بسم الله الرحمن الرحيم
مقاييس الذكاء والقدرات
الفصل الأول
الفروق الفردية
عناصر الفصل
1- تطور الفروق الفردية.
2- المعادلة الشخصية.
3- عمومية الفروق الفردية .
4- خصائص الفروق الفردية .
5- العلوم المختلفة وظاهرة الفروق الفردية.
6- علم النفس الفارق .
7- الفروق الفردية في الشخصية.
8- الفروق الفردية في المجال التربوي.
9- العوامل التي تؤثر على الفروق الفردية.
أ- الوراثة ب - البيئة الأسرية
تابع عناصر الفصل الأول
10- الأثر النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية .
11- طرق دراسة اثر الوراثة والبيئة .
أ- دراسة التوائم .
ب- دراسة الإخوة العاديين .
ج- دراسة أطفال التبني.
د- دراسة الأفراد المنعزلين عن البيئة الإنسانية .
أولا : تطور الفروق الفردية
فجر الإنسانية
أدرك الإنسان منذ فجر الإنسانية وجود فروق فردية , فالفروق الفردية فى القدرات العقلية قد تعلو بالانسان وتصل به الى مراتب الحكمة والبطولة والقيادة او تنحدر به الى مستوى الحيوانية , فالناس يختلفون فى الذكاء والقدرات العقلية كما يختلفون فى السمات المزاجية وفى اطوالهم واوزانهم وخلقهم وعاداتهم والوان بشرتهم وتقاليدهم.
أفلاطون والفروق الفردية
لعل جمهورية أفلاطون من أقدم لحظات التعرف الصريح للفروق الفردية قبل ظهور علم متخصص يبحث في الكم والكيف للفروق الفردية هو علم النفس الفارق , الذى ظهر فى اواخر القرن الماضى واوائل هذا القرن و اخضع الفروق الفردية القائمة بين الافراد للقياس الدقيق .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
ففي جمهورية أفلاطون فان حق التفوق معترف به , فهو يقسم الأدوار التي يقوم بها الفرد كلا حسب مواهبه الطبيعية, فما يصلح له فرد لا يصلح له أخر .
يرى أفلاطون أيضا أن الأفراد يختلفون في تكوينهم الخلقي وفى معادنهم وعناصرهم فمنهم من جبل لتكون طينته من معدن نفيس كالذهب يصلحون لان يكون حكاما وساسة , ومنهم من خلق من طينة اخرى كالفضة وهؤلاء يصلحون لان يكونوا سواعد للطبقة الاولى .
من الأهداف الأساسية في جمهورية أفلاطون المثالية وضع كل فرد في عمل مناسب وفق استعداداته .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
أرسطو والفروق الفردية
جاء أرسطو فأدرك أهمية هذه الفروق , ووجه اهتماهه نحو الفروق بين الجماعات مثل :-
1- كالفروق بين الجنسين.
2- الفروق بين الأجناس في السمات العقلية والأخلاقية.
بالرغم من انه لم يكن واضحا في معالجته لموضوع طبيعة الفروق الفردية , الا اننا نلحظ فى كتاباته افتراضا ضمنيا بوجود هذه الفروق .
العصور الوسطى والفروق الفردية
أهملت الفروق الفردية في العصور الوسطى وانتشرت التعميمات الفلسفية , وكانت الاتجاهات نظرية اكثر منها تجريبية .
قدم سانت أوجستين ST . Augustine وتوماس اكويناس سيكولوجية الملكات مثل التخيل والذاكرة والإرادة وقد اعتبرت مرادفة للسمات .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
القرن السابع عشر حتى الثامن عشر والفروق الفردية
ظهرت نظريات الارتباطين والتي لم تهتم بالفروق الفردية , بل وجهت الاهتمام بالعمليات التفصيلية التى ترتبط بها الافكار بعضها ببعض
بين Bain والفروق الفردية
اهتم بين كثيرا بالفروق الفردية حيث ورد في كتابه الحواس والعقل عام 1855 أن هناك قدرة طبيعية على الحكم تختلف في التكوين وتميز كل فرد عن غيره , وهذه الخاصية كغيرها من الخواص التى تتصف بها الطبيعة البشرية واعتبرها موزعة توزيعا غير منتظم .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
العرب والفروق الفردية
أدرك العرب أهمية الفروق الفردية متأثرين بالمفهوم اليوناني القديم في تعليل نشأة الفروق الفردية بطبيعة الأرض التي خلق منها الإنسان . وقد ظهر ذلك واضحا في كتاب المدينة الفاضلة للفارابي كما جاء على لسان الاصمعى فيقول ” لا يزال الناس بخير ما تباينوا , فاذا تساووا هلكوا ”
وقد قسموا الناس بالنسبة لصفاتهم البشرية المختلفة إلى ثلاث مستويات
الأعلى الأوسط الأدنى
ثانيا : المعادلة الشخصية
من الغريب أن مقاييس الفروق الفردية لم تبدأ في علم النفس , بل بدات فى علم الفلك
واقعة مرصد جرينيتش
كان الفلكي الانجليزي العظيم ماسكلين مدير لمرصد جرينيتش وكان له مساعد يدعى كنبروك اضطر ماسكلين لفصله لأنه لاحظ انه اختلف عنه في تقدير الزمن الخاص بمسار بعض الإجرام السماوية متأخرا لمدة أكثر بقليل من نصف ثانية . وكانت الطريقة المتبعة في الحصول على هذه الملاحظات عن طريق العين والأذن . ولم تتضمن هذه الطريقة تآزرا في الإحساسات السمعية والبصرية فحسب بل أيضا أحكاما مكانية معقدة نوعا , فكان الملاحظ يلاحظ الوقت بالثانية ويعد الثوانى . ويقوم في نفس الوقت بملاحظة النجم أثناء عبور مجال التلسكوب
تابع ثانيا : المعادلة الشخصية
وفى سنة 1816 قرأ العالم الفلكي الالمانى بيزل besel الذي كان يعمل بمرصد كونجزبرج عن حادثة كنبروك وتحقق أن مساعد الفلكي لم يخطئ بل هي الطبيعة الإنسانية التي تجعل كل إنسان يختلف في تقديراته عن الآخرين في الشيء الواحد , بل يختلف مع نفسه فى تقديراته المتتالية لنفس الظاهرة.
واهتم بيزل فيما بعد باسم المعادلة الشخصية
لماذا سميت المعادلة الشخصية بهذا الاسم ؟
سميت المعادلة الشخصية بهذا الاسم لأنه عندما نسجل تقديرات فرد معين لظاهرة علمية معينة , فاننا نجد ان هذه التقديرات تخضع لمعادلة خاصة يتميز بها هذا الفرد عن غيره من الافراد الاخرين .
تابع ثانيا : المعادلة الشخصية
فلابد إذن من وجود فروق في تقديرات اى راصد عن الأخر حتى لو كانت هذه الفروق ضئيلة ولذلك يؤخذ المتوسط لتقديرات الملاحظين المختلفين أو تقدير ملاحظ واحد عدة مرات
كيف أمكن قياس المعادلة الشخصية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر
أمكن قياس المعادلة الشخصية في القرن التاسع عشر لدى ملاحظ معين بالمقارنة بملاحظ أخر بواسطة الكرونجراف والكرونوسكوب .
فونت والفروق الفردية
لم يكن فونت مؤسس أول معمل لعلم النفس عام 1879 في ألمانيا موفقا في متابعة حقيقة الفروق الفردية وإثرها , إذ انه قد اعتبرها اخطاء يجب التخلص منها للخروج بقانون عام يحدد ويصف سلوك الانسان
ثالثا : عمومية للفروق الفردية
من الملاحظ أن الفروق الفردية ظاهرة عامة بين جميع الكائنات الحية , فهى موجودة بين افراد النوع الواحد , كما هى موجودة بين افراد الانواع المختلفة .
أمثلة على الفروق الفردية
1- في مجموعة الأصدقاء نجد أن فردا أو أكثر يتميز عن غيره من الأفراد بالتأثير والقدرة على السيطرة , بحيث يمكن اعتباره قائدا للجماعة لما يتمتع به من قدرات وامكانيات ومهارات وسمات يتميز بها عن غيره
2-سلوك قطيع من الفيلة في غابة , اذ نجد ان بعض افراد القطيع يقومون بدور قيادى فى النشاط والتجوال , مما يساعد فى الحصول على الطعام , وتحقيق امن القطيع .
رابعا : تعريف الفروق الفردية
تعرف الفروق الفردية بأنها ” الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة فى سمة أو عدد من السمات الجسمية أو النفسية , وتختلف هذه الفروق , فقد تكون كبيرة او صغيرة فى مداها .
