الاضطرابات الذهانية
F20الفصام :
أ- الفصام الزوراني (البارانويدي)
ب- فصام المراهقة
ت- الفصام الجامودي
ث- الفصام غير المميز
ج- الاكتئاب التالي للفصام
ح- الفصام المتبقي
خ- الفصام البسيط
د- فصام اخر
ذ- الفصام غير المعين
F21 الاضطراب فصامي النمط.
F22 الاضطراب الضلالي.
F23 الاضطرابات الذهانية الحادة والعابرة.
24 fالاضطراب الضلالي المشترك
25f الاضطرابات الوجدانية الفصامية
1. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الهوسي.
2. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الاكتئابي.
3. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط المختلط.
الفصام schizophrenia
هو اضطراب نفسى وظيفي يتصف بوجود خلل في التفكير ، والادراك ، والوجدان ، والسلوك ، ويؤدى إلى تدهور واضح على المستوى السلوكي ، والخلقي ، والاجتماعي مما يفقد الفرد شخصيته ، وبالتالي يصبح في عزلة عن العالم الحقيقي والمجتمع.
تشخيص الفصام :
اعتمدت الاصدارة العاشرة معايير كورت شنايدر المشخصة للفصام واضافت ثلاثة معايير أخرى وفيما يلى سوف نستعرض هذه المعايير:-
وجود عرض واحد فقط من هذه الأعراض يشخص الفصام.
1/ هلاوس سمعية: وتتمثل في الآتي:-
أ/ صدى الأفكار: وتكون في شكل صوت واحد يردد أفكار المريض.
ب/ هلاوس سمعية في شكل صوتين أو أكثر يتحدثان عن المريض باستخدام ضمير الغائب هو أو هي.
ج/ هلاوس سمعية في شكل صوت فأكثر تصف أفعال المريض بصورة تفصيلية.
2/ هلاوس حسية:
وهنا يحس المريض بأن هناك حشرات تمشى على جسمه .
3/ خلل في ملكية الأفكار:-
أ/ سحب أفكار
ب/ زراعة الافكار
ج/ إذاعة الافكار.
4/ الظاهرة السلبية: وتشتمل الظاهرة السلبية على الآتي:-
أ/ ضلالات التأثير واللافاعلية:
وهنا يعتقد المريض اعتقاداً جازماً بأنه لا يستطيع التحكم فى نفسه . أو أن هناك جهة تتحكم فى أفعال المريض.
5/ الإدراك الضلالي:-
هي عبارة عن ضلالات أولية تتم في مرحلتين:
أ/ أولا يتم فيها استقبال مثير من البيئة الخارجية وإدراكية بصورة طبيعية
ب: تفسير المدرك: وهنا يعطى المثير معنى جديد غير طبيعي.
ما أضافته ICD10:
1- وجود ضلالات تتعلق بقوى خارقة مثل التحكم في الرياح والسحاب.
2- انقطاع تسلسل الأفكار وفقدان الروابط بين الأفكار والاتيان بمفردات جديدة مستحدثة.
3- الأعراض السلبية للفصام: مثل:
الخمول وندرة الكلام أو الانعزال الاجتماعي – التبلد الانفعالي ، فقدان المبادرة والدافعية (كل هذه الأعراض تطرح من الشخصية).
ولتشخيص الفصام لابد من مراعاة الشروط الآتية:-
1- وجود احد المعايير اعلاه.
2- ديمومة الأعراض لمدة شهر علي الاقل.
3- استبعاد وجود المسبب العضوي.
أنــواع الفصـــام:
الفصام البسيط Simple schizophrenia
هو من أصعب الأنواع تشخيصاً نظراً لغياب الأعراض الشديدة وصعوبة تفرقه عن بعض الأمراض، أو اضطرابات الشخصية. وكلمة بسيط انطلقت هنا لقلة الأعراض الايجابية مثل الضلالات و الهلاوس . والهياج والكلام غير المترابط، ولهذا النوع مسار تدريجي بطئ ومتفاقم. ومن أهم الأعراض التي يتميز بها هذا النوع التبلد الوجداني ، انعزال المريض والعجز عن اتخاذ القرار
فصام المراهقة:
يتصف هذا النوع بالتفكك أساساً وفيه تظهر كل الأعراض الدالة على تباعد أجزاء الشخصية عن بعضها .وأهم ما يميز هذا النوع وجود اضطرابات التفكير مثل عدم ترابط الافكار ،وخلل التفكير المجرد . ويهاجم هذا النوع من الفصام في سن مبكرة إلى سنوات الدراسة المختلفة مما يمثل مشكلة دراسية كبيرة غالباً ما تؤدى إلى رسوب الطالب في الامتحانات . كما يعانى المصاب بالتبلد الوجداني وعدم التناسق الانفعالي والهلاوس السمعية كذلك اضطرابات السلوك مع تصرفات اندفاعية تلقائية غريبة وغير مفهومة كما تتأرجح بعض الأعراض القهرية الغامضة. ويبدأ المريض أحياناً ممارسة العادة السرية، أو الخوف من الأمراض خاصة الدرن والسرطان . وقد يبدأ المرض أحياناً بأعراض عصابية أو زيادة انحراف في الطاقة الجسدية
الفصام الكتاتونى Catatonic schizophrenia
يبدأ في سن متأخرة عن البسيط والمراهقة ما بين 20 – 40 سنة ويتميز باضطراب الحركة، وغالباً ما يتحسن بعد العلاج ويتصف هذا النوع بأنه يظهر في صورة ذات وجهين . فالمريض إما أن يحضر في حالة هياج شديد جداً يظهر في شكل تحطيم أعمى، وانقضاض خطر على من حوله وما حوله ، أو أنه يظهر في شكل غيبوبة تصل إلى ما يشبه الموت . وعادة ما تظهر النوبة الكتاتونية على مدى مسارها سواء في صورة ذهول أو نشاط زائد غير منظم. . وهنا يعانى المريض من الهلاوس والضلالات القوية والمستمرة وبعد حدوث عدد من النوبات يظهر ميل لأن يأخذ النمط الجامودى وصفاً يقارب حالات فصام المراهقة أو البارانويد.
الفصـــام البارانويديParanoid schizophrenia
يبدأ في نهاية مرحلة الرشد وأهم ما يميزه ضلالات العظمة والاضطهاد و الهلاوس السمعية والانفعال الشديد والعناد . وتتميز الشخصية بالشك والعنف والجدل والتهجم على السلطة قبل الاصابة بالمرض. كذلك في هذا النوع من الفصام تنطلق الميول العدوانية المكبوتة والكراهية الشديدة والعنف الذى يصعب مقاومته .
ومن الاعراض الزورانية الاكثر شيوعاً:
1- ضلالات الاضطهاد او الاسناد او المولد الرفيع او الغيرة.
2- هلاوس سمعية تهدد المريض او تأمره او هلاوس سمعية غير محددة
3- هلاوس شمية او تذوقيه او احساسات جنسية او جسمية اخري وقد تحدث هلاوس بصرية ولكنها نادرا ما تكون بارزة.
المعايير المشخصة :-
1. استيفاء المعايير المشخصة للفصام .
2. ان تكون الضلالات و الهلاوس واضحة .
3.
الفصام الغير مميزUndifferentiated schizophrenia
هو نوع من الفصام يقع بين فصام المراهقة والنوع البارنويدى على أن بعض الباحثين يرون أن هذا النوع يشمل الأنواع الأخرى التي لا يمكن تحديدها تماماً
ومن هذا النوع من الفصام يأتي المريض بأعراض متباينة، وتبدو مركبة ومتداخله ولهذا يطلق عليه الفصام غير المميز.
الفصام المتبقيResidual schizophrenia
هذا النوع من الفصام يحدث بعد علاج متوسط النجاح وقد يصل المريض إلى حالة لا هي بالشفاء ولا هي بالفصام الصريح ،وتتجمع الشخصية بدرجة ما وتعود العلاقة بالواقع على مستوى أدنى من الكيف كما يظل التفاعل الوجداني هامداً وليس متبلداً. وتظل الضلالات موجودة ولكنها بعيدة وغير متداخلة في الحياة العادية، واحياناً يقال عنها متحوصلة ولكن الحوصلة قابلة للكسر في أي لحظة كما تبهت الهلاوس أو تختفى مع قيام المريض ببعض الأعمال المتواضعة.
الدلائل التشخيصية :-
1) اعراض فصامية سلبية بارزة أي بطء نفسي حركي ، قلة النشاط ، تبلد الوجدان ، لا فاعلية وانعدام المبادرة ، فقر في كمية ومضمون الكلام ، خلل في التواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه ، التقاء العيون ، تغير نبرات الصوت، سوء العناية بالذات ، ضعف الاداء الاجتماعي .
2) دليل من الماضي علي وجود نوبة فصامية واحدة علي الاقل تستوفي معايير الفصام.
3) وجود فترة مدتها سنة علي الاقل انخفضت فيها كثافة ومعدل الاعراض الايجابية كالضلالات و الهلاوس مع وجود الاعراض السلبية.
الاكتئاب التالي للفصام :- Post-schizophrenic depression
نوبة اكتئابية قد تطول مدتها ، تظهر بعد الفصام وقد تكون هناك بعض الاعراض الفصامية المتبقية لكنها لا تكون مسيطرة علي الصورة السريرية كما كانت سابقاً وقد تكون هذه الاعراض سلبية او ايجابية ، ولكن السلبية اكثر شيوعا ، ويصاحب هذه النوية دوماً خطر الانتحار وقد تنتج هذه النوبة عن :-
- قد تكون الاعراض الاكتئابية جزءً اصيلا من الفصام لاشتراكهما في الخلل في الوسائط الكيميائية احادية الامين.
- قد يكون من الاثار الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج الفصام.
- قد تنتج عن استبصار المريض وادراكه لما حدث في المراحل الاولي للفصام.
المعايير المشخصة للنوبة الاكتئابية التالية للفصام
1- الاصابة بالفصام خلال السنة الاخيرة
2- لا تزال بعض الاعراض الفصامية موجودة.
3- الاعراض الاكتئابية واضحة وتستوفي معايير نوبة اكتئابيه ومر علي وجودها اسبوعان علي الاقل.
واذا كان المريض لا يحمل أي اعراض فصامية تشخص الحالة كنوبة اكتئاب
المآل الحسن للفصام:
يكون مآل الفصام حسناً في الأحوال الآتية:
1- شخصية المريض: كلما كان المريض يتمتع بشخصية طبيعية ومتوازنة واجتماعية وخالية من الانطواء كلما كان المآل حسناً.
2- حدة المرض: كلما كانت أعراض المرض حادة وصاخبة بدون مقدمات كلما كان المآل حسناً.
3- أسباب المرض: إن ارتباط تفسير الفصام بحادث أو تجربة معينة وواضحة وخاصة إذا كانت التجربة لشدة غير مألوفة بالنسبة للفرد كلما كان المآل حسناً.
4- الوراثة المرضية: تشير أغلب الملاحظات إلى أن عدم توفر تاريخ وراثى للمرض بصورة عامة وفى القرابة الشديدة بصفة خاصة له دلالة حسنة على مصير المريض.
5- عمر المريض: كلما كان العمر الذى وقع فيه المرض متأخراً كلما كان المآل حسناً.
6- الأعراض: كلما كانت الأعراض الوجدانية بارزة مثل القلق والحزن كان المآل حسناً.
7- الهوايات والميول: كلما كان المريض قبل المرض يمارس هوايات متعددة تؤدى إلى التعامل مع الغير كلما كان خطة الشفاء أعظم وبالتالى فإن مآله أحسن.
8- البنية والمزاج: كلما كانت بنية المريض أكثر ابتعاداً عن البنية الناحلة كلما كان مصيره أفضل .
9- الدراسة والعمل: كلما كانت دراسة المريض قبل مرضه دراسة جادة ومنتظمة وخالية من المشاكل كان مصيره أفضل ، كما أن الاستقرار فى العمل يؤشر إلى مآل حسن.
10- الجو العائلي : كلما كان الجو العائلي خالي من المشكلات والتعقيدات والتوترات كان المآل حسناً.
11- الذكاء ومستوى التعليم: ليس لها في حد ذاتها تأثير مباشر على الشفاء ولكن الطموحات العالية التي يصعب تحقيقها تقلل من الشفاء.
الأسبــاب :
لقد ظهرت العديد من الآراء والنظريات حول أسباب الاضطرابات النفسية. والمبدأ الرئيس لدراسة هذه الأسباب هو مبدأ تعدد وتفاعل الأسباب لأنه من أحدث الاتجاهات في تفسير أسباب الاضطرابات النفسية. ولما كان الاضطراب النفسي يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل كانت هناك عدة محاولات لتصنيف تلك المسببات ومن أميز هذه الأساليب ذلك الأسلوب الذى صنفها إلى:-
1- عوامل أصلية مهيئة للاضطراب النفسي .
2- عوامل مساعدة و مرسبه للاضطراب النفسي.
وفيما يلى سوف تقوم الباحثة بعرض هذه الأسباب بصورة تفصيلية:-
أولاً: العوامل الوراثية:-
توالت الدراسات لمعرفة دور الوراثة في مرض الفصام ، واتسمت هذه الدراسات بالدقة في جمع المعلومات وتشخيص الحالات المرضية ومتابعة الملاحظة وفى الأساليب الاحصائية المتبعة ومن أهم هذه الدراسات ما يلى:-
أ/ دراسات العائلة:
وهنا تتوفر عدة دراسات احصائية عن مدى وقوع الفصام في الأفراد الذين ينتمون إلى عائلة يتوفر فيها مرض الفصام ، ومن هذه الدراسات ما يتحدد بالعائلة النووية ومنها ما يتسع ليشمل العائلة الممتدة . وقد أعطت معظم الدراسات الحديثة والمعاصرة امكانية وقوع الفصام في نطاق العائلة قياساً مع نسبة وجوده في المجتمع بالاحتمالات الاتية:
- احتمال وقوع المرض في والدى المريض 5%
- احتمال وقوع المرض في أخوة المريض 10%
- احتمال وقوع المرض في أولاد المريض 14%
- احتمال وقوع المرض في أقارب المريض من الدرجة الثانية يقل عن معدل اصابة اقارب المريض من الدرجة الاولى ويزيد عن معدل اصابة بقية أفراد المجتمع .
ب/ دراسات التوأم:
ج/ دراسات التبني:
أجريت العديد من الدراسات في هذا المجال ونتائج هذه الدراسات في مجملها تقوم استناداً لقيام وفعل العامل الوراثي في تكوين الاستعداد لمرض الفصام ومن هذه الدراسات ما يلى:
دراسة كولمان حيث أفاد الباحث أن نسبة الاصابة في التؤام المتماثلة إذا لم تعيش في بيئة حياتية واحدة في حدود 77.1% . أما في الحالات التي يعيش فيها التوأمان المتماثلان في ظروف حياتية واحدة دون التفريق بينهما بلغت 91.5% من هذه الدراسات وغيرها يتبين بوضوح بأن العامل الوراثي هو عامل مهم في انتقال المرض وبأن عزل الطفل الذى يحمل الاستعداد للمرض عن والديه الأصليين وعن محيطهم الأصلي حتى في وقت مبكر بعد الولادة لا يؤثر ولا يعيق في تحقيق الاستعداد للمرض.
طريقة الوراثة:-
فيما يلى مختصر لاهم النظريات الواردة في كيفية توريث الفصام:-
1- نظرية الجين الواحد: تفترض هذه النظرية أن انتقال المرض يتم عن طريق جين واحد.
2- نظرية الجينات المتعددة:
في هذه النظرية نجد أن الجينات تعبر عن نفسها بصورة متشابهة وفعلها يعتمد على عدد وتجمعاتها فإذا تجمع العدد الكافي من هذه الجينات فإن الفرد يصاب بالفصام.
ثانياً الشخصية قبل المرض:-
1/ الشخصية (الإنطوائية):
لقد وصف يونج الشخص الانطوائي بأنه فرد ينزع إلى الانعزال والوحدة وتحاشى الاتصال الاجتماعي، ويميل للتأمل، ويرى الواقع وكأنه عقبة أمامه ، والأعراض عن الاهتمام بالأمور الواقعية والتوجه إلى الأمور الخيالية.
ويرى ايزنك أن الانطوائي ينشغل بالأمور الداخلية ويعانى من عدم القدرة على توجيه نشاطه إلى الواقع الخارجي . كما يتميز بالمزاجية والتصلب في الرأي والرزانة والمحافظة والهدوء والحذر والمسالمة.
ويتضح من نتائج بحوث المختصين بالأمراض النفسية والعقلية بأن امكانية الاصابة بمرض الفصام أعظم في أصحاب الشخصية الانطوائية منها في اصحاب الشخصية الانبساطية.
ثانيا: الشخصيــة التجنبيــة:
وأهم سمات هذه الشخصية هي نقص في الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات ، والحساسية الشديدة ، والانعزال الاجتماعي بالرغم من توفر الدعم في الحصول على القبول من قبل الغير . وخصائص هذه الشخصية هي تماثل خصائص الفرد الذى يشعر بمركب النقص الذى وضعه أدلر Adler ولعل اظهر خصائصها هي سمة الحساسية الشديدة والخوف من المواقف التي تشعره باحتمال الرفض من الغير وهى بالتالي يعانى صاحبها من شعور دائم بالنقص ، ويحتمى بذلك بالانسحاب من هذه المواقف بقدر ما يستطيع . كما أنه يميل عادة إلى إساءة تفسير نوايا أو أقوال أو ردود فعل الآخرين . كما أنه إذا ما واجه رفضاً واحداً لمطالبه فإنه ينكمش ويبتعد عن معاودة الاتصال بالآخرين.
3/ الشخصية الزورانية البارانويدية:
يعتقد أن لهذه الشخصية دور كبير في التهيئة للإصابة بمرض الفصام . ويؤيد هذا الاعتقاد أن نصف المصابين بالفصام، في سن متأخرة بعد الخامسة والثلاثين يصفون منذ مدة طويلة سابقة للمرض بخصائص بارانوية أهمها . الغيرة ، التشكك ،والبرود العاطفي ،والعزلة الاجتماعية إضافة إلى الحساسية الشديدة، والتهيؤ إلى المشاكسة، والمخاصمة ولهذا يمكن اعتبار الشخصية البارانوية شخصية منذرة بالمرض الشيزوفرينى .
4/ الشخصية الفصامية:
سميت هذه الشخصية بهذه التسمية نظراً لما لوحظ من علاقة بين خصائصها وبين خصائص الفصام . وهذا المصطلح يوحى كأن صاحب هذه الشخصية هو اشبه بشجرة صغيرة لها أن تنمو لتصبح شجرة كبيرة ، غير أن ما توحى به التسمية من انذار بالمرض قد لا يتحقق بالفعل. ولقد وضع الباحثون صفات عديدة للشخصية الفصامية أهمها . عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع قلة في الميل نحو المشاركة الاجتماعية ويصاحب ذلك عادة الانفعال عند الاصرار والاجبار على التعامل أو التجاوب الاجتماعي . كذلك يتصفون بالانسحاب، والانزواء، والانعزال والانفراد في ممارسة الهوايات، او تنفيذ الرغبات، وتجنب المنافسة مع أخوانه وأترابه والأعراض عن المشاركة في الانشطة الجماعية كالرحلات ، والتمثيليات والمهرجانات والنوادي والدعوات والطقوس الدينية الجماعية . ويحاول تجنبها بالغياب عن هذه الأنشطة . كذلك يتصفون بنقص القدرة على التعبير الانفعالي . ويفضلون ممارسة هواياتهم وانشطتهم داخل البيت ويقبلون بصورة تزيد عن المألوف على قراءة الكتب والمجلات والقصص وممارسة بعض الالعاب التى يوفرها الكمبيوتر.
وقد أفادت دراسات روث Roth وسليتر Slater بأن نصف عدد المرض كانوا يتصفون بسمات شخصية فصامية قبل وقوع المرض . ويتعارض مع هذه النصائح ما أفاد به (موريس) في دراسته التي تابع فيها مسيرة 54 من الأطفال الذين اتصفوا بخصائص الشخصية الفصامية لمدة امتدت من 16 – 27 سنة فإن الباحث لم يجد منهم إلا واحداً فقط قد وقع بمرض الفصام.
5/ الشخصية غير المستقرة:
قد اعطى أيزنك الصفات التالية لصاحب الشخصية غير المستقرة فى مجموعتين ، المجموعة الأولى وتشمل سمات الحساسية، والعدوانية، والانفعالية والهياج، والنشاط المفرط (سمات انبساطية) ،والمجموعة الثانية تشمل سمات الانعزال والتصلب والقلق والزاجية (سمات انطوائية) . وأعظم ما تكون التهيئة لمرض الفصام إذا كان الفرد انطوائى وغير مستقر في أن واحد
ثالثاً: العوامــل العضويــة :-
1) دور الناقلات العصبية:
لقد أشارت الدراسات إلى أن زيادة او نقص ناقلات عصبية معينة أو تغيرها فى المستقبلات قبل المشبكية أو بعدها ، أو وجود أمينات داخلية مولدة للذهان ، يعطى أعراض الفصام . وفيما يلى نستعرض هذه الناقلات:
أ- زيادة نشاط الدوبامين : يسبب: إما لزيادة إنتاجه - أو بسبب تراكمه بسبب نقص الانزيم المؤكسد للإمينات الأحادية - زيادة تخلق مستقبلات دوبامينية.
ب- زيادة نشاط النورادرينالين: وهذا يسبب حساسية تجاه المثيرات الداخلة إلى المخ مما يجعلها تبدو كأعراض ذهانيه . كما لوحظ زيادة النور ادرينالين في منطقة الدماغ الأوسط للفصاميين خاصة في مرض الفصام البارانوى.
ت- نقص السيروتنين: لقد لوحظ أن مولد السيروتنين (التريبتوفان) يقل فى حالات الفصام الحادة ويزداد مع التحسن الإكلينيكي .
2) الهرمونات:
أ/ لاحظ الدكتور (رايز) أن 30% من مرضى الفصام يعانون من اضطراب فى نشاط الغدة الدرقية.
ب/ كما لاحظ الدكتور أحمد عكاشة أن الانتكاسات المرضية لمرضى الفصام يصاحبها زيادة فى إفراز هرمون الكورتيزون وأن الشفاء من الفصام يصاحبه نقصان فى افرازات هذا الهرمون.
3) دور الانزيمات:
أ/ الانزيم المؤكسد للأمينات الأحادية (MAO): وهذا الانزيم يعد الطريق الأساسي لهدم الناقلات العصبية خاصة النورادرينالين والسيرتوتنين والدوبامين . حيث نقص هذا الأنزيم يسبب زيادة الناقلات العصبية . ولوحظ ارتباط بين انخفاض نشاط الأنزيم وضلالات الاضطهاد بصفة خاصة.
ب/ انزيم الدوبامين هيدروكسيلاز: هو أنزيم يساعد على تحويل الدوبامين إلى نور أدرينالين من الخلايا النورادرينالية ، وتثبيط عمل هذا الانزيم يسبب تراكماً للدوبامين الذى يزيد من الأعراض الذهانية فى مرض الفصام .
دور المناعة:
لقد اقترح أن الفصام هو أحد الأمراض التي تنشأ عن وجود أجسام مضادة في دم الفصاميين وينتج عن ذلك وجود مستعمرات من الخلايا اللمفاوية شديدة الحساسية.
4) دور الفيروسات:
حيث افترض بعض العلماء أن مرض الفصام ينشأ من عدوى فيروسية بطيئة المفعول في اشخاص مهيئين وراثياً .
5) دور العوامل الجسمية:
دلت الشواهد الإكلينيكية على أن كثير من الأمراض الجسمية تكون أحياناً الزناد الذى يفجر مرض الفصام مثل حميات الولادة وامراض الجهاز العصبي مثل أورام المخ وزهري الجهاز العصبي والحمى المخية.
6) تغيرات في المجموع العصبي المركزي:
أكدت الدراسات أن هناك تغيرات تحدث في المجموع العصبي المركزي لدى مرضى الفصام .
رابعاً: العوامـل النفسيـة والاجتماعيــة:
1/ اختلال العلاقة المبكرة: لقد اعتبر ميلاني أن الشهور الأولى من حياة الطفل وما ينشأ خلالها من مشاعر موجبة أو سالبة تجاه النفس والآخرين هي أساس موقف الفصامي البارانوى، وتكوين دفاعات مرضية تظل إلى الحياة البالغة .
2/ خلل الاتصال الأسرى بالطفل: حيث يتلقى الطفل رسائل من والديه والمحيطين به تحمل معانى متضاربة وإذا اصبح ذلك نمطياً يؤدى إلى خلل التفكير وبالتالي حدوث الفصام.
3/ الصدمات النفسية في الطفولة: هنالك اعتقاد يفترض أن الفصامي تعرض لصدمة نفسية عنيفة في الطفولة المبكرة ،وهذه الصدمة تجعل الفرد حساساً أي لا يتحمل الضغط المتأخر والذى يستطيع الآخرين تحمله .
4/ الإفراط في رعاية الطفل: ينظر إلى الفصام على أنه اضطراب يتسم بتزايد الميل لوقاية الطفل، وينجم عن ذلك ارغام الطفل على تجنب العلاقات الانسانية مما يعزل الطفل عن تطوير مهاراته الاجتماعية
6/ الوحدة الاجتماعية: لقد وجد (روث) أن 45% من الفصاميين يأتون من الطبقة الاجتماعية الدنيا . وكذلك يرتبط الفصام بالعزلة الاجتماعية أو السجن لمدة طويلة.
8/ العوامل الاقتصادية: تشير نتائج بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الحالة الاقتصادية واحتمال الاصابة بالفصام حيث اتضح أن نسبة الاضطراب تزداد بين الطبقات الفقيرة ويفسر العلماء هذه العلاقة على أساس أن المرض العقلي يؤدى إلى سوء الحالة الاقتصادية بسبب اهمال المريض لعمله واضطراره إلى الانقطاع عن العوامل بوظائف ذات دخل منخفض.
الاضطراب الفصامي النمط :- Schizotypal disorder
هو حالة تتميز بسلوك غريب وخلل في التفكير والوجدان تتشابه مع تلك المشاهدة في الفصام ، بالرغم من عدم وجود المعايير المشخصة للفصام ، وتوجد به الظواهر الاتية :-
1) وجدان بارد غير ملائم ( يبدو الفرد بارداً ومنعزلا) كثيرا ما يصاحبه عدم التلذذ.
2) سلوك او مظهر يبدو شاذاً وغير مألوف .
3) ضعف الترابط مع الاخرين وميل نحو الانطواء الاجتماعي.
4) معتقدات غريبة وافكار سحرية تؤثر علي السلوك ولا تتفق مع الاعراف والتقاليد.
5) حالة من الشك او الافكار الزورانية
6) افكار وسواسية دون مقاومة ، وكثيرا ما تكون ذات مضمون رهابي من تشوه الشكل او مضمون جنسي او عدواني
7) تجارب ادراكية غير طبيعية تتضمن تغيرات جسدية حسية وغيرها من تبدد الشخصية او تبدل ادراك الواقع .
