أ.الزهرة الأسود
أ. ربيعة جعفور
جامعة ورقلة ( الجزائر )
مقدمة:
يستجيب الواحد منا لمختلف المواقف التي يواجهها في بيئته قصد تحقيق
حاجاته ودوافعه والوصول إلى حالة التكيف والتواف ق, وذلك باستخدام آليات
واستراتيجيات. ولكن أمام إلحاح بعض الدوافع وظروف البيئة قد يفشل الفرد في
مواجهتها مما يسبب له الضغط، فتظهر عليه أعراض مرضية تجعلنا نصف حالته
بالوقوع في المرض السيكوسوماتي.
والوسط المدرسي كغيره يعاني من ضغوط جراء التبدلات المتسارعة في
المناهج والزيادة المضطردة لعدد المتمدرسين, مما قد يعود سلبا على فاعلية النظام
المدرسي. لذا تهدف الدراسة الحالية إلى التنبيه لهذا الواقع من خلال معرفة مدى
إنتشار ظاهرة الأمراض السيكوسوماتية بين أساتذة التعليم الثانوي، وعليه سوف
نتعرض في الجانب النظري لهذه الدراسة إلى الضغط المهني والأمراض
السيكوسوماتية
الضغط المهني:
هو ضغط يتعرض له الفرد في مهنته ناتج عن مجموعة الصعوبات المباشرة
وغير المباشرة؛ ومن علاماته:
- نقص الرضى الوظيفي.
- نقص الإنجاز الذاتي.
- ضغط الدم المرتفع.
- ظهور أمراض القلب.
- القلق الوظيفي.
- التدخين المفرط.
- الشعور بعدم الإحترام الذاتي.
.( - ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. (سعد الأمارة, 2000
ويعرفه صلاح عبد الباقي:" الضغط المهني هو مجموعة المثيرات التي
تتواجد في بيئة عمل الفرد, والتي ينتج عنها مجموعة من ردود الأفعال والتي
تظهر في سلوك الأفراد في العمل أو في حالاتهم النفسية والجسماني ة, أو في
أدائهم لأعمالهم نتيجة تفاعل الأفراد مع بيئة عملهم التي تحوي الضغوط".(صلاح عبد
.( الباقي, 2001 , ص: 167
تعريف هارون توفيق الرشيدي: "هو الشعور بالوطأة والعبء والثقل الناشئ
من مهنة الفرد, ومجموعة الصعوبات المباشرة وغير المباشرة التي يواجهها الفرد في
.( مهنته وعمله". (توفيق هارون الرشيدي, 1999 ,ص: 05
أسباب ومصادر الضغط المهني:
تتعدد مصادر الضغط وتتنوع تبعا للمجال الذي يتواجد فيه الفر د, ويمكن
حصرها من خلال العناصر التالية:
دور الفرد. ·
الضغوط التي يضعها الفرد أو يفرضها على نفسه نتيجة عدم قدرته على تحقيق ·
أهدافه.
, الضغوط التي تفرض على الفرد من طرف الآخرين.(راوية حس ن, 2002 ·
.(
لذا سوف نركز هنا على ما نعتقد أنه ذو صلة بمهنة
التدريس, على غرار ما ذكره "علي عسكر"( 2002
طبيعة العمل: تتفاوت المهن تبعا لطبيعتها من حيث المسؤوليات وطريقة
الأداء والنتائج المترتبة عما يقوم به الفرد العامل, ويؤدي هذا التباين إلى إيجاد درجة
من الضغوط. ومن الطبيعي أن تكون الأعمال المتعلقة بمسؤولية حياة الناس أكثر
مساهمة في إحداث القلق مقارنة بالأعمال المكتيبة.
زيادة الحمل الوظيفي: يشير مفهوم عبء العمل إلى كون الم همة تتطلب
مهارات عالية من العامل في حين هو لا يملكها أو ليس لديه القدرة على أدائها؛ وهو
نوعان:
1. عبء كمي: ويتمثل في عدم كفاية الوقت المحدد لإنجاز المهام المطلوبة
إنجازها من العامل والتي تتسم بالكثرة.
