ا
تشهد الحياة اليومية للفرد تعقيدات وعراقيل تحتاج إلى مساعدة
وإرشادات ،فلا يستطيع أي منا العيش بمفرده دون تلقي يد المساعدة لتخطي
الحواجز والعراقيل التي تعترضه في مختلف مجالات الحياة ولاسيما مجال
التربية والتعليم ، والذي يكون فيه التلميذ بحاجة إلى إرشادات وتوجيهات
تساعد على بناء شخصية قوية ومتكاملة وتماسكه تحقق له توافق على جميع
الأصعدة النفسية منها والتربوية والاجتماعية لذا وجب هنا التركيز على برامج
التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني وتطويرها.
إذ يعتبر الإرشاد والتوجيه المدرسي مساعدة الفرد في اختيار تخصص
دراسي يتلاءم مع قدرات وإمكانيات واستعدادات وميول التلميذ ، مع
المساهمة في حل المشكلات التي تعترضهم من تخلف وقصور دراسي
ومشاكل علائقية بين التلاميذ أو الأساتذة ، كما يمكن اختصار الإرشاد
والتوجيه المدرسي باهتمامه بالعملية التربوية من توجيه واختيار وتحقيق
التوافق الدراسي والتكيف النفسي والاجتماعي .
ومن اجل تحقيق إرشاد وتوجيه مدرسي فعال لابد من توفر بعض
الوسائل والتقنيات التي يعتمد عليها الموجه في عمله ، ومن بين أهم هذه
الأدوات والتقنيات الاختبارات النفسية والتي تعتبر وسائل قياسية تساعد
المرشد التربوي في التعرف على إمكانيات واستعدادات التلميذ وتحديد
مجال الدراسة الأكثر ملائمة ومساعدة التلميذ على فهم نفسه فهما جيدا .
إن الاختبارات النفسية تتطلب جملة من المهارات والتقنيات وجب على
الأخصائي النفسي المدرسي والمتمثل في مستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي توفرها فيه لكي يتمكن من التطبيق والتفسير الصحيح لها، وكذا
استخلاص نتائجها فيما تعود بالمنفعة على التلميذ وعلى المجتمع.
إلا آن معظم الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أثبتت قصور في
استعمال الاختبارات النفسية في التربية والتعليم ، وإهمال لها على الرغم
من الدور الكبير الذي تلعبه في مجال الإرشاد والتوجيه المدرسي هذا من
جهة ، ومن أخرى تأكيد القائمين في حقل التربية والتعليم على استعمال
الاختبارات النفسية،فعلى سبيل المثال في الجزائر وحسب المنشور
1992 .تم تنصيب /03/ 92 المؤرخ في 14 /1241/ الوزاري رقم 631
الاختبارات النفسية ، إذ تم تحديد مجموعة من الروائز التي يمكن لمستشار
3 و a التوجيه والإرشاد المدرسي الاعتماد عليها وهي اختبارات كاتل
للكشف عن قدرات وإمكانيات التلاميذ tf والتحويلات 80 kex34
إلا أن الدراسات ( فهد بن عبد الله الدليم ، 2006 ) تشير إلى محدودية
في استعمال الاختبارات النفسية بالعمل الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات
التربوية كما أن واقع الدراسات النظرية والأدبية هو الأخر يؤكد على أن
هنالك مجموعة من المشاكل والعراقيل التي تحول دون استعمالها
كصعوبات تتعلق بالأخصائي في مجال القياس بصفة عامة ، أو نقص في
توفرها بالمؤسسات التعليمية ، وحتى وإن وجدت هنالك صعوبات في
استعمالها بسبب نقص المتخصصين في تطبيقها ، وكذا قلة الدورات
التكوينية ، وكثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي التي
.( تشغله على الاختبارات النفسية (مسعود بوطاف ، 1996
على الرغم من الأهمية الكبيرة التي تكتسبيها الاختبارات النفسية في
التوجيه والإرشاد المدرسي إلا أن هنالك ندرة في الدراسات – على حسب
حدود إطلاع الباحث – ولا سيما على المستوى المحلي .
