القياس النفسي " كل ما يوجد ، يوجد بمقدار وكل ما يوجد بمقدار ، يمكن أن يقاس"
مقـدمـــــة :
يشكل موضوع القياس النفسي ركناً أساسياً ، وعنصراً هاماً من عناصر العملية التربوية ، ولا يستطيع الإخصائي النفسي في وحدته الإرشادية والنفسية أن يقوم بدوره الأساسي كمقوم بدون توفر الحد الأدني من المعلومات والمهارات الأساسية في مجال القياس النفسي والتربوي ، بشكل عام ، والاختبارات النفسية بشكل خاص . ومن ثم فإن المقاييس النفسية والتربوية لها دور كبير في جميع المجالات التعليمية والاجتماعية والعلاجية ، فهي تساعد علي اتخاذ القرارات التربوية والاجتماعية العديدة.
القياس النفسي :
يقصد بعملية القياس أنها :
عملية التقدير الرقمي لجوانب السلوك الإنساني المختلفة أو التقرير الكمي لوصف جوانب أي ظاهرة ويكون الاهتمام هنا علي العمليات التي تسهم في الحصول علي عينات من السلوك الإنساني وتقديرها رقمياً .
العملية التي يمكن بها أن نصف شيئاً من الأشياء وصفاً كمياً في ضوء قواعد متفق عليها حتي يمكن تحديد سمة هذه الأشياء .
عملية تقدير كمي لمقدار ما يملكه فرد معين من خاصية أو قدرة أو سمة بمقياس معين لاتخاذ قرار ما بشأنها بعد فهمها .
أهداف القياس النفسي :
يعد الغرض الرئيسي من القياس هو الكشف عن الفروق بأنواعها المختلفة ، إذ أنه لولا وجود هذه الفروق لما كانت هناك حاجة إلي القياس. ويمكن تلخيص أهداف القياس النفسي والتربوي فيما يلي :
(1) المسح : ويقصد به حصر الإمكانيات النفسية ، وتستخدم الاختبارات النفسية والتربوية في تحديد المستويات العقلية والوجدانية والتحصيلية لمجموعات الطلاب وغيرهم ، وهذا المسح لازم لتخطيط برامج التدريب والعلاج بعد التشخيص .
(2) التنبؤ : أننا نقيس ونقيم الفرد والجماعة في وظائف معينة في وقت معين وبافتراض ثبات السلوك الإنساني في حدود معينة ، ومرونته في حدود معينة أيضاً ، وخضوعه لكل نظريات علم النفس في حدود معينة – كذلك يمكننا من معرفة المستوي الحالي للفرد وأن نقدر المستوي المتوقع أن يصله في نفس الوظائف .
(3) التصنيف : تحديد أحد الاختيارات الأكثر مناسبة للفرد من أجل التخصص في علم من العلوم لطلاب الجامعة أو للتدريب في برنامج دون آخر أو للعمل في وظيفة معينة ، ويندرج تحت عملية التصنيف أنواع منها :
وضع الفرد المناسب في المكان المناسب .
الغربلة ، إجراء سريع لتحديد الأفراد الذين تتوافر لديهم بعض الخصائص أو الصفات .
التأهيل ، تحديد فيما إذا كان الفرد تتوافر فيه الأهلية والشروط المطلوبة للقيام بمهمة أو إنجاز عمل من الأعمال وذلك باجتيازه للاختبار
الاختيار ، ويعني اختيار الفرد لعمل ما ، وهي قرارات تنبؤية لما سيكون عليه الفرد مستقبلاً .
(4) التشخيص : أننا نستخدم الاختبارات النفسية والتربوية في تحديد نواحي القصور وتبيان جوانب الضعف والقوة في قدرات الفرد . وذلك
من خلال تحليل نموذج القدرات والاستعدادات وتحليل الجوانب المزاجية والانفعالية .
(5) العلاج : بعد المسح والتشخيص نتعرف علي جوانب الضعف والقصور ونبدأ في توليها بدراسة عميقة لمعرفة أسبابها ودينامياتها . وهنا تتكون لدينا صورة واضحة عن التكوين النفسي للفرد من حيث الوظائف المختلفة مما يمكن من إمكانية العلاج .
