_________________
وهو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد ابن علي القرشي التيمي البغدادي ولد في أول القرن السادس والبعض يرجح ميلاده في 510
أولاً :
ولد ابن الجوزي بعد سقوط بيت المقدس في يد الصليبيين وكانت هناك هجمة شرسة على العالم الإسلامي من أعدائه وكان الكثير من المسلمين يعيشون هزيمة نفسية لا يؤمنون معها بنصر إلا أن الله عز وجل قيد للأمة علماء أمثال ابن الجوزي بثوا في الأمة روح الجهاد وأمراء من مثل نور الدين محمود وعماد الدين زنكي رحمهما الله.
ثانياً:
انتشار التصوف في هذا القرن مع الهزيمة التي تعيشها الأمة انشر التصوف والتصوف إذا انتشر في قوم أفسد عليهم دينهم دنياهم أما فساد الدين فيتمثل في انحراف التدين وفساد العقيدة وانتشار البدع من أجل تخليص الأمة من مساوئ التصوف ألف أبن الجوزي كتابه:" تلبيس إبليس".
ثالثا:
انتشار الباطنية والتشيع في هذا القرن انتشرت الفرق الباطنية في العالم الإسلامي فاغتالوا كثيرا من العلماء وقادة المسلمين ومنهم نظام الملك وحاولوا اغتيال صلاح الدين عدة مرات وهؤلاء يرون أن للشريعة ظاهراً وباطناً ولا يعلم الباطن إلا الإمام المعصوم وفي الرد عليهم ألف الغزالي كتابه المشهور "فضائح الباطنية".
رابعاً:
انتشار الفلسفة حيث أصبحت هي الثقافة الشعبية المنتشرة بين عامة المسلمين فكانت بسببها ترد نصوص الشرع وأوامره ومن أجل كشف هذه الضلالة ألف الغزالي أيضا كتابه "تهافت الفلاسفة" هذه الملامح الأربعة أثرت في فكر أبن الجوزي فظهرت واضحة في وعظه وفيما ألفه من كتب.
منهج ابن الجوزي:___________
ألف ابن الجوزي عدد كبير من الكتب ويذكر ابن تيمية أنه أحصى له أكثر من ألف مصنف إلا أن الذي يعنينا من هذه الكتب ما له تعلق بعلم النفس ومن أهمها صيد الخاطر وتلبيس إبليس وهذان الكتابان هما اللذان سوف نرجع إليهما في دراسة التراث النفسي ومنهج أبن الجوزي في كتبه السابقة لا يعدو على أن يكون لفتات أو خواطر تعبر عن ما دار في خلده لحظة الحدث ولا ترقى إلى مستوى النظرية.
وهذه موجودة غالبا في كتابه صيد الخاطر مما كتبه هو نتيجة نظر وتأمل عميقين وملاحظات جادة في المجتمع من حوله وهذا مدون في كتابه تلبيس إبليس في صور الانحراف التي تعرض للمجتمع وبحث في صور الخداع الذاتي حيث يخدع الإنسان نفسه فيظن الباطل حقاً وما دونه في كتابه هذا يمكن أن يبنى منه نظرية نفسية حول طبيعة الانحراف.
موضوعات نفسية عند ابن الجوزي_______________________
أثر الموعظة بعد الانفصال عن الدرس. تحدث ابن الجوزي في كتابه" صيد الخاطر" عن بعض الظاهرات التي يواجهها الداعية ولاسيما الواعظ في مجلس وعظه وحاول أن يقدم لها بعض التعليلات النفسية
ويبدو من تعليل ابن الجوزي لهذه الظاهرة أنه يفسر زوال أثر الموعظة السريع بعاملين هما:
1- الحالة الانفعالية حيث يرى أنها سريعة الانطفاء فطبيعة الموعظة أنها تثير العاطفة وتخاطب في العادة الجانب الانفعالي عند السامع سيحدث له تأثر وتفاعل مع ما يسمع ولكن هذا التفاعل لا يستمر بل يزول سريعاً لأن الموعظة اعتمدت على الخطاب العاطفي وخاطبت الجانب الانفعالي من تكوين الإنسان فقط.
2-اليقظة والانتباه أو حال الشخص حال سماعه الموعظة فإذا كان منتبهاً حاضر الذهن مجتمع النفس سالماً المؤثرات الصارفة فإنه يكون أكثر تفاعلاً أو استجابة لما يسمع فإذا انصرف من مجلس الوعظ وتشتت نفسه وانصرف ذهنه إلى قضايا أخرى فإن أثر الموعظة يزول والذي يبدو مما ذكرها ابن الجوزي أن هذين العاملين متداخلان يصعب الفصل بينهما وتميز أحدهما عن الآخر.
الأناشيد في أثناء العمل_______________
تحدث ابن الجوزي عما لاحظه في طرقة تعامل الناس مع الأعمال الثقيلة والشاقة ليتغلبوا عليها يقول أبن الجوزي مر بي حمالان تحت جذع ثقيل وهما يتجاذبان بإنشاد التنعم وكلمات الاستراحة فاحدهما يصغى إلى ما يقوله الآخر ثم يعيده أو يجيب بمثله والآخر همته مثل ذلك علل أبن الجوزي تجاذب العمال للأناشيد في أثناء عملهم بأنه نوع من الحيلة النفسية يصرفون بها الذهن عن التفكير في العمل الذي يعملونه فيساعدهم هذا في الاستمرار في العمل
والتغلب على متاعبه الذي يبدو قياس على ما ذكره أبن الجوزي أن هذه الأناشيد والأهازيج والهمهمات فعالة في الأعمال الروتينية التي تتطلب مجهودا بدنيا أو الأعمال الذهنية فربما كانت معيقة للتفكير ومن ثم للعمل وفي علم النفس الحديث أجريت دراسات مقارنة عن أثر ما يصدر من العامل من أصوات وهمهمات على أدائه وإنتاجه فظهر أنها تساعد الشخص في أكمال العمل والتغلب على الملل.
الحفظ والاسترجاع_____________
تحدث ابن الجوزي عن الحفظ وراعى فيما ذكره عددا من العوامل،منها:
قدرة الشخص وحالته النفسية والنمو العقلي مما يمكن أن يدخل تحت الفروق الفردية كما تحدث عن أثر البيئة وأول ما أوصي به المتعلم ألا يحفظ كثيراً دفعة واحدة بل عليه أن يجزئ ما يريد حفظه لأن القلب جارحة تتعب،ولا يقيها من التعب والفتور إلا تقليل المحفوظ مع تقليل المحفوظ مع المداومة على الحفظ والتكرار أو الإعادة.
ثم تحدث عن الفروق الفردية بين المتعلمين وشبه قوه العقل بقوة البدن فكما أن من الناس من يحمل مائة رطل ومنهم من يعجز عن حمل عشرين رطلا،كذلك القلوب يقول ابن الجوزي (فليأخذ الإنسان على قدر قوته ودونها).أما إذا استنفذ الإنسان قوته كلها في وقت واحد فسوف تضيع منه أوقات
وكذلك لفت انتباه من يريد أن يحفظ إلى أن للحفظ فترات من العمر يكون الحفظ فيها أجدر وأرسخ ،وأفضل هذه الأوقات في الصغر كما ذكر ابن الجوزي أن في الزمان أوقاتا تكون أولى من غيرها للحفظ فأول النهار وأوقات السحر والغدوات حيث النشاط وزوال الأشغال وقله الملهيات أفضل من سواها .أما فيما يتعلق بأحوال من يريد أن يحفظ فنبه الجوزي إلى أن للشخص أحوال يحسن فيها الحفظ وهي خير من غيرها فحال قلة الطعام معين أكثر من حال امتلاء المعدة.
ونصح من لم يجد نشاطا للحفظ أن يتركه إلى أن يعود إليه نشاطه ولا يكابر نفسه .
ومن العوامل المعينة على الحفظ التي نبه عليها ابن الجوزي عامل البيئة، فالبيئة التي فيها ملهيات تشغل الإنسان ليست مكاناً صالحاً للحفظ، ولهذا ينصح من يريد بالخلوة ويعدها أصلا في ذلك.
أثر العادة على السلوك :________________
يري ابن الجوزي أن للعادة أثر قوياً علي السلوك يصعب عليه مفارقتها ، حتى لو كانت باطلة أو كان غيرها أولى منها .وبسبب هذه القوة الملزمة يحدث في أحيان كثيرة صراع بينت ما اعتاده الناس وبين ما ينبغي لهم فعله كأوامر الشرع ويرى أن الناس تألف العادة سواء كانت دينية أو دنيوية وتنشط لعملها لا لأنها مشروعة وإنما لأنها عادة، يقول ابن الجوزي :"رأيت عادات الناس غلبت على عملهم فهم يستوحشون من فعل الشئ لعدم جريان العادة لا لنهى الشرع".
طبيعة النفس الإنسانية عند ابن الجوزي :__________________________
- الهوى والشهوات ليجتلب الإنسان ما ينفعه.
- الغضب ليدفع ما يؤذيه.
- العقل وهو ما يأمر بالعدل فيما يجلب الإنسان لنفسه وفيما يجتنبه.
ويري ابن الجوزي أن الإلف والعادة ربما أبطلت عند الإنسان عمل الإدراك أو العقل.
التلبيس: معناه وأسبابه________________
إلف ابن الجوزي كتابه "تلبيس إبليس" لمعالجة قضيه اجتماعية ومعرفيه وسلوكيه وهذه القضية هي ما سماه بالتلبيس ويعني به إظهار الباطل في صورة الحق.وهو نوع من الانحراف لا يشعر به صاحبه لظنه انه مصيب.
نجد أن هذا التلبيس لا يكاد ينجو منه أحد من الناس فالعامة يقعون فيه والعلماء كذلك.
أما أسباب هذا التلبيس فنستطيع أن نجملها من خلال ما ذكره ابن الجوزي في ثلاثة أسباب هي :
أولا: سبب منهجي :وهو عدم وجود ضوابط منهجيه سليمة للجانب المعرفي وبسبب غياب هذه الضوابط خاض بعض طلاب العلم والفلاسفة فيما لا يدرك غوره ويعجز الخائض عن الوصول إلى عمقه.
ثانياً: سبب نفسي: وهو تعطيل العقل والميل إلى المادة والحس .
والتقليد هو تعطيل أيضا للعقل.
ثالثاً: سبب اجتماعي: يتعلق بالتقليد والتنشئة الاجتماعية ومن ذلك تقليد الآباء والأسلاف وهذا من أكثر أسباب هلاك العوام.
وهو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد ابن علي القرشي التيمي البغدادي ولد في أول القرن السادس والبعض يرجح ميلاده في 510
أولاً :
ولد ابن الجوزي بعد سقوط بيت المقدس في يد الصليبيين وكانت هناك هجمة شرسة على العالم الإسلامي من أعدائه وكان الكثير من المسلمين يعيشون هزيمة نفسية لا يؤمنون معها بنصر إلا أن الله عز وجل قيد للأمة علماء أمثال ابن الجوزي بثوا في الأمة روح الجهاد وأمراء من مثل نور الدين محمود وعماد الدين زنكي رحمهما الله.
ثانياً:
انتشار التصوف في هذا القرن مع الهزيمة التي تعيشها الأمة انشر التصوف والتصوف إذا انتشر في قوم أفسد عليهم دينهم دنياهم أما فساد الدين فيتمثل في انحراف التدين وفساد العقيدة وانتشار البدع من أجل تخليص الأمة من مساوئ التصوف ألف أبن الجوزي كتابه:" تلبيس إبليس".
ثالثا:
انتشار الباطنية والتشيع في هذا القرن انتشرت الفرق الباطنية في العالم الإسلامي فاغتالوا كثيرا من العلماء وقادة المسلمين ومنهم نظام الملك وحاولوا اغتيال صلاح الدين عدة مرات وهؤلاء يرون أن للشريعة ظاهراً وباطناً ولا يعلم الباطن إلا الإمام المعصوم وفي الرد عليهم ألف الغزالي كتابه المشهور "فضائح الباطنية".
رابعاً:
انتشار الفلسفة حيث أصبحت هي الثقافة الشعبية المنتشرة بين عامة المسلمين فكانت بسببها ترد نصوص الشرع وأوامره ومن أجل كشف هذه الضلالة ألف الغزالي أيضا كتابه "تهافت الفلاسفة" هذه الملامح الأربعة أثرت في فكر أبن الجوزي فظهرت واضحة في وعظه وفيما ألفه من كتب.