مثال
إذا كنا نريد معرفة الفروق في قدرة عقلية مثل الذكاء لأحد الأفراد وسط مجموعة من المجموعات فعلينا أن نوجد متوسط ذكاء المجموعة , والزيادة او النفص فى الذكاء هذا الفرد عن متوسط ذكاء المجموعة هى انحرافات فردية عن متوسط المجموعة , وهى تحدد الفروق الفردية .
إذا كان متوسط ذكاء المجموعة 100 وذكاء الفرد 120 فان الفرق بين ذكاءه وبين متوسط ذكاء المجموعة هو 20 بالزيادة .
خامسا : خصائص الفروق الفردية
أولا : مدى الفروق الفردية
تكون الفروق الفردية على أوسع مدى واكبر تشتت في سمات الشخصية , يلى ذلك القدرات العقلية والقدرات الخاصة ويكون اقل مدى واقل تشتت فى الصفات الجسمية . ويتأثر المدى في الفروق الفردية بعامل الجنس , فمدى الفروق الفردية عند الذكور اكبر منه عن الاناث
ثانيا : معدل الثبات فى الفروق الفردية
يختلف معدل ثبات الفروق الفردية باختلاف الصفات او الشخصية , فقد ثبت فى بعض البحوث العلمية ان اكثر الفروق الفردية ثباتا هى الفروق الفردية العقلية ولا سيما فى مرحلة ما بعد المراهقة , وان اكثر الفروق تغيرا هى الفروق فى سمات الشخصية .
تابع خامسا : خصائص الفروق الفردية
ثالثا : التنظيم الهرمى للفروق الفردية :
تؤكد نتائج البحوث العلمية في مجال القدرات العقلية والسمات المزاجية , والصفات الجسمية ان هذه الصفات تنتظم فى صور هرمية , بحيث يكون فى قمة الهرم اكثر الصفات عمومية , يليها صفات اقل عمومية , وتندرج هذه الصفات حتى قاعدة الهرم حيث توجد الصفات الخاصة التى لاتتجاوز الموقف التى نظهر فيه.
التنظيم الهرمي للفروق الفردية
خامسا/ العلوم المختلفة والفروق الفردية
ظاهرة الفروق الفردية كانت ميدان خصبا لكثير من الدراسات والبحوث في تخصصات عديدة في مجال العلوم المختلفة مثل
البيولوجي الوراثة علم الاجتماع
علم النفس الانثروبولوجيا
اهتم علماء البيولوجي
الفروق الفردية في اختلاف النوع الواحد تشريحيا وفسيولوجيا وبيوكيمائيا , فدرسوا اختلاف بناء الجسم وأعضاءه مثل المعدة والقلب والرئتين من حيث الحجم والشكل وأداء النشاط كذلك نشاط الغدد الصماء والتركيب الكيمائى
خامسا / العلوم المختلفة والفروق الفردية
علم الوراثة
اهتم علماء الوراثة بدراسة الفروق الفردية في السمات التي تتعلق بنظريات الوراثة .
علماء الانثروبولوجى
اهتم علماء الانثربولوجى بدراسة الثقافات في مختلف الأجناس والجماعات البشرية , ودراسة الفروق بين الجماعات والثقافات
علماء الاجتماع
اهتم علماء الاجتماع بدراسة الأثر المتبادل بين الفروق الفردية والبيئة والمؤسسات الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد
تعريف علم النفس الفارق
يعتبر علم النفس الفارق من أكثر العلوم اهتماما بدراسة الفروق الفردية, ففي عام 1895 اى في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نشر بينيه وهنري مقالا بعنوان علم النفس الفردي وقدما مشكلتين رئيسيتين في علم النفس الفارق هما :
1- دراسة مدى وظيفة الفروق الفردية في العمليات النفسية
2- اكتشاف العلاقات بين العمليات العقلية لدى الفرد .
بدا علم النفس الفارق يأخذ صورة محددة على يد شترن , ففى عام 1900 قام بإحصاء الفروق الفردية وتنظيمها وتحليلها فى الطبعة الاولى من كتابه علم النفس الفارق .
تابع / تعريف علم النفس الفارق
قد ميز المشكلة الجوهرية في علم النفس الفارق ثلاثة جوانب :
1- مدى وظيفة الفروق الفردية في الحياة النفسية
2- ما العوامل التي تؤثر وتحدد هذه الفروق .
3- كيف تظهر الفروق الفردية .
ومع بداية القرن العشرين تحدد مفهوم علم النفس الفارق كفرع متخصص في دراسة الفروق بين الأفراد والجماعات والسلالات في الذكاء والقدرات والشخصية .
إذا كان علم النفس العام يهتم بدراسة كيف يتشابه الأفراد فان علم النفس الفارق يبين لنا كيف يختلفون والى اى حد يختلفون.
تابع / تعريف علم النفس الفارق
صاحب تحديد مجالات وتخصص فرع علم النفس الفارق ظهور العديد من:
1- العديد من الاختبارات النفسية في مجال قياس الذكاء , والقدرات الخاصة والشخصية ووضعت لهذه الاختبارات المعايير الدقيقة والتى تم تصميمها لتناسب اغراض البحوث التجريبية.
2- زاد الاهتمام بتحليل أداء الأفراد الذين يجرى عليهم اختبارات فرعية داخل الاختبار الكلى , كما هو واضح فى اختبار وكسلر بلفيو للذكاء.
3- زاد الاهتمام أيضا بالدراسات الطولية التي يقوم بها الباحثون مثل دراسة سترونج على الميول المهنية ودراسة تيرمان.
سابعا/ الفروق الفردية في الشخصية
السمات بمعناها العام العادي هي الصفات التي نفرق على أساسها بين الأفراد بعضهم وبعض , فشخصية كل فردلها خصائصها المميزة ونحن نتعرف بين الشخصيات بمقارنتها بعضها بالبعض عن طريق تحليل خصائص وسمات هذه الشخصيات.
تعريف السمة
تعرف السمة من وجهة نظر جوردون البورت كما جاء في كتابه الشخصية أنها ” نظام نفسي عصبي خاص بالفرد يعمل على جعل المثيرات المتعددة متساوية وظيفيا كما يعمل على اصدار وتوجيه اشكال متساوية من السلوك التكيفى والتعبيرى ”
يعرفها كاتل بأنها ”مجموعة ردود أفعال واستجابات يربطها نوع من الوحدة التى تسمح لهذه الاستجابات ان توضع تحت اسم واحد ومعالجتها بنفس الطريقة فى معظم الاحوال ”.
تابع سابعا / الفروق الفردية في الشخصية
يعرف جيلفورد السمة : ”انها اية طريقة متميزة ثابتة نسبيا يتميز بها الفرد عن غيره من الافراد ” وقد حدد البورت معايير معينة لتحديد السمة
1- يمكن اعتبار السمات على مستوى أكثر تعقيد
2- السمة أكثر عمومية من العادة , فيمكن اتساق عادتان او اكثر لتكوين سمة معينة .
3- السمات تتسم بالدينامية , لذا فلها دور كبير فى تحريك الفرد نحو سلوك معين .
4- يمكن تحديد السمات ومعالجتها بالطرق التجريبية والإحصائية
5- السمات لا تستقل بعضها عن بعض بل ترتبط فيما بينها ارتباطات موجبة .
6- سمة الشخصية قد تتفق أو لا تتفق مع المفهوم الاجتماعي المتعارف عليه لهذه السمة
7- قد تكون السمات عامة , ويشترك فيها الغالبية العظمى من الناس , وقد تكون فريدة يتسم بها فرد او افراد قلائل , وقد اطلق عليها البورت ” الاستعدادات الشخصية ”
إلى جانب ذلك يرى البورت أن السمات تنتظم فيما بينها , بحيث يمكن ترتيبها فى مدرج هرمى تسوده سمة واحدة كبرى او رئيسية او مجموعة من السمات المركزية يلى ذلك مجموعة سمات ثانوية .
ثامنا / الفروق الفردية في المجال التربوي
يجب على المدرسة أن تضع في الاعتبار الحقائق التالية لتحقيق رسالتها وأهدافها العملية والتربوية :
1- الفروق الفردية في القدرات العقلية وفى سمات الشخصية بين التلاميذ أمر طبيعي يجب أن تؤمن به المدرسة .
2- إن وجود الفروق الفردية في القدرات العقلية يعنى أن كل فرد لديه قدر من الذكاء ,والفروق والاختلاف بين الافراد هو اختلاف فى الدرجة وليس اختلاف فى النوع .
3- دراسة الفروق الفردية يقودنا إلى دور المدرسة ودور المعلم في رعاية الشواذ .
4- مراعاة اختلاف التلاميذ في الاستعداد والميول للمواد الدراسية المختلفة .