الاختبار النفسي :
تعد الاختبارات النفسية أهم أدوات القياس النفسي فهي الأدوات العلمية لدراسة التفرد المتمايز لكل شخص في تكيفه مع بيئته .
ويعرف الاختبار بأنه نوع من أنواع الملاحظة المضبوطة المنظمة لعينة من السلوك الذي يصعب ملاحظته مباشرة لفترات طويلة ، والاختبارات متعددة ومتنوعة بدرجة كبيرة فمنها ما يقيس أساليب أداء المفحوصين وإمكانياتهم ، ومنها ما هو شامل ، ومنها ما هو متخصص. وتختلف الاختبارات اختلافاً كبيراً في طريقة استخدامها كما تختلف فيما تقيسه .
كما يشير الاختبار إلي نمط معين من أدوات القياس ووسائله ، وينطوي علي مجموعة من الأسئلة أو العبارات أو المهام التعليمية ، اختيرت وصيغت بطريقة منهجية معينة ، بحيث توفر لدي إجابة الطالب عنها قيمة رقمية لأحدي خصائصه المعرفية كالتحصيل أو الذكاء أو الابتكار ، أو غير المعرفية كالاتجاهات والميول .
أما الاختبار النفسي فهو :
موقف تجريبي محدد ، يهيئ الظروف لإحداث مثيرات معينة للسلوك ، ويقاس هذا السلوك بمقارنته إحصائياً بسلوك الأفراد الآخرين الذين يخضعون لنفس الموقف التجريبي السابق ، وهو يهدف إلي تصنيف الأفراد تصنيفاً رقمياً أو وصفياً .
مقياس موضوعي ومقنن لعينة لعينة من السلوك ، فالاختبارات النفسية ليست إلا عينة صغيرة ممثلة للسلوك المراد قياسه أو فحصه .
الفــروق الفـردية" خير الناس هذا النمط الأوسط يلحق بهم التالي ويرجع إليهم العالي "
مقدمة : الفروق الفردية ظاهرية طبيعية وضرورية لاستمرار الحياة وانتظامها واتساقها ، ولا يمكن تصور الحياة دون وجود هذه الظاهرة ، ومادامت هناك مجموعتان متمايزتان من العوامل تمثلان أسس النمو الإنساني ، هما مجموعة العوامل الوراثية أو الفطرية ، ومجموعة العوامل البيئية أو الخبرة . فإن ظاهرة الفروق الفردية تصبح نتيجة حتمية تتمثل الفروق الفردية في وجود تباينات تشمل التكوينات العقلية للأفراد واستعداداتهم ، وقدراتهم ، ومستوي ذكائهم ، وحواسهم ، ومدركاتهم ، والصفات أو الخصائص الموروثة لدي كل منهم ، فضلاً عن الصفات والخصائص المكتسبة ، والمعارف والمهارات المتعلمة ، بحيث يمكن القول إن لكل فرد نمطه الخاص المحدد لشخصيته ، وإن كل إنسان نتاج لمحدداته الوراثية والبيئية
تعريف الفروق الفردية :من حيث المعني : مدي اختلاف الأفراد فيما بينهم في السمات المقاسة أو القابلة للقياس .
ويقصد بها إحصائياً : درجة الانحراف عن المتوسط في السمات المقاسة أو القابلة للقياس ، أي أن الإطار المرجعي للمقارنـة هو المتوسط ، ومعني ذلك أن إطار المقارنة الذي ننسب إليه هو إطار كمي وليس إطاراً كيفياً . أي أن الفروق التي توجد بين الأفراد هي فروق في كم الصفة أو الخاصية القابلة للقياس في نوعها .
أنواع الفروق الفردية :
فرق في النوع : اختلاف الطول عن الوزن وهذا الفرق لا يخضع للقياس لعدم وجود صفة مشتركة بينهما يمكن قياسها بمقياس واحد .
فرق في الدرجة : اختلاف الأفراد في صفة جسمية كالطول أو في سمة نفسية كالانبساط والانطواء.
