نظريات التعلم عرض موجز عن بعض نظريات التعلم
المحتوى
مقدمة
تحديد بعض المصطلحات .
نظريات التعلم :
- 1 نظرية الإشراط الكلاسيكي .
- 2نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ .
- 3 نظرية التعلم الإجرائي .
- 4 نظرية التعلم الاجتماعي .
- 5 نظرية الجشطلت .
- 6 نموذج معالجة المعلومات .
- 7 نظرية بياجي في النمو المعرفي .
تحديد المصطلحات :
1 - النظرية ( Théorie ) :
’’هي مجموعة من القواعد والقوانين التي ترتبط بظاهرة ما ، بحيث ينتج عن هذه القوانين مجموعة من المفاهيم و الافتراضات والعمليات التي يتصل بعضها ببعض لتؤلف نظرة منظمة و متكاملة حول تلك الظاهرة ’’
عماد الزغول ( نظريات التعلم )
تحديد المصطلحات : النظرية
* فوائدها : - تجمع الحقائق و المفاهيم و ترتبها ,
- تقدم تفسيرا للظواهر و الأحداث ,
- تساعد على التنبؤ ,
- توجه التفكير العلمي .
* خصائصها : - تعد وسيلة وغاية في نفس الوقت .
- صحتها نسبية ( لا توجد نظرية مطلقة )
- تحدد قيمتها بمدى الاختبار التجريبي . - هدفها توليد المعرفة .
تحديد المصطلحات : النظرية
معايير الحكم على قيمتها :
- الأهـمـية . - الدقـة و الوضوح . - الـبـسـاطـة .
- الشـمـولـيـة . - الإجـرائـيـة . - الـنـفـعـيـة .
- الصدق التجريبي . - العـمـلـيـة .
تحديد المصطلحات :
-2 التــعــلـم ( Apprentissage ) :
وهو سمة يتميز بها الكائن البشري
’’ هو العملية الحيوية الديناميكية التي تتجلى في جميع التغيرات الثابتة نسبيا في الأنماط السلوكية و العمليات المعرفية التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة المادية والاجتماعية ’’
عماد الزغول ( نظريات التعلم )
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* الخصائص :
- هو عملية تنطوي على تغير شبه دائم في السلوك .
- هو عملية تحدث نتيجة لتفاعل الفرد مع البيئة .
- هو عملية مستمرة لا ترتبط بزمان أو مكان محدد.
- هو عملية تراكمية تدريجية .
- هو عملية تشمل كافة السلوكات والخبرات المرغوبة وغير المرغوبة .
- هو عملية قد تكون مقصودة و موجهة لهدف معين .
- هو عملية شاملة ، متعددة المظاهر ( السلوكات العقلية / الانفعالية/ الاجتماعية / اللغوية ...)
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* قياس التعلم : نحكم عليه من خلال الأداء الخارجي
معايير قياس التعلم : - السرعة لتعلم مهارة ...
- الدقة ( دون أخطاء ) - المهارة ( التكيف مع الأدوار)
- عدد المحاولات اللازمة للتعلم .
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* عوامل التعلم :
- النضج ( Maturation )
- الاستعداد Disposition) ) النفسي و الجسمي
- الدافعية Motivation ))
- التدريب و الخبرة (Expérience ) .
تحديد المصطلحات :
-3التـعــلـيـم ( Enseignement ):
’’ فعل يبلغ المدرس بواسطته للتلميذ مجموعة من المعارف العامة و الخاصة و أشكال التفكير ووسائله ، و يجعله يكتسبها و يتعلمها و يستوعبها ، و ذلك باستعمال طرق معدة لهذا الغرض ، واعتمادا على قدراته الخاصة’’ LEIF .J.1974
تحديد المصطلحات : التـعــلـيـم
* يقوم التدريس ( التعليم ) على ترجمة عملية المنهاج التربوي وفق مراحل متسلسلة :
- المرحلة التحضيرية : ( صياغة الأهداف – تقويم قبلي – تصميم الخطة ... )
- المرحلة التنفيذية .
- مرحلة التغذية الراجعة .
تحديد المصطلحات : التـعــلـيـم
* حسب التوجيهات الرسمية :
تخطيط أهداف الدرس
اختيار المحتويات و تنظيمها .
اختيار الطرق و الوسائل .
تنظيم عمليات التقويم .
إجراء الدعم و التقوية .
تحديد المصطلحات : التعليم والتعلم
و بالتالي فإن مصطلح العملية التعليمية التعلمية Ens\ App هي مزيج من هذين المفهومين ، من جهة المدرس و المادة الدراسية و التلميذ في تفاعل مستمر لأجل بلوغ المعرفة .
لو طلب منك أن تعبر عن مصطلح ” التعليم ” بصورة ، فما هي الأكثر تعبيرا ؟؟؟
السؤال الأساس :
كيف يتعلم الشخص،
ويتذكر ما تعلمه ؟
I ـ نظرية الإشراط الكلاسيكي Théorie du conditionnement classique
تعرف بتسميات أخرى : الإشراط الانعكاسي / التعلم الاستجابي / الإشراط البافلوفي ... نسبة إلى العالم الروسي Ivan PAVLOV الذي بلور أفكارها و مفاهيمها (1927 ) كما ساهم في تطويرها الأمريكي John WATSON من خلال أبحاث على الحيوانات و الأفراد . ( صوت أقدام الحارس لعاب تقديم الطعام مع رنات الجرس الجرس لعاب )
مؤثر استجابة Stimulus Réponse
- يؤخذ عليها أن مدى تفسيرها للسلوك ضيق جدا .
- فهي تعجز عن تفسير العديد من المظاهر
السلوكية كالإجراءات التي تنبع من إرادة الفرد .
- يمكن أن تفسر لنا كيفية تشكل الأفعال الحركية اللاإرادية .
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ Par Essai – Erreur
و تصنف ضمن النظريات السلوكية الترابطية ، و تعرف كذلك : بالتعلم بالاختيار و الربط .
