مقدمة:
يعد الإدمان من الظواهر الوبائية التي دد كيان الفرد واتمع وهى ظاهرة مرضية كفيلة بان تقوض أركان
أمة بأسرها إذا ما انتشرت فيها لأا أسرع انتشارًا بين الشباب.. عدة اليوم ومستقبل الغد، وبذلك فهي تشكل
خطرًا ملحوظًا على أهم مصدر من مصادر التنمية ألا وهو التنمية البشرية فض ً لا عما تحمله من خطورة تتعلق
بالتنمية الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، واتمعية.. لأا ظاهرة وبائية متعددة التأثير، والتفعيل وهذا ما جعل
بعض العلماء يسموا إخطبوط العصر الحالي.. وعصرنا الحالي لا يحتاج إلى مزيد من هذا فقد يكفي ما يلاقيه
(٦٦ : الأفراد من قلق، واكتئاب، وضغوط متزايدة. (النيال، ١٩٩٨
وهي خطر داهم قادم لتدمير كل العالم وكل الدول غنيها وفقيرها، وحسب إحصاء منظمة الصحة العالمية
فإن نسبة مدمني المخدرات في العالم أكثر من خمسين مليون شخص. وهذه النسبة آخذة في الزيادة أكثر من ذلك إذا
لم نواجه البلاء بكل الوسائل والطرق ونحد من انتشاره لأن المشكلة الآن ليست في وجود المخدرات بل في انتشارها
السريع واقتناع بعض الشباب والمراهقين باستخدامها. ولقد تفاقمت مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة
وأصبحت مشكلة عالمية تشغل المسئولين والأجهزة المعنية محليًا ودوليًا، والمعضل في الأمر أن المخدرات تسببت في
مشاكل أخرى مثل الفقر والتسول والزنا واللواط وأنواع الجريمة المختلفة مما يؤدي إلى تفكك الأسر واتمعات
(١١٦ : وايار الصحة العامة للفرد واتمع، وانتشار ظواهر الانحراف بصوره المختلفة. (عبد المعطي، ٢٠٠٦
ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع، سواء كان متقدمًا أو ناميًا. فهي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا
(١٥ : وانجلترا لا تقل تعقدا عنها في نيجريا او زائير او تايلاند. (سويف، ٢٠٠١
وتعتبر مشكلة تعاطي المواد المتعددة للمخدرات من المشكلات النفسية الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على
اتمع بصفة عامة وعلى الفرد بصفة خاصة بما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية سيئة، وتكمن
خطورة هذه المشكلة في أا تنتشر لدى الأبناء الذين يمثلون قوة بشرية أساسية في اتمع، كما تكمن خطورة هذه
المشكلة أيضًا في أنه لم يعد الفرد يتعاطى عقارًا واحدًا بل أصبح يتعاطى أكثر من عقار في الوقت ذاته. (عبد المعطي،
تم المسئولون في هذه الأيام اهتماما خاصا بتعبئة قوى الشباب واعداده لتحمل مسئولية بناء الوطن
والنهوض به. والصحة النفسية هي احدى دعامات ذلك البناء لما لها من اثر فعال في السيطرة علي تصرفات الانسان
(٢٢ : وتحسين العلاقات بن الأفراد. (المكتب الفني لنشر الدعوة الاسلامية، ١٩٨٦
التعريف بالإدمان:
الاسم العلمي للإدمان هو اضطراب استعمال المواد المؤثرة على النفس، كذلك فإن كلمة مخدرات لا تشمل
المنبهات الأمفيتامينات، أقراص النشوة... إلخ. وتصنف المواد المؤثرة على النفس كالآتي: الكحول، الحشيش،
الأفيونات، الكوكايين (الهيروين). المطمئنات، المنبهات، المذيبات، والقات وعقاقير الهلوسة. ويجب التفرقة بين
"الإدمان" أو "التعود" وبين "سوء الاستعمال ". فسوء الاستعمال هو استعمال المواد دون أسباب طبية للحصول على
النوم أو الطمأنينة ومادامت الجرعة لا تزيد فلا خوف منها. أما المدمن فهو يحتاج إلي زيادة الجرعة للحصول على
نفس التأثير، ويعتبر العقاقير هي أهم مكونات الحياة، ويعاني من أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناول العقار.
