إعداد الطالبة
ماجدة موسى
إشراف الدكتور
نبيل سليمان
كلية التربية
جامعة دمشق
الملخص
سعت هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة الارتباطية بين مفهوم الذات الاجتماعي
والتكيف النفسي والاجتماعي تعزى لمتغير الجنس لدى المعوقين بصرياً في هذه
العلاقة.
وتألفت عينة البحث من ( 85 ) كفيفاً وكفيفة طبق عليهم الاختبارات التالية:
اختبار مفهوم الذات الاجتماعي للمعوقين بصرياً.
اختبار التكيف النفسي للمعوقين بصرياً.
اختبار التكيف الاجتماعي للمعوقين بصرياً.
وقد تو صلت الدراسة إلى النتائج التالية:
-1 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في مفهوم
الذات الاجتماعي.
-2 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في التكيف
الاجتماعي.
-3 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في التكيف
النفسي.
-4 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الذكور.
-5 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الإناث.
-6 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الذكور.
-7 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الإناث.
المقدمة:
يصل الفرد إلى هذا العالم ككيان فيزيقي يخضع لخصائص النمو وقوانينه العامة،
والتي تسير إلى الأمام متجهة نحو تحقيق غرضضمني هو النضج، ومع استمرارية
العملية النمائية وتعقدها والتي تشتمل على الجوانب كافة التي تشكل بنيان الإنسان سواء
كانت جسمية أم عقلية أم انفعالية أم وجدانية أم اجتماعية، يبدأ الفرد في تكوين نظرة نحو
.( ذاته، تتضمن أفكاراً واتجاهات ومدركات حولها (كفافي،النيال، 1996 ، ص 6
إلى السلوك التكيفي الذي بوساطته يكافح الفرد للتغلب ( Herbert) ويشير هربرت
على المؤثرات الطبيعية والمتطلبات الاجتماعية للبيئة التي يعيش فيها الفرد، وهنا
تكون الإشارة إلى أهمية تلبية الفرد لمتطلبات المجتمع الذي يعيش فيه
(جبريل ، 1983 ،ص 83 ). فالإعاقة البصرية تختلف عن غيرها من حالات الإعاقة
من حيث سماتها وخصائصها، ومن حيث قدرة المعوقين بصرياً على التواصل
والتفاعل الاجتماعي، وبالتالي فإن تفاعلهم مع الوسط المحيط سيعرضهم إلى الكثير
من المواقف التي تؤثر في تكيفهم وتفاعلهم الاجتماعي، وكذلك مفهومهم لذاتهم.
فالإعاقة البصرية تؤثر في سلوك الفرد المعوق وانفعالاته، وهذا ماجعل العالم أدلر
يقول: إن الشعور بالنقص العضوي يدفع الإنسان إلى البحث عن وسائل (Adler)
تخفف من شعوره بالمذلة والضيق. وهكذا تعمل النفس جاهدة تحت ضغط الشعور
الذي يعانيه المرء من فكرته عن ضعفه على زيادة القدرة على الإنتاج والعمل.
.( (فهمي، 1983 ، ص 19
إن النظرة إلى المعوق بصرياً والتعامل معه من كونه فرداً يملك العديد من
القدرات والإمكانات، رغم القدرات التي فقدها، يسهم في تمتعه بشخصية متوازنة
ومتكاملة على الصعد كافة، فالمنظور الإنساني ينظر إلى الفرد ككل متكامل، وهذا
ماسعت إليه العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة في علم النفس حيث ألحت على
مبدأ التكامل الشخصي للفرد والاهتمام بتكيفه وصحته النفسية، انطلاقا من نظرته إلى
.(secord,1974,p. ذاته وعالمه العام والخاص. ( 524
أولاً: مشكلة البحث ودواعي دراستها:
يستخدم علماء النفس مصطلح مفهوم الذات ليعبروا به عن مفهوم افتراضي
شامل لجميع الأفكار والمشاعر عند الفرد التي تعبر عن خصائصه بما تتضمنه من
معتقدات وقيم ووجهات نظر، كما تشمل خبرات الشخص وطموحاته المستقبلية.
(قناوي، 1986 ، ص 65 ). يشير مفهوم الذات في نمط السلوك والتكيف النفسي لدى
المعوقين بصرياً إلى العلاقة الإيجابية بين مفهوم الذات والتكيف كما أشار كل من
.( الشيخ، 1993 ، ص 1 ) matire&steiner ماثيروسيتز
ويعتبر مفهوم الذات موضوعاً جوهرياً للعديد من الدراسات النفسية
والاجتماعية، وهو عند معظم الباحثين في هذا المجال. الأساس في تكوين الشخصية،
إذ لايمكننا أن نحقق فهماً واضحاً للشخصية أو للسلوك الاجتماعي بوجه عام دون أن
تضمن متغيرات مفهوم الذات. (إسماعيل، 1986 ، ص 3). ولقد اعتبر التكيف خلال
العقود الأخيرة العمود الفقري في علم النفس الحديث، ويعود الفضل إلى عالم
النفس/إدلر/ في نقله من علم ا لحياة إلى علم النفس حيث أكدت دراساته أن الوظائف
النفسية تتآزر لتحقيق التكيف للإنسان، وبالتالي التكيف الاجتماعي السليم والتوافق
.( البناء مع البيئة الاجتماعية. ( سبيعي، 1992 ، ص 77
حالات الإعاقة من حيث سماتها وخصائصها، ومن حيث قدرة المعوقين بصرياً
على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وبالتالي فإن تفاعلهم مع الوسط المحيط سيعرضهم
إلى الكثير من المواقف التي تؤثر على تكيفهم وتفاعلهم الاجتماعي، وكذلك مفهومهم
لذاتهم. فالإعاقة البصرية تؤثر في سلوك الفرد المعوق
ويمكن تلخيص الأسباب التي دعت الباحثة إلى اختيار هذه المشكلة ودراستها
بالنقاط التالية:
-1 الملاحظات الشخصية: فقد لاحظت الباحثة من خلال زياراتها الميدانية لمراكز
رعاية المكفوفين في مدينة دمشق شريحة كبيرة تعاني من عدم قدرتها على التكيف.
-2 إن النتائج التي تو صلت إليها الباحثة في أطروحة الماجستير أن نسبة 75 % من
أفراد العينة كان مفهوم الذات لديهم منخفضاً، وبالتالي غدا تكيفهم الاجتماعي سلبياً.
-3 عدم عثور الباحثة على دراسة علمية في سورية تناولت بالبحث مفهوم الذات
الاجتماعي وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي لدى الكفيف.
-4 إن الاهتمام والمساندة المقدمة إلى المعوقين بشكل عام والمعوقين بصرياً بشكل
خاص ماتزال دون المستوى المطلوب.
وتفرض الإعاقة البصرية على الفرد المعوق بصرياً مجموعة من الضغوطات
النفسية والاجتماعية والتربوية، وتؤثر بشكل أو بآخر على مدى تكيفه مع ذاته من
جهة ومع مجتمعه بكافة مؤسساته من جهة أخرى. استناداً إلى ماتقدم يأخذ موضوع
البحث إطاره المحدد ليكون على النحو التالي:
ما العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي الاجتماعي لدى الكفيف ؟
ثانياً:أهمية البحث:
إن العلاقة الاجتماعية المتبادلة بين المعوقين بصرياً والقائمين على رعايتهم
تمثل نقطة الانطلاق نحو بناء مفهوم ذات واقعي لديهم تؤثر تأثيراً ملحوظاً في تكيفهم
الاجتماعي والنفسي، إذ إن الاتجاهات الإيجابية نحو المعوقين بصريا تسهم في تدعيم
وتطوير سلوكهم، مما يرفع من مستوى تكيفهم.
هذا وتنبع أهمية البحث كما تراها الباحثة من النقاط التالية:
يعد هذا البحث بحثاً نفسياً، يتناول مسألة مهمة في وقتنا الحاضر في مجال
التربية الخاصة بوجه عام، وفي مجال تربية الأبناء المعوقين بصرياً بوجه خاص،
وهي مسالة مفهوم الذات الاجتماعي وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي لدى
الكفيف، فالمعوق بصرياً فرد يحق له أن يكون منتجاً ومتحرراً من الخوف
والعوز.... الأمر الذي يعطي هذا البحث أهمية خاصة.
-2 وترجع أهمية هذا البحث إلى انه يتناول جانباً من أهم جوانب الشخصية لدى الفرد
المعوق بصرياً، وهو مفهوم الذات الاجتماعي الذي حظي باهتمام كبير من العلماء
والباحثين في دراساتهم وأبحاثهم، إلا أن هذه الدراسات والأبحاث تركزت حول
الأفراد العاديين، ولم يح َ ظَ المعوقون بصرياً في البيئة المحلية بأ ي دراسة تناولت
هذا الجانب الهام.
-3 يبين هذا البحث أهمية التعرف على مفهوم الذات الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً،
وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي، وبالتالي يمكن التعرف على مدى تمتع أبناء
هذه الفئة بمفهوم ذات اجتماعي إيجابي واقعي يعكس تكيفاً اجتماعيا واقعياً لديهم.
-4 كما تبدو أهمية البحث في النتائج التي سيسفر عنها والأهداف التي يسعى للوصول
إليها.
ثالثاً: أهداف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق الهدف الرئيسي التالي:
الكشف عن طبيعة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي
والاجتماعي لدى المعوقين بصرياً من خلال تأثير متغير جنس المعوقين بصرياً في
هذه العلاقة.
ومن الهدف الرئيسي السابق يمكن اشتقاق الأهداف التالية:
دراسة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى المعوقين
بصرياً وفقاً لمتغير الجنس.
-2 دراسة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين بصرياً
وفقاً لمتغير الجنس.
رابعاً: فرضيات البحث:
-1 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
مفهوم الذات الاجتماعي.
-2 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
التكيف الاجتماعي.
-3 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
التكيف النفسي.
-4 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الذكور.
-5 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الإناث.
-6 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الذكور.
-7 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الإناث.
خامساً:حدود البحث:
-1 الحدود المكانية: جمعية رعاية المكفوفين في دمشق والمكفوفين المسجلين في
المؤسسة النموذجية لتأهيل المكفوفين في دمشق.
.2006 / -2 الحدود الزمانية: جرى البحث الحالي خلال العام الدراسي 2005
-3 الحدود البشرية: المعوقون بصرياً ذكوراً وإناثاً في جمعية رعاية المكفوفين بدمشق
والمكفوفون المسجلون في المؤسسة النموذجية لتأهيل المعوقين في دمشق، والذين
18 ) عاماً. - تتراوح أعمارهم مابين ( 12
سادساً: مصطلحات البحث والتعريفات الإجرائية:
- مفهوم الذات: هو احد الأبعاد الهامة في الشخصية التي لها أثر كبير في السلوك، ينمو
.( حصيلة خبرات الفرد الاجتماعية والذاتية التي يمر بها. (عبد اللطيف، 2001 ، ص 10
- مفهوم الذات الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً: تصور الفرد لتقويم الآخرين له
معتمداً في ذلك على أقوالهم وأفعالهم نحوه يتطور نتيجة تفاعل الفرد مع المجتمع.
.( (مقابلة، يعقوب، 1994 ، ص 26
- التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً: قدرة المعوق بصرياً على تطوير علاقات
مرضية مع بيئته وفق بعدين أساسيين الصلة بينهما وثيقة هما البعد الشخصي والبعد
الاجتماعي، ويقاس التكيف الاجتماعي لدى المعاق بصرياً من خلال الدرجة التي
يحصل عليها المعوق بصريا على اختبار التكيف الاجتماعي للمعوق بصرياً.
- التكيف النفسي لدى المعوق بصرياً: قدرة المعوق بصرياً على تحقيق التوازن بينه وبين
البيئة المحيطة به من خلال التعديل والتغيير الذي يحدثه المعوق بصرياً إما في ذاته أو
يجريه في محيطه، ويقاس التكيف النفسي لدى المعوق بصرياً من خلال الدرجة التي
يحصل عليها المعوق بصرياً على اختبار التكيف النفسي للمعوقين بصرياً.
10 } على / -المعوق بصرياً: هو الشخص الذي يمتلك قدرة من الإبصار تقدر ب { 1
الأكثر في كلتا العينين
سابعاًً: الإطار النظري للبحث:
أولاً: مفهوم الذات:
تسعى الدراسات النفسية عموماً إلى دراسة السلوك الإنساني وضبطه والتنبؤ به
من أجل تحديد جوانب تطوره، وذلك من خلال دراسة أهم جانب من جوانب شخصية
الفرد، ألا وهو مفهوم الذات لأنه مركز نظام الشخصية وبناؤها وتكوينها، وبالتالي
يساهم في تحديد قدرتها على التفاعل مع المجتمع بشكل فعال، وقد رأى علماء النفس
الأوائل الذين تعرضوا لمفهوم الذات أن المجتمع مرآة يرى الفرد فيها نفسه، وعرفوا
الذات بأنها ما يشار إليه في الكلام الدارج بضمائر المتكلم ك أنا الفاعلة وياء المتكلم.
من أوائل علماء النفس الذين أولوا موضوع (William James) وكان ( وليم جيمس
مفهوم الذات الصدارة في أبحاثهم. حيث رأى أن الذات في المجموع الكلي لكل ما
يمكن أن يرى الفرد انه له، وأشار إلى ثلاثة أنواع من الذات:
-1 الذات المادية: وهي ذات ممتدة تحتوي بالإضافة إلى جسم الفرد على أسرته
وممتلكاته.
-2 الذات الاجتماعية: وتتضمن وجهة نظر الآخرين نحو الفرد.
.( Damon ,1988, p . -3 الذات الروحية: وتتضمن انفعالا ت الفرد ورغباته ( 56
ثانياً:مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً:
مفهوم الذات أحد الأبعاد الهامة في الشخصية التي لها أثر كبير في السلوك،
وأصبح لمفهوم الذات أهمية بالغة، وغدا يحتل مكاناً جوهرياً في التوجيه النفسي.
وبنظرة تاريخية موجزة نجد أن مفهوم الذات قد نشأ نشأة فلسفية، تم تأكد انتمائه إلى
علم النفس بفضل عالم النفس الشهير (روجرز) وغيره من أصحاب التوجيه الإنساني
في علم النفس (كفافي، 1989 ، ص 104 )، ينمو مفهوم الذات لدى المعوق
أي فرد. فهو حصيلة خبراته الاجتماعية والذاتية التي يمر بها. ويؤكد العلماء على
أهمية إرضاء حاجات الفرد خاصة في مرحلة الطفولة، وذلك لضمان بناء مفهوم
إيجابي للذات وتطور الشخصية بشكل سليم. وهناك حاجتان هامتان بالنسبة للفرد
المعوق كأ ي فرد سوي. تساهمان في بناء وتشكيل شخصيته هما:
-1 احترام الآخرين به بشكل إيجابي (خاصة في مرحلة الطفولة) وهذه حاجة أصلية
لدى الإنسان وتعتبر من أهم دوافع سلوكه.
-2 احترام الفرد لذاته: ويتم تحقيقها عن طريق نظرة الفرد إلى نفسه، وتقييمه لذاته،
.( وشعوره بالتقدير والاحترام الذاتي الذي ينبع من داخله. (القذافي، 1994 ، ص 77
ومن الصعب تحديد فيما إذا كان مفهوم الذات المنخفض لدى المعوق بصرياً هو
نتيجة للإعاقة الموجودة لديه. فمن الناحية النظرية يفترض المختصون بأن وجود
إعاقة بصرية لدى الفرد يساهم في ظهور مشكلات لديه بالنسبة لمفهومه لذاته، لأن
تقييم الذات المنخفض لديه يرتبط بإدراكه لإعاقته، ولرد فعل البيئة السلبي من
ويتكون مفهوم الذات ،(Suzan m.prout و h:thonbsqn و 1994 و p. حوله. ( 259
لدى المعوقين بصرياً كما هو الحال لدى الأسوياء منذ السنوات الأولى من حياتهم،
وينمو ويتطور مع تقدمهم بالعمر، ويتأثر مفهوم الذات لديهم بعدة عوامل منها نظرة
.( المجتمع إليهم. (السرطاوي، الخطيب، الحديدي، 1992 ،ص 27
ثالثاً العوامل المؤثرة في مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً:
ينمو مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً ويتطور من خلال تفاعله المستمر مع
البيئة الاجتماعية ، ويدرك المعوق بصرياً ذاته من خلال علاقته الدينامية والدينامكية
مع العالم والمحيط الخارجي، فإدراكه لما يتوقعه الآخرون منه. من أهم الأمور التي
تلعب دوراً هاماً في تحديد مفهومه عن ذاته.
