مفهوم السواء والا سواء
السوية واللا سوية مفهومان لا يفهم أحدهما إلا بالرجوع للآخر والفرق بينهما في الدرجة وليس النوع حيث أن الأفراد يرتبون على متصل بين السوية واللا سوية بين الصحة والاضطراب النفسي فمفهوم السواء في علم النفس والطب النفسي يرادف الصحة النفسية.
تعريف السلوك السوي
هو السلوك العادي المألوف على حياة غالبية الناس.
تعريف الشخص السوي
هو الشخص الذي يتطابق سلوكه مع سلوك الشخص العادي في تفكيره ومشاعره ونشاطه ويكون سعيدا ومتوافقاً شخصياً وانفعالياً واجتماعياً
تعريف اللاسواء
هو حالة مرضيه يكون فيها خطر على الفرد نفسه أو على المجتمع وتتطلب التدخل لحماية الفرد أو لحماية المجتمع منه
تعريف الشخص غير السوي
هو الشخص الذي ينحرف سلوكه عن سلوك الشخص العادي في تفكيره ونشاطه ومشاعره ويكون غير سعيد وغير متوافق شخصياً وانفعالياً واجتماعياً.
معيار السواء نسبي
اختلف الباحثين في تعريف السلوك السوي والشاذ واختلفوا في المعايير التي يجب اعتمادها في تحديد السواء والشذوذ، فكل باحث نظر إليها من منظور علمي مختلف. إلا أنه لبعض الباحثين وعلماء النفس إجابة على هذا السؤال من هو الشخص السوي؟
أولاً: يرى وولمان معنيين للاستواء: 1-التصرف تبعاً للمعايير المقبولة. 2- التحررمن الصراعات النفسية.
ثانياً: يرى فرويد أن الشخص السوي هو القادر على الحب والعمل وكلمة حب تشمل مدى واسع من الأفعال مثلاً: الأشخاص، المواضيع، الوطن...الخ
ثالثاً: ويرى سوليفان أن الشخصية السوية هي التي تتعامل مع الناس كما هم بدون أن تتأثر علاقاتها بالخبرات السابقة فلايكره الشخص مديره لأنه يشبه والده مثلاً
رابعاً: يرى ماسلو أن الشخص السوي هو الذي يحقق ذاته
معيار السواء نسبي
إن معيار السواء معيار نسبي تؤثر فيه ظروف الزمان والمكان والمجتمع والعمر ونمثل على ذلك بالتالي:
1- اختلاف الزمان: ما كنا نعتبره في الماضي سلوكاً توافقياً من تسلط الرجل على المرأة وعدم السماح لها بالخروج للعمل أصبح سلوك غير مقبول.
2- اختلاف المجتمع فما يعتبر سلوكاُ توافقياً عند مجتمع قد يعتبر سلوك غير توافقي عند مجتمع آخر مثل ب:عض المجتمعات التي تسمح للفتاة عند بلوغ سن الرشد أن تستقل، وبعض المجتمعات الأفريقية التي يتزين فيها الرجل دون المرأة.
3- اختلاف العمر فما يعد سلوكاً سوياً في مرحلة عمرية معينة كالرضاعة من الأم في سن الثانية لا يعد سلوكاً سوياً في عمر الخامسة.
معايير السواء واللاسواء
توجد عدة معايير للحكم على السلوك بالسواء أو اللاسواء وهي:
معايير للحكم على السواء واللاسواء
1- المعيار الذاتي:
حيث يتخذ الفرد من ذاته إطاراً مرجعياً يرجع إليه في الحكم على السلوك بالسوية واللاسوية .
يعاب على المعيار الذاتي أنه أحكام ذاتية لا تتيح الوصول لمعيار عام نعتبره كالقانون ويمكننا من استخدامه في الحكم والتمييز.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
2- المعيار الاجتماعي:
يتخذ من مسايرة المعايير الاجتماعية أساساً للحكم على السلوك فالسوي متوافق اجتماعياً واللاسوي غير المتوافق اجتماعياً.
