وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك مروراً بالخطوات الثلاث التالية:
دراسة إمكانات الفرد واستعداداته وميوله.
دراسة المهن المختلفة الموجودة في المجتمع وما تحتاجه من متطلبات وإمكانات.
ج- وضع الشخص المناسب في المهنة المناسبة، وذلك من خلال التوفيق بين إمكانات الفرد واستعداداته وقدراته ، وبين المهنة التي تناسبه (عقل،2000)
بناء على ما تقدم من وجهات نظر وتعريفات حول التوجيه إلى أن التوجيه هو عملية بناءة تهدف إلى مساعدة التلاميذ والطلاب على فهم أنفسهم فهماً صحيحاً، بحيث يمكنهم ذلك الفهم من رسم الخطط المستقبلية التي تساعدهم في اختيار نوع الدراسة المناسبة لهم والاستمرار والنجاح فيها، وحل المشكلات التي تعوق توافقهم مع أنفسهم ومع الآخرين من أجل تحقيق أهدافهم التي يسعون إليها.
أما الإرشاد النفسي فهو أحد التخصصات في مجال علم النفس يساعد ممارسوه الناس على تحسين مستوى سعادتهم، وإزالة تعاستهم, وحل أزماتهم ، ويعزز قدراتهم في حل مشكلاتهم ، ومساعدتهم في اتخاذ القرارات المناسبة ، مستخدمين في ذلك الطرائق العلمية في زيادة كفاءاتهم في حل المشكلات الشخصية والنفسية، والاجتماعية، والبيئية ...الخ.
أوجه التشابه والاختلاف بين التوجيه والإرشاد
أوجه الاختلاف بين التوجيه والإرشاد
الإرشاد والعلاج النفسي:
أن العلاج النفسي (psychotherapy) « هو نشاط منظم يقوم به معالج متخصص ومدرب، يهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حتى يصبحوا أكثر توافقاً وسعادة، ويستخدم المعالج النفسي تقنيات لتحقيق هذا الهدف»
أولاً- أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي:
يتفق عدد من الباحثين على وجود عدد من أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي نذكر منها:
الاتفاق في الأهداف العامة والخاصة: فالهدف العام لكل منهما مساعدة المسترشد أو المتعالج. أما الأهداف الخاصة، فتتمثل في مساعدة المسترشد أو المتعالج على حل مشكلاته التي يواجهها، وتعديل سلوكه نحو الأفضل، وإعادة بناء شخصيته...الخ، وتحقيق أقصى درجة من درجات التوافق مع الذات والآخرين.
يركز كل من الإرشاد والعلاج النفسي على العلاقة الإنسانية بين المرشد(أو المعالج) والمسترشد(أو المتعالج)، والتي من خلالها يتم تقديم المساعدة من قبل الطرف الأول إلى الطرف الثاني.
ج- الاتفاق في الممارسة المهنية: حيث يستخدم المرشد أو المعالج الأساليب والطرائق والمهارات ذاتها في عملية الإرشاد والعلاج النفسي.
أولاً- أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي:
د- إجراءات عملية الإرشاد والعلاج النفسي واحدة: ففي كلا الميدانين تتم إجراءات الفحص، وتحديد المشكلات والتشخيص، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتعليم، والإنهاء، والمتابعة.
ه- نظريات الإرشاد والعلاج النفسي واحدة : فكل من نظريات الإرشاد والعلاج النفسي تمثل اتجاهاً فكرياً معيناً، ولذلك تعددت النظريات بتعدد تلك الاتجاهات.
ثانياً: أوجه الاختلاف بين الإرشاد والعلاج النفسي:
1- الاختلاف في بيئة العمل الذي يمارس فيه الإرشاد والعلا النفسي، حيث يمارس الإرشاد النفسي في المدارس والجامعات، في حين يمارس العلاج النفسي في العيادات النفسية ومستشفيات الأمراض النفسية.
2- الاختلاف في نوع المشكلات: فالإرشاد النفسي يتناول المشكلات ذات الطبيعة المعرفية المشوبة بقليل من الصبغة الانفعالية (مشكلات عادية)، وهي شعورية، مثل مشكلات سوء التوافق (الدراسي، الأسري، الزواجي، المهني...)، ومشكلات الاختيار المهني، وصعوبات الدراسة أما العلاج النفسي فيركز على المشكلات ذات الصبغة الانفعالية الشديدة نسبياً( الاضطرابات النفسية المتنوعة)، وتكون معظم هذه المشكلات في مستوى اللاشعور. أي أن المتعالج لا يدركها ولا يعيها ( فهي اكثر عمقاً)
ثانياً: أوجه الاختلاف بين الإرشاد والعلاج النفسي:
3- الاختلاف في الأفراد الذين يطلبون الإرشاد والعلاج النفسي، حيث يتعامل الإرشاد النفسي مع الأسوياء الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسيطة. أما العلاج النفسي فيتعامل مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أكثر شدة وحدة. كما يقدم الإرشاد للأفراد الذين يسعون بأنفسهم في طلب الخدمات الإرشادية من المرشد، وأنهم أكثر قبولاً لما يقدم لهم من خدمات.
4- الاختلاف في أساليب الإرشاد والعلاج النفسي: فالعلاج النفسي يركز كثيراً على الخبرة الماضية، ويستخدم العلاقة الإرشادية أو العلاجية بشكل أعمق، وتتكرر اللقاءات بين المعالج والمتعالج أكثر مما هو في الإرشاد النفسي.
5- الاختلاف في الزمن الذي يستغرقه الإرشاد والعلاج النفسي: فالإرشاد النفسي لا يستغرق زمناً طويلاً بالمقارنة مع العلاج النفسي الذي قد يستمر لمدة عام أو أكثر حسب الحالة.
أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:
1- المحافظة على صحة الفرد النفسية في أحسن وضع ممكن.
2- مساعدة المسترشد على توجيه نموه وتنمية طاقاته.
3- مساعدة المسترشد على إحداث تغيير إيجابي في سلوكه.
4- زيادة مهارة المسترشد في التعامل مع المشكلات.
5- مساعدة المسترشد على تحسين علاقته مع الآخرين.
6- تحقيق الذات لدى المسترشد.
7- تحقيق الذات لدى المسترشد.
8- تحسين العملية التربوية.
التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
التوجيه والإرشاد النفسي يعتبر من العلوم الإنسانية، ويهدف إلى خدمة وسعادة الإنسان. وهو هدف مشترك بين كل العلوم ولكل منه أسلوبه المتخصص لتحقيق الهدف المشترك تحت اسم مختلف مثل: الارشاد النفسي و العلاج النفسي و الخدمة الاجتماعية والتربية ...الخ من العلوم الفرعية .
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
1- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس:
يدرس علم النفس بشكل عام السلوك في سوائه وانحرافه ، وهذا من اهم مايدرسه المرشد مهنيا.
- الإرشاد النفسي فرع من علم النفس التطبيقي، يعتمد في وسائله وعملية
الإرشاد على علم النفس.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم النفس العلاجي، في التعرف على الشخص الصحيح والمريض نفسيا ومدى درجات الاضطراب النفسي لديه.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم نفس النمو،في معرفة مطالب النمو ومعاييره. ويشترك معه في الاهتمام برعاية النمو السوي في كافة مظاهره جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا في مراحل النمو التالية.
تابع- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس
- يستفيد الارشاد النفسي من علم نفس الاجتماعي، من دراسة سيكولوجية الجماعة ودينامياتها وبنائها والعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وماهي معايير السلوك في الجماعة وكيف تتوزع الادوار لتحقيق التوافق الاجتماعي.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم نفس الشواذ ، بمعلومات هامة عن السلوك الشاذ والغريب للشخص العادي.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم النفس التربوي، في تعليم واكتساب السلوك والعادات وإطفائها، وأهمية التعزيز والتعميم، والدافعية .
تابع- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس الصناعي،في تطبيق المبادئ العامة في علم النفس على المشكلات العملية في الصناعة والإنتاج والتدريب.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس الجنائي، في معرفة السلوك المنحرف المضاد للمجتمع والذي يعاقب عليه القانون مثل الجناح.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس العام في دراسة الشخصية ودينامياتها.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
2-التوجيه والإرشاد وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية:
يهتم كل منهما بالسلوك الاجتماعي والقيم والتقاليد والعادات والمعايير الاجتماعية والنمو الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية والخبرات الاجتماعية.
- يهتم المرشد في مجال الإرشاد الاسري ، بدراسة الأسرة باعتبارها أقوى العوامل الاجتماعية تأثيرا في الفرد وفي تنشئته.
- يهتم المرشد بمعرفة الطبقة الاجتماعية ، في اسلوب حياة الفرد الاجتماعية في إطار هذه الطبقة العليا أو المتوسطة أو الدنيا، والحراك الاجتماعي الرأسي بين الطبقات.
تابع- لتوجيه والإرشاد وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية
- يهتم المرشد بدراسة نظام الحياة في الريف والحضر والبدو لوجود فروق شخصيه بينهم، وكذلك دراسة الحياة في المجتمعات المختلفة.
- ويشترك الإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية في ان كلاهما خدمة ميدانية في المشكلات الإنسانية، ويستفيد منه اساليب هامة كدراسة الحالة والمقابلة.
- ويشترك المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي ، في تقديمهما للخدمات التي تتناول البيئة الاجتماعية حتى يسهل حل المشكلات، والاهتمام بمشكلات الأسرة والدراسة والعمل.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
3- التوجيه والإرشاد وعلم الطب:
- يتضمن الارشاد النفسي عمليه علاجيه، فهو ملئ بالمصطلحات الطبية مثل التشخيص والاهداف والعلاج المشتركة مع العلاج النفسي والطب النفسي.
- وهناك معلومات من علم الطب على المرشد والمعالج العلم بها التي تعينه في دراسة الحاله والعمل مع الفريق الطبي، حيث ان الانفعلات والضغوط النفسيه لها ردود فعل جسمي وفسيولوجي ذات اعراض وامراض معروفه.
- ويحدد الدستور الاخلاقي للمرشد والمعالج النفسي حدود العلاقه بين الأخصائيين حيث يجب عليهم ان يمارسوا اعمالهم في التشخيص والارشاد والعلاج كلا بدوره.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
4- التوجيه والإرشاد وعلم الإنسان:
- ان علم الانسان ( أنثروبولوجي) يدرس العناصر الحيوية والعناصر الاجتماعية والثقافية للإنسان. والثقافة هي مجمع السلوك البشري.