منهج ابن الجوزي:___________
ألف ابن الجوزي عدد كبير من الكتب ويذكر ابن تيمية أنه أحصى له أكثر من ألف مصنف إلا أن الذي يعنينا من هذه الكتب ما له تعلق بعلم النفس ومن أهمها صيد الخاطر وتلبيس إبليس وهذان الكتابان هما اللذان سوف نرجع إليهما في دراسة التراث النفسي ومنهج أبن الجوزي في كتبه السابقة لا يعدو على أن يكون لفتات أو خواطر تعبر عن ما دار في خلده لحظة الحدث ولا ترقى إلى مستوى النظرية.
وهذه موجودة غالبا في كتابه صيد الخاطر مما كتبه هو نتيجة نظر وتأمل عميقين وملاحظات جادة في المجتمع من حوله وهذا مدون في كتابه تلبيس إبليس في صور الانحراف التي تعرض للمجتمع وبحث في صور الخداع الذاتي حيث يخدع الإنسان نفسه فيظن الباطل حقاً وما دونه في كتابه هذا يمكن أن يبنى منه نظرية نفسية حول طبيعة الانحراف.
موضوعات نفسية عند ابن الجوزي_______________________
أثر الموعظة بعد الانفصال عن الدرس. تحدث ابن الجوزي في كتابه" صيد الخاطر" عن بعض الظاهرات التي يواجهها الداعية ولاسيما الواعظ في مجلس وعظه وحاول أن يقدم لها بعض التعليلات النفسية
ويبدو من تعليل ابن الجوزي لهذه الظاهرة أنه يفسر زوال أثر الموعظة السريع بعاملين هما:
1- الحالة الانفعالية حيث يرى أنها سريعة الانطفاء فطبيعة الموعظة أنها تثير العاطفة وتخاطب في العادة الجانب الانفعالي عند السامع سيحدث له تأثر وتفاعل مع ما يسمع ولكن هذا التفاعل لا يستمر بل يزول سريعاً لأن الموعظة اعتمدت على الخطاب العاطفي وخاطبت الجانب الانفعالي من تكوين الإنسان فقط.
2-اليقظة والانتباه أو حال الشخص حال سماعه الموعظة فإذا كان منتبهاً حاضر الذهن مجتمع النفس سالماً المؤثرات الصارفة فإنه يكون أكثر تفاعلاً أو استجابة لما يسمع فإذا انصرف من مجلس الوعظ وتشتت نفسه وانصرف ذهنه إلى قضايا أخرى فإن أثر الموعظة يزول والذي يبدو مما ذكرها ابن الجوزي أن هذين العاملين متداخلان يصعب الفصل بينهما وتميز أحدهما عن الآخر.
الأناشيد في أثناء العمل_______________
تحدث ابن الجوزي عما لاحظه في طرقة تعامل الناس مع الأعمال الثقيلة والشاقة ليتغلبوا عليها يقول أبن الجوزي مر بي حمالان تحت جذع ثقيل وهما يتجاذبان بإنشاد التنعم وكلمات الاستراحة فاحدهما يصغى إلى ما يقوله الآخر ثم يعيده أو يجيب بمثله والآخر همته مثل ذلك علل أبن الجوزي تجاذب العمال للأناشيد في أثناء عملهم بأنه نوع من الحيلة النفسية يصرفون بها الذهن عن التفكير في العمل الذي يعملونه فيساعدهم هذا في الاستمرار في العمل
والتغلب على متاعبه الذي يبدو قياس على ما ذكره أبن الجوزي أن هذه الأناشيد والأهازيج والهمهمات فعالة في الأعمال الروتينية التي تتطلب مجهودا بدنيا أو الأعمال الذهنية فربما كانت معيقة للتفكير ومن ثم للعمل وفي علم النفس الحديث أجريت دراسات مقارنة عن أثر ما يصدر من العامل من أصوات وهمهمات على أدائه وإنتاجه فظهر أنها تساعد الشخص في أكمال العمل والتغلب على الملل.
الحفظ والاسترجاع_____________
تحدث ابن الجوزي عن الحفظ وراعى فيما ذكره عددا من العوامل،منها:
قدرة الشخص وحالته النفسية والنمو العقلي مما يمكن أن يدخل تحت الفروق الفردية كما تحدث عن أثر البيئة وأول ما أوصي به المتعلم ألا يحفظ كثيراً دفعة واحدة بل عليه أن يجزئ ما يريد حفظه لأن القلب جارحة تتعب،ولا يقيها من التعب والفتور إلا تقليل المحفوظ مع تقليل المحفوظ مع المداومة على الحفظ والتكرار أو الإعادة.
