التعامل مع الضغوط النفسية
د. أحمد نائل الغرير، د. أحمد عبد اللطيف أبو أسعد
دار الشروق للنشر والتوزيع - الأردن
الطبعة العربية الأولى 2009م
الضغوط النفسية
مقدمة:
ونتائجه على الأفراد من الموضوعات الهامة التي شغلت بال العلماء والباحثين في "Stress" يعتبر موضوع الضغط النفسي
مجالات الصحة العامة وعلم النفس والتربية ومختلف العلوم الإنسانية، وذلك لما تتركه من آثار ونتائج خطيرة ومدمرة
على حياة الناس أفرادا وجماعات، ويرى المتخصصون في هذا المجال أن الضغط النفسي هو واحدة من مشكلات العصر
الحديث، وبدا واضحا بأنه يقلق المجتمعات في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وتفاعلاتها المتعددة
وإفرازاتها، وما ينتج عنه من أمراض صحية كثيرة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والقرحة ... الخ.
فمنذ القدم وتحديدا بداية العصر الإسلامي كانت الممارسة الطبية لدى الأطباء والعلماء المسلمين حول البحث النشط
عن العوامل النفسية التي تساعد على الشفاء أو تعوق منه ويعتبر اهتمام الشيخ ابن سينا والرازي وغيرهم بالعوامل
المعجلة بالشفاء والصحة بما فيها العادات الشخصية الطبية والاعتدال في المأكل والمشرب والإيمان والسلام النفسي والنوم
الجيد ما هو إلا دليل قوي على أنهم أدركوا التداخل والتفاعل الحيوي بين الصحة النفسية والمرض الجسمي أي بين ما
هو نفسي وما هو جسماني، وهذه الصلة لا تزال تمثل إحدى التحديات المعاصرة أمام العلوم الطبية والنفسية الحديثة،
وقد أصبح من الموضوعات الأثيرة والمثيرة معا في الممارسة الطبية والبحث النفسي في مجالات الطب البشري والطب
السلوكي ومدخلها في ذلك دراسة ما يسمى الضغط النفسي كمدخل لفهم ما يسمى بالأمراض السيكوسوماتية
.(psycho physiological) أو السيكوفيسيولوجية (psychosomatics)
وقد أدى الاهتمام بالجوانب النفسية لهذه الأمراض إلى كثير من النتائج الايجابية فيما يتعلق بتطور دراسة هذه الأمراض
من حيث تشخيصها وعلاجها ومن ثم فلم تعد البديهة الطبية المعاصرة تستسيغ معالجة هذه المجموعة من
18
مدخل عام
الأمراض بصفتها أمراضا جسمية خالصة يجب أن يقتصر علاجها على معالجة الجوانب الجسمية فقط كما لم يعد من
المقبول للممارس الطبي أن يتحاشى التعامل مع هذه الأمراض عندما ينظر إليها على أنها أمراض غير حقيقية وترد بكاملها
إلى أصول نفسية غير معلومة. المقبول الآن هو النظر أليها بصفتها أمراض جسمية تلعب العوامل النفسية دورا سببياً
هاما في أحداثها وتطور أعراضها ومن ثم علاجها وضبط ما بصحبها من أخطار على الصحة العامة للمريض والى بعض
جوانب هذا التقدم خاصة فيما يتعلق بما تلعبه العوامل السلوكية أي النفسية من خلال الضغوط في نش أة هذه المجموعة
من الأمراض.
إذ تشير الإحصاءات العالمية أن ( 80 %) من الأمراض الحديثة سببها الضغوط النفسية وان ( 50 %) من مشكلات المرضى
المراجعين للأطباء والمستشفيات ناتجة عن الضغوط النفسية، وان ( 25 %) من أفراد المجتمع يعانون شكلاً من أشكال
الضغط النفسي.
وتشير الإحصاءات الأمريكية أن ( 50 %) أو أكثر من الأفراد في الولايات المتحدة يعانون من عرض على الأقل من أعراض
الاضطرابات النفس جسمية، وأن ( 75 %) من هؤلاء الأفراد يعانون من أمراض ناتجة عن الضغط النفسي كالقرحة
واضطرابات المعدة وسرعة دقات القلب والصداع الشديد والشقيقة وارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر.
إذاً إحدى الظواهر في حياة الإنسان تظهر في مواقف الحياة المختلفة، مما يتطلب من الفرد Stress فالضغوط النفسية
توافقا أو إعادة توافق مع البيئة، ولأهمية موضوع الضغوط النفسية فقد ركز كثير من علماء الطب وعلم النفس والتربية
وعلم الاجتماع والعلوم الأخرى على وضع عدة تعريفات للضغط النفسي.
وفي مجال التربية والتعليم كان لموضوع الضغط النفسي حيزاً هاماً، إذ نشط الكثير من الباحثين في السنوات الأخيرة في
دراسة موضوع الضغوط لدى الطلبة والمعلمين والإداريين والمهنيين الآخرين.
التحميل
https://www.file-upload.com/cwf633wyzw7g
http://raboninco.com/xTa3
او
dghout.pdf - 6.2 MB
عدل سابقا من قبل health psychologist في الجمعة يوليو 10, 2020 2:59 am عدل 1 مرات