يعتبر مجال الأمراض النفسية مجالا خصبا لكي يقدم فيه المرشد النفسي خدماته الإرشادية نظرا لتعدد الفئات الإكلينيكية المحتاجة لخدمات المرشد النفسية، وقديما كانت تعرف الأمراض النفسية باسم العصاب Neurosis والأمراض العقلية Psychosis (بالدهان)، أما في التشخص الأمريكي الرابع Dsm VI فيشير إليها باسم الاضطراب Psychosis وهو يعني خروج الشخص عن معدلات السواء النفسي ومن مظاهر هذه الاضطرابات ما نشير إليه في التصنيف التالي:
الاضطرابات العقلية Mental Disorder
وهي في العادة يحدث فيها تصدع للشخصية بأسرها وينفصل المريض عن واقعة ويعيش في عام اللذة والخيال، وتسمى أمراضها بالفصام Schizophrenia (الذهان psychosis)، ومنها الفصام البسيط Simple Schizophrenia، اضطراب فصامي النمط ، اضطرابات الهذاءات ملحة متواصلة Undifferentiated Schizophrenia فصام هييفريني Hebephrenic Schizophrenia فصام تخشبي Catatonic Schizophrenia البرانويا Paranoia Schizophrenia الهوس الخفيف Hypomnia اضطراب الوجداني Bipolar Affective Disorder والاضطرابات المزاجية الدائمة Persistent Mood (Affective) ... غيرها.
اضطرابات الشخصية Personality Disorder
وهي تتضمن مجموعة من الاضطرابات منها اضطرابات الشخصية البرانويدي paranoia Personality Disorder الشبيهة بالفصام Shizo Type Personality Disorder اضطراب الشخصية النرجسي اضطراب الشخصية المضد للمجتمع Dis social Personality Disorder اضطراب الشخصية البينية Border Lin Personality Disorder اضطرابات استخدام المواد الفعالة نفسياً Psychoactive Substance Use Disorder وغيرها ... وسوف نتناولها بالتفصيل:
أولا: الأمراض العصابية Neurosis (النفسية)
وتعرف بأنها شكل أساسي للاضطربات النفسية العصبية ويسببه ما يسمى بالصراع العصابي الذي يتضمن اضطراب العلاقة البشرية الحيوية ذات الدلالة الناشئة منذ الطفولة والتي منذ الطفولة والتي تنشط في المواقف التي تسبب الصدمات العقلية ومن هذه الأمراض ما يأتي:
القلق النفسي Anxiety:
ويعرف بأنه حالة انفعالية تنشأ في مواقف الخطر الوشيك وتفصح عن نفسها بتوقع أحداث غير مرغوب فيها، وتكون استجابة الخوف استجابة لخطر محدد يمثل اللقلق خوفا عامل مشوشا لا هدف منه العادة يرتبط القلق عند الفرد بتوقع الفشل في التفاعل الاجتماعي.
وغالبا ما يصاحب القلق الأمراض النفسية إلا أن القلق العصابي الذي يكون هو العرض الوحيد الذي لا يتطور إلى مرض نفسي فيظل المريض خائفا من كل شيء ومن لا شيء في نفس الوقت ويظل يبحث عن شيء يبرر به خوفه ويربطه به ويكون قلقه وخوفه أكثر مما يتطلبه الموقف مثال على ذلك الطالب ( فترة الامتحانات – الانشغال بانتظار النتيجة ) وهكذا .. إلخ.
أنواع القلق: القلق النوع له أنواع متعددة وقد اختلفت التشخيصات في إدراجها ففي التشخيص الأمريكي الرابع للأمراض النفسية Dsm Vi قسم القلق إلى:
اضطرابات قلق المخاوف ( القلق الرهابي أو الفوبيا).Phobic Anxiety Disorders
ينشأ القلق في هذه المجموعات بسبب واحد من المواقف المحددة التي يتعرض لها الفرد، أو بسبب واحدة من الأشياء العامة أول الخاصة الملموسة أو المجردة، ولا يشكل أي منها (الموقف أو الأشياء) خطرا خاصا يهدده، إلا أنه بالرغم من ذلك يهابها بدرجة تؤثر على استجابته النفسية والحركية والفيزيولوجية.
وتتراوح درجة رهبته منها بين طفيفة وشديدة الارتفاع، ولا يخفف من قلقة يقينة من الآخرين لا يرون في المواقف أو الشيء يقلقة أي تهديد على الإطلاق، بل وأنه عند اقترابه من الموقف أو من الشيء، فإنه يترقب هذا النوع من القلق ليخوضه توا بمجرد احتكاكه بما يقلقه.
والفئة الثانية تسمى المخاوف الاجتماعية، وتبدأ إكلينيكيا أثناء فترة المراهقة، وتدور حول الخوف من النقد أو الاختبار، ومنها الخوف من الظهور أو من المواجهة أو من مقابلة الجبس الآخر أو من التقاء الأعين أو من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين أو من اكتشاف الآخرين لضعف في الفرد، وكلها مخاوف تؤدي بالمريض إلى ارتعاش اليدين وتصب العرق واحمرار الوجنتين وأحيانا الغثيان.
أما الفئة الثالثة ( وتسمى أنواع الفوبيا الخاصة ) فهي مجموعة من المخاوف التي تخص مواقفاً محددة، كالاقتراب من أي من الحيوانات ( ذات الفراء – ذات المخالب – الداكنة – الكبيرة – الصغيرة – الأليفة – المتوحشة – القارضة – الزاحفة -... إلخ).
أو التواجد في أماكن بالذات ( المرتفعة – المغلقة – الضيقة – المظلمة – ذات الضوضاء – المتحركة – الممهدة ) أو أشياء بالذات ( الدم – الإصابة – المرض – العدوى – الجراثيم – النقود – الحياض أو المراحيض العامة – الألم - ... إلخ).