إن هذه الدراسات من شانها الرفع من زيادة إقبال مستشاري التوجيه
الإرشاد المدرسي والمهني على استعمالها استعمالا صحيحا وفي قياس
السمة التي أعدت من اجله.
را ا
=P -1
تعتبر الاختبارات النفسية من أهم أدوات جمع البيانات ومن المهارات
الأساسية لنجاح أي مختص نفسي في عمله بصفة عامة والقائم على
العملية الإرشادية والتوجيهية في المؤسسات التعليمية بصفة خاصة ، لذا
وجب على مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي امتلاك كفاءات معرفية
وأدائية حتى يتمكن من توظيف واستعمال الاختبارات النفسية بشكل
صحيح (خليل إبراهيم رسول وآخرون ، 2005 ) إذ تعتبر الخدمات
الإرشادية والتوجيهية من أهم الأعمال الرسمية المندرجة في المؤسسات
التعليمية نظرا لحاجيات التلميذ الشخصية والتربوية والاجتماعية، وتوظيف
الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي أصبح شيء إلزامي
لمعرفة خصائص وميول وقدرات التلاميذ من أجل مساعدتهم في فهم
إمكانياتهم وتوجيهم نحو المسار الدراسي والمهني الملائم لهذه
الاستعدادات.
وقد بينت دراسات سابقة في هذا الصدد أن هناك بعض الصعوبات
التي يتلقاها مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في المؤسسات التعليمية
في تطبيقه للاختبارات النفسية مع محدودية في استعمالها وتقصير في
حقها وحتى وإن طبقت لا يراعي فيها الجوانب التقنية والمعرفية وقد
أرجع المختصون الأسباب إلى إمكانيات مادية كعدم توفر الاختبارات
النفسية بالمؤسسات التربوية، أو عوامل معرفية وتقنية مرتبطة بالمختص
نفسه أو عوامل ثقافية للاختبارات بحيث لا تتلاءم وثقافة مجتمعنا أو لا تؤدي وظائف إرشادية وتوجيهية ولا تقيس
وهناك من ربط استعمال الاختبارات النفسية بالمرحلة التعليمية التي يعمل
بها الموجه أو التخصص العلمي الذي تلقاه خلال تكوينه الأكاديمي وإذا ما
كان هذا التخصص يساعده في معرفة أهمية الاختبارات والمقاييس النفسية في
.( تشخيص الحالات التي يتعامل معها ( فهد بن عبد الله الدليم ، 2006
إلا أن معظم الدراسات التي عالجت موضوع الاختبارات النفسية في
العمل الإرشادي والتوجيهي لم تتناوله كموضوع متفرد وإنما عالجت
المفهوم بالشمولية والعموم تحت غطاء القياس النفسي أو تقنيات الإرشاد
والتوجيه وحتى المقاييس والاختبارات التي تم إنشاؤها تعمل على قياس
توظيف الأدوات التقويمية بشكل عام من مقابلة وملاحظة واختبارات في
التوجيه والإرشاد المدرسي.