داخلية : أي داخل الفرد كالتفاوت بين سمتين أو أكثر لشخص واحد فقد يكون مرتفعاً في الاستعداد اللغوي ومنخفضاً في الاستعداد الحسابي .
بينية : أي بين الأفراد وتعني تباين الأفراد في سمة أو أكثر كالتباين في الذكاء أو التعلم .أو بين الجماعات : ( الجنس : ذكـور / إناث ) & ( الطبقة الاجتماعية : مرتفعة / متوسطة / منخفضة ....... ) & ( المجتمع : المدينة / القرية ) & ( الثقافة : سعودية / مصرية / أردنية ... ) .
خصائص الفروق الفردية
(1) تشتت الفروق الفردية ومداها : يظهر أوسع مدي للفروق الفردية وأكبر تشتت لها في سمات الشخصية يلي ذلك الذكاء والقدرات العقلية الخاصة ، ويكون أقل مدي واقل تشتت في الصفات الجسمية . وتتوزع الفروق الفردية في كثير من الصفات وفقاً للمنحني الاعتدالي . أي أن أغلب الأفراد يقعون قرب المتوسط ويقل عددهم كلما اتجهنا نحو المستويات العليا أو الدنيا .
(2) معدل ثبات الفروق الفردية : يختلف معدل ثبات الفروق الفردية باختلاف نوع الصفات . وتدل نتائج البحوث العلمية علي أن أكثر الفروق ثباتاً هي الفروق العقلية المعرفية وخاصة بعد مرحلة المراهقة ، وأن أكثر الفروق تغيراً هي الفروق في سمات الشخصية .
(3) عمومية الفروق الفردية : من الملاحظ أن الفروق الفردية ظاهرة عامة بين جميع الكائنات الحية ، فهي موجودة بين أفراد النوع الواحد ، كما هي موجودة بين أفراد الأنواع المختلفة . فالأنواع المختلفة تستخدم أساليب سلوكية متعددة للتكيف مع البيئة ، كذلك النوع الواحد يظهر أساليب سلوكية معينة في حدود نوعه لتتم عملية التوافق . بل أن جميع الكائنات الحية من أرقاها إلي أدناها تختلف استجاباتها للموقف الواحد .
(4) التنظيم الهرمي للفروق الفردية : تؤكد نتائج البحوث العلمية في مجال القدرات العقلية والسمات المزاجية والصفات الجسمية أن هذه الصفات تنتظم في صورة هرمية ، بحيث يكون في قمة الهرم أكثر الصفات عمومية ، يليها صفات أقل عمومية . وتتدرج هذه الصفات حتي قاعدة الهرم حيث توجد الصفات الخاصة التي لا تتجاوز الموقف الذي تظهر فيه .
فبالنسبة للقدرات العقلية نجد أن في قمة الهرم الذكاء وهو أكثر الصفات العقلية عمومية ، يليه قدرات عقلية كبري مثل القدرة علي التحصيل والقدرات المهنية ، يليه قدرات مركبة مثل القدرة الميكانيكية أو الموسيقية ... يلي ذلك قدرات أولية ، وهي وحدات أولية للنشاط العقلي. ويستمر التدرج حتي القاعدة الهرمية حيث يوجد عدد كبير من القدرات الخاصة التي لا تتسم بالعمومية ، والتي لا تتعدي موقف الفرد في استجاباته العقلية لمثيرات مختلفة . وما ينطبق علي القدرات العقلية في التنظيم الهرمي ينسحب أيضاً علي السمات الانفعالية والمزاجية و..
العوامل المؤثرة في الفروق الفردية
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف السمات المقاسة أو القابلة للقياس كما يختلف هذا المدي أيضاً باختلاف طبيعة السمة أو الخاصية من حيث درجة تأثرها بالعوامل الوراثية أو البيئية بمعني أنه كلما كان إسهام العوامل الوراثية في السمة أو الخاصية المقاسة أكبر يميل هذا المدي إلي الانخفاض . بينما يميل المدي إلي الزيادة كلما كان إسهام العوامل البيئية في السمة المقاسة أكبر . ويترتب علي ذلك :
(أ) أن مدي الفروق الفردية في سمات الشخصية ، والميول ، والاتجاهات ، والقيم أكبر من مداها في الذكاء والاستعدادات أو القدرات العقلية . وإن المدي الأخير أكبر من مداها في الصفات الجسمية .