اضطرابات قلق من نوع آخرOther Anxiety Disorders
وفي هذا النوع تظهر أعراض القلق ( نتائجه الجسمية الفسيولوجية ) إلا أن ظهور الأعراض لا يمت إلى أي من المحرضات المكانية أو الاجتماعية أو الخاصة، ومن هذه الاضطرابات الهلع الذي يتفاوت في الدرجة من فرد لآخر، والهلع يعني اجتياز الفرد لخوف شديد مفاجيء يؤدي به إلى نهجان وآلام بالصدر وإحساس بالاختناق والدوار، ولا يحدث الهلع لسبب محدد أو لوجود الفرد في مواقف بالذات، ويشعر المريض أثناء النوبة أنه على وشك الموت أو فقد السيطرة أو الإصابة بالجنون.
الاكتئاب العصابي ( النفسي ) Depression
يعرف بأنه حالة انفعالية تتسم بالاعتمادية وتتميز بمواقف انفعالية سلبية وتغير في مجال الدوافع والانطباعات المعرفية وبالسلوك السلبي ويمر الشخص المكتئب بانفعال مؤلمة وحزن وقلق ويأس.
وتعرف خصائص الاكتئاب بأنها تختلف وطبيعة السن فقبل البلوغ تكون توجد على شكل شكاوي جسمية متمثلة في الحركة الزائدة، هلاوس سمعية، اضطرابات قلق، اضطرابات قلق، وفي المراهقة تتمثل في تعاطي المخدرات، السلوك المضاد للمجتمع، عدم الاستقرار، الهروب من المدرسة، مشاكل دراسية، الانحلال الخلقي، الحساسية الزائدة للرفض بواسطة الغير، إهمال النظافة الشخصية، ولدى كبار السن فإنها تظهر في القصور المعرفي المتمثل في اضطراب الذاكرة، والخلط الذهني، الخوف الكاذب، وخوف الاكتئاب، وتبلد الانفعال، وتشتت الانتباه.
أنــــواع الاكتئـــــاب
أ- الاكتئاب الجسيم :
وهو عبارة عن نوبات متكررة من الاكتئاب الشديد الذي يعرف أيضا باسم الاكتئاب أحادي القطب ويشترط استمرار الأعراض لفترة لا تقل عن أسبوعين، وهو أكثر انتشارا بين الإناث وهناك عوامل مرسبة تسبق ظهور الأعراض في 25% من الحالات، وأعراضه هو البطء في الحركة، أو الحركة الزائدة، أعراض جسمية، هلاوس وضلالات متسقة مع المزاج أحيانا.
ب- الاكتئاب السوداوي:
وتتمثل أعراضه في فقدان المتعه والاهتمام بمعظم الأنشطة، عدم الاستجابة للمواقف والمؤثرات السارة، زيادة اكتئاب صباحا بشكل منتظم، البطء النفسي حركي.
ذ- اكتئاب النفاس ويتميز هذا النوع بالاكتئاب الشديد الذي يبدأ بعد الولادة بفترة قصيرة ويصيب بشكل خاص من سبق لهن الإصابة بالاكتئاب، ومن خصائصه شعور الأم برغبة في قتل وليدها ومعاناتها من ضلالات تدور حوله مما قد يفرض على الطبيب ضرورة عزلها عن طفلها.
ر- الإكتئاب العضوي:
وهو نوع من الاكتئاب يصيب المسنين بصفة خاصة، ومن أهم خصائصه وجود علامات معرفية مثل النسيان وضعف التركيز وإهمال المظهر على أعراض الاكتئاب وعلى عكس الخرف العضوي يستجيب هذا النوع استجابة جيدة للعلاج بالعقاقير.
س- اكتئاب عسر المزاج:
وهذا النوع من الاكتئاب يسمى قديما الاكتئاب العصابي (الاكتئاب النفسي ) وهو أقل شدة من النوع الجسيم وأكثر انتشارا في الإناث عن الذكور، وتتمثل أعراضه في الاكتئاب يستغرق معظم اليوم، وذلك لمدة سنتين متصلتين، وضعف شهوة الطعام أو الإفراط فيه، أرق في النوم، التعب أو قلة النشاط، ضعف التركيز أو الصعوبة في اتخاذ القرارات.
ش- اكتئاب ثنائي القطب :
وهو من الاضطرابات العقلية ويشمل اضطراب اكتئاب ازدواج القطبية – هوس، واكتئاب والمختلط بالتبادل مع نوبات اكتئاب، أو مزيج من أعراض الهوس والاكتئاب وهناك نوع آخر وهو اضطراب ثنائي القطب غير محدد.
الهستيريا Hysteria
وهي أكثر الاضطرابات النفسية العصابية انتشارا والهستيريا اضطراب نفسي متعدد الأنواع والأعراض ومن أنواعه الهستيريا التحولية والإغماء الهستيري، والتجوال النومي، والتجوال اللاشعوري، والهستيريا الانفصالية، بالإضافة إلى معاناته ببعض الأعراض مثل اضطراب الذاكرة أو القابلية للإيحاء، أو القلب المزاج أو القلق، ومن أنواع هذا الإضطراب:
( أ ) اضطرابات انفصالية (تحولية)Dissociative Conversion Disorders
تشترك للاضطرابات الانفصالية ( أو التحولية ) في فقد الترابط الطبيعي بين ذكريات الماضي وبين الشعور بالهوية الذاتية والقدرة على ضبط الزمام، والاضطرابات الانفصالية تعود في الحقيقة إلى جذور نفسية خاصة بالفرد، تتفرع منها طريقة تعامل هذا الفرد بالذات مع أحداث تؤلمه أو مشكلات لا يمكنه حلها أو تحملها، وبذلك تستأصل من محكات التشخيص هنا أي علاقة للدوافع اللاشعورية أو المآرب الثانوية بحدوث الهستيريا كما عرفت قبل ذلك.
(ب) اضطرابات جسدية الأعراض Somato from Disorders
يتكرر في هذا النوع إحساس المريض بأعراض جسمية، يصر على أنها في حاجة إلى طبيب يعالجها، أو محلل معملي يفحص كل ما يتصل بها، وبالرغم من التأكد من خلوه من أي مرض قد يتسبب في ظهورهم.