طور أفكارها عالم النفس الأمريكي : إدوارد Thorndike (1874-1949). ينطلق هذا النموذج من مبدأ المحاولة و التجربة . أي أن الإرتباطات بين الاستجابات و المثيرات تتشكل اعتمادا على خبرات الفرد بنتائج المحاولات السلوكية التي يقوم بها حيال المواقف المثيرة التي يواجهها و يتفاعل معها ، بحيث يتعلم الاستجابة المناسبة من خلال المحاولة و الخطأ.
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ
انطلق "تورندايك" من تجارب المتاهات Labyrinthes والأقفاص، خصوصا تجربة القط الجائع في قفص يحتوي على رافعة تمكنه من الخروج لأكل السمك . بعد محاولات عشوائية استطاع القط ( بالمحاولة الخطأ) أن يتخلى عن الاستجابات الخاطئة و يحتفظ فقط بالمناسبة (في الأخير محاولة واحدة فقط ) .
لم يعترض“تورندايك“ على قوانين نظرية الإشراط الكلاسيكي إلا أنه يرى ان تفسير الارتباطات بين المؤثرات والاستجابات وفق هذا المبدأ غير كاف، وصاغ مبادىء تفسير عملية التعلم :
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ
1- تشكيل الارتباطات يتم وفق مبدأ المحاولة و الخطأ
2- قانون الأثر : Loi de l'effet: هو نتائج السلوك أو المحاولة تجاه موقف مثير يواجهه الكائن . و هو تغذية راجعة (Feed Back) لهذه المحاولة . إذا فشلت نتج عنها انزعاج وعدم الرضا و العكس الرضا و الارتياح
3 - قانون المران أو التدريب
4 - قانون الاستعداد : يرى Th أن الاستعداد يلعب دورا في حدوث عمليات التعلم ، شرط أن تكون وحدة التوصيل العصبي سليمة و عدم وجود عوائق .
5 - قانون انتشار الأثر : أي على الاستجابات الأخرى التي تقترب منها .
III – نظرية التعلم الاجرائي (أو الراديكالية السلوكية ) Béhaviorisme (1953)
من منظريها ” بروس SKINEER ” (1904-1990) (Béhavior = السلوك )
- درس سلوك الفئران و الحمام .
- انطلق من تفسيره لعملية التعلم من قانون الأثر في نظرية تورندايك لكنه اعترض على مفهومي الرضا و عدم الرضا . و استعاض عنهما بمفهومي التعزيز و العقاب .
- بالتالي عوض ارتباطات "تورندايك" المحاولة و الخطأ بالاستجابات التعزيزية أو العقابية
III – نظرية التعلم الاجرائي (السلوكية )
التعزيز : يعرف على أنه أي حدث سار يتبع سلوكا ما بحيث يعمل على تقوية احتمال تكراره في مرات لاحقة .
* المعززات الخارجية : - المادية : الألعاب ، الحلوى ، المكافآت النقدية ...
- الاجتماعية : المدح ، الثناء ,
الابتسامة ، التصفيق ...
- الرمزية : القصص ، الصور ، شهادات تقديرية ... ( نقطة حسنة (
* المعززات الداخلية المصدر : حالة الإشباع و الرضا ، و تحقيق المتعة و الارتياح ..
III – نظرية التعلم الاجرائي (السلوكية )
العقاب : إنه إجراء مؤلم أو مثير غير مرغوب فيه يتبع سلوكا ما ، بحيث يعمل على إضعاف احتمالية تكراره لاحقا
* المثيرات العقابية الخارجية : - المادية : الضرب ، السجن , الغرامة ....
- الاجتماعية :التوبيخ ، الاهمال ، الشتم ، العزل ...
- الرمزية : المنع من الاجازة ، الحرمان من اللعب (أو لعبة ) ...
* المثيرات العقابية الداخلية : تتمثل في الشعور بالألم و الندم ووخز الضمير .
VI – نظرية التعلم الاجتماعي : Sociale أو التعلم بالملاحظة و التقليد Observation et imitation أو التعلم بالنمذجة Par Modèle
Albert Bandura & Walters (1963)
يؤكدان مبدأ الحتمية التبادلية في عملية التعلم من حيث التفاعل بين ثلاث مكونات رئيسية :
السلوك - المحددات المرتبطة بالشخص - المحددات البيئية
VI – نظرية التعلم الاجتماعي
تنطلق هذه النظرية من افتراض رئيسي مفاده أن الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات من الأفراد يتفاعل معها و يؤثر فيهم ويتأثر بهم ، و بذلك فهو يلاحظ سلوكات و عادات و اتجاهات الآخرين و يعمل على تعلمها من خلال الملاحظة و التقليد . حيث يعتبر الآخرين بمثابة نماذج Modèles يتم الإقتداء بسلوكاتهم .
لكنها لا تتم بشكل أوتوماتيكي بل تتم على نحو انتقائي و تتأثر إلى درجة كبيرة بالعديد من العمليات المعرفية لدى الملاحظ مثل الاستدلال و التوقع و القصد و الإدراك ...
VI – نظرية التعلم الاجتماعي
* نواتج التعلم :
- تعلم أنماط سلوكية جديدة (خصوصا لدى الطفل )
- كف أو تحرير سلوك (ملاحظة سلوك معاقب عليه )
- تسهيل ظهور سلوك ( بعد النسيان )
* عوامل التعلم الاجتماعي :
- الانتباه و الاهتمام Attention / Intérêt
- الاحتفاظ Rétention( التخزين أو التمثيل الرمزي في الذاكرة )
- الإنتاج أو الاستخراج Production
- الدافعية Motivation
يعد التعلم بالملاحظة مصدرا هاما لتعلم السلوك الإبداعي من خلال التعرض لعدد كبير من النماذج .
V ـ نظرية الجشطلت : Théorie du GESTALT
ظهرت في القرن 20 في ألمانيا على يد WERTHEIMER Max 1880 ) – 1943 ) و ساهم فيها أيضا كل من KOHLER و KOFKA و LEWIN
و هي النظريات المعرفية التي عارضت السلوكية (SR) و المدرسة البنائية من حيث دعوتهما إلى تحليل الظاهرة النفسية إلى مكوناتها الأولية .
V ـ نظرية الجشطلت :
و الجشطلت كلمة ألمانية تعني الكل أو الشكل أو النمط المنظم الذي يتعالى على مجموع الأجزاء .