5- يجب أن لا ينسى المعلم الفروق الفردية في الميول والطباع والأمزجة وان يعامل التلاميذ وفق هذه الاختلافات
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
يهتم علم النفس الفارق بدراسة الفروق العقلية كإحدى مظاهر الفروق الفردية , فالفروق العقلية تتاثر بعدة عوامل منها :
1- الوراثة.
2- البيئة الأسرية.
3- نوع المجتمع سواء أكان حضري أم ريفي.
4- العمر الزمني.
5- الجنس .
6- مستوى العمليات العقلية .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
1- الوراثة
تعددت الدراسات والبحوث حول اثر الوراثة في الذكاء والقدرات العقلية
العينة في دراسة الوراثة
أ- التوائم المتماثلة .
ب- التوائم غير المتماثلة.
ج- الإخوة العاديين .
وهدفت هذه الدراسات إلى معرفة اثر العوامل الوراثية واثر درجة القرابة في الخصائص الجسمية والعقلية والمعرفية .
أمثلة على تلك البحوث
من الأمثلة على تلك البحوث دراسة معامل الارتباط لذكاء التوائم المتماثلة هو ,95 تقريبا , وان معامل ارتباط ذكاء التوائم المختلفة هو ’65 تقريبا , وان معامل الارتباط ذكاء الاخوة العاديين يتراوح بين 50 – 65 تقريبا
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
من أهم البحوث في مجال التوائم بحث هولزنجر الذي أوجد منه معامل الارتباط للصفات والسمات الجسمية والعقلية والخلقية بين التوائم المتماثلة والتوائم المختلفة .
- بحث نيومان وفريدمان وهولزنجر على 50 زوج من التوائم المتماثلة , وبحث بيركز عن الميول والشخصية لدى توأمتين متماثلتين , وبحث اجراه هرندون اثبت فيه ان للوراثة اثر فى تحديد الذكاء يتراوح بين 50 % الى 75% .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
2- البيئة الأسرية
اجري عديد من البحوث لدراسة البيئة الأسرية في الفروق الفردية وهناك عوامل تتضمنها بيئة الأسرة ولها قدر من التأثير في القدرات العقلية منها :-
أ- العوامل الاقتصادية يعتقد العلماء انه كلما ارتفع المستوى الاقتصادي للأسرة التي يعيش فيها الأفراد كلما أتيحت لهم الفرص التعليمية والثقافية مقارنة بالأطفال ذوى المستويات الاقتصادية المنخفضة .
لاحظ تيرمان في بحثه التتبعى على الموهوبين ان متوسط دخول عائلات الموهوبين كبير نسيبا بالمقارنة بالمتوسط العام للدخول في الولايات المتحدة الأمريكية التي اجري فيها البحث .
دراسة فلمنج
ابحاث جيزل وتنبرج خليل ميخائيل معوض
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ب- حجم الأسرة لحجم الأسرة له مدلول وارتباط بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي . فيتأثر المستوى العقلي للأبناء بعدد الإخوة خاصة وعدد أفراد الأسرة عامة . فمن دراسة تيرمان على الموهوبين وجد أن إخوة المتفوقين عقليا اقل عددا من إخوة العاديين وبالتالي فان أسرهم اقل حجما من اسر العاديين.
دراسة فرنون
وجد فرنون أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وبين مستوياتهم العقلية ، فقد اسفرت نتائجه ان الاطفال الذين ينتمون الى عائلات صغيرة فى الحجم اعلى مستوى فى القدرات العقلية من الاطفال الذين ينتمون الى عائلات كبيرة الحجم .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ج- وظائف الإباء ومستواهم التعليمي
قام كثير من الباحثين بتحليل وظائف أباء الموهوبين .
دراسة كاتل بحث كاتل على وظائف أباء رجال العلوم بأمريكا , ولاحظ في بحثه ان اللذين يشغلون منهم وظائف فنية عالية يفوق كثيرا نسبة من يشغلون هذه الوظائف بعينها
بحث بيرت
بحث بيرت طبق فيه اختبارات الذكاء على تلاميذ مدرستين مختلفتين
احدهما مدرسة إعدادية كان معظم تلاميذها من أبناء رجال الأعمال ممن على حظ وافر من الرقى العقلي والتعليم
الأخرى مدرسة أولية كان معظم تلاميذها أبناء رجال من التجار المحليين . وكانت المدرستان على قدم المساواة في معظم النواحي . وأسفرت نتائج التجربة حصول تلاميذ المدرسة الإعدادية على درجات أعلى في الذكاء.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
3- الريف والحضر
أجريت بعض الدراسات على أبناء المدن وأبناء الريف منها دراسة
شابانير ومعه باحث أخر , وقارنا في بحثيهما بين ذكاء الأطفال الريفيين وذكاء اطفال الحضريين , ووجد من نتائج بحثهما ان متوسط ذكاء اطفال الريف اقل من متوسط ذكاء اطفال الحضر, وان هذا الفرق يتضاءل بتقدم العمر , واضح ان اداء الاطفال الريفيين يبدو رديئا على وجه الخصوص في الفقرات التى تتطلب سرعة , وفى الفقرات اللغوية .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
4- العمر الزمني
للعمر الزمني أهمية كبيرة في قياس الذكاء, وقد أدرك الفريد بينيه هذه الحقيقة عند تصميمه لاختباره المعروف في الذكاء على أساس أن الذكاء ينمو بتقدم العمر الزمني , ولذا كان اختياره لفقرات الاختبار تحقق التمايز لاختلاف الاستجابات وفق تدرج العمر الزمنى .
ومن المعروف أن الفروق الفردية تتزايد في الجوانب العقلية والمعرفية وفقا لتزايد العمر الزمني , ولذا لا يصلح التوجيه المهنى والتوجيه التعليمى في المرحلة الابتدائية .
ومن المعروف أيضا أن النمو العقلي يختلف باختلاف المستويات العقلية , فهو يتوقف في عمر مبكر لدى ضعاف العقول ويكون معتدلا عند المتوسطين في الذكاء , ويستمر في النمو الى عمر متاخر عند ذوى الذكاء الرفيع .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
5- الجنس
لم تكشف مقاييس الذكاء المختلفة في البحوث المتعددة عن وجود فروق جوهرية بين الجنسين في الذكاء , ففى بحث اجراه بيرت على عدد 3000 طفل في لندن وجد ان الاناث يتفوقن على الذكور في الاعمار المبكرة حتى سن المراهقة , اذا ان نضج الاناث اسرع من نضج الذكور , ثم ينعكس الوضع خلال مرحلة المراهقة , ويصبح التفوق لصالح الذكور , والنتيجة النهائية يصبح الذكاء لدى الجنسين متساوى , وليس هناك دليل على ان جنس يتفوق على الاخر في الذكاء . ولذا نجد أن اختباري ستانفورد بينيه ووكسلر بلفيو لقياس الذكاء , وهما اكثر اختبارات الذكاء شيوعا قد صمما وحذفا منهما الفروق بين الجنسين.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
من الملاحظ أن الفروق الفردية بين الذكور ابعد مدى منها عند الإناث , فعدد العباقرة وذوى المستوى الرفيع, كذلك ضعاف العقول اكثر بين الذكور منه بين الاناث .
أما بالنسبة للقدرات فمن الملاحظ أن الذكور يتفوقن على الإناث في القدرة العددية والقدرة الميكانيكية والقدرة المكانية . في حين أن الإناث يتفوقن على الذكور في اختبارات القدرة اللغوية والدقة والخفة واستخدام الأصابع والإدراك المكاني للتفاصيل والتذكر.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
6- السلالة
تشير بعض الدراسات إلى وجود فروق في مجال الذكاء بين الأجناس والسلالات المختلفة . لخص كلايبرج 1954 بعض هذه الدراسات التي أوضحت أن متوسط ذكاء البيض يفوق متوسط ذكاء الأطفال الزنوج بمعدل يتراوح بين 10-15 نقطة .
كذلك أوضحت نتائج دراسات بيركز 1921 أن المجندين البيض خلال الحرب العالمية الأولى تفوقوا على المجندين الزنوج في اختباري ألفا وبيتا للذكاء ووجد أيضا أن تفوق زنوج الشمال المجندين على زنوج الجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية .
ووجد دراسات أجراها كلاينبرج على أجناس وسلالات مختلفة ولم يحصل على فروق جوهرية في متوسط درجة السلالات.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ما هي الصعوبات التي تعترض دراسة السلالات ؟
1- كثيرا من الدراسات تعترضها صعوبات تتعلق بتحديد خصائص الأجناس .
2- صعوبات تطبيق اختبارات موحدة بين أجناس مختلفة , والاختبارات تختلف باختلاف ثقافة كل سلالة بشرية.
