أ.د/ عبد الرقيب أحمد إبراهيم البحيرى
أستاذ التربية الخاصة ورئيس قسم علم النفس
كلية التربية – جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية
الملخص :
من أولويات السياسة Behaviour management أضحت عملية إدارة السلوك
التعليمية ومن ثم أجندة الممارسات التربوية فى الكثير من دول العالم المتحضر والنامى على
السواء. وفى هذا الصدد برز ما يسمى بالسياسة المدرسية الشاملة لإدارة سلوك جميع التلاميذ
Emotional and Behavioural بوجه عام والتلاميذ ذوى الاضطرابات الانفعالية والسلوكية
أو من يطلق عليهم فى بعض الأحيان الصعوبات الاجتماعية، الانفعالية، Difficulties (EBD)
كمصطلح أعم Social, Emotional and Behavioural Difficulties (SEBD) والسلوكية
وأشمل.
ويطلق مصطلح الصعوبات الانفعالية والسلوكية على مجموعة من الصعوبات الخاصة
التى تتداخل مع أو تعوق تعلم التلاميذ ذوى هذه الصعوبات وكذا تعليم أقرانهم ومن علامات
ظهور هذه الصعوبات أو الاضطرابات الانفعالية البكاء غير الطبيعى والانسحاب من المواقف
الاجتماعية ، بالإضافة إلى الصعوبات التى تؤثر على تكوين علاقات سليمة.
وتشير نتائج بعض الدراسات الإمبريقية إلى أن التلاميذ ذوى الاضطرابات الانفعالية
والسلوكية يظهرون ارتباطًا بين مظاهر هذه الاضطرابات وكل من السلوك العدوانى ، الانحراف
كما أن هؤلاء (Kazdin et al., ، التسرب من المدرسة وفيما بعد إساءة معاملة الزوجة ( 1992
التلاميذ لا يكونون على وعى بتأثير سلوكهم على الآخرين من الأقران والمعلمين
كما أنهم قد يلجأون إلى سلوكيات معوقة لعملية التعلم ، (Drinkme
أو العنف ، الأمر الذى يؤدى إلى إعاقة عمليتى التعليم والتعلم Clowning مثل الغش ، الهرجلة
وانفصال التلاميذ عنهما.
وفى هذه الورقة البحثية يلقى الضوء على هذه الفئة من الأطفال والمراهقين ذوى
الاضطرابات الانفعالية والسلوكية والذين يمثلون نسبة من مجتمع التلاميذ فى المدارس فى بيئتنا
العربية. وتتناول هذه الورقة البحثية نماذج التدخل العلاجى واستراتيجيات إدارة السلوك لهذه
الفئة داخل وخارج البيئة المدرسية من خلال إلقاء الضوء على آخر ما تم التوصل إليه من
self-discovery program برامج علاجية نذكر منها على سبيل المثال برنامج اكتشاف الذات
بالإضافة إلى عرض (Nuture Groups) واستخدام ما يسمى مجموعات التغذية أو التربية
Needs لاستراتيجيات التدخل العلاجى الشامل القائم على عملية التخطيط المبنى على الحاجات
.led planning
المقدمة :
والذى Behaviour management يتزايد الاهتمام اليوم بموضوع إدارة السلوك
أصبح من أولويات السياسة التعليمية ومن ثم أجندة الممارسات التربوية ، ليس فقط فى
دول العالم المتحضر بل النامى أيضًا على حد سواء. وتؤيد سياسة المدرسة ذات الإدارة
الجيدة إدارة السلوك لكل التلاميذ ، مع اهتمام خاص بطرق خاصة للأطفال الذين يعانون
Emotional and Behavioural Difficulties من صعوبات سلوكية وانفعالية
Social, أو من يطلق عليهم أحيانًا الصعوبات الاجتماعية ، الانفعالية والسلوكية (EBD)
وقد أثارت هذه الفئة .Emotional and Behavioural Difficulties (SEBD)
موضوعات مهمة تتعلق بسياسات إدارة السلوك، وزيادة الدافعية ، ووضع معايير أكاديمية
من أجل المحافظة على النظام المدرسى والتخلى عن فكرة الاستبعاد لهؤلاء التلاميذ.
وتؤكد هذه المقالة على فاعلية الاستراتيجيات العلاجية لدعم هؤلاء الأطفال الذين
يعانون من اضطرابات انفعالية وسلوكية سواء كانوا فى فصول الدمج أو الفصول العادية
النظامية. وي س هل هذا العمل على المدرسين المبتدئين والمتدربين معرفة أى من هذه
الاستراتيجيات أكثر فاعلية وأيها يتمشى مع واقع المدرسة فى ظل ظروفنا التعليمية. ومما
يساعد على نجاح هذه الاستراتيجيات العلاجية ؛ تدريب المدرسين المبتدئين وأيضًا
المدرسين القادرين على التعلم من الأبحاث والدراسات التى تتعلق بالموضوع ، بالإضافة
أيضًا إلى الممارسة العملية والتأملية مع هؤلاء الأطفال.
EBD وتركز الدراسة الحالية على أطفال المدرسة الابتدائية الذين يعانون من
وموجودين بالفصول العادية ؛ أى أنهم مدمجين بها ولا يوجد لهم فصول خاصة ، حيث
إن هذه الصعوبات ليست متطرفة (شديدة جدًا) ومع ذلك لا يمكن تحقيق الإنجاز الأكاديمى
إلا من خلال تدخلات علاجية من المدرسين أو الآخرين الراشدين حتى يظل التلاميذ ذوو
الصعوبات الانفعالية والسلوكية فى الفصول العادية ولا يتم استبعادهم.
ولا تركز الدراسة على النموذج الطبى كمدخل علاجى ولكنها تهتم
بالاستراتيجيات التى تزود الأطفال بالمعلومات ، والدعم الاجتماعى أو تدربهم على
المهارات الاجتماعية ، أى أنها تهتم بنماذج سلوكية ، ونماذج معرفية سلوكية ، ونماذج
العلاج النفسى.
تعريف الصعوبات الانفعالية والسلوكية
Emotional and behavioural difficulties (EBD)
إن مفهوم الصعوبات الانفعالية والسلوكية معقد للغاية ومن الصعب الوصول إلى
تعريف واضح مقبول عالميًا. فالأطفال ذوو الصعوبات الانفعالية والسلوكية ليسوا
مجموعة واضحة متميزة، فقد تظهر الصعوبات فى أشكال متعددة. وبالتالى تصف
الصعوبات الانفعالية والسلوكية سلسلة من السلوكيات تنبع من عدد من الأسباب ذات
درجات مختلفة تختلف بطول المدة. وهذه الصعوبات تشكل تحديات مهمة بالنسبة لتعليمهم
وعلاجهم فى المدارس.