- ويهتم علم الانسان بدراسة أنماط الثقافة في الأجزاء المختلفة في العالم مثل:
الجماعات البدائية، ليفسر الفروق بين الثقافات المختلفة.
- ويشترك الارشاد النفسي مع علم الانسان في الاهتمام بدراسة شخصية الفرد والمجال البيئي والاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
5- التوجيه والإرشاد وعلم الاقتصاد:
- من مجالات الإرشاد النفسي: الارشاد المهني ويهتم المرشد بمساعدة العميل في عالم المهنة والاقتصاد تعريفا واختيارا وإعدادا ودخولا وتوافقا.
- ويهتم المرشد بدراسة فرص العمل والتغيرات التي تطرأ على المهن مع التقدم والنمو العلمي والتكنولوجي الحديث في عالم الاقتصاد والعمل.
- ويسعى الارشاد النفسي لعدم حدوث خسارة قومية في القوى البشرية المستمرة خلال عملية التربية والتعليم، حيث يعمل الارشاد على اعداد الفرد للمستقبل ويكون لديه الاستعداد للعمل في عدة مهن مختلفة نظرا لسرعة التطور التكنولوجي والتغير الاجتماعي.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
6- التوجيه والإرشاد والدين:
- من طرق الإرشاد النفسي: الإرشاد النفسي الديني الذي يدخل في ديناميات عملية الإرشاد. فالتدين والعقيدة الدينية السليمة تعتبر اساس متين للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية.
* على المرشد العلم بمفاهيم دينية اساسية في رأي الدين مثل:
طبيعة الإنسان كما حددها الله.
أساليب الاضطراب النفسي مثل الذنوب والضلال والصراع و ضعف الضمير
أعراض الاضطراب النفسي مثل الانحراف والشعور بالإثم والخوف والقلق.
الوقاية الدينية من الاضطراب النفسي مثل الايمان والسلوك الديني والأخلاقي.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
7- التوجيه والإرشاد والقانون:
- كثير من حالات الإرشاد النفسي متعلقة بمشكلات قانونية وقضائية.
- وهناك بعض المسؤليات القانونية على المرشد مراعاتها عند ممارسة الارشاد النفسي مع العميل، مثل:
أسرار العميل على المرشد احترام العميل في حفظ اسراره وعدم الخوض فيها.
السلوك الجنائي للعميل ليس مسؤل المرشد عن سلوكيات العميل الجنائية.
سلوك المرشد المنافي للآداب هناك حدود يؤاخذ عليه قانونا.
الاعتبارات القانونية حصول المرشد على ترخيص رسمي لممارسة الارشاد والعلاج ، كما ان المرشد معفي من إدلاء شهادته لعميل من عملائه.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي
عناصر الاتفاق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
1- كلاهما عملية مساعدة وخدمة الفرد نفسيا بهدف تحقيق فهم النفس.
2- معلومات دراسة الحالة ووسائل جمع المعلومات واحدة.
3- لهما استراتيجيات واهداف واحدة: التنموية والوقائية والعلاجية.
4- اجرائاتهما واحدة: الفحص وتحديد المشكله والتشخيص وحل المشكلات واتخاذ القرارات و التعلم والمتابعة والانهاء.
5- يتعاملان مع الحالات الحدية بين السويةواللاسوية أوبين العاديين والمرضى
6- كل من المرشد والمعالج النفسي لا يخلوان من مركز إرشاد أو عيادة نفسية.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسيعناصر الاختلاف بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي
العناصر المشتركة بين عمليتي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي :
أولا: البداية – ثانيا: نمو الألفة – ثالثا: تحديد المشكلة – رابعا: تقييم البيئة
– خامسا: حل المشكلة – سادسا: اتخاذ القرارات – سابعا: استراتيجيات إضافية – ثامنا: الإنهاء
مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
هناك ثلاثة مناهج واستراتيجيات لتحقيق أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:
* المنهج التنموي: ويطلق عليه“ الاستراتيجية الإنشائية“
- يتضمن الاجراءات التي تؤدي الى النمو السوي السليم لدى الأسوياء والعاديين، خلال مرحلة نموهم حتى يتحقق الوصول بهم الى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية.
- ويتحقق عن طريق معرفة وفهم وتقبل الذات ونمو مفهوم موجوب للذات وتحديد أهداف سليمة للحياة، وتوجيهها التوجيه السليم نفسيا وتربويا ومهنيا، من خلال رعاية مظاهر نمو الشخصية جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا.
تابع- مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
* المنهج الوقائي: يطلق عليه ”التحصين النفسي“ ضد المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية.
- يهتم بالأسوياء والاصحاء قبل اهتمامه بالمرضى ليقيهم ضد حدوث المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية.
- للمنهج الوقائي ثلاثة مستويات :
* الوقاية الأولية: تتضمن محاولة منع حدوث المشكلة ، بإزالة الاسباب.
* الوقاية الثانوية: تتضمن محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطراب في مرحلته الأولى للسيطرة عليه ومنع تفاقمه.
* الوقاية من الدرجة الثالثة: تتضمن محاولة التقليل من أثر إعاقة الاضطراب أو منع إزمان المرض.
تابع- مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
المنهج العلاجي: يمر الفرد بفترات حرجة ومشكلات يحتاج فيها الى مساعدة لتخفيض مستوى القلق ورفع مستوى الامل.
- يتضمن المنهج العلاجي علاج المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية حتى العودة الى حالة التوافق والصحة النفسية.
- ويهتم بنظريات الاضطراب والمرض النفسي وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه، وتوفير المرشدين والمعالجين والمراكز والمستشفيات النفسية.
- يحتاج المنهج العلاجي الى تخصص أدق في الارشاد العلاجي مقارنة بالمنهجين التنموي والوقائي، وهو اكثر المناهج تكلفة في الوقت والجهد والمال.
أسس التوجيه والإرشاد النفسي الفصل الثاني
أولا: الأسس العامة:
1- الثبات النسبي للسلوك الإنساني.
2- مرونة السلوك الإنساني.
3- السلوك الإنساني فردي – جماعي.
4- استعداد الإنسان للتوجيه والإرشاد.
5- حق الفرد في الاستفادة من التوجيه والإرشاد.
6- حق الفرد في تقرير مصيره بنفسه.
7- تقبل المسترشد.
8- استمرار عملية الإرشاد.
ثانياً: الأسس النفسية والتربوية
1- الفروق الفردية.
2- الفروق بين الجنسين.
تابع- الأسس النفسية والتربوية
* مطالب النمو:
- توضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحددها كل خطوات نمو الفرد، وتبين مدى تحقيق الفرد لذاته وإشباعه لحاجاته وفقا لمستوى نضجه وتطور خبراته التي تتناسب مع مرحلة النمو.
- ويؤدي تحقيق مطالب النمو الى سعادة أو شقاء الفرد، وسهولة وصعوبة تحقيق مطالب النمو الاخرى في نفس المرحلة وفي المراحل التالية.
- ويحتاج تحقيق مطالب النمو الى تعلم واتخاذ قرارات، وهذا واجب في عملية الإرشاد النفسي وفي العملية التربوية بشكل عام.
- ونجد ان هناك ترابط مطالب النمو،اي تكاملا افقيا ورأسيا في السلوك، ان تحقيق مطلب من مطالب النمو تحقيقا سويا يميل الى تحقيق باقي المطالب في المرحلة بدرجة جيدة، وكذلك الاستمرار في تحقيق مطالب النمو في المراحل التالية بنجاح.
تابع – مطالب النمو
- أهم مطالب النمو خلال مراحل النمو المتتابعة:
في مرحلة الطفولة: المحافظة على الحياة، تعلم المشي، والأكل،و الكلام ، وتعلم ضبط الإخراج، تعلم قواعد السلامة، والتفاعل الاجتماعي، تكوين الضمير،تعلم التمييز بين الصواب والخطأ،ونمو المفهوم الايجابي للذات.
في مرحلة المراهقة: نمو مفهوم سوي للجسم وتقبل الجسم، تقبل الدور الجنسي في الحياة، نموالثقة في الذات،تقبل المسئولية الاجتماعية، اختيار مهنة والاستعداد لها،معرفة السلوك الاجتماعي المعياري المقبول،إعادة تنظيم الذات ونمو ضبط الذات، وبلوغ الاستقلال الانفعالي عن الكبار.
في مرحلة الرشد: تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث، توسيع الخبرات العقلية المعرفية، اختيار الزوج، تكوين الاسرة والتوافق الاسري، ممارسة المهنة والتوافق المهني، تكوين وتنمية الهوايات المناسبه لهذه المرحلة.
تابع – مطالب النمو
في مرحلة الشيخوخة: التوافق بالنسبة للضعف الجسمي والمتاعب الصحية، الاستعداد لتقبل المساعدة من الاخرين، التوافق لموت الزوج او الاصدقاء، الوفاء بالالتزامات الاجتماعية قدر الامكان، تقبل التغير الاجتماعي المستمر والتوافق مع الاجيال التالية.
مطالب النمو العامة في كل المراحل:
نمو واستغلال الإمكانات الجسمية الى اقصى حد، تكوين عادات سليمة في الغذاء والنوم والوقاية الصحية، تحصيل اكبر قدر من المعرفة والثقافة العامة، النمو الاجتماعي المتوافق الى اقصى حد، الاتصال والتفاعل السليم في حدود البيئة، تنمية المهارات الاجتماعية، تحقيق النمو الأخلاقي والديني والنمو الانفعالي، اشباع الحاجات الساسية كالأمن والانتماء والمكانة والتقدير والحب والمحبة والتوافق والمعرفة وتنمية القدرات والنجاح والدفاع عن النفس والضبط والحرية.
ثالثا
ثالثاً: الأسس الاجتماعية
الاهتمام بالجوانب الاجتماعية للفرد.
الاستفادة من المؤسسات الاجتماعية في العملية الإرشادية.
رابعاً: الأسس الأخلاقية
نظريات التوجيه والإرشاد النفسي
الفصل الثالث
ماهي النظرية؟
1- إن النظرية تمثل الأساس الفكري الذي ينطلق منه المرشد إلى الواقع.
2- إنها تمثل إطاراً عاماً يضم مجموعة من الحقائق المنظمة والمترابطة.
3- والقوانين العلمية .
4- والافتراضات المناسبة.
5- والتعاريف العلمية القائمة على الملاحظة والتجريب .
6- والتي من خلالها يمكننا تفسير الظواهر النفسية .
