لا يكاد أي مجتمع من المجتمعات يخلو من وجود مؤسسة عسكرية تعمل على الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع من أي تهديد داخلي أو خارجي، وتشكل المؤسسة العسكرية مجتمعاً بحد ذاته يسهم على نحو غير مباشر في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية للمجتمع الأب من خلال تحقيق المن والاستقرار والحفاظ على وحدة هذا المجتمع وتماسكه. ويعد المجتمع العسكري كأي مجتمع تنظيمي آخر يتألف من مجموعة أفراد تحكمهم علاقات تنظيمية معينة، ويسعون إلى تحقيق أهداف وغايات عامة، بحيث تتوزع الأدوار والمهام على الأفراد وفق أسس وضوابط محددة، تتباين الأدوار والمهام تبعاً للسمات الشخصية والمؤهلات والقدرات والإمكانات بالإضافة إلى القواعد واللوائح المعمول بها. وبالرغم من التشابه الكبير الذي يربط المجتمع العسكري بالمجتمعات التنظيمية الأخرى، إلا أنه بالوقت نفسه يختلف عنها في بعض الاعتبارات مثل البنية التنظيمية وإجراءات إدارة الأفراد، بالإضافة إلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وينبع مثل هذا الاختلاف من خصوصية المجتمع العسكري، والأمر الذي يستلزم العناية الفائقة في اختيار أفراد القوات المسلحة وتدريبهم وتوزيعهم على القطاعات والمهن العسكرية المختلفة، وغرس قواعد الضبط والربط العسكري لديهم. ولما كان علم النفس يعني بالدرجة الأولى في تفسير السلوك الإنساني وضبطه والتنبؤ به، في محاولة منه لتفسير الوظائف النفسية المتعددة لدى الأفراد والكشف عن الاضطرابات التي تطرأ عليها، فبات من الضروري توظيف مبادئ علم النفس في المجال العسكري بهدف تحسين أداء الأفراد ورفع كفاءتهم الإنتاجية، ومن هنا نجد اهتمام المجتمعات الحديثة في الاستفادة من المعارف والنظريات النفسية والعمل على توظيفها في الجوانب العسكرية المتعددة.
عدل سابقا من قبل health psychologist في الجمعة يونيو 26, 2020 12:29 am عدل 1 مرات