3- يلاحظ أن الفروق بين أفراد في جنس واحد تفوق الفروق التى نلاحظها بين جنس وآخر .
4- اختلاف الفروق بين الأجناس تبدو واضحة , بالنسبة للسمات الجسمية .
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
عندما نقوم بدراسة الفروق الفردية فان هذا يتطلب من الباحث أن يدرس العوامل الوراثية ، كذلك العوامل البيئة المحيطة بالفرد , وجميع الصفات سواء اكانت جسمية ام عقلية ام انفعالية تتاثر بكل من العوامل الوراثية والبيئية .
لكن المشكلة التي شغلت الأذهان ولا تزال تشغلهم أيهما أكثر تأثيرا في صفات الفرد الجسمية وقدراته العقلية وسماته الانفعالية والاجتماعية الوراثة أم البيئة ؟
وقد اختلف الباحثون منذ أقدم العثور , واتخذ الخلاف اتجاهين متضادين هما
الاتجاه الأول اتجاه الوراثة
الاتجاه الثاني اتجاه البيئة
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
أولا الاتجاه الأول الوراثة
تنتقل احتمالات الوراثة الكامنة من الوالدين , والاجداد , والسلالة التى انحدر منها الفرد عن طريق المورثات او الجينات التى تحملها الصبغات . وتحمل هذه الكروموزومات المورثات التي تحدد جميع الصفات الوراثية التي تحدد جميع الصفات الوراثية للكائن الحي .
وتحتوى نواة البويضة في الخلية الأنثوية على 23 زوج من الكروموزومات , ويحتوى الحيوان المنوى على 23 زوج من الكروموسومات . وعند عملية التلقيح , تتم عملية الانقسام الاختزالى . ويتحد 23 كروموسومات الحيوان المنوي مع كروموسومات البويضة وبذلك تحتوى البويضة المخصبة على 23 زوج من الكروموسومات نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم .
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
1- دراسات على الوراثة
دراسات مندل
اثبت مندل عالم الوراثة المشهور كيفية انتقال الصفات الوراثية عبر الأجيال , فأوضح ان هناك صفات سائدة وصفات متنحية وتنتقل هذه الصفات السائدة والصفات المتنحية من الابوين والاجداد الى الاسلاف والاحفاد وفق قانون معين يحدد كيفية انتقال هذه الصفات من جيل الى جيل .
ولكن ليس من الضروري أن يتشابه الأطفال مع آبائهم فبعض الصفات قد تظهر في الأجداد ثم تختفي في الأبناء , ثم تعود لتظهر عند الاحفاد.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
2- دراسات فرنسيس جالتون
عالم انجليزي كان متأثرا بنظريات دارون في أواخر القرن التاسع عشر , فاصبغ فكره بصبغة بيولوجية . ويعتبر جالتون واضع علم الوراثة
اهتم بدراسة بعض الأسر وكان يهدف من ذلك توضيح اثر العوامل الوراثية في التفوق.
نشر كتابه باسم العبقرية الموروثة والذي جمع فيه معلومات تفصيلية عن 997 حالة من عظماء الانجليز وتتبع أسرهم ووجد أن الأفراد من تلك الأسر يقابلون نجاحا كبيرا في أعمالهم ومراكزهم التي يشغلونها كلما زادت القرابة لهؤلاء العظماء . وانتهى جالتون الى ان العبقرية يمكن ان تورث.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
3- أبحاث جودا رد من بين الأبحاث التي تناولت هذا الجانب أبحاث جودا رد على أسرة كليكاك الأمريكية . وقصة مارتن كليكاك الكبير وزواجه من
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثانيا البيئة
مفهوم البيئة هو مفهوم أكثر اتساعا من المفهوم العالق بالذهن , فالبيئة لا تقتصر على العوامل الجغرافية والمناخ بل تعنى العوامل المتعددة التى تؤثر في الفرد منذ بدء حياته حتى نهايتها , اى منذ بدء تكوين البويضة المخصبة حتى نهاية الحياة .
فيقصد بالبيئة كل ما يحيط بالفرد ويؤثر فيه مما لا يدخل أو يرتبط بالعوامل الوراثية
احتل عامل البيئة دورا كبيرا عند مجموعة من العلماء لا سيما المدرسة السلوكية , لما له من دور في تشكيل الفرد ورجحوه على عامل الوراثة . بل ذهب بعض العلماء إلى انه يمكن رفع مستوى الذكاء عن طريق البيئة.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
دراسات واطسن
يرجع عوامل البيئة كما يبدو واضحا في قوله ” اعطونى عشرة اطفال اصحاء اسوياء , وساختار احدهم جذافا , ثم ادربه فاخرج منه ما اريد , تاجرا , طبيبا او لصا ”
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
هناك طرق عديدة يمكن من خلالها دراسة الأثر النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية ومن أهم الطرق لدراسة الأثر النسبي للوراثة والبيئة :-
1- دراسة التوائم
2- دراسة الإخوة العاديين
3- دراسة أطفال التبني وأطفال الملاجئ
4- دراسة الأفراد المنعزلين عن الإنسانية
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
أولا : دراسات التوائم
قام عديد من الباحثين بدراسة التؤائم المتماثلة والتوائم المختلفة والإخوة العاديين لمعرفة الأثر النسبي لكل من الوراثة والبيئة ومن بين هذه الدراسات :-
دراسة هولزنجر الذي أجراها على التوائم وأوجد فيه معامل الارتباط بين هذه التوائم في الصفات الجسمية والعقلية والخلقية . أوضحت نتائج بحثه أن الصفات الجسمية أكثر الصفات تأثرا بالوراثة يليها الصفات العقلية ثم الصفات الخلقية التي أكثر تأثرا بالبيئة .
دراسات نيومان دراسة فريمان دراسات بيركز دراسات أيزنك
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثانيا : دراسة الاخوة العاديين
دراسة بيركز
التي توضح وتقارن الإخوة الأشقاء بالإخوة التوائم في المستويات العقلية لأفراد لا يتجاوزون 15 سنة , وقد كشفت الدراسة ان معامل الارتباط لذكاء الاخوة العاديين الاشقاء هو 31 % في حين ان معامل ارتباط ذكاء التوائم المتماثلة هو ,78.
دراسة فريمان
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثالثا : دراسة اطفال التبنى واطفال الملاجىء
دراسة ليهى
من الدراسات الهامة على أطفال التبني فقد أجريت على 200 طفل من الأطفال المتبنين والذين تم توزيعهم على اسر بديلة في سن مبكرة من أعمارهم قبل بلوغهم ستة اشهر من العمر .وقد اسفرت نتائج ان معامل الارتباط بين اطفال المجموعة المقارنة وذكاء الامهات 6, في حين ان معامل الارتباط بين ذكاء الاطفال بالتبنى وذكاء الامهات البديلات هو 8, . وقد استنتج الباحثة أن الاختلافات في مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال أكثر ارتباطا بالاختلافات في الوراثة عنه من اختلاف البيئة . أما بالنسبة لسمات الشخصية فقد كانت أكثر ارتباطا بالاختلافات في البيئة أكثر من ارتباطها بالاختلافات في الوراثة
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
رابعا : دراسة الافراد المنعزلين عن البيئة الانسانية
تدور الدراسات التي أجريت على مثل هؤلاء الأطفال المتوحشين أن معظم الأطفال هؤلاء لم يرق مستوى الأطفال العاديين في الذكاء وفى الشخصية
قصة الطفل المتوحش المعروفة طفل افيرون الذي عثر عليه بغابة افيرون بفرنسا عام 1798 والذي نشا وتربى بين الحيوانات منذ طفولته حتى بلغ عمر 12 سنة ,وكان سلوكه يشابه سلوك الحيوانات فياكل الطعام ويلعق الماء بفمه ولا يستخدم يديه , وتبدو منه هممات غير مفهمومة لا تمت الى اللغة بصلة .
وقد حاول ايتارد تطبيق برنامج يهدف الى النهوض بمستواه العقلي , وتنمية الجوانب الاجتماعية لديه , وتهذيب سلوكه , وترويضه ,
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
وقد افلح ايتارد في بعض الجوانب القليلة , ولكنه اخفق في كثير منها لا سيما في رفع المستوى العقلى لهذا الطفل, والعمل على جعله متوافقا اجتماعيا وانفعاليا . ويبدو أن البيئة التي عاشها الطفل في الغابة بين الحيوانات والتي خلت من المؤثرات الإنسانية العقلية والحسية قد أتلفت قدراته العقلية .
دراسة الطفلتان ذئبتان
دراسة طفل كاسبار هوسير
مقاييس الذكاء والقدرات
الفصل الأول
الفروق الفردية
عناصر الفصل
1- تطور الفروق الفردية.
