حمود هزاع الشريف
قسم علم النفس-كلية التربية-جامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية عبد الله صالح الرويتع
قسم علم النفس-كلية التربية-جامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية
ملخص
مصطلحات أساسية: العصابية، الانبساط، الذهانية، الكذب، عوامل الشخصية.
يتصف مجتمع الإناث في السعودية بدرجة ملحوظة من انخفاض وتيرة الاتصال والتفاعل مع مجتمع الذكور مما قد يجعله حالة فريدة بين المجتمعات، وهذا في حد ذاته يعطي الباحثين فرصة جيدة لاختبار بعض الفرضيات التي تتصل بأثر العوامل الثقافية على العديد من المفاهيم النفسية. والدراسة الحالية تهدف إلى اختبار نموذج آيزنك في بنية الشخصية لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي، حيث تم تطبيق مقياس آيزنك المعدل (EPQ-R) على عينة كبيرة من طالبات جامعة الملك سعود في الرياض (ن = 786). وخلصت الدراسة التي استخدم فيها التحليل العاملي إلى أن بعدي الانبساط والعصابية-كما ينظِّر لهما آيزنك-يمكن رصدهما بوضوح لدى عينة الدراسة. وبهذا يمكن القول أن مقياس آيزنك المعدل يعتبر أداة فعالة في الكشف عن البعدين لدى العينات التي تشبه عينة الدراسة. كما وضحت النتائج أن بُعْدَ المرغوبية الاجتماعية يتسم بدرجة عالية من الاستقرار كذلك. ولكن نتائج الدراسة تشير إلى أن مقياس آيزنك المعدل ليس مناسباً لرصد بعد الذهانية لدى عينة الدراسة. وقد فُسرت تلك النتائج في ضوء تصورات آيزنك والفروق الثقافية.
مقدمة
تنطلق نظريات الشخصية التي تستخدم الأسلوب اللفظي lexical approach (استعمال التقريرات الذاتية، على سبيل المثال) في بحثها عن وحدات تصنيفية في دراسة الشخصية على مسلَّمَةٍ عامة مفادها أن كل لغة من اللغات لابد أن تشتمل على مفردات ومترادفات لكل المعاني الإيجابية والسلبية التي يمكن أن توصف بها الشخصية.
ويعتبر التحليل العاملي الأداة الأكثر استخداماً للكشف عن تلك الوحدات التصنيفية للشخصية. ولا يخفى على الاختصاصيين أن التحليل العاملي ليس الأداة المثلى للبحث عن تلك الوحدات، من حيث قصوره، فالتحليل العاملي لا يعطيك إلا ما تدخل فيه. لكن التحليل العاملي، كطريقة إحصائية ارتباطية، يعطي أيضاً شيئاً من لا شيء؛ فالتحليل العاملي أداة قوية للكشف عن أي أبنية أو وحدات مترابطة لا يمكن تمييزها في الظواهر المعقدة، كالتباينات التي تظهر في استجابات الناس كتعبير عن تباين شخصياتهم؛ تلك الاستجابات التي تظهر كما لو أنها ’خليط عجيب‘ لا رابطة بينها. ومن المرجح أن استعمال أسلوب التحليل العاملي سيستمر في الوقت الحاضر إلى أن يتم اكتشاف أداة أفضل منه تشكل إطاراً مرجعياُ خارجياُ بدلاً من المعايير الذاتية التي لا يمكن التعويل عليها. فالقائمون للدفاع عن هذه الوسيلة يوصون باستخدامها بحذر (عبد الخالق، 1990، 1993؛ Child, 1990).
والتحليل العاملي طريقة إحصائية تسعى لاختزال الاستجابات إلى عدد أقل من الوحدات المترابطة التي يمكن الاعتماد عليها في تفسير التباين في الشخصية الإنسانية. وتتباين درجة الاختزال التي يسعى لها علماء الشخصية من مدرسة لأخرى؛ فالمدرسة الأمريكية التي يعتبر ريموند كاتل من أشهر روادها تميل إلى استخدام الوحدات التي تظهر للوهلة الأولى في التحليل العاملي من الدرجة الأولى وتسمية تلك الوحدات سمات مصدرية، بغض النظر عن درجة الارتباط التي قد تظهر بين تلك السمات، والتي قد تكون مرتفعة بدرجة كبيرة أحياناً. ولا يرى علماء القارة الأوروبية-والذين يظهر على رأسهم هانز آيزنك-مبرراً لبقاء السمات التي بينها ارتباط مرتفع منفصلة عن بعضها، اعتماداً على أن الاقتصاد في المفاهيم من أهداف العلم المهمة. فهم يرون أن السمات المرتبطة قد تكون مجرد مظاهر مختلفة لنفس السمة أو العامل. ولهذا فهم يميلون إلى اختزال تلك السمات باستخدام التحليل العاملي من الدرجة الثانية أو الثالثة للوصول إلى أبعاد dimensions رئيسة مستقلة عن بعضها orthogonal بدرجة كبيرة.
ويمكن اعتبار نظرية آيزنك من أكثر نظريات الشخصية التي تم اختبارها بكم هائل من الدراسات بطرق مختلفة (من بينها التقريرات الذاتية)، وفي ثقافات مختلفة. ومما يميز نظرية آيزنك عن غيرها أنها تنطلق من مسلَّمات نظرية يتم اختبارها لاحقا، أو ما يسمى بالفرضية الاستدلالية Hypothetico-deductive theory. وقد كشفت دراسات آيزنك وغيره من الباحثين عن عدد محدود من الأبعاد الرئيسة القوية التي تظهر في كل مرة يتم اختبار النظرية بغض النظر عن المحتوى الثقافي الذي تم فيها اختبارها فيه. ولعل هذا ما دفع آيزنك للتأكيد على الأساس البيولوجي لتلك الأبعاد. ويكاد أن يكون هناك إجماع بين الباحثين على أن بعدي الانبساط-الانطواء، والعصابية-الاستقرار الانفعالي بعدان رئيسان يتوافران في جميع الثقافات، بغض النظر عن انتظام بنود المقياس أو ترتيب ظهوره. فقد يتباين ترتيب البنود من عينة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، كما قد يختلف ترتيب ظهور تلك الأبعاد.
يرى آيزنك (Eysenck, 1967)، وهو ينظِّر للأساس البيولوجي للشخصية، أن هذه الأبعاد عالمية. ويدفع عن دعواه تلك حتى على مستوى البعد الثالث، وهو الذهانية-اللاذهانية (أو المسؤولية أو الضمير)، على الرغم مما أظهرته الدراسات التي تناولت ذلك البعد، من عدم وضوح الرؤية حوله، والدرجة المنخفضة من الثبات التي لازمت محاولات بلورة مقياس لذلك البعد، مما دفع بعض الباحثين إلى التساؤل عن حقيقة وجود ذلك البعد من الأساس. فأصحاب نظرية العوامل الخمسة الرئيسة في الشخصية-على سبيل المثال-لا يشيرون إلى ذلك البعد تماما بالرغم من أخذهم بالبعدين الآخرين (الانبساط-الانطواء [Surgency] ، والعصابية-الاستقرار الانفعالي [Emotional stability]) (Costa & McCrae, 1985; McCrae & Costa, 1985a, b, c, 1987; McCrae & John, 1992) . ويبقى آيزنك (Eysenck, 1992a, b, c, 1994)، على قناعته بأن بعدي التفاني [Conscientiousness] والوداعة [Agreeableness] من الأبعاد الخمسة يشتملان على تركيبة بعد الذهانية في تصوره النظري، وأنهما مع العامل الخامس [Culture or Openess to experience]، كثيراً ما يرتبطون بدرجة مرتفعة مع بعد الذهانية. إلا أن أنصار العوامل الخمسة لا يوافقون آيزنك في تصوره على اعتبار أن بعد الذهانية لم يظهر عند التدوير الثلاثي للمحاور (Costa & McCrae, 1992; Goldberg & Rosolack, 1994).
وقد حضي بعد المرغوبية الاجتماعية (مقياس الكذب) بدرجة أعلى من الاتفاق بين الباحثين من تلك التي نالها بعد الذهانية؛ مما دعا بعض الباحثين إلى النظر إليه كبعد من أبعاد الشخصية له درجة مرتفعة من الاستقرار (انظر عبد الخالق، 1990، 1993؛ Paulhas, 1984, 1991).
ونظرية آيزنك في الشخصية نظرية بيولوجية-اجتماعية. ويرى أنصار التصور البيولوجي الاجتماعي للشخصية الإنسانية أن التركيبة الفيزيقية للإنسان ليست مجرد منافذ تظهر من خلالها الاستجابات التي يتم تطبيع الكائن الإنساني على إصدارها. فهم يرون أنها تتدخل في تحديد نوع الاستجابات الصادرة عن الإنسان. فالإنسان لديهم يرث استعداداً predisposition يجعله أكثر قابلية لتعلم نمط محدد من الاستجابات أكثر من نقيضه، لا على أنه محتوم predetermined أو مقضي عليه بأن يسلك بطريقة معينة. فهذا التفسير عند أنصاره ليس مناقضاً للتفسير البيئي (عمليات التعلم)، بل مكمل له.
وقد ربط آيزنك بين بعد الانبساط-الانطواء والجهاز العصبي المركزي، حيث يرى أن الانبساطي يرث نمطاً معيناً من بنية الجهاز العصبي يؤدي إلى وصول الاستثارات عبر أجهزة الاستقبال مروراً بالتكوين الشبكي الصاعد إلى القشرة اللحائية في الدماغ ببطء وتشتت أثرها بسرعة مما يجعل الانبساطي في حالة ’نهم‘ مستمر للاستثارة. بينما يرث الانطوائي جهازاً عصبياً يؤدي إلى وصول الرسائل عبر الموصلات بسرعة وتشتت أثرها ببطء مما يجعل الانطوائي في حالة اكتفاء من الاستثارة. كما ربط آيزنك بين العصابية والجهاز العصبي المستقل (السمبثاوي) (أنجلر، 1991؛ جابر، 1986؛ Eysenck, 1967).
أما بالنسبة للمظاهر السلوكية التي تميز الانبساطي فهي أنه شخص اجتماعي، لا يكتفي بعدد محدود من الأصدقاء، ويبادر إلى تكوين الصداقات والتفاعل حتى مع الغرباء، ويفضل أن يكون مع الناس على أن يمارس القراءة. والانبساطي شخص حيوي مرح، يميل إلى التفاؤل، ويحب الإثارة والتغيير ويبرم بالروتين اليومي، ويستمتع بعمل المقالب، ويقحم نفسه في المخاطر، ويتصرف بشكل عفوي، وتكون لديه دوماً إجابات جاهزة. كما أنه قد يأخذ على عاتقه القيام بمهام كثيرة، مع أنه شخص لا يمكن الاعتماد عليه، عموماً. أما المنطوي النموذجي فهو شخص هادئ مبتعد عن الآخرين، حيث تشكل له كثرتهم زيادة غير مرغوبة في الإثارة. فهو يفضل قراءة الكتب على لقاء الآخرين، وصداقاته محدودة. وعلى العكس من الانبساطي الذي يتسم بالاندفاع، يميل الانطوائي إلى التروي والتخطيط، ويحب أسلوب الحياة المنظم، ويحتفظ بمشاعره تحت ضبط محكم، ومن النادر أن يكون عدوانيا، ولا ينفعل بسهولة. فهو على العموم شخص يميل إلى التشاؤم، ويعطي أهمية كبيرة للمعايير الأخلاقية، وهو شخص يمكن الاعتماد عليه (Eysenck & Eysenck, 1975).
ويتسم ذو الدرجة المرتفعة في العصابية بأنه شخص مهموم، مشغول البال بما يمكن أن يقع من مصائب، ويقلق كثيراً من ارتكاب الأخطاء (Eysenck & Eysenck, 1975).
ويتصف الحاصل على درجة مرتفعة على بعد الذهانية بأنه شخص منعزل، لا يهتم للآخرين، ولا ينسجم في أي وضع. كما أنه يمكن أن يكون قاسياً وغير إنساني، ولا يكترث لممارسة العدوان حتى على الأقربين منه. فهو يفتقر بشكل عام إلى المشاعر والتعاطف مع الآخرين، غير حساس لآلام الغير، ويحب أن يتلاعب بهم ويضايقهم. كما أنه يميل إلى الأشياء الغريبة غير المألوفة، ويتهاون بالمخاطر (Eysenck & Eysenck, 1975).
ولعل مما يجدر ذكره هو أن آيزنك يرى أن السلوك الشاذ ليس نوعاً مختلفاً من السلوك مقارنة بالسلوك السوي؛ أي أن السلوك الشاذ عبارة عن فرق في الدرجة وليس فرقاً في النوع؛ فالأبعاد التي يطرحها آيزنك لرسم الخطوط العريضة للشخصية الإنسانية هي نفسها التي يستخدمها في تفسير الاضطراب النفسي. وهذا يعني أن أي شخص سوي يقع على درجة معينة على هذه الأبعاد. ويمكن في ظروف بيئية معينة أن يطور الفرد استجابة شاذة أو اضطراباً نفسياً إذا توافرت له درجة مرتفعة على أي بعد من أبعاد نظرية آيزنك.
وقد أثمرت جهود أيزنك وزملائه وغيرهم من الباحثين عن تطوير أدوات لفظية لتحديد كمية ما يتوافر من تلك الأبعاد لدى مختلف الأشخاص (The Eysenck Personality Inventory (EPI): Eysenck & Eysenck, 1964; The Eysenck Personality Questionnaire (EPQ): Eysenck & Eysenck, 1975). ومن بين تلك المقاييس مقياس أيزنك المعدل للشخصية (The Eysenck Personality Questionnaire-Revised (EPQ-R): Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985)، والذي كان القصد منه في الأساس تلافي القصور الذي أحاط بالمقياس الفرعي لبعد الذهانية في المقياس الأصلي (The EPQ)؛ هذا المقياس المعدل هو الذي سعت الدراسة الحالية وسابقتها (الرويتع والشريف، 2002) لاستخراج نسخة سعودية منه.
وقد لقيت تصورات آيزنك وزملائه والمقاييس التي أنشؤوها قبولاً لدى علماء الشخصية في مختلف البلدان حيث تمت ترجمة تلك المقاييس إلى مختلف اللغات، وتم استخدامها لاختبار النظرية ولمسائل تطبيقية أخرى في مختلف الثقافات، ومن بينها الثقافة العربية (الأنصاري، 1999؛ رضوان، 2001؛ Abdel-Khalek & Eysenck, 1983).