وتضم الصعوبات الانفعالية والسلوكية الأنماط التالية : التحصيل الدراسى
المنخفض ، السلوك العنيف وغير المتوقع ، الوساوس والتى من بينها الوساوس المتعلقة
سواء Social interaction باضطرابات الأكل ، ضعف فى التفاعل الاجتماعى
الأصدقاء أو البالغين ، الميل إلى العزلة ، خطورة الانتحار ، واستخدام المواد المخدرة أو
(Bowers, إدمان الكحول. ( 2001
Emotional " إن المشكلة المعقدة فى تعريف " الاضطرابات الانفعالية والسلوكية
(Smith, Wood & أمر وارد ومدرك disturbance and behavioural disorders
كما أن هناك عدم اتفاق بين الباحثين على أى من التعريفيين .Grimes, 1988)
وهذا يعقد من مشكلة المقارنة بين المجموعات. ،(Wood, 1988)
مجموعة غير متجانسة تعانى من صعوبات كثيرة. EBD ويشكل الأطفال ذوو
وذلك ، Maladjusted بد ً لا من مصطلح سوء التوافق EBD ولقد استبدل مصطلح
لوصف المجموعتين الرئيستين ، تحديدًا الصعوبات الانفعالية و/أو الصعوبات السلوكية.
على الضيق الانفعالى Emotional difficulties وتركز الصعوبات الانفعالية
الذى يعانى منه الطفل مثل الخوف ، القلق ، والبؤس. ويظهر Emotional distress
التعبير السلوكى لمثل هذه الانفعالات فى شكل سلوك انسحابى ، وأحيانًا شكاوى
Behavioural or سيكوسوماتية. كما تركز الصعوبات السلوكية أو اضطرابات المسلك
على السلوك الاجتماعى المرفوض ، مثل العدوان والتدمير conduct disorders
.(Hill, والعصيان والتمرد وأحيانًا الجناح ( 1993
على هذه المجموعة من المشكلات السلوكية التى غالبًا ما تميز “Wood” ويوافق
سلوك الطفل المضطرب ، ويضيف إليها التحصيل الدراسى غير المقنع دون وجود دليل
Unsatisfactory academic achievement على عجز القدرة المعرفية أو الحسية
ويوضح " وود " .without evidence of sensory or cognitive disability
أن مجموعة المشكلات السلوكية ليس بالضرورة أن تظهر فى كل حالة ، ولكن Wood
(Wood, فى أغلب الحالات حتى تعد من الصعوبات تظهر أكثر من مشكلتين سلوكيتين
.1988)
وفى الغالب هناك اتفاق على مجموعة من العوامل تصف حالات الاضطراب
السلوكى والانفعالى معًا :
وهى خاصة بالأطفال سيئى التوافق ، حيث يشعرون Unhappiness ١- التعاسة
بالشقاء وعدم الأمان ، ويفشلون فى إقامة حياة اجتماعية جيدة مع المحيطين
.(Ministry of Education, 1955, p.22)
حيث يشعر الأطفال بالمعاناة من Emotional deprivation ٢- الحرمان العاطفى
.(Walder, 1974, p. الصراع وسوء الفهم والفشل فى علاقاتهم مع الكبار ( 49
ويعد تقدير الذات المنخفض أحد أبرز Low-self-esteem ٣- تقدير الذات المنخفض
العوامل المشتركة لحالات الأطفال الذين يعانون من الصعوبات الانفعالية والسلوكية
وهذا يعود إلى سوء (Lund, 1987; Margerison, 1996; McKeon, 1994)
التفاعل بين الطفل ومقدم الرعاية له فى السنوات المبكرة ، وبمعنى آخر يعود إلى
.(Bowlby, 1965; Coopersmith, خبرته القليلة بالحب والنجاح ( 1967
٤- عدم القدرة على التعلم والذى لا يمكن تفسيره من خلال العوامل العقلية أو الحسية أو
الصحية.
٥- الميل إلى الكشف عن الأعراض الجسمانية أو المخاوف المرتبطة بالمشكلات
الشخصية أو المدرسية.
٦- عدم الرغبة فى الذهاب إلى المدرسة أو الانقطاع عنها أو الطرد منها حفاظًا على
انتظام العملية التعليمية.
ويشير مصطلح الصعوبات الانفعالية والسلوكية إلى عدد من الصعوبات من خلال
Social تعريفها بأنها : صعوبات انفعالية وسلوكية تتراوح من سوء التكيف الاجتماعى
، Abnormal emotional stresses إلى ضغوط انفعالية غير عادية Maladaptation
ومستمرة (إذا لم تكن بالضرورة دائمة). وتكون صعوبات تعلم. وقد تكون متعددة
ومختلفة ، وقد تظهر من خلال الانسحاب والميول العدوانية والسلبية وإيذاء الذات
.(DFEE, 1994, p.7)
أن فى التعريف (Atkinson & Hornby, ويرى اتكنسون وهورنباى ( 2002
السابق افتقار إلى تحديد أى الفئات الخاصة من الأطفال ، وأى السلوكيات تكون صعوبات
انفعالية وسلوكية، وأى الاستراتيجيات المناسبة لهم. كما يوجد اختصار فى الوضوح فيما
يتعلق بما إذا كانت الصعوبات السلوكية فى المدرسة تشير إلى بعض مشكلات الصحة
النفسية التى تحتاج إلى علاج طبى أو نفسى. وبصفة عامة يوجد تمييز بين الصعوبات
الأكثر عمقًا Mental health problems الانفعالية والسلوكية ومشكلات الصحة النفسية
.Psychiatric intervention والتى تتطلب تدخلات علاجية طبية نفسية
ومن هنا نجد أن هناك تداخ ً لا بين الأطفال ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية،
والأطفال ذوى مشكلات الصحة النفسية. ومن ثم يراعى عند التشخيص والتقييم
للاحتياجات التعليمية الخاصة النظر إلى التلاميذ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية فى
ضوء ما يلى :
- سلوك غير مناسب للعمر أو يبدو غير مناسب اجتماعيًا أو غريب
- سلوك يتداخل مع تعلم التلميذ أو زملائه كالصياح فى الفصل بشكل مستمر ، ورفض
العمل أو أداء الواجبات ، وإزعاج مستمر للزملاء.
