضنا . علاقتي مع شريكي ليست مبنية على الاحترام والحب والتفاهم . يقوم شريكي بتحقيري أمام الآخرين . يصعب على شريكي تقبلي كما أننا تنتهي خلافاتنا في الرأى بالمشاجرات . تتشاجر أنا وشريكي للأتفه الأسباب . ويلاحظ أن العامل الثاني يحتوي على عشرة عبارات .
أما العامل الثالث : " المصاحبة " فقد احتوى على خمسة عبارات هي ما يلي:
شريكي كثير الخروج من المنزل . يقضي شريكي أوقاته مع هواياته وأصدقائه . يجلس شريكي معي في أوقات الوجبات فقط . يتغيب شريكي عن المنزل لساعات طويلة ومن غير سبب وجيه ، لا يعبأ شريكي بشراء حاجيات المنزل . ويلاحظ أن جميع العبارات السابقة لها علاقة بعامل " المصاحبة " ما عدا العبارة الأخيرة " لا يعبأ شريكي بشراء حاجيات المنزل " الباحث يتوقع أن هذه العبارة ( رقم 2 من المقياس) تم فهمها على نحو غير دقيق من قبل المستجيبين مما جعلها تندرج تحت بند " المصاحبة " في حين أنه يرى هذه العبارة كان من المفروض أن تندرج تحت بند المشاركة في الأدوار بين الزوجين في الأسرة من الناحية النظرية ، لذلك ينصح الباحث بإعادة صياغة هذه العبارة في الدراسات المستقبلية .
العامل الرابع : " تدخل الأهل في شئون الزوجين " وأشتمل هذا العامل على ثلاث تشبعات هي : يقوم شريكي بإدخال أهله في أمورنا الشخصية . يتأثر شريكي بما يقول له أهله على علاقتنا يسمح شريكي بتدخل الأهل في شئوننا الداخلية .
العامل الخامس : " هو المشاركة في الأدوار بين الزوجين " ويحتوى هذا العامل على ثلاث تشعبات هي :
يقوم شريكي بالأعمال المنزلية من عمل رضاعة الطفل . غسيل . كي ملابس. تحميم الأطفال… الخ . هناك إتفاق بينى وبين شريكي في تقسيم الأعمال المنزل . يساعدني شريكي بمذاكرة الأبناء ، ويدل هذا العامل على أن عدم مشاركة الشريك لشريكه في أعمال المنزل يحمل الشريك عبئا إضافيا مما يزيد من عدم الإستقرار الأسري .
جدول (2) معاملات ثبات كرونباخ : ألفا للعوامل الخمسة والدرجة الكلية
العوامل الخمسة العينة الكلية العاملات غير العاملات (ربات،البيوت)
وجود إضطرابات في الزواج والرغبة في الإنفصال والطلاق 92, 92, 92,
الإحترام والإتصال المتبادل 93, 93, 94,
المصاحبة 75, 74, 76,
تدخل الأهل في شئون الزوجين 89, 89, 88,
المشاركة في الأدوار بين الزوجين 56, 55, 58,
الدرجة الكلية 94, 94, 94,
يبين الجدول رقم (2) معاملات الثبات ( ألفا) للدرجة الكلية (العينة الكاملة) والدرجة الكلية لعينة الذكور والإناث كل على حدة ، ويبين الجدول كذلك معاملات الثبات (ألفا) للعوامل الخمسة ، حيث جاءت جميعها مناسبة بوصفها مقاييس فرعية ما عدا العامل الخامس فلقد جاءت (ألفا) متوسطة (تراوحت ما بين 55, إلى 58,) ويرى الباحث أهمية بقائها وذلك لأهمية العامل ( المشاركة في الأدوار بين الزوجين) من الناحية النظرية بعدم الإستقرار الأسرى بالإضافة إلى بعض الباحثين يعتبرون معامل الثبات (ألفا) 5, جيدة لقياس الثبات في المقياس .