2. عبء نوعي: يتمثل في قصور المهارات اللازمة لإنجاز مهمة ما, فالعامل
هنا لا يملك القدرات العقلية والجسمية لأداء ما يطلب منه.
ويشبه هذا المصدر بانقطاع التيار الكهربائي عندما يزداد الحمل الإستهلاكي
عن طاقة الجهاز, فالشيء نفسه يحدث مع العامل عندما تزداد المهام الموكلة إلي ه,
سواء كان ذلك من ناحية الكم أو النوع، وعلى العكس من النظام الكهربائي فالإنسان
لا يملك جهازا آليا مساندا للسلامة يجنبه الآثار السلبية الناتجة عن الحمل الزائد الذي
غالبا ما يؤدي إلى مشكلات بدنية وعقلية تؤثر سلبا على أدائه.
لمحة تاريخية عن ظهور مفهوم السيكوسوماتية:
مصطلح السيكوسوماتية مك ون من لفظين هما: سيكو (نفس)، سوما (جس د)
وهو يرجع إلى فرضية وجود علاقة بين الروح (النفس) وأمراض الجسد.
سنة 1918 ، إلا أن "Heinrot" وقد استخدم هذا المصطلح لأول مرة على يد
محمد أحمد ) ."F.Deutsch" الاستخدام الدقيق له كما يقال إنما كان على يد
.( النابلسي, 1992 , ص: 17
والملاحظ هو أن جميع التفسيرات التي ظهرت أولا إنما كانت مّتفقة على مبدأ
واحد وهو العلاقة بين الجسم والروح.
- الاتجاه الأول: وتمثله "الفلسفة الأرسطية"؛ حيث ترى أن الجسم والروح يكونان
وحدة متجانسة ويمكن تمثيل هذه النظرة على شكل هيلومورفيزم.
أ. ربيعة جعفور
جامعة ورقلة ( الجزائر )
مقدمة:
يستجيب الواحد منا لمختلف المواقف التي يواجهها في بيئته قصد تحقيق
حاجاته ودوافعه والوصول إلى حالة التكيف والتواف ق, وذلك باستخدام آليات
واستراتيجيات. ولكن أمام إلحاح بعض الدوافع وظروف البيئة قد يفشل الفرد في
مواجهتها مما يسبب له الضغط، فتظهر عليه أعراض مرضية تجعلنا نصف حالته
بالوقوع في المرض السيكوسوماتي.
والوسط المدرسي كغيره يعاني من ضغوط جراء التبدلات المتسارعة في
المناهج والزيادة المضطردة لعدد المتمدرسين, مما قد يعود سلبا على فاعلية النظام
المدرسي. لذا تهدف الدراسة الحالية إلى التنبيه لهذا الواقع من خلال معرفة مدى
إنتشار ظاهرة الأمراض السيكوسوماتية بين أساتذة التعليم الثانوي، وعليه سوف
نتعرض في الجانب النظري لهذه الدراسة إلى الضغط المهني والأمراض
السيكوسوماتية
الضغط المهني:
هو ضغط يتعرض له الفرد في مهنته ناتج عن مجموعة الصعوبات المباشرة
وغير المباشرة؛ ومن علاماته:
- نقص الرضى الوظيفي.
- نقص الإنجاز الذاتي.
- ضغط الدم المرتفع.
- ظهور أمراض القلب.
- القلق الوظيفي.
- التدخين المفرط.
- الشعور بعدم الإحترام الذاتي.
.( - ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. (سعد الأمارة, 2000
ويعرفه صلاح عبد الباقي:" الضغط المهني هو مجموعة المثيرات التي
تتواجد في بيئة عمل الفرد, والتي ينتج عنها مجموعة من ردود الأفعال والتي
تظهر في سلوك الأفراد في العمل أو في حالاتهم النفسية والجسماني ة, أو في
أدائهم لأعمالهم نتيجة تفاعل الأفراد مع بيئة عملهم التي تحوي الضغوط".(صلاح عبد
.( الباقي, 2001 , ص: 167
تعريف هارون توفيق الرشيدي: "هو الشعور بالوطأة والعبء والثقل الناشئ
من مهنة الفرد, ومجموعة الصعوبات المباشرة وغير المباشرة التي يواجهها الفرد في
.( مهنته وعمله". (توفيق هارون الرشيدي, 1999 ,ص: 05
أسباب ومصادر الضغط المهني:
تتعدد مصادر الضغط وتتنوع تبعا للمجال الذي يتواجد فيه الفر د, ويمكن
حصرها من خلال العناصر التالية:
دور الفرد. ·
الضغوط التي يضعها الفرد أو يفرضها على نفسه نتيجة عدم قدرته على تحقيق ·
أهدافه.
, الضغوط التي تفرض على الفرد من طرف الآخرين.(راوية حس ن, 2002 ·
.(
لذا سوف نركز هنا على ما نعتقد أنه ذو صلة بمهنة
التدريس, على غرار ما ذكره "علي عسكر"( 2002
طبيعة العمل: تتفاوت المهن تبعا لطبيعتها من حيث المسؤوليات وطريقة
الأداء والنتائج المترتبة عما يقوم به الفرد العامل, ويؤدي هذا التباين إلى إيجاد درجة
من الضغوط. ومن الطبيعي أن تكون الأعمال المتعلقة بمسؤولية حياة الناس أكثر
مساهمة في إحداث القلق مقارنة بالأعمال المكتيبة.
زيادة الحمل الوظيفي: يشير مفهوم عبء العمل إلى كون الم همة تتطلب
مهارات عالية من العامل في حين هو لا يملكها أو ليس لديه القدرة على أدائها؛ وهو
نوعان:
1. عبء كمي: ويتمثل في عدم كفاية الوقت المحدد لإنجاز المهام المطلوبة
إنجازها من العامل والتي تتسم بالكثرة.
2. عبء نوعي: يتمثل في قصور المهارات اللازمة لإنجاز مهمة ما, فالعامل
هنا لا يملك القدرات العقلية والجسمية لأداء ما يطلب منه.
ويشبه هذا المصدر بانقطاع التيار الكهربائي عندما يزداد الحمل الإستهلاكي
عن طاقة الجهاز, فالشيء نفسه يحدث مع العامل عندما تزداد المهام الموكلة إلي ه,
سواء كان ذلك من ناحية الكم أو النوع، وعلى العكس من النظام الكهربائي فالإنسان
لا يملك جهازا آليا مساندا للسلامة يجنبه الآثار السلبية الناتجة عن الحمل الزائد الذي
غالبا ما يؤدي إلى مشكلات بدنية وعقلية تؤثر سلبا على أدائه.
لمحة تاريخية عن ظهور مفهوم السيكوسوماتية:
مصطلح السيكوسوماتية مك ون من لفظين هما: سيكو (نفس)، سوما (جس د)
وهو يرجع إلى فرضية وجود علاقة بين الروح (النفس) وأمراض الجسد.
سنة 1918 ، إلا أن "Heinrot" وقد استخدم هذا المصطلح لأول مرة على يد
محمد أحمد ) ."F.Deutsch" الاستخدام الدقيق له كما يقال إنما كان على يد
.( النابلسي, 1992 , ص: 17
والملاحظ هو أن جميع التفسيرات التي ظهرت أولا إنما كانت مّتفقة على مبدأ
واحد وهو العلاقة بين الجسم والروح.
- الاتجاه الأول: وتمثله "الفلسفة الأرسطية"؛ حيث ترى أن الجسم والروح يكونان
وحدة متجانسة ويمكن تمثيل هذه النظرة على شكل هيلومورفيزم.