اتسام التفكير بعدم التحديد وعدم المباشرة والتفصيل الشديد والنمطية يظهر علي شكل الكلام غير الطبيعي ، وعدم التوجه للمقصد مباشرة وذلك دون تفكك كامل .
9) نوبات عابرة تكون ذهانيه تحدث احيانا وتصاحبها هلاوس سمعية او غير سمعية وافكار كالضلالات تحدث عادة دون استثارة خارجية
وتجري الحالة في مسار مزمن به ذبذبات من الشدة ، واحيانا تتطور الي فصام واضح، ولا توجد بداية محددة للحالة المرضية وانما تكون في بدايتها ومسارها مثلها مثل اضطرابات الشخصية . ويشيع هذا الاضطراب بين اقارب الفصاميين ، كما يعتقد انه جزء من الطيف الوراثي لمرض الفصام.
الدلائل التشخيصية :-
لاستخدام هذا التشخيص يجب توفر ثلاثة او اربعة من الاعراض اعلاه بشكل مستمر لمدة عامين علي الاقل والا يكون الشخص قد استوفي معايير الفصام ابدا، اما وجود اصابة لاحد الاقارب من الدرجة الاولي بالفصام فتعطي وزنا اضافيا للتشخيص ولكنه ليس شرطا ضروريا.
الاضطراب الضلالي :- Delusional disorder
مجموعة من الاضطرابات تتميز اما بضلالة واحدة او مجموعة من الضلالات المترابطة، والتي تكون عادة مستمرة ، بل قد تستمر طول العمر ويختلف مضمون الضلالات كثيرا فهو كثيرا ما يكون ضلالات اضطهاد او ضلالات توهم المرض او عظمة ايضا الغيرة المرضية والاعتقاد بتشوه جسم المريض، يتميز الاضطراب بغياب أي علل نفسية اخري لكن قد تظهر اعراض اكتئابية بين الحين والاخر، كما قد تتكون هلاوس شمية ولمسية في بعض الحالات .
الدلائل التشخيصية :-
1) الضلالات هي الخصائص السريرية البارزة او الوحيدة لهذا الاضطراب .
2) ان تستمر لمدة ثلاثة اشهر علي الاقل.
3) ان تكون شخصية بشكل واضح اكثر منها استجابة لاعتقادات ثقافية .
4) الا توجد أي من المعايير المشخصة للفصام.
الاضطرابات الذهانية الحادة والعابرة : Acute and transient psychotic disorders
تتصف هذه الحالات بالبداية الحادة
يحدث الشفاء الكامل عادة خلال شهرين او ثلاثة شهور، وغالبا خلال بضعة اسابيع . ونسبة بسيطة تتحول الي اضطرابات مستديمة.
الدلائل التشخيصية :
1- لا تستوفي الاعراض المعايير الخاصة بنوبات الهوس ، ولا النوبات الاكتئابية ، بالرغم من ظهور تغيرات انفعالية واعراض وجدانية من وقت الي اخر .
2- غياب المسبب العضوي .
3-
الاضطراب الضلالي المحدث (المشترك): Induced delusional disorder
هو اضطراب ضلالي نادر يتشارك فيه شخصان او اكثر ، تربطهم روابط انفعالية وثيقة ، فيكون احد الاطراف مصابا باضطراب ذهاني اصيل، وتكون الضلالات محدثة في الطرف الثاني والاطراف الأخرى ، وعادة ما تختفي عنها في حالة الفصل بين الاطراف ، ويكون الاضطراب الذهانى في الطرف المهيمن من النوع الفصامي عادة، ولكن ليس بالضرورة .وتكون الضلالات الاصلية في الطرف المهيمن ومثلتها في الطرف الثاني مزمنة ،وطبيعتها اما ضلالات اضطهاديه او ضلالات العظمة . ولا تنتقل الاعتقادات الضلالية علي هذا النحو الا في الظروف غير العادية ، وغالبا ما تكون العلاقة بين الاطراف وثيقة بشكل غير عادي ، كما يكونون عادة معزولين عن الاخرين بسبب اللغة او الثقافة او الجغرافيا . كذلك فان الشخص الذي تحدث عنده الضلالات المحدثة يكون عادة معتمدا علي زميله ذي الذهان الاصلي او تابعاً له .
الدلائل التشخيصية :-
لا يستخدم هذا التشخيص الا في الحالات الاتية :
1. اذا تقاسم شخصان او اكثر نفس الضلالة أو مجموع الضلالات .
2. اذا كانت بينهم علاقة وثيقة من النوع الموصوف اعلاه .
3. هناك دليل زمني او دليل موضوعي علي ان الضلالات انتقلت من الطرف الفاعل الي غير الفاعل بواسطة التعامل مع الطرف الفاعل
ومن غير المعتاد ان تحدث هلاوس محدثة وان كان حدوثها لا ينفي التشخيص .
F25الاضطرابات الوجدانية الفصامية Schizoaffective disorders
هي اضطرابات نوبية تظهر فيها وتبرز في نفس نوبة المرض (ويفضل ان تكون في نفس الوقت ) اعراض وجدانية واعراض فصامية ، واخذت تشخيص مستقل لا نها شائعة بحيث لا يمكن تجاهلها.
الدلائل التشخيصية :-
يجب وضع تشخيص الفصام الوجداني فقط عندما يكون كل من الاعراض الفصامية المؤكدة والاعراض الوجدانية المؤكدة متساوياً في الوضوح ومتزامناً في الوجود أو لا يفصل أحدهما عن الاخر أكثر من بضعة أيام أثناء نفس النوبة المرضية ، وعندما يترتب علي ذلك بالتالي الا تسوفي نوبة المرض أيا من معايير الفصام أو معايير نوبة الاكتئاب أو الهوس . و لا يجب استخدام التشخيص مع المرضي الذين يظهرون اعراضا فصامية فقط ووجدانية فقط في نوبات مختلفة من المرض.
بعض المرضي يصابون بنوبات فصام وجداني متكررة، تكون اما هوسيه النمط او اكتئابيه النمط ، وقد يصاب اخرون بنوبة او اثنين من الاضطراب الفصامي الوجداني تتخللان نوبات نموذجية من الاضطراب الوجداني .
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الهوسي :
Schizoaffective disorder, manic type
هو اضطراب تبرز فيه كل من الاعراض الفصامية واعراض الهوس في نفس النوبة من المرض واضطراب المزاج يأخذ عادة شكل ابتهاج ( ارتفاع المزاج) يصاحبه ارتفاع في الثقة بالنفس ، وافكار العظمة ولكن احيانا تكون الاثارة والحدة لكثر وضوحا ويصاحبه سلوك عدواني وافكار اضطهاديه ، وفي كلتا الحالتين توجد زيادة في النشاط وزيادة في الطاقة، واضطراب في التركيز وتجاوز للقيود الاجتماعية الطبيعية ، كما قد يكون هناك ضلالات مرجعية أو عظمة أو اضطهاد ولكن لابد من وجود الاعراض الاساسية للفصام لتأكيد التشخيص.
الاضطراب الفصامي الهوسى منتشر وله بداية حادة ولكنه يشفي في خلال بضعة اسابيع.
الدلائل التشخيصية :-
وجود المعاير المشخصة لنوبة هوسيه.
وجود واحد (ويفضل اثنين) من المعايير المشخصة للفصام.
ان تتواجد اعراض الهوس والفصام خلال نفس النوبة المرضية.
ويستخدم هذا التشخيص لنوبات الاضطراب الفصامي الهوسى الواحدة او في تشخيص اضطراب متكرر تكون اغلب النوبات فيه نوبات فصامية وجدانية من النمط الهوسى.
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الاكتئابي :
Schizoaffective disorder, depressive type
هو اضطراب تبرز فيه كل من الاعراض الفصامية و الاكتئابية في نفس نوبة المرض ويحدث انخفاض المزاج بالإضافة الي فقدان الطاقة وانخفاض الشهية والارق وفقدان الوزن واضطراب التركيز ، والشعور بالذنب، واحاسيس بفقدان الامل و أفكار انتحارية وفي نفس الوقت توجد اعراض فصامية نموذجية اخري .ونوبات الاضطراب الفصامي الاكتئابي تكون اقل صخبا من النمط الهوسى الا ان مالها اسوا وتميل للاستمرار مدة اطول ، وبالرغم من ان الاغلبية تشفي تماماً الا ان البعض قد يصاب باضطراب فصامي.
الدلائل التشخيصية :-
1) وجود المعاير المشخصة لنوبة إكتئابية.
2) وجود واحد (ويفضل اثنين) من المعايير المشخصة للفصام.
3) ان تتواجد اعراض الهوس والفصام خلال نفس النوبة المرضية.
ويستخدم هذا التشخيص لنوبات الاضطراب الفصامي الاكتئابي الواحدة او في تشخيص اضطراب متكرر تكون اغلب النوبات فيه نوبات فصامية وجدانية من النمط الاكتئابي.
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط المختلط :
Schizoaffective disorder, mixed type
يستخدم هذا التشخيص في حالة الاضطرابات التي توجد فيها اعراض فصامية مع اعراض اضطراب وجداني مختلط.