هدف الدراسة وأهميتها
تهدف الدراسة الحالية إلى اختبار بنية مقياس آيزنك المعدل (Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985)، على عينة من الإناث في المجتمع السعودي. ويمكن اعتبار درجة الفصل بين الذكور والإناث إحدى الخصائص البارزة في المجتمع السعودي، والتي قد لا يوجد لها مثيل في المجتمعات العربية أو الإسلامية. هذه الظاهرة، المتمثلة في وجود مجتمعين متوازيين (ذكور-إناث)، على درجة منخفضة من الاتصال مقارنة ببقية المجتمعات، قد تستحث الباحثين وتدفعهم لاختبار بعض الفرضيات العلمية المتعلقة بالشخصية، بل قد تحتم عليهم ذلك. والذي تحاول الدراسة الحالية اختباره هو مدى إمكانية ظهور عوامل آيزنك، كما يقيسها مقياس آيزنك المعدل للشخصية (EPQ-R)، لدى عينة من الإناث في المملكة العربية السعودية. فظهور تلك العوامل مع وجود ذلك التباين الواضح في تركيبة المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات قد يُفسر على أنه دليل جديد على عالمية أبعاد آيزنك، كما يدفع هو بذلك.
أداة الدراسة
أداة الدراسة هي مقياس آيزنك للشخصية-المعدل (EPQ-R: Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985). يتكون المقياس في نسخته الأصلية من 100 بند، وله صورة مختصرة تتكون من 48 بنداً. وقد تم في الدراسة الحالية استخدام الصورة الكاملة التي تشتمل على المقاييس الفرعية التالية: مقياس العصابية (24 بنداً)، ومقياس الانبساط (23 بنداً)، مقياس الذهانية (32 بنداً)، ومقياس الكذب (21 بنداً). كما أضيف إلى المقياس خمسة عشر بنداً من بينها البند الأخير، والذي نصه، "هل شعرت بعدم الرغبة في إكمال هذه الاستمارة؟"، حيث وُجِدَ أن كثيراً ممن يحصلون على درجات مرتفعة على بعد الذهانية لا يكونون متعاونين في تعبئة الاستبانات (Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985). كما أن معظم البنود الأربع عشرة الأخرى كانت تستهدف بعد الذهانية. وقد اعتمد الباحثان في ذلك على مقاييس سابقة (الرويتع، 1410) وعلى خبرتهما.
استقر رأي الباحثين على أن من المفيد القيام بترجمة جديدة للمقياس تراعي المعاني المفهوماتية للبنود بدلاً من المعاني الحرفية للألفاظ. وهو ما اضطلعا به عبر استقراء المعاني في قواميس اللغة الأم للمقياس (الإنجليزية)، وقواميس اللغة العربية، والاسترشاد برأي الزملاء المختصين، والقيام بدراستين استطلاعيتين على مجموعة من الطلاب. ففي الدراسة الأولى (ن = 18) طُلِبَ من الطالب أن يقرأ كل بند ويشرح ما فهمه مما قرأ. وقد تم تعديل البنود التي كان هناك شبه إجماع على غموض فحواها، أو تم رصد تباين في فهم المفحوصين لها. وفي الدراسة الثانية (ن = 34)، فقد طُبِّق المقياس جمعياً، وطُلِبَ من المفحوصين الإجابة على بنود المقياس وتحديد البنود الغامضة. وقد تمت مناقشة الملاحظات بعد الانتهاء من جلسة التطبيق. أما بالنسبة لعينة الإناث فقد تم توزيع المقياس في صورته الأولية على عينة من الطالبات (ن = 30)، وتمت مناقشة البنود الغامضة عبر الهاتف. وقد نتج عن ذلك تغييرات في صياغة بعض البنود، أو تغيير كلي للبند، كما في البند رقم 99:
Would you feel very sorry for an animal caught in a trap?
فالترجمة الحرفية للبند ستكون: هل تشعرين بالشفقة على حيوان وقع في مصيدة؟
وفي تصور الباحثين أن هذه الصياغة ليست ملائمة للمساهمة في قياس بعد الذهانية في مجتمع الدراسة، حيث إن المعاني الملصقة بالصيد وطرق ممارسته تتباين عبر الثقافات. وقد تمت الاستعاضة عن الصياغة السابقة بالصياغة التالية:
هل تشعرين بالشفقة على حيوان مدهوس؟
وذلك أيضاً ما حدث للبند رقم 48 (ذهانية):
Do you think marriage is old-fashioned and should be done away with?
ويعتقد الباحثان أن معنى البند، وإن كان صالحاً للكشف عن خاصية الذهانية في المجتمعات الغربية، غير ملائم للكشف عنها في مجتمع الدراسة. وقد اُسْتُعِيضَ عن ذلك البند بالصياغة التالية:
هل تعتقدين أن الزيارات الأسرية مضيعة للوقت؟
كما أُضِيفَ بند من بين البنود الخمس عشرة (103)، يشير إلى الخاصية نفسها، وهو ما نصه:
هل تعتقدين أن أخذ فوائد البنوك أمر مقبول؟
ومن البنود التي تم تعديل صياغتها البند رقم 6، “Are you a talkative person?”، والذي يمكن ترجمته حرفياً، "هل أنت ثرثار؟" أو "هل أنت شخص كثير الكلام؟"، والذي وجد الباحثان أنه قد يميل بأي من الصياغتين السابقتين إلى بعد المرغوبية الاجتماعية، حيث أن الثرثرة أو كثرة الكلام غير مرغوبة اجتماعياً بدرجة كبيرة. واستقر رأي الباحثين على أن تكون صياغته كما يلي، "مقارنة بغيرك، هل تتكلمين كثيراً؟" لكي يلمس البند بعد الانبساطية.
أما البند رقم 11، “Are you rather lively?”، والبند رقم 94، “Do other people think of you as being very lively?”، وهما من بنود الانبساطية، فقد أضيفت إلى ترجمتهما (بين قوسين) كلمات توضيحية، "هل تغلب عليك الحيوية والنشاط، وهل ينظر إليك الآخرون، إلخ"، (في حركتك، وطريقة حديثك، وفي حياتك بشكل عام؟" وقد تمت تلك الإضافة في ضوء ما تبين من الدراسة الاستطلاعية من أن المفحوصين يميلون إلى فهم البندين في ضوء العمل أو الدراسة فقط. وهذا أمر دقيق يجب على الباحثين الانتباه إلى مثله، حيث إن المعاني تتباين عبر الألفاظ من ثقافة إلى أخرى.
أما البند رقم 14، “Do you dislike people who don't know how to behave themselves?”، فقد شعر الباحثان أن ترجمته بصيغة "هل تكره أو هل تشعر بالكراهية نحو...) سيؤدي إلى تشبعه على بعد المرغوبية الاجتماعية، ولذلك فقد تمت صياغته بالشكل التالي:
هل يستفزك الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتصرفون بطريقة مهذبة أو لائقة؟
أما كلمة "حفلة" في البند رقم 16، فقد رأى الباحثان أنها ربما تفهم على أنها حفلات رسمية، أو أن معناها سيتم تشويهه بما للمجتمع السعودي من خصوصية. وارتأى الباحثان أن تضاف كلمة "جلسة" قبل كلمة حفلة وعبارة (مناسبة اجتماعية) بعدها. أما في البند رقم 27، فقد تم إسقاط كلمتي “pin or button” من نص البند المترجم، واستعيض عنهما بكلمة "قلم pen"، لأن تلك الكلمات ليست حية في ثقافة مجتمع الدراسة. كما أضيف في البند رقم 72، بين قوسين، عبارة (من دون ضغوط) بعد عبارة "هل تقبل…" لأنه، في تصور الباحثين، أن هذه الزيادة لازمة لأنه من المرغوب اجتماعيا في ثقافة مجتمع الدراسة تقبل تنفيذ طلبات الآخرين. كما أن الفرد في هذه الثقافة الجمعية collective culture قد يخضع لضغوط اجتماعية تلزمه القيام بأنشطة أكثر مما يتسع له وقته، وهذا المعنى لن يلمس بعد الانبساطية. كما تم في البند رقم 77 استبدال عبارة "تتهرب من دفع الضرائب" بعبارة "تتهرب من دفع الرسوم (تذكرة ألعاب أو ترفيه، مثلاً)؛ لأن ممارسة دفع الضرائب ليست سائدة في مجتمع الدراسة، بل قد تكون مناهضة للتعاليم الدينية السائدة. أما البند الذي يليه، رقم 78، “Can you get a party going”، والذي يمكن ترجمته، "هل يمكنك أن تحافظ على استمرار حيوية حفلة؟"، فقد ارتأى الباحثان أن يتم تأطير متغير المحافظة على استمرار حيوية الحفلة بزمن الحفلة، "هل تستمر جلسة لمدة أطول لأنك تستطيع المحافظة على جو المرح والبهجة في تلك الجلسة".
أما البند رقم 95، “Do people tell you a lot of lies?”، والذي يمكن ترجمته كالتالي، "هل يخبرك (أو يقول لك) الناس الكثير من الأكاذيب؟"، فقد ارتأى الباحثان أن يتركا للعينة الاستطلاعية مسألة الحكم بشأنه. واستقر رأيهما بعد ذلك على ترجمته كالتالي، "هل يكذب عليك الناس كثيرا؟"
نسخة المقياس الخاصة بعينة الإناث
بالإضافة إلى التعديلات السابقة، فقد قام الباحثان بإعداد نسخة خاصة بالإناث، بحيث تكون البنود مكتوبة بصيغة المؤنث. وقد تم استطلاع رأي عينة الإناث الاستطلاعية حول هذا التعديل بتوجيه السؤالين التاليين: "هل يتباين فهمك للبند إذا تم توجيهه بصيغة المذكر عنه إذا تم توجيهه بصيغة المؤنث؟ هل تعتقدين أن كتابة البنود بصيغة المؤنث يؤثر على استجابتك لبنود المقياس؟" وقد تباينت آراء المفحوصات حول أهمية ذلك التعديل، واستقر رأي الباحثين على استعمال النسخة الخاصة بالإناث، والتي تمت كتابتها بصيغة المؤنث. ومن المعلوم أن اللغة الإنجليزية لا تميز في ضمير المخاطب بين الذكور والإناث؛ وهذا خلاف اللغة العربية التي تشتمل على هذا التمييز في جميع الضمائر. وقد يكون من تأثير الاستيراد غير الناقد للبحوث الغربية المساواة في ضمير المخاطب الذي ينعكس في استخدام نسخة موحدة للذكور والإناث. ومن المؤكد أن هذه النقطة بحاجة إلى مزيد من البحث.
عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة الحالية من 786 طالبة من طالبات جامعة الملك سعود، تراوحت أعمارهن 18 و39 سنة، بمتوسط حسابي مقداره 21.03، وانحراف معياري قدره 1.98، (مع وجود 30 حالة دون تحديد للعمر). ويوضح الجدول (1) أعدادهن ونسب توزيعهن حسب الكليات. والعينة الحالية عينة عرضية مريحة، حيث إن الهدف من الدراسة الحالية استخراج معايير محلية لمقياس آيزنك المعدل، واختبار لفرضية عالمية الأبعاد الأساس في نظرية آيزنك، أكثر مما هو التعرف على خريطة توزيع أبعاد آيزنك في مجتمع الإناث في السعودية. وقد ركز الباحثان عند سحب العينة على مقررات المتطلبات الجامعية (102، 103 سلم)، لضمان تنوع أكبر في العينة، وتلافياً لاستخدام طالبات مستجدات، حيث يكون قد مر على التحاق الطالبات بالجامعة سنة تقريباً، وأصبحن أكثر تأقلماً مع جو الجامعة، وأقل تأثراً بالمشكلات الناجمة عن الانتقال من المرحلة الثانوية.
جدول (1) توزيع أفراد العينة حسب الكليات التي ينتمين إليها
الكلية العدد النسبة المئوية
العلوم الإدارية 78 9.9
التربية 167 21.2
الآداب 205 26.1
العلوم 61 7.8
الحاسب الآلي 48 6.1
الزراعة 51 6.5
الطب 3 0.4
الطبية التطبيقية 54 6.9
الصيدلة 54 6.9
اللغات والترجمة 59 7.5
غير محدد 6 0.8
المجموع 786 100
نتائج الدراسة
تم التحليل العاملي للنتائج بعد إدخالها للحاسب الآلي باستخدام طريقة المكونات الرئيسة Principal Components Analysis، وهو برنامج فرعي من البرنامج الإحصائي Spss for windows, version 9. ونتيجة للتحليلات الأولية اسْتُبْعد 52 بنداً بسبب عدم تحقيقها تشبعاً مُرْضِياً على أي من العوامل، أو بسبب تشبعها المزدوج على أكثر من عامل، علماً أنه قد تم اعتماد 0.3 كمعيار للتشبع المقبول.
وأدخلت بقية البنود في التحليل العاملي مرة أخرى باستخدام الطريقة نفسها، وبعد التدوير المتعامد للمحاور (Varimax rotation) تبين أن هناك 18 عاملاً قيمة الجذر الكامن لكل منها أكبر 1.0. واستخدم اختبار التراكم (Scree test: Cattell, 1966) لتحديد عدد العوامل المستخرجة.
شكل (1) اختبار التراكم (Scree test) لتحديد عدد الأبعاد
يتبين من الشكل (1) أن من بين الثمانية عشر عاملاً، هناك ثلاثة عوامل فقط، تفسر ما مقداره 21.52 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس، يمكن تمييزها بوضوح. أما العامل الرابع، فرغم ظهوره في التحاليل الأولية، إلا أن استبعاد بعض البنود بسبب التشبع المزدوج على أكثر من عامل، أدى إلى ضعف ظهوره نوعاً ما. وكان اختيار الباحثين اعتماد استخراج أربعة عوامل تفسر ما مقداره 24.72 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس. وتبين الجداول (2.1 - 2.4) تشبعات البنود على العوامل، وبنية كل عامل.
يتضح من جدول (2.1) أن جميع بنود هذا المقياس الفرعي تقريباً متعلقة بعامل العصابية (قلق، توتر، شعور بالهم، والتعاسة، والملل، شعور بالضيق والزهق، عصبية وانفعال، وحساسية زائدة). فمن بين 20 بنداً تشبعت على هذا العامل (والتي تفسر ما مقداره 8.56 من نسبة التباين التي يشتمل عليها المقياس)، تشبع البندان 106، 108 أيضاً، وهما من البنود المضافة والتي قصد بها المساعدة في تحديد بنية بعد الذهانية. وبالنظر إلى محتوى البندين (عالم مليء بالأشرار، عدم الثقة بالناس)، يمكن فهم تشبعهما على بعد العصابية. أما البند رقم 40، وهو من بنود الانبساطية، فمن المحتمل أن إضافة عبارة "ما تشيلين هموم" لترجمة مفهوم (happy-go-lucky)، أدى إلى تشبع هذا البند على هذا البعد. ويمكن القول عموماً بأن المقياس الفرعي الأول متعلق ببعد العصابية (Neuroticism).
جدول (2.1) تشبعات البنود على العامل الأول
م نص البند ع1 ع2 ع3 ع4
46 تعتبرين نفسك متوترة أو "مشدودة الأعصاب" .68 -.05 -.05 .04
83 تعانين من توتر الأعصاب .67 -.02 .04 -.04
38 أنت مهمومة "قلقة" باستمرار .64 -.10 .02 -.06
107 تفقدين أعصابك بسرعة .62 .11 .10 .03
70 تشعرين غالباً بأن الحياة مملة جداً .56 -.06 .04 -.18
35 تعتبرين نفسك إنسانة عصبية .55 .08 -.01 .10
84 تشعرين غالباً بالوحدة .53 -.22 .06 -.13
8 تشعرين في كثير من الأحيان بأنك "تعيسة جداً" من دون سبب .53 -.03 .15 -.18
17 تتضايقين وتنزعجين بسهولة .52 -.11 .12 .09
65 تشعرين غالباً بالتعب والفتور من دون سبب .48 -.09 .24 -.05
26 تشعرين في كثير من الأحيان بأنك زهقانة "طفشانة" .48 -.07 .12 -.05
22 تُجْرَحْ مشاعرك بسهولة .45 -.07 -.01 .20
106 تشعرين بأن العالم من حولك مليء يالأشرار .42 -.03 .02 -.07
3 يتقلب مزاجك في أغلب الأحيان .42 -.04 .12 .06
40 تعتبرين نفسك مستمتعة بالحياة "ما تشيلين هموم" -.41 .16 -.01 -.03
60 تعانيين من الأرق "قلة النوم" .40 .06 -.08 -.03
97 أنت حساسة كثيراً تجاه بعض الأمور .40 -.02 .05 .23
100 عندما يزداد انفعالك بشكل كبير، هل تجدين صعوبة بالغة في التحكم فيه .40 .02 .18 -.10
87 تُجْرَحْ مشاعرك بسهولة عندما يجد الناس فيك أو في عملك عيباً أو خطأ .36 -.12 .07 .13
108 تعتقدين أن من الأفضل عدم الوثوق بالناس .32 -.07 .07 -.08
ويتضح من الجدول (2.2) أن 17 بنداً تشبعت على هذا المقياس (تفسر ما نسبته 7.2 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس). ويتبين من فحص محتوى البنود أن المقياس الفرعي الثاني متعلق ببعد الانبساطية (Extraversion-introversion) (اجتماعية وحيوية) بدرجة خالصة.
جدول (2.2) تشبعات البنود على العامل الثاني
م نص البند 1 2 3 4
102 تكوِّنين صداقات بسرعة كبيرة .05 .63 -.05 -.03
94 ينظر إليك الآخرون بأنك مبتهجة ومليئة بالحيوية والنشاط -.04 .62 -.04 -.02
51 يمكنك بسهولة أن تدخلي البهجة والمرح على جلسة مملة .04 .62 -.09 -.02
11 تغلب عليك الحيوية والنشاط -.08 .57 -.06 -.06
45 أنت عادة من يبدأ بإقامة صداقات جديدة -.03 .56 -.02 -.09
78 تستمر جلسة لمدة أطول لأنك تستطيعين المحافظة على جو المرح والبهجة فيها -.03 .55 -.02 .05
58 تحبين الاختلاط بالناس -.18 .53 .04 .13
16 تستطيعين عادة أن تنطلقي وتستمتعي في جلسة أو "مناسبة اجتماعية" بهيجة -.13 .50 .02 .13
47 تكونين في الغالب صامتة وأنت مع أشخاص آخرين .11 -.50 -.07 .03
112 تحبين أن تمزحين مع الآخرين بشكل كبير .03 .48 .21 .08
36 لديك الكثير من الأصدقاء -.13 .48 -.11 .03
6 مقارنة بغيرك، هل تتكلمين كثيراً .04 .46 .23 -.26
24 تميلين إلى لأن تبقي بعيداً عن الأنظار في المناسبات الاجتماعية .17 -.44 -.06 -.17
55 تحبين أن تقولي نُكَتاً وحكايات مضحكة لأصدقائك -.05 .38 .10 .15
20 تستمتعين بلقاء أشخاص لم تكوني تعرفينهم من قبل -.13 .35 -.02 -.11
63 لديك في معظم الأحيان تقريباً "إجابة سريعة" عندما يكلمك الآخرون .09 .35 .06 -.09
67 تفضلين أن تقومي بالأعمال والأنشطة التي يجب أن تكون حركتك فيها سريعة .01 .31 -.19 -.05
كما يتبين من جدول (2.3) بأن كل البنود تكشف الميل إلى السلوك بطريقة مرغوبة اجتماعياً، ما عدا البند رقم 42 (تخالفين رغبة والديك)؛ أحد بنود الذهانية. ويمكن فهم هذه النتيجة في إطار الموروث الثقافي، حيث إن عدم مخالفة رغبة الوالدين سلوك مرغوب اجتماعيا بدرجة عالية في الثقافات الجمعية. ومن الواضح أن المقياس الفرعي الثالث متعلق ببعد المرغوبية الاجتماعية (الكذب Lie)، مقلوب التصحيح.
جدول (2.3) تشبعات البنود على العامل الثالث
م نص البند 1 2 3 4
53 قلت أي شيء سيئ أو قبيح عن أي شخص .04 -.02 .53 -.02
93 تؤجلين أحياناً عمل اليوم إلى الغد .02 -.09 .46 .12
57 عندما كنت طفلة، حدث أن كنت غير مؤدبة مع والديك .05 .05 .46 -.09
44 كسرت أو ضيعت شيئاً يخص شخصاً آخر .04 .06 .46 -.02
27 حدث أن أخذت شيئاً يخص شخصاً آخر (حتى ولو كان قلماً) .02 .06 .46 .04
39 عندما كنت طفلة، هل كنت تنفذين ما يطلب منك فورًا ومن دون تذمر -.04 -.03 -.43 .09
71 حدث مرة أن استغليت شخصاً .02 -.05 .43 -.09
89 حدث مرة أن تأخرت عن موعد أو عن العمل -.02 .04 .43 .13
66 حدث مرة أن غشيت في أي لعبة أو مباراة .02 .09 .43 -.07
19 حدث مرة أن ألقيت اللوم على شخص ما لخطأ وأنت تعرفين أن الخطأ خطؤك .14 -.04 .42 .05
10 حدث أن كنت جشعة (طماعة) فأخذت لنفسك من أي شيء أكثر من نصيبك .07 -.04 .42 -.05
86 تفعلين دائماً ما تنصحين به غيرك -.13 .09 -.42 .18
49 تتفاخرين بنفسك قليلا من حين لآخر .03 .09 .41 .10
15 إذا وعدت بأن تعملي شيئاً، هل تحافظين دائماً على وعدك مهما يكن ذلك متعباً لك -.05 .07 -.40 .06
98 مستعدة دائماً للاعتراف بالخطأ إذا صدر منك -.07 .08 -.40 -.02
42 كنت في الغالب تخالفين رغبات والديك .20 .03 .40 -.15
32 تتحدثين أحياناً عن أشياء أو موضوعات لا تعرفين عنها شيئا .07 .13 .33 -.03
جدول (2.4) تشبعات البنود على العامل الرابع
م نص البند 1 2 3 4
81 بشكل عام، هل تفكرين قبل أن تقومي بأي خطوة -.07 -.02 -.15 .56
2 تتوقفين لتفكري كثيراً قبل القيام بأي فعل .06 -.09 -.16 .55
69 في أغلب المواقف، هل تتخذين قراراتك بصورة مفاجئة ومن دون تخطيط .28 .14 .12 -.46
96 تعتقدين أن على الفرد واجبات خاصة نحو أسرته -.02 -.01 .07 .39
105 تحترمين كبار الناس حتى ولو أخطؤوا عليك -.11 -.07 -.19 .36
5 في تصرفاتك بشكل عام، هل تأخذين بعين الاعتبار نظرة الآخرين .05 .04 .10 .31
99 تشعرين بالشفقة على حيوان مدهوس .05 .02 -.09 .31
52 تقلقين كثيراً على صحتك .04 .06 .03 .30
48 ترين أن الزيارات الأسرية مضيعة للوقت .17 -.13 .12 -.30
وكما يتضح من الجدول (2.4) فإن تسعة بنود تشبعت على هذا البعد، معظمها متعلق بالتروي (مقلوب الاندفاعية)، والحساسية لآلام الغير (مقلوب القسوة)، والاهتمام بالمعايير الاجتماعية. ومن الواضح أن هذا المقياس الفرعي متعلق ببعد الذهانية (مقلوب التصحيح).
حساب ثبات المقاييس
تم حساب ثبات المقاييس الفرعية باستخدام البرنامج الفرعي "مقياس Scale" من البرنامج الإحصائي Spss for windows, version 9. فبالنسبة للمقياس الفرعي الأول (العصابية) تبين أن درجة ألفا كرونباخ مرتفعة بدرجة مرضية جداً (0.84). أما بالنسبة للمقياس الفرعي الثاني (الانبساطية) فقد تبين أن درجة ألفا كرونباخ أيضاً مرتفعة بدرجة مرضية جداً (0.81). كما تبين أن درجة ألفا كرونباخ بالنسبة للمقياس الفرعي الثالث (مقلوب المرغوبية الاجتماعية أو الكذب)، مرضية (0.73). أما بالنسبة للمقياس الفرعي الرابع (مقلوب الذهانية)، فقد وُجد أن درجة ألفا كرونباخ غير مرضية (0.44). وقد يكون مرد انخفاض درجة ثبات مقياس الذهانية قلة البنود، وعدم تباينها بشكل متناغم. وستتم مناقشة هذا البعد بشكل أكثر تفصيلاً عند مناقشة نتائج الدراسة.
أما بالنسبة للعلاقة بين العوامل، فالجدول (3) يوضح درجة الارتباط بين المقاييس الفرعية التي استخرجت بالتحليل العاملي لبيانات الدراسة الحالية.
جدول (3) معاملات الارتباط بين المقاييس الفرعية المستخرجة
المقياس العصابية الانبساط الكذب
الانبساط -.168**
الكذب -.232** .028
الذهانية -.031** .053 -.090*
* دال عند مستوى 0.05
** دال عند مستوى 0.01
أقل درجة حرية = 780
يتضح من النتائج المعروضة في الجدول (3) أن العلاقة بين العوامل المستخلصة في الدراسة الحالية تتراوح بين الاعتدال والضعف إلى التواري تماماً، تقريباً. وتعزى الدلالة الإحصائية لبعض تلك النتائج إلى حجم العينة الحالية. فالمقياس الفرعي الأول (العصابية) ارتبط سلبياً بدرجة متواضعة مع المقياس الفرعي الثاني (الانبساطية)، وهي علاقة دالة إحصائياً عند مستوى 0.01. أما درجة ارتباط مقياس العصابية بالمقياس الفرعي الثالث (مقلوب المرغوبية الاجتماعية) فقد كانت الأعلى في هذه الدراسة. كما يتبين وجود درجة ارتباط سلبي متواضعة جداً بين مقياسي الذهانية ومقلوب المرغوبية الاجتماعية مع أنها دالة إحصائياً عند مستوى 0.012. أما درجة الارتباط بين مقياس العصابية والمقياس الفرعي الرابع (الذهانية)، وبين مقياسي الانبساطية ومقلوب المرغوبية الاجتماعية، وبين مقياسي الانبساطية والذهانية فقد كانت ضعيفةً جداً وغير دالة إحصائياً وشبه متعامدة. كما يوضح جدول (4) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ومعاملات الالتواء والتفرطح لكل الأبعاد المستخلصة.
جدول (4) معلومات إحصائية عن المقاييس المستخرجة
المقياس المتوسط الحسابي الانحراف المعياري معامل الالتواء معامل التفرطح
العصابية 27.77 4.72 0.25 -0.80
الانبساط 23.31 3.96 0.39 0.71
الكذب 27.04 3.39 -0.18 -0.56
الذهانية 12.59 1.13 1.04 4.18
مناقشة النتائج
الهدف من الدراسة الحالية هو الكشف عن إمكانية ظهور عوامل آيزنك الرئيسة في الشخصية في بيئة ثقافية مختلفة تماماً عن البيئة الثقافية التي نشأت فيها مقاييس آيزنك التي قام بتصميمها مع زملائه عبر سنوات طويلة، تطورت خلالها نظرية آيزنك في الشخصية، كما تطورت مقاييسها. ويُعَدُّ مقياس آيزنك المعدل (EPQ-R: Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985) خلاصة جهود مستفيضة استهدفت تطوير أدوات لقياس الأبعاد التي تنطوي عليها تلك النظرية.
والذي يتضح من النتائج التي استعرضت آنفا أن بعدي العصابية والانبساطية قد تمايزا بصورة قوية لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي الذي يتصف بدرجة ملحوظة من انخفاض وتيرة الاتصال بين الجنسين عند مقارنته بأي مجتمع آخر، تقريباً. كما ظهر بعد المرغوبية الاجتماعية لدى تلك العينة، بينما كانت النتائج المتعلقة ببعد الذهانية غير حاسمة.
