قضايا المناقشة
أهمية الاتجاه وتعريفه
طبيعة الاتجاه: بنيته, ووظائفه, وتكونه
طرائق قياس الاتجاه
علاقة الاتجاهات بالسلوك
صف اتجاهك
أهمية مفهوم الاتجاه في علم النفس الاجتماعي
من أكثر الموضوعات والمفاهيم التي حظيت بالدراسة والاهتمام من قبل الباحثين في علم النفس الاجتماعي, وقد وصف بأنه جزء من «فولكلور» علم النفس الاجتماعي ومازال كذلك فالاتجاه من أهم المفاهيم النفسية في علم النفس الاجتماعي والتي تهتم:
- اكتشاف بناء ووظائف الاتجاهات كجزء من البناء النفسي للفرد
- ربط مفهوم الاتجاه بمناحي نظرية معرفية مثل مفاهيم المنحى الذهني.
الاتجاه ظاهرة نفسية يرتبط بمثيرات اجتماعية
تعريف الاتجاه
« ميل نفسي لتقييم كيان معين بدرجة من التفضيل أو عدم التفضيل»
يتضمن هذا التعريف:
1- حالة داخلية عند الشخص تدوم لفترة قد تطول أو تقصر.
2- حالة نفسية فردية
3- لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر (بناء افتراضي» يستدل عليه من آثاره
4- يتضمن تقييم سلبي أو إيجابي
5- مرتبط بموضوع ما لا يكون هناك اتجاه بدون مثير فهو يعبر عنه بحضور مثير معين (أشخاص, أشياء , كلمات, ونحو الذات تقدير الذات هو يمثل اتجاهك نحو ذاتك.
6- الاستجابات التقييمية قد تكون ظاهرة او خفية, صريحة أو ضمنية , آلية أو مقصودة.
7- هناك درجات متفاوتة من التقييم الإيجابي وكذلك للتقييم السلبي
مفهوم الاتجاه
قد يكون موضوع الاتجاه فرد (فلان)، أو جماعة (فئة اجتماعية كاليهود مثلا)، أو شيئا (سلعة، نوعا من الأكل أو المنتوجات أو المصنوعات، مثلا)، أو فكرة (توجه أو مذهب سياسي أو ديني)، أو سلوك (الالتزام بالنظام أو العنف، مثلا) أو الفرد نفسه. فليس هناك اتجاهات دون موضوعات.
ويمكن أن يكون نحو مفهوم تقدير الذات إيجابي أو سلبي.
درجات التقييم يمكن ترتيبها على متصل يمتد من الدرجات المنخفضة (أو انعدام الاتجاه) إلى المرتفعة مرورا بالمتوسط
يتكون الاتجاه من خلال الخبرات التي يمر بها الفرد مع موضوع الاتجاه.
الفرد لا يورث الاتجاه ولا يولد معه وإنما يتعلمه من خبرته, أو من خلال اتجاهات الآخرين ووسائل الأعلام وما يقوله الآخرون المحيطين بالفرد.
لا ينتقل الاتجاه عبر الجينات , وإنما يتعلم من خلال الخبرة المباشر وغير المباشرة أي معلومات تلقاه من مصادر مختلفة.
الاتجاه ومفاهيم مرتبطة به
السمة
1- ليس لها موضوع محدد وإنما ميل عام إلى السلوك أو الشعور أو التفكير( الانبساطية, سمة ترتبط بنمط سلوكي عام
2- لا تتضمن التقييم
3- أكثر ثباتاً نسبياً من الاتجاه التغير من الانبساطية إلى الانطوائية ليس سهلاً
الاتجاه
1- موجه نحو موضوع ما ميل إلى تقييم يتطلب وجود موضوع يرتبط بالتقييم الاتجاه عندما نتحدث عن موضوع معين
2- قد يكون سلبي أو إيجابي
3- يمكن تغيره بسهولة ولكن هناك بعض الاتجاهات يصعب تغيرها
الاتجاه والقيم
الاتجاه: هو الوحدة الاساسية التي تتكون منها القيمة
يعتمد وجود القيمة على تكون عدد من الاتجاهات نحو موضوعات ذات صلة.
أي تغيير في أحد الاتجاهات التي ترتبط بقيمة معينة سيؤدي إلى تغيير في الاتجاهات التي تتكون منها هذه القيمة .
القيم : هي عبارة عن اتجاهات مركزية , ويتكون من عدد من الاتجاهات المترابطة(حب العمل, قيمة الصحة, الصدق, التعاون..
وقد تتجسد هذه القيمة في عدد من الاتجاهات
قيمة الصحة: تتضمن اتجاه نحو الاهتمام بالغذاء, الاتجاه نحو الرياضة, اتجاه نحو الفحص الطبي
طبيعة الاتجاه: بنيته
- النموذج الثلاثي لبنية الاتجاه
التكوين الثلاثي للاتجاه والتقييم
المكونات الثلاث صدقها وعلاقتها ببعضها
أثيرت عدة تساؤلا ت فيما لو فعلاً يتكون الاتجاه من ثلاث مكونات وماهي العلاقة بينها, وقد حدد بريكلر خمسة شروط يجب تحقيقها في أي اختبار لتأكد من صحة هذا النموذج:
1- القياس اللفظي وغير اللفظي للعاطفة والسلوك, وعدم الاعتماد على الذهني فقط
2- إحضار المثير فيزيقيا أثناء القياس ويفضل عدم استحضاره ذهنياً
3- أخذ قياسات ذهنية وعاطفية وسلوكية متعددة ومستقلة
4- يجب استخدام التحليل التأكيدي وليس الاستكشافي, أي اعتماد التحليل الإحصائي.
5- يجب قياس كل المتغيرات التابعة على نفس المتصل التقييمي.
بينت الدراسات ما يدعم المكون الثلاثي للاتجاهات
مثال تجربة الثعابين احضارها فيزيقيا وقياس الحالة المزاجية, نبض القلب, المسافة ودرجة تفاعل السلوكي.
- استحضاره ذهنياً وقد دعمت النتائج النموذج الثلاثي.
العلاقة بين المكونات
أوضحت الدراسات ليس من الضرورة أن يكون هناك ارتباط قوي ودائم بين هذه المكونات الثلاث.
فقد يشعر الفرد بنوع من الضيق في المستشفى(عاطفة سلبية تتعلق بمهنة الطب) ولكنه في الوقت نفسه يعتقد إن معظم الأطباء مؤهلين جيداً(مكون ذهني إيجابي) ويوافق على أن تجرى له عملية جراحية( مكون سلوكي إيجابي). – المكونات الثلاث تختلف حسب نوع الموقف وموضوع الاتجاه.
ويجب أن نتذكر: إن الاعتقادات السلبية قد تولد عاطفة سلبية, والعاطفة السلبية قد تؤدي إلى اعتقادات سلبية , والسلوك السلبي قد يؤثر على كل من هذين الجانبين ويتأثر بهما.
وظائف الاتجاه
يؤكد التحليل الوظيفي للسلوك على الطبيعة الغرضية والتكيفية للسلوك والفكر الإنساني. والفكرة الرئيسة للنظرية الوظيفية في الاتجاهات هي أنها تخدم وظائف نفسية تمكن الفرد من التعامل مع بيئته الاجتماعية ومتطلباتها.
ويرى كاتز أن وظيفة المعرفة أو وظيفة تقييم الموضوع هي أهم أساس وظيفي لتكون الاتجاهات واستمرارها كجزء من البناء الذهني للفرد.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية للجوانب السلبية أو الإيجابية في الموضوعات يخدم وظيفة المعرفة لأنه يعمل كإطار مرجعي؛ أي أن اتجاهاتنا تؤثر على انتباهنا وتفسيرنا للمعلومات عن عالمنا الاجتماعي، وتحدد استجاباتنا في الحياة اليومية، وبهذا يبدو عالمنا الاجتماعي منتظما يمكن التنبؤ بأحداثه، والتعامل معها بكفاءة.
فالاتجاه كمخطوطة ذهنية يؤثر في انتقاء معلومات معينة من البيئة، وفي عملية ترميزها وتفسيرها، سواء كان اتجاها إيجابيا أو سلبيا.
وظائف الاتجاهات
ووجود الأدلة التي تؤكد الوظيفة المعرفية للاتجاه لا يعني أن العمليات الذهنية تحت سيطرة وتوجيه دائمين من اتجاهاتنا.
