وضع هذا المنهج هو (فرنسيس جولتون) في أواخر القرن التاسع عشر.
التقدير هو: وضع معدل، أو رتبة، أو درجة وذلك بهدف تعيين بند أو عنصر معين كفرد أو سمة أو سلوك أو نتيجة اختبار.
مقياس التقدير: هو أداة أو وسيلة نضع على أساسها رتبة رقمية أو معدلاً كمياً لخاصية معينة أو سلوك خاص أو سمة محددة، اجتماعية أو خلقية أو انفعالية، سواء أكانت دالة على الصحة النفسية أم سوء التوافق، سمات سوية أو أعراض مرضية.
أمثلة للخصال والسمات التي تستخدم مقاييس التقدير كثيرة منها:
الأمانة، الاجتماعية، المثابرة، القلق، الاكتئاب، الخضوع، القيادة، التعاون، السيطرة، الثقة بالنفس، المهارة، العصبية............الخ
يقوم القائم بالتقدير بتحديد الدرجة التي تنطبق على المفحوص من بين عدد من الدرجات التي يضمها المقياس المتدرج، وذلك لإصدار حكم تقييمي يضعه متصل من الفئات المحددة أو خلال الرسم البياني.
يمكن أن يجيب الشخص عن مقياس تقدير نفسه، أو يقوم بتقدير الفرد زميله في المدرسة أو الجامعة أو العمل، أو عن طريق أختصاصي علم النفس الذي يلاحظه مدة ما.
استخداماتها كثيرة: في مجال بحوث المستخدمين والموظفين، تقدير حالة المرضى، الدراسات الخاصة بفرز الأطفال من ناحية سوء التوافق، وجمع بيانات البحوث، ويمكن أن تمدنا مقاييس التقدير بمحكات أو معايير للأداء المهني، ولتحسن المريض في مستشفى عقلي، ولتطور الأطفال ونموهم. .
يشيع استخدامها في المدارس والأعمال والصناعة والمجالات الأكاديمية، ولتقدير الجوانب المرضية.
ويستخدمه المدرس والمرشد النفسي و القائم بالمقابلة من أطباء نفسيين واختصاصيين نفسيين.
تعتمد على الملاحظة التي يقوم بها الشخص المدرب.
وتختلف التقديرات عن الملاحظات الطبيعية في أن بيانات التقديرات تتجمع بشكل عرضي اتفاقي دون قصد وبشكل غير رسمي، كما انها تتضمن تفسيراً وحكماً أكثر من مجرد التسجيل البسيط للملاحظات. وعلى العكس من الملاحظة الطبيعية والمقابلة فإن التقديرات تغطي فترة أطول من الملاحظة، كما تستخرج بياناتها في ظل أحوال أكثر واقعية.
أنواع مقاييس التقدير
(1) مقياس التقدير الرقمي
في هذه الطريقة: يتم تقدير الشخص أو السمة بتحديد رقم واحد من عدة أرقام، بحيث يشير هذا الرقم إلى وصف محدد للخصائص التي يتم تقديرها لدى الشخص كالاندفاع.
أي وضع التقديرات على متصل يحوي عدة درجات من (1-2-3-4-5-) أو إلى السبعة نقاط.. بحيث يتم تحديد رقم واحد يدل على تقدير السمة المراد قياسها.
(2) مقياس التقدير البياني
هذا النوع أكثر مقاييس التقدير شيوعا.
يمثل السمة عبر خط بياني مقسم إلى خمسة أو سبعه نقاط، ترتكز الاعتداليه في السمة في المنتصف وبمسافات متساوية توزع الأنماط السلوكية على طرفي الخط ( ثنائي القطب).
يعتمد على الدقة في تحديد النمط، ومعرفة القائم بالتقدير على المفحوص معرفة تامة.
يعد مقياساً كافياً يعكس الفروق الفردية بهدف التمييز بين الأشخاص.