(٤١ : (زكي، ٢٠٠٥
١١٨ ) بأنه حالة نفسية وأحيانًا عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع : كما عرفه عبد المعطي ( ٢٠٠٦
العقار ومن خصائصها استجابات وأنماط سلوكية مختلفة تشمل دائمًا الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة متصلة
أو دورية للشعور بآثاره النفسية أو لتجنب الآثار المزعجة التي تنتج عن عدم توفره.
تصنيف المواد المحدثة للاعتماد
تتباين الدراسات التي تناولت المواد المخدرة فيما بينها من حيث المواد المحدثة للإعتماد فالبعض ركز على
مواد دون غيرها والبعض ركز على مواد أخرى. هناك تصنيفات مختلفة نختارها إحداها لغرض الدراسة الراهنة وهي
التي ساقها سويف ( ١٩٩٦ ) وعرف فيها المواد المحدثة للإعتماد بأا مواد تتوافر فيها القدرة علي التفاعل مع الكائن
الحي فتحدث حالة نفسي أو عضوي أو كليهما معًا. وقد تتناول هذه المادية النفسية في سياق طبي أو غير طبي دون
أن يترتب على ذللك بالضرورة حدوث الاعتماد. ولكن بمجرد نشوء حالة اعتماد فسوف تختلف خصائصها
باختلاف فئة المادة النفسية المعينة. فبعض المواد بما في ذلك المادة الموجودة في القهوة والشاي. كفيلة بأن تحدث
اعتمادًا بمعنى عام أو مستمع جدًا. ومثل هذه الحالة ليست ضارة بالضرورة. ولكن هناك فئات أخرى من المواد،
التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي تأثيرًا منشطًا ومرتبطًا، أو تحدث إضطرابات في الإدراك، أو في المزاج، أو في
التفكير، أو في الحركة، ويعرف عن هذه المواد عمومًا أا إذا استخدمت في سياق بعينه فإا تكون كفيلة بإحداث
مشكلات ذات طبيعة فردية وعامة في آن معًا. هذه الفئات من المواد من شأا أن تحدث أقدارًا كبيرة من الإعتماد.
وفيما يلي حصر بفئات هذه المواد:
• فئة الكحوليات: وتشمل جميع المشروبات الكحوليةز
• فئة الأمفيتامينات: مثل الأمفيتامين، والدكسامفيتامين، والميتافيتامين، والميثايلفينايديت، والفينميترازين.
ة الباربيتورات:مثل الباربيتورات (خاصة ذات التأثير قصير المدى ومتوسط المدى)، ومواد أخرى ذات
تأثير مهدئ مثل الكلورديازيبوكسليد (وهو المعروف بالليبريوم)، و الديازيبام (وهو الفاليوم) ،
والميبروباميت (ويعرف باسم ميلتاون) والميتاكوالون.
• فئة القنبيات: مثل مستحضرات القنب، بما في ذلك الماروانا (كما هو معروف في المغرب)، والبانج
والجانجا والكاراس (كما هو معروف في الهند)والكيف (كما هو معروف في الشمال الأفريقي)،
والحشيش (كما هو معروف في مصر).
• فئة الكوكايين: وتشمل الكوكايين، وأوراق الكوكا، والكراك.
الميسكالين، ،(LSD • فئة المهلوسات (أي محدثات الهلاوس): مثل الليسيرجايد (المعروف باسم
والسايلوسيبين.
• فئة القات
• فئةالأفيونيات (أو المورفينيات): مثل الأفيون، والمورفين، والهيروين، والكودايين، وبعض العقاقير المخلقة
ذات الآثار الشبيهة بآثار المورفين الميثادون والبيثيدين.
• فئة المواد الطيارة (الاستنشاقية): مثل الأسيتون، وبعض المواد المستخدمة في التخدير مثل الإثير
والكلوروفورم.
• فئة الطباق (النيكوتين).
• فئة البن والشاي (الكافيين).