يعاب عليه :
1- أن الحكم على السلوك بالسواء أو الشذوذ يختلف باختلاف المجتمعات مثال :هذا المعيار مراعاة الفروق الثقافية وخصوصية المجتمعات فعلى سبيل المثال وجد في دراسة سعودية على مقياس آيزنك للشخصية فروقات ثقافيه حيث وجد تصنيفات مختلفة عند الإجابة على بعض العبارات التي تسأل عن رأي الآخرين والجماعة في الفرد حيث أن الإجابة عليها بنعم تعكس العصابية بينما الإجابة عليها بلا يعكس السواء وذلك وفقاً للمعايير الإنجليزية وعلى خلاف ذلك وجد في المجتمع السعودي أن الإجابة على نفس العبارات بنعم تعكس السواء بينما الإجابة بلا تعكس الذهانيه وهذا يتفق مع طبيعة الشخصية السعودية التي تغلب فيها الجماعية على الفردية عكس المجتمع الغربي الذي تغلب فيه الفردية على الجماعية.
2- أن الحكم على السلوك بالسواء أو الشذوذ قد يختلف في المجتمع ذاته مع اختلاف الزمن مثال. المثلية الجنسية كان تعد اضطراباً ثم أصبحت حرية شخصية.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
3- المعيار المثالي: يعتبر السوية هي المثالية أو الكمال أو مايقرب منه واللاسوية الانحراف عن المثل الأعلى أو الكمال
ويعاب عليه أنه غير واقعي، ومن الصعب تحديد المثالية، وصعوبة تطبيقه حيث أنه لو صدق هذا المعيار فسيكون الأسوياء قليلون جداً.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
4- المعيار الإحصائي:
يتخذ المتوسط أو الشائع معياراً يمثل السوية وتكون اللاسوية الانحراف عن هذا المتوسط بالزائد أوالناقص.
يعاب على هذا المعيار أن يعتبر الأمر النادر الحدوث هو الشاذ وغير السوي سواء كان في الطرف الإيجابي أو السلبي.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
5- المعيار الإكلينيكي:
يعتمد على الاتجاه الاكلينكي في تحديد السلوك ويظهر هنا التأثر بالممارسة العلاجية مثلاً: كارل روجرز تبنى عشر محكات تدل على السواء
يعاب على هذا المعيار أنه مرتكز على حالات فردية يصعب تعميمها، كما أنه استند على المعالجة النفسية ومعنى ذلك أن المرضى والمتعالجون عينات خاصة لاتتكرر فهناك فروق فريه.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
6-المعيار النفسي الموضوعي: (الاكلينكي والاحصائي)
يعتمد على المعيار الإحصائي ويضيف تحليل السلوك وتشخيصه فلا نحكم بشذوذ السلوك لأنه نادر الحديث وبعيد عن المتوسط في المنحنى الاعتدالي بل لابد من تحليله ومقارنته مع الوقائع العلمية التي حصلنا عليها سابقاً ( خاصة المتعلقة بالاضطرابات النفسية والتصنيفات الدولية للأمراض النفسية)
ومن الأدوات المعتمدة لتحليل هي:
1- ملاحظة الفرد من قلب المختصين
2- تقرير الفرد الذاتي
3- المقاييس
ونقارن ما حصلنا عليه من المظاهر السلوكية من الأدوات السابقة مع ما نعرفه من الاضطرابات وفقاً للأدلة التصنيفية وهي:
1- تصنيف منظمة الصحة العالمية. ICD11
2- تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسيDSM5
يعتبر هذا المعيار هو المعتمد بشكل كبير في تحديد السواء واللاسواء ولكن كيف توضع هذه التصنيفات ؟وهل تؤثر عليها ثقافة المجتمعات وأراء الأفراد ؟ وهل للدين دور في تحديد السواء واللاسواء؟
كيف توضع أدلة التصنيفات النفسية ؟
توضع من خلال الدراسات العلمية والإحصاءات على مستوى عالمي.