تابع (2) مقياس التقدير البياني
***********************************************************
من أشهر المقاييس المنشورة وفقاً لهذا النموذج (قائمة تقدير السلوك)
ــــــــــــــــــــ.ــــــــــــــــــ.ــــــــــــــــ.ـــــــــــــــ.ـــــــــــــــ.ـــــــــــــ
منغلق على نفسه تماما وديع ومرتبك واع بذاته واثق من نفسه جرئ وغير حساس
للمشاعر الاجتماعية
(3) تمايز المعاني
وهو مثال فرعي لمقاييس التقدير الرقمية، وله تطبيقات عديدة في مجالات مختلفة منها: بحوث الشخصية، وعلم النفس الاجتماعي، والإعلان، وهو ليس مقياساً بل طريقة فنية ذات إمكانات واسعة في التطبيق، ويهدف إلى تقدير المعاني الشخصية لمدى واسع من المفاهيم.
ويبدأ تطبيق هذا المنهج بتقدير المفحوص لمفهوم أو سلسلة من المفاهيم على تسعة مقاييس تقدير ثنائية القطب، اعتماداً على مقياس ذي سبع نقاط.
ويعد أدلة جيدة لقياس الوجدان أي المشاعر الإيجابية والسلبية لدى المفحوصين تجاه موضوع معين كالاتجاه مثلا.
وينقد على هذا المنهج إذا أنه يستخرج منه فقط انطباعات عامة دون أن تتاح معلومات عن مصدرها.
لا يناسب صغار الأطفال نظراً لحاجته إلى مستوى معين من الاستيعاب والفهم لفكرته والمطلوب منه.
(4) مقياس التقدير المعياري
يقدم للقائم بالتقدير في هذا النوع مجموعة من المعايير التي يتعين عليه أن يقارن بين مجموعة من الأشخاص المطلوب تقديرهم على أساسها.
مثال: مقياس رجل لرجل، والذي يتكون من تقدير الأفراد بالنسبة لسمة محددة مثل القدرة على القيادة، فيسأل القائم بالتقدير أن يحدد خمسة أشخاص يقعون عند نقط مختلفة عبر متصل فرضي للقدرة على القيادة، بعد ذلك يقارن القائم بالتقدير كل فرد مطلوب تقديره بهؤلاء الخمسة، ويحدد أي واحد منهم يشبه الفرد المطلوب تقديره أكثر من غيره في القدرة على القيادة.
(5) مقياس التقدير المعتمد على السلوك
بما أن السلوك الفعلي معبر أكثر عن صفات الفرد بشكل أفضل من العبارات العامة حيث ستكون أكثر موضوعية ودقة .ولذلك فإن علماء النفس وضعوا هذا النوع من المقاييس التي تعتمد على وضع درجات منخفضة إلى مرتفعة من الصفة معبراً عنها بأفعال سلوكية.
مقياس كرونباخ لتشتت الانتباه من أشهر المقاييس التي تعتمد على سلوك التلميذ الفعلي ويتصل بشتت الانتباه. ص. 150-151
وتمثل مقاييس التقديرات السلوكية محاولات لجعل مصطلحات مقاييس التقدير أكثر دقة في وصف السلوك الفعلي، ومن ثم فإنها ستكون أكثر موضوعية، فإن مصطلحات مثل: القلق والعدوانية، والثقة بالنفس، والعصبية، والاندفاعية يمكن أن تفسر بواسطة مختلف القائمين بالتقدير.
تابع (5) مقياس التقدير المعتمد على السلوك
تعتبر الطريقة مجهدة في تأليفها واستخدامها ولها نفس كفاءة المقياس الرقمي، حيث تقوم مثلاً بتحديد سمة معينة ويطلب من شخص متمرس على عمل صناعي معين أن يفكر في فرد يقوم بالعمل بشكل ممتاز ثم يسترجع حادثاً معيناً يدل على تفوق ذلك الفرد، ويطلب من القائم بالتقدير من ناحية أخرى أن يستحضر في ذهنه عاملاً يقوم بنفس العمل بطريقة سيئة ثم يذكر عملاً دل على عدم كفاءته.
عند استخدام هذا النوع يجب أن نفكر في العبارات وليس الأرقام.
أكثر مقاييس التقدير دقة وموضوعية.
لكنها مجهدة في تأليفها وكفاءتها مساوية للمقياس الرقمي لكنها تعتبر الافضل في تقدير بعض المهن وبعض السمات.