بعض نظريات تفسير الاعتماد العقاقيري
هناك الكثير من النظريات التي سعت الى تفسير الإعتماد العقاقيري، يعرض منها في الدراسة الحالية نظرية
التحليل النفسي والنظرية السلوكية والنظرية النفسية الاجتماعية
نظرية التحليل النفسي
وتفسرهذه النظرية الاعتماد العقاقيري في ضوء القهر، وفي ضوء الاضطرابات التي تحدث في مرحلة الطفولة
المبكرة: وتشمل هذه الاضطرابات عمليات الإشباع العضوية في المرحلة الفمية، وعملياتالنمو الجنسي من المرحلة
الفمية وحتى القضيبية، والتي يختل فيها نضج الأنا، وتظهر مخاوف مثل: الخوف من عدم الإشباع، والخوف من
الخصاء، ومن الاستمناء الطفلي وما يصاحب ذلك من مشاعر الإثم، فض ً لا عن اضطراب علاقات الحب بين المدمن
(٤١٩ : ووالديه، وظهور ثنائية العواطف، وتحول موضوع الحب الأصلي إلى موضوع العقار. (سعد المغربي، ١٩٦٣
النظرية السلوكية
وتفسرهذه النظرية الاعتماد العقاقيري بوصفه عادة شرطية، وانه نوع من الإثابة المدعمة المرتبطة باستخدام
عقار ما، وأن هذا التدعيم الإيجابي قادر على خلق عادة قوية هي اشتهاء العقار. وتصبح هذه العادة نمطًا سلوكيًا
( متكررًا ويستعصي على التغيير في بعض الأحيان (فاروق عبد السلام، ١٩٧٧ ص ٦٥
النظرية
النظرية النفسية الإجتماعية
يقوم تعاطي العقاقير وفق المنظور النفسي الإجتماعي بعدة وظائف مثل تخفيف التوتر، والإمتاع، وتحسين
التفاعل الإجتماعي، وإشباع الحاجة للشعور بالقوة، والابطال المؤقت لتأثيرات الأحداث الضاغطة، ونسيان
(٢٣ : الذكريات المؤلمة. (مدحت عبد الحميد، ١٩٩٣
مؤشرات انتشار تعاطي المواد النفسية في مصر
أبرزت أحدث الدراسات التي قام ا البرنامج الدائم لبحوث تعاطي المواد النفسية والذي يعمل تحت
مظلة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية على طلاب الجامعة ( ١٩٩٥ ) وعلى تلاميذ المدارس الثانوية
العامة والفنية نتائج ملفتة للنظر.
فقد كشف المسح الذي أجراه البرنامج على عينة من طلاب الجامعة الذكور والإناث أن ٢٢,٠٨ % أقروا
أم شربوا الكحوليات ولو لمرة واحدة، وأقر ٩,٠٤ % بتعاطي المخدرات الطبيعية، ٨,٨٢ % أقروا أم تعاطوا
الأدوية النفسية.
وكشفت نتائج أحدث مسح أجراه البرنامج الدائم على تلاميذ المدارس الثانوية العامة والثانوية الفنية الذكور
أن من شربوا الكحوليات ولو لمرة واحدة كان ١٨,٣ % من تلاميذ المدارس الثانوية العامة، و ١٦,٧ % تلاميذ
المدارس الثانوية الفنية، ومن أقروا بتعاطي المخدرات الطبيعية ٥,٢ % من تلاميذ الثانوي العام، و ٥,١ % من تلاميذ
الثانوي الفني، وكان ٣,٦ % من تلاميذ ثانوي عام، و ٥,٦ % من تلاميذ الثانوي الفني أقروا بتعاطيهم الأدوية
(٣٤-٣٣ : النفسية. (صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ٢٠٠٨
الإحساس بالمشكلة:
تتنوع الأضرار الصحية الناتجة عن تعاطى المخدرات وتتفاوت ما بين أضرار تحدثها عموم المخدرات بصرف
النظر عن نوعها وما بين ضرر ينفرد به نوع دون آخر وبين ثالث يتخطى الأضرار البدنية إلي أضرار نفسية وعصبية
٤٩ ). ونتيجة لأهمية الشديدة لتلك الآثار النفسية، ظهرت الحاجة إلى إلقاء الضوء على الأسئلة : (زكى، ٢٠٠٥
التالية:
١. ما الآثار النفسية لتعاطي وإدمان المخدرات بصفة عامة؟
٢. ما الآثار النفسية للتعاطي والإدمان النوعي للمخدرات؟
٣. ما الآثار النفسية التي تحدث خلال مرحلة انسحاب المخدرات من جسم المدمن؟
يعد الإدمان من الظواهر الوبائية التي دد كيان الفرد واتمع وهى ظاهرة مرضية كفيلة بان تقوض أركان
