ان الغرض من الدراسة الحالية هو التعرف على سمة القلق لدى طالبات كلية
التربية للبنات. ولقد استعمل مقياس سبيلبيرجر الذي تكون من ( ٢٠ ) فقرة على
عينة مقدارها ( ١٣٥ ) طالبة من كلية التربية للبنات في جامعة بغداد. واظهرت
النتائج ان سمة القلق عند الطالبات عالية و فسرت هذه النتيجة بناء على
نظرية سبيلبيرجر ونظرية التحليل النفسي وقد اتفقت هذه وبعض ماجاءت به
الدراسات السابقة، وقدمت الدراسة الحالية جملة من التوصيات منها ضرورة
الاهتمام بالاسباب الحقيقية التي تجعل الاناث في مجتمعنا قلقات، ووقاية
الاطفال من أكتساب أتجاهات نفسية تجعلهم سىء التكيف، وضرورة توعية
الأباء والامهات وتبصيرهم بحاجات الاناث النفسية وطريقة أشباع هذه
الحاجات، وضرورة فتح مراكز للارشاد النفسى في الجامعة، مع توفير الخدمات
النفسية لتنمية المهارات التوافقية لمواجهة الضغوط الناتجة عن الحياة بصفة
عامة والدراسة بصفة خاصة.
يتعرض الانسان في بعض الأوقات الى التوتر والترقب المصحوب باضطراب ، ونقول عند
ذاك أنه يعانى قلقا لسبب أو لآخر وهو طبيعي مادام في إطار المدرك والمعروف سببه ومادام بشكل
لا يعوق تقدم الشخص بقدر ما يعطيه حرصا ودافعا على العطاء، و أحياناً يغدو القلق فيها عائقا أمام
الإنجاز ويصبح الخوف من الفشل سببا في حدوثه.
القلق هو شعور نفسي يدركه الفرد ويحسه عند ترقبه لحدث أو سماع لخبر ما أو تهديد بعدم
تحقيق رغبة معينة، أي أنه إحساس وشعور بتوتر نفسي وحسي يؤدي إلى عدم الاستقرار والراحة
وبعض الأحاسيس الجسمية المصاحبة. و يمكن تصنيف القلق إلى نوعين هما حالة القلق وسمة القلق
.(Speilberger & Auerbach, ١٩٧٣, p. ٣٣)
حالة قلق تمثل الإحساس بالتوتر الذي ينتاب الفرد حين يكون مقدما على إنجاز ما كأداء
اختبار، أو حين يكون مترقبا لحدث أو خبر. وهذا النوع طبيعي وينتهي بانتهاء المثير ويمكن أن
يطلق عليه القلق الإيجابي على اعتبار أنه يمثل دافعا لتحقيق إنجاز أو طموح من خلال السعي
والسعي الجاد وتقدير المسؤولية تجاه عديد من المهام الحياتية، أما سمة القلق فيعد سمة تميز الفرد
وتحكم عليه بأنه صاحب شخصية قلقة ومتوترة، وتلازمه مشاعر القلق في العديد من المواقف التي
يدركها ويتعامل معها على أنها عوامل خطرة وتهدد أمنه واستقراره. إن القلق هو حالة من الشعور
بعدم الارتياح والاضطراب المتعلق بحوادث المستقبل ويتضمن هذا الشعور ترقب حدوث الخطر تجاة
١٩٨٤ ). فالقلق يجعل الفرد ينتبه لمصدر الخطر Lazarus, p. اي مشكلة متوقعة او وشيكة الوقوع ( ١٢٤
ويعد الامر ضروريا ولكن الزيادة تجعل الفرد يفقد توازنة النفسي مما يؤثر على تصرفاتة وحين اذن
يصبح عرضة للاضطراب (كمال، ١٩٨٨ ،ص ٨٢ ). هذا الاضطراب ينشا من سوء التكيف الذى
يحصل بين الفرد والظروف المحيطة بة او بسبب تدخل الذات العليا لغرض فرض سيطرتها وكبح
جماح الهو التى تحاول اشباع دوافعها بصورة غير منطقية بحسب وجهة نظر فرويد او احيانا كرد
فعل لمنع الفرد من اشباع بعض الدوافع الاعتيادية وبما ان دينامكية الشخصية تشتمل على تبادل
الطاقة النفسية بين الجوانب الثلاثة للشخصية وبهذا يتم التكيف والاستجابة للحوادث سواء كانت
طبيعية ام غير طبيعية وذلك حسب الظروف التى يعيشها الفرد.
يعد القلق علامة من علامات العصر الذى نعيش فيه، فقد ادى التطور العلمي الى تغيرات
كبيرة في حياة الانسان وطريقة تعاملة، فالتحولات السريعة جعلت الفرد يغير مفاهيمة لتتناسب
والواقع الجديد، ان زيادة مشكلة الراحه والترفيه وارتفاع المستوى المعاشى للفرد قد فرضت عليه
تبني أساليب تتلاءم والقيم الجديده وبهذا تحدث المشكلات لسوء التوافق (مرسي ، ١٩٧٦ ). فالقلق
عباره عن احاسيس غير مريحة تنتج عن سوء التكيف وعدم الانسجام مع الواقع، وتظهر هذه
الاحاسيس على الفرد عندما يعجز عن التوافق بين دوافعه وحاجاته من جهه وبين الواقع الذى يعيش
فيه من جهة أخرى.
يتعرض جميع الافراد الى القلق ، فكل منا يمر بفترات حرجة وقلقة في حياتة، ويعد الامر
طبيعيا بل وفي بعض الاوقات يصبح لابد منه وذلك لأجل الاستعداد والتهيؤ من امر متوقع الحدوث.
ان للقلق جوانب أيجابيه اذ يؤدي ببعض الافراد الى التسامي وتبني اهداف تستنفر طاقاتهم لتحقيق
.( هذه الاهداف وهذا يعد بديلا عن القلق الكامن في نفوسهم (فهمي ، ١٩٦٧ ،ص ١٩٧
أن الشعور بالقلق ولمدة طويلة قد يضر الفرد ويؤثر على توازن شخصيتة، وبالتالى يدفعه
الى تبني اتجاهات سلبية كالهروب والانهزامية، تعيق الفرد من أداء عمله وفى معالجته للمشكلات
التى تواجهه. وهكذا نجد ان الفرد بدلا ان يتجه الى الخارج نجده يتجه داخل نفسه اذ يحقق أهدافة
عن طريق احلام اليقضه.
لقد حظي قطاع الشباب بأهتمام خاص من المربين والمفكرين والسياسيين لما يحتلونه من
مكانة بالغة الاهمية في المجتمع، ومنهم طلبة الجامعة، فهم الطاقة البشرية التي بصلاحها وتوجيهها
التوجيه الصحيح ينهض المجتمع ويتطور في مختلف الجوانب. ان مرحلة الشباب لها خصائصها
ومطالبها ومشكلاتها لذلك يجب ألاهتمام بهم لأنهم يتعرضون لضغوط عديدة كباقي فئات المجتمع
نتيجة للتحولات السريعة التى يمر بها المجتمع العراقي وفي مختلف الجوانب، هذه التحولات قد
تركت أثارها المباشرة وغير المباشرة على سلوك الشباب ومنهم الاناث خاص َ ةً. فقد أشارت الدراسات
(كاظم ، ١٩٩١ ؛ محمد ، ١٩٩٢ ؛ النعيمى، ٢٠٠٤ ؛ الهيتي وحسين، ١٩٨٩ ) الى وجود معاناة
وصعوبات نفسية لدى طلبة الجامعة، وان الاناث أكثر معاناة وشكوى من الذكور.
إن من أهداف التعليم الجامعي الإعداد الأمثل للقوى البشرية اللازمة للعمل بكافة التخصصات
التي يحتاجها المجتمع. والجامعة في سعيها لتحقيق هذا الهدف تعمل جاهدةً بالتنسيق مع مختلف
مؤسسات المجتمع على توفير مختلف مقومات الرعاية الطلابية بكافة جوانبها النفسية والاجتماعية
والعقلية والجسمية والاقتصادية، ما يفضي إلى أقصى تنمية للطاقات والإمكانات. من هنا جاءت اهمية
الدراسة للتركيز على فئة مهمة وهي الاناث في كلية التربية.
