الدكتورة/ أمیرة طھ بخش أستاذ مشارك كلیة التربیة جامعة أم القرى مكة المكرمة
ملخص:
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين أحداث الحياة الضاغطة وعلاقتها
بالقلق والاكتئاب لدى عينة من أمهات الأطفال المعاقين عقليا والعاديين بالمملكة العربية
( السعودية. وتكونت عينة الدراسة من ( 120 ) أماً منهن ( 60 ) أمهات لأطفال عاديين، و( 60
أما لأطفال معاقين عقلياً تم تطبيق مقياس أحداث الحياة الضاغطة ومقياس القلق ومقياس بيك
للاكتئاب عليهن. وباستخدام معاملات الارتباط واختبار "ت" لدلالة الفروق بين المتوسطات؛
أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة دالة وموجبة بين أبعاد أحداث الحياة الضاغطة وبين كل
من القلق والاكتئاب لدى عينة أمهات الأطفال العاديين وعينة أمهات الأطفال غير العاديين،
كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أمهات الأطفال العاديين
وأمهات الأطفال غير العاديين في كل من القلق والاكتئاب وأحداث الحياة الضاغطة.
Life Pressing Events as Related to Anxiety and Depression in a Sample of
Mentally Retarded Children’s Mothers and Normal Children’sMothers in Saudi
Arabia
Abstract:
The study aimed at identifying the relationship between pressing events in life as
related to anxiety and depression in two samples of mothers - one of mentally
retarded children and the other of normal children in Saudi Arabia. The sample
consisted of 120 mothers, 60 were of normal children and the other 60 were of
mentally retarded children. The Life Pressing Events Scale, Anxiety Scale, and
Depression Scale were administered to the samples. Using appropriate statistical
treatments involving t-tests and correlation coefficients, findings indicated that there
is a positive and significant correlation between the dimensions of pressing life events
and anxiety on the one hand and depression on the other in normal children's mothers
and in mentally retarded children's mothers. Findings also showed statistically
significant differences between normal children's mothers and mentally retarded
children's mothers on anxiety, depression and life pressing events.
PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com
2
مقدمة:
أصبحت ضغوط الحياة ظاهرة ملموسة في كافة المجتمعات؛ وإن كان ذلك بدرجات
متفاوتة، ويحدد هذا التفاوت عدة عوامل من بين أهمها طبيعة المجتمعات ودرجة تحضرها
وما يفرضه ذلك من شدة التفاعل والاعتماد المتبادل بين المؤسسات والأفراد وندرة الموارد
وشدة الصراع للفوز بجانب من تلك الموارد والمزايا وكذلك تعاظم سرعة معدل التغيير في
تلك المجتمعات وما تفرضه على نمط الحياة فيها، لدرجة دعت الكثيرين لتسمية العصر
الحديث بعصر الضغوط. وبالتالي، أصبحت الضغوط النفسية هي سمة العصر، وغدت مظهراً
طبيعياً من مظاهر الحياة الإنسانية لا يمكن تجنبه، فحياتنا العصرية تتميز بالتعقيد، والتغيير
السريع المتلاحق، مما يجعل الفرد في أي مرحلة من مراحل حياته يشعر بالعجز، وعدم فهم
هذه التغييرات وبالتالي يزداد لدية الشعور بالإحباط والتوتر والقلق، ولا سيما لدى آباء الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة.
(Eric & Johnston, 1988; Lee, حيث أشارت نتائج العديد من الدراسات ; 1988
إلى أن Wolfe, 1989; Behle & Akers, 1991; Rodriguer & Murphy, 1997)
الأطفال المعوقين يشكلون خطرا وضغطا وقلقا مرتفعا لدى أمهاتهم وٍٍأن هؤلاء الأمهات أكثر
عرضة للاكتئاب الشخصي، ولديهن مشاكل انفعالية وتعانين من درجة عالية من الضغوط،
وأن إعاقة الطفل يكون لها نتائج عكسية على سعادة الوالدين لمطالب الإعاقة الطويلة،
والرعاية الخاصة، والقلق بشأن مستقبل الأبناء.
أن السلوك المشكل الذي يمارسه الطفل المعوق يشكل (Miles, كما بين ميلز ( 1986
ضغطا كبيرا على الوالدين، وتختلف درجة الاكتئاب والقلق من أسرة لأخرى حسب شعور
هذه الأسرة بدرجة الإعاقة.
ولما كانت أحداث الحياة وضغوطها السلبية تشير إلى تغيرات داخلية وخارجية، لذا
تؤدى إلى استجابات انفعالية حادة ومستمرة للفرد، وبعبارة أخرى تمثل الأحداث الخارجية بما
فيها ظروف العمل والتلوث البيئي والخلافات الأسرية ضغوطاً في ذلك مثل الأحداث الداخلية
أو التغيرات العضوية كالإصابة بالمرض أو القلق أو التغيرات الهرمونية الدورية. (إبراهيم،
119 :1998 ). وهذه الضغوط تحتاج إلى أساليب مواجهة لتحقيق قدر كاف من الرضا، كما
يمكن القول: إن الإحساس بعدم الرضا عن الحياة إنما يمثل إحدى المشكلات الهامة لكل
الأجيال؛ وليس لأسر المعاقين بصفة عامة وأمهاتهم بصفة خاصة، خاصة في هذا العصر
المضطرب والمزدحم بالأحداث الضاغطة المؤثرة على شخصية الفرد وتوافقه.