وبالنظر إلى البنود التي تشبعت على المقياس الفرعي الأول، يتضح أن ثمانية عشر بنداً هي من بنود المقياس الأصلي (EPQ-R)، وبندين من البنود المستحدثة، وإن كان القصد من إضافة تلك البنود الاحتياط لطبيعة بعد الذهانية، والتي تشكل معضلة في القياس النفسي إلى الآن. ويمكن فهم تشبع هذين البندين، جزئياً على الأقل، في إطار العلاقة بين بعدي العصابية والذهانية. وقد أشارت دراسات عديدة إلى وجود نوع من العلاقة بين العصابية والذهانية كبعدين مَرَضِيَّيْن (جابر، 1986)، وإن لم يكن هناك ارتباط دال إحصائياً بين مقياسي العصابية والذهانية في الدراسة الحالية. إلا أن مقياس الذهانية في هذه الدراسة لا يمكن الاعتماد عليه نظراً لانخفاض درجة ثباته، ولمحدودية بنوده. وعلى العموم، فهذه النتيجة تعزز الرأي القائل بأن مقياس العصابية في مقياس آيزنك المعدل للشخصية قادر على رصد هذا البعد لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي. من جانب آخر، يمكن النظر إلى هذه النتيجة على أنها إضافة جديدة تدعم تصورات آيزنك وكثير من علماء الشخصية بأن بعد العصابية بعد عالمي، يُتَوَقَّعُ ظهوره لدى عينات متباينة مسحوبة من مجتمعات متباينة في ثقافتها، وربما يكون له، كما يرى آيزنك، أساس بيولوجي قوي.
أما المقياس الفرعي الثاني المستخلص في الدراسة الحالية فيمكن القول بأنه، بصورة خالصة، يقيس بعد الانبساطية، حيث أن 15 بنداً من بنود هذا المقياس هي من بنود المقياس الأصلي، ولا تختلف طبيعة البندين الآخرين عن تلك. ومحتوى المقياس يوضح أنه خليط من الاجتماعية والحيوية. والجدير بالملاحظة أن هذا البعد خال، تقريباً، في محتواه من مكونات الاندفاعية. كما أن العلاقة بين هذا البعد والبعد الرابع، الذي تشير النظرة الأولية إلى أنه مقياس للذهانية، والذي اشتمل على عدد من بنود الاندفاعية التي حققت تشبعاً مُرْضِياً (كما يلاحظ من الجدول 3)، شبه متعامدة تقريباَ. هذه النتيجة المخالفة لتصورات آيزنك حول البنية الأولية لبعد الانبساطية ليست الوحيدة في التراث النفسي (الرويتع، 1410، 2002؛ Munro, 1986).
أما بالنسبة للمقياس الفرعي الثالث فيبدو أنه متعلق، وبصورة خالصة، بالميل النفسي إلى تحريف الاستجابة بطريقة مرغوبة اجتماعياً، أو ما يسمى اصطلاحاً ’الكذب‘. إن ظهور هذا الميل بصورة متواترة، وتمايزه عن غيره من الأبعاد، قد يكون المبرر الذي دعا بعض الباحثين إلى اعتباره بعدا نفسياً أصيلاً، وليس مجرد تحريف للاستجابة، (Eysenck & Eysenck, 1975).
وبالنظر إلى طبيعة مكونات المقياس الفرعي الرابع يمكن القول، مبدئياً بأنه مقياس لبعد الذهانية. إلا أن درجات ثبات المقياس، وفشل معظم البنود المستحدثة في التشبع على هذا البعد (ما عدا البند رقم 105) تُعَدُّ نتيجة مخالفة للتوقعات، إلا أن تشبع بندين من بنود المقياس الأصل (48، 99) تم تغيير صياغتهما جذرياً، يوحي بأن المقياس يمكن استصلاحه. والحقيقة أن بعد الذهانية كان ولا يزال بعداً مشكلاً للباحثين في علم الشخصية. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن بعد الذهانية ليس بعداً حقيقياً، وهذه نظرة جديرة بالاعتبار. إلا أنه يمكن القول أيضاً بأن الفشل الذريع في تصميم مقياس للذهانية يحظى بالقبول لدى العلماء قد يكون مرده إلى طبيعة البعد نفسه؛ أي أن من الممكن أن يكون هناك خطأ في التصور النظري للبعد، أو أن طبيعة هذا البعد مركبة أو معقدة بدرجة أكبر مما نتصور، أو أن المظاهر السلوكية المفترض أنها تمثله، والممثلة في بنود الذهانية في المقياس الأصلي والبنود التي أُضيفت من قبل الباحثين، لا تعبر عن البعد بصورة جذرية أو كافية. كما أن من الممكن أن تَشَكُّلَ البعد يتأثر بالجوانب الثقافية، وفي هذا الإطار يمكن فهم نتيجة الدراسة الحالية والتي يمكن عزوها جزئياً إلى طبيعة مجتمع الإناث الذي سحبت منه العينة، وهذا يقتضي التحقق منه مستقبلاً مرة أخرى. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى تمايز بعد الذهانية لدى عينة من الذكور في المجتمع السعودي (الرويتع والشريف، 2002). وخلاصة القول هي أن هناك حاجة ماسة لدراسة كل التصورات السابقة لتقرير حقيقة هذا البعد. كما تجدر الإشارة بالإضافة إلى التباين الملاحظ بين عينتي الذكور والإناث من حيث ظهور بعد الذهانية بدرجة أكثر تماسكاً لدى عينة الذكور منه لدى عينة الإناث، إلى فرق آخر برز بين العينتين من حيث استقطاب مقياس العصابية لبعض بنود الذهانية لدى عينة الذكور، وهو ما لم يظهر لدى عينة الإناث.
أما فيما يتعلق بالعلاقة بين العصابية والانبساطية، فالنتيجة التي ظهرت في الدراسة الحالية تتفق مع ما ذهبت إليه كاريغان (Carrigan, 1960)، من وجود علاقة بين مقاييس البعدين، علما بأن هذه العلاقة تمثل نقطة اختلاف بين الباحثين. أما العلاقة بين مقلوب الكذب والعصابية فقد كانت الأقوى بين نتائج الدراسة الحالية، وتتفق هذه النتيجة مع تصور بولهاس (Paulhas, 1984, 1991). أما فيما يتعلق بالعلاقة بين المقياس الفرعي الرابع، والذي اعتبر خليطاً من مقلوب الاندفاعية (التروي)، والحساسية لآلام الغير وللمعايير الاجتماعية، من جهة، ومقياس الكذب، من جهة أخرى. فعلى الرغم من أن مقدارها (-0.09) متواضع جداً، إلا أنها دالةٌ إحصائياً. كما أن اتجاه العلاقة يشير إلى أن الإناث في المجتمع السعودي اللواتي يملن إلى أن يكن حساسات لآلام الغير وللمعايير الاجتماعية، وإلى أن يكن مترويات فيما يتخذن من قرارات، يملن أيضاً إلى أن يستجبن بطريقة مرغوبة اجتماعياً، وهي نتيجة متسقة مع طبيعة المقياسين، على اعتبار أن مقياس الكذب مصحح في اتجاه عكسي.
يبدو أن نتيجة الدراسة الحالية تقدم دعماً إضافياً لأدوات القياس التي تستخدم أساليب التقريرات الذاتية (المنهج اللفظي)، والتحليل العاملي للبيانات التي تجمع بواسطة تلك الأدوات، كأساليب علمية قادرة على الكشف عن البنى التحتية للشخصية الإنسانية، بغض النظر عن عدد تلك الأبنية. كما تقدم الدراسة الحالية دعماً إضافياً جزئياً لتصورات آيزنك عن العوامل الرئيسة في الشخصية، حيث تمايزت أبعاد العصابية، الانبساطية، والمرغوبية الاجتماعية، بصورة واضحة، بينما لا تزال بنية بعد الذهانية غير واضحة بدرجة كافية. ومن المهم التأكيد على ضرورة القيام بدراسات أخرى للتأكد من نتائج الدراسة الحالية، واختبار فرضياتها باستخدام عينات من فئات عمرية ومناطق جغرافية وخلفيات مهنية مختلفة من مجتمع الإناث في السعودية. كما أن الحاجة ملحة أيضاً لدراسات أخرى قد تساعد في تحديد عدد العوامل الرئيسة التي يمكن أن تكون كافية في شرح جزء كبير من التباين المدرك في الشخصية.
من ناحية أخرى تلفت الدراسة الحالية انتباه الباحثين إلى بعض المشكلات التي يمكن تلافيها أو التخفيف من أثرها، على الأقل، التي تتعرض لها الدراسات عبر الثقافية.
Abstract
Keywords: Neuroticism, Extraversion, Psychoticism, Social desirability, Personality factors.
Women’s society in Saudi Arabia is traditionally characterized with an extreme degree of separation from men’s society. Such segregation could provide an invaluable opportunity to examine hypotheses cocerning the influence of cultural varaitions upon personality dimensions. The present study examined the possibility of finding support to the Eysenckian personality paradigm among women in Saudi Arabia. To test this hypothesis, the EPQ-R was administered to 786 female Saudi university students. Despite the strong cultural variations, the present study provided partial support to Eysenck theory. Extraversion and neuroticism were quite clearly identified among the study sample along with the social desirability factor. These there factors were found to be very robust. However, nothing of the like was observed with respect to the psychoticism factor. These results were discussed in terms of Eysenck theory of personality and in the light of the cultural variations.
المراجع
أنجلر، باربرا (1991). مدخل إلى نظريات الشخصية. ترجمة فهد بن دليم. الطائف: دار الحارثي.
الأنصاري، بدر (1999). الصورة الكويتية لاستخبار "آيزنك" للشخصية (صيغة الراشدين). بحث مقدم إلى مؤتمر الخدمة النفسية والتنمية 5-7 أبريل 1999، قسم علم النفس،كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت.
جابر، جابر عبد الحميد (1986). نظريات الشخصية. القاهرة: دار النهضة العربية.
رضوان، سامر (2001). الصورة السورية لاستخبار آيزنك للشخصية "دراسة ميدانية على طلاب جامعة دمشق". المجلة التربوية، 58: 83-114.
الرويتع، عبد الله (1410). بعدا العصابية والانبساط لدى عينة سعودية من ثلاث فئات عمرية. رسالة ماجستير في علم النفس (غير منشورة)، قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الملك سعود.
الرويتع، عبد الله (2002). الخصوصية الثقافية للمجتمع السعودي: بعد الانبساط ووجهة الضبط في الصحة. رسالة التربية وعلم النفس، 18:207-231.
الرويتع، عبد الله والشريف، حمود (2002). صورة سعودية لمقياس آيزنك المعدل للشخصية (EPQ-R). بحث مقدم للقاء السنوي العاشر للجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية. 468-508.
عبد الخالق، أحمد محمد (1990). الأبعاد الأساسية للشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
عبد الخالق، أحمد محمد (1993). استخبارات الشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
Abdel-Khalek, A. M., & Eysenck, S. B. G. (1983). A cross-cultural study of personality: Egypt and England. Research in Behavior and Personality, 3: 215-226.
Carrigan, P. (1960). Extraversion-introversion as a dimension of personality: A reappraisal. Psychological Bulletin, 57(5): 329-360.
Cattell, R. B. (1966). The scree test for the number of factors. Multivariate Behavioral Research, 1: 140-161.
Child, D. (1990). The essentials of factor analysis. Cassell, London.
Costa, P. T., Jr., & McCrae, R. R. (1992). Reply to Eysenck. Personality and individual Differences, 13(8): 861-865.
Costa, P. T., Jr., & McCrae, R. R., (1985). The NEO Personality Inventory Manual. Psychological Assessment Resources, Odessa, Fla.
Eysenck, H. J. (1967). The Biological Basis of Personality. C. C. Thomas, Springfield.
Eysenck, H. J. (1992a). A reply to Costa and McCrae. P or A and C: The role of theory. Personality and individual Differences, 13 (8): 867-868.
Eysenck, H. J. (1992b). Four ways five factors are not basic. Personality and individual Differences, 13 (6): 667-673.
Eysenck, H. J. (1992c), The definition and measurement of psychoticism. Personality and individual Differences, 13(7), 757-785.
Eysenck, H. J. (1994). The "Big Five" or "Giant Three"? Criteria for paradigm. In Halverson, C. F., Kohnstamm, G. A., & Martin, R. P. (Eds.), The developing structure of temperament and personality from infancy to adulthood, (pp. 37-52). Erlbaum, Hillsdale, NJ.
Eysenck, H. J., & Eysenck, S. B. G. (1964). Manual of Eysenck Personality Inventory. San Diago: Educational and Industrial Testing Service.
Eysenck, H. J., & Eysenck, S. B. G. (1975). Manual of Eysenck Personality Questionnaire. Hoddor & Stoughton, London.
Eysenck, S. B. G., Eysenck, H. J., & Barrett, P. (1985). A revised version of the Psychoticism scale. Personality and individual Differences, 6 (1): 21-29.
Goldberg, L. R., & Rosolack, L. R. (1994)The Big-Five factor structure as an integrative framework: An empirical comparison with Eysenck's P.E.N. model. In Halverson, C. F., Kohnstamm, G. A., & Martin, R. P. (Eds.), The developing structure of temperament and personality from infancy to childhood, (pp. 7-35). Erlbaum, Hillsdale, NJ.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985a). Comparison of EPI and psychoticism scales with measures of the five-factor model of personality. Personality and individual Differences, 6 :587-597.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985b). Openness to experience. In Hogan, R., & Jones, W. H. (Eds.), Perspectives in personality: theory, measurement, and interpersonal dynamics, (Vol. 1, pp. 145-172). JAI Press, Greenwich, CT.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985c). Updating Norman's "adequate taxonomy": Intelligence and personality dimensions in natural language and in questionnaires. Journal of Personality and social Psychology, 49: 710-721.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1987). Validation of the five-factor model of personality across instruments and observers. Journal of Personality and social Psychology, 52 (1): 81-90.
McCrae, R. R., & John, O. P. (1992). An introduction to the Five-Factor Model and its applications. Journal of Personality, Special Issue: The Five-Factor
Munro, D. (1986). The meaning of Eysenck's Personality constructs and scales for Zimbabwean male students. Personality and individual Differences, 7: 283-291.
Paulhus, D. L. (1984). Two component models of socially desirable responding. Journal of Personality and social Psychology, 46: 598-609.
Paulhus, D. L. (1991). Measurement and control of response bias. (In J. P. Robenson, P. R. Shaver & L. S. Wrightsman (Eds.), Measures of personality and social psychological attitudes (pp. 17-59). San Diago, CA: Academic Press).