(6) مقياس التقدير ذو الاختيار المقيد
يقدم للقائم بالتقدير في هذا النوع وصفان أو أكثر، ويطلب منه أن يحدد الوصف الذي يميز الفرد المطلوب تقديره تمييزاً جيداً. وإذا قدم له ثلاثة أوصاف أو أكثر فيمكن أن يطلب من القائم بالتقدير أن يحدد أقل صفة تصف الفرد. وفي حالة الأوصاف الأربعة فإن البند يتكون من عبارتين تتساويان في كونهما مرغوبتين، والعبارتين الأخريان غير مرغوبتين بدرجة متساوية. ويضع القائم بالتقدير علامة على العبارة التي تصف الفرد بأكبر درجة، والعبارة التي تصفه بأقل درجة.
(7) مقاييس التقدير المجمعة
اقترح بعض الباحثين استخدام مقاييس التقدير المجمعة أي (متعددة البنود)، لأنهم يرون أن المقاييس ذات البعد الواحد تعد ضعيفة أو ناقصة.
أشهر مقياس على هذه الطريقة هو (مقياس ليكرت) للباحث ليكرت الذي اقترح هذه الطريقة.
لإعداد مقياس بطريقة ليكرت، يتم أولاً تكوين العديد من البنود (وعاء البنود)، ثم تطبق على مجموعة كبيرة، وتحسب الارتباطات المتبادلة بينها، ثم تحلل عاملياً، وتحدد البنود المنتمية إلى البعد الواحد.
استخدمت هذه الطريقة :مقاييس الاتجاهات- مقاييس التقدير الإكلينيكية لقياس: القلق، الاكتئاب،الفصام....
مقاييس التقدير الإكلينيكية
استخدمت التقديرات التي يقوم بها الإكلينيكي المدرب بتوسع ، بوصفها مقاييس لشدة الاضطراب ومداه ونوعه.
المنطق العام لمقاييس التقدير الإكلينيكي، انها تجعل الحكم الإكلينيكي كمياً ومقنناً.
تستخدم في المجالات الطبية والنفسية وعلم النفس الإكلينيكي لتكمل عملية التشخيص السيكاتري، بأن تمدنا بمقياس لشدة الاضطراب وللتصنيف الفرعي للأعراض.
تتراوح التقديرات ما بين البسيطة إلى المعقدة والمتقدمة التي صممت خصيصا لتقدير سلوك المرضى في المستشفيات النفسية ومن أشهرها مقاييس التقدير السيكياترية من وضع (وتينبورن). وقد قام هو وزملاؤه ببناء عدد كبير من مقاييس تقدير الأعراض للجوانب الوصفية لسلوك مرضى المستشفيات العقلية التي يعدها الأطباء النفسيون ذات أهمية في تقدير المرضى ووضع التشخيصات.
وهناك مقاييس تقدير ذاتية لزملات مرضية أخرى كالقلق والخوف والاكتئاب ومن أشهرها مقياس تقدير( هاملتون) لقياس شدة الاكتئاب لدى المرضى المشخصين على أنهم مكتئبون.
مقاييس التقدير الإكلينيكية
هناك خمسة مقاييس تقدير اكلينيكية يشيع استخدامها في قياس الشخصية في جوانبها غير السوية:
مقياس التقدير السيكاتري المختصر: من وضع ( اوفرول، هوليستر)، لقياس الأعراض السيكاترية.
يطبق خلال المقابلة المختصرة غير مقيدة، يستخدم بقصد تغير الأعراض عبر الزمن.
يشتمل على ثمانية عشر عرضاً يقدر كل منها على مقياس سباعي ( 0-6).
يجب أن يستخدم المقياس إكلينيكي مدرب بحيث يضع تقديراته اعتماداً على ملاحظة المريض وعلى التقارير اللفظية عنه.
تجمع درجات 18عرضاً لتصبح درجة كلية للمريض.
يمكن أن يستخرج من خلال الأعراض العديد من الزملات: اضطراب التفكير، الانسحاب، التأخر، العدوانية، الشك، القلق، الاكتئاب. ص156
مقاييس التقدير الإكلينيكية
2- مقياس تقدير (هاملتون) للاكتئاب: طور هذا المقياس ( ماركس هاملتون)، ليكون طريقة تقدير شدة الاكتئاب لدى المرضى الذين شخصوا من قبل أنهم مكتئبون.
يتكون من 17 عرضاً اكتئابياً. أمام كل عرض ثلاثة أو خمسة نقاط (0-4).