F20الفصام :
أ- الفصام الزوراني (البارانويدي)
ب- فصام المراهقة
ت- الفصام الجامودي
ث- الفصام غير المميز
ج- الاكتئاب التالي للفصام
ح- الفصام المتبقي
خ- الفصام البسيط
د- فصام اخر
ذ- الفصام غير المعين
F21 الاضطراب فصامي النمط.
F22 الاضطراب الضلالي.
F23 الاضطرابات الذهانية الحادة والعابرة.
24 fالاضطراب الضلالي المشترك
25f الاضطرابات الوجدانية الفصامية
1. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الهوسي.
2. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الاكتئابي.
3. الاضطراب الفصامي الوجداني النمط المختلط.
الفصام schizophrenia
هو اضطراب نفسى وظيفي يتصف بوجود خلل في التفكير ، والادراك ، والوجدان ، والسلوك ، ويؤدى إلى تدهور واضح على المستوى السلوكي ، والخلقي ، والاجتماعي مما يفقد الفرد شخصيته ، وبالتالي يصبح في عزلة عن العالم الحقيقي والمجتمع.
تشخيص الفصام :
اعتمدت الاصدارة العاشرة معايير كورت شنايدر المشخصة للفصام واضافت ثلاثة معايير أخرى وفيما يلى سوف نستعرض هذه المعايير:-
وجود عرض واحد فقط من هذه الأعراض يشخص الفصام.
1/ هلاوس سمعية: وتتمثل في الآتي:-
أ/ صدى الأفكار: وتكون في شكل صوت واحد يردد أفكار المريض.
ب/ هلاوس سمعية في شكل صوتين أو أكثر يتحدثان عن المريض باستخدام ضمير الغائب هو أو هي.
ج/ هلاوس سمعية في شكل صوت فأكثر تصف أفعال المريض بصورة تفصيلية.
2/ هلاوس حسية:
وهنا يحس المريض بأن هناك حشرات تمشى على جسمه .
3/ خلل في ملكية الأفكار:-
أ/ سحب أفكار
ب/ زراعة الافكار
ج/ إذاعة الافكار.
4/ الظاهرة السلبية: وتشتمل الظاهرة السلبية على الآتي:-
أ/ ضلالات التأثير واللافاعلية:
وهنا يعتقد المريض اعتقاداً جازماً بأنه لا يستطيع التحكم فى نفسه . أو أن هناك جهة تتحكم فى أفعال المريض.
5/ الإدراك الضلالي:-
هي عبارة عن ضلالات أولية تتم في مرحلتين:
أ/ أولا يتم فيها استقبال مثير من البيئة الخارجية وإدراكية بصورة طبيعية
ب: تفسير المدرك: وهنا يعطى المثير معنى جديد غير طبيعي.
ما أضافته ICD10:
1- وجود ضلالات تتعلق بقوى خارقة مثل التحكم في الرياح والسحاب.
2- انقطاع تسلسل الأفكار وفقدان الروابط بين الأفكار والاتيان بمفردات جديدة مستحدثة.
3- الأعراض السلبية للفصام: مثل:
الخمول وندرة الكلام أو الانعزال الاجتماعي – التبلد الانفعالي ، فقدان المبادرة والدافعية (كل هذه الأعراض تطرح من الشخصية).
ولتشخيص الفصام لابد من مراعاة الشروط الآتية:-
1- وجود احد المعايير اعلاه.
2- ديمومة الأعراض لمدة شهر علي الاقل.
3- استبعاد وجود المسبب العضوي.
أنــواع الفصـــام:
الفصام البسيط Simple schizophrenia
هو من أصعب الأنواع تشخيصاً نظراً لغياب الأعراض الشديدة وصعوبة تفرقه عن بعض الأمراض، أو اضطرابات الشخصية. وكلمة بسيط انطلقت هنا لقلة الأعراض الايجابية مثل الضلالات و الهلاوس . والهياج والكلام غير المترابط، ولهذا النوع مسار تدريجي بطئ ومتفاقم. ومن أهم الأعراض التي يتميز بها هذا النوع التبلد الوجداني ، انعزال المريض والعجز عن اتخاذ القرار
فصام المراهقة:
يتصف هذا النوع بالتفكك أساساً وفيه تظهر كل الأعراض الدالة على تباعد أجزاء الشخصية عن بعضها .وأهم ما يميز هذا النوع وجود اضطرابات التفكير مثل عدم ترابط الافكار ،وخلل التفكير المجرد . ويهاجم هذا النوع من الفصام في سن مبكرة إلى سنوات الدراسة المختلفة مما يمثل مشكلة دراسية كبيرة غالباً ما تؤدى إلى رسوب الطالب في الامتحانات . كما يعانى المصاب بالتبلد الوجداني وعدم التناسق الانفعالي والهلاوس السمعية كذلك اضطرابات السلوك مع تصرفات اندفاعية تلقائية غريبة وغير مفهومة كما تتأرجح بعض الأعراض القهرية الغامضة. ويبدأ المريض أحياناً ممارسة العادة السرية، أو الخوف من الأمراض خاصة الدرن والسرطان . وقد يبدأ المرض أحياناً بأعراض عصابية أو زيادة انحراف في الطاقة الجسدية
الفصام الكتاتونى Catatonic schizophrenia
يبدأ في سن متأخرة عن البسيط والمراهقة ما بين 20 – 40 سنة ويتميز باضطراب الحركة، وغالباً ما يتحسن بعد العلاج ويتصف هذا النوع بأنه يظهر في صورة ذات وجهين . فالمريض إما أن يحضر في حالة هياج شديد جداً يظهر في شكل تحطيم أعمى، وانقضاض خطر على من حوله وما حوله ، أو أنه يظهر في شكل غيبوبة تصل إلى ما يشبه الموت . وعادة ما تظهر النوبة الكتاتونية على مدى مسارها سواء في صورة ذهول أو نشاط زائد غير منظم. . وهنا يعانى المريض من الهلاوس والضلالات القوية والمستمرة وبعد حدوث عدد من النوبات يظهر ميل لأن يأخذ النمط الجامودى وصفاً يقارب حالات فصام المراهقة أو البارانويد.
الفصـــام البارانويديParanoid schizophrenia
يبدأ في نهاية مرحلة الرشد وأهم ما يميزه ضلالات العظمة والاضطهاد و الهلاوس السمعية والانفعال الشديد والعناد . وتتميز الشخصية بالشك والعنف والجدل والتهجم على السلطة قبل الاصابة بالمرض. كذلك في هذا النوع من الفصام تنطلق الميول العدوانية المكبوتة والكراهية الشديدة والعنف الذى يصعب مقاومته .
ومن الاعراض الزورانية الاكثر شيوعاً:
1- ضلالات الاضطهاد او الاسناد او المولد الرفيع او الغيرة.
2- هلاوس سمعية تهدد المريض او تأمره او هلاوس سمعية غير محددة
3- هلاوس شمية او تذوقيه او احساسات جنسية او جسمية اخري وقد تحدث هلاوس بصرية ولكنها نادرا ما تكون بارزة.
المعايير المشخصة :-
1. استيفاء المعايير المشخصة للفصام .
2. ان تكون الضلالات و الهلاوس واضحة .
3.
الفصام الغير مميزUndifferentiated schizophrenia
هو نوع من الفصام يقع بين فصام المراهقة والنوع البارنويدى على أن بعض الباحثين يرون أن هذا النوع يشمل الأنواع الأخرى التي لا يمكن تحديدها تماماً
ومن هذا النوع من الفصام يأتي المريض بأعراض متباينة، وتبدو مركبة ومتداخله ولهذا يطلق عليه الفصام غير المميز.
الفصام المتبقيResidual schizophrenia
هذا النوع من الفصام يحدث بعد علاج متوسط النجاح وقد يصل المريض إلى حالة لا هي بالشفاء ولا هي بالفصام الصريح ،وتتجمع الشخصية بدرجة ما وتعود العلاقة بالواقع على مستوى أدنى من الكيف كما يظل التفاعل الوجداني هامداً وليس متبلداً. وتظل الضلالات موجودة ولكنها بعيدة وغير متداخلة في الحياة العادية، واحياناً يقال عنها متحوصلة ولكن الحوصلة قابلة للكسر في أي لحظة كما تبهت الهلاوس أو تختفى مع قيام المريض ببعض الأعمال المتواضعة.
الدلائل التشخيصية :-
1) اعراض فصامية سلبية بارزة أي بطء نفسي حركي ، قلة النشاط ، تبلد الوجدان ، لا فاعلية وانعدام المبادرة ، فقر في كمية ومضمون الكلام ، خلل في التواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه ، التقاء العيون ، تغير نبرات الصوت، سوء العناية بالذات ، ضعف الاداء الاجتماعي .
2) دليل من الماضي علي وجود نوبة فصامية واحدة علي الاقل تستوفي معايير الفصام.
3) وجود فترة مدتها سنة علي الاقل انخفضت فيها كثافة ومعدل الاعراض الايجابية كالضلالات و الهلاوس مع وجود الاعراض السلبية.