-ومن أهم العوامل المؤثرة على مفهوم الذات لدى المعوق بصرياً:
الأسرة:
غالباً ما تواجه أسر الأطفال المعوقين جملة من المشكلات الخاصة أثناء
محاولتهم التكيف والتعايش مع وجود الأطفال المعوقين. وفي الوقت ذاته، فإن هذه
الأسر عرضة للضغوط التي تواجها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة. فقد أشارت
إلى أن توافر حب الأبوين ومحبتهم للأبناء تؤدي إلى ( sears, دراسة (سيزر 1990
علاقة إيجابية فيما بينهم، وبالتالي فإن نسبة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الأبناء
تتسم بالتزايد التدريجي.
فمواقف المعوق بصرياً من المجتمع وعلاقاته بأفراد المجتمع والمدرسة هي
امتداد لمواقفه من المنزل، وهذا الموقف ماثل أمام عينة بشكل دائم، وللعلاقة بين
المعوق بصرياً وأخوته أثرها البالغ في تكوين مفهوم ذاته سواء في مرحلة الطفولة أو
المراهقة، فهو يتعلم من خلال هذا التفاعل أنماطاً من السلوك كالمساعدة والصراخ
والغيرة...الخ. أما جو التنافس الذي يوجد بين المعوق بصرياً وأخوته والمبالغ فيه
أحياناً، والذي قد يساهم الجو العائلي في خلقه. فإنه يترك أثاره السلبية في شخصية
المعوق بصرياً بالدرجة الأولى إذا لم يعالج من قبل الوالدين بحكمة وروية بحيث
يشعر جميع الأبناء بما يفهم من ينظر إلى نفسه نظرة تتسم بالدونية. إن روح المحبة
.(Weiss , 1985 , p. هي الروح السائدة فيما بينهم ( 115
-2 مستوى الطموح:
يختلف المعوقون بصرياً فيما بينهم من حيث درجة الإعاقة والقدرات والمستوى
الذي يرغبون في بلوغه أو يشعرون بأنهم قادرون على بلوغه من إعاقتهم، وهناك فروق
فردية من حيث السعي لتحقيق الأهداف. لذلك فإن لمستوى الطموح دوراً هاماً في التأثير
في مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً. إن عدم قدرة المعوق على معرفة مستوى طموحه
ووقوعه تحت معادلة التطرف-أي التطرف في مستوى الطموح بالارتفاع أو
الانخفاض-سينمي لديه مشاعر الدونية وانخفاض مكانته الاجتماعية. وقد أظهرت
الدراسات التي قام بها (ميللر) إلى أن النجاح الدائم يرفع من مستوى وطموح الفرد،
.( وأن كثرة الفشل تعمل على خفض مستوى طموحه (عبد الطيف، 2001 ، ص 36
وتتوقف قدرة المعوق بصرياً على السمو في مستوى طموحه على توافر مجال بيئي
يسمح له بالحركة والنشاط والاستفادة من قدراته وإمكاناته المتاحة بما يساعد على
السعي وراء المزيد من الطموح. كما أن نجاح المعوق المتكرر يساهم في تكوين
مفهوم إيجابي عن ذاته فإن الفشل المتكرر يساهم في تكوين مفهوم سلبي عنها
.( (الشيخ، 1993 ، ص 165
-3 العوامل الاجتماعية:
سعت دراسات وبحوث عديدة إلى دراسة أثر البيئة الاجتماعية على مفهوم الذات
( لدى المعوقين، ومن أهم الدراسات (ميسز) وآخرون (فشتين 1989 ) (موري 1998
فتحي السيد عبد الرحيم 1985 /أليسا وهزل 1986 / حيث أكدت هذه الدراسات على
دور العوامل الاجتماعية في تحديد مفهوم الذات لدى المعوقين، كما أشارت هذه
الدراسات إلى أن الأفراد المعاقين لا يتأثر مفهوم الذات لديهم نتيجة الإصابة. بل يتأثر
تأثيراً كبيراً نتيجة للعزلة الاجتماعية والرفض الذي يفرض عليهم من قبل الأسرة
والأصدقاء.
- 4 الاتزان الانفعالي:
إن فهم المعوق بصرياً لذاته يمثل وسيلة هامة لاستثارة نموه في اتجاه نضجه
الانفعالي، ويتوقف مدى ما يشعر به من قلق عندما يواجه مواقف الحياة – ولو بدرجة
جزئية على الأقل – على مفهومه الشامل عن وحدة شخصيته وكفايتها واعتزازه بذاته،
في حين تؤثر الخبرات والتجارب الانفعالية السلبية على درجة اعتبار الذات لدى
المعوق بصرياً، فكل تجربة يفسرها على أنها تهدد ذاته – كالفشل تؤثر على أتزان
الذات لديه. وهناك فروق بين شعور المعوق بصرياً بالأمن وبين اعتباره لذاته وفهمه
لها، وقد أشار (بلانت) لذلك حيث ميز بين الأمن واعتبار الذات لأن الفرد يشعر
بالأمن بسبب يكونه هو. في حين يأتي اعتباره لذاته من خلال ما يستطيع أن يفعله.
.( Bonner, 1992 ,p.123)
رابعاً: التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً:
التكيف عملية سلوكية معقدة تعكس العلاقة المرضية للإنسان مع المحيط العام
للفرد، وهدفها توفير التوازن أو التوافق بين التغييرات التي تطرأ على المحيط، حيث
يشمل المحيط العام، المحيط الخارجي الذي يحيط بالشخصية ويضم البيئة الاجتماعية
(أسرة، جامعة) والظروف الطبيعية (ماء، هواء) والمحيط الداخلي للفرد نفسه، والذي
ينطوي على الدوافع المختلفة والحاجات والخبرات والقيم التي نحملها والمركبات التي
يمكن أن توجد عندنا، وهي جميعها تؤلف ما يسمى بالمحيط النفسي الداخلي
.( (الرفاعي، 1993 ، ص 29
فالإنسان عندما يصاب بإعاقة معينة كثيرا ما ينتابه شعور بالنقص نتيجة افتقار أو
قصور جزء من تركيبه الفسيولوجي. فالإعاقة تعوق حصول العلاقات والتعامل
الاجتماعي بين المعوقين وبين غيرهم من الأفراد لذا على المعوقين أن ينظروا إلى
إعاقتهم نظرة واقعية موضوعية على أن لا يعني ذلك على الإطلاق أي هدر لكرامتهم
أو جرح لكبريائهم.
-1 أبعاد التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً:
-1 البعد الشخصي:
يتمتع المعوق بصرياً بالتكيف الشخصي عندما يكون راضياً عن نفسه، غير كاره
لها أو نافر منها، وتتسم حياته النفسية بالخلو من التوترات والصراعات النفسية التي
تقترن بمشاعر الذنب والضيق والرثاء للذات. فالمعوق بصرياً غير المتكيف مع نفسه هو
شخص يعاني حرباً تدور رحاها بين جوانب نفسه، وهي حرب تستنفذ قدراً هائلاً من
طاقته، من الأجدر استخدامها في مواجهة أعباء الحياة وشدائدها نراه قليل الحيوية، عاجزاً
عن المثابرة وبذل الجهد، وعن الثبات والصمود حيال الشدائد والأزمات لا يلبث أن يختل
.( ميزانه ويشوه إدراكه وتفكيره إن أرتطم بمشكلة ما. (رمضان، 1990 ، ص 224
ولذلك فإن تغيير معاملة المجتمع للمعاق له أثر كبير على نفسه فزيادة الاهتمام به كمثل
الإهمال له، ويؤثر ذلك بشكل كبير عليه، لذا فإن تقبل المعاق باعتباره شخصاً متساوياً مع
الآخرين في جماعته سواء في المدرسة - النادي - المصنع....له أثر كبير في التكيف
.( الشخصي والاجتماعي للمعوق ذاته. (سلسلة الدراسات الاجتماعية، 1996 ، ص 112
-2 البعد الاجتماعي:
عندما يملك المعوق بصرياً القدرة على عقد صلات اجتماعية راضية ومرضية
مع من يعاشرونه ويعملون معه، صلات لا يغشاها الاحتكاك والتشكك والشعور
بالاضطهاد، ودون أن يشعر برغبة ملحة في استدرار عطفهم عليه، أو طلب المعونة
منهم باستمرار يمكن القول بأنه فرد متكيف اجتماعيا. وبالتالي يكون أقدر على ضبط
نفسه في الموقف الذي يثير الانفعال لديه، فلا يثور ولا يتهور لأسباب تافهة، ولا يعبر
عن انفعالاته بصورة طفيلية فجة. هذا إلى جانب قدرته على معاملة الناس بصورة
.( واقعية لا تتأثر بما تصوره له أفكاره وأوهامه منهم (رمضان، 1990 ، ص 225
يواجه المعوق بصرياً العديد من الصعوبات نتيجة القيود الناجمة عن إعاقته،
ومن مشكلات تتركز حول تكيفه الاجتماعي، وكذلك تكيف المقربين منه إزاء عاهته
ونتائجها ومساندة المعوقين بصرياً تقوم على تنمية مهاراتهم الاجتماعية. وعلى
اكتساب الثقة بأنفسهم وفي غيرهم من البشر لكي يتمكنوا من التخلص من الشعور
.(Schaefer ,1982 ,p. بالنقص تجاه ذاتهم ونحو الآخرين.