فالعمليات الذهنية تتأثر أيضا بعوامل شخصية وموقفية كأهداف الفرد الحالية، وقوة الأدلة المناقضة للاتجاه، والمعايير الذاتية، والحالة المزاجية والانفعالية.
كما يعتمد تأثر العمليات الذهنية بالاتجاه على خصائص الاتجاه نفسه.
فهناك اتجاهات قوية أو مركزية وأخرى ضعيفة أو هامشية؛ اتجاهات سهلة الاستدعاء وأخرى أقل سهولة.
والاتجاهات نفسها عرضة للتغير في ظروف محددة أو تحت شروط معينة
وظائف أخرى للاتجاهات
الوظيفة الوسيلية أو المنفعية (تقدير الفرد لشخص يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافه)
وظيفة التكيف الاجتماعي (تعبير المرء عن اتجاهات سائدة في الجماعة التي ينتمي إليها)،
وظيفة التعبير القيمي (الاتجاهات السلبية نحو قوى الاستعمار لدى من تمثل الحرية قيمة مركزية في بنائه القيمي)،
وظيفة الدفاع عن الذات (كأن يعبر المحروم من الحرية عن اتجاهات سلبية نحو الحرية بربطها بالفوضى، مثلا
أسس تكون الاتجاهات
بما أن الاتجاه يتجسد في استجابة تقييمية (فكرية أو عاطفية أو سلوكية) لموضوع ما، فمعرفتنا بكيفية نشوء الترابط بين الاستجابة التقييمية وموضوعها قد يساعدنا على معرفة كيفية تكون الاتجاهات.
دور المعلومات والعمليات الذهنية في تكوين الاتجاهات:
إن المعلومات التي نتلقاها في مواقف حياتنا اليومية، خاطئة كانت أو صحيحة، بمثابة المواد الأولية التي تتكون بناءً عليها اتجاهاتنا. والاتجاه الذي يتكون لدى متلقي المعلومات ليس مجرد صورة ذهنية لتلك المعلومات، حيث تخضع المعلومات للعمليات الذهنية المتعلقة بالتلقي والتفسير والتقييم، وتتأثر بما لدى الفرد من مخطوطات ذهنية ومفاهيم سابقة.
فأثر المعلومات على تكوين الاتجاهات يخضع لقوانين الانتباه والتخيل والتفيئة والذاكرة والإدراك. كما أن تأثير المعلومات محكوم بإدراك المتلقي لمصدرها (مصداقيته أو جاذبيته، مثلا).
عمليات التعلم و تكون الاتجاهات
لا يولد الفرد ومعه اتجاهات معينة. فالاتجاهات مكتسبة (متعلمة) من خلال الخبرة المباشرة أو غير المباشرة.
- التشريط الكلاسيكي
ينتج عن اقتران مثير محايد (شرطي) [كلمة-صوت-صورة] مع مثير طبيعي (غير شرطي) [صدمة كهربية-طعام] مما يؤدي إلى اكتساب المثير المحايد خاصية استدعاء الاستجابة الخاصة بالمثير الطبيعي. ولا تقتصر عملية التعلم على المثير الأصلي بل تتعداه إلى كل ما يشبهه (في المعنى أو الشكل، مثلا).
فعلى سبيل المثال اقتران مبنى المدرسة بخبرات سلبية يؤدي إلى استثارة مبنى المدرسة عند رؤيته للانفعالات التي من عادة المثير العقابي، مثلا، استثارتها.
وقد يحدث التشريط دون مستوى الوعي(انظر/ي ص 8-249). وتدل هذه النتائج أن الاتجاه يمكن أن يتكون في غياب أي معالجة واعية للمعلومات الاجتماعية.
عمليات تعلم وتكون الاتجاهات
التشريط الإجرائي:
عندما يعبر الفرد بصورة تلقائية عن اتجاه معين ثم يتبع ذلك معزز إيجابي (أو سلبي) لفظي، مثلا، فسيؤدي المثير المعزز إلى زيادة (نقص) تكرار تعبير الفرد عن ذلك الاتجاه، أو إلى تشكيل اتجاه نحو مثير عرضي.