فالجشطلت هو بمثابة كل مترابط الأجزاء على نحو منظم و متسق ، و يمتاز هذا الترابط بالديناميكية ، بحيث أن كل جزء فيه له دوره الخاص و مكانته و وظيفته التي يفرضها عليه هذا الكل . فعلى سبيل المثال ترى هذه المدرسة أن العقل ليس مجرد مجموعة العناصر و أن اللحن الموسيقي ليس مجرد مجموعة أصوات تعزفها الآلات المختلفة و إنما هي كليات ذات تنظيم ديناميكي .
V ـ نظرية الجشطلت :
افتراضات النظرية حول التعلم :
-1يتم التعلم من خلال الاستبصار Insight ( تجربة كوهلر)
V ـ نظرية الجشطلت :
-2 يعتمد التعلم على الإدراك ( Perception ) : إذا كانت العلاقات القائمة بين عناصر الموقف واضحة فإن التعلم يحدث بسرعة .
- 3ينطوي التعلم على إعادة التنظيم: Réorganisation أي تنظيم عناصر الموقف من حالة غير واضحة إلى وضع جديد تكون العلاقات القائمة بين عناصره ذات معنى بالنسبة للفرد .
4- ينطوي التعلم على إدراك البنية الداخلية Structure interne
لمايتم تعلمه.
V ـ نظرية الجشطلت :
- 5 يعنى التعلم بالوسائل و النتائج .
- 6 التعلم القائم على الاستبصار يجنب الوقوع في الخطأ.
7 - الفهم و الاستبصار يسمحان بانتقال أثر التعلم : (إلى مواقف مماثلة )
- 8التعلم بالاستبصار هو مكافأة بحد ذاته للمتعلم ( معززات نتيجة الرضا و الارتياح ) .
VI – نموذج معالجة المعلومات Modèle de traitement des informations
أهم منظريها (1971) SHIFFREN& ATKINSON
ظهر هذا الاتجاه في أواخر الخمسينات من القرن 20 مستفيدا من التطورات التي حدثت في مجال هندسة الاتصالات و الحاسوب الالكتروني .
فقد عمد أصحاب هذا الاتجاه إلى تفسير ما يحدث داخل نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان على نحو مناظر لما يحدث في أجهزة الاتصالات من حيث عمليات تحويل الطاقة المستقبلة من شكل إلى آخر . مثال الهاتف النقال : يتم تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية ثم إلى طاقة صوتية .
مثال الحاسوب : ( النظمة الثنائية ( 0-1 ) – octet ...)
VI – نموذج معالجة المعلومات
يتألف نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان من ثلاث مكونات أساسية :
* الذاكرة الحسية ( ما تأتي به الحواس ) .
* الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة ( الترميز) RAM
* الذاكرة طويلة المدى: كما هو الشأن في الحاسوب ROM
VI – نموذج معالجة المعلومات
العمليات الأساسية لنظام معالجة المعلومات :
-1 الاستقبال Réception : تسلم المنبهات الخارجية بالحواس.
-2الترميز Encodage : هو عملية تكوين آثار ذات مدلول معين للمدخلات الحسية في الذاكرة ، على نحو يساعد في الاحتفاظ بها ويسهل عملية معالجتها لاحقا .
مثلا ، الترميز البصري : يتم تشكيل آثار ذات مدلول معين لخصائص المدخلات كاللون و الشكل و الحجم ...
الترميز السمعي : يتم تشكيل آثار ذات مدلول معين لخصائص الصوت كالإيقاع و الشدة و التردد ...
VI – نموذج معالجة المعلومات
- 3التخزين Stockage : حيث يتم تصنيفها و تنظيمها لتخزن في ذاكرة الأحداث أو الذاكرة الدلالية أو الذاكرة الإجرائية حسب الهدف منها .
- 4الاسترجاع : هو عملية تحديد مواقع المعلومات المراد استدعاؤها و تنظيمها في أداء التذكر .
5- النسيان Oubli : ظاهرة نفسية إنسانية لها محاسنها و مساوئها. (المحاسن: نسيان خبرات مؤلمة ..)
(المساوئ : عدم استدعاء بعض الخبرات المهمة ..)
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي : Développement intellectuel ou cognitif
تعد نظرية بياجي إحدى النظريات المعرفية النمائية ، فهي تفترض أن إدراك الفرد لهذا العالم و أساليب تفكيره حياله تتغير من مرحلة عمرية إلى أخرى .
تأثر بياجي بعدد من العلماء و الفلاسفة ( كانط : نظرية المعرفة = الإبستمولوجيا ) من حيث أن معرفة أي شيء في هذا العالم تتطلب وجود معرفة سابقة تتعلق بالزمان و المكان والعمق . اتفق مع الجشطالتية حول مفهوم كلية الإدراك .
و أصدر عددا كبيرا من المؤلفات حول النمو العقلي بناء على ملاحظاته و دراساته على أطفاله .
1 - عوامل النمو :
- النضج Maturation : أي التغيرات التي تطرأ على الجهاز العصبي والحواس و أعضاء الجسم . مثلا : نضج العضلات تتيح حرية الحركة و السيطرة على الأشياء.(الخط ← الكتابة )
- التفاعل مع العالم المادي : Interaction avec le monde physique
من خلال ذلك يتعرف الفرد على أسماء الأشياء و خصائصها و فوائدها وأنظمتها .
- التفاعل مع العالم الاجتماعي : le monde social
أي أن الإنسان بمنظومته الفكرية و العقائدية و الثقافية و الإبداعية متفاعل ضمن مؤسسات المجتمع : الأسرة ، النادي ، الجمعية ، الشارع ، المؤسسات ...