(ب) أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص المكتسبة أكبر من مداها في السمات أو الخصائص الموروثة .
(ج) أن مدي الفروق الفردية يزيد كلما كانت درجة تعقيد التكوين العقلي للكائن الحي أكبر ، أي كلما احتل الفرد مستوي أرقي علي مقاييس الذكاء والنشاط العقلي بصفة عامة .
ويتأثر مدي الفروق الفردية بعدد من العوامل هي :
(1) العمر الزمني :
يؤثر العمر الزمني علي مدي الفروق الفردية ، فيميل هذا المدي إلي الزيادة مع تزايد العمر الزمني فتصبح الفروق الفردية في كل من الخصائص العقلية والانفعالية أكبر ، ويصبح التباين في هذه الخصائص في مرحلتي المراهقة والشباب أكبر منه في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي ، ولذا يقاس الذكاء كمفهوم عام في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي ، ثم يحدث تمايز في النشاط العقلي فيما بعد سن (12) سنة ، وهذا يعني أن الذكاء يتغير في تنظيمه مع تزايد العمر الزمني من عامل عقلي عام أو قدرة عقلية
عامة إلي مجموعة من العوامل أو القدرات المتمايزة ، الأمر الذي يترتب عليه اختلاف أساليب قياس الذكاء تبعاً لتزايد العمر الزمني .
(2) الجنس :
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف الجنس بمعني أن مدي الفروق الفردية بين الذكور أكبر منه بين الإناث من نفس المدي العمري ، وقد أظهرت البحوث العلمية :
أن الفروق بين الجنسين في متوسط الذكاء تميل إلي أن تكون ضيئلة الحجم وغير متسقة في الاتجاه ، أو لا وجود لها من الناحية العملية .
أن الذكور أكثر تبايناً في عدد من مقاييس القدرة وهذا الفرق في التباين وخاصة في قمة توزيع درجات القدرة قد يسهم في زيادة عدد الذكور الذين يقعون أعلي نسبياً من نقاط القطع في الدرجات العالية ، وقد ترتب علي ذلك :
نسبة المتفوقين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة الإناث من نفس
المدي العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوب إليها.
نسبة المتخلفين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة الإناث من نفس المدي العمري أيضاً .
أن هناك بعض الخصائص أو السمات يحقق فيها الذكور تفوقاً نسبياً علي الإناث مثل : القدرة العددية ، والقدرة الرياضية أو الحسابية ، والقدرة الميكانيكية .
أن هناك بعض الخصائص أو السمات يحقق فيها الإناث تفوقاً نسبياً علي الذكور مثل : القدرة اللغوية ، والميل الأدبي ، والميل للخدمة الاجتماعية .
(3) طبيعة السمة أو الخاصية أو الصفة المقاسة :
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف طبيعة السمة أو الخاصية المقاسة . فالسمات التي تنتمي إلي التنظيم الانفعالي في الشخصية تختلف في مداها عن السمات التي تنتمي إلي التنظيم العقلي ، بمعني أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص الانفعالية أكبر من مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية ، كما أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية أكبر من مدي الفروق في المهارات الحركية .
(4) الممارسة أو الخبرة أو التدريب :
تؤثر الممارسة علي مدي الفروق الفردية فيزيد هذا المدي بزيادة الممارسة ، بمعني أن عدد مرات الممارسة تؤدي إلي زيادة الفروق الفردية بين الأفراد نظراً لاختلاف السمات أو الخصائص المختلفة في الوصول إلي مرحلة الثبات .