- إشارات لعدم القدرة على التحمل الانفعالى (مثل الخوف غير العادى ، الانسحاب من
المواقف الاجتماعية).
- صعوبات فى تشكيل والحفاظ على علاقات إيجابية (مثل الانعزال عن الزملاء ،
العدوان تجاه الزملاء والكبار).
ويرى رجال التربية أن تعريفات الصعوبات الانفعالية والسلوكية جاءت فى صور
متناقضة. فيرى التربويين أن المشكلات السلوكية قد تكون نتيجة للتصادم بين القيم
والتوقعات الخاصة بالأنظمة المدرسية والقيم التى يكتسبها الأطفال فى منازلهم ومجتمعهم.
فالأولاد والأطفال من المجموعات العرقية الصغيرة من المحتمل أن يتم تشخيصهم على
وتاريخيًا يوجد .(Daniels et al., أنهم يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية ( 1999
هناك تحول فى النظر إلى الصعوبات الانفعالية والسلوكية من وصفها بأنها مشكلات
“ Medical والتى تسمى بالنموذج الطبى ) Within individuals موجودة داخل الفرد
للصعوبات الانفعالية والسلوكية) إلى طريقة أكثر سياقية يتم النظر من خلالها Model "
وبالتالى فإن .(Cooper et al., إلى السلوك على أنه استجابة لمواقف معينة ( 1994
الطرق التى يتم بها تنظيم المدارس والفصول لها تأثير مهم على ذوى الصعوبات
الانفعالية والسلوكية. وبالتالى ، فإن هناك حاجة إلى التعرف على العلاقة المعقدة بين
الأسرة والمدرسة والمجتمع ودور كل منها فى تكوين أو عدم تكوين المشكلات الانفعالية
.(Weare, والسلوكية والاجتماعية عند الأطفال ( 2000
ويمكن القول أن الصعوبات الانفعالية والسلوكية تتضمن الأشكال الآتية :
١- الانسحاب أو العزلة الاجتماعية. ٢- انخفاض التحصيل الدراسى.
School ٣- تقدير ذات منخفض أو اكتئاب. ٤- خوف مرضى من المدرسة
.phobia
٥- نشاط زائد أو نقص فى الانتباه والتركيز. ٦- سلوك فوضوى.
٧- سلوك مضاد للمجتمع. ٨- سلوك غير تعاونى مع الزملاء
والكبار.
٩- الشعور بالإحباط المستمر. ١٠ - الثورة الانفعالية والشعور
بالغضب.
نابع من الأنماط المختلفة للإساءة. emotional damage ١١ - تدمير انفعالى
قد يظهر لديه شكل واحد أو أكثر من الأنماط EBD والتلميذ الذى يعانى من
السلوكية السابقة والتى تعد جميعها من عوائق التعليم وبالتالى تتطلب التدعيم والإرشاد
النفسى من أجل التكيف وعدم تطور هذه الأشكال حتى لا تكون فى صورة أشد خطورة.
أين يوجد ذوو الصعوبات الانفعالية والسلوكية من العملية التعليمية :
ي ْ ظهر التلاميذ الذين يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية مشكلات قد يصبح
هو الحل الوحيد. وحتى لو لم يتم استبعادهم رسميًا ، exclusion ( معها الاستبعاد (العزل
فإن الأطفال يستبعدون أنفسهم بفاعلية من العملية التعليمية. ويعانى هؤلاء الأطفال من
انخفاض فى تحصيل المواد الدراسية ونموهم الشخصى ، كما أنهم يعدون مصدرًا لإزعاج
تعليم الآخرين. كل هذا يجعل المدرسة فى حالة ضغط وتوتر بسبب الواقع المفروض
عليها وهو رفع أو زيادة تحصيل التلاميذ والتحديات التى تقابلها من أجل تلبية احتياجات
هؤلاء الأطفال. وللتخلص من هذا الضغط تقوم المدرسة بإحالتهم إلى مؤسسات للعزل أو
.main streaming فصول للعزل ملحقة بالمدرسة العادية
وتعد مشكلة العزل مشكلة خطيرة وظاهرة معقدة تحتاج إلى تعاون كل الخدمات
Parsons المهتمة مثل الخدمات الصحية ، التعليمية والاجتماعية. وأوضح بارسونس
١٩٩٤ أن الأطفال فى المرحلة الابتدائية الذين يتم استبعادهم من المدرسة لا يفقدون فقط
حوالى ٧٥ % من التعليم السنوى ولكن يفقدون خدمات تعليمية واجتماعية مكلفة
.(Christos & Michael, 2004)
وللوقوف على أسباب الاستبعاد فى المرحلة الابتدائية فقد أوضحت العديد من
الدراسات أن معظم المواقف الشائعة التى تؤدى إلى الاستبعاد المدرسى والاجتماعى
ترتبط بمشكلات انفعالية وسلوكية رئيسة مثل السلوك العدوانى والسلوك الفوضوى. فهناك
زيادة حادة فى عدد التلاميذ المستبعدين من المدارس نتيجة لعدم تنفيذ الأوامر بصفة عامة
(Cooper et al., أو العدوان الجسدى تجاه المدرسين أو التلاميذ الآخرين ; 1994
.Hyden and Dune, 2001)
وبصورة إحصائية فقد كان ١٠ % من تلاميذ مدرسة ابتدائية بها ٢٥٠ تلميذًا
ويعنى بالمشكلة .(Young Minds, يعانون من مشكلة فى صحتهم النفسية ( 2000
النفسية كما تم تحديدها بأنها شذوذ فى العلاقات الاجتماعية والانفعالات والسلوك تميل إلى
جعل الطفل يعانى من ردود المحيطين داخل المدرسة وخارجها تجاه الاضطرابات التى
يعانى منها أو تعوق نموه الطبيعى. كما تسبب ضغوطًا واضطرابًا فى الأسرة والمجتمع
.(Kurtz et al., 1994)
والسبب الثانى والأكثر شيوعًا هو المشكلات الأسرية والاجتماعية التى تتضمن
إخفاقًا أسريًا وفقر ، والسبب الثالث ؛ افتقار الموارد التعليمية الممتدة أو الافتقار إلى
behaviour الاستثمار مثل التدريب غير المناسب للمدرسين فى إدارة السلوك
إلى أن معظم (Rolinson, وفى هذا الصدد يشير رولينسون ( 1990 .management
المدرسين غير مجهزين خلال تدريبهم للتعامل مع هذه الأنواع من السلوكيات ، والعديد
Poor and منهم أيضًا غير متأكد من التمييز بين السلوك الضعيف والسلوك المضطرب
.disturbed behaviour
ولهذه الأسباب السابقة يظل الأطفال الذين يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية
بعيدين عن النظام التعليمى لمدة طويلة منتظرين التدعيم. وعلى الرغم من نظام الإحالة
لهذه الفئة من التلاميذ فى بلادنا العربية إلى وحدات الصحة النفسية أو الأخصائى النفسى
داخل المدرسة ، إلا أننى لاحظت من خلال عملى الخاص فى العلاج النفسى لذوى
الصعوبات الانفعالية والسلوكية أن الأطفال يستفيدون من تلك الإحالة الرسمية. ويفتح هذا
الباب أمام الباحثين عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التى تستخدمها وحدات الإحالة
الرسمية.