- عامل التوازن Equilibre :
و هو قدرة إضافية تنبع من داخل الفرد و يستطيع من خلالها حل مختلف أشكال التناقضات ، و تمكنه من استعادة حالات الاتزان .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
- 2 العمليات الأساسية في النمو :
يرى بياجي أن عملية التوازن هي العامل الحاسم في النمو العقلي ، فهي عملية ديناميكية نشطة تلازم الفرد خلال عمليات تفاعله مع العالم ، ومن خلالها يسعى الفرد إلى التخلص من حالات الاضطراب أو الاختلال ليصل إلى حالة من الاتزان بين بنائه المعرفي و العالم ، و تشمل عملية التوازن على قدرتين فطريتين هما :
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
- قدرة التنظيم Organisation :
هي نزعة فطرية تمكن الفرد من تنظيم خبراته وعملياته المعرفية في بنى معرفية نفسية . فالتنظيم ينطوي على عمليات الجمع و الترتيب و إعادة التشكيل و الإنتاج للأفكار و الخبرات لتصبح نظاما معرفيا متكاملا .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
-قدرة التكيف Adaptation : نزعة فطرية تمكن الفرد من التأقلم والتعايش مع البيئة . و يمثل التكيف الهدف النهائي لعملية التوازن ، و يحدث من خلال عمليتين هما :
* عملية التمثل Assimilation : تتضمن تعديل الخبرات الجديدة بما يتناسب مع الأبنية المعرفية الموجودة لدى الفرد . فهي تغيير في هذه الخبرات لتصبح مألوفة . فعندما نتمثل خبرة ما ، فهذا يعني أننا نعدل في هذه الخبرة لتتلاءم مع ما هو موجود لدينا .
* عملية التلاؤم Accommodation : يشير المفهوم إلى عملية تغيير أو تعديل البنى المعرفية الموجودة لدى الفرد لتتناسب مع الخبرات الخارجية ، و بذلك تطور الخبرات و أساليب التفكير . فهي عملية معاكسة لعملية التمثل و مكملة لها .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
-3مراحل النمو المعرفي : Stades de développement cognitif
- المرحلة منظومة فكرية قائمة بحد ذاتها ترتبط بعمر زمني و هو تقريبي .
- يسير النمو وفق تسلسل مطرد من مرحلة إلى أخرى و يتخذ المنحى التكاملي .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
أ ـ المرحلة الحس حركية : Stade sensori – moteur
( من الولادة إلى نهاية السنة الثانية )
يعتمد خلالها الطفل على الحواس و الأفعال الحركية لاكتشاف العالم المحيط به .
* معالمها :
- الاتصال المباشر بالأشياء ← تعطي استراتيجيات التفكير و التعلم .
- يمارس الطفل الأفعال الانعكاسية : المص ـ تحريك الأطراف ـ القبض ..
- ينسق بين حواسه واستجاباته ، حيث يلتفت إلى مصدر الصوت ، و يتابع الأشياء المتحركة .
- يلجأ إلى المحاكاة و التقليد و المحاولة والخطأ .
- يدرك ظاهرة بقاء و ديمومة الأشياء .
- يكتسب بعض الرموز اللغوية .
- يدرك استقلالية جسمه عن البيئة ( مفهوم الذات ) .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
ب - مرحلة ما قبل العمليات: Stade post - opératoire
( من الثالثة إلى السابعة من العمر )
أو مرحلة التفكير التصوري ، سميت كذلك لأن الطفل لا يكون قادرا على استخدام أو إجراء العمليات المعرفية بشكل واضح .
* معالمها :- يكون تفكير الطفل انتقاليا تحويليا ( أي من الخاص إلى الخاص ) و ليس تفكيرا استنباطيا ( الكل إلى الجزء ) و لا استقرائيا ( ينتقل من الخاص إلى العام ) .
- تفكيره صوري الطابع يرتبط بالمظهر الخارجي للشيء .
- اتساع دائرة النشاط اللغوي .
- تزداد القدرة على المحاكاة و التقليد ، و يبدأ في لعب الأدوار .
- يمتاز تفكيره بأنه أحادي القطب ( يستطيع تصنيف و ترتيب الأشياء لكن و فق بعد واحد فقط كاللون و الحجم و مادة الصنع ) - سيادة حالة التمركز حول الذات Egocentrisme ، فضمير الأنا هو الغالب .- الحكم على الأشياء و الأفعال يعتمد على النتائج و ليس على القصد و النية .
ج – مرحلة العمليات المادية: Stade des opérations concrètes
( من السنة الثامنة إلى نهاية السنة 11)
* معالمها : - تنمو لدى الطفل قدرات الترتيب و التصنيف و التبويب للأشياء ،و يصبح قادرا على التفكير فيها على ضوء أكثر من بعد .
- ينجح في عمل الاستنتاجات المنطقية المرتبطة بالأشياء المادية (3 مثلثات مثلا مختلفة الحجم ) .
- يطور مفهوم التعويض ( الماء في الإناءين المختلفين ).
- يدرك مفهوم التبادلية ( أحمد أخوك = أخوك أحمد).
- تتلاشى حالة التمركز حول الذات ( الأنا ← ضمير نحن ) .
د - مرحلة العمليات المجردة : Stade des opérations abstraites ou formelles
( من 12 سنة إلى سن الرشد )
أو مرحلة العمليات الشكلية ، أو التفكير المنطقي .
* معالمها : - يعتمد أكثر على أساليب التفكير المجرد .
- تنمو القدرة على وضع الفرضيات , و إجراء المحاكمات العقلية ، و إجراء التجارب للـتأكد من صدقها أو عدمه ( المنهج العلمي ) .
- تنمو القدرة على التفكير المنظم و البحث في جميع الأسباب المحتملة لحدوث ظاهرة ما .
د - مرحلة العمليات المجردة :
- نمو القدرات على التحليل الاستقرائي ( من الجزء إلى الكل ) والاستنتاجي (الاستنباطي ) أي الوصول إلى وقائع , و أحداث جزئية من خلال القواعد و التعميمات
- مع نهاية المرحلة تنمو لدى الفرد مفاهيم المساحة و الحرارة والسرعة و الحجم و الكثافة ...و يبدأ في تكوين المفاهيم المجردة التي ليس لها تمثيل مادي محسوس في الواقع ، و إنما يستدل عليها من خلال معانيها أو الآثار الدالة عليها كمفاهيم العدل والحرية و الأمانة و الديمقراطية ...
شكرا على حسن تتبعكم و حظ سعيد للجميع.
المحتوى
مقدمة
تحديد بعض المصطلحات .