423
خامساً: التكيف النفسي:
ويلجأ إليه الفرد إذا ما اختل توازنه النفسي، إما لعدم إشباع حاجاته، أو لعدم
تحقيق أهدافه، بقصد إعادة هذا التوازن الذي يتحقق بإشباع هذه الحاجات أو تحقيق
هذه الأهداف ولو حللنا عملية التكيف النفسي، نجد أنها تتم وفق الخطوات الآتية:
أ-وجود دافع أو حاجة تدفع الإنسان إلى هدف خاص، مثل رغبة شاب أن يسري
بسرعة ليعيش حياة رغيدة
ب-وجود عائق أو محيط يمنع الوصول إلى تحقيق الهدف مثل عمل الشاب في وظيفة
تدر عليه دخلاً محدوداً. ولا مورد له سوى هذا الراتب البسيط.
ت-القيام بمحاولات للتغلب على هذا العائق، مثل ترك الوظيفة والعمل بالتجارة.
ث-الوصول إلى الهدف، وذلك إذا ما نجحت تجارته وأصبح ثرياً (وهنا يكون قد حقق
هدفه فيسترد توازنه النفسي الذي أختل بسبب العائق).
ه-ولكن قد يحدث أن يفشل الفرد في تحقيق هدفه – وذلك لفشل تجارته. وهنا قد
يحدث هروباً من الموقف المعوق، ويستمر اختلال توازنه النفسي وتوتره ويكتفي
بإشباع بديل لهذا الهدف عن طريق الخيال وأحلام اليقظة أو اللجوء إلى تعاطي
.( الخمر والمخدرات. (الديب، 2002 ،ص 37
أولاً- التكيف النفسي لدى المعوقين بصرياً:
قدرة المعوق بصرياً على تحقيق التوازن بينه وبين البيئة المحيطة به من خلال
التعديل والتغيير الذي يحدثه المعوق بصرياً إما في ذاته أو يجريه في محيطه.
ثانياً- جوانب التكيف النفسي لدى المعوقين بصريَا:
-الجانب الانفعالي:
ويكشف عن المعاناة من القلق، الشعور بالكآبة والحزن، المعاناة من تقلب
المزاج والانشغال بالجنس الآخر، الميل إلى الانسحاب من المواقف التي تحتاج
المواجهة، الاستثارة والغضب، الاضطراب عند ملاحظة الآخرين للمعاق، الإخفاق في
التعبير عن المشاعر، البكاء السريع، الملل، أحلام اليقظة، الخجل من المظهر، التأثر
بإيحاءات الآخرين، الخوف من الظلام، التشاؤم، المعاناة من التوتر والتشنج، المعاناة
من الأرق، الشعور بالنقص والدونية، الشعور بالرضا عن النفس، الثقة بالآخرين،
المتعة بصحبة الآخرين، ضبط الانفعالات.
-2 الجانب المعرفي:
ويكشف عن حالات الشرود، القدرة على التفكير المستمر، حل المشكلات، تنظيم
الشؤون الخاصة، القدرة على التلخيص، الإخفاق في التركيز، الذاكرة الجيدة، التخطيط
للعمل قبل القيام به، اعتماد مبدأ الشك في تعريف الأشياء، الإخفاق في التعبير عما
يجول في فكر المعاق، الاستيعاب البطيء للمعارف، الإدراك السريع للعلاقات بين
الأشياء أو المواقف، اتخاذ القرارات، الحجة، البرهان، القدرة على التحصيل الدراسي،
امتلاك ثقافة مناسبة، اعتماد أسلوب تحليل الأفكار، المحاكاة، الاستقرار ....... الخ.
-3 الجانب القيمي:
ويكشف عن الممارسة المنتظمة للمشاعر الدينية، تسويغ أو تعليل التعصب
الديني، الشك بأن هناك أموراً ليست من صميم الدين، احترام جميع الأديان، إقامة
علاقات طيبة مع الآخرين أياً كان دينهم، مجاملة الآخرين ومسايرتهم دون اقتناع
حقيقي بآرائهم، إدراك قيمة الوقت واستغلاله في ما هو منتج ومفيد، تسويغ التهافت
على جمع المال، الإيمان بأن العمل القيم يتطلب العمل الجيد، القبول بتعميم الأحكام
والتقاليد الاجتماعية، تذوق الجمال في الأعمال الفنية، الاستمتاع بمناظر الطبيعة،
تحبيذ تضحية الفرد بذاته في سبيل الآخرين......الخ.
-4 الجانب النفسي:
ويتجلى هذا الجانب من خلال الرضى النفسي الذي يشعر به المعوق بصرياً
نتيجة لعلاقته الإيجابية مع الآخرين ورضاهم عنه، إذا أن سلوكه الاجتماعي الإيجابي
يعكس درجة الرضا والسعادة، ويدل من ناحية أخرى على الناحية الثقافية التي يتمتع
بها المعوق بصرياً.
مما ذكر سابقاً يتضح لنا مدى الأهمية التي يحققها التكيف بالنسبة للفرد بشكل
عام وللمعاق بصرياً بشكل خاص ومدى علاقته بمفهومه عن ذاته سواء أكان ذلك
سلبياً أو إيجابياً، وكل ذلك له تأثير على شخصيته وعلاقته بالمجتمع وبالآخرين.
ثامناًً: الدراسات السابقة:
أ- الدراسات العربية:
. -1 دراسة نادر فايز شريفة 2002
عنوان الدراسة: (الاتجاهات الوالدية في التنشئة كما يدركها الأبناء المكفوفون
وعلاقتها بمفهوم الذات). أجريت الدراسة في دمشق.
عينة الدراسة:
32 ) عاماً، - كفيفاً وكفيفة، تراوحت أعمارهم بين ( 15 «85» تألفت عينة الدراسة من
في جمعية رعاية المكفوفين في دمشق.
أهداف الدراسة:
-1 التعرف على الآثار الناجمة عن الإعاقة البصرية.
-2 التعرف على التنشئة الوالدية للأبناء المكفوفين.
-3 التعرف على مفهوم الذات لدى المكفوفين.
-4 التعرف على العلاقة القائمة بين التنشئة الوالدية للأبناء المكفوفين ومفهوم الذات
لديهم.
أدوات الدراسة:استمارة بيانات أولية.استبيان الاتجاهات الوالدية في التنشئة،
ويتألف من ( 72 ) سؤالاً.
- مقياس مفهوم الذات، المؤلف من ( 100 ) سؤال.
- نتائج الدراسة:
-1 أظهرت الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الأبناء المكفوفين من الجنسين في
إدراكهم الاتجاهات الوالدية في التنشئة على الأبعاد الثلاثة: التقبل، الرفض،
الاستقلالية، الحماية الزائدة، التشجيع، الإهمال.
-2 كما أظهرت الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الأبناء المكفوفين الذكور
والإناث في مفهوم الذات بمقاييسه الخمسة: الجسمية، الأسرية، الشخصية،
الاجتماعية، الأخلاقية.
أظهرت الدراسة أيضاً وجود علاقة ارتباطيه بين الأساليب الوالدية في التنشئة
كما يدركها الأبناء المكفوفون ومتغيرات مفهوم الذات الخمسة: الجسمية- الأسرية –
الشخصية- الاجتماعية – الأخلاقية.
-2 دراسة سناء محمد إبراهيم ( 1988
عنوان الدراسة "سيكولوجية الفتيات المقعدات ومقارنتهن بالفتيات السويات، وهل
توجد اختلافات بينهن في كل من الذكاء، ومستوى الطموح، الانجاز" أجريت الدراسة
في مصر.
- عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من مجموعة تجريبية ( 17 ) من الفتيات المقعدات،
والمجموعة الضابطة تتكون من الفتيات السويات.
ماجدة موسى
إشراف الدكتور
نبيل سليمان
كلية التربية
جامعة دمشق
الملخص
سعت هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة الارتباطية بين مفهوم الذات الاجتماعي
والتكيف النفسي والاجتماعي تعزى لمتغير الجنس لدى المعوقين بصرياً في هذه
العلاقة.