ان القلق هو خوف غامض وغير مفهوم ويسبب للفرد الاضطراب ولايمكن الوصول الى
مصدره (فرويد، ١٩٦٢ ). ان فشل الانا في خفض التوترات يؤدى الى تاخير الوظائف الاولية للهو
لذلك فهي تريد ان تصبح بدائية وبعيدة عن الواقع (فينخل، ١٩٦٩ ، ص ١٢٥ )، وهنا يلجا الفرد الى
خفض التوترات الى تخيل الرموز للاحداث وعندمل يفشل في ذلك يشعر بالقلق. ويرى يونج ان القلق
لذلك يسعى الفرد (Jung, ١٩٣٨, p. ناتج عن الخيالات غير المنطقية الصادرة عن الشعور الجمعي ( ١٨
الى تنظيم حياته على اسس منطقية لتجنب التهديد الذى يسببه القلق. واكدت هورني ان القلق هو
الشعور بالعداوة وتتولد هذه العداوه نتيجة الخبرات المهددة التى يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة
.( مما تؤدي الى اضطراب مشاعر الطفل (هورني، ١٩٨٨ ،ص ٣١
اما اصحاب المدرسة السلوكية فترى ان القلق هو حافز متعلم تستثير صراعا يرتبط بالهدف
وعندما يقترب الفرد من الهدف فالخوف يزداد قوة وهذا ما يسمى بالقلق. ويرى دولاروميللر ان
القلق هو حافز متعلم يستثير صراعاً يرتبط بالهدف وعندما يقترب الفرد من الهدف فالخوف يزداد
قوة وهذا ما يسمى بالقلق.
لقد تباينت الدراسات في تاثير القلق على الشخصية فالبعض يعتبره قوة هدامه والبعض الاخر
يراه قوه بناءه اما الفريق الثالث فيراه انه يسبب الكثير من الامراض الجسمية والاضطرابات النفسية
Anxiety (مرسى، ١٩٨١ ،ص ٢٣٧ ) . وقد ميزت الدراسات بين نوعين من القلق وهى حالة القلق
هذا ويرى سبيلبرجر ان هناك فرقاً بين مفهوم الضغط ومفهوم ، Trait Anxiety وسمة القلق State
القلق، فالقلق عملية انفعالية تشير إلى تتابع الاستجابات المعرفية السلوكية التى تحدث كرد فعل لشكل
ما من الضغوط كما يميز بين مفهوم الضغط ومفهوم التهديد من حيث أن الضغط يشير إلى
الاختلافات في الظروف والأحوال البيئية التى تتسم بدرجة ما من الخطر الموضوعي، أما كلمة تهديد
فتشير إلى التقدير والتفسير الذاتي لموقف خاص علي أنه خطير أو مخيف، وكان لنظرية سبيلبرجر
قيمة كبيرة في فهم طبيعة القلق واستفادت منها الكثير من الدراسات والتي تحقق من خلالها صدق
فروض ومسلمات نظريته. فالقلق حالة انفعالية مؤقتة يشعر به الفرد عندما يدرك تهديدا فينشط
جهازه العصبي الللأرادي وتتوتر عضلاته ويستعد لمواجهة الخطر، وتزول حالة القلق هذه بزوال
التهديد اما سمة القلق فهي استعداد سلوكي مكتسب ، يظل كامنا تنبهه وتنشطه مثيرات داخلية او
Speilberger, ) خارجية فتظهر حالة القلق ويتوقف الاثارة عند الشخص اعتمادا على سمة القلق لدية
.(١٩٧٢
فالشخص صاحب القلق العالي يمتلك استعدادا عالياً للقلق يجعله يستجيب للمثيرات بقلق زائد
وتعد سمة القلق من السمات المركزية (Speilberger & Auerbach, ١٩٧٣, p. لا يتناسب والمواقف ( ٣٤
للشخصية وتتكتسب فى مرحلة الطفولة وتظل ثابتة فى مراحل التالية للفرد، وقد اشار سبيلبيرجر ان
الافراد اصحاب سمة القلق العالية لديهم استعداد عالً للاضطرابات النفسية وقد وجدت الدراسات ان
هناك علاقة موجبة بين سمة القلق والخبرات المؤلمة فى الطفولة مما يعني ذلك ان اصحاب سمة
القلق العالية قد تعرضوا لخبرات فى مرحلة الطفولة المبكرة اكثر من اصحاب سمة القلق الواطى.