الاكتئاب التالي للفصام :- Post-schizophrenic depression
نوبة اكتئابية قد تطول مدتها ، تظهر بعد الفصام وقد تكون هناك بعض الاعراض الفصامية المتبقية لكنها لا تكون مسيطرة علي الصورة السريرية كما كانت سابقاً وقد تكون هذه الاعراض سلبية او ايجابية ، ولكن السلبية اكثر شيوعا ، ويصاحب هذه النوية دوماً خطر الانتحار وقد تنتج هذه النوبة عن :-
- قد تكون الاعراض الاكتئابية جزءً اصيلا من الفصام لاشتراكهما في الخلل في الوسائط الكيميائية احادية الامين.
- قد يكون من الاثار الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج الفصام.
- قد تنتج عن استبصار المريض وادراكه لما حدث في المراحل الاولي للفصام.
المعايير المشخصة للنوبة الاكتئابية التالية للفصام
1- الاصابة بالفصام خلال السنة الاخيرة
2- لا تزال بعض الاعراض الفصامية موجودة.
3- الاعراض الاكتئابية واضحة وتستوفي معايير نوبة اكتئابيه ومر علي وجودها اسبوعان علي الاقل.
واذا كان المريض لا يحمل أي اعراض فصامية تشخص الحالة كنوبة اكتئاب
المآل الحسن للفصام:
يكون مآل الفصام حسناً في الأحوال الآتية:
1- شخصية المريض: كلما كان المريض يتمتع بشخصية طبيعية ومتوازنة واجتماعية وخالية من الانطواء كلما كان المآل حسناً.
2- حدة المرض: كلما كانت أعراض المرض حادة وصاخبة بدون مقدمات كلما كان المآل حسناً.
3- أسباب المرض: إن ارتباط تفسير الفصام بحادث أو تجربة معينة وواضحة وخاصة إذا كانت التجربة لشدة غير مألوفة بالنسبة للفرد كلما كان المآل حسناً.
4- الوراثة المرضية: تشير أغلب الملاحظات إلى أن عدم توفر تاريخ وراثى للمرض بصورة عامة وفى القرابة الشديدة بصفة خاصة له دلالة حسنة على مصير المريض.
5- عمر المريض: كلما كان العمر الذى وقع فيه المرض متأخراً كلما كان المآل حسناً.
6- الأعراض: كلما كانت الأعراض الوجدانية بارزة مثل القلق والحزن كان المآل حسناً.
7- الهوايات والميول: كلما كان المريض قبل المرض يمارس هوايات متعددة تؤدى إلى التعامل مع الغير كلما كان خطة الشفاء أعظم وبالتالى فإن مآله أحسن.
8- البنية والمزاج: كلما كانت بنية المريض أكثر ابتعاداً عن البنية الناحلة كلما كان مصيره أفضل .
9- الدراسة والعمل: كلما كانت دراسة المريض قبل مرضه دراسة جادة ومنتظمة وخالية من المشاكل كان مصيره أفضل ، كما أن الاستقرار فى العمل يؤشر إلى مآل حسن.
10- الجو العائلي : كلما كان الجو العائلي خالي من المشكلات والتعقيدات والتوترات كان المآل حسناً.
11- الذكاء ومستوى التعليم: ليس لها في حد ذاتها تأثير مباشر على الشفاء ولكن الطموحات العالية التي يصعب تحقيقها تقلل من الشفاء.
الأسبــاب :
لقد ظهرت العديد من الآراء والنظريات حول أسباب الاضطرابات النفسية. والمبدأ الرئيس لدراسة هذه الأسباب هو مبدأ تعدد وتفاعل الأسباب لأنه من أحدث الاتجاهات في تفسير أسباب الاضطرابات النفسية. ولما كان الاضطراب النفسي يحدث نتيجة لمجموعة من العوامل كانت هناك عدة محاولات لتصنيف تلك المسببات ومن أميز هذه الأساليب ذلك الأسلوب الذى صنفها إلى:-
1- عوامل أصلية مهيئة للاضطراب النفسي .
2- عوامل مساعدة و مرسبه للاضطراب النفسي.
وفيما يلى سوف تقوم الباحثة بعرض هذه الأسباب بصورة تفصيلية:-
أولاً: العوامل الوراثية:-
توالت الدراسات لمعرفة دور الوراثة في مرض الفصام ، واتسمت هذه الدراسات بالدقة في جمع المعلومات وتشخيص الحالات المرضية ومتابعة الملاحظة وفى الأساليب الاحصائية المتبعة ومن أهم هذه الدراسات ما يلى:-
أ/ دراسات العائلة:
وهنا تتوفر عدة دراسات احصائية عن مدى وقوع الفصام في الأفراد الذين ينتمون إلى عائلة يتوفر فيها مرض الفصام ، ومن هذه الدراسات ما يتحدد بالعائلة النووية ومنها ما يتسع ليشمل العائلة الممتدة . وقد أعطت معظم الدراسات الحديثة والمعاصرة امكانية وقوع الفصام في نطاق العائلة قياساً مع نسبة وجوده في المجتمع بالاحتمالات الاتية:
- احتمال وقوع المرض في والدى المريض 5%
- احتمال وقوع المرض في أخوة المريض 10%
- احتمال وقوع المرض في أولاد المريض 14%
- احتمال وقوع المرض في أقارب المريض من الدرجة الثانية يقل عن معدل اصابة اقارب المريض من الدرجة الاولى ويزيد عن معدل اصابة بقية أفراد المجتمع .
ب/ دراسات التوأم:
ج/ دراسات التبني:
أجريت العديد من الدراسات في هذا المجال ونتائج هذه الدراسات في مجملها تقوم استناداً لقيام وفعل العامل الوراثي في تكوين الاستعداد لمرض الفصام ومن هذه الدراسات ما يلى:
دراسة كولمان حيث أفاد الباحث أن نسبة الاصابة في التؤام المتماثلة إذا لم تعيش في بيئة حياتية واحدة في حدود 77.1% . أما في الحالات التي يعيش فيها التوأمان المتماثلان في ظروف حياتية واحدة دون التفريق بينهما بلغت 91.5% من هذه الدراسات وغيرها يتبين بوضوح بأن العامل الوراثي هو عامل مهم في انتقال المرض وبأن عزل الطفل الذى يحمل الاستعداد للمرض عن والديه الأصليين وعن محيطهم الأصلي حتى في وقت مبكر بعد الولادة لا يؤثر ولا يعيق في تحقيق الاستعداد للمرض.
طريقة الوراثة:-
فيما يلى مختصر لاهم النظريات الواردة في كيفية توريث الفصام:-
1- نظرية الجين الواحد: تفترض هذه النظرية أن انتقال المرض يتم عن طريق جين واحد.
2- نظرية الجينات المتعددة:
في هذه النظرية نجد أن الجينات تعبر عن نفسها بصورة متشابهة وفعلها يعتمد على عدد وتجمعاتها فإذا تجمع العدد الكافي من هذه الجينات فإن الفرد يصاب بالفصام.
ثانياً الشخصية قبل المرض:-
1/ الشخصية (الإنطوائية):
لقد وصف يونج الشخص الانطوائي بأنه فرد ينزع إلى الانعزال والوحدة وتحاشى الاتصال الاجتماعي، ويميل للتأمل، ويرى الواقع وكأنه عقبة أمامه ، والأعراض عن الاهتمام بالأمور الواقعية والتوجه إلى الأمور الخيالية.
ويرى ايزنك أن الانطوائي ينشغل بالأمور الداخلية ويعانى من عدم القدرة على توجيه نشاطه إلى الواقع الخارجي . كما يتميز بالمزاجية والتصلب في الرأي والرزانة والمحافظة والهدوء والحذر والمسالمة.
ويتضح من نتائج بحوث المختصين بالأمراض النفسية والعقلية بأن امكانية الاصابة بمرض الفصام أعظم في أصحاب الشخصية الانطوائية منها في اصحاب الشخصية الانبساطية.
ثانيا: الشخصيــة التجنبيــة:
وأهم سمات هذه الشخصية هي نقص في الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات ، والحساسية الشديدة ، والانعزال الاجتماعي بالرغم من توفر الدعم في الحصول على القبول من قبل الغير . وخصائص هذه الشخصية هي تماثل خصائص الفرد الذى يشعر بمركب النقص الذى وضعه أدلر Adler ولعل اظهر خصائصها هي سمة الحساسية الشديدة والخوف من المواقف التي تشعره باحتمال الرفض من الغير وهى بالتالي يعانى صاحبها من شعور دائم بالنقص ، ويحتمى بذلك بالانسحاب من هذه المواقف بقدر ما يستطيع . كما أنه يميل عادة إلى إساءة تفسير نوايا أو أقوال أو ردود فعل الآخرين . كما أنه إذا ما واجه رفضاً واحداً لمطالبه فإنه ينكمش ويبتعد عن معاودة الاتصال بالآخرين.
3/ الشخصية الزورانية البارانويدية:
يعتقد أن لهذه الشخصية دور كبير في التهيئة للإصابة بمرض الفصام . ويؤيد هذا الاعتقاد أن نصف المصابين بالفصام، في سن متأخرة بعد الخامسة والثلاثين يصفون منذ مدة طويلة سابقة للمرض بخصائص بارانوية أهمها . الغيرة ، التشكك ،والبرود العاطفي ،والعزلة الاجتماعية إضافة إلى الحساسية الشديدة، والتهيؤ إلى المشاكسة، والمخاصمة ولهذا يمكن اعتبار الشخصية البارانوية شخصية منذرة بالمرض الشيزوفرينى .
