الموضوع الرابع : اختبار الرورشاخ
1- تاريخ الرورشاخ :
في العقود الأخيرة عانى الاهتمام بالأساليب الاسقاطية إلى حد ما التذبذبات، وبتطور نظريات علم النفس المرضي في الجانب التحليلي نشطت الأساليب من جديد خاصة استخدام بقع الحبر لأغراض التشخيص من طرف henri ,a Binet J ، وتطورت تدريجيا في جميع أوروبا من 1985 ، حتى رورشاخ قدم اختباره بشكل خاص في الفترة 1918 وهذه الفترة تتوافق مع بناء من نظرية التحليل النفسي .
استخدم بقع الحبر في إظهار الحياة الداخلية للفرد من خلال التخيلات والتصورات، لم تكن فكرة جديدة عندما بدأ هرمان رورشاخ تجاربه في بداية القرن 20 ،لكن كان الأول الذي استعمل طريقة نظامية لمجموعة من المعايير لبقع الحبر من أجل التشخيص ،وقد نشر كتابه عام 1921،وفيه عرض نتائج بحوثه،وقد حمل كتابه اسم التشخيص النفسي( psycho diagnostic).
2- تعريف اختبار الرورشاخ :
اختبار الرورشاخ مستمد من نظرية التحليل النفسي الذي يمكن النظر فيها أيضا بوصفه أداة بحث تسمح بشكل فعال في صقل العديد من البيانات ، ويمكن استخدامها كأداة جديدة للبحث من أجل فهم أفضل لتنظيم الحياة الداخلية ، خاصة بوصفها أداة جديدة للبحث لتحليل البنية الداخلية للذات ولمعالجة المشاكل الكامنة خاصة المعارضة بين آليات الدفاع وآليات التفريغ. (Jidouard Henri 1998 p136)
* تعريف آخر:
اختبار لدراسة الخيال ولكن بإقامة تشخيص النفسي للشخصية عند الطفل ،المراهق والراشد ،تجعل دقة الأداء من الممكن الكشف عن مؤشرات خفية تظهر السيرورات لم تتمكن الملاحظة والمقابلة من إظهارها عند الفرد، سواء تعلق الأمر بسيرورات مرضية في طريق التكوين أو بعناصر تحمل تطورا جيد على مستوى الشخصية، وهذا الاختبار يسمح إذا بتقييم دينامي للموارد الحالية و الخفية للفرد ونقاط ضعفه .
(Chabert Chatherine 1998 P48)
*حسب Schafer:"الرورشاخ اختبار يكشف الخيال الشخصي ويوقد السيرورات الابداعية للشخص عن طريق مسح عام لمختلف المستويات لوظائف الجهاز النفسي ،بهذا يبعث نحو صراعات الطفولة ويستنجد بوظائف دفاع الأنا ".
في هذا النشاط الإبداعي مستوى البناء متغير ، الانتقال من مستوى الى أخر (تسميهم شافير "الشيفت ")اذ تعكس تغيرات توازن القوى النفسية الداخلية للشخص ،هي قوى تتفاعل داخل العلاقة الاختبارية مثال: "التكرار"في اتجاه متطور أو متقهقر نحو مستوى بدائي أكثر أو متطور أكثر،هذه الأفاق تدمج وجهة نظر الموقعية « point de vue topique » الاقتصادية ،الديناميكية ،وتطور مفهوم الاستغلال البدائي لهدف ابتكاري . (معاليم صالح 2010 ص5)
مما سبق يتضح أن اختبار الرورشاخ هو ذلك الإنتاج الاسقاطي الداخلي الذي يعلمنا بجميع التوظيفات النفسية العاطفية والنضج الفكري ،ويبين طبيعة الصراعات النفسية ومرتبطة بمرحلة الطفولة ،وهذا نتيجة للتركيبة اللاشعورية الغامضة ،فالمفحوص يملأه بمصادر العميقة في شخصيته.
3- وصف الاختبار :
* حسب أنستازي ( Anastaasi ) يتكون اختبار الرورشاخ من عشر بطاقات cards من الورق المقوى مطبوع على كل منها شكل مختلف من أشكال بقع الحبرinteblots خمس منها رمادي وأسود وخمس ملونة، حيث البطاقة الأولى باللون الأسود والثانية والثالثة بالأسود والأحمر ، والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة باللون الأسود والثامنة والتاسعة والعاشرة بالألوان ،حيث تشتمل أشكال البطاقات cards على فراغات بيضاء تتفاوت في العدد والمساحة من بطاقة لأخرى ،إلا أنها ذات أبعاد متساوية .
