قســم الإرشــــاد النفســي
كليـة التربية ـ الجامعة الإسلامية بغزة
تعريف العلاج المعرفي السلوكي
هو أسلوب جديد من أساليب العلاج النفسي وهو علاج مباشر وتوجيهي تستخدم فيه آليات وأدوات معينة ومهارات معرفية وسلوكية لمساعدة المريض لتحديد افكاره السلبية ومعتقداته اللاعقلانية التي يصاحبها خلل انفعالي وسلوكي وتحويلها معتقدات يصحبها ضبط انفعالي وسلوكي.
سيكولوجية المعرفة والتعلم
يقصد بكلمة معرفة العمليات التي تعني بتصنيف وتخزين ودمج المعلومات التي يتعرض لها الإنسان مع المعارف الموجودة لديه واستدعاء واستخدام هذه المعارف فيما بعد ... وللمعرفة بطبيعة الحال مكانة خاصة في العلاج المعرفي السلوكي حيث أنه بالإضافة إلى احتوائه على البيئة النظرية اللازمة لمعالجة المعلومات التي توليها النظرية المعرفية اهتماما خاصا يشتمل على عملية التفكير حول التفكير أو ما يسمى بالوعي بالمعرفة ( (metocognitionالى جانب الخبرات والمواقف التي يتشكل منها محتوى التفكير .
الوظائف (العمليات) المعرفية
1- الانتباه 11- الاستبصار
2- الذاكرة 12- الوظائف التنفيذية
3- التفكير 13- اتخاذ القرار
4- الإدراك 14- وضع خطة وأهداف
5- التوجيه 15- حل المشاكل
6- الفهم
7- القدرات الحسية
8- التعلم
9- اللغة
10- الحكم على الامور
فكرة المعرفة مثل فكرة الكومبيوتر
في العلاج المعرفي---> المطلوب تغيره يكون على مستوى Hard disk وليس floppy disk
الأساس النظري لأنواع المعرفة والتعلم
أ- التعلم الشرطي
ب- التعلم الإجرائي (الفعال)
ج- التعلم الاجتماعي
د- التعلم المعرفي
المحتوى المعرفي لبعض الأمراض النفسية
النموذج المعرفي يفترض أن الحالات المرضية النفسية المختلفة تتميز بمخططات معرفية محددة schemata. وبناء على ذلك فإن الاكتئاب يرتبط بالمخطط السلبي للفشل والضياع والفراغ. أما القلق فيتميز بالتهديد والتوجس والغضب. وتتميز البارانويا بموضوعات تتعلق بالربية والخوف من سيطرة وتلاعب ومؤامرة الآخرين . وقد توصلا بيك وفريمان (1990) من النموذج التخطيطي للاضطرابات الوجدانية , الشخصية يتميز بمحتوى تخطيطي محدد , وأساليب معينة للمواجهة .
إن التضمينات التي يمكن استنتاجها من ذلك أنه لا يوجد علاج معرفي واحد لكل الاضطرابات النفسية . فعلى سبيل المثال, يعتبر نموذج العلاج المعرفي للاكتئاب مختلفا بشكل جوهري عن نموذج العلاج المعرفي لاضطراب الهلع وبالمثل فإن العلاج المعرفي للاضطراب البانويدي الهذائي يختلف عن العلاج المعرفي لاضطراب الشخصية النرجسية
والجدول التالي يوضح البرمجية الخاطئة للمحتوى المعرفي في بعض الاضطرابات النفسية
الاضطراب النفسي
اكتئاب
الهوس
القلق
مخاوف
هلع
توهم
اضطراب نفسي جسدي
بارانويا
وسواس قهري
اضطراب الأكل
المحتوى المعرفي
* رؤية سلبية للذات والخبرات والمستقبل
* رؤية منفتحة للنفس والخبرات والمستقبل
* الخوف من خطر وتهديد غير معلوم
* الخوف من خطر معين
* الخوف من حدوث كارثة مرضية فورية
*الاهتمام الزائد بوجود مرض خطير
* وجود احساس غير طبيعي بالجسم
*رؤية الآخرين كما لو كانوا منحازين ومنحرفين
* أفكار مستمرة عن الأمن- افعال متكررة لتجنب الخطر
* الخوف من السمنة وأن يصبح البدن غير جذاب
التشوه ( التحريف) المعرفي
يؤكد النموذج المعرفي عددا من العموميات. ويؤكد المعالجون المعرفيون - بصفة عامة– على السلوكيات والأفكار الحاضرة , والمعالجة الشعورية للمعلومات .