وتألفت عينة البحث من ( 85 ) كفيفاً وكفيفة طبق عليهم الاختبارات التالية:
اختبار مفهوم الذات الاجتماعي للمعوقين بصرياً.
اختبار التكيف النفسي للمعوقين بصرياً.
اختبار التكيف الاجتماعي للمعوقين بصرياً.
وقد تو صلت الدراسة إلى النتائج التالية:
-1 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في مفهوم
الذات الاجتماعي.
-2 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في التكيف
الاجتماعي.
-3 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في التكيف
النفسي.
-4 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الذكور.
-5 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الإناث.
-6 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الذكور.
-7 وجود علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الإناث.
المقدمة:
يصل الفرد إلى هذا العالم ككيان فيزيقي يخضع لخصائص النمو وقوانينه العامة،
والتي تسير إلى الأمام متجهة نحو تحقيق غرضضمني هو النضج، ومع استمرارية
العملية النمائية وتعقدها والتي تشتمل على الجوانب كافة التي تشكل بنيان الإنسان سواء
كانت جسمية أم عقلية أم انفعالية أم وجدانية أم اجتماعية، يبدأ الفرد في تكوين نظرة نحو
.( ذاته، تتضمن أفكاراً واتجاهات ومدركات حولها (كفافي،النيال، 1996 ، ص 6
إلى السلوك التكيفي الذي بوساطته يكافح الفرد للتغلب ( Herbert) ويشير هربرت
على المؤثرات الطبيعية والمتطلبات الاجتماعية للبيئة التي يعيش فيها الفرد، وهنا
تكون الإشارة إلى أهمية تلبية الفرد لمتطلبات المجتمع الذي يعيش فيه
(جبريل ، 1983 ،ص 83 ). فالإعاقة البصرية تختلف عن غيرها من حالات الإعاقة
من حيث سماتها وخصائصها، ومن حيث قدرة المعوقين بصرياً على التواصل
والتفاعل الاجتماعي، وبالتالي فإن تفاعلهم مع الوسط المحيط سيعرضهم إلى الكثير
من المواقف التي تؤثر في تكيفهم وتفاعلهم الاجتماعي، وكذلك مفهومهم لذاتهم.
فالإعاقة البصرية تؤثر في سلوك الفرد المعوق وانفعالاته، وهذا ماجعل العالم أدلر
يقول: إن الشعور بالنقص العضوي يدفع الإنسان إلى البحث عن وسائل (Adler)
تخفف من شعوره بالمذلة والضيق. وهكذا تعمل النفس جاهدة تحت ضغط الشعور
الذي يعانيه المرء من فكرته عن ضعفه على زيادة القدرة على الإنتاج والعمل.
.( (فهمي، 1983 ، ص 19
إن النظرة إلى المعوق بصرياً والتعامل معه من كونه فرداً يملك العديد من
القدرات والإمكانات، رغم القدرات التي فقدها، يسهم في تمتعه بشخصية متوازنة
ومتكاملة على الصعد كافة، فالمنظور الإنساني ينظر إلى الفرد ككل متكامل، وهذا
ماسعت إليه العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة في علم النفس حيث ألحت على
مبدأ التكامل الشخصي للفرد والاهتمام بتكيفه وصحته النفسية، انطلاقا من نظرته إلى
.(secord,1974,p. ذاته وعالمه العام والخاص. ( 524
أولاً: مشكلة البحث ودواعي دراستها:
يستخدم علماء النفس مصطلح مفهوم الذات ليعبروا به عن مفهوم افتراضي
شامل لجميع الأفكار والمشاعر عند الفرد التي تعبر عن خصائصه بما تتضمنه من
معتقدات وقيم ووجهات نظر، كما تشمل خبرات الشخص وطموحاته المستقبلية.
(قناوي، 1986 ، ص 65 ). يشير مفهوم الذات في نمط السلوك والتكيف النفسي لدى
المعوقين بصرياً إلى العلاقة الإيجابية بين مفهوم الذات والتكيف كما أشار كل من
.( الشيخ، 1993 ، ص 1 ) matire&steiner ماثيروسيتز
ويعتبر مفهوم الذات موضوعاً جوهرياً للعديد من الدراسات النفسية
والاجتماعية، وهو عند معظم الباحثين في هذا المجال. الأساس في تكوين الشخصية،
إذ لايمكننا أن نحقق فهماً واضحاً للشخصية أو للسلوك الاجتماعي بوجه عام دون أن
تضمن متغيرات مفهوم الذات. (إسماعيل، 1986 ، ص 3). ولقد اعتبر التكيف خلال
العقود الأخيرة العمود الفقري في علم النفس الحديث، ويعود الفضل إلى عالم
النفس/إدلر/ في نقله من علم ا لحياة إلى علم النفس حيث أكدت دراساته أن الوظائف
النفسية تتآزر لتحقيق التكيف للإنسان، وبالتالي التكيف الاجتماعي السليم والتوافق
.( البناء مع البيئة الاجتماعية. ( سبيعي، 1992 ، ص 77
حالات الإعاقة من حيث سماتها وخصائصها، ومن حيث قدرة المعوقين بصرياً
على التواصل والتفاعل الاجتماعي، وبالتالي فإن تفاعلهم مع الوسط المحيط سيعرضهم
إلى الكثير من المواقف التي تؤثر على تكيفهم وتفاعلهم الاجتماعي، وكذلك مفهومهم
لذاتهم. فالإعاقة البصرية تؤثر في سلوك الفرد المعوق
ويمكن تلخيص الأسباب التي دعت الباحثة إلى اختيار هذه المشكلة ودراستها
بالنقاط التالية:
-1 الملاحظات الشخصية: فقد لاحظت الباحثة من خلال زياراتها الميدانية لمراكز
رعاية المكفوفين في مدينة دمشق شريحة كبيرة تعاني من عدم قدرتها على التكيف.
-2 إن النتائج التي تو صلت إليها الباحثة في أطروحة الماجستير أن نسبة 75 % من
أفراد العينة كان مفهوم الذات لديهم منخفضاً، وبالتالي غدا تكيفهم الاجتماعي سلبياً.
-3 عدم عثور الباحثة على دراسة علمية في سورية تناولت بالبحث مفهوم الذات
الاجتماعي وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي لدى الكفيف.
-4 إن الاهتمام والمساندة المقدمة إلى المعوقين بشكل عام والمعوقين بصرياً بشكل
خاص ماتزال دون المستوى المطلوب.
وتفرض الإعاقة البصرية على الفرد المعوق بصرياً مجموعة من الضغوطات
النفسية والاجتماعية والتربوية، وتؤثر بشكل أو بآخر على مدى تكيفه مع ذاته من
جهة ومع مجتمعه بكافة مؤسساته من جهة أخرى. استناداً إلى ماتقدم يأخذ موضوع
البحث إطاره المحدد ليكون على النحو التالي:
ما العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي الاجتماعي لدى الكفيف ؟
ثانياً:أهمية البحث:
إن العلاقة الاجتماعية المتبادلة بين المعوقين بصرياً والقائمين على رعايتهم
تمثل نقطة الانطلاق نحو بناء مفهوم ذات واقعي لديهم تؤثر تأثيراً ملحوظاً في تكيفهم
الاجتماعي والنفسي، إذ إن الاتجاهات الإيجابية نحو المعوقين بصريا تسهم في تدعيم
وتطوير سلوكهم، مما يرفع من مستوى تكيفهم.
هذا وتنبع أهمية البحث كما تراها الباحثة من النقاط التالية:
يعد هذا البحث بحثاً نفسياً، يتناول مسألة مهمة في وقتنا الحاضر في مجال
التربية الخاصة بوجه عام، وفي مجال تربية الأبناء المعوقين بصرياً بوجه خاص،
وهي مسالة مفهوم الذات الاجتماعي وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي لدى
الكفيف، فالمعوق بصرياً فرد يحق له أن يكون منتجاً ومتحرراً من الخوف
والعوز.... الأمر الذي يعطي هذا البحث أهمية خاصة.
-2 وترجع أهمية هذا البحث إلى انه يتناول جانباً من أهم جوانب الشخصية لدى الفرد
المعوق بصرياً، وهو مفهوم الذات الاجتماعي الذي حظي باهتمام كبير من العلماء
والباحثين في دراساتهم وأبحاثهم، إلا أن هذه الدراسات والأبحاث تركزت حول
الأفراد العاديين، ولم يح َ ظَ المعوقون بصرياً في البيئة المحلية بأ ي دراسة تناولت
هذا الجانب الهام.