قسم علم النفس-كلية التربية-جامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية عبد الله صالح الرويتع
قسم علم النفس-كلية التربية-جامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية
ملخص
مصطلحات أساسية: العصابية، الانبساط، الذهانية، الكذب، عوامل الشخصية.
يتصف مجتمع الإناث في السعودية بدرجة ملحوظة من انخفاض وتيرة الاتصال والتفاعل مع مجتمع الذكور مما قد يجعله حالة فريدة بين المجتمعات، وهذا في حد ذاته يعطي الباحثين فرصة جيدة لاختبار بعض الفرضيات التي تتصل بأثر العوامل الثقافية على العديد من المفاهيم النفسية. والدراسة الحالية تهدف إلى اختبار نموذج آيزنك في بنية الشخصية لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي، حيث تم تطبيق مقياس آيزنك المعدل (EPQ-R) على عينة كبيرة من طالبات جامعة الملك سعود في الرياض (ن = 786). وخلصت الدراسة التي استخدم فيها التحليل العاملي إلى أن بعدي الانبساط والعصابية-كما ينظِّر لهما آيزنك-يمكن رصدهما بوضوح لدى عينة الدراسة. وبهذا يمكن القول أن مقياس آيزنك المعدل يعتبر أداة فعالة في الكشف عن البعدين لدى العينات التي تشبه عينة الدراسة. كما وضحت النتائج أن بُعْدَ المرغوبية الاجتماعية يتسم بدرجة عالية من الاستقرار كذلك. ولكن نتائج الدراسة تشير إلى أن مقياس آيزنك المعدل ليس مناسباً لرصد بعد الذهانية لدى عينة الدراسة. وقد فُسرت تلك النتائج في ضوء تصورات آيزنك والفروق الثقافية.
مقدمة
تنطلق نظريات الشخصية التي تستخدم الأسلوب اللفظي lexical approach (استعمال التقريرات الذاتية، على سبيل المثال) في بحثها عن وحدات تصنيفية في دراسة الشخصية على مسلَّمَةٍ عامة مفادها أن كل لغة من اللغات لابد أن تشتمل على مفردات ومترادفات لكل المعاني الإيجابية والسلبية التي يمكن أن توصف بها الشخصية.
ويعتبر التحليل العاملي الأداة الأكثر استخداماً للكشف عن تلك الوحدات التصنيفية للشخصية. ولا يخفى على الاختصاصيين أن التحليل العاملي ليس الأداة المثلى للبحث عن تلك الوحدات، من حيث قصوره، فالتحليل العاملي لا يعطيك إلا ما تدخل فيه. لكن التحليل العاملي، كطريقة إحصائية ارتباطية، يعطي أيضاً شيئاً من لا شيء؛ فالتحليل العاملي أداة قوية للكشف عن أي أبنية أو وحدات مترابطة لا يمكن تمييزها في الظواهر المعقدة، كالتباينات التي تظهر في استجابات الناس كتعبير عن تباين شخصياتهم؛ تلك الاستجابات التي تظهر كما لو أنها ’خليط عجيب‘ لا رابطة بينها. ومن المرجح أن استعمال أسلوب التحليل العاملي سيستمر في الوقت الحاضر إلى أن يتم اكتشاف أداة أفضل منه تشكل إطاراً مرجعياُ خارجياُ بدلاً من المعايير الذاتية التي لا يمكن التعويل عليها. فالقائمون للدفاع عن هذه الوسيلة يوصون باستخدامها بحذر (عبد الخالق، 1990، 1993؛ Child, 1990).
والتحليل العاملي طريقة إحصائية تسعى لاختزال الاستجابات إلى عدد أقل من الوحدات المترابطة التي يمكن الاعتماد عليها في تفسير التباين في الشخصية الإنسانية. وتتباين درجة الاختزال التي يسعى لها علماء الشخصية من مدرسة لأخرى؛ فالمدرسة الأمريكية التي يعتبر ريموند كاتل من أشهر روادها تميل إلى استخدام الوحدات التي تظهر للوهلة الأولى في التحليل العاملي من الدرجة الأولى وتسمية تلك الوحدات سمات مصدرية، بغض النظر عن درجة الارتباط التي قد تظهر بين تلك السمات، والتي قد تكون مرتفعة بدرجة كبيرة أحياناً. ولا يرى علماء القارة الأوروبية-والذين يظهر على رأسهم هانز آيزنك-مبرراً لبقاء السمات التي بينها ارتباط مرتفع منفصلة عن بعضها، اعتماداً على أن الاقتصاد في المفاهيم من أهداف العلم المهمة. فهم يرون أن السمات المرتبطة قد تكون مجرد مظاهر مختلفة لنفس السمة أو العامل. ولهذا فهم يميلون إلى اختزال تلك السمات باستخدام التحليل العاملي من الدرجة الثانية أو الثالثة للوصول إلى أبعاد dimensions رئيسة مستقلة عن بعضها orthogonal بدرجة كبيرة.
ويمكن اعتبار نظرية آيزنك من أكثر نظريات الشخصية التي تم اختبارها بكم هائل من الدراسات بطرق مختلفة (من بينها التقريرات الذاتية)، وفي ثقافات مختلفة. ومما يميز نظرية آيزنك عن غيرها أنها تنطلق من مسلَّمات نظرية يتم اختبارها لاحقا، أو ما يسمى بالفرضية الاستدلالية Hypothetico-deductive theory. وقد كشفت دراسات آيزنك وغيره من الباحثين عن عدد محدود من الأبعاد الرئيسة القوية التي تظهر في كل مرة يتم اختبار النظرية بغض النظر عن المحتوى الثقافي الذي تم فيها اختبارها فيه. ولعل هذا ما دفع آيزنك للتأكيد على الأساس البيولوجي لتلك الأبعاد. ويكاد أن يكون هناك إجماع بين الباحثين على أن بعدي الانبساط-الانطواء، والعصابية-الاستقرار الانفعالي بعدان رئيسان يتوافران في جميع الثقافات، بغض النظر عن انتظام بنود المقياس أو ترتيب ظهوره. فقد يتباين ترتيب البنود من عينة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، كما قد يختلف ترتيب ظهور تلك الأبعاد.
يرى آيزنك (Eysenck, 1967)، وهو ينظِّر للأساس البيولوجي للشخصية، أن هذه الأبعاد عالمية. ويدفع عن دعواه تلك حتى على مستوى البعد الثالث، وهو الذهانية-اللاذهانية (أو المسؤولية أو الضمير)، على الرغم مما أظهرته الدراسات التي تناولت ذلك البعد، من عدم وضوح الرؤية حوله، والدرجة المنخفضة من الثبات التي لازمت محاولات بلورة مقياس لذلك البعد، مما دفع بعض الباحثين إلى التساؤل عن حقيقة وجود ذلك البعد من الأساس. فأصحاب نظرية العوامل الخمسة الرئيسة في الشخصية-على سبيل المثال-لا يشيرون إلى ذلك البعد تماما بالرغم من أخذهم بالبعدين الآخرين (الانبساط-الانطواء [Surgency] ، والعصابية-الاستقرار الانفعالي [Emotional stability]) (Costa & McCrae, 1985; McCrae & Costa, 1985a, b, c, 1987; McCrae & John, 1992) . ويبقى آيزنك (Eysenck, 1992a, b, c, 1994)، على قناعته بأن بعدي التفاني [Conscientiousness] والوداعة [Agreeableness] من الأبعاد الخمسة يشتملان على تركيبة بعد الذهانية في تصوره النظري، وأنهما مع العامل الخامس [Culture or Openess to experience]، كثيراً ما يرتبطون بدرجة مرتفعة مع بعد الذهانية. إلا أن أنصار العوامل الخمسة لا يوافقون آيزنك في تصوره على اعتبار أن بعد الذهانية لم يظهر عند التدوير الثلاثي للمحاور (Costa & McCrae, 1992; Goldberg & Rosolack, 1994).
وقد حضي بعد المرغوبية الاجتماعية (مقياس الكذب) بدرجة أعلى من الاتفاق بين الباحثين من تلك التي نالها بعد الذهانية؛ مما دعا بعض الباحثين إلى النظر إليه كبعد من أبعاد الشخصية له درجة مرتفعة من الاستقرار (انظر عبد الخالق، 1990، 1993؛ Paulhas, 1984, 1991).
ونظرية آيزنك في الشخصية نظرية بيولوجية-اجتماعية. ويرى أنصار التصور البيولوجي الاجتماعي للشخصية الإنسانية أن التركيبة الفيزيقية للإنسان ليست مجرد منافذ تظهر من خلالها الاستجابات التي يتم تطبيع الكائن الإنساني على إصدارها. فهم يرون أنها تتدخل في تحديد نوع الاستجابات الصادرة عن الإنسان. فالإنسان لديهم يرث استعداداً predisposition يجعله أكثر قابلية لتعلم نمط محدد من الاستجابات أكثر من نقيضه، لا على أنه محتوم predetermined أو مقضي عليه بأن يسلك بطريقة معينة. فهذا التفسير عند أنصاره ليس مناقضاً للتفسير البيئي (عمليات التعلم)، بل مكمل له.
وقد ربط آيزنك بين بعد الانبساط-الانطواء والجهاز العصبي المركزي، حيث يرى أن الانبساطي يرث نمطاً معيناً من بنية الجهاز العصبي يؤدي إلى وصول الاستثارات عبر أجهزة الاستقبال مروراً بالتكوين الشبكي الصاعد إلى القشرة اللحائية في الدماغ ببطء وتشتت أثرها بسرعة مما يجعل الانبساطي في حالة ’نهم‘ مستمر للاستثارة. بينما يرث الانطوائي جهازاً عصبياً يؤدي إلى وصول الرسائل عبر الموصلات بسرعة وتشتت أثرها ببطء مما يجعل الانطوائي في حالة اكتفاء من الاستثارة. كما ربط آيزنك بين العصابية والجهاز العصبي المستقل (السمبثاوي) (أنجلر، 1991؛ جابر، 1986؛ Eysenck, 1967).
أما بالنسبة للمظاهر السلوكية التي تميز الانبساطي فهي أنه شخص اجتماعي، لا يكتفي بعدد محدود من الأصدقاء، ويبادر إلى تكوين الصداقات والتفاعل حتى مع الغرباء، ويفضل أن يكون مع الناس على أن يمارس القراءة. والانبساطي شخص حيوي مرح، يميل إلى التفاؤل، ويحب الإثارة والتغيير ويبرم بالروتين اليومي، ويستمتع بعمل المقالب، ويقحم نفسه في المخاطر، ويتصرف بشكل عفوي، وتكون لديه دوماً إجابات جاهزة. كما أنه قد يأخذ على عاتقه القيام بمهام كثيرة، مع أنه شخص لا يمكن الاعتماد عليه، عموماً. أما المنطوي النموذجي فهو شخص هادئ مبتعد عن الآخرين، حيث تشكل له كثرتهم زيادة غير مرغوبة في الإثارة. فهو يفضل قراءة الكتب على لقاء الآخرين، وصداقاته محدودة. وعلى العكس من الانبساطي الذي يتسم بالاندفاع، يميل الانطوائي إلى التروي والتخطيط، ويحب أسلوب الحياة المنظم، ويحتفظ بمشاعره تحت ضبط محكم، ومن النادر أن يكون عدوانيا، ولا ينفعل بسهولة. فهو على العموم شخص يميل إلى التشاؤم، ويعطي أهمية كبيرة للمعايير الأخلاقية، وهو شخص يمكن الاعتماد عليه (Eysenck & Eysenck, 1975).
ويتسم ذو الدرجة المرتفعة في العصابية بأنه شخص مهموم، مشغول البال بما يمكن أن يقع من مصائب، ويقلق كثيراً من ارتكاب الأخطاء (Eysenck & Eysenck, 1975).
ويتصف الحاصل على درجة مرتفعة على بعد الذهانية بأنه شخص منعزل، لا يهتم للآخرين، ولا ينسجم في أي وضع. كما أنه يمكن أن يكون قاسياً وغير إنساني، ولا يكترث لممارسة العدوان حتى على الأقربين منه. فهو يفتقر بشكل عام إلى المشاعر والتعاطف مع الآخرين، غير حساس لآلام الغير، ويحب أن يتلاعب بهم ويضايقهم. كما أنه يميل إلى الأشياء الغريبة غير المألوفة، ويتهاون بالمخاطر (Eysenck & Eysenck, 1975).
ولعل مما يجدر ذكره هو أن آيزنك يرى أن السلوك الشاذ ليس نوعاً مختلفاً من السلوك مقارنة بالسلوك السوي؛ أي أن السلوك الشاذ عبارة عن فرق في الدرجة وليس فرقاً في النوع؛ فالأبعاد التي يطرحها آيزنك لرسم الخطوط العريضة للشخصية الإنسانية هي نفسها التي يستخدمها في تفسير الاضطراب النفسي. وهذا يعني أن أي شخص سوي يقع على درجة معينة على هذه الأبعاد. ويمكن في ظروف بيئية معينة أن يطور الفرد استجابة شاذة أو اضطراباً نفسياً إذا توافرت له درجة مرتفعة على أي بعد من أبعاد نظرية آيزنك.
وقد أثمرت جهود أيزنك وزملائه وغيرهم من الباحثين عن تطوير أدوات لفظية لتحديد كمية ما يتوافر من تلك الأبعاد لدى مختلف الأشخاص (The Eysenck Personality Inventory (EPI): Eysenck & Eysenck, 1964; The Eysenck Personality Questionnaire (EPQ): Eysenck & Eysenck, 1975). ومن بين تلك المقاييس مقياس أيزنك المعدل للشخصية (The Eysenck Personality Questionnaire-Revised (EPQ-R): Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985)، والذي كان القصد منه في الأساس تلافي القصور الذي أحاط بالمقياس الفرعي لبعد الذهانية في المقياس الأصلي (The EPQ)؛ هذا المقياس المعدل هو الذي سعت الدراسة الحالية وسابقتها (الرويتع والشريف، 2002) لاستخراج نسخة سعودية منه.
وقد لقيت تصورات آيزنك وزملائه والمقاييس التي أنشؤوها قبولاً لدى علماء الشخصية في مختلف البلدان حيث تمت ترجمة تلك المقاييس إلى مختلف اللغات، وتم استخدامها لاختبار النظرية ولمسائل تطبيقية أخرى في مختلف الثقافات، ومن بينها الثقافة العربية (الأنصاري، 1999؛ رضوان، 2001؛ Abdel-Khalek & Eysenck, 1983).