وبناءا على ما سبق ارتأينا البحث في هذا الموضوع من خلال هذا
العمل الذي يهدف من ورائه إلى بناء مقياس للكشف عن مدى توظيف
الاختبارات النفسية في الوسط التعليمي على ضوء بعض المتغيرات (
الخبرة المهنية ، التخصص في التكوين ، توافر الاختبارات النفسية
بالمؤسسات التعليمية ، تعدد المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي والمهني) هذا من جهة ومن جهة أخرى بناء اختبار لقياس
القدرات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في
استعماله للاختبارات النفسية المقررة من الوزارة الوصية والمتمثلة في
بالإضافة إلى هذا ، (tf 3 ، التحويلات 80 a كاتل ،krx الاختبارات التالية ( 34
الإجابة على بعض التساؤلات التي يمكن طرحها وهي كالتالي :
-1 ما مدى استعمال الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي المدرسي ؟
-2 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين القدرات المعرفية والتقنية
لمستشار التوجيه والإرشاد وتوظيفه للاختبارات النفسية في العمل
الإرشادي والتوجيهي المدرسي ؟
-3 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين الخبرة المهنية لمستشار
التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيفه للاختبارات النفسية ؟
-4 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين التخصص في التكوين
لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيفه للاختبارات النفسية ؟
-5 هل عدم تواجد الاختبارات النفسية بالمؤسسات التعليمية يعيق
مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي على توظيفها في عمله الإرشادي
والتوجيهي ؟
-6 هل كثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي
تحد من توظيفه للاختبارات النفسية في عمله الإرشادي والتوجيهي ؟
-7 هل الاختلاف الجغرافي يرافقه اختلاف دال في توظيف
إن الكشف عن واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي أمر مهم وبالغ الأهمية وهذا على رغم من قلة الدراسات في
هذا الموضوع ومن هنا تكمن أهمية البحث والذي سوف نحاول من خلاله
توضيح بعض النقاط الأساسية والحساسة في المجال التوجيهي والإرشاد
المدرسي والمهني ويمكن تلخيص أهمية البحث في النقاط التالية :
-إن توظيف الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي يعتبر
عمل علمي فني يساهم في دفع العملية التعليمية وتحقيق التكيف الدراسي
وضمان السيرورة التربوية من خلال الأهداف الرامية إليها فهي تستحق
البحث والدراسة والتحليل .
-إن التعرف على واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي هو عمل يساعد في مراجعة وتطوير الاختبارات النفسية
المستخدمة من قبل المرشدين في ظل التغيرات والمستجدات التي تطرأ
على المنظومة التربوية وسير البرامج الدراسية
- كما تكمن أهمية الموضوع في الكشف عن مدى ارتباط توظيف
الاختبارات النفسية ببعض المتغيرات كالتأهيل المعرفي والتقني لمستشار
التوجيه والإرشاد المدرسي أو بمدى تطابق تكويناتهم العلمية وخبرتهم
العملية أو مدى توفر المؤسسات التربوية على معظم الاختبارات النفسية
وذلك من اجل توجيه انتباه المسؤوليين عن شؤون التوجيه والإرشاد في
اتخاذ قرارات وإجراءات تحفظ الاختبارات النفسية وتساهم في تطوير
العملية الإرشادية والتوجيهية.
( ) اف ا 3 - أه
تهدف هذه الدراسة إلى التحقيق والتعرف على جملة من النقاط وهي
كالأتي:
- بناء مقياس لمعرفة مدى توظيف الاختبارات النفسية في العمل
الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات التربوية في ضوء المتغيرات ( الخبرة
المهنية ، التخصص في التكوين ، تواجد الاختبارات النفسية بالمؤسسات
التعليمية، كثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي )
- بناء اختبار لقياس القدرات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه
والإرشاد المدرسي في توظيف الاختبارات النفسية المقررة من الوزارة
،A كاتل 3 ،krx الوصية والمتمثلة أساسا في الاختبارات التالية ( 34
.(tf التحويلات 80
- الكشف عن واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي بالمؤسسات التربوية.
ه
%
7 ' ا# ا a B 4 - ا
يمكن توضيح أهم التعاريف الإجرائية الواردة في البحث كما يلي :
: يقصد بواقع الاختبارات النفسية في رات ا
)O ا @Q -1-4 وا
العمل الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات التربوية مدى استعمال
الاختبارات النفسية من طرف مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في
ضوء بعض المتغيرات والمتمثلة (التخصص في التكوين، الخبرة المهنية،
توفر الاختبارات النفسية بالمؤسسات التعليمية، كثرة المهام الموكلة
لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي، القدرات المعرفية والتقنية للموجه )
: هي مجموعة من الاختبارات تم تنصيبها رات ا
)O -2-4 ا
KRX34.3A من طرف وزارة التربية الوطنية وتتمثل في اختبارات كاتل
وهي اختبارات غير لفظية من نوع الورقة والقلم ،TF ،والتحويلات 80
بالنسبة لاختبار كاتل والتحويلات يتمثل في استكمال أشكال هندسية ناقصة
يتطلب استكمال سلسلات حسابية بأعداد ناقصة KRX بينما اختبار 34
وتستعمل هذه الاختبارات لمعرفة قدرات واستعدادات التلاميذ.
: يتمثل العمل الإرشادي والتوجيهي
في المساعدة المقدمة للتلميذ لفهم قدراته وإمكانياته وميولاته وتحديد
مشكلاته ومحاولة إيجاد حلول لها من اجل تحقيق توافق على جميع
الأصعدة التربوية والنفسية والاجتماعية هذا من جهة ومن جهة أخرى
توجيه إلى جذع أو شعبة دراسية معينة وذلك حسب معايير ومحكات
موثقة بها .
: ويقصد بالمؤسسات التربوية الثانويات 21 ت ا
x% -4-4 ا
التي يمارس بها مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي مهامه، وتقوم
المؤسسات التربوية بتقديم للتلميذ مجموعة من النشاطات التدريبية العلمية
و الأدبية بمشاركة طاقم تربوي.
: وهو القائم على العملية 7 ر% د ا
c ر وا b#2 ر ا
P -5-4
الإرشادية والتوجيهية بالمؤسسات التربوية والذي يقوم بالكشف عن
الاستعدادات الخاصة لكل تلميذ والتعرف على ميولاته الحقيقية وعلى
نواحي نشاطاته المختلفة واتجاهاته وتوجيهه نحو مسار دراسي معين،
ويضم هذا السلك أربعة رتب وهي رتبة الأخصائي النفسي التقني، ورتبة
مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي ورتبة مستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي ،ورتبة مستشار رئيسي في التوجيه والإرشاد المدرسي، وهم
عاملون بصفة دائمة أو مؤقتة.
: ونقصد بها مدى اطلاع وتمكن , وا gB% رات ا , -6-4 ا
مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي من استعمال الاختبارات النفسية
و،A المقررة من طرف الوزارة الوصية والمتمثلة أساسا في اختبار كاتل 3
واختبار التحويلات وهذا بناء على المنشور الوزاري رقم KRX34
92/1241/631 . بمعنى أخر هل مستشار التوجيه على اطلاع ومعرفة
بالوظائف التي تؤديها الاختبارات السابقة الذكر وعلى من تطبق وكيف
تصحح وتفسر ويتم قياس المهارات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه
والإرشاد عن طريق اختبار أعده الطالب لهذا الغرض.
: ونقصد بها إذا كان هنالك تحسن لمستشار % ة ا )D -7-4 ا
التوجيه والإرشاد المدرسي في استعماله للاختبارات النفسية بتقدمه في
سنوات العمل وإذا ما كان هنالك بعض الاختبارات النفسية التي تتطلب
الكثير من الوقت مقابل استعمالها استعمالا صحيحا.
: يقصد بالتخصص في التكوين التخصص 2= ا 7g jD -8-4 ا
العلمي الذي تلقاه مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي خلال تكوينه
الجامعي .وإذا ما كان هذا التخصص يساعده في توظيفه للاختبارات
النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي.
: ويقصد بها إذا 21 ت ا
x%
1 رات ا
)O ا # ا2! -9-4
ما كانت المؤسسات التربوية تحتوي على أهم الاختبارات النفسية وإذا
ماكانت على إطلاع بأهم المستجدات التي تطرأ عليها وإذا ما كان غيابها
عاتق أمام الموجه في استعمالها في عمله الإرشادي والتوجيهي.
: ويقصد به 7 ر% د ا
c ر وا b#2 ر ا
P م
د B! -10-4
المهام الموكلة إلى مستشار التوجيه المدرسي والمهني وكذا ضيق الوقت
المحدد للعمل أمام حجم المقاطعة التي يشرف عليها والتعداد الكبير
للتلاميذ في مقابل عدم تعاون أطراف العملية التربوية معه، وإذا ما كانت
هذه العوامل تؤثر على مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيف
الاختبارات النفسية.
: ويقصد به الولايتين التي تم فيهما الجانب
التطبيقي والمتمثلة في ولايتي تيارت وسيدي بلعباس.