ونظريات التوجيه والإرشاد النفسي ليست إلا وجهات نظر متمايزة في مجال تعديل السلوك الإنساني المضطرب، وصولاً إلى التوافق النفسي والاجتماعي. وهذه النظريات تكمل بعضها بعضاً أكثر من كونها متعارضة . إنها تساعدنا في فهم الطرائق وإيضاحها والأساليب المناسبة التي من خلالها نتوصل إلى ما نريد.
أهم نظريات التوجيه والإرشاد النفسي
لا بد من التنويه بأنه لا توجد نظريات خاصة بالتوجيه، وأخرى خاصة بالإرشاد وثالثة بالعلاج، وإنما نظريات قد انطلقت في تفسيرها للسلوك من نظريات علم النفس ونمت في إطار الممارسة الاكلينيكية والعلاج النفسي، وهي تستخدم في مجال التوجيه والإرشاد . ومعظم المؤلفات الرئيسية في هذا المجال تشير إلى نظريات الإرشاد والعلاج النفسي معاً.
وبالرغم من تعدد نظريات التوجيه والإرشاد ، إلا أن كل نظرية تركز على جانب معين في تفسيرها للسلوك الإنساني، وأسباب اضطرابه، وكيفية علاجه. والمرشد النفسي يمكنه اختيار نظرية ما أثناء ممارسته لتوجيه الحالات التي يتعامل معها وإرشادها.
النظرية السلوكية (:(Behavior theory
1- تعود جذور النظرية السلوكية إلى العالم الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف ((lvan pavlov(1849-1936(صاحب نظرية الإشراط الكلاسيكي من خلال تجاربه على الكلاب. كما يرتبط اسم هذه النظرية باسم كل من العلماء : واطسن، سكنر، ثورندايك، جون دولارد، نيل ميللر، روتر، وبندورا ووالتر..وغيرهم. فقد حاول هؤلاء تفسير السلوك، وكيفية حدوث التعلم. فسلوك الإنسان من وجهة نظرهم، متعلم، وأن لدى الفرد دوافع فسيولوجية هي الأساس في سلوك الإنسان، وعن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة تستند إلى الدوافع الفسيولوجية وتسمى بالدوافع الثانوية، وهذه الدوافع هي التي توجه سلوك الإنسان للوصول إلى أهدافه.
النظرية السلوكية (:(Behavior theory
2- فالعالم سكنر Skinner ( 1904-1991) يعتقد أن السلوكيين يجب أن يركزوا على فهم ما يفعله الكائن ، إذ أن الاستعدادات الداخلية (الوراثية) تعد تفسيرات غير كافية للسلوك . كما يرى أن شخصيات الناس تتكون من خلال الاستجابات التي يقومون بها . ويعد سنكر صاحب نظرية الإشراط الإجرائي، من خلال تجاربه على الحمام، حيث يسمى صندوق تجاربه باسمه (صندوق سكنر)
3- أما العالم بندورا Bandura (1925- ) ذو الأصل البولندي، فيرى أن التعلم يحدث بواسطة طرائق الملاحظة، حيث إن التعلم بالملاحظة يتم من خلال مشاهدة نماذج من المحيط. فالطفل يتعلم مثلاً آداب المائدة من خلال ملاحظة سلوك والديهم، ومن خلال التعليمات المباشرة، أو من خلال قراءة القصص والكتب أو مشاهدة النماذج التلفزيونية وذلك من خلال التعزيز.
النظرة السلوكية للطبيعة الإنسانية:
إن الاهتمام الرئيس للنظرية السلوكية هو السلوك، حيث ترى أن معظم سلوكيات الإنسان متعلمة، وهي بمثابة استجابات لمثيرات محددة موجودة في البيئة.
فهي تركز على كيفية تعلم السلوك وكيفية تعديله وتغييره. كما يؤمن السلوكيون بالسلوك الظاهر القابل للقياس والملاحظة، فمفاهيم مثل اللاشعور، والذات، والأنا الأعلى... ليس لها معنى وفقاً لوجهة النظر السلوكية، وينظرون إلى الشخصية بأنها مجموعة من الأنماط السلوكية الظاهرة، أو مجموعة من العادات السلوكية المتعلمة والثابتة نسبياً، والقابلة للملاحظة والقياس والتنبؤ، والتي تميز الفرد عن الآخرين .
تفسير الاضطرابات النفسية:
يرى السلوكيون أن الاضطرابات النفسية، والمشكلات السلوكية، ماهي إلا عادات متعلمة خاطئة، أو سلوكيات غير متكيفة، يحتفظ بها الفرد لفاعليتها كوسيلة دفاعية لتجنب مواقف غير مرغوبة، أو ليقلل من قلقه وتوتراته، مما جعلها ترتبط شرطياً بالموقف الذي أدى إليها. فالسرقة، والكذب، والخوف المرضي من الموت أومن الأماكن المغلقة أو المزدحمة، ليست إلا استجابات خاطئة تعلمها الفرد لكف القلق والتوتر الناتج عن مثيرات محددة، ويعمل التعزيز على تدعيم السلوكيات غير الرغوبة.
فالطفل الذي يعتدي على زملائه داخل الفصل، قد تعلم ذلك كوسيلة لجذب الانتباه إليه، وجذب الانتباه يعد بمثابة التعزيز أو المكافأة لسلوكه العدواني.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
أولاً- نظرية الإرشاد أو العلاج المعرفي عند بيك: Beck’s Cognitive Therapy
1- يعد آرون بيك Abeck(1921- ) من الباحثين المعاصرين حيث حصل على درجة الدكتوراه في الطب عام (1946) من جامعة ييل Yale، وعلى درجة التخصص العالية في الطب النفسي عام (1952).
2- يستند الإرشاد المعرفي من وجهة نظر بيك على الفكرة القائلة : إن ما يفكر فيه الناس وما يقولونه لأنفسهم، وكذلك اتجاهاتهم وآرائهم ومثلهم، إنما هي أمور مهمة وذات صلة وثيقة بسلوكهم الصحيح والمرضي ( الشناوي، 1995: ص 146). ويرى بيك أن ردود الفعل الانفعالية ليست استجابات مباشرة ولا تلقائية بالنسبة للمثير الخارجي، وإنما يجري تحليل دقيق لهذه المثيرات، وتفسير لها من خلال النظام المعرفي (العقلي) الداخلي وقد ينجم عن عدم الاتساق بين النظام المعرفي الداخلي وبين المثيرات الخارجية، وجود الاضطرابات والمشاكل النفسية.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
3- فالأشخاص من وجهة نظر بيك يستجيبون للأحداث والمواقف وفقاً للمعاني التي يعطونها لها، وهذا ما يجعل استجاباتهم نحو الموقف الواحد متباينة، بل تختلف عند الشخص الواحد في أوقات مختلفة .
ومثال ذلك أن الحزن ينشأ عند شخص ما نتيجة إدراكه أن شيئاً ذا قيمة قد فقد منه أدى إلى فقدان في المجال الذاتي للفرد فالفكرة التي تؤدي إلى الحزن أو الغضب أو القلق إذا اشتملت على تشويش للواقع فإنه ينتج عنها اكتئاب أو قلق أو بارانويا..إلخ.
4- من جانب آخر يستجيب الأشخاص لكثير من المواقف بشكل متسق، مما يشير إلى أن هذه الاستجابات توجهها مجموعة من القواعد، وهذه القواعد تشكل الأساس الذي تنطلق منه تفسيرات الأفراد وتوقعاتهم وما يقولونه لأنفسهم ، فهي تقدم إطاراً لفهم خبرات الحياة.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
5- ويرى بيك أن القواعد تمثل جزءاً من التراث الاجتماعي والثقافي للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والتي تكتسب من خلال الخبرات الشخصية، وملاحظة الآخرين. وتساعد القواعد ( التي يمارسها المسترشد) المرشد أو المعالج على فهم السلوك غير المنطقي، وكذلك الاستجابات الانفعالية الشاذة. وعندما تكون هذه القواعد غير منسجمة مع الواقع أو إذا استخدمت بتطرف، فإنه من المتوقع أن ينتج عنها مشكلات نفسية شخصية، أو مشكلات في العلاقات مع الآخرين.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
1- تعد الاستجابات الانفعالية أو المشكلات النفسية نتاج التفكير الخاطئ عند الشخص. وبالتالي فإن الإرشاد المعرفي يتضمن الطرائق والأساليب كلها التي من شأنها تصحيح التفكير الخاطئ عند المسترشد، بحيث تصحح صورة الواقع في نظره، ويصبح تفكيره منطقياً. ولذلك يكون الإرشاد المعرفي أكثر فاعلية مع الأشخاص الذين لديهم قدرة على الاستبطان Introspection ، والتروي Reflection، والذين يمكنهم التفكير بشكل مناسب في مجال حياتهم خارج إطار المشكلة.
2- أما العلاقة بين المرشد والمسترشد في هذا النوع من الإرشاد، فيجب أن تتصف بالتقبل والتعاون والدفء العاطفي والمشاركة الوجدانية للمسترشد. ولذلك يجب على المرشد أن يكون حساساً لحاجات المسترشد عند مناقشة موضوعات معينة في الجلسات الإرشادية.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
3- أن يعمل على خفض المشكلات عند التعرف عليها وعلى مكوناتها الرئيسية وعلى أسبابها مع التركيز على المكونات الأساسية للمشكلة أو الاضطراب . ولابد أيضاً من إشراك المسترشد في حل المشكلة حتى يتعلم كيفية حل المشكلات عندما يكون لوحده.
ومن اهم الأساليب المستخدمة في الإرشاد المعرفي من وجهة نظر «بيك» ما يلي:
1- التعرف على الأفكار الخاطئة المرتبطة بسوء التوافق:
وهي الأفكار التي تعيق الفرد من مواجهة خبرات الحياة.
2- ملء الفراغات :
عندما يتحدث المسترشد عن الأحداث التي وقعت له وعن ردود الفعل الصادرة منه نحو هذه الأحداث، فإنه توجد عادة فجوة أو فراغ بين المثير والاستجابة، وتتمثل هذه الفجوة بالأفكار أو المعتقدات التي يكونها المسترشد نحو تلك الأحداث، وتكون مهمة المرشد ملء هذا الفراغ من خلال تعليم المسترشد التركيز على الأفكار التي تحدث أثناء معايشة المثير والاستجابة.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
3- الإبعاد :
يسمي «بيك» العملية التي ينظر بها المسترشد بشكل موضوعي إلى الأفكار «بالإبعاد» وتشتمل على الاعتراف بأن الأفكار التلقائية التي كونها المسترشد عن الأحداث ليست هي الواقع، ولا يوثق بها، وتسيء إلى توافقه وصحته النفسية.