أمة بأسرها إذا ما انتشرت فيها لأا أسرع انتشارًا بين الشباب.. عدة اليوم ومستقبل الغد، وبذلك فهي تشكل
خطرًا ملحوظًا على أهم مصدر من مصادر التنمية ألا وهو التنمية البشرية فض ً لا عما تحمله من خطورة تتعلق
بالتنمية الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، واتمعية.. لأا ظاهرة وبائية متعددة التأثير، والتفعيل وهذا ما جعل
بعض العلماء يسموا إخطبوط العصر الحالي.. وعصرنا الحالي لا يحتاج إلى مزيد من هذا فقد يكفي ما يلاقيه
(٦٦ : الأفراد من قلق، واكتئاب، وضغوط متزايدة. (النيال، ١٩٩٨
وهي خطر داهم قادم لتدمير كل العالم وكل الدول غنيها وفقيرها، وحسب إحصاء منظمة الصحة العالمية
فإن نسبة مدمني المخدرات في العالم أكثر من خمسين مليون شخص. وهذه النسبة آخذة في الزيادة أكثر من ذلك إذا
لم نواجه البلاء بكل الوسائل والطرق ونحد من انتشاره لأن المشكلة الآن ليست في وجود المخدرات بل في انتشارها
السريع واقتناع بعض الشباب والمراهقين باستخدامها. ولقد تفاقمت مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة
وأصبحت مشكلة عالمية تشغل المسئولين والأجهزة المعنية محليًا ودوليًا، والمعضل في الأمر أن المخدرات تسببت في
مشاكل أخرى مثل الفقر والتسول والزنا واللواط وأنواع الجريمة المختلفة مما يؤدي إلى تفكك الأسر واتمعات
(١١٦ : وايار الصحة العامة للفرد واتمع، وانتشار ظواهر الانحراف بصوره المختلفة. (عبد المعطي، ٢٠٠٦
ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع، سواء كان متقدمًا أو ناميًا. فهي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا
(١٥ : وانجلترا لا تقل تعقدا عنها في نيجريا او زائير او تايلاند. (سويف، ٢٠٠١
وتعتبر مشكلة تعاطي المواد المتعددة للمخدرات من المشكلات النفسية الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على
اتمع بصفة عامة وعلى الفرد بصفة خاصة بما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية سيئة، وتكمن
خطورة هذه المشكلة في أا تنتشر لدى الأبناء الذين يمثلون قوة بشرية أساسية في اتمع، كما تكمن خطورة هذه
المشكلة أيضًا في أنه لم يعد الفرد يتعاطى عقارًا واحدًا بل أصبح يتعاطى أكثر من عقار في الوقت ذاته. (عبد المعطي،
تم المسئولون في هذه الأيام اهتماما خاصا بتعبئة قوى الشباب واعداده لتحمل مسئولية بناء الوطن
والنهوض به. والصحة النفسية هي احدى دعامات ذلك البناء لما لها من اثر فعال في السيطرة علي تصرفات الانسان
(٢٢ : وتحسين العلاقات بن الأفراد. (المكتب الفني لنشر الدعوة الاسلامية، ١٩٨٦
التعريف بالإدمان:
الاسم العلمي للإدمان هو اضطراب استعمال المواد المؤثرة على النفس، كذلك فإن كلمة مخدرات لا تشمل
المنبهات الأمفيتامينات، أقراص النشوة... إلخ. وتصنف المواد المؤثرة على النفس كالآتي: الكحول، الحشيش،
الأفيونات، الكوكايين (الهيروين). المطمئنات، المنبهات، المذيبات، والقات وعقاقير الهلوسة. ويجب التفرقة بين
"الإدمان" أو "التعود" وبين "سوء الاستعمال ". فسوء الاستعمال هو استعمال المواد دون أسباب طبية للحصول على
النوم أو الطمأنينة ومادامت الجرعة لا تزيد فلا خوف منها. أما المدمن فهو يحتاج إلي زيادة الجرعة للحصول على
نفس التأثير، ويعتبر العقاقير هي أهم مكونات الحياة، ويعاني من أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناول العقار.