وعن السياسة التعليمية فى الدول المتقدمة وبالتحديد فى انجلترا وويلز ، كان
تركيز سياسة الحكومة على دمج الأطفال ذوى الاحتياجات التعليمية الخاصة فى فصول
وتقليل عدد الأطفال المستبعدين (DFEE, 1997) ، mainstream classrooms الدمج
وكان الدمج لأطفال المجموعتين ، disciplinary reasons من المدرسة لأسباب نظامية
؛ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية. وبالتالى كان هناك ضغط على المدارس
والسلطات التعليمية المحلية فى إيجاد طرق جديدة لتمكين المدرسين من تدعيم الأطفال
Ordinary ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية حتى يمكن دمجهم فى الفصول العادية
مع زملائهم ، وقد طلب من السلطات التعليمية المحلية أن تضع خططًا classrooms
لتدعيم السلوك وتصف هذه الخطط الطرق التى سوف تقدمها والمصادر الخاصة بها ،
وذلك للمدارس المرتبطة من أجل تدعيم السلوك الجيد والنظام والتعامل مع التلاميذ ذوى
.(DFEE, المشكلات السلوكية ( 1998
وبالتالى فإن السياسة الحالية فى انجلترا وويلز لا تتوافق مع التاريخ الطويل الذى
.Mainstream يقوم على استبعاد الأطفال ذوى الصعوبات من مدارس الدمج
ومن الدول المتقدمة إلى الدول النامية وخاصة بلادنا العربية ، نجد أن هناك
قصورًا شديدًا فى التعامل مع هذه الفئة من الأطفال سواء فى نظام الإحالة أو على مستوى
الأبحاث لمساندة هؤلاء الأطفال ورعايتهم. فإذا نظرنا إلى واقعنا التعليمى نجد أن مرحلة
التعليم الابتدائى مرحلة إلزامية وبالتالى فإن الاستبعاد أمر نادر الحدوث أى فيما يتعلق
بالاستبعاد لفترة قصيرة. وإذا كان هناك استبعاد فإنه يتم مع ذوى الصعوبات السلوكية
الخطيرة. وطالما أن التعليم فى المرحلة الابتدائية إلزاميًا فإن عملية الاستبعاد مستحيلة.
وهناك نظام آخر وهو الإحالة ، ويتم بطريقتين ، الأولى من خلال المدرس بإحالة الحالة
التى تعانى من أى مشكلة سواء انفعالية أو سلوكية أو عقلية إلى الإخصائى النفسى الذى
يقدم الخدمة العلاجية. والطريقة الثانية هى تحويل الحالة من المدرسة إلى الخدمة العلاجية
بالتأمين الصحى ويتم هذا التحويل فى حالة عدم وجود خدمة علاجية بالمدرسة أو فى
حالة احتياج الحالة إلى علاج مكثف
مما سبق يتضح أن السياسة التعليمية تفتقد فى مصر فصول خاصة لذوى
الصعوبات الانفعالية والسلوكية ، ففصول الدمج إن وجدت يوضع بها المتخلفون عقليًا مع
الأسوياء وذلك وفقًا لسياسة الدمج التى تنادى بها وزارة التربية والتعليم.
التدخل العلاجى للتلاميذ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية :
تنطلق العملية العلاجية من المعرفة الدقيقة للأعراض المرضية ومدى تأثير تلك
الأعراض على الفرد والمحيطين به. ويعد دمج الأطفال الذين يعانون من صعوبات
انفعالية وسلوكية فى المدارس التى تتبع هذه السياسة أمر ذو أهمية فى التدعيم الخدمى
ومن الأعراض التى يعانى منها الأطفال الذين .(Shearman, لهؤلاء الأطفال ( 2003
يعانون من الصعوبات الانفعالية والسلوكية نقص الكفاءة الاجتماعية ، وتقدير الذات
المنخفض ، ونقص فى الانتباه ، والمعاناة من القلق ، والسلوك العدوانى والفوضوى ،
وانخفاض الأداء الأكاديمى. ولقد أوضحت الدراسات أن هناك ارتباطًا بين الصعوبات
وكل من السلوك العدوانى ، والجناح ، والسلوك المضاد (EBD) الانفعالية والسلوكية
(Kazdin et al., للمجتمع ، الانقطاع عن المدرسة ، وفيما بعد إساءة معاملة الزوجة
1992 . وقد لا يعى الأطفال ; Stage and Quiroz, 1997; Walker et al., 1995)
(Dinkmeyer & Carlson, بتأثير سلوكهم على الآخرين مثل أقرانهم ومدرسيهم
المنتجة بشكل مضاد Coping behaviors 2001 . وقد يستخدمون سلوكيات المواجهة )
، Clowning للتعلم مثل الغش ، والتصرف كالمهرج Counter-production
.(Brooks, والبلطجة ( 1994
إن الأعراض سالفة الذكر قد تعوق عملية الدمج فى الحياة المدرسية ، كما تعوق
أيضًا الإمكانيات الشخصية ، وقد ينتج عنها عدم اهتمام بعض الأطفال بالتعلم. ومن هذا
المنطلق فنحن فى حاجة إلى استراتيجيات علاجية غير تقليدية لتقديم المساندة لهؤلاء
التلاميذ. وفيما يلى بعض من هذه الاستراتيجيات :
Relaxation : أو ً لا : التدريب على الاسترخاء كتدخل علاجى
أستاذ التربية الخاصة ورئيس قسم علم النفس
كلية التربية – جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية
الملخص :
من أولويات السياسة Behaviour management أضحت عملية إدارة السلوك
التعليمية ومن ثم أجندة الممارسات التربوية فى الكثير من دول العالم المتحضر والنامى على
السواء. وفى هذا الصدد برز ما يسمى بالسياسة المدرسية الشاملة لإدارة سلوك جميع التلاميذ
Emotional and Behavioural بوجه عام والتلاميذ ذوى الاضطرابات الانفعالية والسلوكية
أو من يطلق عليهم فى بعض الأحيان الصعوبات الاجتماعية، الانفعالية، Difficulties (EBD)
كمصطلح أعم Social, Emotional and Behavioural Difficulties (SEBD) والسلوكية
وأشمل.