فالفرد الذى يمتلك خبرات مؤلمة تكون سمة القلق لدية عالية وهو في المواقف الضاغطة ترتفع حالة
القلق عنده لانه يشعر بالتهديد من قبل البيئة وبذلك يكون توافقه سيء. كما وجدت الدراسات أيضاً
وجود علاقة بين سمة القلق والمعتقدات (Aurebach, ١٩٧٣; Russell & Mehrabin, ١٩٧٣; Kilmann,١٩٧٤ )
اللاعقلانية فالافراد ذوي سمة القلق العالي يؤمنون بسوء الحظ وبانهم لايستطيعون التفاعل مع
الظروف السيئة وبانهم لايمتكلون القدرة على مواجهة الازمات ويشعرون بالفشل.
ان سمة القلق هى استعداد مكتسب من مرحلة الطفولة ويظل ثابتا عند الافراد وهذا ما ذهبت
اليه النظرية السلوكية ونظرية التحليل النفسى من ان شخصية الفرد تتكون ابعادها فى المراحل الاولى
٢٥ باستخدام ثلاثة مقيايس هى مقياس القلق - للفرد. وفى دراسة على عينة تتراوح اعمارها بين ١٥
الصريح والخبرات المؤلمة للبيت والخبرات المؤلمة للمدرسه وقد توصلت الدراسة الى ان الافرد
.( الذين عاشوا فى اسرة متصدعة يمتازون على اقرانهم بارتفاع القلق (مرسي، ١٩٨٣ ،ص ١٠٦
ان سمة القلق هى من السمات السخصية احادية البعد تبدا من سمة القلق المنخفضة وتنتهى
عند سمة القلق العالية وقد اشار كل من كاستيند وسارسون وسبيلبيرجر الى ان سمة القلق من
السمات احادية البعد التى تمتد على متصل يبدا من سمة القلق المنخفضة الى سمة القلق
.(Casteneda, ١٩٥٦; Sarason, ١٩٧٢; Spielberger, العالية( ١٩٧٣
لقد أكدت الدراسات على إن هناك تأثيرا للقلق على العمليات العقلية فهو يقلل درجة فعالية
التفكير كما انه يؤثر على التذكر والانتباه لدى الفرد (الكيال، ١٩٧٣ ؛ غالي ١٩٧٤ ). وقد اشارت عدة
عدل سابقا من قبل د.محمد في الإثنين مايو 20, 2013 1:03 am عدل 1 مرات
التربية للبنات. ولقد استعمل مقياس سبيلبيرجر الذي تكون من ( ٢٠ ) فقرة على
عينة مقدارها ( ١٣٥ ) طالبة من كلية التربية للبنات في جامعة بغداد. واظهرت
النتائج ان سمة القلق عند الطالبات عالية و فسرت هذه النتيجة بناء على
نظرية سبيلبيرجر ونظرية التحليل النفسي وقد اتفقت هذه وبعض ماجاءت به
الدراسات السابقة، وقدمت الدراسة الحالية جملة من التوصيات منها ضرورة
الاهتمام بالاسباب الحقيقية التي تجعل الاناث في مجتمعنا قلقات، ووقاية
الاطفال من أكتساب أتجاهات نفسية تجعلهم سىء التكيف، وضرورة توعية
الأباء والامهات وتبصيرهم بحاجات الاناث النفسية وطريقة أشباع هذه
الحاجات، وضرورة فتح مراكز للارشاد النفسى في الجامعة، مع توفير الخدمات
النفسية لتنمية المهارات التوافقية لمواجهة الضغوط الناتجة عن الحياة بصفة
عامة والدراسة بصفة خاصة.
يتعرض الانسان في بعض الأوقات الى التوتر والترقب المصحوب باضطراب ، ونقول عند
ذاك أنه يعانى قلقا لسبب أو لآخر وهو طبيعي مادام في إطار المدرك والمعروف سببه ومادام بشكل
لا يعوق تقدم الشخص بقدر ما يعطيه حرصا ودافعا على العطاء، و أحياناً يغدو القلق فيها عائقا أمام
الإنجاز ويصبح الخوف من الفشل سببا في حدوثه.