وبرغم ذلك فنحن نحاول عدم إغفال افتراضات المريض الصحية – أي مبادئ المريض وقيمه – ويركز المعالجون المعرفيون أيضا على افكار المريض الالية أو التحريفات المعرفية أي الافكار الشعورية التلقائية التي ترتبط بالحالات الوجدانية السلبية. ومن المعتاد بالنسبة لنا أن نصف هذه التحريفات في ضوء تحيزها وعدم منطقيتها ..
الأفكار السلبية عبارة عن أخطاء معرفية تؤدي إلى تشويه الإدراك وافتراضات خاطئة نتيجة للتفسير غير العقلاني للخبرات التي بمر بها الفرد... وتشوه المعرفة أو المعرفة الخطأ تحدث بواحدة أو أكثر من الطرق الآتية:-
التفكير والمعرفة والسلوك
تتلخص الوظائف النفسية في هذه المنظومة التي تتكون من الثلاثي الآتي:ـ
التفكير (المعرفة) والمشاعر (الانفعالات) والسلوك... ومن المعروف أن سلوك الإنسان هو ناتج محصلة التفاعل بين التفكير والمشاعر ومن المعروف أيضاً أن الأفكار هي التي تحدد المشاعر والأحاسيس.
أي أنه حين يفكر الإنسان بطريقة عقلانية يكون فعالاً وسعيد حين يفكر بطريقة غير عقلانية يشعر بالحزن والإحباط.
وهذا يعني أن الأفكار السلبية عن الذات تؤدي إلى مشاعر سلبية وبالتالي إلى سلوك وتواصل غير سوي الآخرين (انظر الشكل)
معـني الإعـتـقــاد
لا يتطلب الاعتقاد أن يكون الشيء حقيقة فعلاً، ولكن كل ما يتطلبه هو الاعتقاد بأنه حقيقة، والاعتقاد هو الأساس الذي تبني عليه كل أفعالنا وهو أهم خطوة في طريق النجاح والسلوك الإيجابي. وفي ذلك هناك حكمة تقول : (لكي ننجح فلا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح) .
وكما أنه من الممكن أن يكون الاعتقاد سبباً في الفشل والحد من تصرفاتنا في الحياة، يمكنه أيضاً أن يكون سبباً رئيسياً للنجاح وتحقيق أهدافنا في الحياة.
الأشكال الخمسة الأساسية للاعتقاد
الاعتقاد الخاص بالذات: هو أقوي أنواع الاعتقادات فكيفية اعتقادك عن نفسك يمكنها أن تزيد من قوتك وتساعدك في التقدم للأمام..مثل (أنا لا أساوي شيئاً، أنا لا أستحق النجاح).
الاعتقاد فيما تعنيه الأشياء: يمثل ما تعنيه الأشياء بالنسبة لنا وتدل على حالة الشئ وكونه ذو أهمية أو غير ذي أهمية لنا.
الاعتقاد في الأسباب: يتناول الدافع الذي وراء أي موقف وما يسببه.
الاعتقاد في الماضي: فالذي حدث لك في الماضي سواء كان سلبياً أو إيجابياً مدك بحصيلة من التجارب تثير وتنبه الأشكال الثلاثة السابقة من الاعتقاد وتؤثر على سلوكك وتتحكم في تصرفاتك بالمستقبل.
الاعتقاد في المستقبل: يكون المستقبل عند بعض الناس مشرقاً بمعني وجود فرصاً أكثر في الحياة ومستوي أفضل مادياً... ويكون المستقبل عند البعض الآخر مظلماً مع احتمالات ضئيلة جداً للفرص، بمعني آخر الاعتقاد في المستقبل... يعتمد على ما إذا كانت نظرة الإنسان تفاؤلية أم تشاؤمية.
المبادئ العامة للعلاج المعرفي السلوكي
يعتمد في صياغة مشكلة المريض على عوامل متعددة ومنها تحديد الأفكار الحالية للمريض، والأفكار التي تساهم في استمرار الوضع الانفعالي للمريض والتعرف على سلوكيات غير المرغوب بها.
يتطلب وجود علاقة جيدة بين المعالج والمريض تجعل المريض يثق في المعالج ويتطلب ذلك قدرة المعالج على التعاطف والاهتمام بالمريض وكذلك الاحترام الصادق له.
يشدد المعالج على أهمية التعاون والمشاركة النشطة والعمل كفريق يشترك في وضع جداول عمل للجلسات وفي اعداد الواجبات المنزلية التي يقوم بها المريض بين الجلسات.