2- المعادلة الشخصية.
3- عمومية الفروق الفردية .
4- خصائص الفروق الفردية .
5- العلوم المختلفة وظاهرة الفروق الفردية.
6- علم النفس الفارق .
7- الفروق الفردية في الشخصية.
8- الفروق الفردية في المجال التربوي.
9- العوامل التي تؤثر على الفروق الفردية.
أ- الوراثة ب - البيئة الأسرية
تابع عناصر الفصل الأول
10- الأثر النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية .
11- طرق دراسة اثر الوراثة والبيئة .
أ- دراسة التوائم .
ب- دراسة الإخوة العاديين .
ج- دراسة أطفال التبني.
د- دراسة الأفراد المنعزلين عن البيئة الإنسانية .
أولا : تطور الفروق الفردية
فجر الإنسانية
أدرك الإنسان منذ فجر الإنسانية وجود فروق فردية , فالفروق الفردية فى القدرات العقلية قد تعلو بالانسان وتصل به الى مراتب الحكمة والبطولة والقيادة او تنحدر به الى مستوى الحيوانية , فالناس يختلفون فى الذكاء والقدرات العقلية كما يختلفون فى السمات المزاجية وفى اطوالهم واوزانهم وخلقهم وعاداتهم والوان بشرتهم وتقاليدهم.
أفلاطون والفروق الفردية
لعل جمهورية أفلاطون من أقدم لحظات التعرف الصريح للفروق الفردية قبل ظهور علم متخصص يبحث في الكم والكيف للفروق الفردية هو علم النفس الفارق , الذى ظهر فى اواخر القرن الماضى واوائل هذا القرن و اخضع الفروق الفردية القائمة بين الافراد للقياس الدقيق .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
ففي جمهورية أفلاطون فان حق التفوق معترف به , فهو يقسم الأدوار التي يقوم بها الفرد كلا حسب مواهبه الطبيعية, فما يصلح له فرد لا يصلح له أخر .
يرى أفلاطون أيضا أن الأفراد يختلفون في تكوينهم الخلقي وفى معادنهم وعناصرهم فمنهم من جبل لتكون طينته من معدن نفيس كالذهب يصلحون لان يكون حكاما وساسة , ومنهم من خلق من طينة اخرى كالفضة وهؤلاء يصلحون لان يكونوا سواعد للطبقة الاولى .
من الأهداف الأساسية في جمهورية أفلاطون المثالية وضع كل فرد في عمل مناسب وفق استعداداته .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
أرسطو والفروق الفردية
جاء أرسطو فأدرك أهمية هذه الفروق , ووجه اهتماهه نحو الفروق بين الجماعات مثل :-
1- كالفروق بين الجنسين.
2- الفروق بين الأجناس في السمات العقلية والأخلاقية.
بالرغم من انه لم يكن واضحا في معالجته لموضوع طبيعة الفروق الفردية , الا اننا نلحظ فى كتاباته افتراضا ضمنيا بوجود هذه الفروق .
العصور الوسطى والفروق الفردية
أهملت الفروق الفردية في العصور الوسطى وانتشرت التعميمات الفلسفية , وكانت الاتجاهات نظرية اكثر منها تجريبية .
قدم سانت أوجستين ST . Augustine وتوماس اكويناس سيكولوجية الملكات مثل التخيل والذاكرة والإرادة وقد اعتبرت مرادفة للسمات .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
القرن السابع عشر حتى الثامن عشر والفروق الفردية
ظهرت نظريات الارتباطين والتي لم تهتم بالفروق الفردية , بل وجهت الاهتمام بالعمليات التفصيلية التى ترتبط بها الافكار بعضها ببعض
بين Bain والفروق الفردية
اهتم بين كثيرا بالفروق الفردية حيث ورد في كتابه الحواس والعقل عام 1855 أن هناك قدرة طبيعية على الحكم تختلف في التكوين وتميز كل فرد عن غيره , وهذه الخاصية كغيرها من الخواص التى تتصف بها الطبيعة البشرية واعتبرها موزعة توزيعا غير منتظم .
تابع أولا : تطور الفروق الفردية
العرب والفروق الفردية
أدرك العرب أهمية الفروق الفردية متأثرين بالمفهوم اليوناني القديم في تعليل نشأة الفروق الفردية بطبيعة الأرض التي خلق منها الإنسان . وقد ظهر ذلك واضحا في كتاب المدينة الفاضلة للفارابي كما جاء على لسان الاصمعى فيقول ” لا يزال الناس بخير ما تباينوا , فاذا تساووا هلكوا ”
وقد قسموا الناس بالنسبة لصفاتهم البشرية المختلفة إلى ثلاث مستويات
الأعلى الأوسط الأدنى
ثانيا : المعادلة الشخصية
من الغريب أن مقاييس الفروق الفردية لم تبدأ في علم النفس , بل بدات فى علم الفلك
واقعة مرصد جرينيتش
كان الفلكي الانجليزي العظيم ماسكلين مدير لمرصد جرينيتش وكان له مساعد يدعى كنبروك اضطر ماسكلين لفصله لأنه لاحظ انه اختلف عنه في تقدير الزمن الخاص بمسار بعض الإجرام السماوية متأخرا لمدة أكثر بقليل من نصف ثانية . وكانت الطريقة المتبعة في الحصول على هذه الملاحظات عن طريق العين والأذن . ولم تتضمن هذه الطريقة تآزرا في الإحساسات السمعية والبصرية فحسب بل أيضا أحكاما مكانية معقدة نوعا , فكان الملاحظ يلاحظ الوقت بالثانية ويعد الثوانى . ويقوم في نفس الوقت بملاحظة النجم أثناء عبور مجال التلسكوب
تابع ثانيا : المعادلة الشخصية
وفى سنة 1816 قرأ العالم الفلكي الالمانى بيزل besel الذي كان يعمل بمرصد كونجزبرج عن حادثة كنبروك وتحقق أن مساعد الفلكي لم يخطئ بل هي الطبيعة الإنسانية التي تجعل كل إنسان يختلف في تقديراته عن الآخرين في الشيء الواحد , بل يختلف مع نفسه فى تقديراته المتتالية لنفس الظاهرة.
واهتم بيزل فيما بعد باسم المعادلة الشخصية
لماذا سميت المعادلة الشخصية بهذا الاسم ؟
سميت المعادلة الشخصية بهذا الاسم لأنه عندما نسجل تقديرات فرد معين لظاهرة علمية معينة , فاننا نجد ان هذه التقديرات تخضع لمعادلة خاصة يتميز بها هذا الفرد عن غيره من الافراد الاخرين .
تابع ثانيا : المعادلة الشخصية
فلابد إذن من وجود فروق في تقديرات اى راصد عن الأخر حتى لو كانت هذه الفروق ضئيلة ولذلك يؤخذ المتوسط لتقديرات الملاحظين المختلفين أو تقدير ملاحظ واحد عدة مرات
كيف أمكن قياس المعادلة الشخصية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر
أمكن قياس المعادلة الشخصية في القرن التاسع عشر لدى ملاحظ معين بالمقارنة بملاحظ أخر بواسطة الكرونجراف والكرونوسكوب .
فونت والفروق الفردية
لم يكن فونت مؤسس أول معمل لعلم النفس عام 1879 في ألمانيا موفقا في متابعة حقيقة الفروق الفردية وإثرها , إذ انه قد اعتبرها اخطاء يجب التخلص منها للخروج بقانون عام يحدد ويصف سلوك الانسان
ثالثا : عمومية للفروق الفردية
من الملاحظ أن الفروق الفردية ظاهرة عامة بين جميع الكائنات الحية , فهى موجودة بين افراد النوع الواحد , كما هى موجودة بين افراد الانواع المختلفة .
أمثلة على الفروق الفردية
1- في مجموعة الأصدقاء نجد أن فردا أو أكثر يتميز عن غيره من الأفراد بالتأثير والقدرة على السيطرة , بحيث يمكن اعتباره قائدا للجماعة لما يتمتع به من قدرات وامكانيات ومهارات وسمات يتميز بها عن غيره
2-سلوك قطيع من الفيلة في غابة , اذ نجد ان بعض افراد القطيع يقومون بدور قيادى فى النشاط والتجوال , مما يساعد فى الحصول على الطعام , وتحقيق امن القطيع .
رابعا : تعريف الفروق الفردية
تعرف الفروق الفردية بأنها ” الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة فى سمة أو عدد من السمات الجسمية أو النفسية , وتختلف هذه الفروق , فقد تكون كبيرة او صغيرة فى مداها .