القلق هو شعور نفسي يدركه الفرد ويحسه عند ترقبه لحدث أو سماع لخبر ما أو تهديد بعدم
تحقيق رغبة معينة، أي أنه إحساس وشعور بتوتر نفسي وحسي يؤدي إلى عدم الاستقرار والراحة
وبعض الأحاسيس الجسمية المصاحبة. و يمكن تصنيف القلق إلى نوعين هما حالة القلق وسمة القلق
.(Speilberger & Auerbach, ١٩٧٣, p. ٣٣)
حالة قلق تمثل الإحساس بالتوتر الذي ينتاب الفرد حين يكون مقدما على إنجاز ما كأداء
اختبار، أو حين يكون مترقبا لحدث أو خبر. وهذا النوع طبيعي وينتهي بانتهاء المثير ويمكن أن
يطلق عليه القلق الإيجابي على اعتبار أنه يمثل دافعا لتحقيق إنجاز أو طموح من خلال السعي
والسعي الجاد وتقدير المسؤولية تجاه عديد من المهام الحياتية، أما سمة القلق فيعد سمة تميز الفرد
وتحكم عليه بأنه صاحب شخصية قلقة ومتوترة، وتلازمه مشاعر القلق في العديد من المواقف التي
يدركها ويتعامل معها على أنها عوامل خطرة وتهدد أمنه واستقراره. إن القلق هو حالة من الشعور
بعدم الارتياح والاضطراب المتعلق بحوادث المستقبل ويتضمن هذا الشعور ترقب حدوث الخطر تجاة
١٩٨٤ ). فالقلق يجعل الفرد ينتبه لمصدر الخطر Lazarus, p. اي مشكلة متوقعة او وشيكة الوقوع ( ١٢٤
ويعد الامر ضروريا ولكن الزيادة تجعل الفرد يفقد توازنة النفسي مما يؤثر على تصرفاتة وحين اذن
يصبح عرضة للاضطراب (كمال، ١٩٨٨ ،ص ٨٢ ). هذا الاضطراب ينشا من سوء التكيف الذى
يحصل بين الفرد والظروف المحيطة بة او بسبب تدخل الذات العليا لغرض فرض سيطرتها وكبح
جماح الهو التى تحاول اشباع دوافعها بصورة غير منطقية بحسب وجهة نظر فرويد او احيانا كرد
فعل لمنع الفرد من اشباع بعض الدوافع الاعتيادية وبما ان دينامكية الشخصية تشتمل على تبادل
الطاقة النفسية بين الجوانب الثلاثة للشخصية وبهذا يتم التكيف والاستجابة للحوادث سواء كانت
طبيعية ام غير طبيعية وذلك حسب الظروف التى يعيشها الفرد.
يعد القلق علامة من علامات العصر الذى نعيش فيه، فقد ادى التطور العلمي الى تغيرات
كبيرة في حياة الانسان وطريقة تعاملة، فالتحولات السريعة جعلت الفرد يغير مفاهيمة لتتناسب
والواقع الجديد، ان زيادة مشكلة الراحه والترفيه وارتفاع المستوى المعاشى للفرد قد فرضت عليه
تبني أساليب تتلاءم والقيم الجديده وبهذا تحدث المشكلات لسوء التوافق (مرسي ، ١٩٧٦ ). فالقلق
عباره عن احاسيس غير مريحة تنتج عن سوء التكيف وعدم الانسجام مع الواقع، وتظهر هذه
الاحاسيس على الفرد عندما يعجز عن التوافق بين دوافعه وحاجاته من جهه وبين الواقع الذى يعيش
فيه من جهة أخرى.
يتعرض جميع الافراد الى القلق ، فكل منا يمر بفترات حرجة وقلقة في حياتة، ويعد الامر
طبيعيا بل وفي بعض الاوقات يصبح لابد منه وذلك لأجل الاستعداد والتهيؤ من امر متوقع الحدوث.
ان للقلق جوانب أيجابيه اذ يؤدي ببعض الافراد الى التسامي وتبني اهداف تستنفر طاقاتهم لتحقيق
.( هذه الاهداف وهذا يعد بديلا عن القلق الكامن في نفوسهم (فهمي ، ١٩٦٧ ،ص ١٩٧
أن الشعور بالقلق ولمدة طويلة قد يضر الفرد ويؤثر على توازن شخصيتة، وبالتالى يدفعه
الى تبني اتجاهات سلبية كالهروب والانهزامية، تعيق الفرد من أداء عمله وفى معالجته للمشكلات
التى تواجهه. وهكذا نجد ان الفرد بدلا ان يتجه الى الخارج نجده يتجه داخل نفسه اذ يحقق أهدافة
عن طريق احلام اليقضه.