وحتى إذا أشار المعالج، أو أقرباء المريض إلى أن هذه الأعراض الجسمية تتزامن بوضوح مع أحداث غير سارة في حياة المريض أو مع نوع من الصراعات التي يتعرض لها، فإنه يصر على أن الأعراض لا صلة لها بالأزمات أو الصعوبات التي يمر بها، وأنها لا يمكن أن تكون نفسية المنشأ، وفي معظم الحالات يشترك عامل جذب الانتباه في إحداث أو استمرار الاضطراب الجسمي الذي يعاني منه المريض خاصة إذا ما فشل في إقناع الطبيب بأداء داءه حقيقي فعلا وأنه بحاجة إلى علاج أو إلى المزيد من الفحوص.
(ج) النوراستنيا ( أو الوهن العصابي) Neurasthenia
حيث يتحكم عامل الثقافة في نوع وشدة الاضطراب، فقد يشعر المريض بتعب أو إحهاد بعدد مجهود عقلي بسيط ضرورة قيامه بعمل أو إنجاز لمهام بالذات، وتكون النتيجة أن تسوء قدرته على التركيز أو تنحدر كفاءته العقلية، وفي أنواع أخرى تتركز أو هامه المرضية على أجهزته الجسمية لتؤدي إلى إحساسه بالإعياء بعد أقل مجهود جسمي، وتكون أوجاع عضلاته هي شكواه الكبرى في هذه الأثناء.
( د ) ضياع وضياع الحقوق Derealization-Depersonalization Syndrome
كأن يحسن المريض بأن تفكيره وتخيله وذاكرته لا تخصه، أو أن الحياة لا تتصف بالواقعية وأن الناس يتصنعون أفعالهم وسبل تعاملهم مع الآخرين، ومن حسن الحظ أن هذا النوع من الظواهر لا يحدث إلا نادرًا بل ويحدث في فترات وجيزة للغاية، وأحياناً ما يصاحب الاكتئاب أو المخاوف أو الحرمان الحسي أو الإجهاد الشديد.
وهناك صور للاضطراب الهستيري أخرى والتي تتصل بالعمل «كتقلصات اليد عند الكتبة، أو بالكفاءة الجنسية» كأن يصاب المريض بالعنة الجنسية شاب سليم الجسم والوظائف» أو ما يتصل منها بنوع المجهود المؤدي إلى إنجاح الفرد «كأن يبح صوت المحاضر أو المطرب».
(ذ) زهد الطعام العصبي Anorexia Nervosa:
وهو اضطراب يتصف بتعمد إنقاص الوزن بحيث يواصل المريض إقلال ما يتناوله من طعام باستمرار، وكثر الإصابة بهذا الاضطراب بين الإناث، خاصة في أواخر مرحلة الصبا وفي الشباب المبكر، ويظل السبب الأساسي لهذه المحاولات القاسية المستمرة لتخفيض وزن الجسم غامضًا، إلا أن الشكوى المتكررة من المصابين بهذه الحالة تدور حول رؤية متخيلة تضخم لأنفسهم صورتهم البدينة (في أعينهم وأعين الآخرين)، وينتهي الأمر بتفادي المريض لكل أنواع الدهون والسكريات في الطعام، بل يذهب في بعض الأحيان إلى الإكثار من الرياضة العنيفة وإحداث القئ أو تناول المسهلات.
ويلي ذلك اضطراب في وظائف الغدد (الهيبوثلاموس والنخامية والبنكرياس) واضطراب في النمو يؤدي إلى عدم اكتمال نضج المظاهر الجنسية الأولية والثانوية بالجسم، وبمجرد توقف الزهد العصبي تتراجع الظواهر الفسيولوجية، إلا أن النضج يتم متأخراً عن المعتاد.
( ر ) الشره العصبي للطعام Bulimia Nervosa :
وفيه يزاول المريض نوبات من الانغماس في الطعام عظيم الكمية وبين النوبات، يتهيأ المريض جوعاً شديداً يجعله يختصر الفترة بين الوجبة والأخرى، وينتهي الأمر بتناوله كميات هائلة على فترات متقاربة فيترفع وزنه ارتفاعاً كبيراً، وهنا يلجأ المريض المستبصر إلى الامتناع عن الطعام وقد يتناول البعض مهبطات الشهية أو المسهلات أو يتقيأ عمداً، بل وفي بعض الحالات ينتهي الأمر بارتداد من كان شرهاً عصبياً إلى زاهد عصبي للطعام وتشترك الحالتان في وجود أعراض اكتئابية مصاحبة.
(س) الإكثار من الأكل:Over eating Associated with other psychological Disturbances
إذا أكثر المريض من تناول الطعام وأصبح بديناً، وكانت الأسباب نفسية فقط، وتكون المعجلات النفسية للبدانة أي من الأحداث المكدرة كالحزن الشديد، أو الإصابة في حادثة أو التعرض لعملية جراحية.
(ش) الغثيان والتقيؤVomiting Associated with other Psychological Disturbances
وهما عرضان إن لم يسببهما تسمم أو مرض محدد فإنهما يكونان نفسياً المنشأ، وقد يسبب أي منهما عدد من الاضطرابات النفسية كالعصاب الانفصالي (التحولي). أو المخاوف المرضية، أو التأزم والتوتر النفسي الذي يظهر على العصاب عند وقوعه في مأزق قرار أو صراع اختيار أو مواجهة لمواقف اجتماعية لا يقبلها.
(ص) التجوال الليلي Sleep Walking (Somnambulism)
يعتبر هذا الاضطراب تغير في حالة الانتباه، حيث تزدوج ظاهرتي النوم والصحو في وقت واحد، وفي هذه الحالة يقوم النائم من سريره، في الثلث الأول من ساعات نومه، فيمشي وعليه دلائل يقظة ضئيلة، بحيث يمكنه القيام ببعض الاستجابات وبعض المهارات الحركية.