( سعيد حسني العزة 2007 ص 240 ) .
4- المضامين الكامنة للوحات :
، علينا أن لا نهتم فقط بمحتوى الإجابات، وإنما من بعد ، كل هذا أساسي ومهم (Nina .R. D) كما تشير في التحليل وتفسير إجابات "الرورشاخ "وفق المحتوى الظاهر والكامن للوحات ضمن السياقات النفسية المستعملة وعمل الارصان .
:Iاللوحة
تضع المفحوص أمام الاختبار، مما قد يذكره بتجربة اللقاء الأول مع موضوع لا يعرفه ،فهي تبعث الى الصورة الجسدية لكونها ظاهريا تبدو مغلقة وهي مشكلة حول محور يظهر بوضوح ،وعلى المستوى الرمزي يمكن أن تبعث إلى النرجسية من خلال الصورة الجسدية وتصور الذات ،أو الى العلاقة الموضوعية كالعلاقة مع الصورة الأمومية .
:IIاللوحة
مشكلة حول الفراغ الأبيض وفق ثنائية الجوانب ،ثلاثية الألوان (الأحمر ،الأبيض ،الأسود) .
يمكن أن تبعث إلى تصورات قديمة بصفتها كل مبعثر ،أين يوجد الأبيض في الوسط الذي يعبر عن فراغ داخلي ،نقص جسدي هام ،فإمكانية التوحيد والتحديد بين الداخل والخارج تكون جد حساسة، فهذا النمط من صورة الذات تكون مرتبطة بتصورات اندماجية أو مهددة .
على مستوى أخر تبعث اللوحة II إلى إشكالية قلق الخصاء لأن الفراغ الأبيض الاخصاء (Dbl) يشعر به كثقب،جرح، أو يكون هنا استثمار معاكس بتقييم (المقدمة الوسطى) التي تحمل رمز قضيبي ،فالمحتويات الأنثوية متواجدة بصفة متكررة(كالحيض ،الولادة ،هوامات جنسية الخ ..) .
في هذه الحالة تبعث اللوحة II إلى التصورات العلائقية في استثمارات نزوية عدوانية أو لبيدية .
:IIIاللوحة
تبعث إلى سياقات التقمصات الجنسية ،فالثنائية الجنسية تبدو ظاهريا على مستوى أشخاص اللوحة (تباين الأعضاء الجنسية :الأثداء والقضيب ) مما لا يسهل في بعض الأحيان التقمصات الجنسية،وقد تظهر الصراعات التي تجعل المفحوص في تعارض داخلي مما لا يسهل عليه معالجتها.
أما فيما يخص التصورات العلائقية ذات الاستثمارات النزوية اللبيدية والعدوانية فهي تبدو أقل عنفا مما
عليه في اللوحة II ،فالطابع الاجتماعي التي تحمله التصورات العلائقية يعبر عنها بالبعد الإدراكي للوحة (الأشخاص) وكذلك بالإجابة المبتذلة .
اللوحة IV:
لا تبعث مباشرة إلى تصور الذات بل توحي بصور السلطة نظرا لكثافتها وخصائصها الحسية ، فهذه اللوحة تبعث الى الرمزية القضيبية ليس بالضرورة ذات طابع ذكري أو أنثوي ،لكن في أحسن الأحوال تكون الرمزية القضيبية المرتبطة بالصورة الذكرية ،وهذا الذي يسمح بتفسير هذه اللوحة "كلوحة أبوية "،لكن في حالات تكون أمام الصورة الأمومية (imago) قضيبية خطيرة ومسيطرة .
فهذه اللوحة تخبرنا عن وضعيات بالنسبة للعلاقات التقمصية في قوتها الدينامية من خلال تصورات لأشخاص نشطين عملاق ...أو لتصورات سلبية مع قابلية للتأثر مدعمة بالمظهر المظلل للوحة من خلال إجابات ذات دلالات حسية .
اللوحة V:
تعبر اللوحة V عن الهوية وعن تصور الذات ،فهي تبعث إلى إشكالية الذات وليس فقط إلى الصورة الجسدية، وهذا ما يجعلها حساسة للهشاشة النرجسية كأن تدل عن تعبيرات اكتئئابية مرتبطة بتصور لاحتقار الذات ،أو نوع من التأكيد على العظمة والقدرة ،أو حتى ظهور بعض العلامات كالبحث عن الرضا الجنسي ،وتعتبر هذه اللوحة، لوحة مبتذلة باختبار الواقع في تناولها للعالم الخارجي، وترابطها من حيث تصور الذات مع علاقاتها بالمواضيع الخارجية .