الهدف منه جعل الحكم الإكلينيكي كمياً، ويوصي هاملتون بضرورة وضع كل المعلومات الشخصية والعائلية والاجتماعية وتاريخ الحالة بعين الاعتبار. كما اقترح أن تستخرج درجة كلية من تقديرين وضعهما اختصاصيان مستقلان.
حصلت الشكاوي البدنية على النصيب الأكبر من هذا المقياس(8 بنود). +(5 للشكاوي السلوكية) + ( 2 للشكاوي المعرفية)+(2 للوجدان ”القلق والإكتئاب“). ص159
مقاييس التقدير الإكلينيكية
3- مقياس تقدير هاملتون للقلق:
وضع هاملتون هذا المقياس عام 1959م، ويتكون من 13 بنداً. وقد عدله فيما بعد، واقترحت صيغ تتراوح عدد بنودها بين 13-16 بند، وتتراوح التقديرات من (0-4).
جدول 9 ص. 161
مقاييس التقدير الإكلينيكية
4- مقياس التوافق الشخصي ومهارات الدور للراشدين:
من أشهر مقاييس تقدير سلوك الراشدين.
يقوم شخص قريب من المريض بتقدير سلوك المريض على أساس (31 بنداً) تقيس أبعاد عدة : العلاقات الحميمة، الاغتراب، الاكتئاب، القلق، الخلط، سوء، استخدام العقاقير أو الكحول، النشاط المنزلي، العلاقات مع الأطفال، العمل...
مقاييس التقدير الإكلينيكية
5- مقياس تقدير تحسن المريض:
من مقاييس التقدير الاكلينيكية لقياس تحسن المريض.
يهدف الى بيان مدى تغير حالة المريض بعد تلقي علاج معين: إلى الأحسن، او الى الأسوأ، ويمكن أن يقوم المريض او الطبيب بالإجابة عليه.
شكل(16) ص.164
مزايا مقاييس التقدير
تعطينا الوصف الكمي للسمات والخصائص.
إتاحة اشتراك عدد من الحكام في الحكم على شخص معين.
يمكن أن تكون مصادر جيدة للمعلومات.
مرنة تستخدم بتوسع في قياس مدى واسع من الخصائص السلوكية والشخصية.
عيوب مقاييس التقدير
غموض أسماء السمات المطلوب تقديرها أو عدم تعريفها، أو تعريفها بطريقة خاطئة.
غموض وحدات القياس ودرجاتها وعدم وضوح الفروق بين كل درجة والتي تليها.
التعدد الشديد لبدائل الإجابة.
عدم إتاحة الفرص المناسبة لملاحظة المفحوص.
أخطاء القائم بالتقدير.
أخطاء القائم بالتقدير
أثر الهالة: يشير إلى ميل من جانب القائمين بالتقدير إلى أن يتأثروا بشكل مفرط بسمة واحدة ايجابية أو سلبيه تؤثر في الانطباع العام والحكم على المريض من خلالها.
خطأ النزعة المركزية: يميل القائم بالتقدير إلى وضع الأفراد الذين يتم تقدير سمات لديهم في منتصف المقياس وتجنب المواقع المتطرفة.
خطأ التساهل: يعني وضع تقديرات سخية وجيدة للمفحوص لا يستحقها.(وضع تقديرات مرتفعة) ولا تميز بين الافراد.
أخطاء القائم بالتقدير
خطأ التشدد: يشير إلى ميل زائد إلى استخدام النهاية الدنيا للمقياس (وضع تقديرات منخفضة) من قبل القائم بالتقدير وإصدار تقديرات غير مفضلة.
** الأربعة الأخطاء السابقة تسمى (الأخطاء الثابتة).
أخطاء إدراكية لدى القائم بالتقدير: مقاييس التقدير تعكس عملية إدراكية مفعمة بتأثير اتجاهات الفاحص وقيمه ودوافعه على إدراكاته.
طرق تحسين مقاييس التقدير
الاختيار السليم لمن يقومون بالتقدير، وتدريبهم بشكل جيد.
زيادة معرفة المقدر بالمفحوصين. ”الألفة بالمفحوص“
الاعتماد على أكثر من مقدر يرفع ثبات التقدير.
إعداد مقاييس التقدير بعناية.
تحديد السمات أو الخصائص تحديداً موضوعياً جيداً.
تحديد السمة اعتمادا على عينات من السلوك توضع بشكل متدرج.
التقليل من أخطاء الحكم بطرق عدة.