ويستطيع المتجول الليلي التحرك في منزله، وأحياناً ما يغادره فعلاً، مما يعرضه للأذى والإصابة، وفي معظم الحالات إلى مساعدة الآخرين، إلا أن الآخرين لن يمكنهم إيقاظه إلا إذا ما أراد ذلك هو نفسه، لذلك يتم التعامل معه بحذر، وفي كل الحالات لا يتذكر المريض أنه تجول ليلاً.
(4) الوسواس القهري obsessive-Compulsive Disorder
الوسواس القهري مرض نفسي وفيه يشعر المريض بأفكار تراوده وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها أو التخلص منها بالرغم من شعوره بالاستياء منها، وهذه الأفكار تشغل بال المريض وتظل بدون تغيير أو قد يختفي وتحل ملحها فكرة أخرى حتى تعود الأولى وهكذا وقد تجتمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت.
ويعتبر تكرار الوسواسية من أهم خصائص هذا الاضطراب وتشير الأفكار الوسواسية إلى تكرار دخول فكرة أو تخيل أو دفعة إلى عقل المريض رغماً عنه وبدون إثارة خارجية، وتزعجه هذه الأفكار لأنه لا يستطيع أن يتخلص منها أو أن يقاومها.
ويقسم هذا الاضطراب إلى نوعين
أ- النوع الأول الفكرة Idea:
وسواس سائد لا يعاني المريض فيه إلا من أفكاره التي تراوده رغماً عنه، وفي كل الأوقات، وهذا النوع من الاضطرابات، نادراً ما يفطن إليه الآخرون، إلا إذا اشتكى من وجوده المريض ذاته.
ب- النوع الثاني الفعل Active:
وهي أفعال قهرية سائدة ، وهنا تكون السمة الحركية النمطية للمريض هي المؤشر الواضح على إصابته ويتضمن الفعل القهري طقوساً عملية يكررها المصاب بدون حرج أو توقف، بالرغم من أنه يعرف أنها غير طبيعية، ومن أكثر هذه الطقوس شيوعاً تكرار غسل الأيدي بمناسبة وبدون مناسبة.
(5) أعصبة الصدمة Trauma Neurosis
ويعرف باسم اضطرابات الاستجاابة للإجهاد النفسي (الكرب) واضطرابات التكيف Reaction to Sever Stress, and Adjustment Disorders
تختلف هذه الفئة من الاضطرابات عن سابقتها في أنها تظهر نتيجة لأحداث يتعرض لها المريض فعلاً، سواء جسدية أو نفسية، أي أنها لا تأخذ صفة التوقع أو التوجس، للإحساب بالكرب (أو انهيار المقاومة النفسية) درجات تتفاوت بين الأفراد عند مواجهة الأحداث المؤثرة أو المؤلمة، وذلك لأن لكل فرد درجات خاصة لقابليته للمقاومة، وعتبات محددة لقابليته للانهيار، ولهذا يختلف وقع أي صدمة من شخص لآخر، وبذلك أيضاً يختلف توقيت حدوث الكرب بين الاكتئاب الشديد وعدم التوافق ومحاولة إنهاء الحياة، ولهذا الإجهاد النفسي فئتين:
أ – الأولى: تسمى استجابة الإجهاد الحادة (أو استجابة الكرب الحادة)، وهي نوبة قاسية عابرة يعاني المريض أثنائها من الذهول والتوهان مع ضيق في مجال التركيز وتعرقل في القدرة على الفهم، وقد يعتري المريض أيضاً نوبات من الهياج الحركي وازدياد ضربات القلب والعرق الغزير وتختفي هذه الأعراض عادة بعد أيام، وربما بعد ساعات وقد يعقب النوبة نسيان تام أو جزئي للأحداث التي سببتها.
ب – الثانية: وهي اضطراب ما بعد الصدمة (أو اضطراب ما بعد الرضح) وهي إصابة تظهر متأخرة فتلي الحدث المسبب لها بزمن وتسمى أحياناً «استجابة مؤجلة» ولا يعني هذا تأجلها الزمن طويل، ولكنه يعني إنها لا تظهر في التو واللحظة بعد الصدمة، وتظهر هذه الفئة بعد الكوارث الطبيعية، الحروب مواقف المقاتلة، رؤية الآخرين عند الموت أو وقوع المريض فريسة للتهذيب أو الإرهاب أو الاغتصاب.
ثانياً: الاضطرابات السيكوسوماتية Psychosomatic Disorder:
وهي تصنف على أنها أمراض ناتجة عن عوامل نفسية وسلوكية تتصل بأمراض أو اضطرابات مصنفة في مكان آخر Psychological and behavioral Factors Associated with Disorders:or Diseases Classified Elsewhere
فلقد أعلن هارفي ومايو «الجراحان الأمريكيان أنهما يريان أن قرحة المعدة تنشأ قرحة المعدة تنشأ من اختلال فحواه أن غشاء المعدة يتآكل بفعل عصيرها الحامض ولكن هذا الاختلاف الوظيفي بقيت أسبابه غامضة، ونذكر مشاهدات وولف فقد سنح له أن يشاهد مريضاً أجريت له عملية جراحية هيأ له الجراح بها فتحة خارجية في المعدة أشبه شيء بفم معدي، فكان يمضغ طعامه يوصبه في أنبوبة تدخل إلى المعدة عن طريق هذه الفتحة وراقب وولف خلال هذه الفتحة تأثيرات المنبهات المختلفة في النشاط المخاطي وفي حركة جدرانها فتبين أن كثيراً من الانفعالات يستثير حركة بالغة وإفراز حماض كثير، وإذا دامت هذه التغيرات مدة كبيرة تبدأ المعدة في التقرح.
وعن طريق التحليل النفسي للسلوك الظاهر فوجد أن هذا السلوك يحوي ميول دفية تخالفه هي ميول أن يكونوا موضع الحب والعطف رغبة ملحة في الاتكال على الغير، بالغرم من أنهم يكتمون هذا الميول الدفينة وينكرونها ولكن هذا يضاعف من إلحاحهم أن يكونوا مرضع الحب، أما الدافع إلى تنكرهم هذا فهم يشعرون بما تنطوي عليه من عودة إلى الطفولة، فالطفل عندما يقدم له الأكل يفرح وإذا جاع يغضب فارتبط استقبال الطعام بالحب وعندما يوصد السبيل دون التماس الحب فإن الحرمان الذي يفرضه هؤلاء المرضى على أنفسهم لا يلبث أن يستثير وظائف التغذية.