لتربية بأسيوط -مصر , مج 20 , ع 1 , (2004), ص ص 155 – 205
مقـدمـــــة :
يشكل موضوع القياس النفسي ركناً أساسياً ، وعنصراً هاماً من عناصر العملية التربوية ، ولا يستطيع الإخصائي النفسي في وحدته الإرشادية والنفسية أن يقوم بدوره الأساسي كمقوم بدون توفر الحد الأدني من المعلومات والمهارات الأساسية في مجال القياس النفسي والتربوي ، بشكل عام ، والاختبارات النفسية بشكل خاص . ومن ثم فإن المقاييس النفسية والتربوية لها دور كبير في جميع المجالات التعليمية والاجتماعية والعلاجية ، فهي تساعد علي اتخاذ القرارات التربوية والاجتماعية العديدة.
القياس النفسي :
يقصد بعملية القياس أنها :
عملية التقدير الرقمي لجوانب السلوك الإنساني المختلفة أو التقرير الكمي لوصف جوانب أي ظاهرة ويكون الاهتمام هنا علي العمليات التي تسهم في الحصول علي عينات من السلوك الإنساني وتقديرها رقمياً .
العملية التي يمكن بها أن نصف شيئاً من الأشياء وصفاً كمياً في ضوء قواعد متفق عليها حتي يمكن تحديد سمة هذه الأشياء .
عملية تقدير كمي لمقدار ما يملكه فرد معين من خاصية أو قدرة أو سمة بمقياس معين لاتخاذ قرار ما بشأنها بعد فهمها .
أهداف القياس النفسي :
يعد الغرض الرئيسي من القياس هو الكشف عن الفروق بأنواعها المختلفة ، إذ أنه لولا وجود هذه الفروق لما كانت هناك حاجة إلي القياس. ويمكن تلخيص أهداف القياس النفسي والتربوي فيما يلي :
(1) المسح : ويقصد به حصر الإمكانيات النفسية ، وتستخدم الاختبارات النفسية والتربوية في تحديد المستويات العقلية والوجدانية والتحصيلية لمجموعات الطلاب وغيرهم ، وهذا المسح لازم لتخطيط برامج التدريب والعلاج بعد التشخيص .
(2) التنبؤ : أننا نقيس ونقيم الفرد والجماعة في وظائف معينة في وقت معين وبافتراض ثبات السلوك الإنساني في حدود معينة ، ومرونته في حدود معينة أيضاً ، وخضوعه لكل نظريات علم النفس في حدود معينة – كذلك يمكننا من معرفة المستوي الحالي للفرد وأن نقدر المستوي المتوقع أن يصله في نفس الوظائف .
(3) التصنيف : تحديد أحد الاختيارات الأكثر مناسبة للفرد من أجل التخصص في علم من العلوم لطلاب الجامعة أو للتدريب في برنامج دون آخر أو للعمل في وظيفة معينة ، ويندرج تحت عملية التصنيف أنواع منها :
وضع الفرد المناسب في المكان المناسب .
الغربلة ، إجراء سريع لتحديد الأفراد الذين تتوافر لديهم بعض الخصائص أو الصفات .
التأهيل ، تحديد فيما إذا كان الفرد تتوافر فيه الأهلية والشروط المطلوبة للقيام بمهمة أو إنجاز عمل من الأعمال وذلك باجتيازه للاختبار
الاختيار ، ويعني اختيار الفرد لعمل ما ، وهي قرارات تنبؤية لما سيكون عليه الفرد مستقبلاً .
(4) التشخيص : أننا نستخدم الاختبارات النفسية والتربوية في تحديد نواحي القصور وتبيان جوانب الضعف والقوة في قدرات الفرد . وذلك
من خلال تحليل نموذج القدرات والاستعدادات وتحليل الجوانب المزاجية والانفعالية .
(5) العلاج : بعد المسح والتشخيص نتعرف علي جوانب الضعف والقصور ونبدأ في توليها بدراسة عميقة لمعرفة أسبابها ودينامياتها . وهنا تتكون لدينا صورة واضحة عن التكوين النفسي للفرد من حيث الوظائف المختلفة مما يمكن من إمكانية العلاج .