هدف الدراسة وأهميتها
تهدف الدراسة الحالية إلى اختبار بنية مقياس آيزنك المعدل (Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985)، على عينة من الإناث في المجتمع السعودي. ويمكن اعتبار درجة الفصل بين الذكور والإناث إحدى الخصائص البارزة في المجتمع السعودي، والتي قد لا يوجد لها مثيل في المجتمعات العربية أو الإسلامية. هذه الظاهرة، المتمثلة في وجود مجتمعين متوازيين (ذكور-إناث)، على درجة منخفضة من الاتصال مقارنة ببقية المجتمعات، قد تستحث الباحثين وتدفعهم لاختبار بعض الفرضيات العلمية المتعلقة بالشخصية، بل قد تحتم عليهم ذلك. والذي تحاول الدراسة الحالية اختباره هو مدى إمكانية ظهور عوامل آيزنك، كما يقيسها مقياس آيزنك المعدل للشخصية (EPQ-R)، لدى عينة من الإناث في المملكة العربية السعودية. فظهور تلك العوامل مع وجود ذلك التباين الواضح في تركيبة المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات قد يُفسر على أنه دليل جديد على عالمية أبعاد آيزنك، كما يدفع هو بذلك.
أداة الدراسة
أداة الدراسة هي مقياس آيزنك للشخصية-المعدل (EPQ-R: Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985). يتكون المقياس في نسخته الأصلية من 100 بند، وله صورة مختصرة تتكون من 48 بنداً. وقد تم في الدراسة الحالية استخدام الصورة الكاملة التي تشتمل على المقاييس الفرعية التالية: مقياس العصابية (24 بنداً)، ومقياس الانبساط (23 بنداً)، مقياس الذهانية (32 بنداً)، ومقياس الكذب (21 بنداً). كما أضيف إلى المقياس خمسة عشر بنداً من بينها البند الأخير، والذي نصه، "هل شعرت بعدم الرغبة في إكمال هذه الاستمارة؟"، حيث وُجِدَ أن كثيراً ممن يحصلون على درجات مرتفعة على بعد الذهانية لا يكونون متعاونين في تعبئة الاستبانات (Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985). كما أن معظم البنود الأربع عشرة الأخرى كانت تستهدف بعد الذهانية. وقد اعتمد الباحثان في ذلك على مقاييس سابقة (الرويتع، 1410) وعلى خبرتهما.
استقر رأي الباحثين على أن من المفيد القيام بترجمة جديدة للمقياس تراعي المعاني المفهوماتية للبنود بدلاً من المعاني الحرفية للألفاظ. وهو ما اضطلعا به عبر استقراء المعاني في قواميس اللغة الأم للمقياس (الإنجليزية)، وقواميس اللغة العربية، والاسترشاد برأي الزملاء المختصين، والقيام بدراستين استطلاعيتين على مجموعة من الطلاب. ففي الدراسة الأولى (ن = 18) طُلِبَ من الطالب أن يقرأ كل بند ويشرح ما فهمه مما قرأ. وقد تم تعديل البنود التي كان هناك شبه إجماع على غموض فحواها، أو تم رصد تباين في فهم المفحوصين لها. وفي الدراسة الثانية (ن = 34)، فقد طُبِّق المقياس جمعياً، وطُلِبَ من المفحوصين الإجابة على بنود المقياس وتحديد البنود الغامضة. وقد تمت مناقشة الملاحظات بعد الانتهاء من جلسة التطبيق. أما بالنسبة لعينة الإناث فقد تم توزيع المقياس في صورته الأولية على عينة من الطالبات (ن = 30)، وتمت مناقشة البنود الغامضة عبر الهاتف. وقد نتج عن ذلك تغييرات في صياغة بعض البنود، أو تغيير كلي للبند، كما في البند رقم 99:
Would you feel very sorry for an animal caught in a trap?
فالترجمة الحرفية للبند ستكون: هل تشعرين بالشفقة على حيوان وقع في مصيدة؟
وفي تصور الباحثين أن هذه الصياغة ليست ملائمة للمساهمة في قياس بعد الذهانية في مجتمع الدراسة، حيث إن المعاني الملصقة بالصيد وطرق ممارسته تتباين عبر الثقافات. وقد تمت الاستعاضة عن الصياغة السابقة بالصياغة التالية:
هل تشعرين بالشفقة على حيوان مدهوس؟
وذلك أيضاً ما حدث للبند رقم 48 (ذهانية):
Do you think marriage is old-fashioned and should be done away with?
ويعتقد الباحثان أن معنى البند، وإن كان صالحاً للكشف عن خاصية الذهانية في المجتمعات الغربية، غير ملائم للكشف عنها في مجتمع الدراسة. وقد اُسْتُعِيضَ عن ذلك البند بالصياغة التالية:
هل تعتقدين أن الزيارات الأسرية مضيعة للوقت؟
كما أُضِيفَ بند من بين البنود الخمس عشرة (103)، يشير إلى الخاصية نفسها، وهو ما نصه:
هل تعتقدين أن أخذ فوائد البنوك أمر مقبول؟
ومن البنود التي تم تعديل صياغتها البند رقم 6، “Are you a talkative person?”، والذي يمكن ترجمته حرفياً، "هل أنت ثرثار؟" أو "هل أنت شخص كثير الكلام؟"، والذي وجد الباحثان أنه قد يميل بأي من الصياغتين السابقتين إلى بعد المرغوبية الاجتماعية، حيث أن الثرثرة أو كثرة الكلام غير مرغوبة اجتماعياً بدرجة كبيرة. واستقر رأي الباحثين على أن تكون صياغته كما يلي، "مقارنة بغيرك، هل تتكلمين كثيراً؟" لكي يلمس البند بعد الانبساطية.
أما البند رقم 11، “Are you rather lively?”، والبند رقم 94، “Do other people think of you as being very lively?”، وهما من بنود الانبساطية، فقد أضيفت إلى ترجمتهما (بين قوسين) كلمات توضيحية، "هل تغلب عليك الحيوية والنشاط، وهل ينظر إليك الآخرون، إلخ"، (في حركتك، وطريقة حديثك، وفي حياتك بشكل عام؟" وقد تمت تلك الإضافة في ضوء ما تبين من الدراسة الاستطلاعية من أن المفحوصين يميلون إلى فهم البندين في ضوء العمل أو الدراسة فقط. وهذا أمر دقيق يجب على الباحثين الانتباه إلى مثله، حيث إن المعاني تتباين عبر الألفاظ من ثقافة إلى أخرى.
أما البند رقم 14، “Do you dislike people who don't know how to behave themselves?”، فقد شعر الباحثان أن ترجمته بصيغة "هل تكره أو هل تشعر بالكراهية نحو...) سيؤدي إلى تشبعه على بعد المرغوبية الاجتماعية، ولذلك فقد تمت صياغته بالشكل التالي:
هل يستفزك الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتصرفون بطريقة مهذبة أو لائقة؟
أما كلمة "حفلة" في البند رقم 16، فقد رأى الباحثان أنها ربما تفهم على أنها حفلات رسمية، أو أن معناها سيتم تشويهه بما للمجتمع السعودي من خصوصية. وارتأى الباحثان أن تضاف كلمة "جلسة" قبل كلمة حفلة وعبارة (مناسبة اجتماعية) بعدها. أما في البند رقم 27، فقد تم إسقاط كلمتي “pin or button” من نص البند المترجم، واستعيض عنهما بكلمة "قلم pen"، لأن تلك الكلمات ليست حية في ثقافة مجتمع الدراسة. كما أضيف في البند رقم 72، بين قوسين، عبارة (من دون ضغوط) بعد عبارة "هل تقبل…" لأنه، في تصور الباحثين، أن هذه الزيادة لازمة لأنه من المرغوب اجتماعيا في ثقافة مجتمع الدراسة تقبل تنفيذ طلبات الآخرين. كما أن الفرد في هذه الثقافة الجمعية collective culture قد يخضع لضغوط اجتماعية تلزمه القيام بأنشطة أكثر مما يتسع له وقته، وهذا المعنى لن يلمس بعد الانبساطية. كما تم في البند رقم 77 استبدال عبارة "تتهرب من دفع الضرائب" بعبارة "تتهرب من دفع الرسوم (تذكرة ألعاب أو ترفيه، مثلاً)؛ لأن ممارسة دفع الضرائب ليست سائدة في مجتمع الدراسة، بل قد تكون مناهضة للتعاليم الدينية السائدة. أما البند الذي يليه، رقم 78، “Can you get a party going”، والذي يمكن ترجمته، "هل يمكنك أن تحافظ على استمرار حيوية حفلة؟"، فقد ارتأى الباحثان أن يتم تأطير متغير المحافظة على استمرار حيوية الحفلة بزمن الحفلة، "هل تستمر جلسة لمدة أطول لأنك تستطيع المحافظة على جو المرح والبهجة في تلك الجلسة".
أما البند رقم 95، “Do people tell you a lot of lies?”، والذي يمكن ترجمته كالتالي، "هل يخبرك (أو يقول لك) الناس الكثير من الأكاذيب؟"، فقد ارتأى الباحثان أن يتركا للعينة الاستطلاعية مسألة الحكم بشأنه. واستقر رأيهما بعد ذلك على ترجمته كالتالي، "هل يكذب عليك الناس كثيرا؟"
نسخة المقياس الخاصة بعينة الإناث
بالإضافة إلى التعديلات السابقة، فقد قام الباحثان بإعداد نسخة خاصة بالإناث، بحيث تكون البنود مكتوبة بصيغة المؤنث. وقد تم استطلاع رأي عينة الإناث الاستطلاعية حول هذا التعديل بتوجيه السؤالين التاليين: "هل يتباين فهمك للبند إذا تم توجيهه بصيغة المذكر عنه إذا تم توجيهه بصيغة المؤنث؟ هل تعتقدين أن كتابة البنود بصيغة المؤنث يؤثر على استجابتك لبنود المقياس؟" وقد تباينت آراء المفحوصات حول أهمية ذلك التعديل، واستقر رأي الباحثين على استعمال النسخة الخاصة بالإناث، والتي تمت كتابتها بصيغة المؤنث. ومن المعلوم أن اللغة الإنجليزية لا تميز في ضمير المخاطب بين الذكور والإناث؛ وهذا خلاف اللغة العربية التي تشتمل على هذا التمييز في جميع الضمائر. وقد يكون من تأثير الاستيراد غير الناقد للبحوث الغربية المساواة في ضمير المخاطب الذي ينعكس في استخدام نسخة موحدة للذكور والإناث. ومن المؤكد أن هذه النقطة بحاجة إلى مزيد من البحث.
عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة الحالية من 786 طالبة من طالبات جامعة الملك سعود، تراوحت أعمارهن 18 و39 سنة، بمتوسط حسابي مقداره 21.03، وانحراف معياري قدره 1.98، (مع وجود 30 حالة دون تحديد للعمر). ويوضح الجدول (1) أعدادهن ونسب توزيعهن حسب الكليات. والعينة الحالية عينة عرضية مريحة، حيث إن الهدف من الدراسة الحالية استخراج معايير محلية لمقياس آيزنك المعدل، واختبار لفرضية عالمية الأبعاد الأساس في نظرية آيزنك، أكثر مما هو التعرف على خريطة توزيع أبعاد آيزنك في مجتمع الإناث في السعودية. وقد ركز الباحثان عند سحب العينة على مقررات المتطلبات الجامعية (102، 103 سلم)، لضمان تنوع أكبر في العينة، وتلافياً لاستخدام طالبات مستجدات، حيث يكون قد مر على التحاق الطالبات بالجامعة سنة تقريباً، وأصبحن أكثر تأقلماً مع جو الجامعة، وأقل تأثراً بالمشكلات الناجمة عن الانتقال من المرحلة الثانوية.
جدول (1) توزيع أفراد العينة حسب الكليات التي ينتمين إليها
الكلية العدد النسبة المئوية
العلوم الإدارية 78 9.9
التربية 167 21.2
الآداب 205 26.1
العلوم 61 7.8
الحاسب الآلي 48 6.1
الزراعة 51 6.5
الطب 3 0.4
الطبية التطبيقية 54 6.9
الصيدلة 54 6.9
اللغات والترجمة 59 7.5
غير محدد 6 0.8
المجموع 786 100
نتائج الدراسة
تم التحليل العاملي للنتائج بعد إدخالها للحاسب الآلي باستخدام طريقة المكونات الرئيسة Principal Components Analysis، وهو برنامج فرعي من البرنامج الإحصائي Spss for windows, version 9. ونتيجة للتحليلات الأولية اسْتُبْعد 52 بنداً بسبب عدم تحقيقها تشبعاً مُرْضِياً على أي من العوامل، أو بسبب تشبعها المزدوج على أكثر من عامل، علماً أنه قد تم اعتماد 0.3 كمعيار للتشبع المقبول.
وأدخلت بقية البنود في التحليل العاملي مرة أخرى باستخدام الطريقة نفسها، وبعد التدوير المتعامد للمحاور (Varimax rotation) تبين أن هناك 18 عاملاً قيمة الجذر الكامن لكل منها أكبر 1.0. واستخدم اختبار التراكم (Scree test: Cattell, 1966) لتحديد عدد العوامل المستخرجة.
شكل (1) اختبار التراكم (Scree test) لتحديد عدد الأبعاد
يتبين من الشكل (1) أن من بين الثمانية عشر عاملاً، هناك ثلاثة عوامل فقط، تفسر ما مقداره 21.52 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس، يمكن تمييزها بوضوح. أما العامل الرابع، فرغم ظهوره في التحاليل الأولية، إلا أن استبعاد بعض البنود بسبب التشبع المزدوج على أكثر من عامل، أدى إلى ضعف ظهوره نوعاً ما. وكان اختيار الباحثين اعتماد استخراج أربعة عوامل تفسر ما مقداره 24.72 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس. وتبين الجداول (2.1 - 2.4) تشبعات البنود على العوامل، وبنية كل عامل.