ش
4- تعلم اساليب جديدة في الحصول على المعلومات مع استخدام الدليل والبرهان العلمي لتأكيدها
من أبرز التصورات الخاطئة التي يكثر وجودها عند المسترشدين :
أ- المرحلة الأولى : التصورات الخاطئة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات بارانويدية:
فالأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات يظهرون الهذاءات، ويخفقون في اختيار الواقع، ويكون لديهم اضطراب في محتوى التفكير .
أما التصورات الخاطئة لدى الحالات الاكتئابية فتتمثل فيما يلي :
- إنني الآن ، كما كنت ، وسأكون دائماً متشائماً.
- إنني الآن ، كما كنت ، وسأكون دائما قليل الحيلة.
- إنني الآن ، وقد كنت ، وسأكون دائماً لا قيمة لي.
- إنني أعاني من رفض الآخرين لي، ولا قيمة لي إطلاقاً.
من أبرز التصورات الخاطئة التي يكثر وجودها عند المسترشدين :
وفي حالات الوساوس القهرية تكون التصورات الخاطئة كما يلي:
- ينبغي أن أكون دائماً مرتباً.
- لا أتحمل القذارة والجراثيم أبداً.
- يجب أن أكون كفوءاً مهما كان الثمن.
- ينبغي ألا أثق بأي إنسان .
أما التصورات الخاطئة لدى الأشخاص الذين يعانون من المخاوف المرضية فتكون كما يلي:
- إن الشيء الذي أخاف منه هو شيء خطر.
- لا أستطيع أن أتحمل نفسي عندما يكون الشيء الذي أخاف منه موجوداً.
- لا أتمكن من استبعاد استجابة الخوف.
في حين تكون التصورات الخاطئة لدى الشخص الذي يعد نفسه مهماً كالآتي:
- يجب أن أتفوق على الآخرين دائماً.
- يجب علي ألا أتفاهم مع أحد أبداً.
- يجب أن أتطلع إلى الكمال .
- لا يمكن الوثوق بالآخرين.
عمل المرشد النفسي:
1- اختبار الذات : Self-Examination
يقوم المرشد النفسي حسب هذه الطريقة بتشجيع المسترشد للتحدث عن نفسه أي أن ينشغل في اكتشافه ذاته، وهو إجراء يتيح فيه المرشد للمسترشد بشكل غير مباشر فرصة التعرف على الدليل . ومن أفضل الأساليب لاختبار الذات ، تلك التي يستخدمها المرشدون في العلاج المتمركز حول الشخص ( لكارل روحرز) ، والذي يركز على تشجيع انعكاس المشاعر واستجلائها لتسهيل عملية اكتشاف المسترشد لذاته.
ويمكن أن تؤدي عملية اختبار المسترشد لذاته إلى استبعاد التصورات الدفاعية الخاطئة لتحل محلها إدراكات صحيحة حول علاقاته بذاته وبالآخرين.
2- الإيضاح أو التفسير : Explanation
يشتمل التفسير على مجموعة من الأساليب التي تساعد المسترشد على تحديد التصورات الخاطئة، وتوجهه في عملية اختبار الذات، وإظهار الذات، والتعلم بالإنابة ( التعلم بالاعتبار) . ففي التفسير والمواجهة يعطي المرشد المسترشد المعلومات التي لا تكون متوفرة له (للمسترشد).
عمل المرشد النفسي:
3- إظهار الذات Self- Demonstration :
يعد هذا الأسلوب إجراء يشجع به المرشد المسترشد في أن يشارك في موقف يمكنه ملاحظة تصوراته الخاطئة الخاصة ، أو يحصل على دليل مباشر نتيجة مراقبته لذاته، بحيث يتمكن من تغيير التصورات الخاطئة. وعملية إظهار الذات تعتمد على مواقف واقعية تدفع المسترشد إلى معايشة اقتناعاته وأفكاره الخاطئة حول نفسه في علاقاتها مع الآخرين.
4- التعلم بالعبرة أو الإنابة Vicariation :
يتضمن هذا الأسلوب على النمذجة Modelling ، حيث يقوم المسترشد بملاحظة نموذج يؤدي نشاطاً معيناً، ويتخيل نفسه وهو يقوم بالنشاط ذاته . والجدير ذكره فإن هذه الأساليب تستخدم في معظم الأحيان متداخلة مع بعضها بعض ، ولا يستخدم كل أسلوب في معزل عن الأسلوب الآخر.
عمل المسترشد:
أ- المراجعة المعِرفية
ب- الاستبصار
ثالثاً: نظرية الإرشاد أو العلاج العقلاني- الانفعالي:
Theory of Rational-Emotive Counselling or Therapy (RET):
تكمن جذور هذه النظرية في كتابات الفلاسفة اليونانيين (قبل حوالي 2500 سنة من الآن) ، حيث يرون أن الطريقة التي ندرك بها الأشياء وليست الأشياء ذاتها ، هي التي تسم سلوكنا بالاضطراب أو السواء.
أما في العصر الحديث فيعد ألبرت إليس Albert Ellis (1913- ) مؤسس هذه النظرية ، فقد حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كولوميبا عام (1947) ، وفي عام (1962) بدأ منهجه العلاجي عندما نشر كتابه « العقل والانفعال في العلاج النفسي» .
ومن أبرز المسلمات التي تقوم عليها نظرية ألبرت إليس ما يلي:
1- إن الناس يتحكمون في حياتهم بما يحملونه من أفكار ومعتقدات والتصرف بموجبها .
2- ينشأ التفكير اللاعقلاني عند الإنسان من خلال التنشئة الاجتماعية.
3- إن الفكرة الرئيسية التي تعتمد عليها اساليب الإرشاد أو العلاج العقلي الانفعالي عند «اليس»
هي أنه لا يمكن الفصل بين تفكير الإنسان وبين انفعاله وسلوكه.
أبرز المسلمات التي تقوم عليها نظرية ألبرت إليس ما يلي:
4- اهتم «إليس» بشكل كبير بالإرشاد أو العلاج المعرفي- العقلاني ، الذي يركز على البحث عن الأفكار اللاعقلانية عند المسترشد ومهاجمتها وتفنيدها باعتبارها مصدراً للاضطراب الانفعالي والسلوكي ، ثم تعليمه أفكاراً أكثر عقلانية . فمن أجل إحداث التحسن في انفعالات المسترشد وسلوكه.
5- إن الإنسان من وجهة نظر «إليس» ليس كائناً بيولوجياً تتحكم فيه الغرائز ، وإنما شخص قادر على فهم العجز الذي عنده، ولديه القدرة على تغيير الأفكار الخاطئة التي تعلمها في طفولته، ولديه القدرة على مواجهة الميل إلى خداع النفس ، و أن يسلك ويفكر ليجعل نفسه فريداً ومختلفاً (كوري،1985).
السلوك المضطرب:
يرى «إليس» أن كل الاضطرابات النفسية الشديدة لا تنشأ من النقطة (A) أي من الخبرات أو الأحداث المنشطة التي تؤثر على الناس ، و إنما تنشأ بشكل مباشر من النقطة (B) ، أي من الأفكار التي يتبناها الناس حول الخبرات أو الأحداث . وفي حالة الاضطرابات النفسية فإن هذه الأفكار لا عقلانية، وهي تؤثر على إدراك الشخص وتأويله للأحداث والمواقف بشكل غير مناسب ، مما يجعله يستجيب استجابات نفسية مضطربة .
نظرية الإرشاد السلوكي – المعرفي: cognitive- behavior modification theory
واضح هذه النظرية دونالد هربرت ميكينبوم D. Meichenbaum (1940- )
ولقد أدت الخبرات التي عاشها ميكينبوم أثناء تدريبه لمرضى الفصام وغيرهم إلى أن يفكر فيما إذا كان من الممكن تدريبهم على أن يتحدثوا إلى أنفسهم بطريقة تؤدي إلى تغيير سلوكهم ، وقد ركز على الحديث الداخلي Inner-Speech في محاولة لتغييرها ، كم اهتم بالتخيلات Imagens ، على أمل أن يعرف ما إذا كانت مثل هذه التغيرات ستؤدي إلى تغيرات في التفكير وفي الشعور والسلوك ( الشناوي ، 1994).
عملية الإرشاد السلوكي – المعرفي:
تشتمل عملية الإرشاد السلوكي – المعرفي على ثلاث مراحل أساسية هي :
1- الملاحظة الذاتية :
تكون لدى المسترشد قبل حضوره للإرشاد أحاديث ذاتية سلبية وتخيلات غير مناسبة، وأثناء عملية الإرشاد يحاول المرشد مساعدة المسترشد في جعله أكثر وعياً ، ويحثه على التركيز في أفكاره ومشاعره وردود فعله الفيسولوجية ، والسلوكيات المتصلة بعلاقاته الشخصية مع الآخرين ، وتؤدي هذه العملية إلى أبنية معرفية جديدة عند المسترشد تسمح له بأن ينظر إلى المشكلات الخاصة به في صور مختلفة جديدة ، وأن يبني أفكاراً وسلوكيات صحيحة تتناسب مع المشكلات.
2- الأفكار والسلوكيات غير المناسبة :
إذا كان سلوك المسترشد مطلوباً تغييره، فينبغي أن يكون ما يقوله لنفسه أو يتخيله يولد سلسلة جديدة غير متناسبة مع سلوكياته غير المتوافقة ( السلوكيات المشكلة).
3- تطوير الجوانب المعرفية الخاصة بالتغيير:
تتضمن هذه المرحلة قيام المسترشد بسلوكيات التعامل (المواجهة coping) على أساس يومي ، وكذلك الأحاديث الذاتية حول نتائج هذه التجارب الشخصية .
يقول ميكينبوم (1977) : «إن ما يقوله المسترشد لنفسه حول السلوكيات الجديدة التي اكتسبها ، والنتائج المترتبة عليها ، سيؤثر على عملية التغيير إذا ما كانت ستبقى في السلوك وستعمم على مواقف أخرى ..»
دراسة إمكانات الفرد واستعداداته وميوله.
دراسة المهن المختلفة الموجودة في المجتمع وما تحتاجه من متطلبات وإمكانات.