مواضيع خاصة بالمصداقية :
قام الباحث بإستخدام بعض المتغيرات المستقلة لمعرفة ما إذا كان لها تأثير على عدم الإستقرار الأسري (كمقياس) ومتغير تابع ، بالإضافة إلى معرفة قدرة القياس على التمييز بين مجموعات متعارضة .
العمل خارج المنزل :
كما ذكر الباحث – سابقا – المقياس (عدم الإستقرار الأسري) تم إستخدامه على مجموعتين من العاملات وربات البيوت المتزوجات ، وبالتحديد كان هناك (468) عاملة و(946) غير عاملة (ربة بيت). المجموعتين تمثلان النساء الكويتيات المتزوجات .
جدول رقم (3) للمقارنة بين مجموعتين (عاملات وغير عاملات) على مقياس عدم الإستقرار الأسري باستخدام اختبار (ت)
المجموعات المتوسط الحسابي الإنحراف المعياري الخطأ المعياري مستوى الدلالة
المجموعة الأولي (العاملات) ن = 468 1.89 0.62 02, 000,
المجموعة الثانية (غير العاملات)
ن = 946 2.12 0.71 02, 000,
ت = 5.79 0.01 ذات دلالة إحصائية
النتيجة في جدول (3) تشير إلى أن هناك إختلاف جوهري ذات دلالة إحصائية بين العاملات وغير العاملات (ربات البيوت) من حيث عدم الإستقرار ، حيث أن مجموعة ربات البيوت أكثر ميلا نحو عدم الإستقرار من العاملات كما يشير إلى ذلك إرتفاع متوسطهم الحسابي .
ثانيا : مكان الإقامة
استخدم متغير مكان الإقامة مع مقياس عدم الإستقرار الأسري بين مجموعتين ، المجموعة الأولي تقطن في العاصمة وضواحيها والمجموعة الثانية والتي تعتبر من المناطق البعيدة من العاصمة أو المدنية ، وذلك بإستخدام إختبار (ت) للمقارنة بين المجموعتين على عدم الإستقرار الأسري.
جدول رقم (4) للمقارنة بين المجموعتين (قاطنى المدينة وضواحيها وخارج المدينة) على مقياس عدم الإستقرار الأسري بإستخدام إختبار (ت)
المجموعات المتوسط الحسابي الإنحراف المعياري الخطأ المعياري مستوى الدلالة
المجموعة الأولي (قاطنى المدينة وضواحيها) ن = 694 1.95 65, 02, 000,
المجموعة الثانية (قاطنى خارج المدينة)
ن=712 2.13 72, 02, 000,
ت = 4.88 0.01 ذات دلالة إحصائية
يبين الجدول رقم (4) أن هناك اختلاف جوهري ذا دلالة إحصائية بين قاطني المدينة وضواحيها وبين قاطني المناطق البعيدة عن العاصمة (المدينة) من حيث عدم الاستقرار الأسري .
ثالثا : المستوى التعليمي :
تم إستخدام متغير المستوى التعليمي للزوجة ( سواء العاملة أو غير العاملة) وكذلك المستوى التعليمي للزوج – كما هو مبين في جدول رقم (5) وجدول رقم (6) وذلك بإستخدام إختبار (ت) للمقارنة بين الزوجات اللواتي لديهن تعليم متدني والزوجات اللواتي لديهن مستوى تعليمي عالي ، نفس المقارنة تمت بين الأزواج من حيث المستوى التعليمي مع المقياس عدم الإستقرار الأسري .