تشهد الحياة اليومية للفرد تعقيدات وعراقيل تحتاج إلى مساعدة
وإرشادات ،فلا يستطيع أي منا العيش بمفرده دون تلقي يد المساعدة لتخطي
الحواجز والعراقيل التي تعترضه في مختلف مجالات الحياة ولاسيما مجال
التربية والتعليم ، والذي يكون فيه التلميذ بحاجة إلى إرشادات وتوجيهات
تساعد على بناء شخصية قوية ومتكاملة وتماسكه تحقق له توافق على جميع
الأصعدة النفسية منها والتربوية والاجتماعية لذا وجب هنا التركيز على برامج
التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني وتطويرها.
إذ يعتبر الإرشاد والتوجيه المدرسي مساعدة الفرد في اختيار تخصص
دراسي يتلاءم مع قدرات وإمكانيات واستعدادات وميول التلميذ ، مع
المساهمة في حل المشكلات التي تعترضهم من تخلف وقصور دراسي
ومشاكل علائقية بين التلاميذ أو الأساتذة ، كما يمكن اختصار الإرشاد
والتوجيه المدرسي باهتمامه بالعملية التربوية من توجيه واختيار وتحقيق
التوافق الدراسي والتكيف النفسي والاجتماعي .
ومن اجل تحقيق إرشاد وتوجيه مدرسي فعال لابد من توفر بعض
الوسائل والتقنيات التي يعتمد عليها الموجه في عمله ، ومن بين أهم هذه
الأدوات والتقنيات الاختبارات النفسية والتي تعتبر وسائل قياسية تساعد
المرشد التربوي في التعرف على إمكانيات واستعدادات التلميذ وتحديد
مجال الدراسة الأكثر ملائمة ومساعدة التلميذ على فهم نفسه فهما جيدا .
إن الاختبارات النفسية تتطلب جملة من المهارات والتقنيات وجب على
الأخصائي النفسي المدرسي والمتمثل في مستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي توفرها فيه لكي يتمكن من التطبيق والتفسير الصحيح لها، وكذا
استخلاص نتائجها فيما تعود بالمنفعة على التلميذ وعلى المجتمع.
إلا آن معظم الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أثبتت قصور في
استعمال الاختبارات النفسية في التربية والتعليم ، وإهمال لها على الرغم
من الدور الكبير الذي تلعبه في مجال الإرشاد والتوجيه المدرسي هذا من
جهة ، ومن أخرى تأكيد القائمين في حقل التربية والتعليم على استعمال
الاختبارات النفسية،فعلى سبيل المثال في الجزائر وحسب المنشور
1992 .تم تنصيب /03/ 92 المؤرخ في 14 /1241/ الوزاري رقم 631
الاختبارات النفسية ، إذ تم تحديد مجموعة من الروائز التي يمكن لمستشار
3 و a التوجيه والإرشاد المدرسي الاعتماد عليها وهي اختبارات كاتل
للكشف عن قدرات وإمكانيات التلاميذ tf والتحويلات 80 kex34
إلا أن الدراسات ( فهد بن عبد الله الدليم ، 2006 ) تشير إلى محدودية
في استعمال الاختبارات النفسية بالعمل الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات
التربوية كما أن واقع الدراسات النظرية والأدبية هو الأخر يؤكد على أن
هنالك مجموعة من المشاكل والعراقيل التي تحول دون استعمالها
كصعوبات تتعلق بالأخصائي في مجال القياس بصفة عامة ، أو نقص في
توفرها بالمؤسسات التعليمية ، وحتى وإن وجدت هنالك صعوبات في
استعمالها بسبب نقص المتخصصين في تطبيقها ، وكذا قلة الدورات
التكوينية ، وكثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي التي
.( تشغله على الاختبارات النفسية (مسعود بوطاف ، 1996
على الرغم من الأهمية الكبيرة التي تكتسبيها الاختبارات النفسية في
التوجيه والإرشاد المدرسي إلا أن هنالك ندرة في الدراسات – على حسب
حدود إطلاع الباحث – ولا سيما على المستوى المحلي .
إن هذه الدراسات من شانها الرفع من زيادة إقبال مستشاري التوجيه
الإرشاد المدرسي والمهني على استعمالها استعمالا صحيحا وفي قياس
السمة التي أعدت من اجله.