مثال
إذا كنا نريد معرفة الفروق في قدرة عقلية مثل الذكاء لأحد الأفراد وسط مجموعة من المجموعات فعلينا أن نوجد متوسط ذكاء المجموعة , والزيادة او النفص فى الذكاء هذا الفرد عن متوسط ذكاء المجموعة هى انحرافات فردية عن متوسط المجموعة , وهى تحدد الفروق الفردية .
إذا كان متوسط ذكاء المجموعة 100 وذكاء الفرد 120 فان الفرق بين ذكاءه وبين متوسط ذكاء المجموعة هو 20 بالزيادة .
خامسا : خصائص الفروق الفردية
أولا : مدى الفروق الفردية
تكون الفروق الفردية على أوسع مدى واكبر تشتت في سمات الشخصية , يلى ذلك القدرات العقلية والقدرات الخاصة ويكون اقل مدى واقل تشتت فى الصفات الجسمية . ويتأثر المدى في الفروق الفردية بعامل الجنس , فمدى الفروق الفردية عند الذكور اكبر منه عن الاناث
ثانيا : معدل الثبات فى الفروق الفردية
يختلف معدل ثبات الفروق الفردية باختلاف الصفات او الشخصية , فقد ثبت فى بعض البحوث العلمية ان اكثر الفروق الفردية ثباتا هى الفروق الفردية العقلية ولا سيما فى مرحلة ما بعد المراهقة , وان اكثر الفروق تغيرا هى الفروق فى سمات الشخصية .
تابع خامسا : خصائص الفروق الفردية
ثالثا : التنظيم الهرمى للفروق الفردية :
تؤكد نتائج البحوث العلمية في مجال القدرات العقلية والسمات المزاجية , والصفات الجسمية ان هذه الصفات تنتظم فى صور هرمية , بحيث يكون فى قمة الهرم اكثر الصفات عمومية , يليها صفات اقل عمومية , وتندرج هذه الصفات حتى قاعدة الهرم حيث توجد الصفات الخاصة التى لاتتجاوز الموقف التى نظهر فيه.
التنظيم الهرمي للفروق الفردية
خامسا/ العلوم المختلفة والفروق الفردية
ظاهرة الفروق الفردية كانت ميدان خصبا لكثير من الدراسات والبحوث في تخصصات عديدة في مجال العلوم المختلفة مثل
البيولوجي الوراثة علم الاجتماع
علم النفس الانثروبولوجيا
اهتم علماء البيولوجي
الفروق الفردية في اختلاف النوع الواحد تشريحيا وفسيولوجيا وبيوكيمائيا , فدرسوا اختلاف بناء الجسم وأعضاءه مثل المعدة والقلب والرئتين من حيث الحجم والشكل وأداء النشاط كذلك نشاط الغدد الصماء والتركيب الكيمائى
خامسا / العلوم المختلفة والفروق الفردية
علم الوراثة
اهتم علماء الوراثة بدراسة الفروق الفردية في السمات التي تتعلق بنظريات الوراثة .
علماء الانثروبولوجى
اهتم علماء الانثربولوجى بدراسة الثقافات في مختلف الأجناس والجماعات البشرية , ودراسة الفروق بين الجماعات والثقافات
علماء الاجتماع
اهتم علماء الاجتماع بدراسة الأثر المتبادل بين الفروق الفردية والبيئة والمؤسسات الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد
تعريف علم النفس الفارق
يعتبر علم النفس الفارق من أكثر العلوم اهتماما بدراسة الفروق الفردية, ففي عام 1895 اى في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين نشر بينيه وهنري مقالا بعنوان علم النفس الفردي وقدما مشكلتين رئيسيتين في علم النفس الفارق هما :
1- دراسة مدى وظيفة الفروق الفردية في العمليات النفسية
2- اكتشاف العلاقات بين العمليات العقلية لدى الفرد .
بدا علم النفس الفارق يأخذ صورة محددة على يد شترن , ففى عام 1900 قام بإحصاء الفروق الفردية وتنظيمها وتحليلها فى الطبعة الاولى من كتابه علم النفس الفارق .
تابع / تعريف علم النفس الفارق
قد ميز المشكلة الجوهرية في علم النفس الفارق ثلاثة جوانب :
1- مدى وظيفة الفروق الفردية في الحياة النفسية
2- ما العوامل التي تؤثر وتحدد هذه الفروق .
3- كيف تظهر الفروق الفردية .
ومع بداية القرن العشرين تحدد مفهوم علم النفس الفارق كفرع متخصص في دراسة الفروق بين الأفراد والجماعات والسلالات في الذكاء والقدرات والشخصية .
إذا كان علم النفس العام يهتم بدراسة كيف يتشابه الأفراد فان علم النفس الفارق يبين لنا كيف يختلفون والى اى حد يختلفون.
تابع / تعريف علم النفس الفارق
صاحب تحديد مجالات وتخصص فرع علم النفس الفارق ظهور العديد من:
1- العديد من الاختبارات النفسية في مجال قياس الذكاء , والقدرات الخاصة والشخصية ووضعت لهذه الاختبارات المعايير الدقيقة والتى تم تصميمها لتناسب اغراض البحوث التجريبية.
2- زاد الاهتمام بتحليل أداء الأفراد الذين يجرى عليهم اختبارات فرعية داخل الاختبار الكلى , كما هو واضح فى اختبار وكسلر بلفيو للذكاء.
3- زاد الاهتمام أيضا بالدراسات الطولية التي يقوم بها الباحثون مثل دراسة سترونج على الميول المهنية ودراسة تيرمان.
سابعا/ الفروق الفردية في الشخصية
السمات بمعناها العام العادي هي الصفات التي نفرق على أساسها بين الأفراد بعضهم وبعض , فشخصية كل فردلها خصائصها المميزة ونحن نتعرف بين الشخصيات بمقارنتها بعضها بالبعض عن طريق تحليل خصائص وسمات هذه الشخصيات.
تعريف السمة
تعرف السمة من وجهة نظر جوردون البورت كما جاء في كتابه الشخصية أنها ” نظام نفسي عصبي خاص بالفرد يعمل على جعل المثيرات المتعددة متساوية وظيفيا كما يعمل على اصدار وتوجيه اشكال متساوية من السلوك التكيفى والتعبيرى ”
يعرفها كاتل بأنها ”مجموعة ردود أفعال واستجابات يربطها نوع من الوحدة التى تسمح لهذه الاستجابات ان توضع تحت اسم واحد ومعالجتها بنفس الطريقة فى معظم الاحوال ”.
تابع سابعا / الفروق الفردية في الشخصية
يعرف جيلفورد السمة : ”انها اية طريقة متميزة ثابتة نسبيا يتميز بها الفرد عن غيره من الافراد ” وقد حدد البورت معايير معينة لتحديد السمة
1- يمكن اعتبار السمات على مستوى أكثر تعقيد
2- السمة أكثر عمومية من العادة , فيمكن اتساق عادتان او اكثر لتكوين سمة معينة .
3- السمات تتسم بالدينامية , لذا فلها دور كبير فى تحريك الفرد نحو سلوك معين .
4- يمكن تحديد السمات ومعالجتها بالطرق التجريبية والإحصائية
5- السمات لا تستقل بعضها عن بعض بل ترتبط فيما بينها ارتباطات موجبة .
6- سمة الشخصية قد تتفق أو لا تتفق مع المفهوم الاجتماعي المتعارف عليه لهذه السمة
7- قد تكون السمات عامة , ويشترك فيها الغالبية العظمى من الناس , وقد تكون فريدة يتسم بها فرد او افراد قلائل , وقد اطلق عليها البورت ” الاستعدادات الشخصية ”
إلى جانب ذلك يرى البورت أن السمات تنتظم فيما بينها , بحيث يمكن ترتيبها فى مدرج هرمى تسوده سمة واحدة كبرى او رئيسية او مجموعة من السمات المركزية يلى ذلك مجموعة سمات ثانوية .
ثامنا / الفروق الفردية في المجال التربوي
يجب على المدرسة أن تضع في الاعتبار الحقائق التالية لتحقيق رسالتها وأهدافها العملية والتربوية :
1- الفروق الفردية في القدرات العقلية وفى سمات الشخصية بين التلاميذ أمر طبيعي يجب أن تؤمن به المدرسة .
2- إن وجود الفروق الفردية في القدرات العقلية يعنى أن كل فرد لديه قدر من الذكاء ,والفروق والاختلاف بين الافراد هو اختلاف فى الدرجة وليس اختلاف فى النوع .
3- دراسة الفروق الفردية يقودنا إلى دور المدرسة ودور المعلم في رعاية الشواذ .
4- مراعاة اختلاف التلاميذ في الاستعداد والميول للمواد الدراسية المختلفة .