الاضطرابات العقلية Mental Disorder
وهي في العادة يحدث فيها تصدع للشخصية بأسرها وينفصل المريض عن واقعة ويعيش في عام اللذة والخيال، وتسمى أمراضها بالفصام Schizophrenia (الذهان psychosis)، ومنها الفصام البسيط Simple Schizophrenia، اضطراب فصامي النمط ، اضطرابات الهذاءات ملحة متواصلة Undifferentiated Schizophrenia فصام هييفريني Hebephrenic Schizophrenia فصام تخشبي Catatonic Schizophrenia البرانويا Paranoia Schizophrenia الهوس الخفيف Hypomnia اضطراب الوجداني Bipolar Affective Disorder والاضطرابات المزاجية الدائمة Persistent Mood (Affective) ... غيرها.
اضطرابات الشخصية Personality Disorder
وهي تتضمن مجموعة من الاضطرابات منها اضطرابات الشخصية البرانويدي paranoia Personality Disorder الشبيهة بالفصام Shizo Type Personality Disorder اضطراب الشخصية النرجسي اضطراب الشخصية المضد للمجتمع Dis social Personality Disorder اضطراب الشخصية البينية Border Lin Personality Disorder اضطرابات استخدام المواد الفعالة نفسياً Psychoactive Substance Use Disorder وغيرها ... وسوف نتناولها بالتفصيل:
أولا: الأمراض العصابية Neurosis (النفسية)
وتعرف بأنها شكل أساسي للاضطربات النفسية العصبية ويسببه ما يسمى بالصراع العصابي الذي يتضمن اضطراب العلاقة البشرية الحيوية ذات الدلالة الناشئة منذ الطفولة والتي منذ الطفولة والتي تنشط في المواقف التي تسبب الصدمات العقلية ومن هذه الأمراض ما يأتي:
القلق النفسي Anxiety:
ويعرف بأنه حالة انفعالية تنشأ في مواقف الخطر الوشيك وتفصح عن نفسها بتوقع أحداث غير مرغوب فيها، وتكون استجابة الخوف استجابة لخطر محدد يمثل اللقلق خوفا عامل مشوشا لا هدف منه العادة يرتبط القلق عند الفرد بتوقع الفشل في التفاعل الاجتماعي.
وغالبا ما يصاحب القلق الأمراض النفسية إلا أن القلق العصابي الذي يكون هو العرض الوحيد الذي لا يتطور إلى مرض نفسي فيظل المريض خائفا من كل شيء ومن لا شيء في نفس الوقت ويظل يبحث عن شيء يبرر به خوفه ويربطه به ويكون قلقه وخوفه أكثر مما يتطلبه الموقف مثال على ذلك الطالب ( فترة الامتحانات – الانشغال بانتظار النتيجة ) وهكذا .. إلخ.
أنواع القلق: القلق النوع له أنواع متعددة وقد اختلفت التشخيصات في إدراجها ففي التشخيص الأمريكي الرابع للأمراض النفسية Dsm Vi قسم القلق إلى:
اضطرابات قلق المخاوف ( القلق الرهابي أو الفوبيا).Phobic Anxiety Disorders
ينشأ القلق في هذه المجموعات بسبب واحد من المواقف المحددة التي يتعرض لها الفرد، أو بسبب واحدة من الأشياء العامة أول الخاصة الملموسة أو المجردة، ولا يشكل أي منها (الموقف أو الأشياء) خطرا خاصا يهدده، إلا أنه بالرغم من ذلك يهابها بدرجة تؤثر على استجابته النفسية والحركية والفيزيولوجية.
وتتراوح درجة رهبته منها بين طفيفة وشديدة الارتفاع، ولا يخفف من قلقة يقينة من الآخرين لا يرون في المواقف أو الشيء يقلقة أي تهديد على الإطلاق، بل وأنه عند اقترابه من الموقف أو من الشيء، فإنه يترقب هذا النوع من القلق ليخوضه توا بمجرد احتكاكه بما يقلقه.
والفئة الثانية تسمى المخاوف الاجتماعية، وتبدأ إكلينيكيا أثناء فترة المراهقة، وتدور حول الخوف من النقد أو الاختبار، ومنها الخوف من الظهور أو من المواجهة أو من مقابلة الجبس الآخر أو من التقاء الأعين أو من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين أو من اكتشاف الآخرين لضعف في الفرد، وكلها مخاوف تؤدي بالمريض إلى ارتعاش اليدين وتصب العرق واحمرار الوجنتين وأحيانا الغثيان.
أما الفئة الثالثة ( وتسمى أنواع الفوبيا الخاصة ) فهي مجموعة من المخاوف التي تخص مواقفاً محددة، كالاقتراب من أي من الحيوانات ( ذات الفراء – ذات المخالب – الداكنة – الكبيرة – الصغيرة – الأليفة – المتوحشة – القارضة – الزاحفة -... إلخ).
أو التواجد في أماكن بالذات ( المرتفعة – المغلقة – الضيقة – المظلمة – ذات الضوضاء – المتحركة – الممهدة ) أو أشياء بالذات ( الدم – الإصابة – المرض – العدوى – الجراثيم – النقود – الحياض أو المراحيض العامة – الألم - ... إلخ).
اضطرابات قلق من نوع آخرOther Anxiety Disorders
وفي هذا النوع تظهر أعراض القلق ( نتائجه الجسمية الفسيولوجية ) إلا أن ظهور الأعراض لا يمت إلى أي من المحرضات المكانية أو الاجتماعية أو الخاصة، ومن هذه الاضطرابات الهلع الذي يتفاوت في الدرجة من فرد لآخر، والهلع يعني اجتياز الفرد لخوف شديد مفاجيء يؤدي به إلى نهجان وآلام بالصدر وإحساس بالاختناق والدوار، ولا يحدث الهلع لسبب محدد أو لوجود الفرد في مواقف بالذات، ويشعر المريض أثناء النوبة أنه على وشك الموت أو فقد السيطرة أو الإصابة بالجنون.