-3 يبين هذا البحث أهمية التعرف على مفهوم الذات الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً،
وعلاقته بالتكيف النفسي والاجتماعي، وبالتالي يمكن التعرف على مدى تمتع أبناء
هذه الفئة بمفهوم ذات اجتماعي إيجابي واقعي يعكس تكيفاً اجتماعيا واقعياً لديهم.
-4 كما تبدو أهمية البحث في النتائج التي سيسفر عنها والأهداف التي يسعى للوصول
إليها.
ثالثاً: أهداف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق الهدف الرئيسي التالي:
الكشف عن طبيعة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي
والاجتماعي لدى المعوقين بصرياً من خلال تأثير متغير جنس المعوقين بصرياً في
هذه العلاقة.
ومن الهدف الرئيسي السابق يمكن اشتقاق الأهداف التالية:
دراسة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى المعوقين
بصرياً وفقاً لمتغير الجنس.
-2 دراسة العلاقة بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين بصرياً
وفقاً لمتغير الجنس.
رابعاً: فرضيات البحث:
-1 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
مفهوم الذات الاجتماعي.
-2 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
التكيف الاجتماعي.
-3 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث المعوقين بصرياً في
التكيف النفسي.
-4 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الذكور.
-5 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف الاجتماعي لدى
المعوقين بصرياً من الإناث.
-6 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الذكور.
-7 توجد علاقة ارتباطيه بين مفهوم الذات الاجتماعي والتكيف النفسي لدى المعوقين
بصرياً من الإناث.
خامساً:حدود البحث:
-1 الحدود المكانية: جمعية رعاية المكفوفين في دمشق والمكفوفين المسجلين في
المؤسسة النموذجية لتأهيل المكفوفين في دمشق.
.2006 / -2 الحدود الزمانية: جرى البحث الحالي خلال العام الدراسي 2005
-3 الحدود البشرية: المعوقون بصرياً ذكوراً وإناثاً في جمعية رعاية المكفوفين بدمشق
والمكفوفون المسجلون في المؤسسة النموذجية لتأهيل المعوقين في دمشق، والذين
18 ) عاماً. - تتراوح أعمارهم مابين ( 12
سادساً: مصطلحات البحث والتعريفات الإجرائية:
- مفهوم الذات: هو احد الأبعاد الهامة في الشخصية التي لها أثر كبير في السلوك، ينمو
.( حصيلة خبرات الفرد الاجتماعية والذاتية التي يمر بها. (عبد اللطيف، 2001 ، ص 10
- مفهوم الذات الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً: تصور الفرد لتقويم الآخرين له
معتمداً في ذلك على أقوالهم وأفعالهم نحوه يتطور نتيجة تفاعل الفرد مع المجتمع.
.( (مقابلة، يعقوب، 1994 ، ص 26
- التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً: قدرة المعوق بصرياً على تطوير علاقات
مرضية مع بيئته وفق بعدين أساسيين الصلة بينهما وثيقة هما البعد الشخصي والبعد
الاجتماعي، ويقاس التكيف الاجتماعي لدى المعاق بصرياً من خلال الدرجة التي
يحصل عليها المعوق بصريا على اختبار التكيف الاجتماعي للمعوق بصرياً.
- التكيف النفسي لدى المعوق بصرياً: قدرة المعوق بصرياً على تحقيق التوازن بينه وبين
البيئة المحيطة به من خلال التعديل والتغيير الذي يحدثه المعوق بصرياً إما في ذاته أو
يجريه في محيطه، ويقاس التكيف النفسي لدى المعوق بصرياً من خلال الدرجة التي
يحصل عليها المعوق بصرياً على اختبار التكيف النفسي للمعوقين بصرياً.
10 } على / -المعوق بصرياً: هو الشخص الذي يمتلك قدرة من الإبصار تقدر ب { 1
الأكثر في كلتا العينين
سابعاًً: الإطار النظري للبحث:
أولاً: مفهوم الذات:
تسعى الدراسات النفسية عموماً إلى دراسة السلوك الإنساني وضبطه والتنبؤ به
من أجل تحديد جوانب تطوره، وذلك من خلال دراسة أهم جانب من جوانب شخصية
الفرد، ألا وهو مفهوم الذات لأنه مركز نظام الشخصية وبناؤها وتكوينها، وبالتالي
يساهم في تحديد قدرتها على التفاعل مع المجتمع بشكل فعال، وقد رأى علماء النفس
الأوائل الذين تعرضوا لمفهوم الذات أن المجتمع مرآة يرى الفرد فيها نفسه، وعرفوا
الذات بأنها ما يشار إليه في الكلام الدارج بضمائر المتكلم ك أنا الفاعلة وياء المتكلم.
من أوائل علماء النفس الذين أولوا موضوع (William James) وكان ( وليم جيمس
مفهوم الذات الصدارة في أبحاثهم. حيث رأى أن الذات في المجموع الكلي لكل ما
يمكن أن يرى الفرد انه له، وأشار إلى ثلاثة أنواع من الذات:
-1 الذات المادية: وهي ذات ممتدة تحتوي بالإضافة إلى جسم الفرد على أسرته
وممتلكاته.
-2 الذات الاجتماعية: وتتضمن وجهة نظر الآخرين نحو الفرد.
.( Damon ,1988, p . -3 الذات الروحية: وتتضمن انفعالا ت الفرد ورغباته ( 56
ثانياً:مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً:
مفهوم الذات أحد الأبعاد الهامة في الشخصية التي لها أثر كبير في السلوك،
وأصبح لمفهوم الذات أهمية بالغة، وغدا يحتل مكاناً جوهرياً في التوجيه النفسي.
وبنظرة تاريخية موجزة نجد أن مفهوم الذات قد نشأ نشأة فلسفية، تم تأكد انتمائه إلى
علم النفس بفضل عالم النفس الشهير (روجرز) وغيره من أصحاب التوجيه الإنساني
في علم النفس (كفافي، 1989 ، ص 104 )، ينمو مفهوم الذات لدى المعوق
أي فرد. فهو حصيلة خبراته الاجتماعية والذاتية التي يمر بها. ويؤكد العلماء على
أهمية إرضاء حاجات الفرد خاصة في مرحلة الطفولة، وذلك لضمان بناء مفهوم
إيجابي للذات وتطور الشخصية بشكل سليم. وهناك حاجتان هامتان بالنسبة للفرد
المعوق كأ ي فرد سوي. تساهمان في بناء وتشكيل شخصيته هما:
-1 احترام الآخرين به بشكل إيجابي (خاصة في مرحلة الطفولة) وهذه حاجة أصلية
لدى الإنسان وتعتبر من أهم دوافع سلوكه.
-2 احترام الفرد لذاته: ويتم تحقيقها عن طريق نظرة الفرد إلى نفسه، وتقييمه لذاته،
.( وشعوره بالتقدير والاحترام الذاتي الذي ينبع من داخله. (القذافي، 1994 ، ص 77
ومن الصعب تحديد فيما إذا كان مفهوم الذات المنخفض لدى المعوق بصرياً هو
نتيجة للإعاقة الموجودة لديه. فمن الناحية النظرية يفترض المختصون بأن وجود
إعاقة بصرية لدى الفرد يساهم في ظهور مشكلات لديه بالنسبة لمفهومه لذاته، لأن
تقييم الذات المنخفض لديه يرتبط بإدراكه لإعاقته، ولرد فعل البيئة السلبي من
ويتكون مفهوم الذات ،(Suzan m.prout و h:thonbsqn و 1994 و p. حوله. ( 259
لدى المعوقين بصرياً كما هو الحال لدى الأسوياء منذ السنوات الأولى من حياتهم،
وينمو ويتطور مع تقدمهم بالعمر، ويتأثر مفهوم الذات لديهم بعدة عوامل منها نظرة
.( المجتمع إليهم. (السرطاوي، الخطيب، الحديدي، 1992 ،ص 27
ثالثاً العوامل المؤثرة في مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً:
ينمو مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً ويتطور من خلال تفاعله المستمر مع
البيئة الاجتماعية ، ويدرك المعوق بصرياً ذاته من خلال علاقته الدينامية والدينامكية
مع العالم والمحيط الخارجي، فإدراكه لما يتوقعه الآخرون منه. من أهم الأمور التي
تلعب دوراً هاماً في تحديد مفهومه عن ذاته.
-ومن أهم العوامل المؤثرة على مفهوم الذات لدى المعوق بصرياً:
الأسرة:
غالباً ما تواجه أسر الأطفال المعوقين جملة من المشكلات الخاصة أثناء
محاولتهم التكيف والتعايش مع وجود الأطفال المعوقين. وفي الوقت ذاته، فإن هذه
الأسر عرضة للضغوط التي تواجها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة. فقد أشارت
إلى أن توافر حب الأبوين ومحبتهم للأبناء تؤدي إلى ( sears, دراسة (سيزر 1990
علاقة إيجابية فيما بينهم، وبالتالي فإن نسبة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الأبناء
تتسم بالتزايد التدريجي.
فمواقف المعوق بصرياً من المجتمع وعلاقاته بأفراد المجتمع والمدرسة هي
امتداد لمواقفه من المنزل، وهذا الموقف ماثل أمام عينة بشكل دائم، وللعلاقة بين
المعوق بصرياً وأخوته أثرها البالغ في تكوين مفهوم ذاته سواء في مرحلة الطفولة أو
المراهقة، فهو يتعلم من خلال هذا التفاعل أنماطاً من السلوك كالمساعدة والصراخ
والغيرة...الخ. أما جو التنافس الذي يوجد بين المعوق بصرياً وأخوته والمبالغ فيه
أحياناً، والذي قد يساهم الجو العائلي في خلقه. فإنه يترك أثاره السلبية في شخصية
المعوق بصرياً بالدرجة الأولى إذا لم يعالج من قبل الوالدين بحكمة وروية بحيث
يشعر جميع الأبناء بما يفهم من ينظر إلى نفسه نظرة تتسم بالدونية. إن روح المحبة
.(Weiss , 1985 , p. هي الروح السائدة فيما بينهم ( 115
-2 مستوى الطموح:
يختلف المعوقون بصرياً فيما بينهم من حيث درجة الإعاقة والقدرات والمستوى
الذي يرغبون في بلوغه أو يشعرون بأنهم قادرون على بلوغه من إعاقتهم، وهناك فروق
فردية من حيث السعي لتحقيق الأهداف. لذلك فإن لمستوى الطموح دوراً هاماً في التأثير
في مفهوم الذات لدى المعوقين بصرياً. إن عدم قدرة المعوق على معرفة مستوى طموحه
ووقوعه تحت معادلة التطرف-أي التطرف في مستوى الطموح بالارتفاع أو
الانخفاض-سينمي لديه مشاعر الدونية وانخفاض مكانته الاجتماعية. وقد أظهرت
الدراسات التي قام بها (ميللر) إلى أن النجاح الدائم يرفع من مستوى وطموح الفرد،
.( وأن كثرة الفشل تعمل على خفض مستوى طموحه (عبد الطيف، 2001 ، ص 36
وتتوقف قدرة المعوق بصرياً على السمو في مستوى طموحه على توافر مجال بيئي
يسمح له بالحركة والنشاط والاستفادة من قدراته وإمكاناته المتاحة بما يساعد على
السعي وراء المزيد من الطموح. كما أن نجاح المعوق المتكرر يساهم في تكوين
مفهوم إيجابي عن ذاته فإن الفشل المتكرر يساهم في تكوين مفهوم سلبي عنها
.( (الشيخ، 1993 ، ص 165
-3 العوامل الاجتماعية:
سعت دراسات وبحوث عديدة إلى دراسة أثر البيئة الاجتماعية على مفهوم الذات
( لدى المعوقين، ومن أهم الدراسات (ميسز) وآخرون (فشتين 1989 ) (موري 1998
فتحي السيد عبد الرحيم 1985 /أليسا وهزل 1986 / حيث أكدت هذه الدراسات على
دور العوامل الاجتماعية في تحديد مفهوم الذات لدى المعوقين، كما أشارت هذه
الدراسات إلى أن الأفراد المعاقين لا يتأثر مفهوم الذات لديهم نتيجة الإصابة. بل يتأثر
تأثيراً كبيراً نتيجة للعزلة الاجتماعية والرفض الذي يفرض عليهم من قبل الأسرة
والأصدقاء.
- 4 الاتزان الانفعالي:
إن فهم المعوق بصرياً لذاته يمثل وسيلة هامة لاستثارة نموه في اتجاه نضجه
الانفعالي، ويتوقف مدى ما يشعر به من قلق عندما يواجه مواقف الحياة – ولو بدرجة
جزئية على الأقل – على مفهومه الشامل عن وحدة شخصيته وكفايتها واعتزازه بذاته،
في حين تؤثر الخبرات والتجارب الانفعالية السلبية على درجة اعتبار الذات لدى
المعوق بصرياً، فكل تجربة يفسرها على أنها تهدد ذاته – كالفشل تؤثر على أتزان
الذات لديه. وهناك فروق بين شعور المعوق بصرياً بالأمن وبين اعتباره لذاته وفهمه
لها، وقد أشار (بلانت) لذلك حيث ميز بين الأمن واعتبار الذات لأن الفرد يشعر
بالأمن بسبب يكونه هو. في حين يأتي اعتباره لذاته من خلال ما يستطيع أن يفعله.
.( Bonner, 1992 ,p.123)
رابعاً: التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً:
التكيف عملية سلوكية معقدة تعكس العلاقة المرضية للإنسان مع المحيط العام
للفرد، وهدفها توفير التوازن أو التوافق بين التغييرات التي تطرأ على المحيط، حيث
يشمل المحيط العام، المحيط الخارجي الذي يحيط بالشخصية ويضم البيئة الاجتماعية
(أسرة، جامعة) والظروف الطبيعية (ماء، هواء) والمحيط الداخلي للفرد نفسه، والذي
ينطوي على الدوافع المختلفة والحاجات والخبرات والقيم التي نحملها والمركبات التي
يمكن أن توجد عندنا، وهي جميعها تؤلف ما يسمى بالمحيط النفسي الداخلي
.( (الرفاعي، 1993 ، ص 29
فالإنسان عندما يصاب بإعاقة معينة كثيرا ما ينتابه شعور بالنقص نتيجة افتقار أو
قصور جزء من تركيبه الفسيولوجي. فالإعاقة تعوق حصول العلاقات والتعامل
الاجتماعي بين المعوقين وبين غيرهم من الأفراد لذا على المعوقين أن ينظروا إلى
إعاقتهم نظرة واقعية موضوعية على أن لا يعني ذلك على الإطلاق أي هدر لكرامتهم
أو جرح لكبريائهم.
-1 أبعاد التكيف الاجتماعي لدى المعوقين بصرياً:
-1 البعد الشخصي:
يتمتع المعوق بصرياً بالتكيف الشخصي عندما يكون راضياً عن نفسه، غير كاره
لها أو نافر منها، وتتسم حياته النفسية بالخلو من التوترات والصراعات النفسية التي
تقترن بمشاعر الذنب والضيق والرثاء للذات. فالمعوق بصرياً غير المتكيف مع نفسه هو
شخص يعاني حرباً تدور رحاها بين جوانب نفسه، وهي حرب تستنفذ قدراً هائلاً من
طاقته، من الأجدر استخدامها في مواجهة أعباء الحياة وشدائدها نراه قليل الحيوية، عاجزاً
عن المثابرة وبذل الجهد، وعن الثبات والصمود حيال الشدائد والأزمات لا يلبث أن يختل
.( ميزانه ويشوه إدراكه وتفكيره إن أرتطم بمشكلة ما. (رمضان، 1990 ، ص 224
ولذلك فإن تغيير معاملة المجتمع للمعاق له أثر كبير على نفسه فزيادة الاهتمام به كمثل
الإهمال له، ويؤثر ذلك بشكل كبير عليه، لذا فإن تقبل المعاق باعتباره شخصاً متساوياً مع
الآخرين في جماعته سواء في المدرسة - النادي - المصنع....له أثر كبير في التكيف
.( الشخصي والاجتماعي للمعوق ذاته. (سلسلة الدراسات الاجتماعية، 1996 ، ص 112
-2 البعد الاجتماعي:
عندما يملك المعوق بصرياً القدرة على عقد صلات اجتماعية راضية ومرضية
مع من يعاشرونه ويعملون معه، صلات لا يغشاها الاحتكاك والتشكك والشعور
بالاضطهاد، ودون أن يشعر برغبة ملحة في استدرار عطفهم عليه، أو طلب المعونة
منهم باستمرار يمكن القول بأنه فرد متكيف اجتماعيا. وبالتالي يكون أقدر على ضبط
نفسه في الموقف الذي يثير الانفعال لديه، فلا يثور ولا يتهور لأسباب تافهة، ولا يعبر
عن انفعالاته بصورة طفيلية فجة. هذا إلى جانب قدرته على معاملة الناس بصورة
.( واقعية لا تتأثر بما تصوره له أفكاره وأوهامه منهم (رمضان، 1990 ، ص 225
يواجه المعوق بصرياً العديد من الصعوبات نتيجة القيود الناجمة عن إعاقته،
ومن مشكلات تتركز حول تكيفه الاجتماعي، وكذلك تكيف المقربين منه إزاء عاهته
ونتائجها ومساندة المعوقين بصرياً تقوم على تنمية مهاراتهم الاجتماعية. وعلى
اكتساب الثقة بأنفسهم وفي غيرهم من البشر لكي يتمكنوا من التخلص من الشعور
.(Schaefer ,1982 ,p. بالنقص تجاه ذاتهم ونحو الآخرين.