ويطلق مصطلح الصعوبات الانفعالية والسلوكية على مجموعة من الصعوبات الخاصة
التى تتداخل مع أو تعوق تعلم التلاميذ ذوى هذه الصعوبات وكذا تعليم أقرانهم ومن علامات
ظهور هذه الصعوبات أو الاضطرابات الانفعالية البكاء غير الطبيعى والانسحاب من المواقف
الاجتماعية ، بالإضافة إلى الصعوبات التى تؤثر على تكوين علاقات سليمة.
وتشير نتائج بعض الدراسات الإمبريقية إلى أن التلاميذ ذوى الاضطرابات الانفعالية
والسلوكية يظهرون ارتباطًا بين مظاهر هذه الاضطرابات وكل من السلوك العدوانى ، الانحراف
كما أن هؤلاء (Kazdin et al., ، التسرب من المدرسة وفيما بعد إساءة معاملة الزوجة ( 1992
التلاميذ لا يكونون على وعى بتأثير سلوكهم على الآخرين من الأقران والمعلمين
كما أنهم قد يلجأون إلى سلوكيات معوقة لعملية التعلم ، (Drinkme
أو العنف ، الأمر الذى يؤدى إلى إعاقة عمليتى التعليم والتعلم Clowning مثل الغش ، الهرجلة
وانفصال التلاميذ عنهما.
وفى هذه الورقة البحثية يلقى الضوء على هذه الفئة من الأطفال والمراهقين ذوى
الاضطرابات الانفعالية والسلوكية والذين يمثلون نسبة من مجتمع التلاميذ فى المدارس فى بيئتنا
العربية. وتتناول هذه الورقة البحثية نماذج التدخل العلاجى واستراتيجيات إدارة السلوك لهذه
الفئة داخل وخارج البيئة المدرسية من خلال إلقاء الضوء على آخر ما تم التوصل إليه من
self-discovery program برامج علاجية نذكر منها على سبيل المثال برنامج اكتشاف الذات
بالإضافة إلى عرض (Nuture Groups) واستخدام ما يسمى مجموعات التغذية أو التربية
Needs لاستراتيجيات التدخل العلاجى الشامل القائم على عملية التخطيط المبنى على الحاجات
.led planning
المقدمة :
والذى Behaviour management يتزايد الاهتمام اليوم بموضوع إدارة السلوك
أصبح من أولويات السياسة التعليمية ومن ثم أجندة الممارسات التربوية ، ليس فقط فى
دول العالم المتحضر بل النامى أيضًا على حد سواء. وتؤيد سياسة المدرسة ذات الإدارة
الجيدة إدارة السلوك لكل التلاميذ ، مع اهتمام خاص بطرق خاصة للأطفال الذين يعانون
Emotional and Behavioural Difficulties من صعوبات سلوكية وانفعالية
Social, أو من يطلق عليهم أحيانًا الصعوبات الاجتماعية ، الانفعالية والسلوكية (EBD)
وقد أثارت هذه الفئة .Emotional and Behavioural Difficulties (SEBD)
موضوعات مهمة تتعلق بسياسات إدارة السلوك، وزيادة الدافعية ، ووضع معايير أكاديمية
من أجل المحافظة على النظام المدرسى والتخلى عن فكرة الاستبعاد لهؤلاء التلاميذ.
وتؤكد هذه المقالة على فاعلية الاستراتيجيات العلاجية لدعم هؤلاء الأطفال الذين
يعانون من اضطرابات انفعالية وسلوكية سواء كانوا فى فصول الدمج أو الفصول العادية
النظامية. وي س هل هذا العمل على المدرسين المبتدئين والمتدربين معرفة أى من هذه
الاستراتيجيات أكثر فاعلية وأيها يتمشى مع واقع المدرسة فى ظل ظروفنا التعليمية. ومما
يساعد على نجاح هذه الاستراتيجيات العلاجية ؛ تدريب المدرسين المبتدئين وأيضًا
المدرسين القادرين على التعلم من الأبحاث والدراسات التى تتعلق بالموضوع ، بالإضافة
أيضًا إلى الممارسة العملية والتأملية مع هؤلاء الأطفال.
EBD وتركز الدراسة الحالية على أطفال المدرسة الابتدائية الذين يعانون من
وموجودين بالفصول العادية ؛ أى أنهم مدمجين بها ولا يوجد لهم فصول خاصة ، حيث
إن هذه الصعوبات ليست متطرفة (شديدة جدًا) ومع ذلك لا يمكن تحقيق الإنجاز الأكاديمى
إلا من خلال تدخلات علاجية من المدرسين أو الآخرين الراشدين حتى يظل التلاميذ ذوو
الصعوبات الانفعالية والسلوكية فى الفصول العادية ولا يتم استبعادهم.
ولا تركز الدراسة على النموذج الطبى كمدخل علاجى ولكنها تهتم
بالاستراتيجيات التى تزود الأطفال بالمعلومات ، والدعم الاجتماعى أو تدربهم على
المهارات الاجتماعية ، أى أنها تهتم بنماذج سلوكية ، ونماذج معرفية سلوكية ، ونماذج
العلاج النفسى.
تعريف الصعوبات الانفعالية والسلوكية
Emotional and behavioural difficulties (EBD)
إن مفهوم الصعوبات الانفعالية والسلوكية معقد للغاية ومن الصعب الوصول إلى
تعريف واضح مقبول عالميًا. فالأطفال ذوو الصعوبات الانفعالية والسلوكية ليسوا
مجموعة واضحة متميزة، فقد تظهر الصعوبات فى أشكال متعددة. وبالتالى تصف
الصعوبات الانفعالية والسلوكية سلسلة من السلوكيات تنبع من عدد من الأسباب ذات
درجات مختلفة تختلف بطول المدة. وهذه الصعوبات تشكل تحديات مهمة بالنسبة لتعليمهم
وعلاجهم فى المدارس.