يسعي المعالج لتحقيق أهداف معينة لحل مشكلات معينة.
يركز العلاج على الحاضر وعلى المواقف التي تثير القلق والاكتئاب لدى المريض، ومع ذلك يتطلب الأمر الرجوع للماضي.
المبادئ العامة للعلاج المعرفي السلوكي
العلاج المعرفي السلوكي علاج تعليمي يهدف لجعل المريض معالجاً نفسياً كما أنه يهتم كثيراً بتزويد المريض بالمهارات اللازمة لمنع عودة المرض (الانتكاس).
تتم الجلسات وفق أجندة (جدول عمل معين) يحاول المعالج تنفيذه قدر المستطاع.
يعلم العلاج المعرفي السلوكي المريض كيف يتعرف على الآثار والاعتقادات غير الفعالة وكيف يقومها ويستجيب لها.
يستخدم فنيات ومهارات متعددة لإحداث تغيير في التفكير والمزاج والسلوك.
يؤكد العلاج المعرفي السلوكي على أن يكون المعالج صريحاً مع المريض يناقش معه وجهه نظره حول المشكلة ويتعرف على أخطائه ويسمح للمريض بمعارضته ومناقشته.
ثالثاً: استخدامات العلاج المعرفي السلوكي
الاكتئاب: اثبتت الدراسات أن (70-80%) من مرضي الاكتئاب يتحسنون على هذا العلاج لمدة لا تقل عن سنتين وهذا معدل يفوق استعمال مضادات الاكتئاب... يفضل تجنب هذا العلاج في حالات الاكتئاب المصاحبة للفصام ـ الخرف الشديد أو الهوس الحاد.
حالات العصاب: (القلق ـ الخوف ـ الهلع ـ الهستيريا ـ الوسواس القهري ـ الكرب).
الاضطرابات السلوكية والانحرافات الاجتماعية.
حالات البارانويا وبعض حالات الفصام المستقرة.
الاضطرابات الجنسية والاضطرابات النفسجدية.
علاج الإدمان والتدخين، وإضطرابات الأكل.
الاضطرابات النفسية عند الأطفال.
بعض اضطرابات الشخصية خاصة الشخصية البينية.
رابعاً: مزايـا العلاج المعرفي السلوكي أهم مزاياه كما حددها (البرت اليس 1982)
يستخدم فنيات سهلة مبسطة مثل القدرة على الاقناع والاقتراح، بما يناسب عقل ومنطق المريض وثقافته.
يسعي للكشف عن الأفكار السلبية والمعتقدات اللاعقلانية التي تكمن وراء العصاب ومهاجمتها.
يسعي لتغيير فكرة المريض عن نفسه وفحص ما يقوله لنفسه داخلياً ويعدله ويحل محله الفكرة الصحيحة.
يتعرض للأسئلة والجمل الموجودة داخل المريض، ويمكنه من التخلص منها.
يعتبر أسلوباً مثالياً لتغيير المعتقدات غير العقلانية وغير المنطقية وإبدالها بآخري عقلانية ومنطقية.
يحصن المريض ضد الأفكار غير العقلانية الأخرى التي يحتمل التعرض لها مستقبلاً، ويكسبه أفكاراً عقلانية ومهارات اجتماعية ونفسية جديدة.
ساهم العلاج المعرفي السلوكي من خلال اهتماماته بالأفكار والمشاعر في التقارب بين العلاج السلوكي الصرف وبين العلاجات الدينامية.
خامساً: المواصفات الفنية للعلاج المعرفي السلوكي
المعالج له دور إيجابي فعال.
العلاج المعرفي السلوكي علاج نفسي قصير المدى، عدد جلساته حوالي 10 – 30 مرة أو مرتين أسبوعياً بحد أقصى 4 - 6 أشهر.
مدة الجلسة 45 ـ 60 دقيقة.
على المعالج أن يكون متفاهم وحنون وصادق مع نفسه ومع المريض، متفاعل مع المريض.
من الممكن أن يطبق العلاج المعرفي السلوكي في العلاج النفسي الفردي والجماعي والزواجي والأسري وعلاج الأطفال.
مواصفات المريض الذي يطبق عليه العلاج المعرفي السلوكي
أن يكون لديه عقلية متفتحة على تقبل المعلومات.
أن يستطيع التعرف على مشاعره.
أن يستطيع إدراك الأفكار السلبية الآلية.
أن يستطيع الربط بين الأفكار والمشاعر والسلوك.
