كُتب هذا الدليل، أساسا، للأشخاص الذين يعيشون بعيدأ عن المراكز الطبية والأماكن التي لا يوجد فيها طبيب. ولكن يتوجب على جميع الناس أخذ زمام المبادرة في رعاية صحتهم حتى في الأماكن التي "يوجد فيها طبيب". ومن هنا، يتوجه هذا الكتاب إلى جميع الناس الذين يهتمون بأنفسهم. وقد كُتب انطلاق من الإيمان بأن:
1 ــ الرعاية الصحية ليست حقأ لكل انسان فحسب، بل إنها مسؤولية كل إنسان أيضاً.
2 _ العناية الذاتية المبنية على المعرفة والمعلومات يجب أن تكون الهدف الرئيسي لأي نشاط أو برنامج صحي.
3 _ إن الإنسان المزؤد بمعرفة ومعلومات واضحة وبسيطة يستطيع اتقاء معظم المشكلات الصحية الشائعة في المنزل ومعالجتها، وذلك بصورة مبكرة وبعلفة أقل (من دون أن يقلل ذلك من الد ورالخاص بالأطباء).
4 _ لايجوزاحتكارالمعرفة الطبية، بل يجب أن تكون متاحة للجميع يتشاركونها بحرية.
5 _ يمكن الوثوق بالناس الذين نالوا قسطأ بسيطأ من التعليم الرسمي بقدر الوثوق بالناس الذين حظوا بتعليم رسمي مطوّل، كلاهما على نفس القدر من الذكاء.
6 _ الرعاية الصحية الأساسية يجب أن تكون نتيجة التشجيع عليها بهدف الاعتماد على الذات، وليس تلقينها أوتقديمها جاهزة.
ولكن من الواضح أن معرفة "حدود" الفرد هي جزء من الرعاية الذاتية المبنية على المعرفة. ولذا، يحتوي الكتاب على إرشادات ونصائح حول: "متى نطب المساعدة؟" جنبأ إلى جنب مع "ما الذي نستطيع أن نقوم به بأنفسنا؟". ويشير الكتاب إلى الحالات التي يجب أن تجعلنا نلجأ إلى الطبيب أو العامل الصحي. ويقترح الكتاب "ما الذي يمكن أن نفعله في أثناء انتظار المساعدة الطبية" وحتى في الحالات الخطرة، بما أن الطبيب أو العامل الصحي قد لا يكون دائمأ قريباً.
لغة هذا الكتاب بسيطة وأساسية، وهي تسمح للأشخاص ذوي التعليم المحدود بفهم الكتاب واستعماله. وقد استعملنا بعض الكلمات الصعبة عندما يكون الأمر ملائماً لذلك. وغالبأ ما يسهل اكتشاف معنى هذه الكلمات الصعبة من خلال الجملة أوالرسم. وهذا يعطي فرصاً لإغناء قاموس جميع القارئين والقارئات الى جانب إغناء مهاراتهم الطبية.
وقد فسرنا الكلمات المهمة والتي قد يصعب على بعض القراء فهمها في القاموس عربي ــ عربي(المفردات الألفبائية)، في آخر الكتاب.
لقد كتبت أول نسخة من هذا الكتاب باللغة الإسبانية لمزارعين يعيشون في جبال المكسيك، وذلك قبل 29 عامأ. وساعد المؤلف على خلق شبكة من الرعاية الصحية يديرها القرويون أنفسهم.
لقد تُرجم كتاب الصحة للجميع إلى أكثر من 80 لغة، ويستخدمه عاملون وعاملات في الصحة يعيشون في كثر من 100 بلد .
إن المراجعة التي خضع لها هذا الكتاب بناء على ملاحظات وتوصيات العديد من الناس من أنحاء مختلفة من العالم، قد تكون أدت إلى أن يصبح الكتاب عامأ.
قد تكون هناك حاجة الى تطوير هذا الكتاب حتى يصبح أكثرملاءمة لحاجاتكم وظروفكم. لذلك، فشجعكم على تعديله بناء على الاحتياجات والظروف الصحية والعادات المحلية وطرق الشفاء الخاصة عندكم، واللهجات أوالكلمات والأسماء المستخدمة في منطقتكم.
* * * * *
نشجع جميع الأ شخاص أو البرامج على استخدام هذا الكتاب بأجمعه أو بأجزائه ، لمساعدتهم على إعداد "دليل خاص" يلائم أهالي القرى أو العاملين في الحقل الصحي فيها . ولا توجد حاجة إلى استئذان الناشر إذا جرى توزيع المواد المنتجة مجانأ وليس للربح. يكفي الإشارة إلى المصدر الرئيسي أي هذا الكتاب ، وارسال نسخة الى الناشر (الى أحد عنواني "ورشة الموارد العربية" في لبنان أو قبرص بالنسبة للطبعة العربية) .
أما المجموعات المحلية أو الإقليمية التي لا تملك القدرة على تعديل هذا الكتاب أو إعداد موادها الخاصة ، فنقترح عليها إضافة نشرات ومعلومات الى هذا الكتاب عند استخدامه بشكله الحالي .
وقد تركنا فراغا لكتابة اسم الدواء التجاري والمعروف في منطقتكم في الصفحات الخضراء (حيث نراجع استخدام وجرعات واحتياطات الأدوية) . ويفيد أن تعدّ الجهات المحلية التي تود استخدام الكتاب لائحة بأسماء الأدوية الجنيسية (أو العلمية، هي أقل كلفة من الأدوية التجارية) وأسعارها وتضيفها إلى الكتاب كملحق .
يستهدف هذا الكتاب كل إنسان يود أن يرعى صحته وصحة الآخرين. وقد استُخدم أيضأ بشكل واسع مصدراً لتدريب العاملين والعاملات في الحقل الصحي. إلى هؤلاء نوجه المقدمة وفصل "كلمات إلى العاملات والعاملين في الرعاية الصحية" (واعلان ألما آتا في الرعاية الصحية الأولية) مع التأكيد على أن مهمة العامل الصحي الأولى هي في إشراك الآخرين في معرفته، وفي مساعدتهم على التعلم.
تعاني الأنظمة الصحية اليوم في كل من بلاد العالم النامي والعالم المتقدم من أزمة مستمرة. وغالبأ ما تعجز هذه الأنظمة عن تلبية الاحتياجات الانسانية، وعن تأمين الإنصاف. ويبقى الكثير من الموارد متركزاً في أيدي القلة.
دعونا نأمل في أن يؤدي المزيد من الجمع بين المشاركة في المعرفة، وتعلم استخدام أفضل طرق الشفاء التقليدية الطبية والعلاجات الحديثة إلى مساعدة الناس في كل مكان على تكوين منهج رشيد ومطوف، أكثر عدالة، يؤدي إلى رعاية الناس لصحتهم بأنفسهم والى رعاية بعضهم بعضأ.
(بتصرف عن نص بقلم: ديفيد ورنر)
التحميل
http://adf.ly/1i59SO