وتضم الصعوبات الانفعالية والسلوكية الأنماط التالية : التحصيل الدراسى
المنخفض ، السلوك العنيف وغير المتوقع ، الوساوس والتى من بينها الوساوس المتعلقة
سواء Social interaction باضطرابات الأكل ، ضعف فى التفاعل الاجتماعى
الأصدقاء أو البالغين ، الميل إلى العزلة ، خطورة الانتحار ، واستخدام المواد المخدرة أو
(Bowers, إدمان الكحول. ( 2001
Emotional " إن المشكلة المعقدة فى تعريف " الاضطرابات الانفعالية والسلوكية
(Smith, Wood & أمر وارد ومدرك disturbance and behavioural disorders
كما أن هناك عدم اتفاق بين الباحثين على أى من التعريفيين .Grimes, 1988)
وهذا يعقد من مشكلة المقارنة بين المجموعات. ،(Wood, 1988)
مجموعة غير متجانسة تعانى من صعوبات كثيرة. EBD ويشكل الأطفال ذوو
وذلك ، Maladjusted بد ً لا من مصطلح سوء التوافق EBD ولقد استبدل مصطلح
لوصف المجموعتين الرئيستين ، تحديدًا الصعوبات الانفعالية و/أو الصعوبات السلوكية.
على الضيق الانفعالى Emotional difficulties وتركز الصعوبات الانفعالية
الذى يعانى منه الطفل مثل الخوف ، القلق ، والبؤس. ويظهر Emotional distress
التعبير السلوكى لمثل هذه الانفعالات فى شكل سلوك انسحابى ، وأحيانًا شكاوى
Behavioural or سيكوسوماتية. كما تركز الصعوبات السلوكية أو اضطرابات المسلك
على السلوك الاجتماعى المرفوض ، مثل العدوان والتدمير conduct disorders
.(Hill, والعصيان والتمرد وأحيانًا الجناح ( 1993
على هذه المجموعة من المشكلات السلوكية التى غالبًا ما تميز “Wood” ويوافق
سلوك الطفل المضطرب ، ويضيف إليها التحصيل الدراسى غير المقنع دون وجود دليل
Unsatisfactory academic achievement على عجز القدرة المعرفية أو الحسية
ويوضح " وود " .without evidence of sensory or cognitive disability
أن مجموعة المشكلات السلوكية ليس بالضرورة أن تظهر فى كل حالة ، ولكن Wood
(Wood, فى أغلب الحالات حتى تعد من الصعوبات تظهر أكثر من مشكلتين سلوكيتين
.1988)
وفى الغالب هناك اتفاق على مجموعة من العوامل تصف حالات الاضطراب
السلوكى والانفعالى معًا :
وهى خاصة بالأطفال سيئى التوافق ، حيث يشعرون Unhappiness ١- التعاسة
بالشقاء وعدم الأمان ، ويفشلون فى إقامة حياة اجتماعية جيدة مع المحيطين
.(Ministry of Education, 1955, p.22)
حيث يشعر الأطفال بالمعاناة من Emotional deprivation ٢- الحرمان العاطفى
.(Walder, 1974, p. الصراع وسوء الفهم والفشل فى علاقاتهم مع الكبار ( 49
ويعد تقدير الذات المنخفض أحد أبرز Low-self-esteem ٣- تقدير الذات المنخفض
العوامل المشتركة لحالات الأطفال الذين يعانون من الصعوبات الانفعالية والسلوكية
وهذا يعود إلى سوء (Lund, 1987; Margerison, 1996; McKeon, 1994)
التفاعل بين الطفل ومقدم الرعاية له فى السنوات المبكرة ، وبمعنى آخر يعود إلى
.(Bowlby, 1965; Coopersmith, خبرته القليلة بالحب والنجاح ( 1967
٤- عدم القدرة على التعلم والذى لا يمكن تفسيره من خلال العوامل العقلية أو الحسية أو
الصحية.
٥- الميل إلى الكشف عن الأعراض الجسمانية أو المخاوف المرتبطة بالمشكلات
الشخصية أو المدرسية.
٦- عدم الرغبة فى الذهاب إلى المدرسة أو الانقطاع عنها أو الطرد منها حفاظًا على
انتظام العملية التعليمية.
ويشير مصطلح الصعوبات الانفعالية والسلوكية إلى عدد من الصعوبات من خلال
Social تعريفها بأنها : صعوبات انفعالية وسلوكية تتراوح من سوء التكيف الاجتماعى
، Abnormal emotional stresses إلى ضغوط انفعالية غير عادية Maladaptation
ومستمرة (إذا لم تكن بالضرورة دائمة). وتكون صعوبات تعلم. وقد تكون متعددة
ومختلفة ، وقد تظهر من خلال الانسحاب والميول العدوانية والسلبية وإيذاء الذات
.(DFEE, 1994, p.7)
أن فى التعريف (Atkinson & Hornby, ويرى اتكنسون وهورنباى ( 2002
السابق افتقار إلى تحديد أى الفئات الخاصة من الأطفال ، وأى السلوكيات تكون صعوبات
انفعالية وسلوكية، وأى الاستراتيجيات المناسبة لهم. كما يوجد اختصار فى الوضوح فيما
يتعلق بما إذا كانت الصعوبات السلوكية فى المدرسة تشير إلى بعض مشكلات الصحة
النفسية التى تحتاج إلى علاج طبى أو نفسى. وبصفة عامة يوجد تمييز بين الصعوبات
الأكثر عمقًا Mental health problems الانفعالية والسلوكية ومشكلات الصحة النفسية
.Psychiatric intervention والتى تتطلب تدخلات علاجية طبية نفسية
ومن هنا نجد أن هناك تداخ ً لا بين الأطفال ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية،
والأطفال ذوى مشكلات الصحة النفسية. ومن ثم يراعى عند التشخيص والتقييم
للاحتياجات التعليمية الخاصة النظر إلى التلاميذ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية فى
ضوء ما يلى :
- سلوك غير مناسب للعمر أو يبدو غير مناسب اجتماعيًا أو غريب
- سلوك يتداخل مع تعلم التلميذ أو زملائه كالصياح فى الفصل بشكل مستمر ، ورفض
العمل أو أداء الواجبات ، وإزعاج مستمر للزملاء.
