صدر مؤخراً عدد جديد من سلسلة عالم المعرفة، وهي سلسلة من الكتب الثقافية تصدر كل شهر عن المجلس الوطني للثقافية والفنون والآداب بدولة الكويت، والإصدار الجديد يتضمن كتاب " الخيال - من الكهف إلي الواقع الافتراضي" تأليف الدكتور شاكر عبد الحميد الذي يعمل حالياً أستاذاً لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون بجمهورية مصر العربية، وهو متخصص في دراسات الإبداع والتذوق الفني لدي الأطفال والكبار، وله العديد من المساهمات في النقد الأدبي والتشكيلي. صدر للدكتور عبد الحميد في سلسلة عالم المعرفة من قبل أربعة كتب العملية الإبداعية في فن التصوير 1987 و التفضيل الجمالي2001 و الفكاهة والضحك - رؤية جديدة 2003 و عصر الصورة 2005 وله كتابان مترجمان هما: " العبقرية والإبداع والقيادة" و " سيكولوجية فنون الأداء" ، بالإضافة إلي مجموعة أخرى متنوعة من المؤلفات. وتأتي أهمية الموضوع المطروح في الكتاب الجديد أن الخيال يؤدي دوراً هاماً في كثير من جوانب الحياة الإنسانية، كما أنه يمارس دوراً حاسماً في الأدب والفن التشكيلي وفي المسرح والسينما وفي التربية والتعليم وفي الصحة والمرض، ولدي الكبار والصغار والذكور والإناث، كما أن للخيال دوراً مهماً في الاختراع العلمي لدي الإنسان عبر التاريخ. ويستعرض المؤلف من خلال كتابه المفاهيم الأساسية المرتبطة بالخيال عند الأطفال، ويناقش أهم الإسهامات الفلسفية التي قدمها فلاسفة بارزون في هذا المجال، كما حاول أيضاً أن يستكشف الأبعاد الأساسية للخيال في الأدب وقصص الخيال العلمي، ثم سعي إلي أن يستكشف جذور الخيال وتجلياته في الفن التشكيلي والمسرح والسينما وغيرها. وحاول المؤلف في نهاية الكتاب طرح أفكار جديدة حول التربية عن طريق الخيال، مؤكداً من خلالها علي ضرورة وضع البعد الخيالي في الاعتبار عند التخطيط للبرامج التربوية وعند تنفيذها. وجاء في توطئة الكتاب أن الخيال يمارس دوره في العلم وفي اختراع الأجهزة والأدوات، وفي اختراع النماذج، وصياغة الفروض والأفكار وإجراء التجارب، وفي الفلسفة يمكن للخيال أن يوحي بالتصورات الاستعارات وأشكال التناظر والمجاز، وكل ما يتعلق بالأبنية العقلية المتماسكة والنظريات الثرية. وقال المؤلف أنه لا يمكن وصف التاريخ ولا تعليمه من دون خيال، أو علي الأقل من دون صور متخيلة أو خيالية، وقد نشأت أمم وحضارات بفعل وجود متخيل معين لدي بعض الشعوب. ولعل صورة عقلية خاصة حول انحسار الإمبراطوريات واضمحلالها، أو حول العصور الوسطي، أو حول المدرسة الرومانتيكية أو الحرب الباردة، وهي صور ومفاهيم تحوي بعض المجازات والاستعارات المعينة، والتي هي بدورها أحجار البناء الأساسية في نشاط الخيال، إنها نواتج خيال المؤرخ، ومن ثم تصبح المخزون الرئيسي للتراث التاريخي، والأمر صحيح في فروع المعرفة الإنسانية المتنوعة.