نبذة النيل والفرات:
يعنى (علم النفس) بسلوك الكائن الآدمي في شتى مجالات نشاطاته. إلا أن الزاوية التي يشدد عليها من مجالات النشاط تنحصر في العملية التالية: (الاستجابة) حيال (مثير) معين. فالسلوك الآدمي يظل دائماً حائماً بأكمله على تلك العملية النفسية فيما تشكل هذه العملية (الاستجابة) حيال (مثير) مادة علم النفس. فعلم النفس إذاً يعنى بسلوك الكائن الآدمي من حيث كونه عملية نفسية، حيث يتكفل هذا الضرب من المعرفة بتحديد مصادر العمليات النفسية، ومحاولة التحكم فيها (أي ضبطها وتعديلها). وفي ضوء هاتين المهمتين: تحديد العمليات النفسية وتنظيمها يحاول المؤلف ومن خلال هذا الكتاب تقديم وجهة النظر الإسلامية مقارنة بوجهة النظر الأرضية (أي وجهة نظر علماء النفس المنعزلين عن مبادئ السماء) بغية تحديد نقاط التلاقي بينهما في بعض الخطوط التي تومض بملاحظة صائبة أو تجربة محكمة ينتهي البحث الأرضي إليها، أو تحديد المفارقات التي ينطوي البحث الأرضي عليها في سائر اتجاهاته. علماً بأن المؤلف لم يجد نفسه ملزماً باصطناع طرائق البحث الأرضي في تناول (المادة النفسية) أو اصطناع لغته أو الوقوف عند الدائرة التي يحصر موضوعاته فيها، بل هو تمكن من تجاوز ذلك الى تخوم علم الإجتماع والفلسفة مثلاً أو اختزال بعض موضوعاته حيناً آخر. والسر في عدم التزام المؤلف بمناهج البحث الأرضي هو أن البحث الأرضي منفصل من السماء في تفسيره للعمليات النفسية وتنظيمها. انه يتسلم الكائن الآدمي (بما أنه موجود فعلاً) لا بما أنه كائن أبدعته السماء وأناطت به مهمة الخلافة في الأرض، بحيث تكيّف العمليات النفسية وفقاً للمهمة المذكورة. ان مفهوم (الوظيفة العبادية) أو (الخلافية) يظل الأساسي الرئيس في تفسير العمليات النفسية وتنظيمها، ما دامت السماء تقرر بوضوح في عدد من الآيات. وكما سيلمح القارئ في تضاعيف هذه الرسالة بأن السماء تحدد مستويات السلوك بنمطيه: السوي والشاذ. وفقاً لما انتهت اليه بحوث الأرض مؤخراً، إلا أنها تتجاوز ذلك الى تحديد معايير أشد سعة وشمولاً من مفاهيم الأرض. ومع انبثاق هذا الفارق بين معايير السماء والأرض سيترتب بالضرورة فارق بين تصدرها للعمليات النفسية وتنظيمها، ومن ثم يترتب على ذلك، في ميدان البحث العلمي، فارق بينها من صلب الموضوع والمنهج واللغة.
التحميل
مركز الخليج
http://adf.ly/PxfkP
يعنى (علم النفس) بسلوك الكائن الآدمي في شتى مجالات نشاطاته. إلا أن الزاوية التي يشدد عليها من مجالات النشاط تنحصر في العملية التالية: (الاستجابة) حيال (مثير) معين. فالسلوك الآدمي يظل دائماً حائماً بأكمله على تلك العملية النفسية فيما تشكل هذه العملية (الاستجابة) حيال (مثير) مادة علم النفس. فعلم النفس إذاً يعنى بسلوك الكائن الآدمي من حيث كونه عملية نفسية، حيث يتكفل هذا الضرب من المعرفة بتحديد مصادر العمليات النفسية، ومحاولة التحكم فيها (أي ضبطها وتعديلها). وفي ضوء هاتين المهمتين: تحديد العمليات النفسية وتنظيمها يحاول المؤلف ومن خلال هذا الكتاب تقديم وجهة النظر الإسلامية مقارنة بوجهة النظر الأرضية (أي وجهة نظر علماء النفس المنعزلين عن مبادئ السماء) بغية تحديد نقاط التلاقي بينهما في بعض الخطوط التي تومض بملاحظة صائبة أو تجربة محكمة ينتهي البحث الأرضي إليها، أو تحديد المفارقات التي ينطوي البحث الأرضي عليها في سائر اتجاهاته. علماً بأن المؤلف لم يجد نفسه ملزماً باصطناع طرائق البحث الأرضي في تناول (المادة النفسية) أو اصطناع لغته أو الوقوف عند الدائرة التي يحصر موضوعاته فيها، بل هو تمكن من تجاوز ذلك الى تخوم علم الإجتماع والفلسفة مثلاً أو اختزال بعض موضوعاته حيناً آخر. والسر في عدم التزام المؤلف بمناهج البحث الأرضي هو أن البحث الأرضي منفصل من السماء في تفسيره للعمليات النفسية وتنظيمها. انه يتسلم الكائن الآدمي (بما أنه موجود فعلاً) لا بما أنه كائن أبدعته السماء وأناطت به مهمة الخلافة في الأرض، بحيث تكيّف العمليات النفسية وفقاً للمهمة المذكورة. ان مفهوم (الوظيفة العبادية) أو (الخلافية) يظل الأساسي الرئيس في تفسير العمليات النفسية وتنظيمها، ما دامت السماء تقرر بوضوح في عدد من الآيات. وكما سيلمح القارئ في تضاعيف هذه الرسالة بأن السماء تحدد مستويات السلوك بنمطيه: السوي والشاذ. وفقاً لما انتهت اليه بحوث الأرض مؤخراً، إلا أنها تتجاوز ذلك الى تحديد معايير أشد سعة وشمولاً من مفاهيم الأرض. ومع انبثاق هذا الفارق بين معايير السماء والأرض سيترتب بالضرورة فارق بين تصدرها للعمليات النفسية وتنظيمها، ومن ثم يترتب على ذلك، في ميدان البحث العلمي، فارق بينها من صلب الموضوع والمنهج واللغة.
التحميل
مركز الخليج
http://adf.ly/PxfkP