را ا
=P -1
تعتبر الاختبارات النفسية من أهم أدوات جمع البيانات ومن المهارات
الأساسية لنجاح أي مختص نفسي في عمله بصفة عامة والقائم على
العملية الإرشادية والتوجيهية في المؤسسات التعليمية بصفة خاصة ، لذا
وجب على مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي امتلاك كفاءات معرفية
وأدائية حتى يتمكن من توظيف واستعمال الاختبارات النفسية بشكل
صحيح (خليل إبراهيم رسول وآخرون ، 2005 ) إذ تعتبر الخدمات
الإرشادية والتوجيهية من أهم الأعمال الرسمية المندرجة في المؤسسات
التعليمية نظرا لحاجيات التلميذ الشخصية والتربوية والاجتماعية، وتوظيف
الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي أصبح شيء إلزامي
لمعرفة خصائص وميول وقدرات التلاميذ من أجل مساعدتهم في فهم
إمكانياتهم وتوجيهم نحو المسار الدراسي والمهني الملائم لهذه
الاستعدادات.
وقد بينت دراسات سابقة في هذا الصدد أن هناك بعض الصعوبات
التي يتلقاها مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في المؤسسات التعليمية
في تطبيقه للاختبارات النفسية مع محدودية في استعمالها وتقصير في
حقها وحتى وإن طبقت لا يراعي فيها الجوانب التقنية والمعرفية وقد
أرجع المختصون الأسباب إلى إمكانيات مادية كعدم توفر الاختبارات
النفسية بالمؤسسات التربوية، أو عوامل معرفية وتقنية مرتبطة بالمختص
نفسه أو عوامل ثقافية للاختبارات بحيث لا تتلاءم وثقافة مجتمعنا أو لا تؤدي وظائف إرشادية وتوجيهية ولا تقيس
وهناك من ربط استعمال الاختبارات النفسية بالمرحلة التعليمية التي يعمل
بها الموجه أو التخصص العلمي الذي تلقاه خلال تكوينه الأكاديمي وإذا ما
كان هذا التخصص يساعده في معرفة أهمية الاختبارات والمقاييس النفسية في
.( تشخيص الحالات التي يتعامل معها ( فهد بن عبد الله الدليم ، 2006
إلا أن معظم الدراسات التي عالجت موضوع الاختبارات النفسية في
العمل الإرشادي والتوجيهي لم تتناوله كموضوع متفرد وإنما عالجت
المفهوم بالشمولية والعموم تحت غطاء القياس النفسي أو تقنيات الإرشاد
والتوجيه وحتى المقاييس والاختبارات التي تم إنشاؤها تعمل على قياس
توظيف الأدوات التقويمية بشكل عام من مقابلة وملاحظة واختبارات في
التوجيه والإرشاد المدرسي.
وبناءا على ما سبق ارتأينا البحث في هذا الموضوع من خلال هذا
العمل الذي يهدف من ورائه إلى بناء مقياس للكشف عن مدى توظيف
الاختبارات النفسية في الوسط التعليمي على ضوء بعض المتغيرات (
الخبرة المهنية ، التخصص في التكوين ، توافر الاختبارات النفسية
بالمؤسسات التعليمية ، تعدد المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي والمهني) هذا من جهة ومن جهة أخرى بناء اختبار لقياس
القدرات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في
استعماله للاختبارات النفسية المقررة من الوزارة الوصية والمتمثلة في
بالإضافة إلى هذا ، (tf 3 ، التحويلات 80 a كاتل ،krx الاختبارات التالية ( 34
الإجابة على بعض التساؤلات التي يمكن طرحها وهي كالتالي :
-1 ما مدى استعمال الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي المدرسي ؟
-2 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين القدرات المعرفية والتقنية
لمستشار التوجيه والإرشاد وتوظيفه للاختبارات النفسية في العمل
الإرشادي والتوجيهي المدرسي ؟
-3 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين الخبرة المهنية لمستشار
التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيفه للاختبارات النفسية ؟
-4 هل هناك علاقة إرتباطية دالة بين التخصص في التكوين
لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيفه للاختبارات النفسية ؟
-5 هل عدم تواجد الاختبارات النفسية بالمؤسسات التعليمية يعيق
مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي على توظيفها في عمله الإرشادي
والتوجيهي ؟
-6 هل كثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي
تحد من توظيفه للاختبارات النفسية في عمله الإرشادي والتوجيهي ؟
-7 هل الاختلاف الجغرافي يرافقه اختلاف دال في توظيف
إن الكشف عن واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي أمر مهم وبالغ الأهمية وهذا على رغم من قلة الدراسات في
هذا الموضوع ومن هنا تكمن أهمية البحث والذي سوف نحاول من خلاله
توضيح بعض النقاط الأساسية والحساسة في المجال التوجيهي والإرشاد
المدرسي والمهني ويمكن تلخيص أهمية البحث في النقاط التالية :
-إن توظيف الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي يعتبر
عمل علمي فني يساهم في دفع العملية التعليمية وتحقيق التكيف الدراسي
وضمان السيرورة التربوية من خلال الأهداف الرامية إليها فهي تستحق
البحث والدراسة والتحليل .