الاختبار النفسي :
تعد الاختبارات النفسية أهم أدوات القياس النفسي فهي الأدوات العلمية لدراسة التفرد المتمايز لكل شخص في تكيفه مع بيئته .
ويعرف الاختبار بأنه نوع من أنواع الملاحظة المضبوطة المنظمة لعينة من السلوك الذي يصعب ملاحظته مباشرة لفترات طويلة ، والاختبارات متعددة ومتنوعة بدرجة كبيرة فمنها ما يقيس أساليب أداء المفحوصين وإمكانياتهم ، ومنها ما هو شامل ، ومنها ما هو متخصص. وتختلف الاختبارات اختلافاً كبيراً في طريقة استخدامها كما تختلف فيما تقيسه .
كما يشير الاختبار إلي نمط معين من أدوات القياس ووسائله ، وينطوي علي مجموعة من الأسئلة أو العبارات أو المهام التعليمية ، اختيرت وصيغت بطريقة منهجية معينة ، بحيث توفر لدي إجابة الطالب عنها قيمة رقمية لأحدي خصائصه المعرفية كالتحصيل أو الذكاء أو الابتكار ، أو غير المعرفية كالاتجاهات والميول .
أما الاختبار النفسي فهو :
موقف تجريبي محدد ، يهيئ الظروف لإحداث مثيرات معينة للسلوك ، ويقاس هذا السلوك بمقارنته إحصائياً بسلوك الأفراد الآخرين الذين يخضعون لنفس الموقف التجريبي السابق ، وهو يهدف إلي تصنيف الأفراد تصنيفاً رقمياً أو وصفياً .
مقياس موضوعي ومقنن لعينة لعينة من السلوك ، فالاختبارات النفسية ليست إلا عينة صغيرة ممثلة للسلوك المراد قياسه أو فحصه .
الفــروق الفـردية" خير الناس هذا النمط الأوسط يلحق بهم التالي ويرجع إليهم العالي "
مقدمة : الفروق الفردية ظاهرية طبيعية وضرورية لاستمرار الحياة وانتظامها واتساقها ، ولا يمكن تصور الحياة دون وجود هذه الظاهرة ، ومادامت هناك مجموعتان متمايزتان من العوامل تمثلان أسس النمو الإنساني ، هما مجموعة العوامل الوراثية أو الفطرية ، ومجموعة العوامل البيئية أو الخبرة . فإن ظاهرة الفروق الفردية تصبح نتيجة حتمية تتمثل الفروق الفردية في وجود تباينات تشمل التكوينات العقلية للأفراد واستعداداتهم ، وقدراتهم ، ومستوي ذكائهم ، وحواسهم ، ومدركاتهم ، والصفات أو الخصائص الموروثة لدي كل منهم ، فضلاً عن الصفات والخصائص المكتسبة ، والمعارف والمهارات المتعلمة ، بحيث يمكن القول إن لكل فرد نمطه الخاص المحدد لشخصيته ، وإن كل إنسان نتاج لمحدداته الوراثية والبيئية
تعريف الفروق الفردية :من حيث المعني : مدي اختلاف الأفراد فيما بينهم في السمات المقاسة أو القابلة للقياس .
ويقصد بها إحصائياً : درجة الانحراف عن المتوسط في السمات المقاسة أو القابلة للقياس ، أي أن الإطار المرجعي للمقارنـة هو المتوسط ، ومعني ذلك أن إطار المقارنة الذي ننسب إليه هو إطار كمي وليس إطاراً كيفياً . أي أن الفروق التي توجد بين الأفراد هي فروق في كم الصفة أو الخاصية القابلة للقياس في نوعها .
أنواع الفروق الفردية :
فرق في النوع : اختلاف الطول عن الوزن وهذا الفرق لا يخضع للقياس لعدم وجود صفة مشتركة بينهما يمكن قياسها بمقياس واحد .
فرق في الدرجة : اختلاف الأفراد في صفة جسمية كالطول أو في سمة نفسية كالانبساط والانطواء.
داخلية : أي داخل الفرد كالتفاوت بين سمتين أو أكثر لشخص واحد فقد يكون مرتفعاً في الاستعداد اللغوي ومنخفضاً في الاستعداد الحسابي .