(٤١ : (زكي، ٢٠٠٥
١١٨ ) بأنه حالة نفسية وأحيانًا عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي مع : كما عرفه عبد المعطي ( ٢٠٠٦
العقار ومن خصائصها استجابات وأنماط سلوكية مختلفة تشمل دائمًا الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة متصلة
أو دورية للشعور بآثاره النفسية أو لتجنب الآثار المزعجة التي تنتج عن عدم توفره.
تصنيف المواد المحدثة للاعتماد
تتباين الدراسات التي تناولت المواد المخدرة فيما بينها من حيث المواد المحدثة للإعتماد فالبعض ركز على
مواد دون غيرها والبعض ركز على مواد أخرى. هناك تصنيفات مختلفة نختارها إحداها لغرض الدراسة الراهنة وهي
التي ساقها سويف ( ١٩٩٦ ) وعرف فيها المواد المحدثة للإعتماد بأا مواد تتوافر فيها القدرة علي التفاعل مع الكائن
الحي فتحدث حالة نفسي أو عضوي أو كليهما معًا. وقد تتناول هذه المادية النفسية في سياق طبي أو غير طبي دون
أن يترتب على ذللك بالضرورة حدوث الاعتماد. ولكن بمجرد نشوء حالة اعتماد فسوف تختلف خصائصها
باختلاف فئة المادة النفسية المعينة. فبعض المواد بما في ذلك المادة الموجودة في القهوة والشاي. كفيلة بأن تحدث
اعتمادًا بمعنى عام أو مستمع جدًا. ومثل هذه الحالة ليست ضارة بالضرورة. ولكن هناك فئات أخرى من المواد،
التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي تأثيرًا منشطًا ومرتبطًا، أو تحدث إضطرابات في الإدراك، أو في المزاج، أو في
التفكير، أو في الحركة، ويعرف عن هذه المواد عمومًا أا إذا استخدمت في سياق بعينه فإا تكون كفيلة بإحداث
مشكلات ذات طبيعة فردية وعامة في آن معًا. هذه الفئات من المواد من شأا أن تحدث أقدارًا كبيرة من الإعتماد.
وفيما يلي حصر بفئات هذه المواد:
• فئة الكحوليات: وتشمل جميع المشروبات الكحوليةز
• فئة الأمفيتامينات: مثل الأمفيتامين، والدكسامفيتامين، والميتافيتامين، والميثايلفينايديت، والفينميترازين.
ة الباربيتورات:مثل الباربيتورات (خاصة ذات التأثير قصير المدى ومتوسط المدى)، ومواد أخرى ذات
تأثير مهدئ مثل الكلورديازيبوكسليد (وهو المعروف بالليبريوم)، و الديازيبام (وهو الفاليوم) ،
والميبروباميت (ويعرف باسم ميلتاون) والميتاكوالون.
• فئة القنبيات: مثل مستحضرات القنب، بما في ذلك الماروانا (كما هو معروف في المغرب)، والبانج
والجانجا والكاراس (كما هو معروف في الهند)والكيف (كما هو معروف في الشمال الأفريقي)،
والحشيش (كما هو معروف في مصر).
• فئة الكوكايين: وتشمل الكوكايين، وأوراق الكوكا، والكراك.
الميسكالين، ،(LSD • فئة المهلوسات (أي محدثات الهلاوس): مثل الليسيرجايد (المعروف باسم
والسايلوسيبين.
• فئة القات
• فئةالأفيونيات (أو المورفينيات): مثل الأفيون، والمورفين، والهيروين، والكودايين، وبعض العقاقير المخلقة
ذات الآثار الشبيهة بآثار المورفين الميثادون والبيثيدين.
• فئة المواد الطيارة (الاستنشاقية): مثل الأسيتون، وبعض المواد المستخدمة في التخدير مثل الإثير
والكلوروفورم.
• فئة الطباق (النيكوتين).
• فئة البن والشاي (الكافيين).