- إشارات لعدم القدرة على التحمل الانفعالى (مثل الخوف غير العادى ، الانسحاب من
المواقف الاجتماعية).
- صعوبات فى تشكيل والحفاظ على علاقات إيجابية (مثل الانعزال عن الزملاء ،
العدوان تجاه الزملاء والكبار).
ويرى رجال التربية أن تعريفات الصعوبات الانفعالية والسلوكية جاءت فى صور
متناقضة. فيرى التربويين أن المشكلات السلوكية قد تكون نتيجة للتصادم بين القيم
والتوقعات الخاصة بالأنظمة المدرسية والقيم التى يكتسبها الأطفال فى منازلهم ومجتمعهم.
فالأولاد والأطفال من المجموعات العرقية الصغيرة من المحتمل أن يتم تشخيصهم على
وتاريخيًا يوجد .(Daniels et al., أنهم يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية ( 1999
هناك تحول فى النظر إلى الصعوبات الانفعالية والسلوكية من وصفها بأنها مشكلات
“ Medical والتى تسمى بالنموذج الطبى ) Within individuals موجودة داخل الفرد
للصعوبات الانفعالية والسلوكية) إلى طريقة أكثر سياقية يتم النظر من خلالها Model "
وبالتالى فإن .(Cooper et al., إلى السلوك على أنه استجابة لمواقف معينة ( 1994
الطرق التى يتم بها تنظيم المدارس والفصول لها تأثير مهم على ذوى الصعوبات
الانفعالية والسلوكية. وبالتالى ، فإن هناك حاجة إلى التعرف على العلاقة المعقدة بين
الأسرة والمدرسة والمجتمع ودور كل منها فى تكوين أو عدم تكوين المشكلات الانفعالية
.(Weare, والسلوكية والاجتماعية عند الأطفال ( 2000
ويمكن القول أن الصعوبات الانفعالية والسلوكية تتضمن الأشكال الآتية :
١- الانسحاب أو العزلة الاجتماعية. ٢- انخفاض التحصيل الدراسى.
School ٣- تقدير ذات منخفض أو اكتئاب. ٤- خوف مرضى من المدرسة
.phobia
٥- نشاط زائد أو نقص فى الانتباه والتركيز. ٦- سلوك فوضوى.
٧- سلوك مضاد للمجتمع. ٨- سلوك غير تعاونى مع الزملاء
والكبار.
٩- الشعور بالإحباط المستمر. ١٠ - الثورة الانفعالية والشعور
بالغضب.
نابع من الأنماط المختلفة للإساءة. emotional damage ١١ - تدمير انفعالى
قد يظهر لديه شكل واحد أو أكثر من الأنماط EBD والتلميذ الذى يعانى من
السلوكية السابقة والتى تعد جميعها من عوائق التعليم وبالتالى تتطلب التدعيم والإرشاد
النفسى من أجل التكيف وعدم تطور هذه الأشكال حتى لا تكون فى صورة أشد خطورة.
أين يوجد ذوو الصعوبات الانفعالية والسلوكية من العملية التعليمية :
ي ْ ظهر التلاميذ الذين يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية مشكلات قد يصبح
هو الحل الوحيد. وحتى لو لم يتم استبعادهم رسميًا ، exclusion ( معها الاستبعاد (العزل
فإن الأطفال يستبعدون أنفسهم بفاعلية من العملية التعليمية. ويعانى هؤلاء الأطفال من
انخفاض فى تحصيل المواد الدراسية ونموهم الشخصى ، كما أنهم يعدون مصدرًا لإزعاج
تعليم الآخرين. كل هذا يجعل المدرسة فى حالة ضغط وتوتر بسبب الواقع المفروض
عليها وهو رفع أو زيادة تحصيل التلاميذ والتحديات التى تقابلها من أجل تلبية احتياجات
هؤلاء الأطفال. وللتخلص من هذا الضغط تقوم المدرسة بإحالتهم إلى مؤسسات للعزل أو
.main streaming فصول للعزل ملحقة بالمدرسة العادية
وتعد مشكلة العزل مشكلة خطيرة وظاهرة معقدة تحتاج إلى تعاون كل الخدمات
Parsons المهتمة مثل الخدمات الصحية ، التعليمية والاجتماعية. وأوضح بارسونس
١٩٩٤ أن الأطفال فى المرحلة الابتدائية الذين يتم استبعادهم من المدرسة لا يفقدون فقط
حوالى ٧٥ % من التعليم السنوى ولكن يفقدون خدمات تعليمية واجتماعية مكلفة
.(Christos & Michael, 2004)
وللوقوف على أسباب الاستبعاد فى المرحلة الابتدائية فقد أوضحت العديد من
الدراسات أن معظم المواقف الشائعة التى تؤدى إلى الاستبعاد المدرسى والاجتماعى
ترتبط بمشكلات انفعالية وسلوكية رئيسة مثل السلوك العدوانى والسلوك الفوضوى. فهناك
زيادة حادة فى عدد التلاميذ المستبعدين من المدارس نتيجة لعدم تنفيذ الأوامر بصفة عامة
(Cooper et al., أو العدوان الجسدى تجاه المدرسين أو التلاميذ الآخرين ; 1994
.Hyden and Dune, 2001)
وبصورة إحصائية فقد كان ١٠ % من تلاميذ مدرسة ابتدائية بها ٢٥٠ تلميذًا
ويعنى بالمشكلة .(Young Minds, يعانون من مشكلة فى صحتهم النفسية ( 2000
النفسية كما تم تحديدها بأنها شذوذ فى العلاقات الاجتماعية والانفعالات والسلوك تميل إلى
جعل الطفل يعانى من ردود المحيطين داخل المدرسة وخارجها تجاه الاضطرابات التى
يعانى منها أو تعوق نموه الطبيعى. كما تسبب ضغوطًا واضطرابًا فى الأسرة والمجتمع
.(Kurtz et al., 1994)
والسبب الثانى والأكثر شيوعًا هو المشكلات الأسرية والاجتماعية التى تتضمن
إخفاقًا أسريًا وفقر ، والسبب الثالث ؛ افتقار الموارد التعليمية الممتدة أو الافتقار إلى
behaviour الاستثمار مثل التدريب غير المناسب للمدرسين فى إدارة السلوك
إلى أن معظم (Rolinson, وفى هذا الصدد يشير رولينسون ( 1990 .management
المدرسين غير مجهزين خلال تدريبهم للتعامل مع هذه الأنواع من السلوكيات ، والعديد
Poor and منهم أيضًا غير متأكد من التمييز بين السلوك الضعيف والسلوك المضطرب
.disturbed behaviour
ولهذه الأسباب السابقة يظل الأطفال الذين يعانون من صعوبات انفعالية وسلوكية
بعيدين عن النظام التعليمى لمدة طويلة منتظرين التدعيم. وعلى الرغم من نظام الإحالة
لهذه الفئة من التلاميذ فى بلادنا العربية إلى وحدات الصحة النفسية أو الأخصائى النفسى
داخل المدرسة ، إلا أننى لاحظت من خلال عملى الخاص فى العلاج النفسى لذوى
الصعوبات الانفعالية والسلوكية أن الأطفال يستفيدون من تلك الإحالة الرسمية. ويفتح هذا
الباب أمام الباحثين عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التى تستخدمها وحدات الإحالة
الرسمية.