4/ الشخصية الفصامية:
سميت هذه الشخصية بهذه التسمية نظراً لما لوحظ من علاقة بين خصائصها وبين خصائص الفصام . وهذا المصطلح يوحى كأن صاحب هذه الشخصية هو اشبه بشجرة صغيرة لها أن تنمو لتصبح شجرة كبيرة ، غير أن ما توحى به التسمية من انذار بالمرض قد لا يتحقق بالفعل. ولقد وضع الباحثون صفات عديدة للشخصية الفصامية أهمها . عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع قلة في الميل نحو المشاركة الاجتماعية ويصاحب ذلك عادة الانفعال عند الاصرار والاجبار على التعامل أو التجاوب الاجتماعي . كذلك يتصفون بالانسحاب، والانزواء، والانعزال والانفراد في ممارسة الهوايات، او تنفيذ الرغبات، وتجنب المنافسة مع أخوانه وأترابه والأعراض عن المشاركة في الانشطة الجماعية كالرحلات ، والتمثيليات والمهرجانات والنوادي والدعوات والطقوس الدينية الجماعية . ويحاول تجنبها بالغياب عن هذه الأنشطة . كذلك يتصفون بنقص القدرة على التعبير الانفعالي . ويفضلون ممارسة هواياتهم وانشطتهم داخل البيت ويقبلون بصورة تزيد عن المألوف على قراءة الكتب والمجلات والقصص وممارسة بعض الالعاب التى يوفرها الكمبيوتر.
وقد أفادت دراسات روث Roth وسليتر Slater بأن نصف عدد المرض كانوا يتصفون بسمات شخصية فصامية قبل وقوع المرض . ويتعارض مع هذه النصائح ما أفاد به (موريس) في دراسته التي تابع فيها مسيرة 54 من الأطفال الذين اتصفوا بخصائص الشخصية الفصامية لمدة امتدت من 16 – 27 سنة فإن الباحث لم يجد منهم إلا واحداً فقط قد وقع بمرض الفصام.
5/ الشخصية غير المستقرة:
قد اعطى أيزنك الصفات التالية لصاحب الشخصية غير المستقرة فى مجموعتين ، المجموعة الأولى وتشمل سمات الحساسية، والعدوانية، والانفعالية والهياج، والنشاط المفرط (سمات انبساطية) ،والمجموعة الثانية تشمل سمات الانعزال والتصلب والقلق والزاجية (سمات انطوائية) . وأعظم ما تكون التهيئة لمرض الفصام إذا كان الفرد انطوائى وغير مستقر في أن واحد
ثالثاً: العوامــل العضويــة :-
1) دور الناقلات العصبية:
لقد أشارت الدراسات إلى أن زيادة او نقص ناقلات عصبية معينة أو تغيرها فى المستقبلات قبل المشبكية أو بعدها ، أو وجود أمينات داخلية مولدة للذهان ، يعطى أعراض الفصام . وفيما يلى نستعرض هذه الناقلات:
أ- زيادة نشاط الدوبامين : يسبب: إما لزيادة إنتاجه - أو بسبب تراكمه بسبب نقص الانزيم المؤكسد للإمينات الأحادية - زيادة تخلق مستقبلات دوبامينية.
ب- زيادة نشاط النورادرينالين: وهذا يسبب حساسية تجاه المثيرات الداخلة إلى المخ مما يجعلها تبدو كأعراض ذهانيه . كما لوحظ زيادة النور ادرينالين في منطقة الدماغ الأوسط للفصاميين خاصة في مرض الفصام البارانوى.
ت- نقص السيروتنين: لقد لوحظ أن مولد السيروتنين (التريبتوفان) يقل فى حالات الفصام الحادة ويزداد مع التحسن الإكلينيكي .
2) الهرمونات:
أ/ لاحظ الدكتور (رايز) أن 30% من مرضى الفصام يعانون من اضطراب فى نشاط الغدة الدرقية.
ب/ كما لاحظ الدكتور أحمد عكاشة أن الانتكاسات المرضية لمرضى الفصام يصاحبها زيادة فى إفراز هرمون الكورتيزون وأن الشفاء من الفصام يصاحبه نقصان فى افرازات هذا الهرمون.
3) دور الانزيمات:
أ/ الانزيم المؤكسد للأمينات الأحادية (MAO): وهذا الانزيم يعد الطريق الأساسي لهدم الناقلات العصبية خاصة النورادرينالين والسيرتوتنين والدوبامين . حيث نقص هذا الأنزيم يسبب زيادة الناقلات العصبية . ولوحظ ارتباط بين انخفاض نشاط الأنزيم وضلالات الاضطهاد بصفة خاصة.
ب/ انزيم الدوبامين هيدروكسيلاز: هو أنزيم يساعد على تحويل الدوبامين إلى نور أدرينالين من الخلايا النورادرينالية ، وتثبيط عمل هذا الانزيم يسبب تراكماً للدوبامين الذى يزيد من الأعراض الذهانية فى مرض الفصام .
دور المناعة:
لقد اقترح أن الفصام هو أحد الأمراض التي تنشأ عن وجود أجسام مضادة في دم الفصاميين وينتج عن ذلك وجود مستعمرات من الخلايا اللمفاوية شديدة الحساسية.
4) دور الفيروسات:
حيث افترض بعض العلماء أن مرض الفصام ينشأ من عدوى فيروسية بطيئة المفعول في اشخاص مهيئين وراثياً .
5) دور العوامل الجسمية:
دلت الشواهد الإكلينيكية على أن كثير من الأمراض الجسمية تكون أحياناً الزناد الذى يفجر مرض الفصام مثل حميات الولادة وامراض الجهاز العصبي مثل أورام المخ وزهري الجهاز العصبي والحمى المخية.
6) تغيرات في المجموع العصبي المركزي:
أكدت الدراسات أن هناك تغيرات تحدث في المجموع العصبي المركزي لدى مرضى الفصام .
رابعاً: العوامـل النفسيـة والاجتماعيــة:
1/ اختلال العلاقة المبكرة: لقد اعتبر ميلاني أن الشهور الأولى من حياة الطفل وما ينشأ خلالها من مشاعر موجبة أو سالبة تجاه النفس والآخرين هي أساس موقف الفصامي البارانوى، وتكوين دفاعات مرضية تظل إلى الحياة البالغة .
2/ خلل الاتصال الأسرى بالطفل: حيث يتلقى الطفل رسائل من والديه والمحيطين به تحمل معانى متضاربة وإذا اصبح ذلك نمطياً يؤدى إلى خلل التفكير وبالتالي حدوث الفصام.
3/ الصدمات النفسية في الطفولة: هنالك اعتقاد يفترض أن الفصامي تعرض لصدمة نفسية عنيفة في الطفولة المبكرة ،وهذه الصدمة تجعل الفرد حساساً أي لا يتحمل الضغط المتأخر والذى يستطيع الآخرين تحمله .
4/ الإفراط في رعاية الطفل: ينظر إلى الفصام على أنه اضطراب يتسم بتزايد الميل لوقاية الطفل، وينجم عن ذلك ارغام الطفل على تجنب العلاقات الانسانية مما يعزل الطفل عن تطوير مهاراته الاجتماعية
6/ الوحدة الاجتماعية: لقد وجد (روث) أن 45% من الفصاميين يأتون من الطبقة الاجتماعية الدنيا . وكذلك يرتبط الفصام بالعزلة الاجتماعية أو السجن لمدة طويلة.
8/ العوامل الاقتصادية: تشير نتائج بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الحالة الاقتصادية واحتمال الاصابة بالفصام حيث اتضح أن نسبة الاضطراب تزداد بين الطبقات الفقيرة ويفسر العلماء هذه العلاقة على أساس أن المرض العقلي يؤدى إلى سوء الحالة الاقتصادية بسبب اهمال المريض لعمله واضطراره إلى الانقطاع عن العوامل بوظائف ذات دخل منخفض.
الاضطراب الفصامي النمط :- Schizotypal disorder
هو حالة تتميز بسلوك غريب وخلل في التفكير والوجدان تتشابه مع تلك المشاهدة في الفصام ، بالرغم من عدم وجود المعايير المشخصة للفصام ، وتوجد به الظواهر الاتية :-
1) وجدان بارد غير ملائم ( يبدو الفرد بارداً ومنعزلا) كثيرا ما يصاحبه عدم التلذذ.
2) سلوك او مظهر يبدو شاذاً وغير مألوف .
3) ضعف الترابط مع الاخرين وميل نحو الانطواء الاجتماعي.
4) معتقدات غريبة وافكار سحرية تؤثر علي السلوك ولا تتفق مع الاعراف والتقاليد.
5) حالة من الشك او الافكار الزورانية
6) افكار وسواسية دون مقاومة ، وكثيرا ما تكون ذات مضمون رهابي من تشوه الشكل او مضمون جنسي او عدواني
7) تجارب ادراكية غير طبيعية تتضمن تغيرات جسدية حسية وغيرها من تبدد الشخصية او تبدل ادراك الواقع .