بينية : أي بين الأفراد وتعني تباين الأفراد في سمة أو أكثر كالتباين في الذكاء أو التعلم .أو بين الجماعات : ( الجنس : ذكـور / إناث ) & ( الطبقة الاجتماعية : مرتفعة / متوسطة / منخفضة ....... ) & ( المجتمع : المدينة / القرية ) & ( الثقافة : سعودية / مصرية / أردنية ... ) .
خصائص الفروق الفردية
(1) تشتت الفروق الفردية ومداها : يظهر أوسع مدي للفروق الفردية وأكبر تشتت لها في سمات الشخصية يلي ذلك الذكاء والقدرات العقلية الخاصة ، ويكون أقل مدي واقل تشتت في الصفات الجسمية . وتتوزع الفروق الفردية في كثير من الصفات وفقاً للمنحني الاعتدالي . أي أن أغلب الأفراد يقعون قرب المتوسط ويقل عددهم كلما اتجهنا نحو المستويات العليا أو الدنيا .
(2) معدل ثبات الفروق الفردية : يختلف معدل ثبات الفروق الفردية باختلاف نوع الصفات . وتدل نتائج البحوث العلمية علي أن أكثر الفروق ثباتاً هي الفروق العقلية المعرفية وخاصة بعد مرحلة المراهقة ، وأن أكثر الفروق تغيراً هي الفروق في سمات الشخصية .
(3) عمومية الفروق الفردية : من الملاحظ أن الفروق الفردية ظاهرة عامة بين جميع الكائنات الحية ، فهي موجودة بين أفراد النوع الواحد ، كما هي موجودة بين أفراد الأنواع المختلفة . فالأنواع المختلفة تستخدم أساليب سلوكية متعددة للتكيف مع البيئة ، كذلك النوع الواحد يظهر أساليب سلوكية معينة في حدود نوعه لتتم عملية التوافق . بل أن جميع الكائنات الحية من أرقاها إلي أدناها تختلف استجاباتها للموقف الواحد .
(4) التنظيم الهرمي للفروق الفردية : تؤكد نتائج البحوث العلمية في مجال القدرات العقلية والسمات المزاجية والصفات الجسمية أن هذه الصفات تنتظم في صورة هرمية ، بحيث يكون في قمة الهرم أكثر الصفات عمومية ، يليها صفات أقل عمومية . وتتدرج هذه الصفات حتي قاعدة الهرم حيث توجد الصفات الخاصة التي لا تتجاوز الموقف الذي تظهر فيه .
فبالنسبة للقدرات العقلية نجد أن في قمة الهرم الذكاء وهو أكثر الصفات العقلية عمومية ، يليه قدرات عقلية كبري مثل القدرة علي التحصيل والقدرات المهنية ، يليه قدرات مركبة مثل القدرة الميكانيكية أو الموسيقية ... يلي ذلك قدرات أولية ، وهي وحدات أولية للنشاط العقلي. ويستمر التدرج حتي القاعدة الهرمية حيث يوجد عدد كبير من القدرات الخاصة التي لا تتسم بالعمومية ، والتي لا تتعدي موقف الفرد في استجاباته العقلية لمثيرات مختلفة . وما ينطبق علي القدرات العقلية في التنظيم الهرمي ينسحب أيضاً علي السمات الانفعالية والمزاجية و..
العوامل المؤثرة في الفروق الفردية
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف السمات المقاسة أو القابلة للقياس كما يختلف هذا المدي أيضاً باختلاف طبيعة السمة أو الخاصية من حيث درجة تأثرها بالعوامل الوراثية أو البيئية بمعني أنه كلما كان إسهام العوامل الوراثية في السمة أو الخاصية المقاسة أكبر يميل هذا المدي إلي الانخفاض . بينما يميل المدي إلي الزيادة كلما كان إسهام العوامل البيئية في السمة المقاسة أكبر . ويترتب علي ذلك :
(أ) أن مدي الفروق الفردية في سمات الشخصية ، والميول ، والاتجاهات ، والقيم أكبر من مداها في الذكاء والاستعدادات أو القدرات العقلية . وإن المدي الأخير أكبر من مداها في الصفات الجسمية .