ج- وضع الشخص المناسب في المهنة المناسبة، وذلك من خلال التوفيق بين إمكانات الفرد واستعداداته وقدراته ، وبين المهنة التي تناسبه (عقل،2000)
بناء على ما تقدم من وجهات نظر وتعريفات حول التوجيه إلى أن التوجيه هو عملية بناءة تهدف إلى مساعدة التلاميذ والطلاب على فهم أنفسهم فهماً صحيحاً، بحيث يمكنهم ذلك الفهم من رسم الخطط المستقبلية التي تساعدهم في اختيار نوع الدراسة المناسبة لهم والاستمرار والنجاح فيها، وحل المشكلات التي تعوق توافقهم مع أنفسهم ومع الآخرين من أجل تحقيق أهدافهم التي يسعون إليها.
أما الإرشاد النفسي فهو أحد التخصصات في مجال علم النفس يساعد ممارسوه الناس على تحسين مستوى سعادتهم، وإزالة تعاستهم, وحل أزماتهم ، ويعزز قدراتهم في حل مشكلاتهم ، ومساعدتهم في اتخاذ القرارات المناسبة ، مستخدمين في ذلك الطرائق العلمية في زيادة كفاءاتهم في حل المشكلات الشخصية والنفسية، والاجتماعية، والبيئية ...الخ.
أوجه التشابه والاختلاف بين التوجيه والإرشاد
أوجه الاختلاف بين التوجيه والإرشاد
الإرشاد والعلاج النفسي:
أن العلاج النفسي (psychotherapy) « هو نشاط منظم يقوم به معالج متخصص ومدرب، يهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حتى يصبحوا أكثر توافقاً وسعادة، ويستخدم المعالج النفسي تقنيات لتحقيق هذا الهدف»
أولاً- أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي:
يتفق عدد من الباحثين على وجود عدد من أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي نذكر منها:
الاتفاق في الأهداف العامة والخاصة: فالهدف العام لكل منهما مساعدة المسترشد أو المتعالج. أما الأهداف الخاصة، فتتمثل في مساعدة المسترشد أو المتعالج على حل مشكلاته التي يواجهها، وتعديل سلوكه نحو الأفضل، وإعادة بناء شخصيته...الخ، وتحقيق أقصى درجة من درجات التوافق مع الذات والآخرين.
يركز كل من الإرشاد والعلاج النفسي على العلاقة الإنسانية بين المرشد(أو المعالج) والمسترشد(أو المتعالج)، والتي من خلالها يتم تقديم المساعدة من قبل الطرف الأول إلى الطرف الثاني.
ج- الاتفاق في الممارسة المهنية: حيث يستخدم المرشد أو المعالج الأساليب والطرائق والمهارات ذاتها في عملية الإرشاد والعلاج النفسي.
أولاً- أوجه التشابه بين الإرشاد والعلاج النفسي:
د- إجراءات عملية الإرشاد والعلاج النفسي واحدة: ففي كلا الميدانين تتم إجراءات الفحص، وتحديد المشكلات والتشخيص، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتعليم، والإنهاء، والمتابعة.
ه- نظريات الإرشاد والعلاج النفسي واحدة : فكل من نظريات الإرشاد والعلاج النفسي تمثل اتجاهاً فكرياً معيناً، ولذلك تعددت النظريات بتعدد تلك الاتجاهات.
ثانياً: أوجه الاختلاف بين الإرشاد والعلاج النفسي:
1- الاختلاف في بيئة العمل الذي يمارس فيه الإرشاد والعلا النفسي، حيث يمارس الإرشاد النفسي في المدارس والجامعات، في حين يمارس العلاج النفسي في العيادات النفسية ومستشفيات الأمراض النفسية.
2- الاختلاف في نوع المشكلات: فالإرشاد النفسي يتناول المشكلات ذات الطبيعة المعرفية المشوبة بقليل من الصبغة الانفعالية (مشكلات عادية)، وهي شعورية، مثل مشكلات سوء التوافق (الدراسي، الأسري، الزواجي، المهني...)، ومشكلات الاختيار المهني، وصعوبات الدراسة أما العلاج النفسي فيركز على المشكلات ذات الصبغة الانفعالية الشديدة نسبياً( الاضطرابات النفسية المتنوعة)، وتكون معظم هذه المشكلات في مستوى اللاشعور. أي أن المتعالج لا يدركها ولا يعيها ( فهي اكثر عمقاً)
ثانياً: أوجه الاختلاف بين الإرشاد والعلاج النفسي:
3- الاختلاف في الأفراد الذين يطلبون الإرشاد والعلاج النفسي، حيث يتعامل الإرشاد النفسي مع الأسوياء الذين يعانون من اضطرابات نفسية بسيطة. أما العلاج النفسي فيتعامل مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أكثر شدة وحدة. كما يقدم الإرشاد للأفراد الذين يسعون بأنفسهم في طلب الخدمات الإرشادية من المرشد، وأنهم أكثر قبولاً لما يقدم لهم من خدمات.
4- الاختلاف في أساليب الإرشاد والعلاج النفسي: فالعلاج النفسي يركز كثيراً على الخبرة الماضية، ويستخدم العلاقة الإرشادية أو العلاجية بشكل أعمق، وتتكرر اللقاءات بين المعالج والمتعالج أكثر مما هو في الإرشاد النفسي.
5- الاختلاف في الزمن الذي يستغرقه الإرشاد والعلاج النفسي: فالإرشاد النفسي لا يستغرق زمناً طويلاً بالمقارنة مع العلاج النفسي الذي قد يستمر لمدة عام أو أكثر حسب الحالة.
أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:
1- المحافظة على صحة الفرد النفسية في أحسن وضع ممكن.
2- مساعدة المسترشد على توجيه نموه وتنمية طاقاته.
3- مساعدة المسترشد على إحداث تغيير إيجابي في سلوكه.
4- زيادة مهارة المسترشد في التعامل مع المشكلات.
5- مساعدة المسترشد على تحسين علاقته مع الآخرين.
6- تحقيق الذات لدى المسترشد.
7- تحقيق الذات لدى المسترشد.
8- تحسين العملية التربوية.
التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
التوجيه والإرشاد النفسي يعتبر من العلوم الإنسانية، ويهدف إلى خدمة وسعادة الإنسان. وهو هدف مشترك بين كل العلوم ولكل منه أسلوبه المتخصص لتحقيق الهدف المشترك تحت اسم مختلف مثل: الارشاد النفسي و العلاج النفسي و الخدمة الاجتماعية والتربية ...الخ من العلوم الفرعية .
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
1- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس:
يدرس علم النفس بشكل عام السلوك في سوائه وانحرافه ، وهذا من اهم مايدرسه المرشد مهنيا.
- الإرشاد النفسي فرع من علم النفس التطبيقي، يعتمد في وسائله وعملية
الإرشاد على علم النفس.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم النفس العلاجي، في التعرف على الشخص الصحيح والمريض نفسيا ومدى درجات الاضطراب النفسي لديه.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم نفس النمو،في معرفة مطالب النمو ومعاييره. ويشترك معه في الاهتمام برعاية النمو السوي في كافة مظاهره جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا في مراحل النمو التالية.
تابع- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس
- يستفيد الارشاد النفسي من علم نفس الاجتماعي، من دراسة سيكولوجية الجماعة ودينامياتها وبنائها والعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وماهي معايير السلوك في الجماعة وكيف تتوزع الادوار لتحقيق التوافق الاجتماعي.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم نفس الشواذ ، بمعلومات هامة عن السلوك الشاذ والغريب للشخص العادي.
- يستفيد الارشاد النفسي من علم النفس التربوي، في تعليم واكتساب السلوك والعادات وإطفائها، وأهمية التعزيز والتعميم، والدافعية .
تابع- التوجيه والإرشاد النفسي وعلم النفس
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس الصناعي،في تطبيق المبادئ العامة في علم النفس على المشكلات العملية في الصناعة والإنتاج والتدريب.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس الجنائي، في معرفة السلوك المنحرف المضاد للمجتمع والذي يعاقب عليه القانون مثل الجناح.
- يستفيد الإرشاد النفسي من علم النفس العام في دراسة الشخصية ودينامياتها.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
2-التوجيه والإرشاد وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية:
يهتم كل منهما بالسلوك الاجتماعي والقيم والتقاليد والعادات والمعايير الاجتماعية والنمو الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية والخبرات الاجتماعية.
- يهتم المرشد في مجال الإرشاد الاسري ، بدراسة الأسرة باعتبارها أقوى العوامل الاجتماعية تأثيرا في الفرد وفي تنشئته.
- يهتم المرشد بمعرفة الطبقة الاجتماعية ، في اسلوب حياة الفرد الاجتماعية في إطار هذه الطبقة العليا أو المتوسطة أو الدنيا، والحراك الاجتماعي الرأسي بين الطبقات.
تابع- لتوجيه والإرشاد وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية
- يهتم المرشد بدراسة نظام الحياة في الريف والحضر والبدو لوجود فروق شخصيه بينهم، وكذلك دراسة الحياة في المجتمعات المختلفة.
- ويشترك الإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية في ان كلاهما خدمة ميدانية في المشكلات الإنسانية، ويستفيد منه اساليب هامة كدراسة الحالة والمقابلة.
- ويشترك المرشد النفسي والأخصائي الاجتماعي ، في تقديمهما للخدمات التي تتناول البيئة الاجتماعية حتى يسهل حل المشكلات، والاهتمام بمشكلات الأسرة والدراسة والعمل.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
3- التوجيه والإرشاد وعلم الطب:
- يتضمن الارشاد النفسي عمليه علاجيه، فهو ملئ بالمصطلحات الطبية مثل التشخيص والاهداف والعلاج المشتركة مع العلاج النفسي والطب النفسي.
- وهناك معلومات من علم الطب على المرشد والمعالج العلم بها التي تعينه في دراسة الحاله والعمل مع الفريق الطبي، حيث ان الانفعلات والضغوط النفسيه لها ردود فعل جسمي وفسيولوجي ذات اعراض وامراض معروفه.
- ويحدد الدستور الاخلاقي للمرشد والمعالج النفسي حدود العلاقه بين الأخصائيين حيث يجب عليهم ان يمارسوا اعمالهم في التشخيص والارشاد والعلاج كلا بدوره.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
4- التوجيه والإرشاد وعلم الإنسان:
- ان علم الانسان ( أنثروبولوجي) يدرس العناصر الحيوية والعناصر الاجتماعية والثقافية للإنسان. والثقافة هي مجمع السلوك البشري.