هل تؤثر ثقافة المجتمعات وأراء الأفراد في وضع الأدلة التشخيصية للأمراض النفسية والعقلية ؟
نعم، وخير دليل حذف المثلية الجنسية من الـ DSM حيث كانت تعد اضطراباً ولكن لانتشارها في المجتمع وتقيمهم لها على أنها حرية شخصية أخرجها من التصنيف وهذه الإشكالية التي تعتبر الشذوذ سواء لانتشاره في المجتمع(المعيار الاجتماعي) ولزيادة مفهوم الحرية الفردية (المعيار الذاتي)، والتي يستطيع جميع الأفراد في المجال بمشاركة آراءهم مع الجمعيات المعنية بالتصنيف قد تصل بنا إلى صعوبة إيجاد معايير للتصنيف خصوصاً مع الآراء بإضافة الحرية الشخصية للمعايير.
هل للدين دور في تحديد السواء و اللا سواء؟
معايير للحكم على السواء واللاسواء
المعيار الإسلامي: السلوك السوي في هذا المعيار هو عمل الواجب والمباح ابتغاء مرضاة الله، والسلوك المنحرف تعد حدود الله بفعل المحرمات والمكروهات. وهنا ربط بشرع الله ولم يربط بمدى شيوع السلوك في المجتمع.
من مزاياه وجود قواعد ثابته إلهيه وليست بشريه يستند إليها في السواء و اللا سواء لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخص مثل المثلية الجنسية.
الاسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شي مثلاً: الأكل، الإنفاق، العبادة وهو ما يقوم عليه المعيار الإحصائي.
من الإشكاليات التي من الممكن مواجهتها: اختلاف الفقهاء في الاستدلال على حكم ويقصد هنا الاجتهاد والقياس بما يتوافق مع تغير الأزمنة وتظل القواعد العامة واضحه ومحسومه.
ما هو المعيار المناسب للتصنيف؟
علمياً
المعيار النفسي الموضوعي ( الإكلينكي، الإحصائي)
يعتبر هذا المعيار هو المعتمد بشكل كبير في تحديد السواء واللاسواء
تفكير نقدي: هل هذه المعايير منفصلة عن بعضها؟
هذه المعايير ليست منفصله نجد فيها تداخل حيث أن المعيار الإكلينكي الإحصائي يؤثر فيه المعيار الإجتماعي من خلال الفروق الثقافيه في المجتمع وتأثيرها على المعايير ونتائج الدراسات ، كما أن المعيار الذاتي يؤثر في المعيار الإكلينكي الإحصائي من خلال الباحثين أو من خلال إضافة الحرية الشخصية في التصنيفات النفسية التي يحاول الباحثون إدراجها في التصنيفات المستقبلية، كما أن المعيار الإسلامي يؤثر في المعيار الذاتي والاجتماعي والإكلنيكي الإحصائي مثال: الجماعية تغلب على الفردية في مجتمعنا السعودي المسلم .
تفكير نقدي: ما هو المعيار المناسب للتصنيف وفقاً لما يتناسب مع مجتمعنا السعودي المسلم؟
تفكير نقدي: ما هو المعيار المناسب للتصنيف وفقاً لما يتناسب مع مجتمعنا السعودي المسلم؟
يمكننا الالتزام والاستفادة من المعيار النفسي الموضوعي ( الإكلينكي، الإحصائي) مع ضرورة مشاركتنا كمختصين في الدراسات المتعلقة بالتشخيص فديننا يبين قيمة العلم والعلماء ومشاركتنا قد يكون لها تأثير في التصنيفات العالمية، ومرجعنا الأساسي والأول هو المعيار الإسلامي فعند تعارض التصنيفات يرجح معيارنا الإسلامي، مع العلم أن معيارنا الاجتماعي والذاتي قد يتأثر بالمعيار الإسلامي
مثال:
المعيار الاجتماعي: اتضح من خلال دراسة مقياس آيزنك على البيئة السعودية أن المجتمع السعودي تغلب فيه الجماعية على الفرديه عكس المجتمعات الغربية فما يعد سوياً لديهم في هذا الجانب يعد شاذاً لدينا والجماعية تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي.