الاكتئاب العصابي ( النفسي ) Depression
يعرف بأنه حالة انفعالية تتسم بالاعتمادية وتتميز بمواقف انفعالية سلبية وتغير في مجال الدوافع والانطباعات المعرفية وبالسلوك السلبي ويمر الشخص المكتئب بانفعال مؤلمة وحزن وقلق ويأس.
وتعرف خصائص الاكتئاب بأنها تختلف وطبيعة السن فقبل البلوغ تكون توجد على شكل شكاوي جسمية متمثلة في الحركة الزائدة، هلاوس سمعية، اضطرابات قلق، اضطرابات قلق، وفي المراهقة تتمثل في تعاطي المخدرات، السلوك المضاد للمجتمع، عدم الاستقرار، الهروب من المدرسة، مشاكل دراسية، الانحلال الخلقي، الحساسية الزائدة للرفض بواسطة الغير، إهمال النظافة الشخصية، ولدى كبار السن فإنها تظهر في القصور المعرفي المتمثل في اضطراب الذاكرة، والخلط الذهني، الخوف الكاذب، وخوف الاكتئاب، وتبلد الانفعال، وتشتت الانتباه.
أنــــواع الاكتئـــــاب
أ- الاكتئاب الجسيم :
وهو عبارة عن نوبات متكررة من الاكتئاب الشديد الذي يعرف أيضا باسم الاكتئاب أحادي القطب ويشترط استمرار الأعراض لفترة لا تقل عن أسبوعين، وهو أكثر انتشارا بين الإناث وهناك عوامل مرسبة تسبق ظهور الأعراض في 25% من الحالات، وأعراضه هو البطء في الحركة، أو الحركة الزائدة، أعراض جسمية، هلاوس وضلالات متسقة مع المزاج أحيانا.
ب- الاكتئاب السوداوي:
وتتمثل أعراضه في فقدان المتعه والاهتمام بمعظم الأنشطة، عدم الاستجابة للمواقف والمؤثرات السارة، زيادة اكتئاب صباحا بشكل منتظم، البطء النفسي حركي.
ذ- اكتئاب النفاس ويتميز هذا النوع بالاكتئاب الشديد الذي يبدأ بعد الولادة بفترة قصيرة ويصيب بشكل خاص من سبق لهن الإصابة بالاكتئاب، ومن خصائصه شعور الأم برغبة في قتل وليدها ومعاناتها من ضلالات تدور حوله مما قد يفرض على الطبيب ضرورة عزلها عن طفلها.
ر- الإكتئاب العضوي:
وهو نوع من الاكتئاب يصيب المسنين بصفة خاصة، ومن أهم خصائصه وجود علامات معرفية مثل النسيان وضعف التركيز وإهمال المظهر على أعراض الاكتئاب وعلى عكس الخرف العضوي يستجيب هذا النوع استجابة جيدة للعلاج بالعقاقير.
س- اكتئاب عسر المزاج:
وهذا النوع من الاكتئاب يسمى قديما الاكتئاب العصابي (الاكتئاب النفسي ) وهو أقل شدة من النوع الجسيم وأكثر انتشارا في الإناث عن الذكور، وتتمثل أعراضه في الاكتئاب يستغرق معظم اليوم، وذلك لمدة سنتين متصلتين، وضعف شهوة الطعام أو الإفراط فيه، أرق في النوم، التعب أو قلة النشاط، ضعف التركيز أو الصعوبة في اتخاذ القرارات.
ش- اكتئاب ثنائي القطب :
وهو من الاضطرابات العقلية ويشمل اضطراب اكتئاب ازدواج القطبية – هوس، واكتئاب والمختلط بالتبادل مع نوبات اكتئاب، أو مزيج من أعراض الهوس والاكتئاب وهناك نوع آخر وهو اضطراب ثنائي القطب غير محدد.
الهستيريا Hysteria
وهي أكثر الاضطرابات النفسية العصابية انتشارا والهستيريا اضطراب نفسي متعدد الأنواع والأعراض ومن أنواعه الهستيريا التحولية والإغماء الهستيري، والتجوال النومي، والتجوال اللاشعوري، والهستيريا الانفصالية، بالإضافة إلى معاناته ببعض الأعراض مثل اضطراب الذاكرة أو القابلية للإيحاء، أو القلب المزاج أو القلق، ومن أنواع هذا الإضطراب:
( أ ) اضطرابات انفصالية (تحولية)Dissociative Conversion Disorders
تشترك للاضطرابات الانفصالية ( أو التحولية ) في فقد الترابط الطبيعي بين ذكريات الماضي وبين الشعور بالهوية الذاتية والقدرة على ضبط الزمام، والاضطرابات الانفصالية تعود في الحقيقة إلى جذور نفسية خاصة بالفرد، تتفرع منها طريقة تعامل هذا الفرد بالذات مع أحداث تؤلمه أو مشكلات لا يمكنه حلها أو تحملها، وبذلك تستأصل من محكات التشخيص هنا أي علاقة للدوافع اللاشعورية أو المآرب الثانوية بحدوث الهستيريا كما عرفت قبل ذلك.
(ب) اضطرابات جسدية الأعراض Somato from Disorders
يتكرر في هذا النوع إحساس المريض بأعراض جسمية، يصر على أنها في حاجة إلى طبيب يعالجها، أو محلل معملي يفحص كل ما يتصل بها، وبالرغم من التأكد من خلوه من أي مرض قد يتسبب في ظهورهم.