-إن التعرف على واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي هو عمل يساعد في مراجعة وتطوير الاختبارات النفسية
المستخدمة من قبل المرشدين في ظل التغيرات والمستجدات التي تطرأ
على المنظومة التربوية وسير البرامج الدراسية
- كما تكمن أهمية الموضوع في الكشف عن مدى ارتباط توظيف
الاختبارات النفسية ببعض المتغيرات كالتأهيل المعرفي والتقني لمستشار
التوجيه والإرشاد المدرسي أو بمدى تطابق تكويناتهم العلمية وخبرتهم
العملية أو مدى توفر المؤسسات التربوية على معظم الاختبارات النفسية
وذلك من اجل توجيه انتباه المسؤوليين عن شؤون التوجيه والإرشاد في
اتخاذ قرارات وإجراءات تحفظ الاختبارات النفسية وتساهم في تطوير
العملية الإرشادية والتوجيهية.
( ) اف ا 3 - أه
تهدف هذه الدراسة إلى التحقيق والتعرف على جملة من النقاط وهي
كالأتي:
- بناء مقياس لمعرفة مدى توظيف الاختبارات النفسية في العمل
الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات التربوية في ضوء المتغيرات ( الخبرة
المهنية ، التخصص في التكوين ، تواجد الاختبارات النفسية بالمؤسسات
التعليمية، كثرة المهام الموكلة لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي )
- بناء اختبار لقياس القدرات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه
والإرشاد المدرسي في توظيف الاختبارات النفسية المقررة من الوزارة
،A كاتل 3 ،krx الوصية والمتمثلة أساسا في الاختبارات التالية ( 34
.(tf التحويلات 80
- الكشف عن واقع الاختبارات النفسية في العمل الإرشادي
والتوجيهي بالمؤسسات التربوية.
ه
%
7 ' ا# ا a B 4 - ا
يمكن توضيح أهم التعاريف الإجرائية الواردة في البحث كما يلي :
: يقصد بواقع الاختبارات النفسية في رات ا
)O ا @Q -1-4 وا
العمل الإرشادي والتوجيهي بالمؤسسات التربوية مدى استعمال
الاختبارات النفسية من طرف مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في
ضوء بعض المتغيرات والمتمثلة (التخصص في التكوين، الخبرة المهنية،
توفر الاختبارات النفسية بالمؤسسات التعليمية، كثرة المهام الموكلة
لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي، القدرات المعرفية والتقنية للموجه )
: هي مجموعة من الاختبارات تم تنصيبها رات ا
)O -2-4 ا
KRX34.3A من طرف وزارة التربية الوطنية وتتمثل في اختبارات كاتل
وهي اختبارات غير لفظية من نوع الورقة والقلم ،TF ،والتحويلات 80
بالنسبة لاختبار كاتل والتحويلات يتمثل في استكمال أشكال هندسية ناقصة
يتطلب استكمال سلسلات حسابية بأعداد ناقصة KRX بينما اختبار 34
وتستعمل هذه الاختبارات لمعرفة قدرات واستعدادات التلاميذ.