اتسام التفكير بعدم التحديد وعدم المباشرة والتفصيل الشديد والنمطية يظهر علي شكل الكلام غير الطبيعي ، وعدم التوجه للمقصد مباشرة وذلك دون تفكك كامل .
9) نوبات عابرة تكون ذهانيه تحدث احيانا وتصاحبها هلاوس سمعية او غير سمعية وافكار كالضلالات تحدث عادة دون استثارة خارجية
وتجري الحالة في مسار مزمن به ذبذبات من الشدة ، واحيانا تتطور الي فصام واضح، ولا توجد بداية محددة للحالة المرضية وانما تكون في بدايتها ومسارها مثلها مثل اضطرابات الشخصية . ويشيع هذا الاضطراب بين اقارب الفصاميين ، كما يعتقد انه جزء من الطيف الوراثي لمرض الفصام.
الدلائل التشخيصية :-
لاستخدام هذا التشخيص يجب توفر ثلاثة او اربعة من الاعراض اعلاه بشكل مستمر لمدة عامين علي الاقل والا يكون الشخص قد استوفي معايير الفصام ابدا، اما وجود اصابة لاحد الاقارب من الدرجة الاولي بالفصام فتعطي وزنا اضافيا للتشخيص ولكنه ليس شرطا ضروريا.
الاضطراب الضلالي :- Delusional disorder
مجموعة من الاضطرابات تتميز اما بضلالة واحدة او مجموعة من الضلالات المترابطة، والتي تكون عادة مستمرة ، بل قد تستمر طول العمر ويختلف مضمون الضلالات كثيرا فهو كثيرا ما يكون ضلالات اضطهاد او ضلالات توهم المرض او عظمة ايضا الغيرة المرضية والاعتقاد بتشوه جسم المريض، يتميز الاضطراب بغياب أي علل نفسية اخري لكن قد تظهر اعراض اكتئابية بين الحين والاخر، كما قد تتكون هلاوس شمية ولمسية في بعض الحالات .
الدلائل التشخيصية :-
1) الضلالات هي الخصائص السريرية البارزة او الوحيدة لهذا الاضطراب .
2) ان تستمر لمدة ثلاثة اشهر علي الاقل.
3) ان تكون شخصية بشكل واضح اكثر منها استجابة لاعتقادات ثقافية .
4) الا توجد أي من المعايير المشخصة للفصام.
الاضطرابات الذهانية الحادة والعابرة : Acute and transient psychotic disorders
تتصف هذه الحالات بالبداية الحادة
يحدث الشفاء الكامل عادة خلال شهرين او ثلاثة شهور، وغالبا خلال بضعة اسابيع . ونسبة بسيطة تتحول الي اضطرابات مستديمة.
الدلائل التشخيصية :
1- لا تستوفي الاعراض المعايير الخاصة بنوبات الهوس ، ولا النوبات الاكتئابية ، بالرغم من ظهور تغيرات انفعالية واعراض وجدانية من وقت الي اخر .
2- غياب المسبب العضوي .
3-
الاضطراب الضلالي المحدث (المشترك): Induced delusional disorder
هو اضطراب ضلالي نادر يتشارك فيه شخصان او اكثر ، تربطهم روابط انفعالية وثيقة ، فيكون احد الاطراف مصابا باضطراب ذهاني اصيل، وتكون الضلالات محدثة في الطرف الثاني والاطراف الأخرى ، وعادة ما تختفي عنها في حالة الفصل بين الاطراف ، ويكون الاضطراب الذهانى في الطرف المهيمن من النوع الفصامي عادة، ولكن ليس بالضرورة .وتكون الضلالات الاصلية في الطرف المهيمن ومثلتها في الطرف الثاني مزمنة ،وطبيعتها اما ضلالات اضطهاديه او ضلالات العظمة . ولا تنتقل الاعتقادات الضلالية علي هذا النحو الا في الظروف غير العادية ، وغالبا ما تكون العلاقة بين الاطراف وثيقة بشكل غير عادي ، كما يكونون عادة معزولين عن الاخرين بسبب اللغة او الثقافة او الجغرافيا . كذلك فان الشخص الذي تحدث عنده الضلالات المحدثة يكون عادة معتمدا علي زميله ذي الذهان الاصلي او تابعاً له .
الدلائل التشخيصية :-
لا يستخدم هذا التشخيص الا في الحالات الاتية :
1. اذا تقاسم شخصان او اكثر نفس الضلالة أو مجموع الضلالات .
2. اذا كانت بينهم علاقة وثيقة من النوع الموصوف اعلاه .
3. هناك دليل زمني او دليل موضوعي علي ان الضلالات انتقلت من الطرف الفاعل الي غير الفاعل بواسطة التعامل مع الطرف الفاعل
ومن غير المعتاد ان تحدث هلاوس محدثة وان كان حدوثها لا ينفي التشخيص .
F25الاضطرابات الوجدانية الفصامية Schizoaffective disorders
هي اضطرابات نوبية تظهر فيها وتبرز في نفس نوبة المرض (ويفضل ان تكون في نفس الوقت ) اعراض وجدانية واعراض فصامية ، واخذت تشخيص مستقل لا نها شائعة بحيث لا يمكن تجاهلها.
الدلائل التشخيصية :-
يجب وضع تشخيص الفصام الوجداني فقط عندما يكون كل من الاعراض الفصامية المؤكدة والاعراض الوجدانية المؤكدة متساوياً في الوضوح ومتزامناً في الوجود أو لا يفصل أحدهما عن الاخر أكثر من بضعة أيام أثناء نفس النوبة المرضية ، وعندما يترتب علي ذلك بالتالي الا تسوفي نوبة المرض أيا من معايير الفصام أو معايير نوبة الاكتئاب أو الهوس . و لا يجب استخدام التشخيص مع المرضي الذين يظهرون اعراضا فصامية فقط ووجدانية فقط في نوبات مختلفة من المرض.
بعض المرضي يصابون بنوبات فصام وجداني متكررة، تكون اما هوسيه النمط او اكتئابيه النمط ، وقد يصاب اخرون بنوبة او اثنين من الاضطراب الفصامي الوجداني تتخللان نوبات نموذجية من الاضطراب الوجداني .
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الهوسي :
Schizoaffective disorder, manic type
هو اضطراب تبرز فيه كل من الاعراض الفصامية واعراض الهوس في نفس النوبة من المرض واضطراب المزاج يأخذ عادة شكل ابتهاج ( ارتفاع المزاج) يصاحبه ارتفاع في الثقة بالنفس ، وافكار العظمة ولكن احيانا تكون الاثارة والحدة لكثر وضوحا ويصاحبه سلوك عدواني وافكار اضطهاديه ، وفي كلتا الحالتين توجد زيادة في النشاط وزيادة في الطاقة، واضطراب في التركيز وتجاوز للقيود الاجتماعية الطبيعية ، كما قد يكون هناك ضلالات مرجعية أو عظمة أو اضطهاد ولكن لابد من وجود الاعراض الاساسية للفصام لتأكيد التشخيص.
الاضطراب الفصامي الهوسى منتشر وله بداية حادة ولكنه يشفي في خلال بضعة اسابيع.
الدلائل التشخيصية :-
وجود المعاير المشخصة لنوبة هوسيه.
وجود واحد (ويفضل اثنين) من المعايير المشخصة للفصام.
ان تتواجد اعراض الهوس والفصام خلال نفس النوبة المرضية.
ويستخدم هذا التشخيص لنوبات الاضطراب الفصامي الهوسى الواحدة او في تشخيص اضطراب متكرر تكون اغلب النوبات فيه نوبات فصامية وجدانية من النمط الهوسى.
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط الاكتئابي :
Schizoaffective disorder, depressive type
هو اضطراب تبرز فيه كل من الاعراض الفصامية و الاكتئابية في نفس نوبة المرض ويحدث انخفاض المزاج بالإضافة الي فقدان الطاقة وانخفاض الشهية والارق وفقدان الوزن واضطراب التركيز ، والشعور بالذنب، واحاسيس بفقدان الامل و أفكار انتحارية وفي نفس الوقت توجد اعراض فصامية نموذجية اخري .ونوبات الاضطراب الفصامي الاكتئابي تكون اقل صخبا من النمط الهوسى الا ان مالها اسوا وتميل للاستمرار مدة اطول ، وبالرغم من ان الاغلبية تشفي تماماً الا ان البعض قد يصاب باضطراب فصامي.
الدلائل التشخيصية :-
1) وجود المعاير المشخصة لنوبة إكتئابية.
2) وجود واحد (ويفضل اثنين) من المعايير المشخصة للفصام.
3) ان تتواجد اعراض الهوس والفصام خلال نفس النوبة المرضية.
ويستخدم هذا التشخيص لنوبات الاضطراب الفصامي الاكتئابي الواحدة او في تشخيص اضطراب متكرر تكون اغلب النوبات فيه نوبات فصامية وجدانية من النمط الاكتئابي.
الاضطراب الفصامي الوجداني النمط المختلط :
Schizoaffective disorder, mixed type
يستخدم هذا التشخيص في حالة الاضطرابات التي توجد فيها اعراض فصامية مع اعراض اضطراب وجداني مختلط.