اللوحة VI:
تعتبر اللوحة VI،اللوحة التي تحمل الرمزية الجنسية من حيث البعد القضيبي المسيطر من خلال الجزء العلوي الوسط بإجابات (قلم ،سيف ....) كما أن الثنائية الجنسية ممثلة كذلك في هذه اللوحة من خلال الحساسية وقابلية التأثر مرتبطة بصور جنسية أنثوية من خلال الجزء السفلي للوحة بإجابات (زهرة ،العضو الجنسي للمرأة).
اللوحة VII:
تعبر اللوحة VIIعن الرمزية الأمومية وهذا راجع للشكل المجوف وتداخل اللونين الأبيض مع الرمادي ،فنجد عدة نماذج ممكنة للعلاقة مع الصورة الأمومية من القديمة إلى الأكثر تطورا علاقات اندماجية علاقات موضوعية متأثرة بالمرحلة الشرجية أو الفمية، الإحساس بالراحة والشعور بعدم الأمان،الطمأنينة أو القلق.
أو اكتئاب مرتبط بالفقدان أو البحث عن الموضوع الحسن ،فهذه اللوحة تلعب دور الوسيط في إبراز العلاقات المبكرة على مستوى التقمصات ،اذ تسمح للمفحوص بأن يتموضع وفق النموذج الأنثوي كأن يكون هناك تعارضا صراعا أو الخضوع والسلبية مع التقييم أو التقليل من تلك الصورة الأنثوية .
اللوحة X ,IX,VIII:
تبعث هذه اللوحات إلى إبراز المشاعر والعواطف التي تسمح بتناول نوع العلاقة التي تربط الفرد محيطه، غير أنه من الصعب تحديد كل رمزية على حدى لهذه اللوحات لأن ردود الأفعال متنوعة ومتداخلة ،وما يمكن توضيحه هو أن اللوحة VIII تبقى اللوحة إلى "نوعية الاتصال مع العالم الخارجي "،واللوحة IX تسهل الرجوع إلى "العلاقات الأمومة المبكرة " ،أما اللوحة X فيمكن اعتبارها اللوحة التي تبعث إلى الفردانية والانفصال .
مع الإشارة أن اللوحات الملونة تسهل النكوص فكثافة الألوان تثير الأحاسيس مما يستدعي تدخل عناصر العالم الخارجي فتعبر عن علاقات أولية حسية تكون قد أثرت على الفرد من خلال تجارب اللذة و اللالذة المرتبطة بالاتصالات الأولى مع عالمه العلائقي المحيط به .
(بوشيشة كتيبة 2002 ص ص45-48)
5- فوائد اختبار الرورشاخ :
* يدرس الأطفال الأسوياء ذوي المشاكل و الأطفال المصابين بأمراض عقلية ونفسية ،و يعطي فكرة عن المستوى العقلي للأفراد ،كذلك عن المستوى الوجداني والانفعالي للأفراد.
* يحتاج إلى أخصائي مدرب بشكل جيد جدا حتى يتمكن من إعطاء نتيجة قريبة للشخص المفحوص .
( توما جورج خوري 1996 ص 78 )
*يمكن استخدامها مع الأطفال أو صغار البالغين واختيار أساليب تعتمد على سن المفحوص ،والغرض من الفحص ،هو اختبار للشخصية لأنه يسمح بمعرفة نمط الرجع للفرد التي تتعلق بحياة الانفعالية وعلاقتها مع البيئة مثل نمط الرجع المعرفي ،والأداء الفكري العام .
* القدرة على تقديم المعلومات التي تشمل عناصر حيوية من حياتنا النفسية ،ويكشف على إمكانية وجود اضطرابات الطبع أو النفسية بغض النظر عن الدلالات الإكلينيكية واضحة.
* يعد من اختبارات المساعدة على التشخيص النفسي لوصف البناء النفسي والأداء العقلي والتوجيه ،العلاج النفسي ودراسة تطور للعلاج الدوائي لمرحلة من حياة والغرض من البحث .