- ويهتم علم الانسان بدراسة أنماط الثقافة في الأجزاء المختلفة في العالم مثل:
الجماعات البدائية، ليفسر الفروق بين الثقافات المختلفة.
- ويشترك الارشاد النفسي مع علم الانسان في الاهتمام بدراسة شخصية الفرد والمجال البيئي والاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
5- التوجيه والإرشاد وعلم الاقتصاد:
- من مجالات الإرشاد النفسي: الارشاد المهني ويهتم المرشد بمساعدة العميل في عالم المهنة والاقتصاد تعريفا واختيارا وإعدادا ودخولا وتوافقا.
- ويهتم المرشد بدراسة فرص العمل والتغيرات التي تطرأ على المهن مع التقدم والنمو العلمي والتكنولوجي الحديث في عالم الاقتصاد والعمل.
- ويسعى الارشاد النفسي لعدم حدوث خسارة قومية في القوى البشرية المستمرة خلال عملية التربية والتعليم، حيث يعمل الارشاد على اعداد الفرد للمستقبل ويكون لديه الاستعداد للعمل في عدة مهن مختلفة نظرا لسرعة التطور التكنولوجي والتغير الاجتماعي.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
6- التوجيه والإرشاد والدين:
- من طرق الإرشاد النفسي: الإرشاد النفسي الديني الذي يدخل في ديناميات عملية الإرشاد. فالتدين والعقيدة الدينية السليمة تعتبر اساس متين للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية.
* على المرشد العلم بمفاهيم دينية اساسية في رأي الدين مثل:
طبيعة الإنسان كما حددها الله.
أساليب الاضطراب النفسي مثل الذنوب والضلال والصراع و ضعف الضمير
أعراض الاضطراب النفسي مثل الانحراف والشعور بالإثم والخوف والقلق.
الوقاية الدينية من الاضطراب النفسي مثل الايمان والسلوك الديني والأخلاقي.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والعلوم المتصلة به
7- التوجيه والإرشاد والقانون:
- كثير من حالات الإرشاد النفسي متعلقة بمشكلات قانونية وقضائية.
- وهناك بعض المسؤليات القانونية على المرشد مراعاتها عند ممارسة الارشاد النفسي مع العميل، مثل:
أسرار العميل على المرشد احترام العميل في حفظ اسراره وعدم الخوض فيها.
السلوك الجنائي للعميل ليس مسؤل المرشد عن سلوكيات العميل الجنائية.
سلوك المرشد المنافي للآداب هناك حدود يؤاخذ عليه قانونا.
الاعتبارات القانونية حصول المرشد على ترخيص رسمي لممارسة الارشاد والعلاج ، كما ان المرشد معفي من إدلاء شهادته لعميل من عملائه.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي
عناصر الاتفاق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
1- كلاهما عملية مساعدة وخدمة الفرد نفسيا بهدف تحقيق فهم النفس.
2- معلومات دراسة الحالة ووسائل جمع المعلومات واحدة.
3- لهما استراتيجيات واهداف واحدة: التنموية والوقائية والعلاجية.
4- اجرائاتهما واحدة: الفحص وتحديد المشكله والتشخيص وحل المشكلات واتخاذ القرارات و التعلم والمتابعة والانهاء.
5- يتعاملان مع الحالات الحدية بين السويةواللاسوية أوبين العاديين والمرضى
6- كل من المرشد والمعالج النفسي لا يخلوان من مركز إرشاد أو عيادة نفسية.
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسيعناصر الاختلاف بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
تابع-التوجيه والإرشاد النفسي والصحة النفسية والعلاج النفسي
العناصر المشتركة بين عمليتي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي :
أولا: البداية – ثانيا: نمو الألفة – ثالثا: تحديد المشكلة – رابعا: تقييم البيئة
– خامسا: حل المشكلة – سادسا: اتخاذ القرارات – سابعا: استراتيجيات إضافية – ثامنا: الإنهاء
مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
هناك ثلاثة مناهج واستراتيجيات لتحقيق أهداف التوجيه والإرشاد النفسي:
* المنهج التنموي: ويطلق عليه“ الاستراتيجية الإنشائية“
- يتضمن الاجراءات التي تؤدي الى النمو السوي السليم لدى الأسوياء والعاديين، خلال مرحلة نموهم حتى يتحقق الوصول بهم الى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية.
- ويتحقق عن طريق معرفة وفهم وتقبل الذات ونمو مفهوم موجوب للذات وتحديد أهداف سليمة للحياة، وتوجيهها التوجيه السليم نفسيا وتربويا ومهنيا، من خلال رعاية مظاهر نمو الشخصية جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا.
تابع- مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
* المنهج الوقائي: يطلق عليه ”التحصين النفسي“ ضد المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية.
- يهتم بالأسوياء والاصحاء قبل اهتمامه بالمرضى ليقيهم ضد حدوث المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية.
- للمنهج الوقائي ثلاثة مستويات :
* الوقاية الأولية: تتضمن محاولة منع حدوث المشكلة ، بإزالة الاسباب.
* الوقاية الثانوية: تتضمن محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطراب في مرحلته الأولى للسيطرة عليه ومنع تفاقمه.
* الوقاية من الدرجة الثالثة: تتضمن محاولة التقليل من أثر إعاقة الاضطراب أو منع إزمان المرض.
تابع- مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد النفسي
المنهج العلاجي: يمر الفرد بفترات حرجة ومشكلات يحتاج فيها الى مساعدة لتخفيض مستوى القلق ورفع مستوى الامل.
- يتضمن المنهج العلاجي علاج المشكلات والاضطرابات والامراض النفسية حتى العودة الى حالة التوافق والصحة النفسية.
- ويهتم بنظريات الاضطراب والمرض النفسي وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه، وتوفير المرشدين والمعالجين والمراكز والمستشفيات النفسية.
- يحتاج المنهج العلاجي الى تخصص أدق في الارشاد العلاجي مقارنة بالمنهجين التنموي والوقائي، وهو اكثر المناهج تكلفة في الوقت والجهد والمال.
أسس التوجيه والإرشاد النفسي الفصل الثاني
أولا: الأسس العامة:
1- الثبات النسبي للسلوك الإنساني.
2- مرونة السلوك الإنساني.
3- السلوك الإنساني فردي – جماعي.
4- استعداد الإنسان للتوجيه والإرشاد.
5- حق الفرد في الاستفادة من التوجيه والإرشاد.
6- حق الفرد في تقرير مصيره بنفسه.
7- تقبل المسترشد.
8- استمرار عملية الإرشاد.
ثانياً: الأسس النفسية والتربوية
1- الفروق الفردية.
2- الفروق بين الجنسين.
تابع- الأسس النفسية والتربوية
* مطالب النمو:
- توضح مطالب النمو المستويات الضرورية التي تحددها كل خطوات نمو الفرد، وتبين مدى تحقيق الفرد لذاته وإشباعه لحاجاته وفقا لمستوى نضجه وتطور خبراته التي تتناسب مع مرحلة النمو.
- ويؤدي تحقيق مطالب النمو الى سعادة أو شقاء الفرد، وسهولة وصعوبة تحقيق مطالب النمو الاخرى في نفس المرحلة وفي المراحل التالية.
- ويحتاج تحقيق مطالب النمو الى تعلم واتخاذ قرارات، وهذا واجب في عملية الإرشاد النفسي وفي العملية التربوية بشكل عام.
- ونجد ان هناك ترابط مطالب النمو،اي تكاملا افقيا ورأسيا في السلوك، ان تحقيق مطلب من مطالب النمو تحقيقا سويا يميل الى تحقيق باقي المطالب في المرحلة بدرجة جيدة، وكذلك الاستمرار في تحقيق مطالب النمو في المراحل التالية بنجاح.
تابع – مطالب النمو
- أهم مطالب النمو خلال مراحل النمو المتتابعة:
في مرحلة الطفولة: المحافظة على الحياة، تعلم المشي، والأكل،و الكلام ، وتعلم ضبط الإخراج، تعلم قواعد السلامة، والتفاعل الاجتماعي، تكوين الضمير،تعلم التمييز بين الصواب والخطأ،ونمو المفهوم الايجابي للذات.
في مرحلة المراهقة: نمو مفهوم سوي للجسم وتقبل الجسم، تقبل الدور الجنسي في الحياة، نموالثقة في الذات،تقبل المسئولية الاجتماعية، اختيار مهنة والاستعداد لها،معرفة السلوك الاجتماعي المعياري المقبول،إعادة تنظيم الذات ونمو ضبط الذات، وبلوغ الاستقلال الانفعالي عن الكبار.
في مرحلة الرشد: تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث، توسيع الخبرات العقلية المعرفية، اختيار الزوج، تكوين الاسرة والتوافق الاسري، ممارسة المهنة والتوافق المهني، تكوين وتنمية الهوايات المناسبه لهذه المرحلة.
تابع – مطالب النمو
في مرحلة الشيخوخة: التوافق بالنسبة للضعف الجسمي والمتاعب الصحية، الاستعداد لتقبل المساعدة من الاخرين، التوافق لموت الزوج او الاصدقاء، الوفاء بالالتزامات الاجتماعية قدر الامكان، تقبل التغير الاجتماعي المستمر والتوافق مع الاجيال التالية.
مطالب النمو العامة في كل المراحل:
نمو واستغلال الإمكانات الجسمية الى اقصى حد، تكوين عادات سليمة في الغذاء والنوم والوقاية الصحية، تحصيل اكبر قدر من المعرفة والثقافة العامة، النمو الاجتماعي المتوافق الى اقصى حد، الاتصال والتفاعل السليم في حدود البيئة، تنمية المهارات الاجتماعية، تحقيق النمو الأخلاقي والديني والنمو الانفعالي، اشباع الحاجات الساسية كالأمن والانتماء والمكانة والتقدير والحب والمحبة والتوافق والمعرفة وتنمية القدرات والنجاح والدفاع عن النفس والضبط والحرية.
ثالثا
ثالثاً: الأسس الاجتماعية
الاهتمام بالجوانب الاجتماعية للفرد.
الاستفادة من المؤسسات الاجتماعية في العملية الإرشادية.
رابعاً: الأسس الأخلاقية
نظريات التوجيه والإرشاد النفسي
الفصل الثالث
ماهي النظرية؟
1- إن النظرية تمثل الأساس الفكري الذي ينطلق منه المرشد إلى الواقع.
2- إنها تمثل إطاراً عاماً يضم مجموعة من الحقائق المنظمة والمترابطة.
3- والقوانين العلمية .
4- والافتراضات المناسبة.