5- يجب أن لا ينسى المعلم الفروق الفردية في الميول والطباع والأمزجة وان يعامل التلاميذ وفق هذه الاختلافات
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
يهتم علم النفس الفارق بدراسة الفروق العقلية كإحدى مظاهر الفروق الفردية , فالفروق العقلية تتاثر بعدة عوامل منها :
1- الوراثة.
2- البيئة الأسرية.
3- نوع المجتمع سواء أكان حضري أم ريفي.
4- العمر الزمني.
5- الجنس .
6- مستوى العمليات العقلية .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
1- الوراثة
تعددت الدراسات والبحوث حول اثر الوراثة في الذكاء والقدرات العقلية
العينة في دراسة الوراثة
أ- التوائم المتماثلة .
ب- التوائم غير المتماثلة.
ج- الإخوة العاديين .
وهدفت هذه الدراسات إلى معرفة اثر العوامل الوراثية واثر درجة القرابة في الخصائص الجسمية والعقلية والمعرفية .
أمثلة على تلك البحوث
من الأمثلة على تلك البحوث دراسة معامل الارتباط لذكاء التوائم المتماثلة هو ,95 تقريبا , وان معامل ارتباط ذكاء التوائم المختلفة هو ’65 تقريبا , وان معامل الارتباط ذكاء الاخوة العاديين يتراوح بين 50 – 65 تقريبا
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
من أهم البحوث في مجال التوائم بحث هولزنجر الذي أوجد منه معامل الارتباط للصفات والسمات الجسمية والعقلية والخلقية بين التوائم المتماثلة والتوائم المختلفة .
- بحث نيومان وفريدمان وهولزنجر على 50 زوج من التوائم المتماثلة , وبحث بيركز عن الميول والشخصية لدى توأمتين متماثلتين , وبحث اجراه هرندون اثبت فيه ان للوراثة اثر فى تحديد الذكاء يتراوح بين 50 % الى 75% .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
2- البيئة الأسرية
اجري عديد من البحوث لدراسة البيئة الأسرية في الفروق الفردية وهناك عوامل تتضمنها بيئة الأسرة ولها قدر من التأثير في القدرات العقلية منها :-
أ- العوامل الاقتصادية يعتقد العلماء انه كلما ارتفع المستوى الاقتصادي للأسرة التي يعيش فيها الأفراد كلما أتيحت لهم الفرص التعليمية والثقافية مقارنة بالأطفال ذوى المستويات الاقتصادية المنخفضة .
لاحظ تيرمان في بحثه التتبعى على الموهوبين ان متوسط دخول عائلات الموهوبين كبير نسيبا بالمقارنة بالمتوسط العام للدخول في الولايات المتحدة الأمريكية التي اجري فيها البحث .
دراسة فلمنج
ابحاث جيزل وتنبرج خليل ميخائيل معوض
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ب- حجم الأسرة لحجم الأسرة له مدلول وارتباط بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي . فيتأثر المستوى العقلي للأبناء بعدد الإخوة خاصة وعدد أفراد الأسرة عامة . فمن دراسة تيرمان على الموهوبين وجد أن إخوة المتفوقين عقليا اقل عددا من إخوة العاديين وبالتالي فان أسرهم اقل حجما من اسر العاديين.
دراسة فرنون
وجد فرنون أن هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وبين مستوياتهم العقلية ، فقد اسفرت نتائجه ان الاطفال الذين ينتمون الى عائلات صغيرة فى الحجم اعلى مستوى فى القدرات العقلية من الاطفال الذين ينتمون الى عائلات كبيرة الحجم .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ج- وظائف الإباء ومستواهم التعليمي
قام كثير من الباحثين بتحليل وظائف أباء الموهوبين .
دراسة كاتل بحث كاتل على وظائف أباء رجال العلوم بأمريكا , ولاحظ في بحثه ان اللذين يشغلون منهم وظائف فنية عالية يفوق كثيرا نسبة من يشغلون هذه الوظائف بعينها
بحث بيرت
بحث بيرت طبق فيه اختبارات الذكاء على تلاميذ مدرستين مختلفتين
احدهما مدرسة إعدادية كان معظم تلاميذها من أبناء رجال الأعمال ممن على حظ وافر من الرقى العقلي والتعليم
الأخرى مدرسة أولية كان معظم تلاميذها أبناء رجال من التجار المحليين . وكانت المدرستان على قدم المساواة في معظم النواحي . وأسفرت نتائج التجربة حصول تلاميذ المدرسة الإعدادية على درجات أعلى في الذكاء.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
3- الريف والحضر
أجريت بعض الدراسات على أبناء المدن وأبناء الريف منها دراسة
شابانير ومعه باحث أخر , وقارنا في بحثيهما بين ذكاء الأطفال الريفيين وذكاء اطفال الحضريين , ووجد من نتائج بحثهما ان متوسط ذكاء اطفال الريف اقل من متوسط ذكاء اطفال الحضر, وان هذا الفرق يتضاءل بتقدم العمر , واضح ان اداء الاطفال الريفيين يبدو رديئا على وجه الخصوص في الفقرات التى تتطلب سرعة , وفى الفقرات اللغوية .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
4- العمر الزمني
للعمر الزمني أهمية كبيرة في قياس الذكاء, وقد أدرك الفريد بينيه هذه الحقيقة عند تصميمه لاختباره المعروف في الذكاء على أساس أن الذكاء ينمو بتقدم العمر الزمني , ولذا كان اختياره لفقرات الاختبار تحقق التمايز لاختلاف الاستجابات وفق تدرج العمر الزمنى .
ومن المعروف أن الفروق الفردية تتزايد في الجوانب العقلية والمعرفية وفقا لتزايد العمر الزمني , ولذا لا يصلح التوجيه المهنى والتوجيه التعليمى في المرحلة الابتدائية .
ومن المعروف أيضا أن النمو العقلي يختلف باختلاف المستويات العقلية , فهو يتوقف في عمر مبكر لدى ضعاف العقول ويكون معتدلا عند المتوسطين في الذكاء , ويستمر في النمو الى عمر متاخر عند ذوى الذكاء الرفيع .
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
5- الجنس
لم تكشف مقاييس الذكاء المختلفة في البحوث المتعددة عن وجود فروق جوهرية بين الجنسين في الذكاء , ففى بحث اجراه بيرت على عدد 3000 طفل في لندن وجد ان الاناث يتفوقن على الذكور في الاعمار المبكرة حتى سن المراهقة , اذا ان نضج الاناث اسرع من نضج الذكور , ثم ينعكس الوضع خلال مرحلة المراهقة , ويصبح التفوق لصالح الذكور , والنتيجة النهائية يصبح الذكاء لدى الجنسين متساوى , وليس هناك دليل على ان جنس يتفوق على الاخر في الذكاء . ولذا نجد أن اختباري ستانفورد بينيه ووكسلر بلفيو لقياس الذكاء , وهما اكثر اختبارات الذكاء شيوعا قد صمما وحذفا منهما الفروق بين الجنسين.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
من الملاحظ أن الفروق الفردية بين الذكور ابعد مدى منها عند الإناث , فعدد العباقرة وذوى المستوى الرفيع, كذلك ضعاف العقول اكثر بين الذكور منه بين الاناث .
أما بالنسبة للقدرات فمن الملاحظ أن الذكور يتفوقن على الإناث في القدرة العددية والقدرة الميكانيكية والقدرة المكانية . في حين أن الإناث يتفوقن على الذكور في اختبارات القدرة اللغوية والدقة والخفة واستخدام الأصابع والإدراك المكاني للتفاصيل والتذكر.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
6- السلالة
تشير بعض الدراسات إلى وجود فروق في مجال الذكاء بين الأجناس والسلالات المختلفة . لخص كلايبرج 1954 بعض هذه الدراسات التي أوضحت أن متوسط ذكاء البيض يفوق متوسط ذكاء الأطفال الزنوج بمعدل يتراوح بين 10-15 نقطة .
كذلك أوضحت نتائج دراسات بيركز 1921 أن المجندين البيض خلال الحرب العالمية الأولى تفوقوا على المجندين الزنوج في اختباري ألفا وبيتا للذكاء ووجد أيضا أن تفوق زنوج الشمال المجندين على زنوج الجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية .
ووجد دراسات أجراها كلاينبرج على أجناس وسلالات مختلفة ولم يحصل على فروق جوهرية في متوسط درجة السلالات.
تاسعا / العوامل التي تؤثر على الفروق العقلية
ما هي الصعوبات التي تعترض دراسة السلالات ؟
1- كثيرا من الدراسات تعترضها صعوبات تتعلق بتحديد خصائص الأجناس .
2- صعوبات تطبيق اختبارات موحدة بين أجناس مختلفة , والاختبارات تختلف باختلاف ثقافة كل سلالة بشرية.