(Debroux .P ,De Noose .L2009 p20)
* تحديد الأعراض في مخطط إكلينيكي بالمشاركة مع طبيب نفسي ، وتظهر مهمة الطبيب النفسي أكثر مع الطفل في المحاولة لتخفيف ما يحدث له في مرحلة ما ، وفي أي سياق أو بنية الشخصية ( هل سياق متكامل أو تنظيم الشخصية ) .
* دراسة الشخصيات التي من شأنها جعل قراءة الاختبارات الاسقاطية أكثر دقة من خلال التجارب والبحوث ، وعلى أساسها يمكن التقرير أن طفل ذهاني أو أنه غير ناضج أو قاصر .
) 2000 p 79 Traubenberg.N R , Boizou. MF )
مما سبق يتضح أن اختبار الرورشاخ له فائدة كبيرة خاصة في مجال التشخيص النفسي خاصة في معرفة التوظيفات النفسية للإشكاليات ما قبل الأوديبية والأوديبية التي يمر بها الفرد في سيرورة نموه لمعرفة هل الفرد في سيرورة نفسية أي في مرحلة تطور نفسي أو يعاني من أزمة نفسية لتسهيل عملية التكفل النفسي.
6- طريقة وخطوات تحليل بروتكولات الرورشاخ :
في البداية تطرقنا إلى قراءة أولية لبروتكولات الرورشاخ لمعرفة ما إذا كان تثبيط أو فائض في نوعية الاستجابة ،ما ذا كانت قليلة أو كثيرة، أو جود مواظبة على موضوع واحد في اللوحات ،وبعدها التحليل المفصل لكل اللوحات .
6-1 - التنقيط :
يعتمد تنقيط بروتكولات على دليل تنقيط اختبار الرورشاخ لبيزمان Beizmann (1966) بتحديد موقع الاستجابات ،الاستجابة الشاملة (G)،الاستجابة الجزئية (D) ،الاستجابة الجزئية صغيرة (Dd)،أما الفراغات (DBl)،تليها المحددات الشكلية (F)،اللونية (C)،الحركة (K)،والاستجابة الفاتحة القاتمة (Clob)،بعدها تأتي المحتويات منها :المحتوى البشري (H)،الحيواني (A)،النباتي (Bot)،شطر (Frag)،تجريد (Abst)،الجغرافيا (Geo)،مع وضع الملاحظات من خلال الإجابات المبتذلة والرفض والصدمات .
6-2- التحليل الكمي :
بعد الانتهاء من تقييم الاستجابات يقوم المصحح بجمع عدد من الإجابات المتعلقة بكل معيار ثم تقيد مختلف النسب المئوية وينشأ مجموعة العلاقات مختصرة في صيغة خاصة للمفحوص التي نجد منها نمط الإدراك ،نمط الرجع الداخلي ،النسبة المئوية للإجابات الحيوانية ،كل هذه التقييمات العددية والتي نضاف إليها مجموعة معايير دالة غير رقمية (الصدمة ،الرفض ،المثابرة ،الملاحظات الوصفية ) تكتب على جدول من خلاله يقوم الفاحص .( Beizmann Cécile 1996 p74)
6-3- التحليل الكيفي :
* تحليل السياقات العقلية ويقوم على التفسير والتحليل الدقيق لمختلف العوامل وذلك بدراسة ارتباطاتها الديناميكية وتوزيعها أو تتابعها في البرتوكول ،كما هو الشأن بالنسبة لتوزيع أنماط الإدراك (G,D,Dd,Dbl) على اللوحات وفي اللوحة الواحدة ،وكذا نوعية ارتباطها بالمحددات (F,FC,CF ,FE ,EF,K ,k) خاصة بالنسبة للشكل الذي يعتمد عليه ،الى جانب أنماط الإدراك ونسبة الإجابات الحيوانية (A%) والإجابات المألوفة (BAN) في استخراج نوعية السياقات العقلية والمعرفية في تناول الواقع والمواضيع .
* الدينامية الصراعية التي تتجسد في مركبات نمط الصدى الحميم المتمثلة في الحركات الإنسانية (K)وتكافئها مع مجموع الإجابات اللونية (Xk /xC) ،وكذا مركبات الصيغة الثانوية المتمثلة في العلاقة بين الحركات الصغرى والإجابات التضليلية (xK/xE)،ولا نكتفي هنا بالتأكيد على نمط تلك المعادلات من الانطوائية أو الانبساطية أو مختلف الأنواع ،بل يجب كذلك تحليل نوعية الحركات الإنسانية ووظائفها وانتشارها في سياق البرتوكول ،وكذلك شأن بالنسبة للحركات الصغرى أي (الحيوانية وحركات الأشياء وحركات الجزئية ) .