لقد حظي قطاع الشباب بأهتمام خاص من المربين والمفكرين والسياسيين لما يحتلونه من
مكانة بالغة الاهمية في المجتمع، ومنهم طلبة الجامعة، فهم الطاقة البشرية التي بصلاحها وتوجيهها
التوجيه الصحيح ينهض المجتمع ويتطور في مختلف الجوانب. ان مرحلة الشباب لها خصائصها
ومطالبها ومشكلاتها لذلك يجب ألاهتمام بهم لأنهم يتعرضون لضغوط عديدة كباقي فئات المجتمع
نتيجة للتحولات السريعة التى يمر بها المجتمع العراقي وفي مختلف الجوانب، هذه التحولات قد
تركت أثارها المباشرة وغير المباشرة على سلوك الشباب ومنهم الاناث خاص َ ةً. فقد أشارت الدراسات
(كاظم ، ١٩٩١ ؛ محمد ، ١٩٩٢ ؛ النعيمى، ٢٠٠٤ ؛ الهيتي وحسين، ١٩٨٩ ) الى وجود معاناة
وصعوبات نفسية لدى طلبة الجامعة، وان الاناث أكثر معاناة وشكوى من الذكور.
إن من أهداف التعليم الجامعي الإعداد الأمثل للقوى البشرية اللازمة للعمل بكافة التخصصات
التي يحتاجها المجتمع. والجامعة في سعيها لتحقيق هذا الهدف تعمل جاهدةً بالتنسيق مع مختلف
مؤسسات المجتمع على توفير مختلف مقومات الرعاية الطلابية بكافة جوانبها النفسية والاجتماعية
والعقلية والجسمية والاقتصادية، ما يفضي إلى أقصى تنمية للطاقات والإمكانات. من هنا جاءت اهمية
الدراسة للتركيز على فئة مهمة وهي الاناث في كلية التربية.
ان القلق هو خوف غامض وغير مفهوم ويسبب للفرد الاضطراب ولايمكن الوصول الى
مصدره (فرويد، ١٩٦٢ ). ان فشل الانا في خفض التوترات يؤدى الى تاخير الوظائف الاولية للهو
لذلك فهي تريد ان تصبح بدائية وبعيدة عن الواقع (فينخل، ١٩٦٩ ، ص ١٢٥ )، وهنا يلجا الفرد الى
خفض التوترات الى تخيل الرموز للاحداث وعندمل يفشل في ذلك يشعر بالقلق. ويرى يونج ان القلق
لذلك يسعى الفرد (Jung, ١٩٣٨, p. ناتج عن الخيالات غير المنطقية الصادرة عن الشعور الجمعي ( ١٨
الى تنظيم حياته على اسس منطقية لتجنب التهديد الذى يسببه القلق. واكدت هورني ان القلق هو
الشعور بالعداوة وتتولد هذه العداوه نتيجة الخبرات المهددة التى يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة
.( مما تؤدي الى اضطراب مشاعر الطفل (هورني، ١٩٨٨ ،ص ٣١
اما اصحاب المدرسة السلوكية فترى ان القلق هو حافز متعلم تستثير صراعا يرتبط بالهدف
وعندما يقترب الفرد من الهدف فالخوف يزداد قوة وهذا ما يسمى بالقلق. ويرى دولاروميللر ان
القلق هو حافز متعلم يستثير صراعاً يرتبط بالهدف وعندما يقترب الفرد من الهدف فالخوف يزداد
قوة وهذا ما يسمى بالقلق.