لذلك لقي مفهوم الضغوط الحياتية في علاقته بكل من السواء النفسي أو الاضطراب
اهتماما كبيرا من الدارسين، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة الدراسات التي تبرز الصلة بين
التحميل
http://adf.ly/NDxBB
ملخص:
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين أحداث الحياة الضاغطة وعلاقتها
بالقلق والاكتئاب لدى عينة من أمهات الأطفال المعاقين عقليا والعاديين بالمملكة العربية
( السعودية. وتكونت عينة الدراسة من ( 120 ) أماً منهن ( 60 ) أمهات لأطفال عاديين، و( 60
أما لأطفال معاقين عقلياً تم تطبيق مقياس أحداث الحياة الضاغطة ومقياس القلق ومقياس بيك
للاكتئاب عليهن. وباستخدام معاملات الارتباط واختبار "ت" لدلالة الفروق بين المتوسطات؛
أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة دالة وموجبة بين أبعاد أحداث الحياة الضاغطة وبين كل
من القلق والاكتئاب لدى عينة أمهات الأطفال العاديين وعينة أمهات الأطفال غير العاديين،
كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أمهات الأطفال العاديين
وأمهات الأطفال غير العاديين في كل من القلق والاكتئاب وأحداث الحياة الضاغطة.
Life Pressing Events as Related to Anxiety and Depression in a Sample of
Mentally Retarded Children’s Mothers and Normal Children’sMothers in Saudi
Arabia
Abstract:
The study aimed at identifying the relationship between pressing events in life as
related to anxiety and depression in two samples of mothers - one of mentally
retarded children and the other of normal children in Saudi Arabia. The sample
consisted of 120 mothers, 60 were of normal children and the other 60 were of
mentally retarded children. The Life Pressing Events Scale, Anxiety Scale, and
Depression Scale were administered to the samples. Using appropriate statistical
treatments involving t-tests and correlation coefficients, findings indicated that there
is a positive and significant correlation between the dimensions of pressing life events
and anxiety on the one hand and depression on the other in normal children's mothers
and in mentally retarded children's mothers. Findings also showed statistically
significant differences between normal children's mothers and mentally retarded
children's mothers on anxiety, depression and life pressing events.
PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com
2
مقدمة:
أصبحت ضغوط الحياة ظاهرة ملموسة في كافة المجتمعات؛ وإن كان ذلك بدرجات
متفاوتة، ويحدد هذا التفاوت عدة عوامل من بين أهمها طبيعة المجتمعات ودرجة تحضرها
وما يفرضه ذلك من شدة التفاعل والاعتماد المتبادل بين المؤسسات والأفراد وندرة الموارد
وشدة الصراع للفوز بجانب من تلك الموارد والمزايا وكذلك تعاظم سرعة معدل التغيير في
تلك المجتمعات وما تفرضه على نمط الحياة فيها، لدرجة دعت الكثيرين لتسمية العصر
الحديث بعصر الضغوط. وبالتالي، أصبحت الضغوط النفسية هي سمة العصر، وغدت مظهراً
طبيعياً من مظاهر الحياة الإنسانية لا يمكن تجنبه، فحياتنا العصرية تتميز بالتعقيد، والتغيير
السريع المتلاحق، مما يجعل الفرد في أي مرحلة من مراحل حياته يشعر بالعجز، وعدم فهم
هذه التغييرات وبالتالي يزداد لدية الشعور بالإحباط والتوتر والقلق، ولا سيما لدى آباء الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة.
(Eric & Johnston, 1988; Lee, حيث أشارت نتائج العديد من الدراسات ; 1988
إلى أن Wolfe, 1989; Behle & Akers, 1991; Rodriguer & Murphy, 1997)
الأطفال المعوقين يشكلون خطرا وضغطا وقلقا مرتفعا لدى أمهاتهم وٍٍأن هؤلاء الأمهات أكثر
عرضة للاكتئاب الشخصي، ولديهن مشاكل انفعالية وتعانين من درجة عالية من الضغوط،
وأن إعاقة الطفل يكون لها نتائج عكسية على سعادة الوالدين لمطالب الإعاقة الطويلة،
والرعاية الخاصة، والقلق بشأن مستقبل الأبناء.
أن السلوك المشكل الذي يمارسه الطفل المعوق يشكل (Miles, كما بين ميلز ( 1986
ضغطا كبيرا على الوالدين، وتختلف درجة الاكتئاب والقلق من أسرة لأخرى حسب شعور
هذه الأسرة بدرجة الإعاقة.
ولما كانت أحداث الحياة وضغوطها السلبية تشير إلى تغيرات داخلية وخارجية، لذا
تؤدى إلى استجابات انفعالية حادة ومستمرة للفرد، وبعبارة أخرى تمثل الأحداث الخارجية بما
فيها ظروف العمل والتلوث البيئي والخلافات الأسرية ضغوطاً في ذلك مثل الأحداث الداخلية
أو التغيرات العضوية كالإصابة بالمرض أو القلق أو التغيرات الهرمونية الدورية. (إبراهيم،
119 :1998 ). وهذه الضغوط تحتاج إلى أساليب مواجهة لتحقيق قدر كاف من الرضا، كما
يمكن القول: إن الإحساس بعدم الرضا عن الحياة إنما يمثل إحدى المشكلات الهامة لكل
الأجيال؛ وليس لأسر المعاقين بصفة عامة وأمهاتهم بصفة خاصة، خاصة في هذا العصر
المضطرب والمزدحم بالأحداث الضاغطة المؤثرة على شخصية الفرد وتوافقه.
لذلك لقي مفهوم الضغوط الحياتية في علاقته بكل من السواء النفسي أو الاضطراب
اهتماما كبيرا من الدارسين، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة الدراسات التي تبرز الصلة بين
التحميل
http://adf.ly/NDxBB