جدول رقم (5) للمقارنة بين المجموعتين (زوجات بتعليم متدني وزوجات بتعليم عالي ) على مقياس عدم الاستقرار ( الأسرى ) بإستخدام إختبار (ت)
المجموعات المتوسط الحسابي الإنحراف المعياري الخطأ المعياري مستوى الدلالة
المجموعة الأولي (زوجات بتعليم متدنى)
ن = 850 2.18 73, 02, 000,
المجموعة الثانية (زوجات بتعليم عالى)
ن= 567 1.84 58, 02, 000,
ت = 9.10 0.1 ذات دلالة إحصائية
جدول رقم (6) للمقارنة بين المجموعتين (أزواج بتعليم متدني وأزواج بتعليم عالي) على مقياس عدم الاستقرار الأسري بإستخدام إختبار (ت)
المجموعات المتوسط الحسابي الإنحراف المعياري الخطأ المعياري دلالة إحصائية
المجموعة الأولي (أزواج بتعليم متدنى)
ن = 793 2.13 71, 02, 000,
المجموعة الثانية (أزواج بتعليم عالى )
ن=622 1.9 66, 02, 000,
ت = 5.34 0.01 ذات دلالة إحصائية
ويلاحظ أن جميع قيم (ت) جوهرية إحصائيا ، إشارة إلى أن هذا المقياس له القدرة على التمييز بين مجموعات مختلفة ، مما يشير إلى الصدق الخاص بهذا المقياس ، فجدول رقم (5) وجدول رقم (6) يبين أن الزوجات اللواتي لديهن مستوى تعليمي متدني أكثر ميلا نحو عدم الإستقرار من الزوجات اللواتي لديهن مستوي تعليمي عالي ، وكذلك الحال بالنسبة للأزواج، حيث أن الأزواج اللذين لديهم مستوى تعليمي متدني أكثر ميلا نحو عدم الإستقرار الأسري من الأزواج اللذين لديهم مستوي تعليمي عالي كما يشير إلى ذلك إرتفاع متوسطهم الحسابي .
الخاتمــة :
توصلت الدراسة إلى تحقيق أهدافها من حيث بناء مقياس لقياس عدم الإستقرار الأسري في المجتمع الكويتي . تمت عملية التحقق من قدرة المقياس من خلال إجرائه على عينة من النساء المتزوجات في المجتمع الكويتي ، عدد أفراد العينة (ن = 1418) ممثلة للنساء الكويتيات في المجتمع الكويتي ، فالعينة تمثل العاملات وغير العاملات ( ربات البيوت) المتزوجات اللواتي تم إختيارهن بشكل عشوائي حتى يمثلن النساء المتزوجات الكويتيات.
النتائج المتعلقة بالثبات والصدق تدل على صلاحية وقدرة هذا المقياس لقياس عدم الاستقرار الأسري في المجتمع الكويتي ، فالمقياس يمتلك درجة عالية من الثبات ، أما عن الصدق فقد بينت نتائج اختبارات (ت) بين مجموعات مختلفة ، قدرة المقياس على التمييز بين المجموعات المتعارضة على عدم الاستقرار ، بالإضافة إلى صدق المحكمين ، مما يؤكد إمكان الاعتماد على هذا المقياس فيما وضع لقياسه .
ولقد أظهرت النتائج أن المقياس يحتوى على خمس عوامل سميت بالآتي :
وجود اضطرابات في الزواج والرغبة في الإنفصال والطلاق ، الاحترام والإتصال المتبادل ، المصاحبة ، تدخل الأهل في شئون الزوجين ، المشاركة في الأدوار بين الزوجين .
وتعتبر هذه العوامل بما تحتوي من عبارات (بنود) مشتملة على الجوانب التي أتفق عليها كثير من الباحثين كما ورد سابقا في الدراسات السابقة .
ويجب الإشارة إلى بناء هذا المقياس وتحقيق الأهداف التي من أجلها أجريت هذه الدراسة لا يعني أن النتائج تعمم على المجتمع الكويتي بأكمله ، فعلي الباحثين تطبيق المقياس على الأزواج وفي دول عربية وإسلامية لتحديد صلاحية هذا المقياس من حيث ثباته وصدقه ، من جانب آخر ، يجب أن تؤكد أن هذا المقياس لديه القدرة على تشخيص الزوجات اللواتي يعانون من عدم الإستقرار الأسري (أى اللواتي لديهن رغبة في إنهاء الزواج عن طريق الإنفصال أو الطلاق). الأمر الذي يساهم في مساعدة العاملين الإجتماعيين والنفسيين في التعرف على هذه المشكلة وبالتالي العمل على وقاية المتزوجين من الوقوع فيها أو علاجها إذا تطلب الأمر ذلك .