: يتمثل العمل الإرشادي والتوجيهي
في المساعدة المقدمة للتلميذ لفهم قدراته وإمكانياته وميولاته وتحديد
مشكلاته ومحاولة إيجاد حلول لها من اجل تحقيق توافق على جميع
الأصعدة التربوية والنفسية والاجتماعية هذا من جهة ومن جهة أخرى
توجيه إلى جذع أو شعبة دراسية معينة وذلك حسب معايير ومحكات
موثقة بها .
: ويقصد بالمؤسسات التربوية الثانويات 21 ت ا
x% -4-4 ا
التي يمارس بها مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي مهامه، وتقوم
المؤسسات التربوية بتقديم للتلميذ مجموعة من النشاطات التدريبية العلمية
و الأدبية بمشاركة طاقم تربوي.
: وهو القائم على العملية 7 ر% د ا
c ر وا b#2 ر ا
P -5-4
الإرشادية والتوجيهية بالمؤسسات التربوية والذي يقوم بالكشف عن
الاستعدادات الخاصة لكل تلميذ والتعرف على ميولاته الحقيقية وعلى
نواحي نشاطاته المختلفة واتجاهاته وتوجيهه نحو مسار دراسي معين،
ويضم هذا السلك أربعة رتب وهي رتبة الأخصائي النفسي التقني، ورتبة
مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي ورتبة مستشار التوجيه والإرشاد
المدرسي ،ورتبة مستشار رئيسي في التوجيه والإرشاد المدرسي، وهم
عاملون بصفة دائمة أو مؤقتة.
: ونقصد بها مدى اطلاع وتمكن , وا gB% رات ا , -6-4 ا
مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي من استعمال الاختبارات النفسية
و،A المقررة من طرف الوزارة الوصية والمتمثلة أساسا في اختبار كاتل 3
واختبار التحويلات وهذا بناء على المنشور الوزاري رقم KRX34
92/1241/631 . بمعنى أخر هل مستشار التوجيه على اطلاع ومعرفة
بالوظائف التي تؤديها الاختبارات السابقة الذكر وعلى من تطبق وكيف
تصحح وتفسر ويتم قياس المهارات المعرفية والتقنية لمستشار التوجيه
والإرشاد عن طريق اختبار أعده الطالب لهذا الغرض.
: ونقصد بها إذا كان هنالك تحسن لمستشار % ة ا )D -7-4 ا
التوجيه والإرشاد المدرسي في استعماله للاختبارات النفسية بتقدمه في
سنوات العمل وإذا ما كان هنالك بعض الاختبارات النفسية التي تتطلب
الكثير من الوقت مقابل استعمالها استعمالا صحيحا.
: يقصد بالتخصص في التكوين التخصص 2= ا 7g jD -8-4 ا
العلمي الذي تلقاه مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي خلال تكوينه
الجامعي .وإذا ما كان هذا التخصص يساعده في توظيفه للاختبارات
النفسية في العمل الإرشادي والتوجيهي.
: ويقصد بها إذا 21 ت ا
x%
1 رات ا
)O ا # ا2! -9-4
ما كانت المؤسسات التربوية تحتوي على أهم الاختبارات النفسية وإذا
ماكانت على إطلاع بأهم المستجدات التي تطرأ عليها وإذا ما كان غيابها
عاتق أمام الموجه في استعمالها في عمله الإرشادي والتوجيهي.
: ويقصد به 7 ر% د ا
c ر وا b#2 ر ا
P م
د B! -10-4
المهام الموكلة إلى مستشار التوجيه المدرسي والمهني وكذا ضيق الوقت
المحدد للعمل أمام حجم المقاطعة التي يشرف عليها والتعداد الكبير
للتلاميذ في مقابل عدم تعاون أطراف العملية التربوية معه، وإذا ما كانت
هذه العوامل تؤثر على مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي وتوظيف
الاختبارات النفسية.
: ويقصد به الولايتين التي تم فيهما الجانب
التطبيقي والمتمثلة في ولايتي تيارت وسيدي بلعباس.