5- والتعاريف العلمية القائمة على الملاحظة والتجريب .
6- والتي من خلالها يمكننا تفسير الظواهر النفسية .
ونظريات التوجيه والإرشاد النفسي ليست إلا وجهات نظر متمايزة في مجال تعديل السلوك الإنساني المضطرب، وصولاً إلى التوافق النفسي والاجتماعي. وهذه النظريات تكمل بعضها بعضاً أكثر من كونها متعارضة . إنها تساعدنا في فهم الطرائق وإيضاحها والأساليب المناسبة التي من خلالها نتوصل إلى ما نريد.
أهم نظريات التوجيه والإرشاد النفسي
لا بد من التنويه بأنه لا توجد نظريات خاصة بالتوجيه، وأخرى خاصة بالإرشاد وثالثة بالعلاج، وإنما نظريات قد انطلقت في تفسيرها للسلوك من نظريات علم النفس ونمت في إطار الممارسة الاكلينيكية والعلاج النفسي، وهي تستخدم في مجال التوجيه والإرشاد . ومعظم المؤلفات الرئيسية في هذا المجال تشير إلى نظريات الإرشاد والعلاج النفسي معاً.
وبالرغم من تعدد نظريات التوجيه والإرشاد ، إلا أن كل نظرية تركز على جانب معين في تفسيرها للسلوك الإنساني، وأسباب اضطرابه، وكيفية علاجه. والمرشد النفسي يمكنه اختيار نظرية ما أثناء ممارسته لتوجيه الحالات التي يتعامل معها وإرشادها.
النظرية السلوكية (:(Behavior theory
1- تعود جذور النظرية السلوكية إلى العالم الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف ((lvan pavlov(1849-1936(صاحب نظرية الإشراط الكلاسيكي من خلال تجاربه على الكلاب. كما يرتبط اسم هذه النظرية باسم كل من العلماء : واطسن، سكنر، ثورندايك، جون دولارد، نيل ميللر، روتر، وبندورا ووالتر..وغيرهم. فقد حاول هؤلاء تفسير السلوك، وكيفية حدوث التعلم. فسلوك الإنسان من وجهة نظرهم، متعلم، وأن لدى الفرد دوافع فسيولوجية هي الأساس في سلوك الإنسان، وعن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة تستند إلى الدوافع الفسيولوجية وتسمى بالدوافع الثانوية، وهذه الدوافع هي التي توجه سلوك الإنسان للوصول إلى أهدافه.
النظرية السلوكية (:(Behavior theory
2- فالعالم سكنر Skinner ( 1904-1991) يعتقد أن السلوكيين يجب أن يركزوا على فهم ما يفعله الكائن ، إذ أن الاستعدادات الداخلية (الوراثية) تعد تفسيرات غير كافية للسلوك . كما يرى أن شخصيات الناس تتكون من خلال الاستجابات التي يقومون بها . ويعد سنكر صاحب نظرية الإشراط الإجرائي، من خلال تجاربه على الحمام، حيث يسمى صندوق تجاربه باسمه (صندوق سكنر)
3- أما العالم بندورا Bandura (1925- ) ذو الأصل البولندي، فيرى أن التعلم يحدث بواسطة طرائق الملاحظة، حيث إن التعلم بالملاحظة يتم من خلال مشاهدة نماذج من المحيط. فالطفل يتعلم مثلاً آداب المائدة من خلال ملاحظة سلوك والديهم، ومن خلال التعليمات المباشرة، أو من خلال قراءة القصص والكتب أو مشاهدة النماذج التلفزيونية وذلك من خلال التعزيز.
النظرة السلوكية للطبيعة الإنسانية:
إن الاهتمام الرئيس للنظرية السلوكية هو السلوك، حيث ترى أن معظم سلوكيات الإنسان متعلمة، وهي بمثابة استجابات لمثيرات محددة موجودة في البيئة.
فهي تركز على كيفية تعلم السلوك وكيفية تعديله وتغييره. كما يؤمن السلوكيون بالسلوك الظاهر القابل للقياس والملاحظة، فمفاهيم مثل اللاشعور، والذات، والأنا الأعلى... ليس لها معنى وفقاً لوجهة النظر السلوكية، وينظرون إلى الشخصية بأنها مجموعة من الأنماط السلوكية الظاهرة، أو مجموعة من العادات السلوكية المتعلمة والثابتة نسبياً، والقابلة للملاحظة والقياس والتنبؤ، والتي تميز الفرد عن الآخرين .
تفسير الاضطرابات النفسية:
يرى السلوكيون أن الاضطرابات النفسية، والمشكلات السلوكية، ماهي إلا عادات متعلمة خاطئة، أو سلوكيات غير متكيفة، يحتفظ بها الفرد لفاعليتها كوسيلة دفاعية لتجنب مواقف غير مرغوبة، أو ليقلل من قلقه وتوتراته، مما جعلها ترتبط شرطياً بالموقف الذي أدى إليها. فالسرقة، والكذب، والخوف المرضي من الموت أومن الأماكن المغلقة أو المزدحمة، ليست إلا استجابات خاطئة تعلمها الفرد لكف القلق والتوتر الناتج عن مثيرات محددة، ويعمل التعزيز على تدعيم السلوكيات غير الرغوبة.
فالطفل الذي يعتدي على زملائه داخل الفصل، قد تعلم ذلك كوسيلة لجذب الانتباه إليه، وجذب الانتباه يعد بمثابة التعزيز أو المكافأة لسلوكه العدواني.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
أولاً- نظرية الإرشاد أو العلاج المعرفي عند بيك: Beck’s Cognitive Therapy
1- يعد آرون بيك Abeck(1921- ) من الباحثين المعاصرين حيث حصل على درجة الدكتوراه في الطب عام (1946) من جامعة ييل Yale، وعلى درجة التخصص العالية في الطب النفسي عام (1952).
2- يستند الإرشاد المعرفي من وجهة نظر بيك على الفكرة القائلة : إن ما يفكر فيه الناس وما يقولونه لأنفسهم، وكذلك اتجاهاتهم وآرائهم ومثلهم، إنما هي أمور مهمة وذات صلة وثيقة بسلوكهم الصحيح والمرضي ( الشناوي، 1995: ص 146). ويرى بيك أن ردود الفعل الانفعالية ليست استجابات مباشرة ولا تلقائية بالنسبة للمثير الخارجي، وإنما يجري تحليل دقيق لهذه المثيرات، وتفسير لها من خلال النظام المعرفي (العقلي) الداخلي وقد ينجم عن عدم الاتساق بين النظام المعرفي الداخلي وبين المثيرات الخارجية، وجود الاضطرابات والمشاكل النفسية.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
3- فالأشخاص من وجهة نظر بيك يستجيبون للأحداث والمواقف وفقاً للمعاني التي يعطونها لها، وهذا ما يجعل استجاباتهم نحو الموقف الواحد متباينة، بل تختلف عند الشخص الواحد في أوقات مختلفة .
ومثال ذلك أن الحزن ينشأ عند شخص ما نتيجة إدراكه أن شيئاً ذا قيمة قد فقد منه أدى إلى فقدان في المجال الذاتي للفرد فالفكرة التي تؤدي إلى الحزن أو الغضب أو القلق إذا اشتملت على تشويش للواقع فإنه ينتج عنها اكتئاب أو قلق أو بارانويا..إلخ.
4- من جانب آخر يستجيب الأشخاص لكثير من المواقف بشكل متسق، مما يشير إلى أن هذه الاستجابات توجهها مجموعة من القواعد، وهذه القواعد تشكل الأساس الذي تنطلق منه تفسيرات الأفراد وتوقعاتهم وما يقولونه لأنفسهم ، فهي تقدم إطاراً لفهم خبرات الحياة.
نظريات الإرشاد أو العلاج العقلي- المعرفي :theories of cognitive counseling or therapy
5- ويرى بيك أن القواعد تمثل جزءاً من التراث الاجتماعي والثقافي للمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان والتي تكتسب من خلال الخبرات الشخصية، وملاحظة الآخرين. وتساعد القواعد ( التي يمارسها المسترشد) المرشد أو المعالج على فهم السلوك غير المنطقي، وكذلك الاستجابات الانفعالية الشاذة. وعندما تكون هذه القواعد غير منسجمة مع الواقع أو إذا استخدمت بتطرف، فإنه من المتوقع أن ينتج عنها مشكلات نفسية شخصية، أو مشكلات في العلاقات مع الآخرين.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
1- تعد الاستجابات الانفعالية أو المشكلات النفسية نتاج التفكير الخاطئ عند الشخص. وبالتالي فإن الإرشاد المعرفي يتضمن الطرائق والأساليب كلها التي من شأنها تصحيح التفكير الخاطئ عند المسترشد، بحيث تصحح صورة الواقع في نظره، ويصبح تفكيره منطقياً. ولذلك يكون الإرشاد المعرفي أكثر فاعلية مع الأشخاص الذين لديهم قدرة على الاستبطان Introspection ، والتروي Reflection، والذين يمكنهم التفكير بشكل مناسب في مجال حياتهم خارج إطار المشكلة.
2- أما العلاقة بين المرشد والمسترشد في هذا النوع من الإرشاد، فيجب أن تتصف بالتقبل والتعاون والدفء العاطفي والمشاركة الوجدانية للمسترشد. ولذلك يجب على المرشد أن يكون حساساً لحاجات المسترشد عند مناقشة موضوعات معينة في الجلسات الإرشادية.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
3- أن يعمل على خفض المشكلات عند التعرف عليها وعلى مكوناتها الرئيسية وعلى أسبابها مع التركيز على المكونات الأساسية للمشكلة أو الاضطراب . ولابد أيضاً من إشراك المسترشد في حل المشكلة حتى يتعلم كيفية حل المشكلات عندما يكون لوحده.
ومن اهم الأساليب المستخدمة في الإرشاد المعرفي من وجهة نظر «بيك» ما يلي:
1- التعرف على الأفكار الخاطئة المرتبطة بسوء التوافق:
وهي الأفكار التي تعيق الفرد من مواجهة خبرات الحياة.
2- ملء الفراغات :
عندما يتحدث المسترشد عن الأحداث التي وقعت له وعن ردود الفعل الصادرة منه نحو هذه الأحداث، فإنه توجد عادة فجوة أو فراغ بين المثير والاستجابة، وتتمثل هذه الفجوة بالأفكار أو المعتقدات التي يكونها المسترشد نحو تلك الأحداث، وتكون مهمة المرشد ملء هذا الفراغ من خلال تعليم المسترشد التركيز على الأفكار التي تحدث أثناء معايشة المثير والاستجابة.