المعيار الذاتي: قيمك الدينية والاخلاقية التي اخترتها من دينك (المعيار الإسلامي) ومجتمعك (المعيار الإجتماعي) تؤثر في الحكم على سلوكك مثال: شخص تعرض للإساءة ولم يدافع عن نفسه في المجتمع الأجنبي قد يعد غير واثق وفي مجتمعنا قد يعد في قمة الثقة لأنه التزم بالأحاديث والآيات .
أيضاً في التداخل والتأثير المتبادل بين المعيار الاسلامي والذاتي نجد مراعاة الإسلام للفروق الفردية في تنوع العبادات على سبيل المثال، وموضوع تعدد الزوجات واختلاف السعة النفسية للأفراد قصة بنت النبي علية الصلاة والسلام .
الأساس لدينا كمجتمع سعودي مسلم
المعيار الإسلامي
قاعدة في الحكم على السواء واللاسواء
هل يتوافق سلوك الفرد مع دينه ؟
مراعاة الأديان المختلفة فيحكم على سلوك الشخص وفقا لتوافقه مع دينه.
هل يتوافق سلوك الفرد مع ماهو سائد في مجتمعه؟
مراعاة المعايير الاجتماعية السائدة عند الحكم على سواء السلوك فمثلا ضرب العريس لمجموعة من الشباب كطقوس للزواج يعتبر سوي عند بعض القبائل الأفريقية في حين يعتبر شاذا عند المجتمعات الأخرى.
السوية واللا سوية مفهومان لا يفهم أحدهما إلا بالرجوع للآخر والفرق بينهما في الدرجة وليس النوع حيث أن الأفراد يرتبون على متصل بين السوية واللا سوية بين الصحة والاضطراب النفسي فمفهوم السواء في علم النفس والطب النفسي يرادف الصحة النفسية.
تعريف السلوك السوي
هو السلوك العادي المألوف على حياة غالبية الناس.
تعريف الشخص السوي
هو الشخص الذي يتطابق سلوكه مع سلوك الشخص العادي في تفكيره ومشاعره ونشاطه ويكون سعيدا ومتوافقاً شخصياً وانفعالياً واجتماعياً
تعريف اللاسواء
هو حالة مرضيه يكون فيها خطر على الفرد نفسه أو على المجتمع وتتطلب التدخل لحماية الفرد أو لحماية المجتمع منه
تعريف الشخص غير السوي
هو الشخص الذي ينحرف سلوكه عن سلوك الشخص العادي في تفكيره ونشاطه ومشاعره ويكون غير سعيد وغير متوافق شخصياً وانفعالياً واجتماعياً.
معيار السواء نسبي
اختلف الباحثين في تعريف السلوك السوي والشاذ واختلفوا في المعايير التي يجب اعتمادها في تحديد السواء والشذوذ، فكل باحث نظر إليها من منظور علمي مختلف. إلا أنه لبعض الباحثين وعلماء النفس إجابة على هذا السؤال من هو الشخص السوي؟
أولاً: يرى وولمان معنيين للاستواء: 1-التصرف تبعاً للمعايير المقبولة. 2- التحررمن الصراعات النفسية.