ثم تحدث عن الفروق الفردية بين المتعلمين وشبه قوه العقل بقوة البدن فكما أن من الناس من يحمل مائة رطل ومنهم من يعجز عن حمل عشرين رطلا،كذلك القلوب يقول ابن الجوزي (فليأخذ الإنسان على قدر قوته ودونها).أما إذا استنفذ الإنسان قوته كلها في وقت واحد فسوف تضيع منه أوقات
وكذلك لفت انتباه من يريد أن يحفظ إلى أن للحفظ فترات من العمر يكون الحفظ فيها أجدر وأرسخ ،وأفضل هذه الأوقات في الصغر كما ذكر ابن الجوزي أن في الزمان أوقاتا تكون أولى من غيرها للحفظ فأول النهار وأوقات السحر والغدوات حيث النشاط وزوال الأشغال وقله الملهيات أفضل من سواها .أما فيما يتعلق بأحوال من يريد أن يحفظ فنبه الجوزي إلى أن للشخص أحوال يحسن فيها الحفظ وهي خير من غيرها فحال قلة الطعام معين أكثر من حال امتلاء المعدة.
ونصح من لم يجد نشاطا للحفظ أن يتركه إلى أن يعود إليه نشاطه ولا يكابر نفسه .
ومن العوامل المعينة على الحفظ التي نبه عليها ابن الجوزي عامل البيئة، فالبيئة التي فيها ملهيات تشغل الإنسان ليست مكاناً صالحاً للحفظ، ولهذا ينصح من يريد بالخلوة ويعدها أصلا في ذلك.
أثر العادة على السلوك :________________
يري ابن الجوزي أن للعادة أثر قوياً علي السلوك يصعب عليه مفارقتها ، حتى لو كانت باطلة أو كان غيرها أولى منها .وبسبب هذه القوة الملزمة يحدث في أحيان كثيرة صراع بينت ما اعتاده الناس وبين ما ينبغي لهم فعله كأوامر الشرع ويرى أن الناس تألف العادة سواء كانت دينية أو دنيوية وتنشط لعملها لا لأنها مشروعة وإنما لأنها عادة، يقول ابن الجوزي :"رأيت عادات الناس غلبت على عملهم فهم يستوحشون من فعل الشئ لعدم جريان العادة لا لنهى الشرع".
طبيعة النفس الإنسانية عند ابن الجوزي :__________________________
- الهوى والشهوات ليجتلب الإنسان ما ينفعه.
- الغضب ليدفع ما يؤذيه.
- العقل وهو ما يأمر بالعدل فيما يجلب الإنسان لنفسه وفيما يجتنبه.
ويري ابن الجوزي أن الإلف والعادة ربما أبطلت عند الإنسان عمل الإدراك أو العقل.
التلبيس: معناه وأسبابه________________
إلف ابن الجوزي كتابه "تلبيس إبليس" لمعالجة قضيه اجتماعية ومعرفيه وسلوكيه وهذه القضية هي ما سماه بالتلبيس ويعني به إظهار الباطل في صورة الحق.وهو نوع من الانحراف لا يشعر به صاحبه لظنه انه مصيب.
نجد أن هذا التلبيس لا يكاد ينجو منه أحد من الناس فالعامة يقعون فيه والعلماء كذلك.
أما أسباب هذا التلبيس فنستطيع أن نجملها من خلال ما ذكره ابن الجوزي في ثلاثة أسباب هي :
أولا: سبب منهجي :وهو عدم وجود ضوابط منهجيه سليمة للجانب المعرفي وبسبب غياب هذه الضوابط خاض بعض طلاب العلم والفلاسفة فيما لا يدرك غوره ويعجز الخائض عن الوصول إلى عمقه.
ثانياً: سبب نفسي: وهو تعطيل العقل والميل إلى المادة والحس .
والتقليد هو تعطيل أيضا للعقل.
ثالثاً: سبب اجتماعي: يتعلق بالتقليد والتنشئة الاجتماعية ومن ذلك تقليد الآباء والأسلاف وهذا من أكثر أسباب هلاك العوام.