المؤلف:على الرغم من أني أعمل أستاذًا لعلم النفس فى جامعة عين شمس، ومضى على حصولي على الأستاذية ثلاثة عشر عامًا، ألفت فيها عشرات الكتب والأبحاث، التي حصل بعضها على جوائز تقديرية، وأشرفت على عشرات الرسائل للماجستير والدكتوراه في علم النفس. إلا إنني قد تأكدت بعد ثلاثة وثلاثين عامًا من الاشتغال بالنفس ودراسة النفس، أنه لا سبيل لفهم النفس، إلا بالرجوع إلى خالق النفس سبحانه وتعالى، وإلى القرآن الكريم المرجع الأصلي لكل العلوم. ففي القرآن الكريم كنوز لفهم النفس، وعلينا نحن - علماء النفس - الغوص في بحور القرآن، باحثين عن تلك الكنوز.ووجدت في علوم القرآن الكريم، ما يريح النفس ويشرح الصدر وينير البصيرة؛ إذ هي علوم ليست ككل العلوم، وإنما أشملها وأعمقها وأجلها ومصدرها وأمها.فالحياة مع القرآن، هي الحياة الآمنة المطمئنة، والقُرب من آياته هو القُرب من أسرار الوجود وروح الإنسان، والغوص فى بحوره، هو الذي يوصلنا إلى كنوزه ومعرفة أسرار النفس. القرآن الكريم الذي فيه وبه النجاة، ولا نجاة بسواه، فهو الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور.