يعمل الاخصائي النفسي في مؤسسات مختلفة يقوم في كل منها بمهام وظيفية عديدة يمكن تلخيصها في التشخيص والعلاج والبحث
(1) التوجيه التربوي والمهني في المؤسسات التعليمية على اختلاف مراحلها.
(2) العمل في المؤسسات الإصلاحية مثل السجون ومؤسسات الأحداث والمنحرفين 0
(3) العمل في العيادات النفسية والمستشفيات الخاصة بالأمراض النفسيه والعقلية.
(4) العمل في ميادين الصناعة والخدمة الاجتماعية والإسكان وغير ذالك
من ميادين الخدمه
(5) العمل في مراكز البحوث والدراسات التربوية والصحة الاجتماعية ومراكز الإدارة والتنظيم.
ويعتبر الدور الإكلينيكى للاخصائي النفسي الذي يعمل في مؤسسات الصحة النفسية من اكثر الادوار اتصالا بمجال العمل في المجال الجنائي نظرا للتداخل الواضح بين الحالات التي يتعامل معها الإخصائى النفسي في كل المجالين
وبالنسبة لطبيعة وحدود هذا الدور فقد اشارت هيئة الصحة العالميه الى ان هناك تنوعا ملحوظا في وظائف ومسئوليات الاخصائي النفسي الإكلينيكي داخل مؤسسات الصحة النفسيه في بلدان اوربا (وكذالك في عالمنا العربي) يجعل من الصعب تحديد دوره بدقه.وتكاد تكون السمة العامة الغالبة على عمله في هذا المجال هي التقدير التشخيصي .غير ان هناك دورا محددا اللإخصائى النفسي الإكلينيكي بوصفه موجها طبيا في المجتمع ,وتتجسد ابعاد هذا الدور في ضرورة تناوله لمجموعه المشكلات الصحية ذات الخلفية النفسية والاجتماعية مثل تعاطي المخدرات والأمراض التناسلية والجناح والتأخر العقلي .
وتتنوع الوظائف التي يقوم بها الإخصائيون النفسيون في مجال العداله الجنائية,سواء في عمليات الفحص والتشخيص وتحديد الخطورة والمآل او في العلاج والوقاية والتأهيل .
دورالإخصائي النفسي في عملية الفحص والتقدير
إن عمليات الفحص و التقدير التي يقوم بها الإخصائي النفسي الاكلينيكي لا تقتصر على المتهمين لتحديد مسئوليتهم الجنائية,و إنما يمكن ان تمتد لتشمل الشهود ايضاً,ويمكن ان يعتمد عليها في عملية اختيار الافراد الذين يتولون المناصب القضائية المختلفة,غير انه يهمنا في هذا المقام عمليات الفحص التي تجرى على المتهمين بهدف تحديد مسئوليتهم الجنائية.
وتشمل الوظائف والقدرات التي يمكن ان يقوم الإخصائى النفسي بفحصها,والتي يمكن ان يكون لها علاقة بارتكاب الجرائم و المخالفات,كلاً من المظاهر الحسية و الانشطة الحركية,والذكاء,والانتباه,واليقظة ومحتوى و شكل التفكير,والإدراك,والذاكرة بمختلف اشكالها,واللغة والكلام,والمزاج والوجدان,والأساليب المعرفية و اتجاه المتهم نحو عملية الفحص,ومعتقداته وقيمه وجوانب شخصيته والإصابات العضويه وغير ذالك.
وتعتبر البحوث التي اجراها لوبين واخرون عام 1962م وكنجزلي وسترونينج ماع 1966م
وشفارتزمان ودوجلاس عام 1962م لقياس التدهور العقلي عند الفصاميين والبحوث التي اجراها سليفرمان في الضبط الإحاطي وتحديد المجال ,وضبط شدة المنبه عند الفصاميين وبحوث ”بين وهيوليت“ في البطء الحركي النفسي لدى فئات مختلفة من المرضى النفسيين بمثابة الدليل على مايمكن ان يقوم به الإخصائي النفسي في مجال الفحص للمرضى النفسيين بصفه عامه
و جدير بالذكر ان الإخصائى النفسى الإكلينيكي يعتمد فيما يقم به م مهام على عدد من أساليب ووسائل الفحص,تتفاوت في درجة اهميتها بتفاوت نوع الفحص المطلوب, وهدفه,وعمرالمفحوص,ودرجة ذكائه,ومستوى تعليمه وغير ذالك من المتغيرات.
و تشمل هذه الوسائل التي يمكن ان تنضوى فى إطار ما نسميه بفحص الحاله او دراسة الحاله Case studyكلاً من المقابله lntrrview,والملاحظه Observation,والاختبارات والمقاييس الموضوعية Objective tests والأساليب الإسقاطية Projective echniques.
و تعتبر الاختبارات والمقاييس على اختلاف انواعها اهم هذه الوسائل بالنسبة للإخصائى النفسي.
قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي :
يشير مفهوم الذكاء إلى القدرات العقلية التي تمكن الأشخاص من التعلم وتذكر المعلومات واستخدامها بطريقة ملائمة ، والتوصل على استبصارات وحلول ملائمة للمشكلات المختلفة ، واكتساب اللغة واستخدامها ، كما أن مفهوم الذكاء يتضمن نوعاً من الحكم على درجة الإتقان في استخدام العقل أو العمليات العقلية في تحقيق انواع التوافق الشخصي والاجتماعي والتكيف مع البيئة الفيزيقية وتطويع هذه البيئة بحيث تصبح أكثر ملاءمة للإنسان.
تابع قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي
وساعد على ازدهار حركة القياس العقلي بوجه عام وقياس الذكاء الانساني بوجه خاص ، منذ بداية هذا القرن في اوربا والولايات المتحدة الأمريكية ، توفر سياق فكري واجتماعي وتربوي علمي ملائم في ظل الصياغة الاجتماعية لنظرية التطور.
وكان لاختبارات القدرات العقلية أكبر الأثر في حسن مواجهة هذه المشكلات ، وصاحب هذا اكله تقدم في أساليب الإحصاء والقياس النفسي ، ومساهمة عدد كبير من علماء النفس المرموقين في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية في تقدم حركة القياس النفسي للقدرات العقلية ، واصبح اتخاذ عدد كبير من قرارات القبول والرفض لمسارات مهنية وتعليمية وقضائية رهنا بنتائج هذه الاختبارات.
تابع قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي :
عن قضية العلاقة بين الذكاء والجريمة علاقة غياة في التعقيد ولا يمكن القول بان انخفاض الذكاء من اسباب الجريمة ، كما كان يفترض من قبل ، فليس كل المتأخرين عقلياً من ارباب الجرائم ، كما أننا نواجه جرائم ارتكبها أفراد مرتفعون في الذكاء ، فالأشخاص المضادون للمجتمع (السيكوباتيون) – على سبيل المثال - والذين يميلون على المخالفة والخروج على القانون وارتكاب الجرائم ، يمثلون مجموعة غير متجانسة من حيث مستوى الذكاء ، فبعضهم مرتفع لاذكاء وقد ينخفض ذكاء البعض منهم ليصل على حد التأخر العقلي.
وربما كانت هناك علاقة بين نوع الجرائم وبين درجة الذكاء . فالأشخاص أصحاب الذكاء المرتفع يرتكبون الجرائم التي تتطلب قدرة عقلية مرتفعة ، مثل جرائم الاختلاس والنصب والإحتيال والغش والسرقات المدبرة تدبيراً محكماً وجرائم التزوير وتزييف العملة . أما المجرمون ذوو الذكاء المنخفض فإنهم يتورطون في جرائم السرقة والقتل والضرب . وقد درس " كاهن Kahn" عام 1959م سمات الشخصية والذكاء والتاريخ الاجتماعي لجماعتين من المجرمين ، جماعة من القتلة وجماعة من لصوص المنازل. وقد أحيل أفراد المجموعتين على أحد المستشفيات العقلية لفحصهم وتقدير مدى مسئوليتهم عما ارتكبوه من جرائم لم يدن بعضهم بسبب الجنون وقد طبق عليهم مقياس وكسلر – بلفيو وكان متوسط ذكاء القتلة 95 وذكاء لصوص المنازل 103 وكان الفرق بين المتوسطين ذا دلالة إحصائية ، مما يعني أن اللصوص أكثر ذكاء من القتلة.
وقد لخص " سوذرلاند Sutherland " جميع الدراسات المتيسرة في مجال الذكاء وعلاقته بالجريمة . قدم سوزرلاند استخلاصاته في النقاط التالية:
ان نسبة التأخر العقلي بين المجرمين تختلف خلال مراحل زمنية معينة ، ويرجع هذا الاختلاف بالدرجة الأولى على اختلاف وسائل وطرق قياس الذكاء والمعايير التي استخدمت في تقييمه.
أن توزيع نسبة الذكاء بين المجرمين تكاد تساوي نسبة توزيعها بين غير المجرمين إلى حد كبير.
ان زيادة نسبة التأخر العقلي في مجتمع معين لا تقابلها بالضرورة زيادة مماثلة في نسبة الإجرام في ذلك المجتمع.
ان المتأخرين عقلياً من المجرمين الذي يعيشون في السجون والإصلاحيات لا يختلفون من حيث سلوكهم في داخل هذه المؤسسات عن سواهم من المجرمين الأسوياء الذين يعيشون معهم ، وكذلك الحال في نسبة عودتهم على الإجرام.
من هنا فإن معظم الحالات التي تحول إلى الفحص الطبي والنفسي بعد ارتكابها لسلوك إجرامي قد تستدعي إجراء تقييم للذكاء للوقوف على وجود تأخر عقلي أو تدهور عقلي.
ويعتبر مقياس بينية للذكاء أوسع المقاييس انتشاراً وأكثرها استخداماً في العيادات النفسية. وقد نشر " بينيه " ومساعده " سيمون " أول مقياس للذكاء عام 1905م وكان مكوناً من ثلاثين سؤلاً مرتبة حسب صعوبتها . وقد راجع بينيه هذا المقياس في عام 1908 و 1911م .
وقد أعاد بينيه ترتيب الأسئلة في صورة مجموعات عمرية معينة ، وبذلك وضع فكرة العمر العقلي ، ثم جاء شترن ووضع فكرة نسبة الذكاء بقسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروباً في مائة.
وتوالت الترجمات لمقياس بينية إلى اللغات الأخرى كالانجليزية والعربية ومازال يستخدم حتى الآن . وهو في طبيعته مقياس فردي ولفظي على حد كبير ومن المقاييس الخاصة بالأطفال . ومتوسط درجة الذكاء على مقياس بينية 100 والانحراف المعياري 16 درجة.
ظهرت بعض المقاييس العملية لاختبار الصم أو الأميين أو من يتحدثون بلغة غير لغة المقاييس المعروفة ، أو للأطفال الذين يواجهون صعوبة في القراءة ، أو الذين لم يلتحقوا بالمدارس وغير ذلك من الحالات.
وقد جاءت مقاييس وكسلر لتجمع بين الناحيتين اللفظية وغير اللفظية ، ويمكن أن تحدد بتطبيقها نسبة الذكاء اللفظي أو الذكاء الأدائي ونسبة الذكاء الكلية . وقد وضع أولها وهو مقياس وكسلر بلفيو عام 1939م لتقديم ذكاء الأفراد من سن العاشرة حتى سن الستين. وقد انتشر استخدام مقياس وكسلر خاصة في المجال الإكلينيكي لما يتضمنه من إمكانيات تشخيصية ، ويعتبر في الوقت الحاضر أفضل مقاييس الذكاء للأطفال والراشدين والمراهقين.
وتتكون مقاييس وكسلر من مجموعتين من المقاييس الفرعية: الأولى هي المجموعة اللفظية وتشمل : المعلومات العامة ، والمفردات، والمتشابهات ، وإعادة الأرقام ، والاستدلال الحسابي ، والفهم .
والمجموعة الثانية هي مجموعة المقاييس الأدائية وتشمل ترتيب الصور وتكميل الصور ، وتصميم المكعبات ، وتجميع الأشياء ، ورموز الأرقام . ومتوسط درجات الذكاء على مقاييس وكسلر 100 والانحراف المعياري 15 درجة . وتتوافر لهذه المقاييس بيانات تقنينية ودرجات معيارية موزونة يرجع غليها لاستخراج نسبة الذكاء اللفظي أو الذكاء العملي أو الدرجة الكلية.
وتبدأ ممارسة تصنيف التأخر العقلي بعد إنحرافين معياريين أدنى من المتوسط . بمعنى آخر إذا بدأنا من المتوسط (100) هبوطاً بإنحراف معياري واحد (100-15= 85) فهذه هي حدود الذكاء المتوسط ، ثم انحرافتين معياريين (أي 100-30 = 70) وهذه هي حدود الحالات الحدية Borderlien وبعد ذلك يبدأ التأخر العقلي كما هو مبين بالجدول التالي:
قياس التفكير
هناك عدة محاور التي يمكن على اساسها التفكير اهمها للسياق الحالي وهو محور التجريدabstraction العيانيه concreteness وكان جلب gelb وجولدشتين goldsteinاول من درس التفكير التجريدي والتفكير المحسوس او العيان . ويمكن تعريف العيانيه بأنها: العجز عن صياغة مبدأ تجريدي عام من مجموعه محدده من العناصر او العجز عن ادراك وجود مجموعه من الاشياء تعني عجزا في القدره على القيام بالاستدلال.
وقد توصل جولدشتين مع كل من جلب وفا يجل weigl وشرير scheerer الى وضع عدة اختبارات تقيس التفكير التجريدي والعياني , وقد طبقت هذه الاختبارات على فئات مرضيه متعددة , منها المصابون بإصبات عضويه في المخ وعصاميون , ويؤكد جولدشتين ان السوي يستطيع التفكير مستخدما الاتجاهين التجريدي والعياني , اما غير السوي فهو يقتصر على تفكير واحد وهو العياني ومن الواضح انه باستخدام هذه الاختبارات يمكن للاخصائي النفسي الاكلينكي الكشف عن اضطرابات التفكير المختلفه لدى الاشخاص الذين يحولون من جانب المحاكم والهيئات القضائيه.
قياس الوضائف المعرفيه النوعيه
يشير مصطلح المعرفه الى مجموعه متباينه من الاستعدادات والقدرات العقليه مثل: الدرايه والترف والادراك والفهم والتخيل والتذكير والحكم والتقدير والاستدلال والتفكير.
ويمثل في الوقت نفسه الجانب العقلي في القدره النفسيه وتشمل هذه الوضائف : الانتباه والادراك والذاكره بانواعها وفيما يلي نقدر فكره موجزه عن بعض هذه الوظائف
اضطرابات الانتباه
يعد الانتباه من المفاهيم الحديثه التي اكتشفها باحثو علم النفس التجريبي الحديث
ما في مجال المرضى النفسي فلم يقل الاهتمام به عن ذلك الذي لقيه لدى الاسوياء. وظهرت نظرية برودبنتbrodbent للتقنيه العقليه mental filtr theory
لوصف وظيفة الانتباه وكيق تختل لدى المرضى النفسيين والى أي مدى يؤثر اختلالها على اداء بعض الوضائف العقليه العليا مثل : الادراك والذكر والتفكير بأنواعه
ومن الواضح ان الافراد يتباينون فيما بينهم في الاحتفاظ بدرجة محدده من التوجه الذهني او التركيز وهناك دليل يشير الى وجود علاقه بين الدرجه الشاذه من القابليه للتشت وانماط محدده من المرض العقلي
ومن الاختبارات المعروفه التي تتطلب درجه من تركيز الانتباه اختبار اعادة الارقامdigit spsn في مقياس وكسلر بلفيو للذكاء كذلك يمكن الاعتماد على مايعرف باسم قائمة الشطب cancelation sheat حيث يطلب من المفحوص المروربسرعه على سطور مملوءه بحروف ابجديه او ارقام حسابيه مكتوبه بطريقه معينه وان يشطب حروفا معينه كان يشطب حرف س ,ق اذا كان كل منهما مسبوقا بحرف ع او حرف ي واختبارات الجمع التسلسلي او الحساب المركب او غيرها
اضطرابات الادراك
الادراك هو عملية التي تجمع بها تجمع السفر المنبهات الوارده من الخارج غبر الحواس المختلفه في ضوء الخبرات السابقه. وتاثر الاضطرابات الادراكيه ايضا في كفاءة حل المشكلات حيث قد لايتم تسجيل بيانات المشكله بطريقه صحيحه . كذلك من الممكن ان يتم تسجيل بعض المدركات التي لاتنتج او لاتنشأ من منبهات حسيه مثل الهلاوس مما يؤدي بالضروره الى نتائج وافعال خاطئه
فاختلال الادراك قد يكون هو المسؤول بشكل مباشر او غير مباشر عن ارتكاب سلوك اجرامي كما هو الحال لدى بعض المرضى الذين يعانون من الهلاوس السمعيه والبصريه واللمسيه , مما يدفعهم للاعتداء او النتقام من اشخاص الذين يعتقدون انهم يسبونهم او يامرونهم بارتكاب مثل هذه الافعال كذلك فن سلامة الادراك امر محوري في مجال الشهاده امام المحاكم لما يترتب على هذه الشهاده من قرارات يتوقف عليها مصير كثير من الناس
تشييع اضطرابات الادراك اكثر بين مرضى المصابين باصابات عضويه في المخ والفصاميين وقد افترض البعض ان مرض الفصام قد يحدث نتيجه لنوع ما من العجز الادراكي
ويوجد في حوزة الاخصائيين النفسيين الاكلينيكيين عددا غير قليل من الاختبارات التي يمكن استخدامها في تقويم وظيفة الادراك سواء من حيث السرعه speed او الدقه accuracy
ويعتبر اختبار التعرف على الاشياء الذي وضعه برنجلمان واحدا من الاساليب الاوللى التي تم استخدامها لقياس سرعة الادراك , هذا بالاضافه الى اجهزة العرض مثل التاكستوسكوب , واجهزة عرض الشرايح والافلام والرسوم
اضطرابات الذاكره
تشير عملية التذكر الى وضيفه من اهم الوضائف النفسيه لدى الانسان, تتمثل في استحضار للخبرات الماضيه التي مرت به, او استعداداته للمعلومات التي سبق ان تعلمها . ونستطيع ان نتصور قيمة التذكر اذا تخيلنا احد الاشخاص وقد فقد ذاكرته تماما . ان هذا الشخص سوف تضطرب لديه وظائف الادراك والوعي لانها تتطلب المقارنه بين الحاضر والماضي
ويتم قياس الذاكره من خلال طريقتين احداهما هي التعرف recognition أي التعرف على خبرات سبق ان مر بها الفرد وذلك عندما يراها مره ثانيه . اما الطريقه الثانيه فهي الاستدعاء resal او الاسترجاع retrieval وهو حضور فكره او شيء الة الذاكره سبق ان مر بها الفرد في الماضي دون مثول هذا الشيء في الوقت الحاضر امام الحواس وهاتان الطريقتان من الشائع استخدامهما في المجال الجنائي عندما يطلب من المتهم نفسه اعادة تمثيل الجريمه واسترجاع ما حدث اوان يطلب من شاهد ما رواية ما رأه او سمعه مره اخرى.
وتنقسم الذاكره الى انواع طبقا للحواس : فمنها الذاكره اللفظيه verbal او السمعيه auditory او البصريه visual وهناك عدة مستويات من سعة الذاكره حيث تنقسم الة ثلاث مستويات : الاول هو التذكر المباشر او الفوري immediateحيث يحتفظ بالمعلومات في المخزن الحسي ويمكن ان تختفي في اقل من ثنائيه مالم تجري عليها عمليات معينه تنقلها الى مستوى التذكر قصير المدى short_term memory واللذي يتميز عن سابقه بان الانتباه في الثاني يكون موجه بعيدا عن الماده الموجوده امام الفرد حيث يطلب منه استدعؤها بعد فتره زمنيه معينه. وليس من المتفق عليه تحديد الوقت اللذي ينبغي ان تضل فيه الماده حيه داخل المخزن قصير المدى ولكن من خلال عمليات التثبيت بالمراجعه اوالحفظ تتحول الماده الى الذاكره طويلة المدى long _term mem oryحيث يبقى لفترات طويله
اما من حيث الضطراب فإن الذاكره تتعرض لنوعين من الاضطراب الاول عضوي والاخر وضيفي . وقد استخدم الباحثون عدد كبير من الاختبارات لقياس الذاكره بعضها لفظي والاخر بصري من اشهرها مقياس وكسلر للذاكره وهو يتكون من سبعة اختبرات فرعيه تظم اختبار معلومات ذاتيه واختبرا ادراك الاتجاه , كذلك تجد اختبرات اخرى مثل التعرف على الكلمات والتعرف على الصور واختباربندر جشطت واختبرا بنتون البصري.
4. فحص الإصابات العضوية
يبدو بعض المتهمين وهم اقرب إلى السواء وأنه لا يلاحظ عليهم ما يعتبر مرضا نفسيا أو جنونا ولو أرتكب أحدهم فعلا مجرما ربما يدان بسبب هذا الفعل ولكن المعروف أن الأمراض الذهانية ينجم عنها ارتكاب أفعال شاذة أو مجرمة وكذلك فإن المرضى الذين يعانون من جنون السرقة أو الحرائق قد يكتشف بعد الفحص الدقيق أنهم يعانون من إصابة عضوية بالمخ ...
كذلك يعتبر الكشف عن الإصابات العضوية هو الخطوة الأولى قبل تشخيص الأمراض النفسية ...
وقد يعتقد البعض أن الأساليب الطبية ذات الطبيعة الفسيولوجية مثل رسام المخ الكهربائي أو الأشعة المقطعية على المخ وغيرها هي الوسائل الوحيدة في الكشف عن الإصابات العضوية بالمخ وهو اعتقاد خاطئ حيث توجد هناك اختبارات نفسية يمكن للأخصائيين النفسيين باستخدامها الكشف عن احتمالات الإصابة العضوية ...
وهناك عدد من المقاييس والاختبارات التي يشيع استخدامها في المجال الإكلينيكي للكشف عن احتمالات الإصابة العضوية بالمخ ..
وأشارت بعض الدراسات إلى أن اختبارات الإدراك الحسي والقدرات العقلية المقننة هي الوسائل ذات فائدة كبيرة في هذا الصدد ...
5. قياس السلوك النفسي الحركي
لقد تم استخدام مجموعة ضخمة من النشاطات الحركية في محاولات الكشف عن طبيعة العجز المفترض في مختلف الفئات الإكلينيكية ويمكن تمييز أربعة أنماط عريضة من الاختبارات الحركية :
1/ الاختبارات التي تهتم بقياس السرعة العامة للاستجابة في موقف يتطلب استجابة حركية وتضم هذه الفئة اختبارات ::
اختبار التعقيب أو توصيل الدوائر ,, اختبار رموز الأرقام
ويمكن أن هذه الفئة اختبارات الطلاقة التي تقتضي سرعة إعطاء استجابات لفظية سواء في شكلها الحر أو بالاستجابات لتعليمات محددة ..
2/ الاستجابة المحددة لمثير معين : وتشمل اختبارات زمن رد الفعل ويدخل من ضمنها اختبارات الشطب حيث يطلب فيه من المفحوص أن يستجيب لمنبهات محددة ذات خصائص بعينها وتجاهل منبهات أخرى .
3/ الاستجابات الحركية المركبة وتضم مجموعة من المقاييس
4/ اختبارات الاستجابات الحركية المتصلة وتشمل التفكك الثباتي والسير على القضيب ....
وهذا وقد استخدمت معظم الاختبارات والمقاييس السابقة في دراسات على المرضى النفسيين وبخاصة المرضى الذهانيين
ومن هنا فإنه يمكن واعتمادا على الاختبارات التي تقيس الأداء الحركي التمييز بين المرضى والأسوياء من ناحية ..
وبين المرضى البعض من ناحية أخرى بهدف عملية التشخيص وهي عملية هامة في مجال علم النفس الجنائي
6. قياس وتقويم الشخصية واضطراباتها
وتعتبر دراسة الشخصية وتقويمها من أهم مسئوليات الأخصائي النفسي الإكلينيكي وتأتي في المرتبة الثانية بعد قياس الذكاء ....
ويعتبر تصور الباحث للشخصية ومفهومها أمرا رئيسيا في اختياره نوع الاختبارات التي يستخدمها لقياسها فنظريات الشخصية المختلفة تدعو إلى استخدام أساليب مختلفة في قياس الشخصية ونظريات التحليل النفسي تدعو إلى استخدام المقابلة الشخصية العميقة أو الاختبارات الإسقاطية التي تكشف عن العوامل اللاشعورية المؤثرة في السلوك
أما القائلون بنظريات السمات يفضلون تقويم سمات الفرد عن طريق الاستخبارات ....
ويفضل الأخصائيون في المجال الإكلينيكي استخدام الاختبارات الإكلينيكية التي تعطي صورة عن النواحي المرضية واضطرابات الشخصية .....
وتعتبر الاختبارات الموضوعية للشخصية من أقدم الوسائل المستخدمة في قياس الشخصية ..
ومن مقاييس الشخصية الموضوعية ( مقياس أيزنك للشخصية )
وهي تقيس العصابية والانبساط ويذكر مؤلفا المقياس أنه في مجال اضطرابات السلوك يمكن أن يلعب المقياس دورا أساسيا في التشخيص ..
وتم تطوير المقياس حيث يختلف عن السابق بوجود مقياس إضافي للذهانية وآخر للإجرام للتمييز بين المجرمين وغير المجرمين ويمكن أن يكون مفيدا في التنبؤ بالجناح أو العود للإجرام ...
7. قياس المشكلات السلوكية
هناك نماذج من الاضطرابات السلوكية والمشكلات السلوكية التي تمثل في ذاتها انتهاكات للقانون وتصطدم بمعايير المجتمع أو تترتب عليها أفعال تدخل في باب السلوكيات المجرمة التي يعاقب عليها القانون وهذا قد يكون الأخصائي النفسي معينا بتقييم هذه الانحرافات السلوكية لأغراض التشخيص والعلاج وتحديد مدى المسئولية الجنائية ...
ويوجد عدد كبير من الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لهذه الأغراض ومنها ::
مقياس السلوك التوافقي الذي أعده نيهيرا واستخدم في بعض الدراسات وينطوي المقياس إلى جزئيين أولهم لقياس الجوانب الثمانية والثاني لقياس السلوك غير التوافقي المتعلق بالشخصية والسلوك ....
الثاني :
مقياس الغضب الذي أعده سيجل ويقيس الأبعاد الثلاثة التالية وهي
استثارة الغضب , المواقف المولدة للغضب , استمرارية الغضب ..
وهذا بالإضافة إلى العديد من الاختبارات التي تقيس السلوك العدواني والانحرافات الجنسية والمشكلات السلوكية الأخرى
والخلاصة
أن لدى الأخصائي النفسي الإكلينيكي ذخيرة كبيرة من الاختبارات والمقاييس النفسية التي يستطيع تطويعها لخدمة العدالة الجنائية ....
دور الاخصائي النفسي في الوقاية
نحن لا نزعم الوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية او المشكلات السلومية والسلوك والسلوك الاجرامي عمل لا يختص به الاخصائيون النفسيين وحدهم الا ان لهم دور مهم لا يمكن تجاهله او التقليل من شأنه,لهذا فسوف نفرد فصلا للحديث عن الوقاية ومتوياتها ومجالات استخدامها.
دور الاخصائي النفسي في العلاج
من مهمام الاخصائي النفسي الاكلنكي القيام بالعلاجات النفسية المختفة التي يحتاجها المرضى النفسيون والعلاج النفسي الذي يمارسة المتخصصون في علم النفس اليوم يشمل مدى واسع من الاساليب والفنيات التي تستند الى النظريات النفسية والتي تصلح لمواجهة عدد غير قليل من الاضطرابات النفسية سواء كان المصابون بها مجرد مضطربين او يقيمون في المستشفيات النفسية او كتهمين في قضايا,ونظرا لاهمية هذا الدور سوف نفرد فصلا مسقلا نناقش فيه العلاجات النفسية التي يستطيع الاخصائي النفسي او المعالج تقديمها.
دور الاخصائي النفسي في تحديد المئولية الجنائية
من المعروف الان انه في القضايا الجنائية التي تثار فيها مسألة الجنون من قبل المتهم او من قبل الموكلين للدفاع عنه يتعين الاستعانه ببعض الخبراء للادلاء بشهاداتهم العلمية حول مدى المسؤولية الجنائية للمتهم او حتى التثبيت من مدى سلامة شهادة شهود الاثبات او النفي في القضية وحتى وقت قريب كان الشهادة تقتصر على المتخصصين في الطب النفسي فقط.
الدليل وجود الاخصائي النفسي وبقوة في في خدمة مجال العدالة الجنائية:
كل المستشفيات الحكومية او معظمها يوجد فيها اخصائي او اخصائيين نفسيين
قضاة المحاكم او سلطات التحقيق تحول كثيرا من الحالات التي يرتكب فيها المتهم افعالا مجرمة بحكم القانون او يدعي الجنون او يكون فعلا كذلك الى احد المستشفيات او المصحات لوضعة تحت الملاحظة وتقديم تقرير عن حالته العقلية ومدى مسؤوليته عن الفعل الذي ارتكبة.
يشارك الاخصائيون النفسيون في تلك المستشفيات في الملاحظة ويقومون بالتعاون مع زملائهم في التخصصات الاخرى في تقديم التقارير المطلوبة.
4- يقوم الاخصائي النفسي باجراء المقابلات وتطبيق الاختبارات النفسية المختلفة والتي لا شك في انها تشكل جزءا من التقرير الذي يقدم لجهات العدالة
5- يمن ثم يمكن للمحكمة ان تستدعي هذا الاخصائي النفسي كما تستدعي الطبيب النفسي لمناقشة ماتوصل الية وحكمته في هذاالتقرير.
6- واكبر دليل على اهمية دور علماء النفس والاخصائيين النفسيين في خدمة العدالة هو وجود تخصص باسم (علم النفس الجنائي) او (علم النفس الشرعي) وتدريسه في بعض الجامعات والمعاهد واجراء البحوث العلمية فيه.
إشراف الدكتورة
(1) التوجيه التربوي والمهني في المؤسسات التعليمية على اختلاف مراحلها.
(2) العمل في المؤسسات الإصلاحية مثل السجون ومؤسسات الأحداث والمنحرفين 0
(3) العمل في العيادات النفسية والمستشفيات الخاصة بالأمراض النفسيه والعقلية.
(4) العمل في ميادين الصناعة والخدمة الاجتماعية والإسكان وغير ذالك
من ميادين الخدمه
(5) العمل في مراكز البحوث والدراسات التربوية والصحة الاجتماعية ومراكز الإدارة والتنظيم.
ويعتبر الدور الإكلينيكى للاخصائي النفسي الذي يعمل في مؤسسات الصحة النفسية من اكثر الادوار اتصالا بمجال العمل في المجال الجنائي نظرا للتداخل الواضح بين الحالات التي يتعامل معها الإخصائى النفسي في كل المجالين
وبالنسبة لطبيعة وحدود هذا الدور فقد اشارت هيئة الصحة العالميه الى ان هناك تنوعا ملحوظا في وظائف ومسئوليات الاخصائي النفسي الإكلينيكي داخل مؤسسات الصحة النفسيه في بلدان اوربا (وكذالك في عالمنا العربي) يجعل من الصعب تحديد دوره بدقه.وتكاد تكون السمة العامة الغالبة على عمله في هذا المجال هي التقدير التشخيصي .غير ان هناك دورا محددا اللإخصائى النفسي الإكلينيكي بوصفه موجها طبيا في المجتمع ,وتتجسد ابعاد هذا الدور في ضرورة تناوله لمجموعه المشكلات الصحية ذات الخلفية النفسية والاجتماعية مثل تعاطي المخدرات والأمراض التناسلية والجناح والتأخر العقلي .
وتتنوع الوظائف التي يقوم بها الإخصائيون النفسيون في مجال العداله الجنائية,سواء في عمليات الفحص والتشخيص وتحديد الخطورة والمآل او في العلاج والوقاية والتأهيل .
دورالإخصائي النفسي في عملية الفحص والتقدير
إن عمليات الفحص و التقدير التي يقوم بها الإخصائي النفسي الاكلينيكي لا تقتصر على المتهمين لتحديد مسئوليتهم الجنائية,و إنما يمكن ان تمتد لتشمل الشهود ايضاً,ويمكن ان يعتمد عليها في عملية اختيار الافراد الذين يتولون المناصب القضائية المختلفة,غير انه يهمنا في هذا المقام عمليات الفحص التي تجرى على المتهمين بهدف تحديد مسئوليتهم الجنائية.
وتشمل الوظائف والقدرات التي يمكن ان يقوم الإخصائى النفسي بفحصها,والتي يمكن ان يكون لها علاقة بارتكاب الجرائم و المخالفات,كلاً من المظاهر الحسية و الانشطة الحركية,والذكاء,والانتباه,واليقظة ومحتوى و شكل التفكير,والإدراك,والذاكرة بمختلف اشكالها,واللغة والكلام,والمزاج والوجدان,والأساليب المعرفية و اتجاه المتهم نحو عملية الفحص,ومعتقداته وقيمه وجوانب شخصيته والإصابات العضويه وغير ذالك.
وتعتبر البحوث التي اجراها لوبين واخرون عام 1962م وكنجزلي وسترونينج ماع 1966م
وشفارتزمان ودوجلاس عام 1962م لقياس التدهور العقلي عند الفصاميين والبحوث التي اجراها سليفرمان في الضبط الإحاطي وتحديد المجال ,وضبط شدة المنبه عند الفصاميين وبحوث ”بين وهيوليت“ في البطء الحركي النفسي لدى فئات مختلفة من المرضى النفسيين بمثابة الدليل على مايمكن ان يقوم به الإخصائي النفسي في مجال الفحص للمرضى النفسيين بصفه عامه
و جدير بالذكر ان الإخصائى النفسى الإكلينيكي يعتمد فيما يقم به م مهام على عدد من أساليب ووسائل الفحص,تتفاوت في درجة اهميتها بتفاوت نوع الفحص المطلوب, وهدفه,وعمرالمفحوص,ودرجة ذكائه,ومستوى تعليمه وغير ذالك من المتغيرات.
و تشمل هذه الوسائل التي يمكن ان تنضوى فى إطار ما نسميه بفحص الحاله او دراسة الحاله Case studyكلاً من المقابله lntrrview,والملاحظه Observation,والاختبارات والمقاييس الموضوعية Objective tests والأساليب الإسقاطية Projective echniques.
و تعتبر الاختبارات والمقاييس على اختلاف انواعها اهم هذه الوسائل بالنسبة للإخصائى النفسي.
قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي :
يشير مفهوم الذكاء إلى القدرات العقلية التي تمكن الأشخاص من التعلم وتذكر المعلومات واستخدامها بطريقة ملائمة ، والتوصل على استبصارات وحلول ملائمة للمشكلات المختلفة ، واكتساب اللغة واستخدامها ، كما أن مفهوم الذكاء يتضمن نوعاً من الحكم على درجة الإتقان في استخدام العقل أو العمليات العقلية في تحقيق انواع التوافق الشخصي والاجتماعي والتكيف مع البيئة الفيزيقية وتطويع هذه البيئة بحيث تصبح أكثر ملاءمة للإنسان.
تابع قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي
وساعد على ازدهار حركة القياس العقلي بوجه عام وقياس الذكاء الانساني بوجه خاص ، منذ بداية هذا القرن في اوربا والولايات المتحدة الأمريكية ، توفر سياق فكري واجتماعي وتربوي علمي ملائم في ظل الصياغة الاجتماعية لنظرية التطور.
وكان لاختبارات القدرات العقلية أكبر الأثر في حسن مواجهة هذه المشكلات ، وصاحب هذا اكله تقدم في أساليب الإحصاء والقياس النفسي ، ومساهمة عدد كبير من علماء النفس المرموقين في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية في تقدم حركة القياس النفسي للقدرات العقلية ، واصبح اتخاذ عدد كبير من قرارات القبول والرفض لمسارات مهنية وتعليمية وقضائية رهنا بنتائج هذه الاختبارات.
تابع قياس الذكاء وتقدير التأخير والتدهور العقلي :
عن قضية العلاقة بين الذكاء والجريمة علاقة غياة في التعقيد ولا يمكن القول بان انخفاض الذكاء من اسباب الجريمة ، كما كان يفترض من قبل ، فليس كل المتأخرين عقلياً من ارباب الجرائم ، كما أننا نواجه جرائم ارتكبها أفراد مرتفعون في الذكاء ، فالأشخاص المضادون للمجتمع (السيكوباتيون) – على سبيل المثال - والذين يميلون على المخالفة والخروج على القانون وارتكاب الجرائم ، يمثلون مجموعة غير متجانسة من حيث مستوى الذكاء ، فبعضهم مرتفع لاذكاء وقد ينخفض ذكاء البعض منهم ليصل على حد التأخر العقلي.
وربما كانت هناك علاقة بين نوع الجرائم وبين درجة الذكاء . فالأشخاص أصحاب الذكاء المرتفع يرتكبون الجرائم التي تتطلب قدرة عقلية مرتفعة ، مثل جرائم الاختلاس والنصب والإحتيال والغش والسرقات المدبرة تدبيراً محكماً وجرائم التزوير وتزييف العملة . أما المجرمون ذوو الذكاء المنخفض فإنهم يتورطون في جرائم السرقة والقتل والضرب . وقد درس " كاهن Kahn" عام 1959م سمات الشخصية والذكاء والتاريخ الاجتماعي لجماعتين من المجرمين ، جماعة من القتلة وجماعة من لصوص المنازل. وقد أحيل أفراد المجموعتين على أحد المستشفيات العقلية لفحصهم وتقدير مدى مسئوليتهم عما ارتكبوه من جرائم لم يدن بعضهم بسبب الجنون وقد طبق عليهم مقياس وكسلر – بلفيو وكان متوسط ذكاء القتلة 95 وذكاء لصوص المنازل 103 وكان الفرق بين المتوسطين ذا دلالة إحصائية ، مما يعني أن اللصوص أكثر ذكاء من القتلة.
وقد لخص " سوذرلاند Sutherland " جميع الدراسات المتيسرة في مجال الذكاء وعلاقته بالجريمة . قدم سوزرلاند استخلاصاته في النقاط التالية:
ان نسبة التأخر العقلي بين المجرمين تختلف خلال مراحل زمنية معينة ، ويرجع هذا الاختلاف بالدرجة الأولى على اختلاف وسائل وطرق قياس الذكاء والمعايير التي استخدمت في تقييمه.
أن توزيع نسبة الذكاء بين المجرمين تكاد تساوي نسبة توزيعها بين غير المجرمين إلى حد كبير.
ان زيادة نسبة التأخر العقلي في مجتمع معين لا تقابلها بالضرورة زيادة مماثلة في نسبة الإجرام في ذلك المجتمع.
ان المتأخرين عقلياً من المجرمين الذي يعيشون في السجون والإصلاحيات لا يختلفون من حيث سلوكهم في داخل هذه المؤسسات عن سواهم من المجرمين الأسوياء الذين يعيشون معهم ، وكذلك الحال في نسبة عودتهم على الإجرام.
من هنا فإن معظم الحالات التي تحول إلى الفحص الطبي والنفسي بعد ارتكابها لسلوك إجرامي قد تستدعي إجراء تقييم للذكاء للوقوف على وجود تأخر عقلي أو تدهور عقلي.
ويعتبر مقياس بينية للذكاء أوسع المقاييس انتشاراً وأكثرها استخداماً في العيادات النفسية. وقد نشر " بينيه " ومساعده " سيمون " أول مقياس للذكاء عام 1905م وكان مكوناً من ثلاثين سؤلاً مرتبة حسب صعوبتها . وقد راجع بينيه هذا المقياس في عام 1908 و 1911م .
وقد أعاد بينيه ترتيب الأسئلة في صورة مجموعات عمرية معينة ، وبذلك وضع فكرة العمر العقلي ، ثم جاء شترن ووضع فكرة نسبة الذكاء بقسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروباً في مائة.
وتوالت الترجمات لمقياس بينية إلى اللغات الأخرى كالانجليزية والعربية ومازال يستخدم حتى الآن . وهو في طبيعته مقياس فردي ولفظي على حد كبير ومن المقاييس الخاصة بالأطفال . ومتوسط درجة الذكاء على مقياس بينية 100 والانحراف المعياري 16 درجة.
ظهرت بعض المقاييس العملية لاختبار الصم أو الأميين أو من يتحدثون بلغة غير لغة المقاييس المعروفة ، أو للأطفال الذين يواجهون صعوبة في القراءة ، أو الذين لم يلتحقوا بالمدارس وغير ذلك من الحالات.
وقد جاءت مقاييس وكسلر لتجمع بين الناحيتين اللفظية وغير اللفظية ، ويمكن أن تحدد بتطبيقها نسبة الذكاء اللفظي أو الذكاء الأدائي ونسبة الذكاء الكلية . وقد وضع أولها وهو مقياس وكسلر بلفيو عام 1939م لتقديم ذكاء الأفراد من سن العاشرة حتى سن الستين. وقد انتشر استخدام مقياس وكسلر خاصة في المجال الإكلينيكي لما يتضمنه من إمكانيات تشخيصية ، ويعتبر في الوقت الحاضر أفضل مقاييس الذكاء للأطفال والراشدين والمراهقين.
وتتكون مقاييس وكسلر من مجموعتين من المقاييس الفرعية: الأولى هي المجموعة اللفظية وتشمل : المعلومات العامة ، والمفردات، والمتشابهات ، وإعادة الأرقام ، والاستدلال الحسابي ، والفهم .
والمجموعة الثانية هي مجموعة المقاييس الأدائية وتشمل ترتيب الصور وتكميل الصور ، وتصميم المكعبات ، وتجميع الأشياء ، ورموز الأرقام . ومتوسط درجات الذكاء على مقاييس وكسلر 100 والانحراف المعياري 15 درجة . وتتوافر لهذه المقاييس بيانات تقنينية ودرجات معيارية موزونة يرجع غليها لاستخراج نسبة الذكاء اللفظي أو الذكاء العملي أو الدرجة الكلية.
وتبدأ ممارسة تصنيف التأخر العقلي بعد إنحرافين معياريين أدنى من المتوسط . بمعنى آخر إذا بدأنا من المتوسط (100) هبوطاً بإنحراف معياري واحد (100-15= 85) فهذه هي حدود الذكاء المتوسط ، ثم انحرافتين معياريين (أي 100-30 = 70) وهذه هي حدود الحالات الحدية Borderlien وبعد ذلك يبدأ التأخر العقلي كما هو مبين بالجدول التالي:
قياس التفكير
هناك عدة محاور التي يمكن على اساسها التفكير اهمها للسياق الحالي وهو محور التجريدabstraction العيانيه concreteness وكان جلب gelb وجولدشتين goldsteinاول من درس التفكير التجريدي والتفكير المحسوس او العيان . ويمكن تعريف العيانيه بأنها: العجز عن صياغة مبدأ تجريدي عام من مجموعه محدده من العناصر او العجز عن ادراك وجود مجموعه من الاشياء تعني عجزا في القدره على القيام بالاستدلال.
وقد توصل جولدشتين مع كل من جلب وفا يجل weigl وشرير scheerer الى وضع عدة اختبارات تقيس التفكير التجريدي والعياني , وقد طبقت هذه الاختبارات على فئات مرضيه متعددة , منها المصابون بإصبات عضويه في المخ وعصاميون , ويؤكد جولدشتين ان السوي يستطيع التفكير مستخدما الاتجاهين التجريدي والعياني , اما غير السوي فهو يقتصر على تفكير واحد وهو العياني ومن الواضح انه باستخدام هذه الاختبارات يمكن للاخصائي النفسي الاكلينكي الكشف عن اضطرابات التفكير المختلفه لدى الاشخاص الذين يحولون من جانب المحاكم والهيئات القضائيه.
قياس الوضائف المعرفيه النوعيه
يشير مصطلح المعرفه الى مجموعه متباينه من الاستعدادات والقدرات العقليه مثل: الدرايه والترف والادراك والفهم والتخيل والتذكير والحكم والتقدير والاستدلال والتفكير.
ويمثل في الوقت نفسه الجانب العقلي في القدره النفسيه وتشمل هذه الوضائف : الانتباه والادراك والذاكره بانواعها وفيما يلي نقدر فكره موجزه عن بعض هذه الوظائف
اضطرابات الانتباه
يعد الانتباه من المفاهيم الحديثه التي اكتشفها باحثو علم النفس التجريبي الحديث
ما في مجال المرضى النفسي فلم يقل الاهتمام به عن ذلك الذي لقيه لدى الاسوياء. وظهرت نظرية برودبنتbrodbent للتقنيه العقليه mental filtr theory
لوصف وظيفة الانتباه وكيق تختل لدى المرضى النفسيين والى أي مدى يؤثر اختلالها على اداء بعض الوضائف العقليه العليا مثل : الادراك والذكر والتفكير بأنواعه
ومن الواضح ان الافراد يتباينون فيما بينهم في الاحتفاظ بدرجة محدده من التوجه الذهني او التركيز وهناك دليل يشير الى وجود علاقه بين الدرجه الشاذه من القابليه للتشت وانماط محدده من المرض العقلي
ومن الاختبارات المعروفه التي تتطلب درجه من تركيز الانتباه اختبار اعادة الارقامdigit spsn في مقياس وكسلر بلفيو للذكاء كذلك يمكن الاعتماد على مايعرف باسم قائمة الشطب cancelation sheat حيث يطلب من المفحوص المروربسرعه على سطور مملوءه بحروف ابجديه او ارقام حسابيه مكتوبه بطريقه معينه وان يشطب حروفا معينه كان يشطب حرف س ,ق اذا كان كل منهما مسبوقا بحرف ع او حرف ي واختبارات الجمع التسلسلي او الحساب المركب او غيرها
اضطرابات الادراك
الادراك هو عملية التي تجمع بها تجمع السفر المنبهات الوارده من الخارج غبر الحواس المختلفه في ضوء الخبرات السابقه. وتاثر الاضطرابات الادراكيه ايضا في كفاءة حل المشكلات حيث قد لايتم تسجيل بيانات المشكله بطريقه صحيحه . كذلك من الممكن ان يتم تسجيل بعض المدركات التي لاتنتج او لاتنشأ من منبهات حسيه مثل الهلاوس مما يؤدي بالضروره الى نتائج وافعال خاطئه
فاختلال الادراك قد يكون هو المسؤول بشكل مباشر او غير مباشر عن ارتكاب سلوك اجرامي كما هو الحال لدى بعض المرضى الذين يعانون من الهلاوس السمعيه والبصريه واللمسيه , مما يدفعهم للاعتداء او النتقام من اشخاص الذين يعتقدون انهم يسبونهم او يامرونهم بارتكاب مثل هذه الافعال كذلك فن سلامة الادراك امر محوري في مجال الشهاده امام المحاكم لما يترتب على هذه الشهاده من قرارات يتوقف عليها مصير كثير من الناس
تشييع اضطرابات الادراك اكثر بين مرضى المصابين باصابات عضويه في المخ والفصاميين وقد افترض البعض ان مرض الفصام قد يحدث نتيجه لنوع ما من العجز الادراكي
ويوجد في حوزة الاخصائيين النفسيين الاكلينيكيين عددا غير قليل من الاختبارات التي يمكن استخدامها في تقويم وظيفة الادراك سواء من حيث السرعه speed او الدقه accuracy
ويعتبر اختبار التعرف على الاشياء الذي وضعه برنجلمان واحدا من الاساليب الاوللى التي تم استخدامها لقياس سرعة الادراك , هذا بالاضافه الى اجهزة العرض مثل التاكستوسكوب , واجهزة عرض الشرايح والافلام والرسوم
اضطرابات الذاكره
تشير عملية التذكر الى وضيفه من اهم الوضائف النفسيه لدى الانسان, تتمثل في استحضار للخبرات الماضيه التي مرت به, او استعداداته للمعلومات التي سبق ان تعلمها . ونستطيع ان نتصور قيمة التذكر اذا تخيلنا احد الاشخاص وقد فقد ذاكرته تماما . ان هذا الشخص سوف تضطرب لديه وظائف الادراك والوعي لانها تتطلب المقارنه بين الحاضر والماضي
ويتم قياس الذاكره من خلال طريقتين احداهما هي التعرف recognition أي التعرف على خبرات سبق ان مر بها الفرد وذلك عندما يراها مره ثانيه . اما الطريقه الثانيه فهي الاستدعاء resal او الاسترجاع retrieval وهو حضور فكره او شيء الة الذاكره سبق ان مر بها الفرد في الماضي دون مثول هذا الشيء في الوقت الحاضر امام الحواس وهاتان الطريقتان من الشائع استخدامهما في المجال الجنائي عندما يطلب من المتهم نفسه اعادة تمثيل الجريمه واسترجاع ما حدث اوان يطلب من شاهد ما رواية ما رأه او سمعه مره اخرى.
وتنقسم الذاكره الى انواع طبقا للحواس : فمنها الذاكره اللفظيه verbal او السمعيه auditory او البصريه visual وهناك عدة مستويات من سعة الذاكره حيث تنقسم الة ثلاث مستويات : الاول هو التذكر المباشر او الفوري immediateحيث يحتفظ بالمعلومات في المخزن الحسي ويمكن ان تختفي في اقل من ثنائيه مالم تجري عليها عمليات معينه تنقلها الى مستوى التذكر قصير المدى short_term memory واللذي يتميز عن سابقه بان الانتباه في الثاني يكون موجه بعيدا عن الماده الموجوده امام الفرد حيث يطلب منه استدعؤها بعد فتره زمنيه معينه. وليس من المتفق عليه تحديد الوقت اللذي ينبغي ان تضل فيه الماده حيه داخل المخزن قصير المدى ولكن من خلال عمليات التثبيت بالمراجعه اوالحفظ تتحول الماده الى الذاكره طويلة المدى long _term mem oryحيث يبقى لفترات طويله
اما من حيث الضطراب فإن الذاكره تتعرض لنوعين من الاضطراب الاول عضوي والاخر وضيفي . وقد استخدم الباحثون عدد كبير من الاختبارات لقياس الذاكره بعضها لفظي والاخر بصري من اشهرها مقياس وكسلر للذاكره وهو يتكون من سبعة اختبرات فرعيه تظم اختبار معلومات ذاتيه واختبرا ادراك الاتجاه , كذلك تجد اختبرات اخرى مثل التعرف على الكلمات والتعرف على الصور واختباربندر جشطت واختبرا بنتون البصري.
4. فحص الإصابات العضوية
يبدو بعض المتهمين وهم اقرب إلى السواء وأنه لا يلاحظ عليهم ما يعتبر مرضا نفسيا أو جنونا ولو أرتكب أحدهم فعلا مجرما ربما يدان بسبب هذا الفعل ولكن المعروف أن الأمراض الذهانية ينجم عنها ارتكاب أفعال شاذة أو مجرمة وكذلك فإن المرضى الذين يعانون من جنون السرقة أو الحرائق قد يكتشف بعد الفحص الدقيق أنهم يعانون من إصابة عضوية بالمخ ...
كذلك يعتبر الكشف عن الإصابات العضوية هو الخطوة الأولى قبل تشخيص الأمراض النفسية ...
وقد يعتقد البعض أن الأساليب الطبية ذات الطبيعة الفسيولوجية مثل رسام المخ الكهربائي أو الأشعة المقطعية على المخ وغيرها هي الوسائل الوحيدة في الكشف عن الإصابات العضوية بالمخ وهو اعتقاد خاطئ حيث توجد هناك اختبارات نفسية يمكن للأخصائيين النفسيين باستخدامها الكشف عن احتمالات الإصابة العضوية ...
وهناك عدد من المقاييس والاختبارات التي يشيع استخدامها في المجال الإكلينيكي للكشف عن احتمالات الإصابة العضوية بالمخ ..
وأشارت بعض الدراسات إلى أن اختبارات الإدراك الحسي والقدرات العقلية المقننة هي الوسائل ذات فائدة كبيرة في هذا الصدد ...
5. قياس السلوك النفسي الحركي
لقد تم استخدام مجموعة ضخمة من النشاطات الحركية في محاولات الكشف عن طبيعة العجز المفترض في مختلف الفئات الإكلينيكية ويمكن تمييز أربعة أنماط عريضة من الاختبارات الحركية :
1/ الاختبارات التي تهتم بقياس السرعة العامة للاستجابة في موقف يتطلب استجابة حركية وتضم هذه الفئة اختبارات ::
اختبار التعقيب أو توصيل الدوائر ,, اختبار رموز الأرقام
ويمكن أن هذه الفئة اختبارات الطلاقة التي تقتضي سرعة إعطاء استجابات لفظية سواء في شكلها الحر أو بالاستجابات لتعليمات محددة ..