423
خامساً: التكيف النفسي:
ويلجأ إليه الفرد إذا ما اختل توازنه النفسي، إما لعدم إشباع حاجاته، أو لعدم
تحقيق أهدافه، بقصد إعادة هذا التوازن الذي يتحقق بإشباع هذه الحاجات أو تحقيق
هذه الأهداف ولو حللنا عملية التكيف النفسي، نجد أنها تتم وفق الخطوات الآتية:
أ-وجود دافع أو حاجة تدفع الإنسان إلى هدف خاص، مثل رغبة شاب أن يسري
بسرعة ليعيش حياة رغيدة
ب-وجود عائق أو محيط يمنع الوصول إلى تحقيق الهدف مثل عمل الشاب في وظيفة
تدر عليه دخلاً محدوداً. ولا مورد له سوى هذا الراتب البسيط.
ت-القيام بمحاولات للتغلب على هذا العائق، مثل ترك الوظيفة والعمل بالتجارة.
ث-الوصول إلى الهدف، وذلك إذا ما نجحت تجارته وأصبح ثرياً (وهنا يكون قد حقق
هدفه فيسترد توازنه النفسي الذي أختل بسبب العائق).
ه-ولكن قد يحدث أن يفشل الفرد في تحقيق هدفه – وذلك لفشل تجارته. وهنا قد
يحدث هروباً من الموقف المعوق، ويستمر اختلال توازنه النفسي وتوتره ويكتفي
بإشباع بديل لهذا الهدف عن طريق الخيال وأحلام اليقظة أو اللجوء إلى تعاطي
.( الخمر والمخدرات. (الديب، 2002 ،ص 37
أولاً- التكيف النفسي لدى المعوقين بصرياً:
قدرة المعوق بصرياً على تحقيق التوازن بينه وبين البيئة المحيطة به من خلال
التعديل والتغيير الذي يحدثه المعوق بصرياً إما في ذاته أو يجريه في محيطه.
ثانياً- جوانب التكيف النفسي لدى المعوقين بصريَا:
-الجانب الانفعالي:
ويكشف عن المعاناة من القلق، الشعور بالكآبة والحزن، المعاناة من تقلب
المزاج والانشغال بالجنس الآخر، الميل إلى الانسحاب من المواقف التي تحتاج
المواجهة، الاستثارة والغضب، الاضطراب عند ملاحظة الآخرين للمعاق، الإخفاق في
التعبير عن المشاعر، البكاء السريع، الملل، أحلام اليقظة، الخجل من المظهر، التأثر
بإيحاءات الآخرين، الخوف من الظلام، التشاؤم، المعاناة من التوتر والتشنج، المعاناة
من الأرق، الشعور بالنقص والدونية، الشعور بالرضا عن النفس، الثقة بالآخرين،
المتعة بصحبة الآخرين، ضبط الانفعالات.
-2 الجانب المعرفي:
ويكشف عن حالات الشرود، القدرة على التفكير المستمر، حل المشكلات، تنظيم
الشؤون الخاصة، القدرة على التلخيص، الإخفاق في التركيز، الذاكرة الجيدة، التخطيط
للعمل قبل القيام به، اعتماد مبدأ الشك في تعريف الأشياء، الإخفاق في التعبير عما
يجول في فكر المعاق، الاستيعاب البطيء للمعارف، الإدراك السريع للعلاقات بين
الأشياء أو المواقف، اتخاذ القرارات، الحجة، البرهان، القدرة على التحصيل الدراسي،
امتلاك ثقافة مناسبة، اعتماد أسلوب تحليل الأفكار، المحاكاة، الاستقرار ....... الخ.
-3 الجانب القيمي:
ويكشف عن الممارسة المنتظمة للمشاعر الدينية، تسويغ أو تعليل التعصب
الديني، الشك بأن هناك أموراً ليست من صميم الدين، احترام جميع الأديان، إقامة
علاقات طيبة مع الآخرين أياً كان دينهم، مجاملة الآخرين ومسايرتهم دون اقتناع
حقيقي بآرائهم، إدراك قيمة الوقت واستغلاله في ما هو منتج ومفيد، تسويغ التهافت
على جمع المال، الإيمان بأن العمل القيم يتطلب العمل الجيد، القبول بتعميم الأحكام
والتقاليد الاجتماعية، تذوق الجمال في الأعمال الفنية، الاستمتاع بمناظر الطبيعة،
تحبيذ تضحية الفرد بذاته في سبيل الآخرين......الخ.
-4 الجانب النفسي:
ويتجلى هذا الجانب من خلال الرضى النفسي الذي يشعر به المعوق بصرياً
نتيجة لعلاقته الإيجابية مع الآخرين ورضاهم عنه، إذا أن سلوكه الاجتماعي الإيجابي
يعكس درجة الرضا والسعادة، ويدل من ناحية أخرى على الناحية الثقافية التي يتمتع
بها المعوق بصرياً.
مما ذكر سابقاً يتضح لنا مدى الأهمية التي يحققها التكيف بالنسبة للفرد بشكل
عام وللمعاق بصرياً بشكل خاص ومدى علاقته بمفهومه عن ذاته سواء أكان ذلك
سلبياً أو إيجابياً، وكل ذلك له تأثير على شخصيته وعلاقته بالمجتمع وبالآخرين.
ثامناًً: الدراسات السابقة:
أ- الدراسات العربية:
. -1 دراسة نادر فايز شريفة 2002
عنوان الدراسة: (الاتجاهات الوالدية في التنشئة كما يدركها الأبناء المكفوفون
وعلاقتها بمفهوم الذات). أجريت الدراسة في دمشق.
عينة الدراسة:
32 ) عاماً، - كفيفاً وكفيفة، تراوحت أعمارهم بين ( 15 «85» تألفت عينة الدراسة من
في جمعية رعاية المكفوفين في دمشق.
أهداف الدراسة:
-1 التعرف على الآثار الناجمة عن الإعاقة البصرية.
-2 التعرف على التنشئة الوالدية للأبناء المكفوفين.
-3 التعرف على مفهوم الذات لدى المكفوفين.
-4 التعرف على العلاقة القائمة بين التنشئة الوالدية للأبناء المكفوفين ومفهوم الذات
لديهم.
أدوات الدراسة:استمارة بيانات أولية.استبيان الاتجاهات الوالدية في التنشئة،
ويتألف من ( 72 ) سؤالاً.
- مقياس مفهوم الذات، المؤلف من ( 100 ) سؤال.
- نتائج الدراسة:
-1 أظهرت الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الأبناء المكفوفين من الجنسين في
إدراكهم الاتجاهات الوالدية في التنشئة على الأبعاد الثلاثة: التقبل، الرفض،
الاستقلالية، الحماية الزائدة، التشجيع، الإهمال.
-2 كما أظهرت الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية بين الأبناء المكفوفين الذكور
والإناث في مفهوم الذات بمقاييسه الخمسة: الجسمية، الأسرية، الشخصية،
الاجتماعية، الأخلاقية.
أظهرت الدراسة أيضاً وجود علاقة ارتباطيه بين الأساليب الوالدية في التنشئة
كما يدركها الأبناء المكفوفون ومتغيرات مفهوم الذات الخمسة: الجسمية- الأسرية –
الشخصية- الاجتماعية – الأخلاقية.
-2 دراسة سناء محمد إبراهيم ( 1988
عنوان الدراسة "سيكولوجية الفتيات المقعدات ومقارنتهن بالفتيات السويات، وهل
توجد اختلافات بينهن في كل من الذكاء، ومستوى الطموح، الانجاز" أجريت الدراسة
في مصر.
- عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة من مجموعة تجريبية ( 17 ) من الفتيات المقعدات،
والمجموعة الضابطة تتكون من الفتيات السويات.