نظريات التعلم :
- 1 نظرية الإشراط الكلاسيكي .
- 2نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ .
- 3 نظرية التعلم الإجرائي .
- 4 نظرية التعلم الاجتماعي .
- 5 نظرية الجشطلت .
- 6 نموذج معالجة المعلومات .
- 7 نظرية بياجي في النمو المعرفي .
تحديد المصطلحات :
1 - النظرية ( Théorie ) :
’’هي مجموعة من القواعد والقوانين التي ترتبط بظاهرة ما ، بحيث ينتج عن هذه القوانين مجموعة من المفاهيم و الافتراضات والعمليات التي يتصل بعضها ببعض لتؤلف نظرة منظمة و متكاملة حول تلك الظاهرة ’’
عماد الزغول ( نظريات التعلم )
تحديد المصطلحات : النظرية
* فوائدها : - تجمع الحقائق و المفاهيم و ترتبها ,
- تقدم تفسيرا للظواهر و الأحداث ,
- تساعد على التنبؤ ,
- توجه التفكير العلمي .
* خصائصها : - تعد وسيلة وغاية في نفس الوقت .
- صحتها نسبية ( لا توجد نظرية مطلقة )
- تحدد قيمتها بمدى الاختبار التجريبي . - هدفها توليد المعرفة .
تحديد المصطلحات : النظرية
معايير الحكم على قيمتها :
- الأهـمـية . - الدقـة و الوضوح . - الـبـسـاطـة .
- الشـمـولـيـة . - الإجـرائـيـة . - الـنـفـعـيـة .
- الصدق التجريبي . - العـمـلـيـة .
تحديد المصطلحات :
-2 التــعــلـم ( Apprentissage ) :
وهو سمة يتميز بها الكائن البشري
’’ هو العملية الحيوية الديناميكية التي تتجلى في جميع التغيرات الثابتة نسبيا في الأنماط السلوكية و العمليات المعرفية التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة المادية والاجتماعية ’’
عماد الزغول ( نظريات التعلم )
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* الخصائص :
- هو عملية تنطوي على تغير شبه دائم في السلوك .
- هو عملية تحدث نتيجة لتفاعل الفرد مع البيئة .
- هو عملية مستمرة لا ترتبط بزمان أو مكان محدد.
- هو عملية تراكمية تدريجية .
- هو عملية تشمل كافة السلوكات والخبرات المرغوبة وغير المرغوبة .
- هو عملية قد تكون مقصودة و موجهة لهدف معين .
- هو عملية شاملة ، متعددة المظاهر ( السلوكات العقلية / الانفعالية/ الاجتماعية / اللغوية ...)
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* قياس التعلم : نحكم عليه من خلال الأداء الخارجي
معايير قياس التعلم : - السرعة لتعلم مهارة ...
- الدقة ( دون أخطاء ) - المهارة ( التكيف مع الأدوار)
- عدد المحاولات اللازمة للتعلم .
تحديد المصطلحات : التــعــلـم :
* عوامل التعلم :
- النضج ( Maturation )
- الاستعداد Disposition) ) النفسي و الجسمي
- الدافعية Motivation ))
- التدريب و الخبرة (Expérience ) .
تحديد المصطلحات :
-3التـعــلـيـم ( Enseignement ):
’’ فعل يبلغ المدرس بواسطته للتلميذ مجموعة من المعارف العامة و الخاصة و أشكال التفكير ووسائله ، و يجعله يكتسبها و يتعلمها و يستوعبها ، و ذلك باستعمال طرق معدة لهذا الغرض ، واعتمادا على قدراته الخاصة’’ LEIF .J.1974
تحديد المصطلحات : التـعــلـيـم
* يقوم التدريس ( التعليم ) على ترجمة عملية المنهاج التربوي وفق مراحل متسلسلة :
- المرحلة التحضيرية : ( صياغة الأهداف – تقويم قبلي – تصميم الخطة ... )
- المرحلة التنفيذية .
- مرحلة التغذية الراجعة .
تحديد المصطلحات : التـعــلـيـم
* حسب التوجيهات الرسمية :
تخطيط أهداف الدرس
اختيار المحتويات و تنظيمها .
اختيار الطرق و الوسائل .
تنظيم عمليات التقويم .
إجراء الدعم و التقوية .
تحديد المصطلحات : التعليم والتعلم
و بالتالي فإن مصطلح العملية التعليمية التعلمية Ens\ App هي مزيج من هذين المفهومين ، من جهة المدرس و المادة الدراسية و التلميذ في تفاعل مستمر لأجل بلوغ المعرفة .
لو طلب منك أن تعبر عن مصطلح ” التعليم ” بصورة ، فما هي الأكثر تعبيرا ؟؟؟
السؤال الأساس :
كيف يتعلم الشخص،
ويتذكر ما تعلمه ؟
I ـ نظرية الإشراط الكلاسيكي Théorie du conditionnement classique
تعرف بتسميات أخرى : الإشراط الانعكاسي / التعلم الاستجابي / الإشراط البافلوفي ... نسبة إلى العالم الروسي Ivan PAVLOV الذي بلور أفكارها و مفاهيمها (1927 ) كما ساهم في تطويرها الأمريكي John WATSON من خلال أبحاث على الحيوانات و الأفراد . ( صوت أقدام الحارس لعاب تقديم الطعام مع رنات الجرس الجرس لعاب )
مؤثر استجابة Stimulus Réponse
- يؤخذ عليها أن مدى تفسيرها للسلوك ضيق جدا .
- فهي تعجز عن تفسير العديد من المظاهر
السلوكية كالإجراءات التي تنبع من إرادة الفرد .
- يمكن أن تفسر لنا كيفية تشكل الأفعال الحركية اللاإرادية .
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ Par Essai – Erreur
و تصنف ضمن النظريات السلوكية الترابطية ، و تعرف كذلك : بالتعلم بالاختيار و الربط .
طور أفكارها عالم النفس الأمريكي : إدوارد Thorndike (1874-1949). ينطلق هذا النموذج من مبدأ المحاولة و التجربة . أي أن الإرتباطات بين الاستجابات و المثيرات تتشكل اعتمادا على خبرات الفرد بنتائج المحاولات السلوكية التي يقوم بها حيال المواقف المثيرة التي يواجهها و يتفاعل معها ، بحيث يتعلم الاستجابة المناسبة من خلال المحاولة و الخطأ.