2/ الاستجابة المحددة لمثير معين : وتشمل اختبارات زمن رد الفعل ويدخل من ضمنها اختبارات الشطب حيث يطلب فيه من المفحوص أن يستجيب لمنبهات محددة ذات خصائص بعينها وتجاهل منبهات أخرى .
3/ الاستجابات الحركية المركبة وتضم مجموعة من المقاييس
4/ اختبارات الاستجابات الحركية المتصلة وتشمل التفكك الثباتي والسير على القضيب ....
وهذا وقد استخدمت معظم الاختبارات والمقاييس السابقة في دراسات على المرضى النفسيين وبخاصة المرضى الذهانيين
ومن هنا فإنه يمكن واعتمادا على الاختبارات التي تقيس الأداء الحركي التمييز بين المرضى والأسوياء من ناحية ..
وبين المرضى البعض من ناحية أخرى بهدف عملية التشخيص وهي عملية هامة في مجال علم النفس الجنائي
6. قياس وتقويم الشخصية واضطراباتها
وتعتبر دراسة الشخصية وتقويمها من أهم مسئوليات الأخصائي النفسي الإكلينيكي وتأتي في المرتبة الثانية بعد قياس الذكاء ....
ويعتبر تصور الباحث للشخصية ومفهومها أمرا رئيسيا في اختياره نوع الاختبارات التي يستخدمها لقياسها فنظريات الشخصية المختلفة تدعو إلى استخدام أساليب مختلفة في قياس الشخصية ونظريات التحليل النفسي تدعو إلى استخدام المقابلة الشخصية العميقة أو الاختبارات الإسقاطية التي تكشف عن العوامل اللاشعورية المؤثرة في السلوك
أما القائلون بنظريات السمات يفضلون تقويم سمات الفرد عن طريق الاستخبارات ....
ويفضل الأخصائيون في المجال الإكلينيكي استخدام الاختبارات الإكلينيكية التي تعطي صورة عن النواحي المرضية واضطرابات الشخصية .....
وتعتبر الاختبارات الموضوعية للشخصية من أقدم الوسائل المستخدمة في قياس الشخصية ..
ومن مقاييس الشخصية الموضوعية ( مقياس أيزنك للشخصية )
وهي تقيس العصابية والانبساط ويذكر مؤلفا المقياس أنه في مجال اضطرابات السلوك يمكن أن يلعب المقياس دورا أساسيا في التشخيص ..
وتم تطوير المقياس حيث يختلف عن السابق بوجود مقياس إضافي للذهانية وآخر للإجرام للتمييز بين المجرمين وغير المجرمين ويمكن أن يكون مفيدا في التنبؤ بالجناح أو العود للإجرام ...
7. قياس المشكلات السلوكية
هناك نماذج من الاضطرابات السلوكية والمشكلات السلوكية التي تمثل في ذاتها انتهاكات للقانون وتصطدم بمعايير المجتمع أو تترتب عليها أفعال تدخل في باب السلوكيات المجرمة التي يعاقب عليها القانون وهذا قد يكون الأخصائي النفسي معينا بتقييم هذه الانحرافات السلوكية لأغراض التشخيص والعلاج وتحديد مدى المسئولية الجنائية ...
ويوجد عدد كبير من الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لهذه الأغراض ومنها ::
مقياس السلوك التوافقي الذي أعده نيهيرا واستخدم في بعض الدراسات وينطوي المقياس إلى جزئيين أولهم لقياس الجوانب الثمانية والثاني لقياس السلوك غير التوافقي المتعلق بالشخصية والسلوك ....
الثاني :
مقياس الغضب الذي أعده سيجل ويقيس الأبعاد الثلاثة التالية وهي
استثارة الغضب , المواقف المولدة للغضب , استمرارية الغضب ..
وهذا بالإضافة إلى العديد من الاختبارات التي تقيس السلوك العدواني والانحرافات الجنسية والمشكلات السلوكية الأخرى
والخلاصة
أن لدى الأخصائي النفسي الإكلينيكي ذخيرة كبيرة من الاختبارات والمقاييس النفسية التي يستطيع تطويعها لخدمة العدالة الجنائية ....
دور الاخصائي النفسي في الوقاية
نحن لا نزعم الوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية او المشكلات السلومية والسلوك والسلوك الاجرامي عمل لا يختص به الاخصائيون النفسيين وحدهم الا ان لهم دور مهم لا يمكن تجاهله او التقليل من شأنه,لهذا فسوف نفرد فصلا للحديث عن الوقاية ومتوياتها ومجالات استخدامها.
دور الاخصائي النفسي في العلاج
من مهمام الاخصائي النفسي الاكلنكي القيام بالعلاجات النفسية المختفة التي يحتاجها المرضى النفسيون والعلاج النفسي الذي يمارسة المتخصصون في علم النفس اليوم يشمل مدى واسع من الاساليب والفنيات التي تستند الى النظريات النفسية والتي تصلح لمواجهة عدد غير قليل من الاضطرابات النفسية سواء كان المصابون بها مجرد مضطربين او يقيمون في المستشفيات النفسية او كتهمين في قضايا,ونظرا لاهمية هذا الدور سوف نفرد فصلا مسقلا نناقش فيه العلاجات النفسية التي يستطيع الاخصائي النفسي او المعالج تقديمها.
دور الاخصائي النفسي في تحديد المئولية الجنائية
من المعروف الان انه في القضايا الجنائية التي تثار فيها مسألة الجنون من قبل المتهم او من قبل الموكلين للدفاع عنه يتعين الاستعانه ببعض الخبراء للادلاء بشهاداتهم العلمية حول مدى المسؤولية الجنائية للمتهم او حتى التثبيت من مدى سلامة شهادة شهود الاثبات او النفي في القضية وحتى وقت قريب كان الشهادة تقتصر على المتخصصين في الطب النفسي فقط.
الدليل وجود الاخصائي النفسي وبقوة في في خدمة مجال العدالة الجنائية:
كل المستشفيات الحكومية او معظمها يوجد فيها اخصائي او اخصائيين نفسيين
قضاة المحاكم او سلطات التحقيق تحول كثيرا من الحالات التي يرتكب فيها المتهم افعالا مجرمة بحكم القانون او يدعي الجنون او يكون فعلا كذلك الى احد المستشفيات او المصحات لوضعة تحت الملاحظة وتقديم تقرير عن حالته العقلية ومدى مسؤوليته عن الفعل الذي ارتكبة.
يشارك الاخصائيون النفسيون في تلك المستشفيات في الملاحظة ويقومون بالتعاون مع زملائهم في التخصصات الاخرى في تقديم التقارير المطلوبة.
4- يقوم الاخصائي النفسي باجراء المقابلات وتطبيق الاختبارات النفسية المختلفة والتي لا شك في انها تشكل جزءا من التقرير الذي يقدم لجهات العدالة
5- يمن ثم يمكن للمحكمة ان تستدعي هذا الاخصائي النفسي كما تستدعي الطبيب النفسي لمناقشة ماتوصل الية وحكمته في هذاالتقرير.
6- واكبر دليل على اهمية دور علماء النفس والاخصائيين النفسيين في خدمة العدالة هو وجود تخصص باسم (علم النفس الجنائي) او (علم النفس الشرعي) وتدريسه في بعض الجامعات والمعاهد واجراء البحوث العلمية فيه.
إشراف الدكتورة