كما تدرس نوعية الإجابات اللونية (C) والتظليلية (E) ،وظهورها أولا في البقع وفي المحتويات المناسبة لها، يضاف إليها ذلك نسبة الاستجابات اللونية (RC%) التي تدعم الإجابات اللونية .
(سي موسي عبد الرحمان ، بن خليفة محمود 2010 ص 187)
7 - الصدق والثبات في اختبار الرورشاخ :
إن اختبارات بقع الحبر عامة قد أثبتت نجاحا كأدوات إكلينيكية، وقد أجريت مئات الدراسات على اختبار رورشاخ كل منها تعالج جزءا واحدا من نظرية رورشاخ ، ويبدو من اتجاه النتائج بنتون Benton 1950 ، وهولتزمان (Holtzman 1954 )، وساراسون (sarason 1954 )،أن تفسيرات رورشاخ لها قيمة أكيدة من حيث الصدق تفوق المصادفة ومع ذلك فإنه يجب أن نذكر أن تفسيرات بقع الحبر تعتمد في النهاية على المعرفة التجريبية لدى الممتحن بديناميكية السلوك الإنساني، وعلى النتائج النهائية التي نحصل عليها بالاستنتاج والمماثلة معتمدين في ذلك على خبرة الممتحن وأصالته ، وخصوبة استبصاره ، وحساسية العامة .
أما دراسات الثبات والتأثيرات الناجمة عن إعادة إجراء الاختبار تحت ظروف متباينة تدل على أن الوظائف المتعددة التي طرقها تكنيك رورشاخ ذات عالية من الثبات ، إلا أن بعضها يبدو أكثر ثباتا من البعض الآخر بوجه خاص، فإن أصالة الاستجابة أو شيوعها من أكثر التقديرات ثباتا ولا يمكن مقارنتها مع نتائج أدوات القياس السيكولوجي الأخرى، كما احتمال تأثيرها بالممتحن وتقديراتهم ضئيل .
( حلمي المليجي 2004 ص 128 )
8 – تقييم اختبار الرورشاخ :
من الصعب أن ينظر الأخصائي النفساني المتمرس إلى اختبار " الرورشاخ " على أنه أداة سيكومترية بمعنى الكلمة حيث لا يوجد اتفاق بين المختصين على أسلوب للتصحيح أو التفسير .
* لا توجد له معايير ذات دلالة محددة متفق عليها ، وبرغم توفر العديد من الدراسات والبحوث عن هذا الاختبار، إلا أن التضارب بين النتائج هذه الدراسات والبحوث ، وتضارب أساليب التصحيح والتفسير أدى إلى تراكم المزيد من التحفظات على الرورشاخ كأداة سيكولوجية معتبرة .
* من الصعب أن نطبق الأسس السيكومترية على الرورشاخ مثل ثبات والصدق ، ومن الغريب أن بعض المفحوصين يرون أنه من السخف أن نقيس الشخصية بواسطة عناصر الاستجابة لعدة بقع الحبر .
* أنه من الصعب أن نجري على اختبار الرورشاخ دراسة مثل ثبات الاختبار بواسطة القسمة النصفية ، مثلا لأن لكل بقعة حبر تختلف عن البقع الأخرى . ( محمد شحاتة ربيع 2008 ص 351 )
*يعتبر هذا الاختبار أحسن الاختبارات جميعا في الكشف عن الشخصية وتكوينها ، وخاصة أن الأفراد الذين تقوم باختبارهم يكشفون عن أنفسهم دون دراية بطريقة تفسير الاختبار ودون معرفة لمعاني إجابتهم ،ويعتبر الاختبار طريقة نافعة في تشخيص حالات كثيرة من المرض التي يستعصى اكتشافها على الاختبارات الأخرى، وهو يحتاج للخبير المتخصص الذي يتمكن من إعطائه وتفسير نتائجه .
( سعد جلال 2001 ص 192 )
ويبقى الرورشاخ بالرغم من أنه أداة سيكومترية نافعة التشخيص، إلا يبقى تنقصه الموضوعية لتعدد طرق تحليل الاستجابات ، وهو يتطلب مهارة فائقة للأخصائي النفساني، هذا ما يجعل مشكلة تحليل وتنقيط الاستجابات متناقضة بين الأخصائيين النفسانيين في بعض تنقيط الاستجابات.