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ
انطلق "تورندايك" من تجارب المتاهات Labyrinthes والأقفاص، خصوصا تجربة القط الجائع في قفص يحتوي على رافعة تمكنه من الخروج لأكل السمك . بعد محاولات عشوائية استطاع القط ( بالمحاولة الخطأ) أن يتخلى عن الاستجابات الخاطئة و يحتفظ فقط بالمناسبة (في الأخير محاولة واحدة فقط ) .
لم يعترض“تورندايك“ على قوانين نظرية الإشراط الكلاسيكي إلا أنه يرى ان تفسير الارتباطات بين المؤثرات والاستجابات وفق هذا المبدأ غير كاف، وصاغ مبادىء تفسير عملية التعلم :
II - نموذج التعلم بالمحاولة و الخطأ
1- تشكيل الارتباطات يتم وفق مبدأ المحاولة و الخطأ
2- قانون الأثر : Loi de l'effet: هو نتائج السلوك أو المحاولة تجاه موقف مثير يواجهه الكائن . و هو تغذية راجعة (Feed Back) لهذه المحاولة . إذا فشلت نتج عنها انزعاج وعدم الرضا و العكس الرضا و الارتياح
3 - قانون المران أو التدريب
4 - قانون الاستعداد : يرى Th أن الاستعداد يلعب دورا في حدوث عمليات التعلم ، شرط أن تكون وحدة التوصيل العصبي سليمة و عدم وجود عوائق .
5 - قانون انتشار الأثر : أي على الاستجابات الأخرى التي تقترب منها .
III – نظرية التعلم الاجرائي (أو الراديكالية السلوكية ) Béhaviorisme (1953)
من منظريها ” بروس SKINEER ” (1904-1990) (Béhavior = السلوك )
- درس سلوك الفئران و الحمام .
- انطلق من تفسيره لعملية التعلم من قانون الأثر في نظرية تورندايك لكنه اعترض على مفهومي الرضا و عدم الرضا . و استعاض عنهما بمفهومي التعزيز و العقاب .
- بالتالي عوض ارتباطات "تورندايك" المحاولة و الخطأ بالاستجابات التعزيزية أو العقابية
III – نظرية التعلم الاجرائي (السلوكية )
التعزيز : يعرف على أنه أي حدث سار يتبع سلوكا ما بحيث يعمل على تقوية احتمال تكراره في مرات لاحقة .
* المعززات الخارجية : - المادية : الألعاب ، الحلوى ، المكافآت النقدية ...
- الاجتماعية : المدح ، الثناء ,
الابتسامة ، التصفيق ...
- الرمزية : القصص ، الصور ، شهادات تقديرية ... ( نقطة حسنة (
* المعززات الداخلية المصدر : حالة الإشباع و الرضا ، و تحقيق المتعة و الارتياح ..
III – نظرية التعلم الاجرائي (السلوكية )
العقاب : إنه إجراء مؤلم أو مثير غير مرغوب فيه يتبع سلوكا ما ، بحيث يعمل على إضعاف احتمالية تكراره لاحقا
* المثيرات العقابية الخارجية : - المادية : الضرب ، السجن , الغرامة ....
- الاجتماعية :التوبيخ ، الاهمال ، الشتم ، العزل ...
- الرمزية : المنع من الاجازة ، الحرمان من اللعب (أو لعبة ) ...
* المثيرات العقابية الداخلية : تتمثل في الشعور بالألم و الندم ووخز الضمير .
VI – نظرية التعلم الاجتماعي : Sociale أو التعلم بالملاحظة و التقليد Observation et imitation أو التعلم بالنمذجة Par Modèle
Albert Bandura & Walters (1963)
يؤكدان مبدأ الحتمية التبادلية في عملية التعلم من حيث التفاعل بين ثلاث مكونات رئيسية :
السلوك - المحددات المرتبطة بالشخص - المحددات البيئية
VI – نظرية التعلم الاجتماعي
تنطلق هذه النظرية من افتراض رئيسي مفاده أن الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات من الأفراد يتفاعل معها و يؤثر فيهم ويتأثر بهم ، و بذلك فهو يلاحظ سلوكات و عادات و اتجاهات الآخرين و يعمل على تعلمها من خلال الملاحظة و التقليد . حيث يعتبر الآخرين بمثابة نماذج Modèles يتم الإقتداء بسلوكاتهم .
لكنها لا تتم بشكل أوتوماتيكي بل تتم على نحو انتقائي و تتأثر إلى درجة كبيرة بالعديد من العمليات المعرفية لدى الملاحظ مثل الاستدلال و التوقع و القصد و الإدراك ...
VI – نظرية التعلم الاجتماعي
* نواتج التعلم :
- تعلم أنماط سلوكية جديدة (خصوصا لدى الطفل )
- كف أو تحرير سلوك (ملاحظة سلوك معاقب عليه )
- تسهيل ظهور سلوك ( بعد النسيان )
* عوامل التعلم الاجتماعي :
- الانتباه و الاهتمام Attention / Intérêt
- الاحتفاظ Rétention( التخزين أو التمثيل الرمزي في الذاكرة )
- الإنتاج أو الاستخراج Production
- الدافعية Motivation
يعد التعلم بالملاحظة مصدرا هاما لتعلم السلوك الإبداعي من خلال التعرض لعدد كبير من النماذج .
V ـ نظرية الجشطلت : Théorie du GESTALT
ظهرت في القرن 20 في ألمانيا على يد WERTHEIMER Max 1880 ) – 1943 ) و ساهم فيها أيضا كل من KOHLER و KOFKA و LEWIN
و هي النظريات المعرفية التي عارضت السلوكية (SR) و المدرسة البنائية من حيث دعوتهما إلى تحليل الظاهرة النفسية إلى مكوناتها الأولية .
V ـ نظرية الجشطلت :
و الجشطلت كلمة ألمانية تعني الكل أو الشكل أو النمط المنظم الذي يتعالى على مجموع الأجزاء .