وعن السياسة التعليمية فى الدول المتقدمة وبالتحديد فى انجلترا وويلز ، كان
تركيز سياسة الحكومة على دمج الأطفال ذوى الاحتياجات التعليمية الخاصة فى فصول
وتقليل عدد الأطفال المستبعدين (DFEE, 1997) ، mainstream classrooms الدمج
وكان الدمج لأطفال المجموعتين ، disciplinary reasons من المدرسة لأسباب نظامية
؛ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية. وبالتالى كان هناك ضغط على المدارس
والسلطات التعليمية المحلية فى إيجاد طرق جديدة لتمكين المدرسين من تدعيم الأطفال
Ordinary ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية حتى يمكن دمجهم فى الفصول العادية
مع زملائهم ، وقد طلب من السلطات التعليمية المحلية أن تضع خططًا classrooms
لتدعيم السلوك وتصف هذه الخطط الطرق التى سوف تقدمها والمصادر الخاصة بها ،
وذلك للمدارس المرتبطة من أجل تدعيم السلوك الجيد والنظام والتعامل مع التلاميذ ذوى
.(DFEE, المشكلات السلوكية ( 1998
وبالتالى فإن السياسة الحالية فى انجلترا وويلز لا تتوافق مع التاريخ الطويل الذى
.Mainstream يقوم على استبعاد الأطفال ذوى الصعوبات من مدارس الدمج
ومن الدول المتقدمة إلى الدول النامية وخاصة بلادنا العربية ، نجد أن هناك
قصورًا شديدًا فى التعامل مع هذه الفئة من الأطفال سواء فى نظام الإحالة أو على مستوى
الأبحاث لمساندة هؤلاء الأطفال ورعايتهم. فإذا نظرنا إلى واقعنا التعليمى نجد أن مرحلة
التعليم الابتدائى مرحلة إلزامية وبالتالى فإن الاستبعاد أمر نادر الحدوث أى فيما يتعلق
بالاستبعاد لفترة قصيرة. وإذا كان هناك استبعاد فإنه يتم مع ذوى الصعوبات السلوكية
الخطيرة. وطالما أن التعليم فى المرحلة الابتدائية إلزاميًا فإن عملية الاستبعاد مستحيلة.
وهناك نظام آخر وهو الإحالة ، ويتم بطريقتين ، الأولى من خلال المدرس بإحالة الحالة
التى تعانى من أى مشكلة سواء انفعالية أو سلوكية أو عقلية إلى الإخصائى النفسى الذى
يقدم الخدمة العلاجية. والطريقة الثانية هى تحويل الحالة من المدرسة إلى الخدمة العلاجية
بالتأمين الصحى ويتم هذا التحويل فى حالة عدم وجود خدمة علاجية بالمدرسة أو فى
حالة احتياج الحالة إلى علاج مكثف
مما سبق يتضح أن السياسة التعليمية تفتقد فى مصر فصول خاصة لذوى
الصعوبات الانفعالية والسلوكية ، ففصول الدمج إن وجدت يوضع بها المتخلفون عقليًا مع
الأسوياء وذلك وفقًا لسياسة الدمج التى تنادى بها وزارة التربية والتعليم.
التدخل العلاجى للتلاميذ ذوى الصعوبات الانفعالية والسلوكية :
تنطلق العملية العلاجية من المعرفة الدقيقة للأعراض المرضية ومدى تأثير تلك
الأعراض على الفرد والمحيطين به. ويعد دمج الأطفال الذين يعانون من صعوبات
انفعالية وسلوكية فى المدارس التى تتبع هذه السياسة أمر ذو أهمية فى التدعيم الخدمى
ومن الأعراض التى يعانى منها الأطفال الذين .(Shearman, لهؤلاء الأطفال ( 2003
يعانون من الصعوبات الانفعالية والسلوكية نقص الكفاءة الاجتماعية ، وتقدير الذات
المنخفض ، ونقص فى الانتباه ، والمعاناة من القلق ، والسلوك العدوانى والفوضوى ،
وانخفاض الأداء الأكاديمى. ولقد أوضحت الدراسات أن هناك ارتباطًا بين الصعوبات
وكل من السلوك العدوانى ، والجناح ، والسلوك المضاد (EBD) الانفعالية والسلوكية
(Kazdin et al., للمجتمع ، الانقطاع عن المدرسة ، وفيما بعد إساءة معاملة الزوجة
1992 . وقد لا يعى الأطفال ; Stage and Quiroz, 1997; Walker et al., 1995)
(Dinkmeyer & Carlson, بتأثير سلوكهم على الآخرين مثل أقرانهم ومدرسيهم
المنتجة بشكل مضاد Coping behaviors 2001 . وقد يستخدمون سلوكيات المواجهة )
، Clowning للتعلم مثل الغش ، والتصرف كالمهرج Counter-production
.(Brooks, والبلطجة ( 1994
إن الأعراض سالفة الذكر قد تعوق عملية الدمج فى الحياة المدرسية ، كما تعوق
أيضًا الإمكانيات الشخصية ، وقد ينتج عنها عدم اهتمام بعض الأطفال بالتعلم. ومن هذا
المنطلق فنحن فى حاجة إلى استراتيجيات علاجية غير تقليدية لتقديم المساندة لهؤلاء
التلاميذ. وفيما يلى بعض من هذه الاستراتيجيات :
Relaxation : أو ً لا : التدريب على الاسترخاء كتدخل علاجى