الاحتذاء:
تُكتسب الاتجاهات لا عن طريق الخبرة المباشرة فقط (تعلم شرطي كلاسيكي أو إجرائي)، وإنما عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، ونتائجه عليهم، وهو ما يسمى بالاحتذاء.
ويحدث الاحتذاء عندما يتخذ الفرد شخصا آخر نموذجا يتماهى معه. وهو يحدث لنوعين من الأسباب: النتائج الملاحظة لسلوك النموذج على النموذج نفسه، وأفكار الفرد المتعلم ومشاعره نحو النموذج.
سلوك الفرد وتكون الاتجاهات
يمكن أن تتكون اتجاهات الفرد أيضا من خلال ملاحظته لسلوكه هو نفسه، (نظرية إدراك الذات ونظرية التنافر الذهني).
فقد يقوم الأطفال بأفعال كثيرة دون اختيارهم, ولكن مجرد قيامهم بهذه الأفعال قد يؤدي إلى تكوين اتجاهات تتناسب معها,,
وفي نفس السياق بينت الدراسات أن تقييم الفرد لأي هدف يكون أعلى إذا بذل جهدا أعلى في تحصيله مما إذا كان الجهد المبذول أقل (نظرية تبرير الجهد)
طرائق قياس الاتجاهات وأهميته
هناك عدة طرق لقياس الاتجاهات أشهرها طريقة ليكرت.
ولا يمكن قبول نتائج القياس إلا إذا كانت درجات صدق المقياس وثباته مقبولة أو مرتفعة. والصدق أن يقيس المقياس ما خصص له أو ما يزعم صاحب المقياس أنه يقيسه. والثبات هو أن يعطينا المقياس قراءات متشابهة إلى حد كبير إذا طُبق في فترات زمنية متفاوتة. والصدق ألزم من الثبات حيث أن المقياس الصادق بالضرورة ثابت والعكس ليس صحيحا. وتشير الموضوعية إلى تحرر المقياس من ذاتية المصحح حيث يحصل المفحوص على نفس الدرجة بغض النظر عن القائم بالتصحيح. هذه الخصائص الثلاث لها الأولوية عند تقييم المقاييس. وهناك خصائص تأتي في المرتبة الثانية في تقييم المقياس منها الاقتصاد في الوقت والجهد والمال والمفاهيم.
ولكي يكون مقياس اتجاه صادقا فيجب أن يشتمل على بنود تبرز خاصية تقييم موضوع الاتجاه (سلبي أو إيجابي) في أفكار ومشاعر وسلوكيات المفحوصين.
أشهر طرائق قياس الاتجاهات
1- مقياس المسافة الاجتماعية: يمكن من تحديد اتجاهات الفرد كمياً لقياس درجة قرب العلاقة التي يقبل بنشوئها بينه وبين عضو من أعضاء جماعات المختلفة .
قبول الفرد بالزواج من أحد أعضاء جماعة معينة قد يعكس درجة اتجاه أكثير إيجابية من قبوله كصديق فقط. والأخير قد يعكس درجة أكثر إيجابية من قبول الفرد للعيش معه في حي واحد.
2- مقياس غوتمان: يقوم على إن أي بعد نفسي يمكن قياسه بعدد من العبارات التي تمثل بعداً واحداً وإذا رتبت حسب درجة صعوبتها بالنسبة للمهارات والقدرات , وهذا يعني إيجاد عدد من العبارات يمكن ترتيبها على بعد واحد من الصعوبة القبول, حيث يتضمن في إحدى نهايتها العبارة التي يسهل على غالبية الأفراد قبولها, وفي النهاية الأخرى العبارة التي لا يقبلها إلا عدد محدود جداً من الأفراد.
قياس الاتجاهات
3- طريقة المسافات المتساوية (ثيرستون): عمل على بناء مقياس تتساوى فيه الفروق بين الدرجات المختلفة من التقييم السلبي والتقييم الإيجابي
4- طريقة ليكرت لقياس الاتجاه: من أشهر المقاييس يستجيب المفحوص لكل عبارة على حدة مبيناً درجة موافقته أو رفضه لها على مقياس متدرج. بين أوافق تماما- أوافق- غير متأكد0 لا أوافق- لا أوافق وطلاقاً.
....................................