وحتى إذا أشار المعالج، أو أقرباء المريض إلى أن هذه الأعراض الجسمية تتزامن بوضوح مع أحداث غير سارة في حياة المريض أو مع نوع من الصراعات التي يتعرض لها، فإنه يصر على أن الأعراض لا صلة لها بالأزمات أو الصعوبات التي يمر بها، وأنها لا يمكن أن تكون نفسية المنشأ، وفي معظم الحالات يشترك عامل جذب الانتباه في إحداث أو استمرار الاضطراب الجسمي الذي يعاني منه المريض خاصة إذا ما فشل في إقناع الطبيب بأداء داءه حقيقي فعلا وأنه بحاجة إلى علاج أو إلى المزيد من الفحوص.
(ج) النوراستنيا ( أو الوهن العصابي) Neurasthenia
حيث يتحكم عامل الثقافة في نوع وشدة الاضطراب، فقد يشعر المريض بتعب أو إحهاد بعدد مجهود عقلي بسيط ضرورة قيامه بعمل أو إنجاز لمهام بالذات، وتكون النتيجة أن تسوء قدرته على التركيز أو تنحدر كفاءته العقلية، وفي أنواع أخرى تتركز أو هامه المرضية على أجهزته الجسمية لتؤدي إلى إحساسه بالإعياء بعد أقل مجهود جسمي، وتكون أوجاع عضلاته هي شكواه الكبرى في هذه الأثناء.
( د ) ضياع وضياع الحقوق Derealization-Depersonalization Syndrome
كأن يحسن المريض بأن تفكيره وتخيله وذاكرته لا تخصه، أو أن الحياة لا تتصف بالواقعية وأن الناس يتصنعون أفعالهم وسبل تعاملهم مع الآخرين، ومن حسن الحظ أن هذا النوع من الظواهر لا يحدث إلا نادرًا بل ويحدث في فترات وجيزة للغاية، وأحياناً ما يصاحب الاكتئاب أو المخاوف أو الحرمان الحسي أو الإجهاد الشديد.
وهناك صور للاضطراب الهستيري أخرى والتي تتصل بالعمل «كتقلصات اليد عند الكتبة، أو بالكفاءة الجنسية» كأن يصاب المريض بالعنة الجنسية شاب سليم الجسم والوظائف» أو ما يتصل منها بنوع المجهود المؤدي إلى إنجاح الفرد «كأن يبح صوت المحاضر أو المطرب».
(ذ) زهد الطعام العصبي Anorexia Nervosa:
وهو اضطراب يتصف بتعمد إنقاص الوزن بحيث يواصل المريض إقلال ما يتناوله من طعام باستمرار، وكثر الإصابة بهذا الاضطراب بين الإناث، خاصة في أواخر مرحلة الصبا وفي الشباب المبكر، ويظل السبب الأساسي لهذه المحاولات القاسية المستمرة لتخفيض وزن الجسم غامضًا، إلا أن الشكوى المتكررة من المصابين بهذه الحالة تدور حول رؤية متخيلة تضخم لأنفسهم صورتهم البدينة (في أعينهم وأعين الآخرين)، وينتهي الأمر بتفادي المريض لكل أنواع الدهون والسكريات في الطعام، بل يذهب في بعض الأحيان إلى الإكثار من الرياضة العنيفة وإحداث القئ أو تناول المسهلات.
ويلي ذلك اضطراب في وظائف الغدد (الهيبوثلاموس والنخامية والبنكرياس) واضطراب في النمو يؤدي إلى عدم اكتمال نضج المظاهر الجنسية الأولية والثانوية بالجسم، وبمجرد توقف الزهد العصبي تتراجع الظواهر الفسيولوجية، إلا أن النضج يتم متأخراً عن المعتاد.
( ر ) الشره العصبي للطعام Bulimia Nervosa :
وفيه يزاول المريض نوبات من الانغماس في الطعام عظيم الكمية وبين النوبات، يتهيأ المريض جوعاً شديداً يجعله يختصر الفترة بين الوجبة والأخرى، وينتهي الأمر بتناوله كميات هائلة على فترات متقاربة فيترفع وزنه ارتفاعاً كبيراً، وهنا يلجأ المريض المستبصر إلى الامتناع عن الطعام وقد يتناول البعض مهبطات الشهية أو المسهلات أو يتقيأ عمداً، بل وفي بعض الحالات ينتهي الأمر بارتداد من كان شرهاً عصبياً إلى زاهد عصبي للطعام وتشترك الحالتان في وجود أعراض اكتئابية مصاحبة.
(س) الإكثار من الأكل:Over eating Associated with other psychological Disturbances
إذا أكثر المريض من تناول الطعام وأصبح بديناً، وكانت الأسباب نفسية فقط، وتكون المعجلات النفسية للبدانة أي من الأحداث المكدرة كالحزن الشديد، أو الإصابة في حادثة أو التعرض لعملية جراحية.
(ش) الغثيان والتقيؤVomiting Associated with other Psychological Disturbances
وهما عرضان إن لم يسببهما تسمم أو مرض محدد فإنهما يكونان نفسياً المنشأ، وقد يسبب أي منهما عدد من الاضطرابات النفسية كالعصاب الانفصالي (التحولي). أو المخاوف المرضية، أو التأزم والتوتر النفسي الذي يظهر على العصاب عند وقوعه في مأزق قرار أو صراع اختيار أو مواجهة لمواقف اجتماعية لا يقبلها.
(ص) التجوال الليلي Sleep Walking (Somnambulism)
يعتبر هذا الاضطراب تغير في حالة الانتباه، حيث تزدوج ظاهرتي النوم والصحو في وقت واحد، وفي هذه الحالة يقوم النائم من سريره، في الثلث الأول من ساعات نومه، فيمشي وعليه دلائل يقظة ضئيلة، بحيث يمكنه القيام ببعض الاستجابات وبعض المهارات الحركية.
ويستطيع المتجول الليلي التحرك في منزله، وأحياناً ما يغادره فعلاً، مما يعرضه للأذى والإصابة، وفي معظم الحالات إلى مساعدة الآخرين، إلا أن الآخرين لن يمكنهم إيقاظه إلا إذا ما أراد ذلك هو نفسه، لذلك يتم التعامل معه بحذر، وفي كل الحالات لا يتذكر المريض أنه تجول ليلاً.