ثانياً: يرى فرويد أن الشخص السوي هو القادر على الحب والعمل وكلمة حب تشمل مدى واسع من الأفعال مثلاً: الأشخاص، المواضيع، الوطن...الخ
ثالثاً: ويرى سوليفان أن الشخصية السوية هي التي تتعامل مع الناس كما هم بدون أن تتأثر علاقاتها بالخبرات السابقة فلايكره الشخص مديره لأنه يشبه والده مثلاً
رابعاً: يرى ماسلو أن الشخص السوي هو الذي يحقق ذاته
معيار السواء نسبي
إن معيار السواء معيار نسبي تؤثر فيه ظروف الزمان والمكان والمجتمع والعمر ونمثل على ذلك بالتالي:
1- اختلاف الزمان: ما كنا نعتبره في الماضي سلوكاً توافقياً من تسلط الرجل على المرأة وعدم السماح لها بالخروج للعمل أصبح سلوك غير مقبول.
2- اختلاف المجتمع فما يعتبر سلوكاُ توافقياً عند مجتمع قد يعتبر سلوك غير توافقي عند مجتمع آخر مثل ب:عض المجتمعات التي تسمح للفتاة عند بلوغ سن الرشد أن تستقل، وبعض المجتمعات الأفريقية التي يتزين فيها الرجل دون المرأة.
3- اختلاف العمر فما يعد سلوكاً سوياً في مرحلة عمرية معينة كالرضاعة من الأم في سن الثانية لا يعد سلوكاً سوياً في عمر الخامسة.
معايير السواء واللاسواء
توجد عدة معايير للحكم على السلوك بالسواء أو اللاسواء وهي:
معايير للحكم على السواء واللاسواء
1- المعيار الذاتي:
حيث يتخذ الفرد من ذاته إطاراً مرجعياً يرجع إليه في الحكم على السلوك بالسوية واللاسوية .
يعاب على المعيار الذاتي أنه أحكام ذاتية لا تتيح الوصول لمعيار عام نعتبره كالقانون ويمكننا من استخدامه في الحكم والتمييز.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
2- المعيار الاجتماعي:
يتخذ من مسايرة المعايير الاجتماعية أساساً للحكم على السلوك فالسوي متوافق اجتماعياً واللاسوي غير المتوافق اجتماعياً.
يعاب عليه :
1- أن الحكم على السلوك بالسواء أو الشذوذ يختلف باختلاف المجتمعات مثال :هذا المعيار مراعاة الفروق الثقافية وخصوصية المجتمعات فعلى سبيل المثال وجد في دراسة سعودية على مقياس آيزنك للشخصية فروقات ثقافيه حيث وجد تصنيفات مختلفة عند الإجابة على بعض العبارات التي تسأل عن رأي الآخرين والجماعة في الفرد حيث أن الإجابة عليها بنعم تعكس العصابية بينما الإجابة عليها بلا يعكس السواء وذلك وفقاً للمعايير الإنجليزية وعلى خلاف ذلك وجد في المجتمع السعودي أن الإجابة على نفس العبارات بنعم تعكس السواء بينما الإجابة بلا تعكس الذهانيه وهذا يتفق مع طبيعة الشخصية السعودية التي تغلب فيها الجماعية على الفردية عكس المجتمع الغربي الذي تغلب فيه الفردية على الجماعية.
2- أن الحكم على السلوك بالسواء أو الشذوذ قد يختلف في المجتمع ذاته مع اختلاف الزمن مثال. المثلية الجنسية كان تعد اضطراباً ثم أصبحت حرية شخصية.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
3- المعيار المثالي: يعتبر السوية هي المثالية أو الكمال أو مايقرب منه واللاسوية الانحراف عن المثل الأعلى أو الكمال
ويعاب عليه أنه غير واقعي، ومن الصعب تحديد المثالية، وصعوبة تطبيقه حيث أنه لو صدق هذا المعيار فسيكون الأسوياء قليلون جداً.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
4- المعيار الإحصائي:
يتخذ المتوسط أو الشائع معياراً يمثل السوية وتكون اللاسوية الانحراف عن هذا المتوسط بالزائد أوالناقص.