يتضح من جدول (2.1) أن جميع بنود هذا المقياس الفرعي تقريباً متعلقة بعامل العصابية (قلق، توتر، شعور بالهم، والتعاسة، والملل، شعور بالضيق والزهق، عصبية وانفعال، وحساسية زائدة). فمن بين 20 بنداً تشبعت على هذا العامل (والتي تفسر ما مقداره 8.56 من نسبة التباين التي يشتمل عليها المقياس)، تشبع البندان 106، 108 أيضاً، وهما من البنود المضافة والتي قصد بها المساعدة في تحديد بنية بعد الذهانية. وبالنظر إلى محتوى البندين (عالم مليء بالأشرار، عدم الثقة بالناس)، يمكن فهم تشبعهما على بعد العصابية. أما البند رقم 40، وهو من بنود الانبساطية، فمن المحتمل أن إضافة عبارة "ما تشيلين هموم" لترجمة مفهوم (happy-go-lucky)، أدى إلى تشبع هذا البند على هذا البعد. ويمكن القول عموماً بأن المقياس الفرعي الأول متعلق ببعد العصابية (Neuroticism).
جدول (2.1) تشبعات البنود على العامل الأول
م نص البند ع1 ع2 ع3 ع4
46 تعتبرين نفسك متوترة أو "مشدودة الأعصاب" .68 -.05 -.05 .04
83 تعانين من توتر الأعصاب .67 -.02 .04 -.04
38 أنت مهمومة "قلقة" باستمرار .64 -.10 .02 -.06
107 تفقدين أعصابك بسرعة .62 .11 .10 .03
70 تشعرين غالباً بأن الحياة مملة جداً .56 -.06 .04 -.18
35 تعتبرين نفسك إنسانة عصبية .55 .08 -.01 .10
84 تشعرين غالباً بالوحدة .53 -.22 .06 -.13
8 تشعرين في كثير من الأحيان بأنك "تعيسة جداً" من دون سبب .53 -.03 .15 -.18
17 تتضايقين وتنزعجين بسهولة .52 -.11 .12 .09
65 تشعرين غالباً بالتعب والفتور من دون سبب .48 -.09 .24 -.05
26 تشعرين في كثير من الأحيان بأنك زهقانة "طفشانة" .48 -.07 .12 -.05
22 تُجْرَحْ مشاعرك بسهولة .45 -.07 -.01 .20
106 تشعرين بأن العالم من حولك مليء يالأشرار .42 -.03 .02 -.07
3 يتقلب مزاجك في أغلب الأحيان .42 -.04 .12 .06
40 تعتبرين نفسك مستمتعة بالحياة "ما تشيلين هموم" -.41 .16 -.01 -.03
60 تعانيين من الأرق "قلة النوم" .40 .06 -.08 -.03
97 أنت حساسة كثيراً تجاه بعض الأمور .40 -.02 .05 .23
100 عندما يزداد انفعالك بشكل كبير، هل تجدين صعوبة بالغة في التحكم فيه .40 .02 .18 -.10
87 تُجْرَحْ مشاعرك بسهولة عندما يجد الناس فيك أو في عملك عيباً أو خطأ .36 -.12 .07 .13
108 تعتقدين أن من الأفضل عدم الوثوق بالناس .32 -.07 .07 -.08
ويتضح من الجدول (2.2) أن 17 بنداً تشبعت على هذا المقياس (تفسر ما نسبته 7.2 من قيمة التباين التي يشتمل عليها المقياس). ويتبين من فحص محتوى البنود أن المقياس الفرعي الثاني متعلق ببعد الانبساطية (Extraversion-introversion) (اجتماعية وحيوية) بدرجة خالصة.
جدول (2.2) تشبعات البنود على العامل الثاني
م نص البند 1 2 3 4
102 تكوِّنين صداقات بسرعة كبيرة .05 .63 -.05 -.03
94 ينظر إليك الآخرون بأنك مبتهجة ومليئة بالحيوية والنشاط -.04 .62 -.04 -.02
51 يمكنك بسهولة أن تدخلي البهجة والمرح على جلسة مملة .04 .62 -.09 -.02
11 تغلب عليك الحيوية والنشاط -.08 .57 -.06 -.06
45 أنت عادة من يبدأ بإقامة صداقات جديدة -.03 .56 -.02 -.09
78 تستمر جلسة لمدة أطول لأنك تستطيعين المحافظة على جو المرح والبهجة فيها -.03 .55 -.02 .05
58 تحبين الاختلاط بالناس -.18 .53 .04 .13
16 تستطيعين عادة أن تنطلقي وتستمتعي في جلسة أو "مناسبة اجتماعية" بهيجة -.13 .50 .02 .13
47 تكونين في الغالب صامتة وأنت مع أشخاص آخرين .11 -.50 -.07 .03
112 تحبين أن تمزحين مع الآخرين بشكل كبير .03 .48 .21 .08
36 لديك الكثير من الأصدقاء -.13 .48 -.11 .03
6 مقارنة بغيرك، هل تتكلمين كثيراً .04 .46 .23 -.26
24 تميلين إلى لأن تبقي بعيداً عن الأنظار في المناسبات الاجتماعية .17 -.44 -.06 -.17
55 تحبين أن تقولي نُكَتاً وحكايات مضحكة لأصدقائك -.05 .38 .10 .15
20 تستمتعين بلقاء أشخاص لم تكوني تعرفينهم من قبل -.13 .35 -.02 -.11
63 لديك في معظم الأحيان تقريباً "إجابة سريعة" عندما يكلمك الآخرون .09 .35 .06 -.09
67 تفضلين أن تقومي بالأعمال والأنشطة التي يجب أن تكون حركتك فيها سريعة .01 .31 -.19 -.05
كما يتبين من جدول (2.3) بأن كل البنود تكشف الميل إلى السلوك بطريقة مرغوبة اجتماعياً، ما عدا البند رقم 42 (تخالفين رغبة والديك)؛ أحد بنود الذهانية. ويمكن فهم هذه النتيجة في إطار الموروث الثقافي، حيث إن عدم مخالفة رغبة الوالدين سلوك مرغوب اجتماعيا بدرجة عالية في الثقافات الجمعية. ومن الواضح أن المقياس الفرعي الثالث متعلق ببعد المرغوبية الاجتماعية (الكذب Lie)، مقلوب التصحيح.
جدول (2.3) تشبعات البنود على العامل الثالث
م نص البند 1 2 3 4
53 قلت أي شيء سيئ أو قبيح عن أي شخص .04 -.02 .53 -.02
93 تؤجلين أحياناً عمل اليوم إلى الغد .02 -.09 .46 .12
57 عندما كنت طفلة، حدث أن كنت غير مؤدبة مع والديك .05 .05 .46 -.09
44 كسرت أو ضيعت شيئاً يخص شخصاً آخر .04 .06 .46 -.02
27 حدث أن أخذت شيئاً يخص شخصاً آخر (حتى ولو كان قلماً) .02 .06 .46 .04
39 عندما كنت طفلة، هل كنت تنفذين ما يطلب منك فورًا ومن دون تذمر -.04 -.03 -.43 .09
71 حدث مرة أن استغليت شخصاً .02 -.05 .43 -.09
89 حدث مرة أن تأخرت عن موعد أو عن العمل -.02 .04 .43 .13
66 حدث مرة أن غشيت في أي لعبة أو مباراة .02 .09 .43 -.07
19 حدث مرة أن ألقيت اللوم على شخص ما لخطأ وأنت تعرفين أن الخطأ خطؤك .14 -.04 .42 .05
10 حدث أن كنت جشعة (طماعة) فأخذت لنفسك من أي شيء أكثر من نصيبك .07 -.04 .42 -.05
86 تفعلين دائماً ما تنصحين به غيرك -.13 .09 -.42 .18
49 تتفاخرين بنفسك قليلا من حين لآخر .03 .09 .41 .10
15 إذا وعدت بأن تعملي شيئاً، هل تحافظين دائماً على وعدك مهما يكن ذلك متعباً لك -.05 .07 -.40 .06
98 مستعدة دائماً للاعتراف بالخطأ إذا صدر منك -.07 .08 -.40 -.02
42 كنت في الغالب تخالفين رغبات والديك .20 .03 .40 -.15
32 تتحدثين أحياناً عن أشياء أو موضوعات لا تعرفين عنها شيئا .07 .13 .33 -.03
جدول (2.4) تشبعات البنود على العامل الرابع
م نص البند 1 2 3 4
81 بشكل عام، هل تفكرين قبل أن تقومي بأي خطوة -.07 -.02 -.15 .56
2 تتوقفين لتفكري كثيراً قبل القيام بأي فعل .06 -.09 -.16 .55
69 في أغلب المواقف، هل تتخذين قراراتك بصورة مفاجئة ومن دون تخطيط .28 .14 .12 -.46
96 تعتقدين أن على الفرد واجبات خاصة نحو أسرته -.02 -.01 .07 .39
105 تحترمين كبار الناس حتى ولو أخطؤوا عليك -.11 -.07 -.19 .36
5 في تصرفاتك بشكل عام، هل تأخذين بعين الاعتبار نظرة الآخرين .05 .04 .10 .31
99 تشعرين بالشفقة على حيوان مدهوس .05 .02 -.09 .31
52 تقلقين كثيراً على صحتك .04 .06 .03 .30
48 ترين أن الزيارات الأسرية مضيعة للوقت .17 -.13 .12 -.30
وكما يتضح من الجدول (2.4) فإن تسعة بنود تشبعت على هذا البعد، معظمها متعلق بالتروي (مقلوب الاندفاعية)، والحساسية لآلام الغير (مقلوب القسوة)، والاهتمام بالمعايير الاجتماعية. ومن الواضح أن هذا المقياس الفرعي متعلق ببعد الذهانية (مقلوب التصحيح).
حساب ثبات المقاييس
تم حساب ثبات المقاييس الفرعية باستخدام البرنامج الفرعي "مقياس Scale" من البرنامج الإحصائي Spss for windows, version 9. فبالنسبة للمقياس الفرعي الأول (العصابية) تبين أن درجة ألفا كرونباخ مرتفعة بدرجة مرضية جداً (0.84). أما بالنسبة للمقياس الفرعي الثاني (الانبساطية) فقد تبين أن درجة ألفا كرونباخ أيضاً مرتفعة بدرجة مرضية جداً (0.81). كما تبين أن درجة ألفا كرونباخ بالنسبة للمقياس الفرعي الثالث (مقلوب المرغوبية الاجتماعية أو الكذب)، مرضية (0.73). أما بالنسبة للمقياس الفرعي الرابع (مقلوب الذهانية)، فقد وُجد أن درجة ألفا كرونباخ غير مرضية (0.44). وقد يكون مرد انخفاض درجة ثبات مقياس الذهانية قلة البنود، وعدم تباينها بشكل متناغم. وستتم مناقشة هذا البعد بشكل أكثر تفصيلاً عند مناقشة نتائج الدراسة.
أما بالنسبة للعلاقة بين العوامل، فالجدول (3) يوضح درجة الارتباط بين المقاييس الفرعية التي استخرجت بالتحليل العاملي لبيانات الدراسة الحالية.
جدول (3) معاملات الارتباط بين المقاييس الفرعية المستخرجة
المقياس العصابية الانبساط الكذب
الانبساط -.168**
الكذب -.232** .028
الذهانية -.031** .053 -.090*
* دال عند مستوى 0.05
** دال عند مستوى 0.01
أقل درجة حرية = 780
يتضح من النتائج المعروضة في الجدول (3) أن العلاقة بين العوامل المستخلصة في الدراسة الحالية تتراوح بين الاعتدال والضعف إلى التواري تماماً، تقريباً. وتعزى الدلالة الإحصائية لبعض تلك النتائج إلى حجم العينة الحالية. فالمقياس الفرعي الأول (العصابية) ارتبط سلبياً بدرجة متواضعة مع المقياس الفرعي الثاني (الانبساطية)، وهي علاقة دالة إحصائياً عند مستوى 0.01. أما درجة ارتباط مقياس العصابية بالمقياس الفرعي الثالث (مقلوب المرغوبية الاجتماعية) فقد كانت الأعلى في هذه الدراسة. كما يتبين وجود درجة ارتباط سلبي متواضعة جداً بين مقياسي الذهانية ومقلوب المرغوبية الاجتماعية مع أنها دالة إحصائياً عند مستوى 0.012. أما درجة الارتباط بين مقياس العصابية والمقياس الفرعي الرابع (الذهانية)، وبين مقياسي الانبساطية ومقلوب المرغوبية الاجتماعية، وبين مقياسي الانبساطية والذهانية فقد كانت ضعيفةً جداً وغير دالة إحصائياً وشبه متعامدة. كما يوضح جدول (4) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ومعاملات الالتواء والتفرطح لكل الأبعاد المستخلصة.
جدول (4) معلومات إحصائية عن المقاييس المستخرجة
المقياس المتوسط الحسابي الانحراف المعياري معامل الالتواء معامل التفرطح
العصابية 27.77 4.72 0.25 -0.80
الانبساط 23.31 3.96 0.39 0.71
الكذب 27.04 3.39 -0.18 -0.56
الذهانية 12.59 1.13 1.04 4.18
مناقشة النتائج
الهدف من الدراسة الحالية هو الكشف عن إمكانية ظهور عوامل آيزنك الرئيسة في الشخصية في بيئة ثقافية مختلفة تماماً عن البيئة الثقافية التي نشأت فيها مقاييس آيزنك التي قام بتصميمها مع زملائه عبر سنوات طويلة، تطورت خلالها نظرية آيزنك في الشخصية، كما تطورت مقاييسها. ويُعَدُّ مقياس آيزنك المعدل (EPQ-R: Eysenck, Eysenck & Barrett, 1985) خلاصة جهود مستفيضة استهدفت تطوير أدوات لقياس الأبعاد التي تنطوي عليها تلك النظرية.
والذي يتضح من النتائج التي استعرضت آنفا أن بعدي العصابية والانبساطية قد تمايزا بصورة قوية لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي الذي يتصف بدرجة ملحوظة من انخفاض وتيرة الاتصال بين الجنسين عند مقارنته بأي مجتمع آخر، تقريباً. كما ظهر بعد المرغوبية الاجتماعية لدى تلك العينة، بينما كانت النتائج المتعلقة ببعد الذهانية غير حاسمة.