بعض نظريات تفسير الاعتماد العقاقيري
هناك الكثير من النظريات التي سعت الى تفسير الإعتماد العقاقيري، يعرض منها في الدراسة الحالية نظرية
التحليل النفسي والنظرية السلوكية والنظرية النفسية الاجتماعية
نظرية التحليل النفسي
وتفسرهذه النظرية الاعتماد العقاقيري في ضوء القهر، وفي ضوء الاضطرابات التي تحدث في مرحلة الطفولة
المبكرة: وتشمل هذه الاضطرابات عمليات الإشباع العضوية في المرحلة الفمية، وعملياتالنمو الجنسي من المرحلة
الفمية وحتى القضيبية، والتي يختل فيها نضج الأنا، وتظهر مخاوف مثل: الخوف من عدم الإشباع، والخوف من
الخصاء، ومن الاستمناء الطفلي وما يصاحب ذلك من مشاعر الإثم، فض ً لا عن اضطراب علاقات الحب بين المدمن
(٤١٩ : ووالديه، وظهور ثنائية العواطف، وتحول موضوع الحب الأصلي إلى موضوع العقار. (سعد المغربي، ١٩٦٣
النظرية السلوكية
وتفسرهذه النظرية الاعتماد العقاقيري بوصفه عادة شرطية، وانه نوع من الإثابة المدعمة المرتبطة باستخدام
عقار ما، وأن هذا التدعيم الإيجابي قادر على خلق عادة قوية هي اشتهاء العقار. وتصبح هذه العادة نمطًا سلوكيًا
( متكررًا ويستعصي على التغيير في بعض الأحيان (فاروق عبد السلام، ١٩٧٧ ص ٦٥
النظرية
النظرية النفسية الإجتماعية
يقوم تعاطي العقاقير وفق المنظور النفسي الإجتماعي بعدة وظائف مثل تخفيف التوتر، والإمتاع، وتحسين
التفاعل الإجتماعي، وإشباع الحاجة للشعور بالقوة، والابطال المؤقت لتأثيرات الأحداث الضاغطة، ونسيان
(٢٣ : الذكريات المؤلمة. (مدحت عبد الحميد، ١٩٩٣
مؤشرات انتشار تعاطي المواد النفسية في مصر
أبرزت أحدث الدراسات التي قام ا البرنامج الدائم لبحوث تعاطي المواد النفسية والذي يعمل تحت
مظلة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية على طلاب الجامعة ( ١٩٩٥ ) وعلى تلاميذ المدارس الثانوية
العامة والفنية نتائج ملفتة للنظر.
فقد كشف المسح الذي أجراه البرنامج على عينة من طلاب الجامعة الذكور والإناث أن ٢٢,٠٨ % أقروا
أم شربوا الكحوليات ولو لمرة واحدة، وأقر ٩,٠٤ % بتعاطي المخدرات الطبيعية، ٨,٨٢ % أقروا أم تعاطوا
الأدوية النفسية.
وكشفت نتائج أحدث مسح أجراه البرنامج الدائم على تلاميذ المدارس الثانوية العامة والثانوية الفنية الذكور
أن من شربوا الكحوليات ولو لمرة واحدة كان ١٨,٣ % من تلاميذ المدارس الثانوية العامة، و ١٦,٧ % تلاميذ
المدارس الثانوية الفنية، ومن أقروا بتعاطي المخدرات الطبيعية ٥,٢ % من تلاميذ الثانوي العام، و ٥,١ % من تلاميذ
الثانوي الفني، وكان ٣,٦ % من تلاميذ ثانوي عام، و ٥,٦ % من تلاميذ الثانوي الفني أقروا بتعاطيهم الأدوية
(٣٤-٣٣ : النفسية. (صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ٢٠٠٨
الإحساس بالمشكلة:
تتنوع الأضرار الصحية الناتجة عن تعاطى المخدرات وتتفاوت ما بين أضرار تحدثها عموم المخدرات بصرف
النظر عن نوعها وما بين ضرر ينفرد به نوع دون آخر وبين ثالث يتخطى الأضرار البدنية إلي أضرار نفسية وعصبية
٤٩ ). ونتيجة لأهمية الشديدة لتلك الآثار النفسية، ظهرت الحاجة إلى إلقاء الضوء على الأسئلة : (زكى، ٢٠٠٥
التالية:
١. ما الآثار النفسية لتعاطي وإدمان المخدرات بصفة عامة؟
٢. ما الآثار النفسية للتعاطي والإدمان النوعي للمخدرات؟
٣. ما الآثار النفسية التي تحدث خلال مرحلة انسحاب المخدرات من جسم المدمن؟