فالجشطلت هو بمثابة كل مترابط الأجزاء على نحو منظم و متسق ، و يمتاز هذا الترابط بالديناميكية ، بحيث أن كل جزء فيه له دوره الخاص و مكانته و وظيفته التي يفرضها عليه هذا الكل . فعلى سبيل المثال ترى هذه المدرسة أن العقل ليس مجرد مجموعة العناصر و أن اللحن الموسيقي ليس مجرد مجموعة أصوات تعزفها الآلات المختلفة و إنما هي كليات ذات تنظيم ديناميكي .
V ـ نظرية الجشطلت :
افتراضات النظرية حول التعلم :
-1يتم التعلم من خلال الاستبصار Insight ( تجربة كوهلر)
V ـ نظرية الجشطلت :
-2 يعتمد التعلم على الإدراك ( Perception ) : إذا كانت العلاقات القائمة بين عناصر الموقف واضحة فإن التعلم يحدث بسرعة .
- 3ينطوي التعلم على إعادة التنظيم: Réorganisation أي تنظيم عناصر الموقف من حالة غير واضحة إلى وضع جديد تكون العلاقات القائمة بين عناصره ذات معنى بالنسبة للفرد .
4- ينطوي التعلم على إدراك البنية الداخلية Structure interne
لمايتم تعلمه.
V ـ نظرية الجشطلت :
- 5 يعنى التعلم بالوسائل و النتائج .
- 6 التعلم القائم على الاستبصار يجنب الوقوع في الخطأ.
7 - الفهم و الاستبصار يسمحان بانتقال أثر التعلم : (إلى مواقف مماثلة )
- 8التعلم بالاستبصار هو مكافأة بحد ذاته للمتعلم ( معززات نتيجة الرضا و الارتياح ) .
VI – نموذج معالجة المعلومات Modèle de traitement des informations
أهم منظريها (1971) SHIFFREN& ATKINSON
ظهر هذا الاتجاه في أواخر الخمسينات من القرن 20 مستفيدا من التطورات التي حدثت في مجال هندسة الاتصالات و الحاسوب الالكتروني .
فقد عمد أصحاب هذا الاتجاه إلى تفسير ما يحدث داخل نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان على نحو مناظر لما يحدث في أجهزة الاتصالات من حيث عمليات تحويل الطاقة المستقبلة من شكل إلى آخر . مثال الهاتف النقال : يتم تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية ثم إلى طاقة صوتية .
مثال الحاسوب : ( النظمة الثنائية ( 0-1 ) – octet ...)
VI – نموذج معالجة المعلومات
يتألف نظام معالجة المعلومات لدى الإنسان من ثلاث مكونات أساسية :
* الذاكرة الحسية ( ما تأتي به الحواس ) .
* الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة ( الترميز) RAM
* الذاكرة طويلة المدى: كما هو الشأن في الحاسوب ROM
VI – نموذج معالجة المعلومات
العمليات الأساسية لنظام معالجة المعلومات :
-1 الاستقبال Réception : تسلم المنبهات الخارجية بالحواس.
-2الترميز Encodage : هو عملية تكوين آثار ذات مدلول معين للمدخلات الحسية في الذاكرة ، على نحو يساعد في الاحتفاظ بها ويسهل عملية معالجتها لاحقا .
مثلا ، الترميز البصري : يتم تشكيل آثار ذات مدلول معين لخصائص المدخلات كاللون و الشكل و الحجم ...
الترميز السمعي : يتم تشكيل آثار ذات مدلول معين لخصائص الصوت كالإيقاع و الشدة و التردد ...
VI – نموذج معالجة المعلومات
- 3التخزين Stockage : حيث يتم تصنيفها و تنظيمها لتخزن في ذاكرة الأحداث أو الذاكرة الدلالية أو الذاكرة الإجرائية حسب الهدف منها .
- 4الاسترجاع : هو عملية تحديد مواقع المعلومات المراد استدعاؤها و تنظيمها في أداء التذكر .
5- النسيان Oubli : ظاهرة نفسية إنسانية لها محاسنها و مساوئها. (المحاسن: نسيان خبرات مؤلمة ..)
(المساوئ : عدم استدعاء بعض الخبرات المهمة ..)
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي : Développement intellectuel ou cognitif
تعد نظرية بياجي إحدى النظريات المعرفية النمائية ، فهي تفترض أن إدراك الفرد لهذا العالم و أساليب تفكيره حياله تتغير من مرحلة عمرية إلى أخرى .
تأثر بياجي بعدد من العلماء و الفلاسفة ( كانط : نظرية المعرفة = الإبستمولوجيا ) من حيث أن معرفة أي شيء في هذا العالم تتطلب وجود معرفة سابقة تتعلق بالزمان و المكان والعمق . اتفق مع الجشطالتية حول مفهوم كلية الإدراك .
و أصدر عددا كبيرا من المؤلفات حول النمو العقلي بناء على ملاحظاته و دراساته على أطفاله .
1 - عوامل النمو :
- النضج Maturation : أي التغيرات التي تطرأ على الجهاز العصبي والحواس و أعضاء الجسم . مثلا : نضج العضلات تتيح حرية الحركة و السيطرة على الأشياء.(الخط ← الكتابة )
- التفاعل مع العالم المادي : Interaction avec le monde physique
من خلال ذلك يتعرف الفرد على أسماء الأشياء و خصائصها و فوائدها وأنظمتها .
- التفاعل مع العالم الاجتماعي : le monde social
أي أن الإنسان بمنظومته الفكرية و العقائدية و الثقافية و الإبداعية متفاعل ضمن مؤسسات المجتمع : الأسرة ، النادي ، الجمعية ، الشارع ، المؤسسات ...