(4) الوسواس القهري obsessive-Compulsive Disorder
الوسواس القهري مرض نفسي وفيه يشعر المريض بأفكار تراوده وتعاوده أو تلازمه دون أن يستطيع طردها أو التخلص منها بالرغم من شعوره بالاستياء منها، وهذه الأفكار تشغل بال المريض وتظل بدون تغيير أو قد يختفي وتحل ملحها فكرة أخرى حتى تعود الأولى وهكذا وقد تجتمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت.
ويعتبر تكرار الوسواسية من أهم خصائص هذا الاضطراب وتشير الأفكار الوسواسية إلى تكرار دخول فكرة أو تخيل أو دفعة إلى عقل المريض رغماً عنه وبدون إثارة خارجية، وتزعجه هذه الأفكار لأنه لا يستطيع أن يتخلص منها أو أن يقاومها.
ويقسم هذا الاضطراب إلى نوعين
أ- النوع الأول الفكرة Idea:
وسواس سائد لا يعاني المريض فيه إلا من أفكاره التي تراوده رغماً عنه، وفي كل الأوقات، وهذا النوع من الاضطرابات، نادراً ما يفطن إليه الآخرون، إلا إذا اشتكى من وجوده المريض ذاته.
ب- النوع الثاني الفعل Active:
وهي أفعال قهرية سائدة ، وهنا تكون السمة الحركية النمطية للمريض هي المؤشر الواضح على إصابته ويتضمن الفعل القهري طقوساً عملية يكررها المصاب بدون حرج أو توقف، بالرغم من أنه يعرف أنها غير طبيعية، ومن أكثر هذه الطقوس شيوعاً تكرار غسل الأيدي بمناسبة وبدون مناسبة.
(5) أعصبة الصدمة Trauma Neurosis
ويعرف باسم اضطرابات الاستجاابة للإجهاد النفسي (الكرب) واضطرابات التكيف Reaction to Sever Stress, and Adjustment Disorders
تختلف هذه الفئة من الاضطرابات عن سابقتها في أنها تظهر نتيجة لأحداث يتعرض لها المريض فعلاً، سواء جسدية أو نفسية، أي أنها لا تأخذ صفة التوقع أو التوجس، للإحساب بالكرب (أو انهيار المقاومة النفسية) درجات تتفاوت بين الأفراد عند مواجهة الأحداث المؤثرة أو المؤلمة، وذلك لأن لكل فرد درجات خاصة لقابليته للمقاومة، وعتبات محددة لقابليته للانهيار، ولهذا يختلف وقع أي صدمة من شخص لآخر، وبذلك أيضاً يختلف توقيت حدوث الكرب بين الاكتئاب الشديد وعدم التوافق ومحاولة إنهاء الحياة، ولهذا الإجهاد النفسي فئتين:
أ – الأولى: تسمى استجابة الإجهاد الحادة (أو استجابة الكرب الحادة)، وهي نوبة قاسية عابرة يعاني المريض أثنائها من الذهول والتوهان مع ضيق في مجال التركيز وتعرقل في القدرة على الفهم، وقد يعتري المريض أيضاً نوبات من الهياج الحركي وازدياد ضربات القلب والعرق الغزير وتختفي هذه الأعراض عادة بعد أيام، وربما بعد ساعات وقد يعقب النوبة نسيان تام أو جزئي للأحداث التي سببتها.
ب – الثانية: وهي اضطراب ما بعد الصدمة (أو اضطراب ما بعد الرضح) وهي إصابة تظهر متأخرة فتلي الحدث المسبب لها بزمن وتسمى أحياناً «استجابة مؤجلة» ولا يعني هذا تأجلها الزمن طويل، ولكنه يعني إنها لا تظهر في التو واللحظة بعد الصدمة، وتظهر هذه الفئة بعد الكوارث الطبيعية، الحروب مواقف المقاتلة، رؤية الآخرين عند الموت أو وقوع المريض فريسة للتهذيب أو الإرهاب أو الاغتصاب.
ثانياً: الاضطرابات السيكوسوماتية Psychosomatic Disorder:
وهي تصنف على أنها أمراض ناتجة عن عوامل نفسية وسلوكية تتصل بأمراض أو اضطرابات مصنفة في مكان آخر Psychological and behavioral Factors Associated with Disorders:or Diseases Classified Elsewhere
فلقد أعلن هارفي ومايو «الجراحان الأمريكيان أنهما يريان أن قرحة المعدة تنشأ قرحة المعدة تنشأ من اختلال فحواه أن غشاء المعدة يتآكل بفعل عصيرها الحامض ولكن هذا الاختلاف الوظيفي بقيت أسبابه غامضة، ونذكر مشاهدات وولف فقد سنح له أن يشاهد مريضاً أجريت له عملية جراحية هيأ له الجراح بها فتحة خارجية في المعدة أشبه شيء بفم معدي، فكان يمضغ طعامه يوصبه في أنبوبة تدخل إلى المعدة عن طريق هذه الفتحة وراقب وولف خلال هذه الفتحة تأثيرات المنبهات المختلفة في النشاط المخاطي وفي حركة جدرانها فتبين أن كثيراً من الانفعالات يستثير حركة بالغة وإفراز حماض كثير، وإذا دامت هذه التغيرات مدة كبيرة تبدأ المعدة في التقرح.
وعن طريق التحليل النفسي للسلوك الظاهر فوجد أن هذا السلوك يحوي ميول دفية تخالفه هي ميول أن يكونوا موضع الحب والعطف رغبة ملحة في الاتكال على الغير، بالغرم من أنهم يكتمون هذا الميول الدفينة وينكرونها ولكن هذا يضاعف من إلحاحهم أن يكونوا مرضع الحب، أما الدافع إلى تنكرهم هذا فهم يشعرون بما تنطوي عليه من عودة إلى الطفولة، فالطفل عندما يقدم له الأكل يفرح وإذا جاع يغضب فارتبط استقبال الطعام بالحب وعندما يوصد السبيل دون التماس الحب فإن الحرمان الذي يفرضه هؤلاء المرضى على أنفسهم لا يلبث أن يستثير وظائف التغذية.