3- يلاحظ أن الفروق بين أفراد في جنس واحد تفوق الفروق التى نلاحظها بين جنس وآخر .
4- اختلاف الفروق بين الأجناس تبدو واضحة , بالنسبة للسمات الجسمية .
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
عندما نقوم بدراسة الفروق الفردية فان هذا يتطلب من الباحث أن يدرس العوامل الوراثية ، كذلك العوامل البيئة المحيطة بالفرد , وجميع الصفات سواء اكانت جسمية ام عقلية ام انفعالية تتاثر بكل من العوامل الوراثية والبيئية .
لكن المشكلة التي شغلت الأذهان ولا تزال تشغلهم أيهما أكثر تأثيرا في صفات الفرد الجسمية وقدراته العقلية وسماته الانفعالية والاجتماعية الوراثة أم البيئة ؟
وقد اختلف الباحثون منذ أقدم العثور , واتخذ الخلاف اتجاهين متضادين هما
الاتجاه الأول اتجاه الوراثة
الاتجاه الثاني اتجاه البيئة
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
أولا الاتجاه الأول الوراثة
تنتقل احتمالات الوراثة الكامنة من الوالدين , والاجداد , والسلالة التى انحدر منها الفرد عن طريق المورثات او الجينات التى تحملها الصبغات . وتحمل هذه الكروموزومات المورثات التي تحدد جميع الصفات الوراثية التي تحدد جميع الصفات الوراثية للكائن الحي .
وتحتوى نواة البويضة في الخلية الأنثوية على 23 زوج من الكروموزومات , ويحتوى الحيوان المنوى على 23 زوج من الكروموسومات . وعند عملية التلقيح , تتم عملية الانقسام الاختزالى . ويتحد 23 كروموسومات الحيوان المنوي مع كروموسومات البويضة وبذلك تحتوى البويضة المخصبة على 23 زوج من الكروموسومات نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم .
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
1- دراسات على الوراثة
دراسات مندل
اثبت مندل عالم الوراثة المشهور كيفية انتقال الصفات الوراثية عبر الأجيال , فأوضح ان هناك صفات سائدة وصفات متنحية وتنتقل هذه الصفات السائدة والصفات المتنحية من الابوين والاجداد الى الاسلاف والاحفاد وفق قانون معين يحدد كيفية انتقال هذه الصفات من جيل الى جيل .
ولكن ليس من الضروري أن يتشابه الأطفال مع آبائهم فبعض الصفات قد تظهر في الأجداد ثم تختفي في الأبناء , ثم تعود لتظهر عند الاحفاد.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
2- دراسات فرنسيس جالتون
عالم انجليزي كان متأثرا بنظريات دارون في أواخر القرن التاسع عشر , فاصبغ فكره بصبغة بيولوجية . ويعتبر جالتون واضع علم الوراثة
اهتم بدراسة بعض الأسر وكان يهدف من ذلك توضيح اثر العوامل الوراثية في التفوق.
نشر كتابه باسم العبقرية الموروثة والذي جمع فيه معلومات تفصيلية عن 997 حالة من عظماء الانجليز وتتبع أسرهم ووجد أن الأفراد من تلك الأسر يقابلون نجاحا كبيرا في أعمالهم ومراكزهم التي يشغلونها كلما زادت القرابة لهؤلاء العظماء . وانتهى جالتون الى ان العبقرية يمكن ان تورث.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
3- أبحاث جودا رد من بين الأبحاث التي تناولت هذا الجانب أبحاث جودا رد على أسرة كليكاك الأمريكية . وقصة مارتن كليكاك الكبير وزواجه من
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثانيا البيئة
مفهوم البيئة هو مفهوم أكثر اتساعا من المفهوم العالق بالذهن , فالبيئة لا تقتصر على العوامل الجغرافية والمناخ بل تعنى العوامل المتعددة التى تؤثر في الفرد منذ بدء حياته حتى نهايتها , اى منذ بدء تكوين البويضة المخصبة حتى نهاية الحياة .
فيقصد بالبيئة كل ما يحيط بالفرد ويؤثر فيه مما لا يدخل أو يرتبط بالعوامل الوراثية
احتل عامل البيئة دورا كبيرا عند مجموعة من العلماء لا سيما المدرسة السلوكية , لما له من دور في تشكيل الفرد ورجحوه على عامل الوراثة . بل ذهب بعض العلماء إلى انه يمكن رفع مستوى الذكاء عن طريق البيئة.
عاشرا / الاثر النسبى للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
دراسات واطسن
يرجع عوامل البيئة كما يبدو واضحا في قوله ” اعطونى عشرة اطفال اصحاء اسوياء , وساختار احدهم جذافا , ثم ادربه فاخرج منه ما اريد , تاجرا , طبيبا او لصا ”
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
هناك طرق عديدة يمكن من خلالها دراسة الأثر النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية ومن أهم الطرق لدراسة الأثر النسبي للوراثة والبيئة :-
1- دراسة التوائم
2- دراسة الإخوة العاديين
3- دراسة أطفال التبني وأطفال الملاجئ
4- دراسة الأفراد المنعزلين عن الإنسانية
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
أولا : دراسات التوائم
قام عديد من الباحثين بدراسة التؤائم المتماثلة والتوائم المختلفة والإخوة العاديين لمعرفة الأثر النسبي لكل من الوراثة والبيئة ومن بين هذه الدراسات :-
دراسة هولزنجر الذي أجراها على التوائم وأوجد فيه معامل الارتباط بين هذه التوائم في الصفات الجسمية والعقلية والخلقية . أوضحت نتائج بحثه أن الصفات الجسمية أكثر الصفات تأثرا بالوراثة يليها الصفات العقلية ثم الصفات الخلقية التي أكثر تأثرا بالبيئة .
دراسات نيومان دراسة فريمان دراسات بيركز دراسات أيزنك
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثانيا : دراسة الاخوة العاديين
دراسة بيركز
التي توضح وتقارن الإخوة الأشقاء بالإخوة التوائم في المستويات العقلية لأفراد لا يتجاوزون 15 سنة , وقد كشفت الدراسة ان معامل الارتباط لذكاء الاخوة العاديين الاشقاء هو 31 % في حين ان معامل ارتباط ذكاء التوائم المتماثلة هو ,78.
دراسة فريمان
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
ثالثا : دراسة اطفال التبنى واطفال الملاجىء
دراسة ليهى
من الدراسات الهامة على أطفال التبني فقد أجريت على 200 طفل من الأطفال المتبنين والذين تم توزيعهم على اسر بديلة في سن مبكرة من أعمارهم قبل بلوغهم ستة اشهر من العمر .وقد اسفرت نتائج ان معامل الارتباط بين اطفال المجموعة المقارنة وذكاء الامهات 6, في حين ان معامل الارتباط بين ذكاء الاطفال بالتبنى وذكاء الامهات البديلات هو 8, . وقد استنتج الباحثة أن الاختلافات في مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال أكثر ارتباطا بالاختلافات في الوراثة عنه من اختلاف البيئة . أما بالنسبة لسمات الشخصية فقد كانت أكثر ارتباطا بالاختلافات في البيئة أكثر من ارتباطها بالاختلافات في الوراثة
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
رابعا : دراسة الافراد المنعزلين عن البيئة الانسانية
تدور الدراسات التي أجريت على مثل هؤلاء الأطفال المتوحشين أن معظم الأطفال هؤلاء لم يرق مستوى الأطفال العاديين في الذكاء وفى الشخصية
قصة الطفل المتوحش المعروفة طفل افيرون الذي عثر عليه بغابة افيرون بفرنسا عام 1798 والذي نشا وتربى بين الحيوانات منذ طفولته حتى بلغ عمر 12 سنة ,وكان سلوكه يشابه سلوك الحيوانات فياكل الطعام ويلعق الماء بفمه ولا يستخدم يديه , وتبدو منه هممات غير مفهمومة لا تمت الى اللغة بصلة .
وقد حاول ايتارد تطبيق برنامج يهدف الى النهوض بمستواه العقلي , وتنمية الجوانب الاجتماعية لديه , وتهذيب سلوكه , وترويضه ,
طرق دراسة النسبي للوراثة والبيئة في الفروق الفردية
وقد افلح ايتارد في بعض الجوانب القليلة , ولكنه اخفق في كثير منها لا سيما في رفع المستوى العقلى لهذا الطفل, والعمل على جعله متوافقا اجتماعيا وانفعاليا . ويبدو أن البيئة التي عاشها الطفل في الغابة بين الحيوانات والتي خلت من المؤثرات الإنسانية العقلية والحسية قد أتلفت قدراته العقلية .
دراسة الطفلتان ذئبتان
دراسة طفل كاسبار هوسير