- عامل التوازن Equilibre :
و هو قدرة إضافية تنبع من داخل الفرد و يستطيع من خلالها حل مختلف أشكال التناقضات ، و تمكنه من استعادة حالات الاتزان .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
- 2 العمليات الأساسية في النمو :
يرى بياجي أن عملية التوازن هي العامل الحاسم في النمو العقلي ، فهي عملية ديناميكية نشطة تلازم الفرد خلال عمليات تفاعله مع العالم ، ومن خلالها يسعى الفرد إلى التخلص من حالات الاضطراب أو الاختلال ليصل إلى حالة من الاتزان بين بنائه المعرفي و العالم ، و تشمل عملية التوازن على قدرتين فطريتين هما :
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
- قدرة التنظيم Organisation :
هي نزعة فطرية تمكن الفرد من تنظيم خبراته وعملياته المعرفية في بنى معرفية نفسية . فالتنظيم ينطوي على عمليات الجمع و الترتيب و إعادة التشكيل و الإنتاج للأفكار و الخبرات لتصبح نظاما معرفيا متكاملا .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
-قدرة التكيف Adaptation : نزعة فطرية تمكن الفرد من التأقلم والتعايش مع البيئة . و يمثل التكيف الهدف النهائي لعملية التوازن ، و يحدث من خلال عمليتين هما :
* عملية التمثل Assimilation : تتضمن تعديل الخبرات الجديدة بما يتناسب مع الأبنية المعرفية الموجودة لدى الفرد . فهي تغيير في هذه الخبرات لتصبح مألوفة . فعندما نتمثل خبرة ما ، فهذا يعني أننا نعدل في هذه الخبرة لتتلاءم مع ما هو موجود لدينا .
* عملية التلاؤم Accommodation : يشير المفهوم إلى عملية تغيير أو تعديل البنى المعرفية الموجودة لدى الفرد لتتناسب مع الخبرات الخارجية ، و بذلك تطور الخبرات و أساليب التفكير . فهي عملية معاكسة لعملية التمثل و مكملة لها .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
-3مراحل النمو المعرفي : Stades de développement cognitif
- المرحلة منظومة فكرية قائمة بحد ذاتها ترتبط بعمر زمني و هو تقريبي .
- يسير النمو وفق تسلسل مطرد من مرحلة إلى أخرى و يتخذ المنحى التكاملي .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
أ ـ المرحلة الحس حركية : Stade sensori – moteur
( من الولادة إلى نهاية السنة الثانية )
يعتمد خلالها الطفل على الحواس و الأفعال الحركية لاكتشاف العالم المحيط به .
* معالمها :
- الاتصال المباشر بالأشياء ← تعطي استراتيجيات التفكير و التعلم .
- يمارس الطفل الأفعال الانعكاسية : المص ـ تحريك الأطراف ـ القبض ..
- ينسق بين حواسه واستجاباته ، حيث يلتفت إلى مصدر الصوت ، و يتابع الأشياء المتحركة .
- يلجأ إلى المحاكاة و التقليد و المحاولة والخطأ .
- يدرك ظاهرة بقاء و ديمومة الأشياء .
- يكتسب بعض الرموز اللغوية .
- يدرك استقلالية جسمه عن البيئة ( مفهوم الذات ) .
VII نظرية بياجي في النمو المعرفي :
ب - مرحلة ما قبل العمليات: Stade post - opératoire
( من الثالثة إلى السابعة من العمر )
أو مرحلة التفكير التصوري ، سميت كذلك لأن الطفل لا يكون قادرا على استخدام أو إجراء العمليات المعرفية بشكل واضح .
* معالمها :- يكون تفكير الطفل انتقاليا تحويليا ( أي من الخاص إلى الخاص ) و ليس تفكيرا استنباطيا ( الكل إلى الجزء ) و لا استقرائيا ( ينتقل من الخاص إلى العام ) .
- تفكيره صوري الطابع يرتبط بالمظهر الخارجي للشيء .
- اتساع دائرة النشاط اللغوي .
- تزداد القدرة على المحاكاة و التقليد ، و يبدأ في لعب الأدوار .
- يمتاز تفكيره بأنه أحادي القطب ( يستطيع تصنيف و ترتيب الأشياء لكن و فق بعد واحد فقط كاللون و الحجم و مادة الصنع ) - سيادة حالة التمركز حول الذات Egocentrisme ، فضمير الأنا هو الغالب .- الحكم على الأشياء و الأفعال يعتمد على النتائج و ليس على القصد و النية .
ج – مرحلة العمليات المادية: Stade des opérations concrètes
( من السنة الثامنة إلى نهاية السنة 11)
* معالمها : - تنمو لدى الطفل قدرات الترتيب و التصنيف و التبويب للأشياء ،و يصبح قادرا على التفكير فيها على ضوء أكثر من بعد .
- ينجح في عمل الاستنتاجات المنطقية المرتبطة بالأشياء المادية (3 مثلثات مثلا مختلفة الحجم ) .
- يطور مفهوم التعويض ( الماء في الإناءين المختلفين ).
- يدرك مفهوم التبادلية ( أحمد أخوك = أخوك أحمد).
- تتلاشى حالة التمركز حول الذات ( الأنا ← ضمير نحن ) .
د - مرحلة العمليات المجردة : Stade des opérations abstraites ou formelles
( من 12 سنة إلى سن الرشد )
أو مرحلة العمليات الشكلية ، أو التفكير المنطقي .
* معالمها : - يعتمد أكثر على أساليب التفكير المجرد .
- تنمو القدرة على وضع الفرضيات , و إجراء المحاكمات العقلية ، و إجراء التجارب للـتأكد من صدقها أو عدمه ( المنهج العلمي ) .
- تنمو القدرة على التفكير المنظم و البحث في جميع الأسباب المحتملة لحدوث ظاهرة ما .
د - مرحلة العمليات المجردة :
- نمو القدرات على التحليل الاستقرائي ( من الجزء إلى الكل ) والاستنتاجي (الاستنباطي ) أي الوصول إلى وقائع , و أحداث جزئية من خلال القواعد و التعميمات
- مع نهاية المرحلة تنمو لدى الفرد مفاهيم المساحة و الحرارة والسرعة و الحجم و الكثافة ...و يبدأ في تكوين المفاهيم المجردة التي ليس لها تمثيل مادي محسوس في الواقع ، و إنما يستدل عليها من خلال معانيها أو الآثار الدالة عليها كمفاهيم العدل والحرية و الأمانة و الديمقراطية ...
شكرا على حسن تتبعكم و حظ سعيد للجميع.