أن يتقبل مسئولية التغيير.
مواصفات المعالج الذي يستخدم العلاج المعرفي السلوكي
أن يكون مستمع جيد للمريض، وقادر على توجيه أسئلة هادفة له.
أن يكون قادر على الموازنة بين ما يريد أن يعرفه من المريض وبين ما يريد أن يقوله للمريض.
أن يجيد فن المواجدة (Empathy).
أن يكون مرن ومباشر وغير سلبي.
أن يكون قادر على معرفة أزمة المريض بدون التدخل لعلاج الأزمة في كل جلسة.
أن يكون لديه مهارات توصيل المعلومة بما يتناسب مع النموذج المعرفي السلبي لدى المريض وبما يتناسب مع المستوي الثقافي للمريض.
أن يكون متدرباً على مهارات وفنيات العلاج المعرفي السلوكي لمدة سنة على الأقل قبل ممارسته.
الخطوات الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي
تحديد الخبرة أو الموقف المرتبط بالحالة النفسية:
يتم في هذه الخطوة التعاون مع المريض للتعرف على الخبرة، أو الموقف المباشر الذي يرتبط حدوثه بالحالة الانفعالية السيئة التي يمر بها وقد يكون هذا الموقف من قبيل.
تسجيل الحوارات الداخلية والتفسيرات الآلية للموقف:
تعليم المريض كيف يدرك الحوارات التي تدور في ذهنه وتفسيراته المختلفة للحدث. مثال: ”توجيه انتقاد من رئيسك في العمل“.
تحديد التفسيرات السلبية:
مما لا شك فيه ان من بين التفسيرات السابقة تفسيرات غير منطقية وتفتقد للدليل الموضوعي، وعليك أن تعيها وترصدها، كما أن عليك أن تتعرف أيضاً على التفسيرات العقلانية الإيجابية، وما ينجم عن الأولي وما تؤدي إليه الثانية.
تسجل المشاعر التي تتملك الشخص نتيجة للتفسير غير المنطقي:
يقوم المريض ـ من خلال جداول معدة ـ بتسجيل المشاعر والأحاسيس التي سيطرت عليه من جراء تفسيراته غير العقلانية للحادث او الموقف.
تسجيل النتائج السلوكية التي نتجت أو قد تنتج عن التفسير غير المنطقي:
يقوم المريض بوضع النتائج السلوكية غير المرغوبة فيها التي يمكن أن تحدث نتيجة لتفسيراته الخاطئة وقد تكون النتائج السلوكية غير المرغوب فيها : (العدوان ، أو إظهار الاحتقار لرئيسه، أو أرق، أو فقدان شهيته ...الخ).
دحض الفكرة السلبية وتفنيدها واكتشاف ما فيها من خطأ:
بعد تحديد الأفكار والمتغيرات الخاطئة وآثارها النفسية في السلوك والأفعال يصبح الطريق ممهداً للقيام بعملية دحض وتفيد للآراء الخاطئة والتفسيرات اللام نطقية بأن نضعها في شكل أسئلة أو تساؤلات منطقية ويهدف الدحض على اطلاعنا على الجوانب السلبية أو المبالغ فيها من التفكير وبالتالي يكون الطريق ممهداً لنستبدل بها أفكاراً واقعية ومعقولة تلاءم الموقف.
التفسيرات والأفكار العقلانية التي ظهرت بعد عملية التفنيد والدحض:
تسجيل التعديل الذي طرأ على التفكير نتيجة لعملية الدحض والتفنيد بما في ذلك التفسير الجديد للموقف والاتجاهات نحو الذات والمواقف الخارجية.
تسجيل المشاعر المصاحبة للتفسير العقلاني البناء:
من المتوقع أن تتكون مشاعر إيجابية وانفعالات ملائمة مع حدوث تغيير في التفكير وهي من شأنها أن تساعد الفرد على التكيف الجيد مع الموقف أو القيام بمزيد من الجهد والنشاط لتعديل النتائج السلبية التي قد تكون مرتبطة بالموقف.
تسجيل النتائج السلوكية التي تنتج عن التفسير العقلاني:
في هذه الخطوة يتم تسجيل النتائج السلوكية الجديدة التي تنتج عن التفسير العقلاني.
ومن المفترض أن تكون النتائج السلوكية ذات جانب إيجابي وتحفز على النشاط والعمل الإيجابي لمعالجة المشكلة أو السيطرة على نتائجها السلبية بأقل قدر ممكن من المعاناة النفسية والاجتماعية.