لقد تباينت الدراسات في تاثير القلق على الشخصية فالبعض يعتبره قوة هدامه والبعض الاخر
يراه قوه بناءه اما الفريق الثالث فيراه انه يسبب الكثير من الامراض الجسمية والاضطرابات النفسية
Anxiety (مرسى، ١٩٨١ ،ص ٢٣٧ ) . وقد ميزت الدراسات بين نوعين من القلق وهى حالة القلق
هذا ويرى سبيلبرجر ان هناك فرقاً بين مفهوم الضغط ومفهوم ، Trait Anxiety وسمة القلق State
القلق، فالقلق عملية انفعالية تشير إلى تتابع الاستجابات المعرفية السلوكية التى تحدث كرد فعل لشكل
ما من الضغوط كما يميز بين مفهوم الضغط ومفهوم التهديد من حيث أن الضغط يشير إلى
الاختلافات في الظروف والأحوال البيئية التى تتسم بدرجة ما من الخطر الموضوعي، أما كلمة تهديد
فتشير إلى التقدير والتفسير الذاتي لموقف خاص علي أنه خطير أو مخيف، وكان لنظرية سبيلبرجر
قيمة كبيرة في فهم طبيعة القلق واستفادت منها الكثير من الدراسات والتي تحقق من خلالها صدق
فروض ومسلمات نظريته. فالقلق حالة انفعالية مؤقتة يشعر به الفرد عندما يدرك تهديدا فينشط
جهازه العصبي الللأرادي وتتوتر عضلاته ويستعد لمواجهة الخطر، وتزول حالة القلق هذه بزوال
التهديد اما سمة القلق فهي استعداد سلوكي مكتسب ، يظل كامنا تنبهه وتنشطه مثيرات داخلية او
Speilberger, ) خارجية فتظهر حالة القلق ويتوقف الاثارة عند الشخص اعتمادا على سمة القلق لدية
.(١٩٧٢
فالشخص صاحب القلق العالي يمتلك استعدادا عالياً للقلق يجعله يستجيب للمثيرات بقلق زائد
وتعد سمة القلق من السمات المركزية (Speilberger & Auerbach, ١٩٧٣, p. لا يتناسب والمواقف ( ٣٤
للشخصية وتتكتسب فى مرحلة الطفولة وتظل ثابتة فى مراحل التالية للفرد، وقد اشار سبيلبيرجر ان
الافراد اصحاب سمة القلق العالية لديهم استعداد عالً للاضطرابات النفسية وقد وجدت الدراسات ان
هناك علاقة موجبة بين سمة القلق والخبرات المؤلمة فى الطفولة مما يعني ذلك ان اصحاب سمة
القلق العالية قد تعرضوا لخبرات فى مرحلة الطفولة المبكرة اكثر من اصحاب سمة القلق الواطى.
فالفرد الذى يمتلك خبرات مؤلمة تكون سمة القلق لدية عالية وهو في المواقف الضاغطة ترتفع حالة
القلق عنده لانه يشعر بالتهديد من قبل البيئة وبذلك يكون توافقه سيء. كما وجدت الدراسات أيضاً
وجود علاقة بين سمة القلق والمعتقدات (Aurebach, ١٩٧٣; Russell & Mehrabin, ١٩٧٣; Kilmann,١٩٧٤ )
اللاعقلانية فالافراد ذوي سمة القلق العالي يؤمنون بسوء الحظ وبانهم لايستطيعون التفاعل مع
الظروف السيئة وبانهم لايمتكلون القدرة على مواجهة الازمات ويشعرون بالفشل.
ان سمة القلق هى استعداد مكتسب من مرحلة الطفولة ويظل ثابتا عند الافراد وهذا ما ذهبت
اليه النظرية السلوكية ونظرية التحليل النفسى من ان شخصية الفرد تتكون ابعادها فى المراحل الاولى
٢٥ باستخدام ثلاثة مقيايس هى مقياس القلق - للفرد. وفى دراسة على عينة تتراوح اعمارها بين ١٥
الصريح والخبرات المؤلمة للبيت والخبرات المؤلمة للمدرسه وقد توصلت الدراسة الى ان الافرد
.( الذين عاشوا فى اسرة متصدعة يمتازون على اقرانهم بارتفاع القلق (مرسي، ١٩٨٣ ،ص ١٠٦
ان سمة القلق هى من السمات السخصية احادية البعد تبدا من سمة القلق المنخفضة وتنتهى
عند سمة القلق العالية وقد اشار كل من كاستيند وسارسون وسبيلبيرجر الى ان سمة القلق من
السمات احادية البعد التى تمتد على متصل يبدا من سمة القلق المنخفضة الى سمة القلق
.(Casteneda, ١٩٥٦; Sarason, ١٩٧٢; Spielberger, العالية( ١٩٧٣
لقد أكدت الدراسات على إن هناك تأثيرا للقلق على العمليات العقلية فهو يقلل درجة فعالية
التفكير كما انه يؤثر على التذكر والانتباه لدى الفرد (الكيال، ١٩٧٣ ؛ غالي ١٩٧٤ ). وقد اشارت عدة
عدل سابقا من قبل د.محمد في الإثنين مايو 20, 2013 1:03 am عدل 1 مرات