وبالنظر إلى البنود التي تشبعت على المقياس الفرعي الأول، يتضح أن ثمانية عشر بنداً هي من بنود المقياس الأصلي (EPQ-R)، وبندين من البنود المستحدثة، وإن كان القصد من إضافة تلك البنود الاحتياط لطبيعة بعد الذهانية، والتي تشكل معضلة في القياس النفسي إلى الآن. ويمكن فهم تشبع هذين البندين، جزئياً على الأقل، في إطار العلاقة بين بعدي العصابية والذهانية. وقد أشارت دراسات عديدة إلى وجود نوع من العلاقة بين العصابية والذهانية كبعدين مَرَضِيَّيْن (جابر، 1986)، وإن لم يكن هناك ارتباط دال إحصائياً بين مقياسي العصابية والذهانية في الدراسة الحالية. إلا أن مقياس الذهانية في هذه الدراسة لا يمكن الاعتماد عليه نظراً لانخفاض درجة ثباته، ولمحدودية بنوده. وعلى العموم، فهذه النتيجة تعزز الرأي القائل بأن مقياس العصابية في مقياس آيزنك المعدل للشخصية قادر على رصد هذا البعد لدى عينة من الإناث في المجتمع السعودي. من جانب آخر، يمكن النظر إلى هذه النتيجة على أنها إضافة جديدة تدعم تصورات آيزنك وكثير من علماء الشخصية بأن بعد العصابية بعد عالمي، يُتَوَقَّعُ ظهوره لدى عينات متباينة مسحوبة من مجتمعات متباينة في ثقافتها، وربما يكون له، كما يرى آيزنك، أساس بيولوجي قوي.
أما المقياس الفرعي الثاني المستخلص في الدراسة الحالية فيمكن القول بأنه، بصورة خالصة، يقيس بعد الانبساطية، حيث أن 15 بنداً من بنود هذا المقياس هي من بنود المقياس الأصلي، ولا تختلف طبيعة البندين الآخرين عن تلك. ومحتوى المقياس يوضح أنه خليط من الاجتماعية والحيوية. والجدير بالملاحظة أن هذا البعد خال، تقريباً، في محتواه من مكونات الاندفاعية. كما أن العلاقة بين هذا البعد والبعد الرابع، الذي تشير النظرة الأولية إلى أنه مقياس للذهانية، والذي اشتمل على عدد من بنود الاندفاعية التي حققت تشبعاً مُرْضِياً (كما يلاحظ من الجدول 3)، شبه متعامدة تقريباَ. هذه النتيجة المخالفة لتصورات آيزنك حول البنية الأولية لبعد الانبساطية ليست الوحيدة في التراث النفسي (الرويتع، 1410، 2002؛ Munro, 1986).
أما بالنسبة للمقياس الفرعي الثالث فيبدو أنه متعلق، وبصورة خالصة، بالميل النفسي إلى تحريف الاستجابة بطريقة مرغوبة اجتماعياً، أو ما يسمى اصطلاحاً ’الكذب‘. إن ظهور هذا الميل بصورة متواترة، وتمايزه عن غيره من الأبعاد، قد يكون المبرر الذي دعا بعض الباحثين إلى اعتباره بعدا نفسياً أصيلاً، وليس مجرد تحريف للاستجابة، (Eysenck & Eysenck, 1975).
وبالنظر إلى طبيعة مكونات المقياس الفرعي الرابع يمكن القول، مبدئياً بأنه مقياس لبعد الذهانية. إلا أن درجات ثبات المقياس، وفشل معظم البنود المستحدثة في التشبع على هذا البعد (ما عدا البند رقم 105) تُعَدُّ نتيجة مخالفة للتوقعات، إلا أن تشبع بندين من بنود المقياس الأصل (48، 99) تم تغيير صياغتهما جذرياً، يوحي بأن المقياس يمكن استصلاحه. والحقيقة أن بعد الذهانية كان ولا يزال بعداً مشكلاً للباحثين في علم الشخصية. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن بعد الذهانية ليس بعداً حقيقياً، وهذه نظرة جديرة بالاعتبار. إلا أنه يمكن القول أيضاً بأن الفشل الذريع في تصميم مقياس للذهانية يحظى بالقبول لدى العلماء قد يكون مرده إلى طبيعة البعد نفسه؛ أي أن من الممكن أن يكون هناك خطأ في التصور النظري للبعد، أو أن طبيعة هذا البعد مركبة أو معقدة بدرجة أكبر مما نتصور، أو أن المظاهر السلوكية المفترض أنها تمثله، والممثلة في بنود الذهانية في المقياس الأصلي والبنود التي أُضيفت من قبل الباحثين، لا تعبر عن البعد بصورة جذرية أو كافية. كما أن من الممكن أن تَشَكُّلَ البعد يتأثر بالجوانب الثقافية، وفي هذا الإطار يمكن فهم نتيجة الدراسة الحالية والتي يمكن عزوها جزئياً إلى طبيعة مجتمع الإناث الذي سحبت منه العينة، وهذا يقتضي التحقق منه مستقبلاً مرة أخرى. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى تمايز بعد الذهانية لدى عينة من الذكور في المجتمع السعودي (الرويتع والشريف، 2002). وخلاصة القول هي أن هناك حاجة ماسة لدراسة كل التصورات السابقة لتقرير حقيقة هذا البعد. كما تجدر الإشارة بالإضافة إلى التباين الملاحظ بين عينتي الذكور والإناث من حيث ظهور بعد الذهانية بدرجة أكثر تماسكاً لدى عينة الذكور منه لدى عينة الإناث، إلى فرق آخر برز بين العينتين من حيث استقطاب مقياس العصابية لبعض بنود الذهانية لدى عينة الذكور، وهو ما لم يظهر لدى عينة الإناث.
أما فيما يتعلق بالعلاقة بين العصابية والانبساطية، فالنتيجة التي ظهرت في الدراسة الحالية تتفق مع ما ذهبت إليه كاريغان (Carrigan, 1960)، من وجود علاقة بين مقاييس البعدين، علما بأن هذه العلاقة تمثل نقطة اختلاف بين الباحثين. أما العلاقة بين مقلوب الكذب والعصابية فقد كانت الأقوى بين نتائج الدراسة الحالية، وتتفق هذه النتيجة مع تصور بولهاس (Paulhas, 1984, 1991). أما فيما يتعلق بالعلاقة بين المقياس الفرعي الرابع، والذي اعتبر خليطاً من مقلوب الاندفاعية (التروي)، والحساسية لآلام الغير وللمعايير الاجتماعية، من جهة، ومقياس الكذب، من جهة أخرى. فعلى الرغم من أن مقدارها (-0.09) متواضع جداً، إلا أنها دالةٌ إحصائياً. كما أن اتجاه العلاقة يشير إلى أن الإناث في المجتمع السعودي اللواتي يملن إلى أن يكن حساسات لآلام الغير وللمعايير الاجتماعية، وإلى أن يكن مترويات فيما يتخذن من قرارات، يملن أيضاً إلى أن يستجبن بطريقة مرغوبة اجتماعياً، وهي نتيجة متسقة مع طبيعة المقياسين، على اعتبار أن مقياس الكذب مصحح في اتجاه عكسي.
يبدو أن نتيجة الدراسة الحالية تقدم دعماً إضافياً لأدوات القياس التي تستخدم أساليب التقريرات الذاتية (المنهج اللفظي)، والتحليل العاملي للبيانات التي تجمع بواسطة تلك الأدوات، كأساليب علمية قادرة على الكشف عن البنى التحتية للشخصية الإنسانية، بغض النظر عن عدد تلك الأبنية. كما تقدم الدراسة الحالية دعماً إضافياً جزئياً لتصورات آيزنك عن العوامل الرئيسة في الشخصية، حيث تمايزت أبعاد العصابية، الانبساطية، والمرغوبية الاجتماعية، بصورة واضحة، بينما لا تزال بنية بعد الذهانية غير واضحة بدرجة كافية. ومن المهم التأكيد على ضرورة القيام بدراسات أخرى للتأكد من نتائج الدراسة الحالية، واختبار فرضياتها باستخدام عينات من فئات عمرية ومناطق جغرافية وخلفيات مهنية مختلفة من مجتمع الإناث في السعودية. كما أن الحاجة ملحة أيضاً لدراسات أخرى قد تساعد في تحديد عدد العوامل الرئيسة التي يمكن أن تكون كافية في شرح جزء كبير من التباين المدرك في الشخصية.
من ناحية أخرى تلفت الدراسة الحالية انتباه الباحثين إلى بعض المشكلات التي يمكن تلافيها أو التخفيف من أثرها، على الأقل، التي تتعرض لها الدراسات عبر الثقافية.
Abstract
Keywords: Neuroticism, Extraversion, Psychoticism, Social desirability, Personality factors.
Women’s society in Saudi Arabia is traditionally characterized with an extreme degree of separation from men’s society. Such segregation could provide an invaluable opportunity to examine hypotheses cocerning the influence of cultural varaitions upon personality dimensions. The present study examined the possibility of finding support to the Eysenckian personality paradigm among women in Saudi Arabia. To test this hypothesis, the EPQ-R was administered to 786 female Saudi university students. Despite the strong cultural variations, the present study provided partial support to Eysenck theory. Extraversion and neuroticism were quite clearly identified among the study sample along with the social desirability factor. These there factors were found to be very robust. However, nothing of the like was observed with respect to the psychoticism factor. These results were discussed in terms of Eysenck theory of personality and in the light of the cultural variations.
المراجع
أنجلر، باربرا (1991). مدخل إلى نظريات الشخصية. ترجمة فهد بن دليم. الطائف: دار الحارثي.
الأنصاري، بدر (1999). الصورة الكويتية لاستخبار "آيزنك" للشخصية (صيغة الراشدين). بحث مقدم إلى مؤتمر الخدمة النفسية والتنمية 5-7 أبريل 1999، قسم علم النفس،كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت.
جابر، جابر عبد الحميد (1986). نظريات الشخصية. القاهرة: دار النهضة العربية.
رضوان، سامر (2001). الصورة السورية لاستخبار آيزنك للشخصية "دراسة ميدانية على طلاب جامعة دمشق". المجلة التربوية، 58: 83-114.
الرويتع، عبد الله (1410). بعدا العصابية والانبساط لدى عينة سعودية من ثلاث فئات عمرية. رسالة ماجستير في علم النفس (غير منشورة)، قسم علم النفس، كلية التربية، جامعة الملك سعود.
الرويتع، عبد الله (2002). الخصوصية الثقافية للمجتمع السعودي: بعد الانبساط ووجهة الضبط في الصحة. رسالة التربية وعلم النفس، 18:207-231.
الرويتع، عبد الله والشريف، حمود (2002). صورة سعودية لمقياس آيزنك المعدل للشخصية (EPQ-R). بحث مقدم للقاء السنوي العاشر للجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية. 468-508.
عبد الخالق، أحمد محمد (1990). الأبعاد الأساسية للشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
عبد الخالق، أحمد محمد (1993). استخبارات الشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.
Abdel-Khalek, A. M., & Eysenck, S. B. G. (1983). A cross-cultural study of personality: Egypt and England. Research in Behavior and Personality, 3: 215-226.
Carrigan, P. (1960). Extraversion-introversion as a dimension of personality: A reappraisal. Psychological Bulletin, 57(5): 329-360.
Cattell, R. B. (1966). The scree test for the number of factors. Multivariate Behavioral Research, 1: 140-161.
Child, D. (1990). The essentials of factor analysis. Cassell, London.
Costa, P. T., Jr., & McCrae, R. R. (1992). Reply to Eysenck. Personality and individual Differences, 13(8): 861-865.
Costa, P. T., Jr., & McCrae, R. R., (1985). The NEO Personality Inventory Manual. Psychological Assessment Resources, Odessa, Fla.
Eysenck, H. J. (1967). The Biological Basis of Personality. C. C. Thomas, Springfield.
Eysenck, H. J. (1992a). A reply to Costa and McCrae. P or A and C: The role of theory. Personality and individual Differences, 13 (8): 867-868.
Eysenck, H. J. (1992b). Four ways five factors are not basic. Personality and individual Differences, 13 (6): 667-673.
Eysenck, H. J. (1992c), The definition and measurement of psychoticism. Personality and individual Differences, 13(7), 757-785.
Eysenck, H. J. (1994). The "Big Five" or "Giant Three"? Criteria for paradigm. In Halverson, C. F., Kohnstamm, G. A., & Martin, R. P. (Eds.), The developing structure of temperament and personality from infancy to adulthood, (pp. 37-52). Erlbaum, Hillsdale, NJ.
Eysenck, H. J., & Eysenck, S. B. G. (1964). Manual of Eysenck Personality Inventory. San Diago: Educational and Industrial Testing Service.
Eysenck, H. J., & Eysenck, S. B. G. (1975). Manual of Eysenck Personality Questionnaire. Hoddor & Stoughton, London.
Eysenck, S. B. G., Eysenck, H. J., & Barrett, P. (1985). A revised version of the Psychoticism scale. Personality and individual Differences, 6 (1): 21-29.
Goldberg, L. R., & Rosolack, L. R. (1994)The Big-Five factor structure as an integrative framework: An empirical comparison with Eysenck's P.E.N. model. In Halverson, C. F., Kohnstamm, G. A., & Martin, R. P. (Eds.), The developing structure of temperament and personality from infancy to childhood, (pp. 7-35). Erlbaum, Hillsdale, NJ.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985a). Comparison of EPI and psychoticism scales with measures of the five-factor model of personality. Personality and individual Differences, 6 :587-597.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985b). Openness to experience. In Hogan, R., & Jones, W. H. (Eds.), Perspectives in personality: theory, measurement, and interpersonal dynamics, (Vol. 1, pp. 145-172). JAI Press, Greenwich, CT.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1985c). Updating Norman's "adequate taxonomy": Intelligence and personality dimensions in natural language and in questionnaires. Journal of Personality and social Psychology, 49: 710-721.
McCrae, R. R., & Costa, P. T., Jr. (1987). Validation of the five-factor model of personality across instruments and observers. Journal of Personality and social Psychology, 52 (1): 81-90.
McCrae, R. R., & John, O. P. (1992). An introduction to the Five-Factor Model and its applications. Journal of Personality, Special Issue: The Five-Factor
Munro, D. (1986). The meaning of Eysenck's Personality constructs and scales for Zimbabwean male students. Personality and individual Differences, 7: 283-291.
Paulhus, D. L. (1984). Two component models of socially desirable responding. Journal of Personality and social Psychology, 46: 598-609.
Paulhus, D. L. (1991). Measurement and control of response bias. (In J. P. Robenson, P. R. Shaver & L. S. Wrightsman (Eds.), Measures of personality and social psychological attitudes (pp. 17-59). San Diago, CA: Academic Press).