يعاب على هذا المعيار أن يعتبر الأمر النادر الحدوث هو الشاذ وغير السوي سواء كان في الطرف الإيجابي أو السلبي.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
5- المعيار الإكلينيكي:
يعتمد على الاتجاه الاكلينكي في تحديد السلوك ويظهر هنا التأثر بالممارسة العلاجية مثلاً: كارل روجرز تبنى عشر محكات تدل على السواء
يعاب على هذا المعيار أنه مرتكز على حالات فردية يصعب تعميمها، كما أنه استند على المعالجة النفسية ومعنى ذلك أن المرضى والمتعالجون عينات خاصة لاتتكرر فهناك فروق فريه.
معايير للحكم على السواء واللاسواء
6-المعيار النفسي الموضوعي: (الاكلينكي والاحصائي)
يعتمد على المعيار الإحصائي ويضيف تحليل السلوك وتشخيصه فلا نحكم بشذوذ السلوك لأنه نادر الحديث وبعيد عن المتوسط في المنحنى الاعتدالي بل لابد من تحليله ومقارنته مع الوقائع العلمية التي حصلنا عليها سابقاً ( خاصة المتعلقة بالاضطرابات النفسية والتصنيفات الدولية للأمراض النفسية)
ومن الأدوات المعتمدة لتحليل هي:
1- ملاحظة الفرد من قلب المختصين
2- تقرير الفرد الذاتي
3- المقاييس
ونقارن ما حصلنا عليه من المظاهر السلوكية من الأدوات السابقة مع ما نعرفه من الاضطرابات وفقاً للأدلة التصنيفية وهي:
1- تصنيف منظمة الصحة العالمية. ICD11
2- تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسيDSM5
يعتبر هذا المعيار هو المعتمد بشكل كبير في تحديد السواء واللاسواء ولكن كيف توضع هذه التصنيفات ؟وهل تؤثر عليها ثقافة المجتمعات وأراء الأفراد ؟ وهل للدين دور في تحديد السواء واللاسواء؟
كيف توضع أدلة التصنيفات النفسية ؟
توضع من خلال الدراسات العلمية والإحصاءات على مستوى عالمي.
هل تؤثر ثقافة المجتمعات وأراء الأفراد في وضع الأدلة التشخيصية للأمراض النفسية والعقلية ؟
نعم، وخير دليل حذف المثلية الجنسية من الـ DSM حيث كانت تعد اضطراباً ولكن لانتشارها في المجتمع وتقيمهم لها على أنها حرية شخصية أخرجها من التصنيف وهذه الإشكالية التي تعتبر الشذوذ سواء لانتشاره في المجتمع(المعيار الاجتماعي) ولزيادة مفهوم الحرية الفردية (المعيار الذاتي)، والتي يستطيع جميع الأفراد في المجال بمشاركة آراءهم مع الجمعيات المعنية بالتصنيف قد تصل بنا إلى صعوبة إيجاد معايير للتصنيف خصوصاً مع الآراء بإضافة الحرية الشخصية للمعايير.
هل للدين دور في تحديد السواء و اللا سواء؟
معايير للحكم على السواء واللاسواء
المعيار الإسلامي: السلوك السوي في هذا المعيار هو عمل الواجب والمباح ابتغاء مرضاة الله، والسلوك المنحرف تعد حدود الله بفعل المحرمات والمكروهات. وهنا ربط بشرع الله ولم يربط بمدى شيوع السلوك في المجتمع.
من مزاياه وجود قواعد ثابته إلهيه وليست بشريه يستند إليها في السواء و اللا سواء لا تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخص مثل المثلية الجنسية.
الاسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شي مثلاً: الأكل، الإنفاق، العبادة وهو ما يقوم عليه المعيار الإحصائي.
من الإشكاليات التي من الممكن مواجهتها: اختلاف الفقهاء في الاستدلال على حكم ويقصد هنا الاجتهاد والقياس بما يتوافق مع تغير الأزمنة وتظل القواعد العامة واضحه ومحسومه.