الإرشاد المعرفي للاضطرابات النفسية:
3- الإبعاد :
يسمي «بيك» العملية التي ينظر بها المسترشد بشكل موضوعي إلى الأفكار «بالإبعاد» وتشتمل على الاعتراف بأن الأفكار التلقائية التي كونها المسترشد عن الأحداث ليست هي الواقع، ولا يوثق بها، وتسيء إلى توافقه وصحته النفسية.
ش
4- تعلم اساليب جديدة في الحصول على المعلومات مع استخدام الدليل والبرهان العلمي لتأكيدها
من أبرز التصورات الخاطئة التي يكثر وجودها عند المسترشدين :
أ- المرحلة الأولى : التصورات الخاطئة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات بارانويدية:
فالأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات يظهرون الهذاءات، ويخفقون في اختيار الواقع، ويكون لديهم اضطراب في محتوى التفكير .
أما التصورات الخاطئة لدى الحالات الاكتئابية فتتمثل فيما يلي :
- إنني الآن ، كما كنت ، وسأكون دائماً متشائماً.
- إنني الآن ، كما كنت ، وسأكون دائما قليل الحيلة.
- إنني الآن ، وقد كنت ، وسأكون دائماً لا قيمة لي.
- إنني أعاني من رفض الآخرين لي، ولا قيمة لي إطلاقاً.
من أبرز التصورات الخاطئة التي يكثر وجودها عند المسترشدين :
وفي حالات الوساوس القهرية تكون التصورات الخاطئة كما يلي:
- ينبغي أن أكون دائماً مرتباً.
- لا أتحمل القذارة والجراثيم أبداً.
- يجب أن أكون كفوءاً مهما كان الثمن.
- ينبغي ألا أثق بأي إنسان .
أما التصورات الخاطئة لدى الأشخاص الذين يعانون من المخاوف المرضية فتكون كما يلي:
- إن الشيء الذي أخاف منه هو شيء خطر.
- لا أستطيع أن أتحمل نفسي عندما يكون الشيء الذي أخاف منه موجوداً.
- لا أتمكن من استبعاد استجابة الخوف.
في حين تكون التصورات الخاطئة لدى الشخص الذي يعد نفسه مهماً كالآتي:
- يجب أن أتفوق على الآخرين دائماً.
- يجب علي ألا أتفاهم مع أحد أبداً.
- يجب أن أتطلع إلى الكمال .
- لا يمكن الوثوق بالآخرين.
عمل المرشد النفسي:
1- اختبار الذات : Self-Examination
يقوم المرشد النفسي حسب هذه الطريقة بتشجيع المسترشد للتحدث عن نفسه أي أن ينشغل في اكتشافه ذاته، وهو إجراء يتيح فيه المرشد للمسترشد بشكل غير مباشر فرصة التعرف على الدليل . ومن أفضل الأساليب لاختبار الذات ، تلك التي يستخدمها المرشدون في العلاج المتمركز حول الشخص ( لكارل روحرز) ، والذي يركز على تشجيع انعكاس المشاعر واستجلائها لتسهيل عملية اكتشاف المسترشد لذاته.
ويمكن أن تؤدي عملية اختبار المسترشد لذاته إلى استبعاد التصورات الدفاعية الخاطئة لتحل محلها إدراكات صحيحة حول علاقاته بذاته وبالآخرين.
2- الإيضاح أو التفسير : Explanation
يشتمل التفسير على مجموعة من الأساليب التي تساعد المسترشد على تحديد التصورات الخاطئة، وتوجهه في عملية اختبار الذات، وإظهار الذات، والتعلم بالإنابة ( التعلم بالاعتبار) . ففي التفسير والمواجهة يعطي المرشد المسترشد المعلومات التي لا تكون متوفرة له (للمسترشد).
عمل المرشد النفسي:
3- إظهار الذات Self- Demonstration :
يعد هذا الأسلوب إجراء يشجع به المرشد المسترشد في أن يشارك في موقف يمكنه ملاحظة تصوراته الخاطئة الخاصة ، أو يحصل على دليل مباشر نتيجة مراقبته لذاته، بحيث يتمكن من تغيير التصورات الخاطئة. وعملية إظهار الذات تعتمد على مواقف واقعية تدفع المسترشد إلى معايشة اقتناعاته وأفكاره الخاطئة حول نفسه في علاقاتها مع الآخرين.
4- التعلم بالعبرة أو الإنابة Vicariation :
يتضمن هذا الأسلوب على النمذجة Modelling ، حيث يقوم المسترشد بملاحظة نموذج يؤدي نشاطاً معيناً، ويتخيل نفسه وهو يقوم بالنشاط ذاته . والجدير ذكره فإن هذه الأساليب تستخدم في معظم الأحيان متداخلة مع بعضها بعض ، ولا يستخدم كل أسلوب في معزل عن الأسلوب الآخر.
عمل المسترشد:
أ- المراجعة المعِرفية
ب- الاستبصار
ثالثاً: نظرية الإرشاد أو العلاج العقلاني- الانفعالي:
Theory of Rational-Emotive Counselling or Therapy (RET):
تكمن جذور هذه النظرية في كتابات الفلاسفة اليونانيين (قبل حوالي 2500 سنة من الآن) ، حيث يرون أن الطريقة التي ندرك بها الأشياء وليست الأشياء ذاتها ، هي التي تسم سلوكنا بالاضطراب أو السواء.
أما في العصر الحديث فيعد ألبرت إليس Albert Ellis (1913- ) مؤسس هذه النظرية ، فقد حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة كولوميبا عام (1947) ، وفي عام (1962) بدأ منهجه العلاجي عندما نشر كتابه « العقل والانفعال في العلاج النفسي» .
ومن أبرز المسلمات التي تقوم عليها نظرية ألبرت إليس ما يلي:
1- إن الناس يتحكمون في حياتهم بما يحملونه من أفكار ومعتقدات والتصرف بموجبها .
2- ينشأ التفكير اللاعقلاني عند الإنسان من خلال التنشئة الاجتماعية.
3- إن الفكرة الرئيسية التي تعتمد عليها اساليب الإرشاد أو العلاج العقلي الانفعالي عند «اليس»
هي أنه لا يمكن الفصل بين تفكير الإنسان وبين انفعاله وسلوكه.
أبرز المسلمات التي تقوم عليها نظرية ألبرت إليس ما يلي:
4- اهتم «إليس» بشكل كبير بالإرشاد أو العلاج المعرفي- العقلاني ، الذي يركز على البحث عن الأفكار اللاعقلانية عند المسترشد ومهاجمتها وتفنيدها باعتبارها مصدراً للاضطراب الانفعالي والسلوكي ، ثم تعليمه أفكاراً أكثر عقلانية . فمن أجل إحداث التحسن في انفعالات المسترشد وسلوكه.
5- إن الإنسان من وجهة نظر «إليس» ليس كائناً بيولوجياً تتحكم فيه الغرائز ، وإنما شخص قادر على فهم العجز الذي عنده، ولديه القدرة على تغيير الأفكار الخاطئة التي تعلمها في طفولته، ولديه القدرة على مواجهة الميل إلى خداع النفس ، و أن يسلك ويفكر ليجعل نفسه فريداً ومختلفاً (كوري،1985).
السلوك المضطرب:
يرى «إليس» أن كل الاضطرابات النفسية الشديدة لا تنشأ من النقطة (A) أي من الخبرات أو الأحداث المنشطة التي تؤثر على الناس ، و إنما تنشأ بشكل مباشر من النقطة (B) ، أي من الأفكار التي يتبناها الناس حول الخبرات أو الأحداث . وفي حالة الاضطرابات النفسية فإن هذه الأفكار لا عقلانية، وهي تؤثر على إدراك الشخص وتأويله للأحداث والمواقف بشكل غير مناسب ، مما يجعله يستجيب استجابات نفسية مضطربة .
نظرية الإرشاد السلوكي – المعرفي: cognitive- behavior modification theory
واضح هذه النظرية دونالد هربرت ميكينبوم D. Meichenbaum (1940- )
ولقد أدت الخبرات التي عاشها ميكينبوم أثناء تدريبه لمرضى الفصام وغيرهم إلى أن يفكر فيما إذا كان من الممكن تدريبهم على أن يتحدثوا إلى أنفسهم بطريقة تؤدي إلى تغيير سلوكهم ، وقد ركز على الحديث الداخلي Inner-Speech في محاولة لتغييرها ، كم اهتم بالتخيلات Imagens ، على أمل أن يعرف ما إذا كانت مثل هذه التغيرات ستؤدي إلى تغيرات في التفكير وفي الشعور والسلوك ( الشناوي ، 1994).
عملية الإرشاد السلوكي – المعرفي:
تشتمل عملية الإرشاد السلوكي – المعرفي على ثلاث مراحل أساسية هي :
1- الملاحظة الذاتية :
تكون لدى المسترشد قبل حضوره للإرشاد أحاديث ذاتية سلبية وتخيلات غير مناسبة، وأثناء عملية الإرشاد يحاول المرشد مساعدة المسترشد في جعله أكثر وعياً ، ويحثه على التركيز في أفكاره ومشاعره وردود فعله الفيسولوجية ، والسلوكيات المتصلة بعلاقاته الشخصية مع الآخرين ، وتؤدي هذه العملية إلى أبنية معرفية جديدة عند المسترشد تسمح له بأن ينظر إلى المشكلات الخاصة به في صور مختلفة جديدة ، وأن يبني أفكاراً وسلوكيات صحيحة تتناسب مع المشكلات.
2- الأفكار والسلوكيات غير المناسبة :
إذا كان سلوك المسترشد مطلوباً تغييره، فينبغي أن يكون ما يقوله لنفسه أو يتخيله يولد سلسلة جديدة غير متناسبة مع سلوكياته غير المتوافقة ( السلوكيات المشكلة).
3- تطوير الجوانب المعرفية الخاصة بالتغيير:
تتضمن هذه المرحلة قيام المسترشد بسلوكيات التعامل (المواجهة coping) على أساس يومي ، وكذلك الأحاديث الذاتية حول نتائج هذه التجارب الشخصية .
يقول ميكينبوم (1977) : «إن ما يقوله المسترشد لنفسه حول السلوكيات الجديدة التي اكتسبها ، والنتائج المترتبة عليها ، سيؤثر على عملية التغيير إذا ما كانت ستبقى في السلوك وستعمم على مواقف أخرى ..»