لهذا الكتاب ميزة خاصة يستمدها من أهمية مرحلة الطفولة في حياة الإنسان. فهي المرحلة التي توضع فيها الجذور أو الأصول الأولى لشخصية الإنسان. وبحكم ما تمتاز به شخصية الطفل من المرونة وعدم اكتساب الخبرة، فإن ما يلقاه من خبرات تترك بصماتها قوية في مرحلة الرشد والكبر.
ولا شك أن حياة الإنسان سلسلة متصلة الحلقات يؤثر فيها السابق في اللاحق، ولذلك فالطفولة السوية تقود إلى مراهقة سوية بدورها تقود إلى رشد سوي. ولا شك أن هناك كثيراً من التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع والتي تستوجب توجيه العناية والبحث والدرس في قضايا الطفولة والمراهقة، من ذلك انخراط المرأة في العمل إلى جانب تفشي بعض الأمراض الاجتماعية كالجنوح، والإدمان والعصيان، ولاشك في القيم الاجتماعية أو الإسلامية.
لذلك عني المؤلف "العيسوي" بوضع هذه الدراسة التي تعالج مشكلات الطفولة والمراهقة أسسها الفسيولوجية والنفسية، وفيه يتعرض الباحث لموضوعات شتى من بينها: بيان حقوق الطفل في ضوء الدراسات النفسية الحديثة، وبعض المشكلات السلوكية كالذب، إلى جانب بيان الأنماط الإيجابية والسلبية في تربية الطفل، مع استعراض لتطور الشعور الخلقي لدى الأطفال، وبيان الكيفية التي يتعلم بها.
ويتعرض الكتاب لتنمية بعض المشاعر الإيجابية كالشعور بالانتماء. كما ويتعرض كذلك لتفسير السلوك الإنساني من الناحية الفسيولوجية، والوراثية. ويتصدى الكتاب للنمو اللغوي واضطرابات النطق والكلام. ويوضح دور الأم في عملية التنشئة الاجتماعية. وكذلك علاج اضطرابات الطفولة، وأساليب التربية الشمولية في الإسلام. ودراسة مشاعر الإحباط، والعنف، والجنوح، والجريمة، وعقدة أوديب، وعقدة إلكترا، ومشكلة السرحان وشرود الذهن...
ويتعرض الكتاب أيضاً لبيان الأسلوب الأمثل في الاستذكار وطرق التفوق، وكيفية تعديل اتجاهات الشباب والمراهقين. والتربية النفسية للطفل، وأصولها الإسلامية. ومشكلة الانفعالات، وظاهرتي الانبساط والانطواء، والنوم واضطراباته.