(ب) أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص المكتسبة أكبر من مداها في السمات أو الخصائص الموروثة .
(ج) أن مدي الفروق الفردية يزيد كلما كانت درجة تعقيد التكوين العقلي للكائن الحي أكبر ، أي كلما احتل الفرد مستوي أرقي علي مقاييس الذكاء والنشاط العقلي بصفة عامة .
ويتأثر مدي الفروق الفردية بعدد من العوامل هي :
(1) العمر الزمني :
يؤثر العمر الزمني علي مدي الفروق الفردية ، فيميل هذا المدي إلي الزيادة مع تزايد العمر الزمني فتصبح الفروق الفردية في كل من الخصائص العقلية والانفعالية أكبر ، ويصبح التباين في هذه الخصائص في مرحلتي المراهقة والشباب أكبر منه في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي ، ولذا يقاس الذكاء كمفهوم عام في مرحلتي الطفولة المبكرة والوسطي ، ثم يحدث تمايز في النشاط العقلي فيما بعد سن (12) سنة ، وهذا يعني أن الذكاء يتغير في تنظيمه مع تزايد العمر الزمني من عامل عقلي عام أو قدرة عقلية
عامة إلي مجموعة من العوامل أو القدرات المتمايزة ، الأمر الذي يترتب عليه اختلاف أساليب قياس الذكاء تبعاً لتزايد العمر الزمني .
(2) الجنس :
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف الجنس بمعني أن مدي الفروق الفردية بين الذكور أكبر منه بين الإناث من نفس المدي العمري ، وقد أظهرت البحوث العلمية :
أن الفروق بين الجنسين في متوسط الذكاء تميل إلي أن تكون ضيئلة الحجم وغير متسقة في الاتجاه ، أو لا وجود لها من الناحية العملية .
أن الذكور أكثر تبايناً في عدد من مقاييس القدرة وهذا الفرق في التباين وخاصة في قمة توزيع درجات القدرة قد يسهم في زيادة عدد الذكور الذين يقعون أعلي نسبياً من نقاط القطع في الدرجات العالية ، وقد ترتب علي ذلك :
نسبة المتفوقين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة الإناث من نفس
المدي العمري مع ثبات عدد أفراد العينة المنسوب إليها.
نسبة المتخلفين عقلياً من الذكور أكبر من نسبة الإناث من نفس المدي العمري أيضاً .
أن هناك بعض الخصائص أو السمات يحقق فيها الذكور تفوقاً نسبياً علي الإناث مثل : القدرة العددية ، والقدرة الرياضية أو الحسابية ، والقدرة الميكانيكية .
أن هناك بعض الخصائص أو السمات يحقق فيها الإناث تفوقاً نسبياً علي الذكور مثل : القدرة اللغوية ، والميل الأدبي ، والميل للخدمة الاجتماعية .
(3) طبيعة السمة أو الخاصية أو الصفة المقاسة :
يختلف مدي الفروق الفردية باختلاف طبيعة السمة أو الخاصية المقاسة . فالسمات التي تنتمي إلي التنظيم الانفعالي في الشخصية تختلف في مداها عن السمات التي تنتمي إلي التنظيم العقلي ، بمعني أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص الانفعالية أكبر من مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية ، كما أن مدي الفروق الفردية في السمات أو الخصائص العقلية أكبر من مدي الفروق في المهارات الحركية .
(4) الممارسة أو الخبرة أو التدريب :
تؤثر الممارسة علي مدي الفروق الفردية فيزيد هذا المدي بزيادة الممارسة ، بمعني أن عدد مرات الممارسة تؤدي إلي زيادة الفروق الفردية بين الأفراد نظراً لاختلاف السمات أو الخصائص المختلفة في الوصول إلي مرحلة الثبات .
لتربية بأسيوط -مصر , مج 20 , ع 1 , (2004), ص ص 155 – 205