ما هو المعيار المناسب للتصنيف؟
علمياً
المعيار النفسي الموضوعي ( الإكلينكي، الإحصائي)
يعتبر هذا المعيار هو المعتمد بشكل كبير في تحديد السواء واللاسواء
تفكير نقدي: هل هذه المعايير منفصلة عن بعضها؟
هذه المعايير ليست منفصله نجد فيها تداخل حيث أن المعيار الإكلينكي الإحصائي يؤثر فيه المعيار الإجتماعي من خلال الفروق الثقافيه في المجتمع وتأثيرها على المعايير ونتائج الدراسات ، كما أن المعيار الذاتي يؤثر في المعيار الإكلينكي الإحصائي من خلال الباحثين أو من خلال إضافة الحرية الشخصية في التصنيفات النفسية التي يحاول الباحثون إدراجها في التصنيفات المستقبلية، كما أن المعيار الإسلامي يؤثر في المعيار الذاتي والاجتماعي والإكلنيكي الإحصائي مثال: الجماعية تغلب على الفردية في مجتمعنا السعودي المسلم .
تفكير نقدي: ما هو المعيار المناسب للتصنيف وفقاً لما يتناسب مع مجتمعنا السعودي المسلم؟
تفكير نقدي: ما هو المعيار المناسب للتصنيف وفقاً لما يتناسب مع مجتمعنا السعودي المسلم؟
يمكننا الالتزام والاستفادة من المعيار النفسي الموضوعي ( الإكلينكي، الإحصائي) مع ضرورة مشاركتنا كمختصين في الدراسات المتعلقة بالتشخيص فديننا يبين قيمة العلم والعلماء ومشاركتنا قد يكون لها تأثير في التصنيفات العالمية، ومرجعنا الأساسي والأول هو المعيار الإسلامي فعند تعارض التصنيفات يرجح معيارنا الإسلامي، مع العلم أن معيارنا الاجتماعي والذاتي قد يتأثر بالمعيار الإسلامي
مثال:
المعيار الاجتماعي: اتضح من خلال دراسة مقياس آيزنك على البيئة السعودية أن المجتمع السعودي تغلب فيه الجماعية على الفرديه عكس المجتمعات الغربية فما يعد سوياً لديهم في هذا الجانب يعد شاذاً لدينا والجماعية تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي.
المعيار الذاتي: قيمك الدينية والاخلاقية التي اخترتها من دينك (المعيار الإسلامي) ومجتمعك (المعيار الإجتماعي) تؤثر في الحكم على سلوكك مثال: شخص تعرض للإساءة ولم يدافع عن نفسه في المجتمع الأجنبي قد يعد غير واثق وفي مجتمعنا قد يعد في قمة الثقة لأنه التزم بالأحاديث والآيات .
أيضاً في التداخل والتأثير المتبادل بين المعيار الاسلامي والذاتي نجد مراعاة الإسلام للفروق الفردية في تنوع العبادات على سبيل المثال، وموضوع تعدد الزوجات واختلاف السعة النفسية للأفراد قصة بنت النبي علية الصلاة والسلام .
الأساس لدينا كمجتمع سعودي مسلم
المعيار الإسلامي
قاعدة في الحكم على السواء واللاسواء
هل يتوافق سلوك الفرد مع دينه ؟
مراعاة الأديان المختلفة فيحكم على سلوك الشخص وفقا لتوافقه مع دينه.
هل يتوافق سلوك الفرد مع ماهو سائد في مجتمعه؟
مراعاة المعايير الاجتماعية السائدة عند الحكم على سواء السلوك فمثلا ضرب العريس لمجموعة من الشباب كطقوس للزواج يعتبر سوي عند بعض القبائل الأفريقية في حين يعتبر شاذا عند المجتمعات الأخرى.